Telegram Web Link
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
مالفرق بيننا وبين الصحابة في تلقي القُرآن ؟
يقول الرّافعي في نصٍّ بليغ:
‏"يا بني، إذا أراد الله أمرًا هيَّأ أسبابه، فربما سعى المرء بكل سبب فلم يفلح، ثم يقع له سبب لم يمتهِد له وسيلة قطُّ فإذا هو عند بُغيته، وإذا هو قد ملأ يديه مما كان قد يئس منه، فلا يكون عجبه كيف خاب في الأولى بأشدّ من عجبه كيف نجح في الثانية!"
يا من يملك حوائج السائلين ، ويعلم ضمائر الصامتين يا من ليس معه ربٌّ يُدعى ، ويا من ليس فوقه خالق يُخشى، ويا من ليس له وزير يُؤتى ، ولا حاجب يُرشَ يا من لا يزداد على كثرة السؤال إلا جوداً وكرماً، وعلى كثرة الحوائج إلا تفضيلاً وإحساناً يا من لا يشغله شأن عن شأن، ولا سمع عن سمع، ولا تشتبه عليه الأصوات ، يا من لا تُغلِّطه المسائل ولا تختلف عليه اللغات. يا من لا يُبْرمه إلحاحُ الملحين ، ولا تضجره مسألة السائلين [ أذقنا بَرْدَ عفوك وحلاوة مناجاتك]
مهما بلغ فينا الإنغماس في زُخرف هذه الدُنيا ، وعلت أرواحُنا الأنفه في الإستقرار في ربوعها
لا بُد من تذكيرٍ بحقيقتها ولا بُد لهذه الذكرى أن تكون نافعه " حتى تؤثر ، وأعظم التذكير أن تعرف حقيقة مجيئك إلى هذه الدُنيا ؟ وهذه النقطة الفاصـلة أُحب أن تُزاحم نفوس النشئ منذُ تحسسّ الفِطرّ السليمة
حتى كُلما نزع التيارُ أرواحهم نحو الهاوية!
توقفت بهم تلك "الفكرة" لماذا أفعل هكذا؟ ما هو العائد علي؟ هل هذا مسموحٍ في ديني؟
هل هذا يُناسبُ بيئتي؟ وكثير من الأسئلة التي تجعل هذا العقل على قدرٍ عالي من الإتزان
لكن إن تردت تلك الفكرة ، وماتت في نفوسـهم "غايةُ الحياة ومألها" وتردى الضميرُ نحو الهاوية
فلا تسأل عن أفعالهم أن تجلت بصوابها أو صارت خطاً بثوب الصواب وألتبس عليهم حابلُ السخف بنابلّ التُرهات .. ولا تدري لعل كل هذا السوء طال أرواحنا لجهلنا بحقيقة البعث بعد الموت ..

أذكر في إحدى دروس العقيدة قالت الدكتورة :
إن الذين يغرقون في معاصيّ الحياة كبيرها وصغيرها
إفراطهم بالذنب تكمن مشكلته بخللٍ تام في قضية "الإيمان باليوم الأخر" لو كان هذا الإنسان يعي قدر هذه الملمه في الإحياء مرةً أُخرى والحسابِ والجزاء والميزان
وتطايرُ الصُحف وولوج القنطرة ..
هل كان سيعصي الله بهذا القدر من الجرأة؟
إن غياب الوعي بحقيقة هذا الأمر .. تُعقّد علينا أسراب الحياة دون أن نشعر ، نرى الأبواب تُغلقُ دوننا ..
وأفواج الحياة تمضـي ونحنُ في عثراتٍ لا تنتهي ، نقف بدافع الإرادة وتضخيم هذه الروُح بفتاتٍ يجعلها تقف حيناً وتنهارُ في معظم الأحيان
ربما نمضي .. نعم لكن هذا المُضي "بروحٍ نازفه"..
إن الحياة تحت مظلة "قال الله ، وقال الرسـول"
تلملم شعث الروُح مهما بلغ مُصابها ..
وأن الحياة من دونهما أو في تقصيرٍ بالغِ بأوامرهما
" لا تُسعفني المعاجم لوصفها "
تتواتـر عليك مواقفّ الحياة ثم لا تلبث إلا أن تعود إلى الله في كل مهَمةٍ وضائقة لتعليم يقينا أن " لا معبود بحقٍ إلا الله "
وأنهُ وحده المستحق للعبادة ، وكلُ العبادِ فقراءُ إليه
وهو غنيٌ عنهم إذا أستقر ذلك في قلبـك .. تحسست
قضية الإيمـان " قالت الأعرابُ ءامنا قُل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولمّا يدُخل الإيمانُ في قلوبكم "
الإيمان حالة شعورية لا يمكن أن تُجسد .. يقول الله بهذا اللفظ " يدخُل الإيمان " هو شيء يدخل إلى الروُح
فيسكن القلبّ ويرضى ، تهدأ الجوارح وتُسّلم .. اللهم لا تحرمنا أن نصـل إلى هذا الشـعور .. وأن نعيش عليه ونلقاك به ♥️
يقول الله جلًّ وعلا :
" وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خيرٌ لكم "
ويقول ربُ العزة :
" فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيرا "
يُقال " في كل شـر خير كثير "
ويقال " ربّ ضـارة نافعة "

بين طيات تلك الألام ، وفي زعزعات الظروف
وصوارف الأيـام المنهكة ، وفي تواتر الأحداث السيئة
لا يغيب عن عقلك ..
أن كل هذا يحدث بتدبير الله وبأمر الله وتحت رعاية الله
لا يتبادر إلى ذهنك مهما عصفت بك الأيام
أنك في طيّ النسيان
أو أن الله لا يأبى بدموعك وحزنك وتلافيف أوجاعك
مادمت تعيش في كنف الغايةِ التي وجدت من أجلها
قائماً بما أمر الله مجتنباً ما نهى عـنه ..
" فلا تهنوا ولا تحزنوا " [ وأنتم الأعلون ]
كل هذه المكاره ، ما قُدرت إلا لعلم الله السابق
أن هذه الحاله " تُناسبك " في زمن معين تحت ظرف معين
ربما تتسأل كيف أرضى وأنا تحت مشنقة الألم
أو تحت أزيز السوء تتخطفني الأوجاع ..؟
إن تبادر إلى ذهنك هذا السؤال
فأنا يدور في خلدي سؤال ..
هل غيرت حالة السـخط من ظروف الأيام ؟
هل أصلحت تجاويف الروُح
هل عالجت صنوف الألم ؟

لا .. أرضى بما قدر الله لك يهنّ عليك العبور ..

يقول الله جلّ وعلا " ولو بسط الله الرزق لعبادهِ لبغوا في الأرض ولكن ينزلُ بقدر ما يشاء إن الله بعباده خبيرٌ بصير "

يقول أحد العارفين بالله عن هذه الأية
أن الله قدر لأحد العباد حالة الغناء .. لعلمه السابق أن هذا أنفع له في دينه ودنياه وأنه لو كان فقيراً لفقد دينه
وقدر لعبده الأخر " الفقر " لعلمه السابق أنها هذه الحاله
أصلح له ولو أغتنى لبغى في الأرض ..
ختام الأيـة " إن الله بعباده خبيرٌ بصير "

الأ يكفيك أنهُ خبير بك يعلم حالك ، تفاصيل أوجاعك
وأسم الله الخبير
" يعني علم الله التـام بأمر السرّ والعلانية "
وبصير " يراك ولا تغيب عنه طرفة عين "
هل يوجد أحد من الخلق!
اعتنى بك هذه العناية التامه ..
هل قدرنا هذه العناية حق قدرهـا ؟
دونك ليلة الجُمعة ، أُحشد أمانيك في ثنايا الصلاةِ على المصطفى صلاةً إبراهيمية تـامة متأنية.. في الثُلث الأخير من الليل حتى تُصافح مطلع الفجر مع الفرج بأذن الله
[ يقول أشرفُ الخلق
" إذاً يُكفى همك ويُغفر ذنبك " ]
وهاتين أعظم الأمـاني 💗
مقياس إعتدال الصـلاة أو إنضباطها في جملة تكاد أن تكون جامعة لكل الصلاة!
أوجزها المصـطفى بقوله " حتى تطمئن "
قالها في كل تحولات الصـلاة قائماً وراكعاً ورافعاً وساجداً
تتأمل كيف لكل هذا الوقوف والإنكسار والخضوع أن لا يكتمل إلا بسـكونك إلا بهدوئـك إلا أن تكون جامعاً كل الشـعور في قلبك ، حتى تستجمع حواسـك لوقوفك في هذا المقام ..
من يتأمل هذا الحديث يُفكر في في إرشاد الرسول ﷺ لذلك الصحابي الذي دخل إلى المسـجد يُريد إقامة فرضـه ثلاث مرات منبهاً له " إرجع فصلّ فإنك لم تُصلي "
كم كان مقدار الطمأنينة في وقوفه ؟ هل كان كافيها لإستمداد الرحمةِ في شرفِ هذا الوقوف أم أن أفكاره وخيالاته ومخاوفه قد أحاطت بهِ .. وجعلتهُ واقفاً بجسـده خالياً من كل شيءّ
لماذا أعادهُ الرسول ﷺ ثلاث مرات رغم إقامته للصـلاة
تخيل أن كل هذه الإعادات كان بسبب فقدان الطمأنينة
حتى أن بعض الروايات ذكرت أن الرسول ﷺ كان وهو ساجد أو راكع يُسبح الله أو يُعظمه عشر مرات يا تُرى هل كان هذا التسبيح والتعظيم والإجلال كمحاولة في إستجماع تلك المضغة؟ ماذا لو رأنا رسول الله ﷺ في صلواتنا وخلواتنا هل سيُعيدنا إلى الوقوف أم أنهُ سيعيد إتصال الروُح بخالقها من جديد؟ كان يُنادي في أفواج الصـحابة "أرحنا بها يا بلال"
فيعتلي النداء أسوار المدينة كلها حتى تسكن تلك الأفئدة وتضع كل أحمالها في الصلاة .. كانوا يصلون كما لو أنهم فرغوا من كل الدُنيا وأتوا إلى الله يجأرون إليـه ..
أما نحنُ فعسـانا نُقيمُها إقامةً نسأل الله لها القبول ..
يقول الرسول ﷺ
" المؤمن القوي خيرٌ وأحبُ عند الله من المؤمن الضعيف وفي كُلٌ خير "

شخصيتك فارقة في ميزان الله ، أن تُلملم شتاتك جاهدًا ، وتُصـابر وجراحك نازفة
أن تُحاول ما استطعت أن تُخبىء تلك القروُح
مستمدًا العون والقوة والشفاء من الله أن تُجابه كل هذه الكروُب بروح الواثقِ بالله أن كل هذا سينجلي أن لا ينكسـر عودك ، ولا يتهاوى ثباتـك في عثرات الحياة ..لأن الله معك ، وهو أعلمُ بك ثم لأن الله لن يُكلفك مالا تُطيق إنما كل تلك المثاقيل! إنما كانت في حدودِ قدرتك لكننا "نحنُ من نستسلم باكرا" .
إلهي إن لم أكن أهلاً أن أبلغ رحمتك فإن رحمتك أهل أن تبلغني ورحمتك وسعت كل شيء وأنا شيء ..
إلهي إن ذنوبي وإن كانت عظاماً ولكنها صغار في جنب عفوك فاغفرها لي يا كريم
إلهي أنت أنت وأنا أنا، أنا العواد إلى الذنوب وأنت العواد إلى المغفرة
إلهي إن كنت لا ترحم إلا أهل طاعتك
فإلى من يفزع المذنبون؟
" والقواعدُ من النساء التي لا يرجون نكاحاً فليس عليهن جُناحٌ أن يضعن ثيابهن غير متبرجاتٍ بزينة وأن يستعففن خيرٌ لهن والله سميعٌ عليم "

في أزمـة الإنفتاح التي نعيش في إثـرها ، واختلاط الحابلٍ بالنابل
وتحدث الجـاهل بما لا يعلم .. نقف وقوفاً جاداً عند
قال الله إن كنا نُعظم نصـوصه ..
إذا كان رب العزةِ والجلاله يوجه هذا الخطاب
[للقاعدة من النساء]
وأختلف العُلماء في لفظ قاعدة قيل :
عـاجزة / وقيل قاعد لقعودها عنـها الحيض / اي بلغت سن اليأس فلا رغبة لها بالرجال ، ولا للرجـال رغبة بها .. وقيل
قعدت أي أسنّت وعجزت عن التصرف وكثرة الحركة ..
جاء التصريح لها بعد هذا الشرط
" أن تضع ثيابها أي تكشف وجهها "
: ويستلزم ذلك!
" أن تكون غير متبرجة بزينه "
ثم يعطيها القُرآن الأفضليه
" وأن يستعففن خيرٌ لهن "

الذي ينظر في كتاب الله يتأمل إذا كان هذا الترخيصّ لمن بلغت سن اليأس مقيد بشروط ؟
فمن أباح للشـابه كشف الوجه وعليه
" كمـال الفتنة؟ "

هذا التأمل لـي ولكم لا أعلم ما تفعل بنا الأيـام في تقلبها
إذا كان المرء يُصبحُ مؤمنا ويُمسـي كافرا فكيف بفريضّة في الدين! والديـن كُله قد يُسلب منا في عشيةٍ وضُحها ..
وكان الرسول ﷺ يكثر من قول
" يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلبي على دينك "
" فأثابكم غمًّا بغم "
هل تصورت يوماً أن يكون هذا الغم مثوبة؟ هل تخيلت يوماً أن تغرق بأحزانٍ طائله ويكون هذا الغرق نجاة ؟
أحياناً نتلفظ بكلمة " خيرة " مجرد تطمين لهذا القلبّ بدافع الصـبر مع عدم الفقه بمعنى الخيرة فعلياً ..
دكت رقاب المسلمين السيوفّ وتناثرت الأشلاء ، وقُتل من قُتل من أصحابِ رسول الله بخطأ لم يُحسب لهُ حِسـاب ..
عندما نزل الرُماة من مكانهم وأغار عليهم الأعداء ..
تأملوا هذا المشـهد :
" تشـابكت الصفوف فلا ترى إلا جرحى وقتلى ، لا أحد يتنصر لنفسه الجميع يُقاتل
لإعلاء كلمةِ لاإله إلا الله .. رغم هذه الغاية العظيمة
ألتفوا الرماة لجمع الغنائم .. وتسببوا في هذه الخسارةِ الفادحة .. وقلوب الصحابةِ تخفق كيف سيواجهون رسول ﷺ
بعد ما خالفوا أمره و مستقبل الأمـة كُلها بين أيديهم
فبينما هم في امتحانٍ شديد
شـاع في تلك الدماء المغمورة أن رسول الله ﷺ قتل ..
صاحبُ الرسالة وحاملُ الراية فلمن يُقاتلون ولأي شيء ينتصرون ومن صفوا معه قد توارى عنـهم ..
بدأت الهمم تتزلزل ، المعنويات تنخفضّ ..
تناسوا هَمّ الخسـارة في المعركة مقابل خسارتهم الحقيقية في
مقتل "رسول الله"
كيف لهذه الحياة التي ابتدأت معه أن تنتهي ؟
كيف سيكون الحال بعد ما هذب الحياة ، وأسس البناء
أن ينهار في لحظة
تخيل ما طرأ على الصحابة من الألام في تلك اللحظة!
وحبيبهم ومن جمعهم قد رحل؟

بينما العالم الإسلامي كله في تلك البقعة من الأرضّ
يتخبط بين وجع الخسـارة ، وألم الفقد المفاجئ

يُنادي رسول الله ﷺ من يردهم عنا ولهُ الجنة ؟
تخيل كيف سيُعيد هذا الصوت الحياة التي خُطفت
من أرواحهم ! كيف سيكون ردهم عليه ، فلا تسمع إلا صوت طلحه ينادي " نحري دون نحرك يارسول الله "
والأخر بأبي وأمي أنت يارسول الله
ولسانُ حالهم
" طالما أنفاسك بين أيدينا فنحنُ وما نملكُ فداء "

يقول الله في الأية " فأثابكم غما بغم لكيلا تحزنوا على ما فاتكم ولا ما أصابكم "

"أثابكم بغمِ فاجعة إشاعة مقتل الرسول حتى يُذهب
عنكم غم الخسـارة "
لعلم الله السـابق أن معرفتهم بحياته وفرحتهم بها ستُذهبّ الغم كله .. فقال "لكيلا تحزنوا على ما فاتكم ولا ما أصابكم"
حتى لا تحزنوا على الأمرين ..

لعل غمًا دك معاقل روُحك
هو مثوبة من عند الله لذهابِ غم أعظم منه
فلا تيأس ♥️
غمسـة واحدة في نعيم الجنة تُنسيك ماكان من تعب الدُنيا
[ ورؤية واحدة لله جلّ وعلا!

تُنسيك نعيم الجنة كُله😢❤️❤️❤️❤️

يقول ابن القيم نونيته :

وإذ رآه المؤمنون نسوا الذي هم فيه مما نالت العينان
والله ما في هذه الدنيا ألذُ من اشتياق العبد للرحمن

الله يجعلنا منهم ووالدينا وومن يقرأ حرفي هذا ..
لماذا هذا الإنسـان يطمع وكل ما طمِعّ خسـر!
تأتـي حافظة للقُرآن حديثة الختمة ولا تُنازع
تريد أن تأخذ نصـابها يومياً جزء كـامل .. أو تترك
إما أن ترضى بالحد الأعلى أو لا شـيء ..
كنت واحدة منـهم ، وأيضاً حدث هذا مع طالباتي ..
الحفظ يتفلت رويداً رويدا وهي في لجج التمنـي
إمّا أن تأتي بالكمال أو لا تأتي
وأنا لا أجد هذا إلا منفذًا لإبليس حتى يُشتت ذهنك
ويمنيـك ..
يقول الله جلّ وعلا " بل الإنسانُ على نفسهِ بصيرة "
أنتِ أعلم بحدود طاقتك ، وبقدرتـك ، وبوقت فراغك
وبصفاء ذهنك أو انشغاله
فكيف تأخذين ماهو أكبر من طاقتك؟
وبوجه الخصوص عمّل بحاجة إلى الصبّر و المُصـابرة!
وهذه النفس عصيّه وبحاجة إلى مُحاباة ومداهنة
حتى تسكن وتستشـعر وتذوق خصوصاً فيما يخص القُرآن
دائماً أبدئي "بقدرٍ" يُشـعرك بالإلتزام والإتمام.. حتى تعتادين ترتيب الأولوية في مهام يومـك ، ومع تكرار الفعل والمعاودة إبدئي بالزيـادة " حسب ما تقتضيه رغبتك "
وكلما أعتادت النفس كلما إنسـاقت وزادت ..
أيضاً الكثير يتمنى حفظ القُرآن بودهِ لو نسج أياته حول قلبه حرفاً حرفـاً .. وعندما يكون السؤال عن الأمـاني يقول لك "حفظ القُرآن" ..
لكن هل بذلت جهداً حثيثاّ في المصابرة لثلاثون جزء متقنة ؟
العجيبّ لا أحد يفكر أن يقول أحفظ جزء أو جزئين متقنين أو الزهراوين أو فضائل السور ..
تصلّ أحدُنا عمر الـ ٢٥ و ٣٠
وهي لا تتقن "المُفصـل" بحجة إما أن يأتي الشيء كله أو لا يأتي النتيجة؟ [ يا خيبة الأعمـار ويا ضياع الأوقات ]
دائمـا أكرر أبدئي بالحد الأدنـى ، القليل الدائم خيرٌ من الكثير المنقطع ، أبدئـي بحسب الإستطاعة مع كثير من الإلتزام ..
قياسـا على ذلك في أمر الصلاة والنوافل من باب أولى
إمّا أن تُقيم اثنتي عشـرة ركعة أو لا تُقيم!
من قال لكِ أنكِ ملزمةٌ بأداء السُنن الرواتب كـاملة؟
تقول إحدى أستاذاتي الفاضلات عليها رحمةٌ من الله تترى " إن كان ثمة خلل في الصلاة الفريضة فاجعلي الجهد الأكبر في [إصلاحها] حتى تستقيم فإذا أستقامت قومـي بالنوافل لتجبر نقصاً أو تزيد أجراً .. لكن الغاية هي البداية بالأهم عن المُهم ..
أبدئي بسنةِ الفجر و هي آكد تلك السُنن
" خيرٌ من الدُنيا وما فيها ثم ركعتين بعد المغربّ وهكذا
حتى تلتزميـن بتوفيق الله بالسنن الرواتب كـاملة

ولا أعنـي بهذا أن تكون داخل دائرة التقصير والإجحاف بحجة الإلتزام .. لكن المؤمن "كيّسٌ فطن"
يُرتب الأولويـات ويلتزم ثم يترقى في سلم العبوديات
إن كـان يُريد أن يكون مع " السابقون الأولون " أو مع " وفي ذلك " فليتنافس المُتنافسون "

فليُرتب فوضوية قلبه ، ويتنازل عن الأمـاني الكاذبة
ويعيش في واقعٍ يُناضلُ فيه من أجل أن يظفر
بـ " أقرأ وأرتقِ ورتل كما كنت ترتل في الدُنيا "
فإن منزلتك عند أخر أيةٍ تقرأُها
فما هو جهدك؟ آنذاك ..
بعض الأشياء لا تموت ولكن تأخذ حيزًا في صدرك تبقى بين جنبيه إلى الأبد .
ربما دعوت أيـاماً و سنين طِوال
ربما أرهقك طول التمنـي
وأضناك تواتر الأيـام بلوعة الإنتظـار
ترقُب الفرج
سيأتي الفرج بأذن الله
متى ماغلب يقينك صبرك ، وتوهج قلبك المظلم بُحسن الظن بالله وأن الله لم يُرد بهذا الإنتظار إلا حكمةً تجهلُها ويعلمُها
سيأتي الفرج متى ما مهدت الطريق إليه .. كيف تُمهد الطريق؟ يقول ﷺ في الحديث " ومأكلهُ حرام ومشربُه حرام وغُذي بالحرام فأنى يُستجابُ له "
وكأن الحديث يرشُدنا إلى إزالة الموانع من المعاصـي لربمـا كانت التوبة سبباً في انبلاج صخرة الهم وزوال الغم وحُدوث المطلوب عندما يُعييك طرق أبواب الدُعاء لا تعجز
وابحث عن أبواب أخرى لتطرقُها لعلها صدقة تُغيثُ بها ملهوفاً فيأتي بها الفرج أو تصلح ذات بيّن تبتغي بهذا وجه الله فتتحقق الأُمنية .. لعل توبة نصوحة بعد ظلام طويـل تشرقُ يوماً بالفجر المنير
فرجاً وفرحاً وبهجة وما ذلك على الله بعزيز ..

اللهم لا تجعل بقلبي ولا قلوبهم حاجة من حوائج الدُنيا والأخرة لنا فيها صلاح إلا حققتها لنا و أعنتنا على الوصول إلى سُبلها♥️
في هذهِ الدُنيا يسعى الإنسان جاهداً ألا يخرج منها
إلا بما أقترفهُ على نفسـه ، خشية أن يجر سوء غيرهِ معه
وإن من أعظم ما ينتشر الأن في هذا الوقت الراهن
" صور لمن سبقونا وأفنوا أعمارهم وقضت أجالهم ، أنهم كانوا كاشفاتٍ نسبةً إلى تاريخهم المـاضي ، فلم يكنَّ منقباتٍ ..
ولا يرتدين شيئاً على وجههن ، وغالب ما أنتشـر كأنهن يستحدثن فكرة من أين أتى النقابّ؟ وتغطية الوجه ؟

كأنهم يقولون
"إنا وجدنا أبائنا على أمة وإنا على أثارهم مقتدون"
من يسبق جيل أسلافك
جيلٌ تربى في أحضـان النبوة ، بين يدي محمد ﷺ " تقول عائشة عندما نزلت أية " يُدنين عليهن من جلابيبهن "
خرج نساء الأنصار كأن على رؤسهن الغربان"
ولا تعـارض أن تجدين جدتك كـاشفه وجهها فقد رخص الله لهم إن كانت من "القواعد" ، لكن ما ينالها من الترخيص لا ينـالك .. مازلتِ في مقتبل العُمر ، تفيض الفتوة على صفيح وجهك ، تجمل ظاهرك ، بدأ كل شيء فيـك يجذبُ أطياف الناظرين إليك .. والله يقول " ولا يبدين زينتهن "
فمن يتلقى رسائلكم اليوم ، جيلٌ هش لم تصقل أرواحهم نصوصّ الشرع ، قد يلتبس عليهم ما بان لكم
-لكن زينتّ لكم أنفسكم- فكفوا عن تناقل هذهِ الأفكـار ، وتبادل هذه الصـور إنما تسعون بها لكشفِ عوراتٍ لا تعلمون أين يصلُ مداها
هل هو أظهار الوجهِ فحسبّ ؟ أم الشـعر ؟ أم تتجرد من كلِ فضيلةِ وتنسلخُ من كل قيّم ، فلا تكوني عنصـراً في ذنبٍ قد يجر من خلفهِ ذنوباً لا تنوءُ بحملها الجبـال ..

فأمامنا يومٌ
" مقدارهُ خمسين ألف سنه " لهُ فأعدوا .
وصـف أحد الذين كتبوا سيرة رسول الله ﷺ
" أنهُ ممتد الحُزن " أي أنه لا يكـاد ينتهي من حُزن إلا تجدد لديه همٌ أخر ، رغم مألات الحياة التي عاش بين جنبيها
ذاق مرارة الفقد أفراداً وجمـاعات .. حتى سُمي العام الذي وارى بهِ خديجةُ تحت الثرى ، وضم بدفتيه عمه وأسنده على اللحد بعام الحُزن ..
تتسـاقط النجوم في سمائـه فتظلمُ الدُنيا في عينه
ثم تمر الأيـام وتمضي تلك المفاقد لا تحملُ بين جنبيها
إلا قضية تخليص قلب النبي صل الله وعليه وسـلم من كل شيء
إلا من الله 🥹
و يذهبّ حُب رسول ﷺ زيد بن الحارثة وعبدالله بن رواحه وجعفر بن أبي طالب إلى معركـه مؤته فيوصيهم الرسول بالراية أنها لزيد فإن قُتل فـ لجعفر وإن قتل فليأخذها أبن روُاحه .. فتغيب شموُس عظيمة وتأفل إلى لقاءِ بعيد ..
هكذا كانوا يرحلون جماعات .. والنبيٌ ﷺ
يتلقى فواجع رحيلهم بإنسـانيته
تذوب بين جنبيه الذكريات ويعصـفُ في فؤاده الحنين
تقول عائشة رضي الله عنها " لما جاءت وفاة جعفر عرفنا الحُزن في وجه "
ثم تمضي الليالي فبينما هو في أوج إنشغالهِ بالدعوة
وتأسيس الصفوف .. إذ بهالة بنتُ خويلد تأتي إلى المدينة فتطرقُ الباب وتُسلم .. فسمع صوتها فتذكر صوتُ خديجة
فهزهُ الحنين إلى تلك الرياضِ الحانية
فقال اللهم هالة اللهم هالة ..
أي ياربّ لتكن هالة
كان يريد أن يرمم مساحات الفقد الموجعـه ..
عندما سمعت عائشة رضي الله عنها دعاء النبي بقوله اللهم هالة قالت " فغرت فقلت : ما تذكر من عجوزٍ من عجائز قريشٍ قد أبدلك الله خيراً منها "
فقال " والله ما أبدلني الله خيراً منها قد آمنت بي إذ كفر الناسُ بي وصدقتني إذ كذبني الناس وواستني بمالها
إذ حرمني الناس "
رغم عِظم الخطوبّ التي كانت تُحيطُ به
كان يعتني بتفاصـيل الشعور والمواقف
دائما ما أتوقف على دقائق الحوادث
وكيف كان يُعطيـها فائق الإهتمام بينما جراحهُ تنزف ..
يخرجُ في ليلة مُظلمة بعد ما مر طيفُ أصحابه
الذين شاركوه غزوة أُحد .. الذين باسلوا رغم آمارات الهزيمة ..
الذين ضجت أصواتهم بالإجابة حينما سمعوه ينادي وجراحهُ تثخن فيقولون نحري دون نحرك يا رسول الله
تأزهُ خواطر الأرواح فيجري وكأنما تسوقهُ الأشواق
حتى إذا وقف على مقابرهم قال :
" أما والله لوددتُ أني غودرت مع أصحابِ سفح الجبل " 🥹
ورغم كل هذه الأوجـاع التي لو سقطت على قلبٍ أحد منا
لقطعتـه ..
كأنت تُشرق الشمسُ في وجه ..
كان طلق الوجـه ، مارأه أحداً إلا تبسم في وجه
كان يداوي جراحهم ، ويمسحُ على أوجاعهم
كان لهم الأب الشفيق و الأخ الرفيق
كأنما غمـامةُ غيثٍ على أرضٍ قاحلة
كلما أزاداد لهيبُ الشمس .. أُمطر عليهم .. صيباً نافعاً

ياليت الحبيب كان فينـا
لتُصيب أرواحنا اليابسـة فيضُ حنانـه ..

فمن أراد أن يُسكن تلافيف أوجاعه فلينكبّ على سيرة الحبيب
ففيها من المواساة ما يُغنيك عن أحضان الصديق الحميم
والصديق الرفيق .
" لا أستطيع أستيعاب قدر الشـعور الذي كان يحوي قلبّ النبي وهو في محرابه
والمسـلمون من خلفه
وهو يقرأ هذه الأيـة وهي "تُحيط بكل ذرةِ شعور تحتويه"
ويعلم أنهُ المقصـود ، وأنهُ المعني وأنـه الموعود
2024/05/20 22:33:05
Back to Top
HTML Embed Code: