*📖حـــــــديث - اليـــــوم 📖*



*قال النبــي صلى الله عليه وسلم: (على كل مسلم صدقة ،  قيل : أرأيت إن لم يجد ، قال : يعتمل بيديه فينفع نفسه ويتصدق ، قال : قيل أرأيت إن لم يستطع ، قال : يعين ذا الحاجة الملهوف ، قال : قيل له أرأيت إن لم يستطع ، قال : يأمر بالمعروف أو الخير ، قال : أرأيت إن لم يفعل ، قال : يمسك عن الشر فإنها صدقة )*
(صحيح البخاري برقم ٦٠٢٢)
( صحيح مسلم برقم - ١٠٠٨)


*الشرح٠٠٠٠٠٠٠*

*أخبَر النبيُّ صلى الله عليه وسلم بأنَّ على المُسلِم في كلِّ يومٍ-مَهْمَا كان غنيًّا أو فقيرًا- صَدقةً، فقِيل له: فإنْ لم يَجِدْ ما يتصدَّق به؟ فدلَّهم صلى الله عليه وسلم على أنْ يَعملَ بيدِه ما يعودُ عليه بالكسبِ لنفسِه ويتصدَّقَ مِن هذا الكسْبِ، فقِيل: فإنْ لم يَستطِع أن يعملَ، أو لم يَفعل عجزًا وكسلًا؟ فدلَّهم صلى الله عليه وسلم على ما هو أيسَرُ بأنْ يُعِينَ ويُساعدَ المحتاجَ المَلْهُوفَ، أي: المكروبَ والمستغِيثَ، قِيل: فإنْ لم يَفعل؛ لعدم قُدرة أو لِكَسَلٍ؟ فقال: فَلْيَأمُر بالخيرِ (كأمرٍ بمعروف أو نَهْي عن مُنكَر)، قِيل: فإنْ لم يَفعل؟ فدلَّهم صلى الله عليه وسلم على عمَلٍ آخَرَ، وذلك بأنْ يُمسِكَ نفْسَه عن فِعل الشرِّ؛ فإنَّه له صَدَقَةٌ على مَن تَرَك فِعلَ الشرِّ به، وعلى نفسِه بعدمِ تَأْثِيمِها بفِعلِ الشرِّ؛ فإنَّ تَرْكَ الشَّرِّ عَمَلٌ وكسْبٌ يُثابُ عليه العبدُ إذا كان تركه مِن أجْلِ الله تعالى*.

*وفي الحديثِ: أنَّ المؤمنَ إذا لم يَقدِر على بابٍ من أبوابِ الخيرِ ولا فُتِح له، فعليه أنْ يَنتقِلَ إلى بابٍ آخَرَ يَقدِر عليه*


🌷🌷🌷
*📖حـــــديث - اليــــوم 📖*



*عَن عَبدِاللهِ بنِ مَسعودٍ رضي الله عنه،قالَ: أنَّ رَسـولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قالَ:  " لَلـه أفرَحُ بِتَوبةِ عَبدِهِ مِن رَجُلٍ نَزَلَ  مَنزِلًا وبِهِ مَهلَكةٌ، ومَعَهُ راحِلَتُهُ، عَلَيها طَعامُهُ وشَرابُهُ، فَوَضَعَ رَأْسَهُ فَنامَ نَومةً فَاستَيقَظَ وقَد ذَهَبَت راحِلَتُهُ، حَتَّى إذا اشتَدَّ عَلَيهِ الحَرُّ والعَطَشُ أو ماشاءَ اللهَ قالَ: أرجِعُ إلى مَكاني، فَرَجَعَ فَنامَ نَومةً ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ، فَإذا راحِلَتُـهُ عِندَهُ*
(صحيح البخاري برقم ٦٣٠٨)

*الشرح٠٠٠٠*

*وفي هذا الحديث ذَكَر ابـن مسعود  رَضِيَ اللهُ عنه ما يُخفِّفُ على المؤمِنِ خَوفَه مِن ذُنوبه؛ فذَكَر حَديثَ النَّبيِّصلى الله عليه وسلم   أنَّه قال: «لَلَّـهُ» بلامِ التَّوكيدِ «أَفرَحُ»بصِيغةِ التَّفضيلِ «بتَوبةِ العبدِ» مِن مَعصِيَتِه «مِن رَجُلٍ نَزَل منـزِلًا»، أي:مكانـًا «وبه مَهلَكَةٌ»، فهذا المكانُ مَظِنَّةُ الهلاكِ، وفي رِوايةِ النَّسائيِّ في الكُبرى٠٠٠*

*«بِدَوِّيَّةٍ مَهلَكَةٍ»، والدَّوِّيَّـةُ: هي الأرضُ القَفرُ والفَلَاةُ الخالِيَةُ، والبَرِّيَّةُ والصَّحراءُ الَّتِي لا نَباتَ فيها، وكان معه في رِحلَتِه هذه «راحِلَتُه» وهي مايَركَبُه مِن الدَّوَابِّ، مِثلُ النَّاقةِ أو الفَرَسِ أو ما في معنى ذلك من الركائِـبِ التي يَحمِلُ عليها طعامَه وشرابَه٠٠٠*

    *وبعد تَعَبٍ مِنَ السَّيرِ أخلـد للرَّاحةِ «فوَضَع رأْسَه» وهذا كنايةٌ عن الاستلقاءِ، فنام نَومةً لا يَشعُرُ بما حوله ولا يحفَظُ راحِلَتَه، ثم استَيقظ وقد ذهبَت راحلتُه وابتعَدَت وتاهت في هذه الصَّحـراءِ، وبعد البَحثِ عنها لم يجِدها٠٠٠*

  *وظَلَّ يَبحَثُ حتَّى اشتَـدَّ عليه الحرُّ والعَطَشُ أو ما شاءَ اللهُ مِن أنواع البَلاءِ الأُخرَى، فقال لنَفسِه بعدَ مُحاوَلةِ البَحثِ عن الرَّاحلةِ: «أَرجِع إلى مَكاني» الَّذي كان قد نام فيه؛ ينتظِرُ قضاءَ اللهِ فيه، يقصِدُ الموتَ، ويحتَمِلُ أنَّه رجع إلى هذا المكانِ؛ لأنَّ عادةَ الحيوانِ أنَّه إذا ضاع أو تاه يَتبَعُ آثارَ خُطواتِه ويرجِعُ إلى المكانِ الأوَّلِ٠٠٠*

*«فرَجَع الرَّجُلُ فنام نَومةً، ثُمَّ رفَع رأْسَه» بعد الاستيقاظِ، «فإذا راحلتُه عِندَه» قد رجَعَت إلى مكانها عِندَه، ولا شَكَّ أنَّ مَن هذه حالُه يَفرَحُ فرحًا شديدًا، وفي روايةِ مُسلـمٍ مِن حَديثِ أنَسِ بنِ مـالِكٍ رَضِيَ اللهُ عنه أنَّه قال من شِدَّةِ الفَرَحِ: «اللَّهُـمَّ أنت عبدِي وأنا ربُّك، أَخطَأَ مِن شِدَّةِ الفَرَحِ، فاللهُ أشدُّ فَرَحًا بتَوبةِ عبْدِه مِن ذلك الرَّجُلِ»، فاللهُ سُبحانَه أفرَحُ بتوبةِ عِبادِه إليه من فَرَحِ هذا الرَّجُلِ برُجوعِ دابَّتِه إليه التي فيها حياتُـه بعد أن يَئِسَ للموتِ٠٠٠*

*فأول طريـق تحصيل العفو والمغفرة في رمضان هو التوبة قبل رمضـان؛وذلك أن رمضان مضمار سباق كما قال الحسن البصري: "إن الله جعل رمضـان مضمـارًا لخلقه، يستبقون فيه لطاعته، فسبق قوم ففازوا، وتخلف آخرون فخابوا". وكل مسلم مندوب للدخول في المضمـار، والاشتراك في هذا السباق، وإنما يتخلف عنه كل مخذول غير موفق٠٠*.

*غير أن من أراد أن يكون من أهل السبق وأصحاب المنافسة على المراكز الأولى، ونيل مغفرة اللـه وعفوه، وأن يكون من الفائزين؛ فلابد له من تخفيف حمله بتوبة صادقة، إذ لا يمكن أن يفوز أحد في سباق وقد حمل على ظهره حملًا ثقيلًا وحجرًا كبيرًا لأن هذا الثقل يمنعه من الخفة ويحرمه من المنافسة٠٠*

*فأوصي نفسي وإياكم بأن نجدّد التوبة قبل العشر الأولى من ذى الحجة ، ونجددها إذا دخلت العشر وبعد انتهاء العشر بل وفي كل يوم*.


🌷🌷🌷
*📖حــــــــديث - اليـــوم📖*


*عنْ أَبي سَلَمَةَ بنِ عبدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَوْفٍ، قالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ أُمَّ المُؤْمِنِينَ: بأَيِّ شَيءٍ كانَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يَفْتَتِحُ صَلَاتَهُ إذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ؟ قالَتْ: كانَ إذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ افْتَتَحَ صَلَاتَهُ: اللَّهُمَّ رَبَّ جِبْرَائِيلَ، وَمِيكَائِيلَ، وإسْرَافِيلَ، فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالأرْضِ، عَالِمَ الغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، أَنْتَ تَحْكُمُ بيْنَ عِبَادِكَ فِيما كَانُوا فيه يَخْتَلِفُونَ، اهْدِنِي لِما اخْتُلِفَ فيه مِنَ الحَقِّ بإذْنِكَ؛ إنَّكَ تَهْدِي مَن تَشَاءُ إلى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ*.
(الراوي : عائشة أم المؤمنين)
(صحيح مسلم برقم: 770)


*الشرح٠٠٠٠٠٠٠٠*

*كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم يقومُ مِنَ اللَّيلِ ما شاء اللهُ له أنْ يقومَ، وكان له بعضٌ مِن السُّننِ والآدابِ في بيْتِه، وكان التَّابِعون يَحرِصون على مَعرفةِ تَفاصيلِ عِبادتِه صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم، ويَسألون عمَّا كان يَتعبَّدُ به النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم في بيتِه؛ لِيَهْتَدُوا بِهَديِه، ويَسْتَنُّوا بسُنَّتِه٠٠٠*

*وفي هذا الحديثِ يَرْوي التَّابعي أبو سَلَمةَ بنُ عبد الرَّحمنِ بنِ عَوْفٍ أنَّه سَأل عائشةَ أمَّ المؤمنين: بأيِّ أمرٍ مِن القولِ أو الفِعل كان نَبيُّ الله صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم يَفتَتِحُ صَلاتَه إذا قام مِن اللَّيلِ؟ والمعنى: كيْف استفتاحُه صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم للصَّلاةِ؟ فأجابتْه أنَّه صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم كان إذا قامَ مِن اللَّيلِ افتَتَح صَلاتَه بهذا الدُّعاءِ: «اللَّهُمَّ رَبَّ جِبرَائِيلَ ومِيكائيلَ وإسرافيلَ»، أي: أَدعُوك يا ربِّي ورَبَّ كلِّ عَظيمِ الشَّأنِ مِثلِ هؤلاء مِن الملائكةِ العُظَماءِ، وأنتَ أعظمُ مِنهم ومِن كلِّ خَلْقِكَ، فأنت جَدِيرٌ باستجابةِ الدُّعاءِ، وتَخصيصُ هؤلاء الملائكةِ بالذِّكر لِعَظِيمِ شأنِهم*

*فجِبريلُ أَمِينُ الوَحْيِ، ومِيكائيلُ أَمِينُ القَطْرِ والمَطَرِ والنَّباتِ والأرزاقِ، وهو ذُو مَكانةٍ عَليَّةٍ، ومَنزلةٍ رَفيعةٍ، وشَرفٍ عِندَ اللهِ عزَّ وجلَّ، وله أعوانٌ يَفعَلونَ ما يَأمُرُهم به بأمْرِ ربِّه سُبحانَه، وإسرافيلُ الموكَّلُ بالنَّفخِ في الصُّورِ بأمْرِ ربِّه نفْخةَ الفَزعِ والصَّعقِ، ونفْخةَ القِيامِ لربِّ العالَمينَ*

*وإذا عَلِمَ الإنسانُ قدْرَ المَلائِكةِ هذا الخَلقِ العَظيمِ الكريمِ، وعَرَفَ صِفاتِهم؛ عَلِمَ عَظَمةَ خالقِهم تَبارَك وتعالَى، وعَظيمَ قُوَّتِه وسُلطانِه؛ فإنَّ عَظَمةَ المَخلوقِ مِن عَظَمةِ الخالِق، ثُمَّ شَكَرَه سُبحانَه على عِنايتِه بعِبادِه، حيثُ وكَّلَ بهم مِن هؤلاءِ الملائكةِ مَن يَحفَظُهم، ويَدْعو ويَستغفِرُ لهم ويَكتُبُ أعمالَهم، وأيضًا مَن عَرَف الملائكةَ وآمَن بهم حقًّا، أحبَّهم على ما يَقومونَ به مِن عِبادةِ اللهِ تعالَى وطاعتِه على الوَجهِ الأَكْملِ، وعلى استِغفارِهم للمُؤمنين، ونُصرتِهم لهم، وغَيرِ ذلك*
.
*«فَاطِرَ السَّمواتِ والأرضِ»، أي: خالِقَهما ومُبدِعَهما، «عالِمَ الغَيْبِ والشَّهادةِ»، أي: أدْعُوك يا عالِمَ الغيبِ والشَّهادةِ، فأنت تَعلَمُ ما غاب عن العِبادِ، وما شاهَدوه وظهَرَ لهم، «أنتَ تَحكُمُ»، أي: تَقْضي بالثَّوابِ والعقابِ «بيْنَ عِبادِكَ فيما كانوا فيه يَختلِفون» فِيه مِن أمْرِ الدِّينِ في الدُّنيا، فتُعذِّبُ أهلَ المَعاصي إنْ شِئتَ، وتُثِيبُ أهلَ الطَّاعةِ، وإنَّما اخْتَلَف النَّاسُ بعْدَ أنْ كانوا على فِطرةِ الإسلامِ، فجاءتْهم الأنبياءُ والمُرْسَلون لِهدايتِهم، فاخْتَلفوا في طَريقِ الهِدايةِ والطَّريقِ المستقيمِ الَّذي جاؤوا به، وهو الحقُّ مِن ربِّهم.*

*«اهْدِنِي لِمَا اخْتُلِفَ فيه مِنَ الحقِّ بإذنِكَ»، أي: ثَبِّتْني وزِدْني الهِدايةَ إلى الطَّريقِ المُسْتَقِيمِ الَّذي دَعَا إليه الأنبياءُ والمرسَلَون، بتَوفيقِكَ وتَيْسِيرِكَ، «إنَّك تَهدِي مَن تشاءُ إلى صِراطٍ مُستقيمٍ» وهو طَريقُ الحقِّ الَّذي لا اعوِجاجَ فيه، وهو دِينُ الإسلامِ الَّذي أرسَلَ اللهُ به محمَّدًا صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم، وسُمِّيَ صِراطًا؛ لأنَّه مُوصِلٌ للمقصودِ كما أنَّ الطَّريقَ الحِسِّيَّ كذلك*

*والجُملةُ تَعليلٌ لطلَبِ الهِدايةِ منه سُبحانه وتعالَى، أي: لأنَّك تَهْدي مَن تَشاءُ، وهذا الدُّعاءُ مِن كَمالِ التَّذلُّلِ للهِ سُبحانه وتعالَى*
.
*وفي الحَديثِ: بيانُ ما تُفتتَحُ به صَلاةُ اللَّيلِ مِن الأذكارِ.وفيه: بيانُ أنَّه يَنْبغي للعبدِ أنْ يَطلُبَ مِن اللهِ تعالَى الهِدايةَ إلى طَريقِ الحقِّ.وفيه: بيانُ أنَّ الهِدايةَ بيَدِ اللهِ تعالَى، لا أحَدَ يَقدِرُ عليها غيْرُه سُبحانه وتعالَى*.

🌷🌷🌷
*📖حــــــــديث - اليــــوم📖*


قال النبي صلى الله عليه وسلم : *ما أحَدٌ أصْبَرُ علَى أذًى سَمِعَهُ مِنَ اللَّهِ، يَدَّعُونَ له الوَلَدَ، ثُمَّ يُعافيهم ويَرْزُقُهُمْ*
(الراوي: أبو موسى الأشعري)
(صحيح البخاري برقم: 7378)


*الشرح٠٠٠٠*

*اللهُ سُبحانَه وتعالَى غَفُورٌ رَحِيمٌ، ورَحمتُه سَبَقَتْ غَضَبَه، ومِن حِكمتِه سُبحانَه ورَحمتِه العامَّةِ أنْ رَزَق الكافِرَ في الدُّنيا ونَعَّمه وخَوَّله مُدَّةَ عُمرِه، ومَكَّنَه مِن آمالِه ومَلَاذِّه، مع أنَّه لا يَستحِقُّ بكُفرِه ومُعاندتِه غيرَ أَلِيمِ العذابِ*
.
*وفي هذا الحديثِ يُبيِّنُ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عِظَمَ صَبرِ اللهِ تعالَى وحِلمِه، وأنْ ما أحد أصبَرُ وأحلَمُ وأبعَدُ عن الانتقامِ، وأكثَرُ تأخيرًا عن العقوبةِ على شيءٍ يكرَهُه من قولٍ أو فِعلٍ؛ من اللهِ تعالَى؛ فهو يَسمَعُ كَلامَ مَن يَنسُبون له الولدَ كذِبًا وزُورًا، كالنَّصارى واليهودِ، قال تعالَى: {وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا * لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا * تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا * أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا * وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا}* [مريم: 88- 92]

*ومع سَماعِه وعِلمِه وقُدرتِه، إلَّا أنَّه يَصبِرُ عليهم، بلْ يُعافِيهم في أبْدانِهم وحَياتِهم، ويَرزُقهم مِن فَضلِه ونِعَمِه في الدُّنيا، ويُؤخِّرُ عُقوبةَ مَن لم يَتُبْ منهم إلى الآخِرة*


🌷🌷🌷.
*📖حـــــــديث - اليـــــوم📖*


*كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَتَخَوَّلُنا بالمَوْعِظَةِ في الأيَّامِ، كَراهَةَ السَّآمَةِ عَلَيْنا*.(الراوي: عبدالله بن مسعود)(صحيح البخاري برقم: 68)


*الشرح٠٠٠*

*كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أحسنَ الناسِ تَعليمًا وتربيةً لأصحابِه؛ فكان يُعلِّمُهم بالقولِ والفِعلِ، وقد نقَلَ الصَّحابةُ الكِرامُ هَدْيَه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في الموعظةِ.وفي هذا الحديثِ يَحكي عبدُ اللهِ بنُ مَسعودٍ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان مِن شِدَّةِ حِرصِه على انتفاعِ أصحابِه واستفادتِهم مِن وَعْظِه وإرشادِه؛ أنَّه لم يكُنْ يُكثِرُ عليهم مِن ذلك، وإنَّما يَتعهَّدُهم بالمَوعظةِ في بعضِ الأيَّامِ دونَ بعضٍ، ويَتحرَّى الأوقاتَ المناسبةَ، الَّتي هي مَظنَّةُ استعدادِهم النَّفسيِّ لها، وإنَّما كان يَقتصِرُ على الوقتِ المناسبِ خَوفًا على نُفوسِهم مِن الضَّجَرِ والملَلِ، الَّذي يُؤدِّي إلى استثقالِ المَوعظةِ وكَراهتِها ونُفورِها، فلا تَحصُلُ الفائدةُ المَرجوَّةُ.وفي الحديثِ: بيانُ رِفقِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وعَظيمِ شَفقتِه بأُمَّتِه؛ ليَأخُذوا الأعمالَ بنَشاطٍ وحِرصٍ عليها، لا عن ضَجَرٍ ومَلَلٍ*


🌷🌷🌷
*وقفة مع حديث. اليوم*


*خســـارة فادحــــة👇٠٠٠٠٠*
*لمن يتركون تشييع الجنائز.!*

*الصلاة على الجنائز وتشييعها ودفنها من اقصر و أيسر الاعمال التي يجمع بها المسلم جبالا عظيمة جدا من الحسنات.!*

*عمل يسير ولكن ثوابه عظيـم وجزاؤه مهول جداً .! وثوابه يفوق التصور والوصف والخيال.! ولك ان تنطلق بخيالك لتعيش الواقع حقيقة كما هو حينما تتصور أن وزن جبل عظيم جداً كجبل أحد في المدينة المنورة .! سيكون وزنه (مرتين) هو ثوابك حينما تتبع جنازة مسلم وتصلي عليها وتشيعها وتكمل دفنها.!*

حضرتك متخيل!؟!؟!؟!؟!؟

⁉️ *هل تعلم كم هي مساحة جبل أحد ؟*.
طوله من الناحية الشمالية: ٧ كيلو متر
طوله من الناحية الجنوبية: ٣ كيلومتر
وعرضه من الشرق: ٢ كيلومتر
وعرضه من الغرب: ٤ كيلومتر
ومحيطه: ١٦ كيلو متر
ومساحته الاجمالية التقريبية: ٢٠ كيلومترا.!

*كل هذه المساحة العظيمة والموازين الثقيلة جدا لجبل أحد سيكون لك مثل وزنها حسنات يوم القيامة.!*

ايُعقل ان تترك الصلاة على جنائز الموحدين وتشييعها!!!!

❍ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : *من صلى على جنازة ولم يتبعها فله قيراط فإن تبعها فله قيراطان ، قيل: وما القيراطان؟ قال: أصغرهما مثل أحد*(رواه مسلم برقم ٩٤٥)

❍ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:*من اتبع جنازة مسلم إيمانا واحتسابا وكان معه حتى يصلى عليها ويفرغ من دفنها فإنه يرجع من الأجر بقيراطين* (رواه البخاري برقم ٤٧)

تحسر ابن عمر رضى الله عنهما على ما فاته من أجور تشييع الجنائز:
عبدالله بن عمر رضي الله عنهما لم يسمع هذه الاحاديث الصحيحة في فضل الجنائز ولهذا عندما سمع بها ابن عمر رضي الله عنه تحسر وقال: *لقد فرطنا في قراريط كثيرة* .
( رواه مسلم برقم ٩٤٥)

*القيراط يا اخوتاه:* مقدار كبير من الأجر مثَّل النبي صلى الله عليه وسلم ثواب القيراط الأصغر بمقدار وزن جبل أحد.!

👌 *من شروط الحصول على القيراطين*:
الصلاة على الميت واتباع الجنازة والانتظار حتى تدفن الجنازة وتكتمل تسوية القبر، والأكمل إتمام تشييع الجنازة بالدعاء للميت بالثبات والمغفرة.

🔔 *تنبيه هام:*🔔
ما يفعله بعض من الناس من الإنصراف بمجرد وضع الميت في القبر أو بدء حثو التراب عليه يحرمهم من ثواب قيراط إكمال الدفن .

• *عاهد نفسك* ان يكون تشييع الجنائز ضمن اعمالك الصالحة وتذكر تحسَر ابن عمر رضي الله عنه على ما فاته من الأجور العظيمة حين بلغه الحديث فقال: لَقَدْ فَرَّطْنَا فِي قَرَارِيطَ كَثِيرَةٍ.!


🌷🌷🌷
*📖حــــــــديث - اليــــوم📖*

قال النبـي صلى الله عليه وسلم : *المسائلُ كدوحٌ يَكْدحُ بِها الرَّجلُ وجهَهُ فمن شاءَ أبقى علَى وجهِهِ ومن شاءَ ترَكَ إلَّا أن يَسألَ الرَّجلُ ذا سلطانٍ أو في أمرٍ لا يجِدُ منهُ بدًّا*
(الراوي: سمرة بن جندب)
. (صحيح أبي داود.برقم: 1639)

*الشرح٠٠٠٠*

*في ذلك يقولُ النَّبِيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "المَسَائِلُ"، أي: سُؤالُ النَّاسِ أموالَهم دونَ وجهِ حَقٍّ "كُدُوحٌ"، أي: جمعُ كَدْحِ، وهو الخَدْشُ، "يَكْدَحُ بها الرجلُ وجهَه"، أي: يَخدِشُ بها وجهَه يومَ القيامة*

*وقيل: يَذهَبُ بكرامةِ وجهِه وحَيَائِه، "فمَن شاء أبقَى على وجهِه"، أي: أبقَى على كرامتِه وحيائِه، أو حافَظَ عليه يومَ القيامةِ بامتِناعِه عن سؤالِ النَّاسِ*

*"ومَن شاء ترَك"، أي: ترَك كرامتَه وحياءَه، أو ترَك بوجهِه أثرَ المسألةِ يومَ القيامةِ بسؤالِه النَّاسَ، "إلَّا أن يسألَ الرجلُ"، أي: ويُستَثْنَى للرَّجُلِ أن يَطلُبَ حاجتَه ويَسألَ*

*"ذا سُلطانٍ"، أي: وَلِيَّ أمرٍ، "أو في أمرٍ لا يَجِدُ منه بُدًّا"، أي: أو أن يَطلُبَ حاجتَه مِن الناسِ ولكنْ في أمرٍ لا يَقدِر عليه، ورُبَّما يُوقِعُه في الضَّرَرِ؛ كتحمُّلِه لِدَيْنٍ يُصلِحُ به ذات البَيْنِ، أو أن يكونَ قد أصابه فقرٌ شديدٌ، أو أصابَتْه جَائِحَةٌ أتَتْ على مالِه كلِّه*
.
*وفي الحديثِ: النَّهيُ عن السُّؤالِ لغيرِ حاجةٍ، والحثُّ على أنْ يكونَ المسلمُ عزيزَ النَّفْسِ متعففا يسعى في قوت يومه عن شغل وجهد لا عن طلب وسؤال*


🌷🌷🌷.
*📖حــــــــديث - اليــــوم📖*


قال النبي صلى الله عليه وسلم : *أُريتُ النارَ فإذا أكثرُ أهلِها النساءُ ، يَكْفُرن قيل: أيَكْفُرن باللهِ ؟ قال: يَكْفُرن العشيرَ ويَكْفُرن الإحسانَ لو أحسنتَ إلى إحداهُن الدهرَ ثم رأتْ منك شيئًا ، قالت: ما رأيتُ منك خيراً قطُّ*
(الراوي: عبدالله بن عباس)
(صحيح البخاري برقم: 29)


*الشرح٠٠٠٠*

*كان النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم يعظ النِّساءَ يومًا فقال لهنَّ: إنِّي أُريتَ النَّارَ، أي: أطلَعني اللهُ تعالى على النَّارِ وكشَف لي عنها، فرأيتُها رأيَ العينِ، فلمَّا نظرتُ إليها، وشاهدتُ مَن فيها، كان أكثرُ أهلِها النِّساءَ، فقالت إحداهنَّ: ولمَ يا رسولَ الله؟ فأجابها صلى الله عليه وسلم بقولِه: (يكفُرْنَ)، أي: إنَّما كنَّ أكثرَ أهلِ النَّارِ؛ لأنَّهنَّ يكفُرْنَ، ولم يُبيِّنْ صلى الله عليه وسلم يكفُرْنَ بماذا؛ لتتطلَّعَ نفوسُهنَّ لمعرفةِ هذا الكفرِ الَّذي وصفَهنَّ به النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم ويشتَدَّ خوفُهنَّ، ولم يكَدِ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم ينطِقُ بهذه الكلمةِ حتَّى قالت إحداهنَّ: أيكفُرْنَ باللهِ؟ فقال: يكفُرْنَ العَشيرَ، ويكفُرْنَ الإحسانَ، أي: يُنكِرْنَ نعمةَ الزَّوجِ وإحسانَه إليهنَّ، فلو أحسَنْتَ إلى إحداهنَّ الدَّهرَ، أي: العمرَ كلَّه، ثمَّ رأَتْ منك شيئًا واحدًا ممَّا تكرَهُ، قالت: ما رأيتُ منك خيرًا قطُّ، أي: ما وجدتُ منك شيئًا ينفَعُني أو يسُرُّني طيلةَ حياتي كلِّها. وإنَّما كان جَحْدُ النِّعمةِ حرامًا؛ لأنَّ المرأةَ إذا جحَدتْ نِعمةَ زوجِها، فقد جحَدتْ نِعمةَ اللهِ؛ لأنَّ هذه النِّعمةَ الَّتي وصلَتْ إليها مِن زوجِها هي في الحقيقةِ واصلةٌ مِن اللهِ*

🌷🌷🌷.
*📖حــــــــديث - اليـــوم📖*


قال النبي صلى الله عليه وسلم : *الجمعةُ حقٌّ واجبٌ على كلِّ مسلمٍ في جماعةٍ ؛ إلا أربعةً : عبدًا مملوكاً ، أو امرأةً ، أو صبيًّا ، أو مريضًا*.
(الراوي: طارق بن شهاب)
(صحيح الجامع برقم: 3111)


*الشرح٠٠٠٠*

*في هذا الحَديثِ يُوضِّحُ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم مَن تَجِبُ عليه الجُمُعةُ ومَن لا تَجِبُ عليْه، فيَقولُ: "الجُمُعةُ حقٌّ واجِبٌ على كلِّ مُسلِمٍ في جَماعةٍ"، والمُرادُ: أنَّ صَلاةَ الجُمُعةِ حقٌّ للهِ تَعالى، تَجِبُ على كلِّ ذَكَرٍ مُسلِمٍ حُرٍّ بالِغٍ عاقِلٍ مُقيمٍ، ويَجِبُ أنْ يُؤَدِّيَها في جَماعةٍ، على تَفْصيلٍ في العَددِ الذي تَصِحُّ به الجُمُعةُ، وفي شُروطِ البَلْدةِ ومَكانِ الإقامةِ، وغيرِ ذلك. "إلَّا أرْبعةً"، أي: يُستَثْنى مِن حُكمِ الوُجوبِ أرْبعةٌ؛ هم: "عَبْدٌ مَمْلوكٌ"؛ لأنَّ العَبْدَ المَمْلوكَ ليس خالِيَ الذِّمَّةِ؛ فهو مَشْغولٌ بخِدْمةِ سيِّدِه ومالِكِه، فلا تَجِبُ عليْه الجُمُعةُ، بل يُصلِّيها ظُهْرًا، "أو امْرأةٌ"؛ لأنَّ المرأةَ غيرُ مَأْمورةٍ بصَلاةِ الجَماعةِ أصْلًا، وصَلاتُها في بَيْتِها أفْضلُ لها، ولكنْ إذا صلَّتِ الجُمُعةَ في المَسْجِدِ فلا حرَجَ عليْها، "أو صَبيٌّ"، وهو الطِّفلُ الصَّغيرُ الذي لم يَبْلُغِ الحُلُمَ؛ فهو غيرُ مُكلَّفٍ؛ فلا تَجِبُ عليْه الجُمُعةُ، "أو مَريضٌ"؛ لأنَّه ليس على المَريضِ حَرَجٌ، فيُصلِّيها في بَيْتِه ظُهْرًا. وهذا مِن رَحْمةِ الإسْلامِ بهؤلاء الضُّعَفاءِ ومَشْغولي الذِّمَّةِ، وعَدَمِ تَشْديدِ أمْرِ العِبادةِ عليْهم، بل يَلْزَمُهم ما أمَرَ به اللهُ وشَرَعَه في حقِّهم*


🌷🌷🌷.
*📖حــــــــديث - اليـــوم📖*


*يا رسولَ اللَّهِ إنَّا نأكلُ ولا نَشبعُ قالَ: فلعلَّكُم تأكُلونَ متفرِّقينَ ؟ قالوا: نعَم، قالَ: فاجتَمعوا على طعامِكُم، واذكُروا اسمَ اللَّهِ علَيهِ، يبارَكْ لَكُم فيهِ*
(الراوي: وحشي بن حرب)
(صحيح ابن ماجة برقم: 2674.)

*الشرح٠٠٠*

*في هذا الحديثِ يُخبِرُ وَحْشيُّ بنُ حربٍ رَضِي اللهُ عنه أنَّ أصحابَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم قالوا: "يا رسولَ اللهِ، إنَّا نأكُلُ"، أي: نَأكُلُ كثيرًا، أو نَشْكو قِلَّةَ الطَّعامِ، "ولا نَشبَعُ"، أي: ولا يتَحقَّقُ لنا الشِّبَعُ، فقال لهم النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "فلَعلَّكم تأكُلون مُتفرِّقين؟"، أي: تتَفرَّقون عندَ الأكلِ بأنَّ كلَّ واحدٍ مِن أهلِ البيتِ يَأكُلُ وحْدَه، وفيه أنَّهم يُجزِّئون الطَّعامَ على بَعضِهم، "قالوا: نعَم، قال: فاجتَمِعوا على طعامِكم"، أي: وكُلوه جَميعًا غيرَ مُتفرِّقين، "واذكُروا اسْمَ اللهِ عليه، يُبارَكْ لكُم فيه" وبذِكْرِ اسْمِ اللهِ على الطَّعامِ فيه طلَبٌ لِمَزيدٍ مِن البرَكةِ الَّتي تُؤدِّي إلى الشِّبَعِ والرِّضا. وأمَّا قولُه تعالى: {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَأْكُلُوا جَمِيعًا أَوْ أَشْتَاتًا} [النور: 61]، فمَحْمولٌ على الرُّخصَةِ أو دَفْعًا للحرَجِ على الشَّخصِ إذا كان وحْدَه.وفي الحديثِ: الحثُّ على الْتِماسِ أسبابِ البرَكةِ في الطَّعامِ، ومنها الاجتِماعُ عليه. وفيه: تربيةُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم لأصحابِه وأمَّتِه على التَّآلُفِ والمَحبَّةِ والاجتِماعِ وعدَمِ التَّفرُّقِ*


🌷🌷🌷.
*📖حــــــــديث - الــــيوم📖*


*احتَرَقَ بيتٌ بالمدينَةِ علَى أهْلِهِ مِن الليلِ، فحُدِّثَ بِشأنِهِمُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، قال : ( إنَّ هذهِ النارَ إنَّما هي عَدوٌّ لكم، فإذا نِمْتُم فأطْفِئوها عنكم*(الراوي: أبو موسى الأشعري)(صحيح البخاري برقم: 6294 )


*الشرح٠٠٠*

*نظَّم الشَّرعُ الشَّريفُ أُمورَ النَّاسِ بما فيه صلاحُهم ونَفْعُهم، وبما يُبعِدُ عنهم الضَّرَرَ والأذى. وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ أبو موسى الأشعريُّ رَضِيَ اللهُ عنه أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حُدِّثَ بشَأنِ بيْتٍ احتَرَق في المدينةِ علَى أهْلِهِ مِنَ اللَّيْلِ، فنبَّهَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على ضَررِ النَّار وخطَرِها إذا لم تُحفَظْ وتُراعَ، حتَّى سمَّاها عَدُوًّا للناسِ، ومعنى كَونِها عدُوًّا لنا: أنَّها إذا ظَفِرتْ بنا في أيِّ وقتٍ وأيِّ مكانٍ، تَمكَّنَت مِن كلِّ شَيءٍ حتى تُحرِقَه وتَجعَلَه رَمادًا؛ ولذا أمَرهم بأنْ يُطفِئوا النَّارَ عندَ إرادةِ النَّومِ؛ حتَّى لا تَنتشِرَ في غَفلةٍ منهم، ويَدخُلُ في ذلك تَرْكُها مُشتعِلةً، وليس هناك مَن يَرْعاها ويَتنبَّهُ لها؛ للانشغالِ أو الغيابِ عنها. وفي الحَديثِ: الحَثُّ على الأخذِ بأسبابِ الوِقايةِ مِنَ المخاطِرِ والمهالِكِ*

🌷🌷🌷.
*📖حـــــــــديث - الـــيوم📖*


قال النبـي صلى الله عليه وسلم : *يُقْبَضُ الصَّالِحُونَ، الأوَّلُ فَالأوَّلُ، وتَبْقَى حُفَالَةٌ كَحُفَالَةِ التَّمْرِ والشَّعِيرِ، لا يَعْبَأُ اللَّهُ بهِمْ شيئًا*
(الراوي: قيس بن أبي حازم)
(صحيح البخاري برقم: 4156.)

*الشرح٠٠٠٠*

*خَيرُ أجْيالِ هذه الأمَّةِ أصْحابُ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ثمَّ أتْباعُ الصَّحابةِ، ثمَّ أتْباعُ التَّابِعينَ، وهكذا كُلَّما اقتَرَبْنا مِن رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، كانتِ الأجْيالُ أقرَبَ للخَيرِ، إلى أنْ تَقومَ السَّاعةُ على شِرارِ الخَلقِ، أو على قَومٍ لا يَعبُدونَ اللهَ عزَّ وجلَّ ألبَتَّةَ*
.
*وفي هذا الحَديثِ أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ذكَر أنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ يَقبِضُ الصَّالِحينَ ويَذهَبُ بهم مِن على وَجهِ الأرْضِ أوَّلًا فأوَّلًا، ثمَّ تَبْقى حُفالةٌ -أي: رُذالةٌ منَ النَّاسِ- كَحُفالةِ التَّمرِ والشَّعيرِ، وهو الرَّدِيءُ، لا يُبالي اللهُ بهم شَيئًا، ولا يَكتَرِثُ بهم، ولا يَرفَعُ لهم قَدرًا، ولا يُقيمُ لهم وَزنًا. وفي الحَديثِ: أنَّ مَوتَ الصَّالِحينَ مِن أشْراطِ السَّاعةِ. وفيه: النَّدبُ إلى الاقْتِداءِ بأهلِ الخَيرِ، والتَّحْذيرُ مِن مُخالَفَتِهم خَشْيةَ أنْ يَصيرَ مَن خالَفَهم ممَّن لا يَعْبأُ اللهُ به*


🌷🌷🌷.
*📖حـــديث - اليــوم 📖*


*عن ابن عباس رضي الله عنهما ، أن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال ( نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ )*[ صحيح البخاري برقم 6412 ] .


*الشرح٠٠٠٠*

*هذا الحديثِ يخبرُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بنِعمتَينِ عَظيمتَينِ جَليلتَينِ مَغبونٌ فيهما كَثيرٌ مِن النَّاسِ، فلا يَعرِفون قَدْرَهما ولا ينتَفِعون بهما في حَياتِهم الدُّنيويَّةِ والأُخرويَّةِ، وهما: صِحَّةُ البدَنِ والنَّفْسِ وقُوَّتُهما، والفراغُ، وهو خُلُوُّ الإنسانِ مِن مَشاغلِ العيْشِ وهُمومِ الحياةِ، وتَوفُّرُ الأمنِ والاطمئنانِ النَّفْسيِّ، فهما نِعمتانِ عَظيمتانِ، لا يُقدِّرُهما كَثيرٌ مِن النَّاسِ حَقَّ قَدْرِهما. ؛ وفي هذا الحَديثِ إشارةٌ إلى أنَّ الإنسانَ لا يَتفَرَّغُ لِلطَّاعةِ إلَّا إذا كان مَكْفيًّا، صَحيحَ البَدَنِ؛ فقدْ يَكونُ مُستَغنيًا ولا يَكونُ صَحيحًا، وقدْ يَكونُ صَحيحًا ولا يَكونُ مُستَغنيًا، فلا يَكونُ مُتفَرِّغًا لِلعِلمِ والعَمَلِ؛ لِشُغُلِه بالكَسبِ، فمَن حَصَلَ له الأمرانِ: الصِّحَّةُ والفَراغُ، وكَسِلَ عنِ الطَّاعاتِ؛ فهو المَغبونُ الخاسِرُ في تِجارَتِه وفي الحديثِ: التَّرغيبُ في استغلالِ النِّعمِ مِن صِحَّةٍ وفراغٍ وغيْرِهما، والاستفادةُ منهما فيما يُرضي اللهَ سُبحانَه وتعالَى*.

*الوقتُ الذي تلهُو فيه ، غيركَ يبني فيه مجدًا ، الوقتُ الذي تضيِّعه في ردهاتِ مواقع التواصل وتوافه المحتويات ؛ يجعلهُ غيركَ سُلمًا إلى رضوانِ الله* .

*الليلُ الذي يمضي عليكَ جُلّه في قيل وقال وأخواتها ، يرى الله فِيهِ أقوامًا غيركَ تتجَافى جُنوبهُم عَن المضاجع ، فلا يزالونَ يتقربُون إليه بالنوافل حتى يحبَّهُم* .

*يزدلفُ أقوامٌ إلى الله في حلكِ الأسحار ، فيقرِّبهُم إليه ، ويوزعُ بينهم العطايا ، ويردُ بدعائِهم سيِّءَ الأقدار ، وأنت تتخطى رقابَ الساعات بينَ مُحرقات الوقت*

*يصحُو العالم ، وتسيرُ المراكب ، وتتقدَّم الأمَّم ، ويتسابقُ الصالحون ، ويفوز الناجحون ، ويشيِّد العُقلاء أمجادهُم ، ويبني الناجحون بُروج إنجازاتهم ، وأنت ما بين الغفلة والنوم*

*حافظ على صحتك من جهة الطعام والشراب فالمعدة بيت الداء ؛ فإن طعام اليوم يغلب عليه الفساد الصحي ، فأدخل في جوفك ما يُستفاد منه وتجنب ما دون ذلك ، فضلاً عن استخدام ما ثبت فساده كالخمر ونحوه*.

*حافظ على صحتك من جهة التحصين والوقاية ؛ فإن أعين بعض الناس لا ترحم ، فلا تكن في موضعٍ تتأذى منه ، ولا تغفل عن أورادك وأذكارك*.

*حافظ على صحتك من جهة قلبك ونفسيتك ؛ فإن متغيرات الزمن وما يحدث في العالم قد لا يتحمله البعض مما ينعكس على نفسيتهم بإكتئاب ونحوه ، فافعل ما يشرح صدرك وتجنب خلاف ذلك ، فإن انشراح الصدر من النعيم*.

*حافظوا على صحتكم ؛ والوقاية خَيْرٌ من العلاج ، فإن عض أصابع الندم لن يُرجع لك صحتك بل سيزيد يديك ألماً ؛ فالحفاظ على صحتك من أبجديات الحياة والعقل !*


🌷🌷🌷
*📖حــــديث - اليـــوم📖*


في الصحيح من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : *طهور إناء أحدكم إذا ولغ فيه الكلب أن يغسله سبع مرات أولاهن بالتراب*[ صحيح مسلم - ٢٧٩ ] .


*الشرح٠٠٠٠*

*غسله سبعاً مع التراب خاص بلعاب الكلب الذي يخرج من فمه ، لكن من مس باقي جسده فإنه لا شيء عليه ، فلا يغتسل ولا يتوضأ ، فالحديث متعلق بلعابه وليس بجسده* .

*قال عطاء بن أبي رباح إمام أهل مكة في زمانه : ( إن مس رجل كلبا لا يتوضأ منه )* ، [ مصنف عبد الرزاق - ٤٣٣ ، وإسناده صحيح ] .


🌷🌷🌷
*📖حـــديث - اليــوم📖*



*▪️احذر من اللعن من دون مُبرر شرعي ! اللعن كالقتل : لِما جاء في الصحيحين من حديث ثابت بن الضحاك رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : ( لعن المؤمن كقتله )* [ صحيح البخاري برقم ٥٧٠٠ ، صحيح مسلم برقم - ١١٠ ) *ومعنى قتله ، أي : لعنه فكأنما دعا عليه بالهلاك* ( فتح الباري - ١٠/٤٨٢ ) ] .

*▪️اللعان لا يكون شهيداً ولا شفيعاً يوم القيامة : جاء في الصحيح من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : (( إن اللعانين لا يكونون شهداء ولا شفعاء يوم القيامة ))* [ صحيح الإمام مسلم برقم ٥٧٠٠ ] .

*▪️الإكثار من اللعن أحد أسباب دخول النار :جاء في الصحيح من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ، قال : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فِي أضحى أو فطر إلى المصلى فمر على النساء فقال : (( يامعشر النساء تصدقن فإني أُريتُكُنَّ أكثر أهل النار . فقُلْن : وبم يارسول الله ؟ قال : تُكثِرنَ اللعن ، وتكفرن العشير ... ))* [ صحيح البخاري برقم ٣٠٤ ، و مسلم برقم ٨٠ من حديث ابن عمر رضي الله عنهما] .

*▪️اللعن كبيرة من كبائر الذنوب : قال سلمة بن الأكوع رضي الله عنه : ( كنّا إذا رأينا الرجل يلعن أخاه رأينا أنه قد أتى باباً من الكبائر )* [ المعجم الأوسط - ٦٨٤٩ ، وإسناده جيد ] .

*▪️الإجماع على تحريم اللعن من دون مبرر شرعي :قال الإمام النووي رحمه الله تعالى: ( واتفق العلماء على تحريم اللعن )* [ المنهاج - ١/٢٥٠ ] .


🌷🌷🌷
*📖حـــديث - اليـــوم📖*


*٠٠٠لمن لم يتيسر له الحج٠٠٠*
*كيف ترجع من ذنوبك كيوم*
*ولدتك أمك!*


*▪️جاء في الصحيح من حديث عمرو بن عبسة رضي الله عنه ، قال : قلتُ يارسول الله أخبرني عن الوضوء ، قال : (ما منكم رجل يقرب وضوءه فيتمضمض ويستنشق فينتثر ، إلا خرت خطايا وجهه وفيه وخياشيمه ، ثم إذا غسل وجهه كما أمره الله إلا خرت خطايا وجهه من أطراف لحيته مع الماء ، ثم يغسل يديه إلى المرفقين إلا خرت خطايا يديه من أنامله مع الماء ، ثم يمسح رأسه إلا خرت خطايا رأسه من أطراف شعره مع الماء ، ثم يغسل قدميه إلى الكعبين إلا خرت خطايا رجليه من أنامله مع الماء ، فإن هو قام فصلى فحمد الله وأثنى عليه ومجده بالذي هو له أهل ، وفرغ قلبه لله ، إلا انصرف من خطيئته كهيئته يوم ولدته أمه )* [ صحيح مسلم برقم ٨٣٢] .

*بمعنى يتوضأ الوضوء المعتاد ، ثم يصلي ركعتين كالصلاة المعتادة ، ويحمد الله ويثني عليه بما شاء من الحمد والثناء الذي يليق بالله جل ثناؤه ، ويكون قلبه متفرغ لله جل ثناؤه في صلاته ، ويفعلها بكل إخلاص ويقين ، فيغفر الله جل ثناؤه له كافة ذنوبه ، وهذا يشمل الكبائر والصغائر ، لأنه يعود بالإنسان كما لو ولدته أمه نقياً بلا شوائب ، وهذا من فضل الرحمن الرحيم*


🌷🌷🌷
*📖حـــــديث - اليـــــوم📖*


*ما مِن عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَدْعُو لأَخِيهِ بظَهْرِ الغَيْبِ، إلَّا قالَ المَلَكُ: وَلَكَ بمِثْلٍ*.
(الراوي : أبو الدرداء)
(صحيح مسلم برقم: 2732 )

*الشرح٠٠٠٠٠*

*المقصود هنا أخوة الإسلامِ، لا أُخوَّةُ النَّسبِ، «بِظَهْرِ الغَيْبِ»، أي: في غَيْبَةِ الأخِ المدْعوِّ له، وفي السِّرِّ، ودونَ أنْ يَعلَمَ به صاحبُه، وخَصَّ هذا النَّوعَ مِن الدُّعاءِ بالذِّكرِ؛ لأنَّه أبْلَغُ في الإخلاصِ وأدَلُّ على عُمقِ المحبَّةِ؛ لبُعدِه عن الرِّياءِ والأغراضِ المفسِدةِ، فإذا دَعا المسْلمُ لأخيهِ، قال المَلَكُ المُوكَّلُ به: «ولَك» أيُّها الدَّاعي، بِمِثْلِ ما دَعوْتَ به لأَخيكَ، وفي رِوايةٍ عندَ مُسلمٍ: «قال الملَكُ الموكَّلُ به: آمينَ، ولكَ بمِثلٍ»، فالملَكُ يُؤمِّنُ على الدُّعاءِ ويَدْعو للدَّاعي بمِثلِ ما دَعا لأخيهِ؛ فيَنْبَغي للعَبْدِ أنْ يُكْثِرَ مِن دُعائِه لِأخيهِ؛ فهو عَمَلٌ صالِحٌ يُؤجَرُ عليه*
.
*وفي الحديثِ: الحثُّ على إحسانِ المُؤمنينَ بَعْضِهْم إلى بَعْضٍ.وفيه: بَيانُ فَضلِ دُعاءِ المسْلمِ لأخيهِ المسْلمِ بظَهرِ الغيبِ، ولوْ لجماعةٍ مِن المسْلِمين*


*فهى حقيقة شرعية ؛ الدعاء بظهر الغيب من عبوديات القلب العظيمة ؛ وفيها من الإخلاص والتجرد والصدق والرحمة وإسداء النفع وتفريج الكرب ما لا يخطر على البال٠٠٠*

*ومن تأمل إيثار قوم مدحهم الله؛ ثم ثنّى بآخرين شأنهم الدعاء بـقوله: ( وَالَّذِينَ جَاءُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ* ) (١٠ الحشر )

*فكيف بمن تُحبُّ وتعاشر وتباشر !! فكم من بلوى كُشِفت، وكربة فُرِجت بدعاء مخلصٍ ،، وافق تأمين مَلَك "مامن مسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب إلا وملك ٌعند رأسه يقول: آمين ولك بمثل" مشهد عجيب*

*ادعوا لبعضكم بالأسماء وادعوا الله لشفاء فلان وبقضاء دين فلان وستر فلانة ؛؛ فقد كان صلَّى الله عليه وسلم يدعو لأصحابه الأسرى عند قريش بأسمائهم فكان يقول :" اللهمَّ أَنْجِ الْوَلِيدَ بْنَ الْوَلِيدِ ، اللَّهُمَّ أَنْجِ سَلَمَةَ بْنَ هِشَامٍ ، اللَّهُمَّ أَنْجِ عَيَّاشَ بْنَ أَبِى رَبِيعَةَ " وكان الإمام أحمد يدعو لسبعين من أصحابه بأسمائهم في قنوته٠٠٠*

*تقربوا إلى الله بلهفتكم على أحبابكم ؛ واملؤوا سجداتكم وقنوتكم بحاجاتهم ؛ ثم عمِّمُوا بعد ذلك لعموم المسلمين ؛ فلربما يطلع الله عليك وأنت ؛ مشغولٌ بأمر أخيك ، مشفقٌ عليه ، ومتلهفٌ على تفريج كربه ، فيعطيك الكريم ويعطيه٠٠٠*

*عيشوا الدعاء رجاءً وحُبًّا يريكم الله من فضله عجبًا! دعواتي لي ولكم ولجميع المسلمين والمسلمات في كل وقت وحين*

*اللهم يا الله يارحمن يارحيم يا أرحم الراحمين يا قاضي الحاجات يا مجيب الدعوات أغفر الذنوب واستر العيوب وانر الدروب٠٠٠*


🌷🌷🌷
*٠٠٠٠همســــــــــة٠٠٠٠*


*إن السعادة في الرضى بقضائه*
*حتى ولو عظم المصـاب وآلمــا*

*صبرا على جمر المصاب فربما*
*عادت عواقبه نعيمـــا .. ربمــا*


*إنــا بدار لا خلــوص لصفوهــا*
*شهــدا تصبّح ثم تُغبِق علقمـــا*

*فتش. أتلقى من يعيش كما اشتهى؟*
*كـــلا. فكـــلّ قــــد بكـــى وتـألمـــا*


*حتى (المها) في برها وخلائهــا*
*بمخــالب الأكــدار تهوي مغنمــا*

*تشقى وتسعد في الحياة كمثلنا*
*لكننــا نرجــوا الثواب الاعظمـــا*

*سبحان من كشف الكروب ولم يزل*
*بعبــــاده منهـــــم أبـــــر وأرحمـــــا*


🌷🌷🌷
*📖حـــــديث - اليـــوم📖*



قال صلى الله عليه وسلم *لا يردُّ القضاءَ إلَّا الدُّعاءُ ، ولا يزيدُ في العمرِ إلَّا البرُّ*
(الراوي : سلمان الفارسي)(صححه الألباني صحيح الترمذي برقم: 2139)

*الشرح٠٠٠٠٠٠*

*جعَل اللهُ سبحانه وتعالى بحِكمَتِه لكلِّ شيءٍ في هذه الدُّنيا سَببًا؛ فجعَل الولَدَ يأتي بالزَّواجِ، والمريضَ يُشْفى بالدَّواءِ، وكذلك جعَل القَضاءَ يُرَدُّ بالدُّعاءِ، والعُمرَ يَزيدُ بالبِرِّ، كما يقولُ الرَّسولُ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم في هذا الحديثِ: "لا يَرُدُّ القضاءَ إلَّا الدُّعاءُ"، أي: الأمرَ المقدَّرَ، فالدُّعاءُ يَكونُ سببًا في عَدَمِ نُزولِ البلاءِ المقدَّرِ لذلك الشَّخصِ*

*وقيل: رَدُّه هو تَهْوينُ وتَخفيفُ ما نزَل على العبدِ مِنه، "ولا يَزيدُ في العُمرِ إلَّا البِرُّ"، أي: الطَّاعاتُ، والإحسانُ إلى الوالِدَينِ والأرحامِ وسائرِ النَّاسِ؛ فهي سَببٌ في زيادةِ العُمرِ، وقيل: الزِّيادةُ المَعنِيَّةُ هي البرَكةُ في وَقتِه وعُمرِه، وكلٌّ مِن رَدِّ القضاءِ بالدُّعاءِ، وزيادةِ العمرِ بالبِرِّ- إنَّما هُما مِن الأمورِ المكتوبةِ للشَّخصِ عندَ اللهِ سبحانه وتعالى في اللَّوحِ المحفوظِ، وقد سبَقَتْ في عِلمِ اللهِ سبحانه وتعالى، لكنَّ الأمرَ فيها من بابِ الأسبابِ والمسبِّباتِ، كالدَّواءِ للمَريضِ٠٠٠*.

*وفي الحديثِ: تَقديرُ اللهِ سبحانه وتعالى للجزاءِ وسَببِه؛ وفيه: الإرشادُ إلى كَثرةِ الدُّعاءِ والتَّضرُّعِ إلى اللهِ في كلِّ الأحوالِ*


🌷🌷🌷.
*📖حـــديث - اليــوم📖*



*▪️احذر من اللعن من دون مُبرر شرعي ! اللعن كالقتل : لِما جاء في الصحيحين من حديث ثابت بن الضحاك رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : ( لعن المؤمن كقتله )* [ صحيح البخاري برقم ٥٧٠٠ ، صحيح مسلم برقم - ١١٠ ) *ومعنى قتله ، أي : لعنه فكأنما دعا عليه بالهلاك* ( فتح الباري - ١٠/٤٨٢ ) ] .

*▪️اللعان لا يكون شهيداً ولا شفيعاً يوم القيامة : جاء في الصحيح من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : (( إن اللعانين لا يكونون شهداء ولا شفعاء يوم القيامة ))* [ صحيح الإمام مسلم برقم ٥٧٠٠ ] .

*▪️الإكثار من اللعن أحد أسباب دخول النار :جاء في الصحيح من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ، قال : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فِي أضحى أو فطر إلى المصلى فمر على النساء فقال : (( يامعشر النساء تصدقن فإني أُريتُكُنَّ أكثر أهل النار . فقُلْن : وبم يارسول الله ؟ قال : تُكثِرنَ اللعن ، وتكفرن العشير ... ))* [ صحيح البخاري برقم ٣٠٤ ، و مسلم برقم ٨٠ من حديث ابن عمر رضي الله عنهما] .

*▪️اللعن كبيرة من كبائر الذنوب : قال سلمة بن الأكوع رضي الله عنه : ( كنّا إذا رأينا الرجل يلعن أخاه رأينا أنه قد أتى باباً من الكبائر )* [ المعجم الأوسط - ٦٨٤٩ ، وإسناده جيد ] .

*▪️الإجماع على تحريم اللعن من دون مبرر شرعي :قال الإمام النووي رحمه الله تعالى: ( واتفق العلماء على تحريم اللعن )* [ المنهاج - ١/٢٥٠ ] .


🌷🌷🌷
2025/06/26 20:45:05
Back to Top
HTML Embed Code: