الحديث الشريف يوضح أهمية الرفق في حياة الإنسان، وهو التعامل بلطف، رحمة، وتمهل في الأمور. إذا حُرم الإنسان من هذه الصفة، فسيُحرم من كل الخير الذي يأتي معها.

تفسير الحديث:

من يحرم الرفق: الشخص الذي لا يتحلى باللين والرحمة في التعاملات.

يحرم الخير كله: هذا الشخص لن يستطيع تحقيق الخير في حياته؛ لأن الرفق يجلب النجاح، المحبة، والتوفيق في الأمور.


بمعنى أن الشدة والعنف في التعامل تؤدي إلى نتائج سلبية، بينما اللين يُيسر الأمور ويُحقق الخير.

عن ابن عمر-رضي الله عنهما- مرفوعا: «الظلم ظلمات يوم القيامة».
عن جابر-رضي الله عنهما- مرفوعا: «اتقوا الظلم, فإن الظلم ظلمات يوم القيامة, واتقوا الشُّحَ؛ فإنه أَهْلَكَ من كان قبلكم».

معاني المفردات :
اتقوا : ابتعدوا عنه.
الظلم : وضع الشيء في غير موضعه أو مجاوزة حد الشارع.
الشح : البخل بما عنده والحرص على ما ليس عنده.

الحديثان الشريفان يسلطان الضوء على خطورة الظلم والشُّحّ، وهما من أعظم الذنوب التي تؤدي إلى عواقب وخيمة في الدنيا والآخرة.

شرح الحديث الأول:

> «الظلم ظلمات يوم القيامة»



1. الظلم هو وضع الشيء في غير موضعه، سواءً كان بالتعدي على حقوق الله أو حقوق العباد.


2. "ظلمات" يوم القيامة تعني أن الظالم سيجد نفسه محاطًا بالعذاب والهموم والمصاعب، تمامًا كمن يسير في ظلام دامس لا يهتدي فيه للطريق.


3. الظلم لا يقتصر على الاعتداء الجسدي أو المادي، بل يشمل ظلم النفس (بالمعاصي) وظلم الآخرين (بأخذ حقوقهم أو التقصير تجاههم).



شرح الحديث الثاني:

> «اتقوا الظلم، فإن الظلم ظلمات يوم القيامة، واتقوا الشُّحّ؛ فإنه أَهْلَكَ من كان قبلكم»



1. النهي عن الظلم:

تكرر هنا التحذير من الظلم، لتأكيد خطورته وعواقبه الوخيمة.

الظلم من الكبائر، وهو سبب لعذاب الله، ويدعو إلى الفوضى والعداوة بين الناس.



2. النهي عن الشح:

الشح هو أشد أنواع البخل، وهو البخل بما عند الإنسان مع الحرص الزائد على ما ليس لديه.

"فإنه أهلك من كان قبلكم" يشير إلى أن الشح كان سببًا في فساد المجتمعات السابقة، لأنه يولد الحقد والعداوة، ويدفع الناس إلى القتل والعدوان.

الشح يضر بالعلاقات الإنسانية، إذ يجعل الإنسان يحرص على مصلحته فقط دون مراعاة للآخرين.




الدروس المستفادة:

1. الظلم والشح من أعظم أسباب فساد القلوب والمجتمعات.


2. وجوب الحرص على أداء الحقوق لأهلها والابتعاد عن التعدي والاعتداء.


3. التحذير من صفات تؤدي إلى هلاك الأمم، والتمسك بالقيم التي تحقق العدل والإيثار.


4. الظلم والشح لا يجلبان إلا الهم والضيق في الدنيا، والعذاب الشديد في الآخرة.

يا رَبِّ لك الحمدُ كما يَنْبَغِي لجلالِ وجهِك ولِعَظِيمِ سُلْطَانِكَ.