Telegram Web Link
"ان لبثتم إلا قليلا "
🍂 ‏الذين رحـلوا في سـن مُبكر اهدونا رسـالة تقـول لا تُطـيلوا قوائم أُمنـياتكم و إعمـلوا الصـالحات بكثرة فالحيـاة قـصيرة و الآخـرة هي دار البقاء

🍂 وما الدنيـا سِوى لـحظات ‏نجري وراءها عـبثاً و لن تبقى ولن نبـقى ‏فياليـت قلـوبنا تدرك هـذا قـبل فـوات الآوان

🍂 ‏يوم يمر وشهر ينقضي وأعمارنا تُطوى ! هي الدنيا !
دار الشقاء والعناء والبلاء ،شبابها يهرمْ حيُّها يموت ، سريعة الزوال قريبة الإضمحلال ,لايدوم لها حال ولايطمئن لها بال..
"" اللهم أحسن ختامنا ""
"فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا
"
✍️أيها العاكفون على هواتفكم الآن 👈🏻 كونوا من المستغفرين الذاكرين...
لو استشعر العبدُ مايناله من تكرارِ ثناء الله عليه في ملكوت السموات إذا صلى على النبي ﷺ؛

لطارَ قلبُه فرحًا وشوقًا ولكان ديدنه وهجيراه الصلاة عليهﷺ.

وكيف لا؟!
وقد قالﷺ:
"مَن صلى عَلَيَّ واحدةً ، صلى اللهُ عليه بها عَشْرًا".
وصلاةُ الله ثناء و رحمة..

ليس ثناء الله فقط (وكفى به)، بل كفاية الهم ومغفرة الذنب بوعد الصادق الذي لاينطق عن الهوى..

فقد قال حبيبنا ﷺ لمن استغرق في الصلاة عليه:

(تُكفى همك ويُغفر لك ذنبك).

ولايزهد في هذا الفضل إلا محروم وخاصةً يوم الجمعة وليلتها ....
فأكثر من الصلاة على حبيبكﷺ.

-حــــنـــان فـــــؤاد.
سيدنا داوود كان صوته أجمل صوت علي وجه الكرة الأرضيه وكان يتلو الزبور بأكثر من ٧٠ طريقة ومن شِدة جمال صوته كان أول ما يبدأ تلاوة تتجمع حواليه الطيور والوحوش والحيوانات للإستماع لتلاوته..
‏والطير تبدأ تصدر أصوات تسبيح..

(وسخرنا مع داوود الجبال يُسبِحن والطير)
مشهد أكبر من خيالك وخيالي،السما نفسها بتهتز وربنا يدّي الأمر الإلهي ..

(يا جبال أوبّي معهُ والطير)
يعني سبّحوا لما يسبّح واسكتوا لما يسكت كأنها أوركسترا من الخلائق..

(يسبِحن بالعشيّ والإشراق)
العشيّ من بعد العصر لليل ... والإشراق هو وقت الضحى ..

(والطيرُ محشورة)
تتزاحم للتسبيح..

(كلٌ لهُ أواب)‏
يعني‏ مطيعة متناغمة

المشهد الثالث
سيدنا داوود ربنا ألان له الحديد يشكّله زي الصلصال بأيده من غير مطارق موهبه وقوة أعصاب في إيده

(وأَلَنَّا لَهُ الحديد) !!!
فـ صنع الدروع علشان حماية الجيش

(أَنِ اعمل سَابِغَاتٍ وَقَدِّر فِي السَّرْدِ)
‏ سابغات يعني الدرع اللي بيغطي الصدر
أما..قدّر في السرد؟!
يعني إحسب قدر الحلقات اللي بيتحط فيها المسامير اللي هتتحط في الدرع ووصل مقدمة الدرع من الأمام بنهايتة من الخلف وأُربطهم ودي تقنية علّمها له الله

المشهد الرابع
إشتهر سيدنا داوود خلال فترة حُكمه بالعدل ...

(وَآتَيناهُ الحكمةَ وَفَصلَ الخطاب)
يعني لو جاله إتنين متخاصمين،‏كان يملك من رجاحة العقل وقوة المنطق اللي يخليهم يرضوا بحكمه ويخرجوا مبسوطين وده اللي خللي بني إسرائــ.يل تحبه بشدّه

المشهد الخامس
بينما داوود يتعبد ليلاً في محرابه لقي إتنين قفزوا من السور..

(وهل أتأك نبأُ الخصم اذ تَسوروا المحراب * إِذ دخلوا علي داوود ففزِع مِنهم)

‏سيدنا داوود متكلمش، وظل مترقب لهم
(قَالُوا لا تخف خصمان بَغَىٰ بعضُنا علي بعضٍ فَاحكم بيننا بالحق ولا تُشْطِط يعني متبعدش عن الحق ودي كلمة الغرض منها إستفزازه

(واهدنا الي سواء الصراط)
برضو إستفزاز تاني

تدارك داوود الموقف وتوقّع إن الموضوع لا يحتمل التأجيل وبدأ واحد منهم يقول..

(إنّ هذا أَخِي لَهُ تِسعٌ وتسعونَ نَعجةً وَلِيَ نَعجةٌ وَاحِدَةٌ فقال أكفيلنِيهَا وعزَّنِي في الخِطاب)

( أكفلنيها)يعني تنازل عنها ليا أرعاها مع غنمي وعزّني في الخطاب أقنعني إنها عندي وحيدة دون ونس وإني فقير مقدرش أصرف عليها
ولو زاد الخلاف بينا هيهددني يأخذها بالقوة

‏اتأثر سيدنا داوود وقال..
(قال لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلي نِعَاجِهِ)
في هنا اختفى الرجلان...إتبخروا ...

فعرف داوود انهم ملكان نزلوا في صورة بشر
‏علشان يعلّموه إنه ميتسرعش في الحكم ويسمع الطرف التاني...

‏(وإن كثيراً من الخلطاء لَيَبْغِي بعضُهم علي بعضٍ إلَّا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وقليلٌ ما هُم)
لان أكل الحقوق ده الغالب عند الناس

المشهد السادس
(وظنَّ داوودُ أنّما فَتَنَّاهُ فَاستغفر رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وأَنَابَ)‏
أناب يعني أسرع بالتوبة

‏اشمعني سيدنا داوود؟!!
أولاً لإن سيدنا داوود هيورّث ابنه سليمان الحكمة بعد كده ...

ثانياً ربنا أراد بحكمته ليقول لنا إن أكتر شخص حكيم في الدنيا غلط ... علشان كده قال:

(أولئك الذين هدى الله فبهداهم إقتده)

لأن أخطاء الأنبياء دروس لنا ..

داوود لما سجد..‏

(فغفرنا لهُ ذلك)
(وأنّ لهُ عِندنَا لَزُلفَىٰ)
يعني درجة شديدة من القُرب وعلو المكانه
و(حُسن مآب)
يعني يوم القيامة هتندهش من عظمة مكافئته

‏داوود هو القدوة لكل نبي بعده ولكل ولي أمر وقاضي وكل حاكم..

‏(يَا دَاوُودُ إِنا جعلناك خليفةً في الأرض فَاحكُم بينَ النَّاسِ بِالحَقِّ وَلا تَتَّبِع الهَوَى..)

ودي رساله لـ داوود👆👆

(إنّ الذِينَ يَضِلُّونَ عن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُم عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ)

ودي رسالة لـ من بعده. 👆👆
حتى قيام الساعة.

تأمل عظمة القرآن وقوة البيان وسرد الاحداث وتناغم الكلمات ..... وافتخر بدينك ورسولك وقل الحمد لله على نعمة الإسلام.
📚 *حـــــــــ قـدسـي ـــد يث* 📚

📖 *حــديـث الـيـو۾*!
═════════



📔34- وعن أنس رضي الله عنه قَالَ: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إنَّ الله- عز وجل، قَالَ: إِذَا ابْتَلَيْتُ عبدي بحَبيبتَيه فَصَبرَ عَوَّضتُهُ مِنْهُمَا الجَنَّةَ)) يريد عينيه،
📚رواه البخاري.

⬅️في هذا الحديث القدسي: أَن من صبر على فقد بصره واحتسب أجره عند الله تعالى: عَوَّضه عن ذلك الجنة

📜 *شرح الحديث؟!*

📝في هذا الحديث أخبر النبي ﷺ: عن ربه تبارك وتعالى "أنه قال:*(إِذَا ابْتَلَيْتُ عبدي بحَبيبتَيه)* يعني: عينيه فيعمى، ثم يصبر؛ إلا عوضه الله بهما الجنة. لأن العين محبوبة للإنسان فإذا أخذهما الله سبحانه تعالى: واصبر الإنسان واحتسب. فإن الله يعوضه بهما الجنة.

⤵️والجنة تساوي كل الدنيا: بل قد قال النبي ﷺ *:(المَوضِعُ سوطِ أحدكُم فِي الجنَّةِ خَيرٌ من الدُّنْيَا ومَا عَلَيْهَا)* أي: مقدار متر في الجنة خير من الدنيا وما فيها،
لأن ما في الآخرة باق لا يفنى ولا يزول، والدنيا كلها فانية زائلة فلهذا كانت هذه المساحة القليلة من الجنة خير من الدنيا وما فيها.

⬅️ وعلم أن الله سبحانه وتعالى: إذا قبض من الإنسان حاسة من حواسه فإن الغالب. أن الله يعوضه في الحواس الأخرى. ما يخفف عليه ألم فقد هذه الحاسة التي فقدها.

📚فالأعمى يمن الله عليه بقوة الإحساس والإدراك حتى إن بعض الناس إذا كان أعمى تجده في السوق يمشي وكأنه مبصر يحس بالمنعطفات في الأسواق. ويحس بالمنحدرات والمرتفعات.

🥀حتى إن بعضهم يتفق بصاحب السيارة –سيارة الأجرة يركب معه من أقصى البلد إلى بيته، وهو يقول: خذ ذات اليمين، وهكذا حتى يوقفه عند بابه، وصاحب السيارة لا يعرف البيت. لكن هذا يعرف البيت. وهو راكب سبحان الله‼️

⬅️ فلله عزوجل: إذا اقتضت حكمته، أن يفقد أحدًا من عباده حاسة من الحواس فالغالب أن الله سبحانه وتعالى: يخلف عليه حاسة قوية وإدراكًا قويًّا يعوض بعض ما فاته مما أخذه الله منه. والله الموفق..
══════════════🍃🍂═.
✍️رياض الصالحين:
قَـالَ الشـَّيْخ صَـالِح آل الشّـيْخ

" ﻟﻴﺲ ﺍﻟﻤﻘﺼـﻮﺩ ﻣـﻦ ﻛﻞ ﻃﺎﻟﺐ ﻋـﻠﻢ ﺃﻥ ﻳﻜـﻮﻥ ﻋﺎﻟـﻤﺎ ، ﺇﻧﻤـﺎ ﺍﻟﻤﻘﺼـﻮﺩ ﺑﻄﻠﺒﻚ ﻟﻠﻌـﻠﻢ ﺃﻥ :

• ﺗﺮﻓـﻊ ﺍﻟﺠـﻬﻞ ﻋﻦ ﻧﻔـﺴﻚ.
• ﺃﻥ ﺗﺘﻌـﺒﺪ ﻟﻠﻪ عـز وﺟﻞ ﺑﻌﺒﺎﺩﺍﺕ ﺻﺤﻴﺤﺔ.
• ﺃﻥ ﺗﻜـﻮﻥ ﻋﻘـﻴﺪﺗﻚ ﺻـﺎﻟﺤﺔ، ﺗﺄﺗـﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﺟـﻞ ﻭﻋـﻼ‌ ﺑﻘﻠـﺐ ﺳـﻠﻴﻢ.

قـال تعالـى:« ﻳَـﻮْﻡَ ﻟَﺎ ﻳَﻨـﻔَﻊُ ﻣَـﺎﻝٌ ﻭَﻟَﺎ ﺑَﻨُـﻮﻥَ (٨٨) ﺇِﻟَّﺎ ﻣَـﻦْ ﺃَﺗَـﻰ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﺑِﻘَـﻠْﺐٍ ﺳَـﻠِﻴﻢٍ »
[ﺍﻟﺸـﻌﺮﺍﺀ : ٨٨-٨٩]
ﺳـﻠﻴﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺸـﺒﻬﺔ ، ﻭﺳﻠﻴـﻢ ﻣـﻦ ﺇﻗـﺮﺍﺭ ﺍﻟﺸﻬـﻮﺓ.
ﻫـﺬﺍ ﻣـﻦ ﻓـﻮﺍﺋﺪ ﺍﻟﻌـﻠﻢ « ﺃﻧـﻚ ﺗﺮﻓـﻊ ﺍﻟﺠـﻬﻞ ﻋـﻦ ﻧﻔـﺴﻚ "

📚: [ﺍﻟﻮﺻـﺎﻳﺎ ﺍﻟﻌﺸـﺮ ﻟﻺ‌ﺳـﺘﻔﺎﺩﺓ ﻣـﻦ ﺍﻟـﺪﺭﻭﺱ ﺍﻟﻌﻠـﻤﻴﺔ].
*"إن بعد العسر يسراً "
✍️مهما عصفت بك الحياة لا تجزع  ..*
*فكل أمر بمقدار وحكمة ..*
*فكم من مِنحة ظاهرها مِحنة ..*
*وكم من نعمة ظاهرها نقمة ..*
*وكم من أمل جاء بعد الألم ..*
*وكم من رجاء تحقق بعد الشقاء ..*
*لا تحزن أبداً وألزم الرضا ..*
*فأنت في رحمة الكريم ..*
*الذي يمدك دوما بالعطاء ..*
*والدنيا تدور والحال يتغير ..*
*فانفض عنك جميع الهموم ..*
*وتأكد أنها لن تدوم ..*
🔅﴿ما أَصابَكَ مِن حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَما أَصابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَفسِكَ وَأَرسَلناكَ لِلنّاسِ رَسولًا وَكَفى بِاللَّهِ شَهيدًا﴾ .

💭 قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-:

◻️وَفِي قَوْلِهِ: ﴿فَمِنْ نَفْسِكَ﴾
مِنْ الْفَوَائِدِ:
أَنَّ الْعَبْدَ لَا يَطْمَئِنُّ إلَى نَفْسِهِ؛ فَإِنَّ الشَّرَّ لَا يَجِيءُ إلَّا مِنْهَا؛ وَلَا يَشْتَغِلُ بِمَلَامِ النَّاسِ وَذَمِّهِمْ، وَلَكِنْ يَرْجِعُ إلَى الذُّنُوبِ فَيَتُوبُ مِنْهَا وَيَسْتَعِيذُ بِاَللَّهِ مِنْ شَرِّ نَفْسِهِ وَسَيِّئَاتِ عَمَلِهِ، وَيَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ يُعِينَهُ عَلَى طَاعَتِهِ؛ فَبِذَلِكَ يَحْصُلُ لَهُ الْخَيْرُ وَيُدْفَعُ عَنْهُ الشَّرُّ .

📚 مجموع الفتاوى
"‏من يبدأ يومه بالقرآن في الصباح الباكِر سيعلم يقينًا معنى البركة بحذافيرها"🌤️🌿.
"‏إذا أردتِ السعادة والراحة والبركة فعليك بالقران، لإنك مع القران ستجدي معنى السعادة الحقيقة، ولا تيأسوا إن طالت رحلتكم مع القران، لإن مهما طالت الرحلة فإنك ستبلغي لحظات السعد بالقران، ورحلتك مع القران في كل لحظه هي لحظات أُنس وسعادة، فأخلصوا النية والعمل".
‏مُكركبٌ حتىٰ أتْلُـوَ القرآن فأترتَّب.🍀
"‏لا ثَباتَ للقلبِ أمَام كل هذهِ الأموَاج من الفِتن إلَّا بالقُرآن.."

قالَ تَعالىٰ :
"كذلك لنثبِّتَ به فؤادَك".
#حديث_وفائدة

- عن أبي أيوب الأنصاري أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ كان يُدْمِنُ أربعَ ركعاتٍ عندَ زَوَالِ الشمسِ . فقُلْتُ : يا رسولَ اللهِ إِنَّكَ تُدْمِنُ هذه الأربعَ ركعاتٍ عندَ زَوَالِ الشمسِ ؟ فقال :إِنَّ أبوابَ السَّماءِ تُفْتَحُ عندَ زَوَالِ الشمسِ فلا تُرْتَجُ حتى يُصلَّى الظهْرُ ، فَأُحِبُّ أنْ يَصْعَدَ لي في تِلْكَ السَّاعَةِ خَيْر . قُلْتُ : أَفي كلِّهِنَّ قِرَاءَةٌ ؟ قال : نَعَمْ . قُلْتُ : هل فيهِنَّ تَسْلِيمٌ فَاصِلٌ ؟ قال : لا.

المصدر: مختصر الشمائل، أخرجه أبو داود (1270)، وابن ماجه (1157) مختصراً باختلاف يسير، وأحمد (23532) باختلاف يسير.

📌 شرح الحديث:

كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَتَقرَّبُ إلى اللهِ بالطَّاعاتِ، وأفضَلُها الصَّلاةُ، وقد كان يُواظِبُ على بَعضِ النَّوافِلِ مِنَ الصَّلاةِ، ونقَلَ عنه الصَّحابةُ ذلِكَ، كما يَرْوي أبو أيُّوبَ الأنْصاريُّ رضِيَ اللهُ عنه في هذا الحَديثِ: "أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان يُدمِنُ أربَعَ رَكَعاتٍ عِندَ زَوالِ الشَّمسِ"، التَّعْبيرُ بالإدْمانِ المُرادُ به المُواظَبةُ على صَلاةِ أربَعِ رَكَعاتٍ عِندَ زَوالِ الشَّمْسِ، وهو الوَقتُ الَّذي تَتَحرَّكُ فيه الشَّمسُ عن وَسَطِ السَّماءِ إلى جِهةِ المَغرِبِ، والمُرادُ به بَعدَ زَوالِها، وقيلَ: المَقْصودُ بِهِنَّ سُنَّةُ الظُّهرِ القَبْليَّةُ، أو تكونُ أربَعًا أُخرى غَيرَها، وسمَّاها البَعضُ سُنَّةَ الزَّوالِ، وقد وضَّحَتْ روايةُ الطَّبَرانيِّ أنَّها كانت قَبلَ الظُّهرِ، وفيها: "لمَّا نزَلَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عليَّ رأيتُهُ يُديمُ أربعًا قَبلَ الظُّهرِ"، "فقُلتُ: يا رسولَ اللهِ، إنَّك تُدمِنُ هذه الأربَعَ رَكَعاتٍ عِندَ زَوالِ الشَّمسِ؟" وهذا استيضاحٌ عن السَّبَبِ، فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "إنَّ أبْوابَ السَّماءِ تُفتَحُ عِندَ زَوالِ الشَّمسِ، فلا تُرتَجُ حتَّى يُصلَّى الظُّهرُ"، وفي روايةِ الطَّبَرانيِّ: "وقالَ: إنَّه إذا زالتِ الشَّمسُ فُتِحَتْ أبْوابُ السَّماءِ"، بمَعْنى أنَّها تظَلُّ مَفْتوحةً بعدَ وَقتِ زَوالِ الشَّمسِ، ولا تُغلَقُ حتَّى صَلاةِ الظُّهرِ، وهذا أدْعى لِقَبولِ الأعْمالِ فيها، والمُصلِّي يُناجي ربَّهُ، فيَنبَغي أنْ يَتَحرَّى بصَلاتِهِ أوْقاتِ الرِّضا والرَّحْمةِ "فأُحِبُّ أنْ يَصعَدَ لي في تِلْكَ السَّاعةِ خَيرٌ" مِنَ العَمَلِ الصَّالِحِ والصَّلاةُ أفضَلُ الأعْمالِ "قُلتُ: أفي كُلِّهِنَّ قِراءةٌ؟" وهذا استيضاحٌ واستِفْهامٌ عن وُجودِ قِراءةِ الفاتِحةِ وشَيءٍ من القُرآنِ بَعدَها في كُلِّ رَكْعةٍ "قالَ: نَعَمْ" كُلُّها فيها قِراءةٌ "قُلتُ: هل فيهِنَّ تَسْليمٌ فاصِلٌ؟ قال: لا" والمَعْنى أنَّ الأربَعَ رَكَعاتٍ تُصلَّى مُتَوالياتٍ مع بَعضِهِنَّ دَفْعةً واحِدةً دونَ التَّسْليمِ بعدَ كُلِّ رَكعَتَينِ.
وفي الحَديثِ: تخيُّرُ الأوْقاتِ الفاضِلةِ لِعَمَلِ الطَّاعاتِ.
وفيه: حثٌّ على التزوُّدِ بالطَّاعاتِ إرْضاءً للهِ سُبْحانَهُ وتقرُّبًا إليه .
قال تعالى ﴿وَلَمَّا دَخَلُوا۟ عَلَىٰ یُوسُفَ ءَاوَىٰۤ إِلَیۡهِ أَخَاهُۖ قَالَ إِنِّیۤ أَنَا۠ أَخُوكَ فَلَا تَبۡتَىِٕسۡ بِمَا كَانُوا۟ یَعۡمَلُونَ﴾ [يوسف ٦٩]

أي: لما دخل إخوة يوسف على يوسف ﴿آوَى إِلَيْهِ أَخَاهُ﴾ أي: شقيقه وهو "بنيامين" الذي أمرهم بالإتيان به، [و] ضمه إليه، واختصه من بين إخوته، وأخبره بحقيقة الحال، و ﴿قَالَ إِنِّي أَنَا أَخُوكَ فَلَا تَبْتَئِسْ﴾ أي: لا تحزن ﴿بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ فإن العاقبة خير لنا، ثم خبره بما يريد أن يصنع ويتحيل لبقائه عنده إلى أن ينتهي الأمر.

(تفسير السعدي — السعدي (١٣٧٦ هـ))
[الخلاف في توبة القاتل]

الصورة الثالثة: القتل، وهذه الصورة مشكلة، وفيها خلاف كثير بين العلماء، يعني: رجل قتل نفسا مسلمة، فأراد أن يتوب، فهل له توبة؟ وما شروطها؟ نقول: مسألة قاتل النفس المؤمنة عمدا، وهل له توبة أم لا؟ اختلف العلماء فيها على قولين: القول الأول: لـ زيد بن ثابت رضي الله عنه وأرضاه -معلم ابن عباس - وهو لـ ابن عباس رضي الله عنه وأرضاه، أنه ليس له توبة، ولأصحاب هذا القول في ذلك أدلة من الأثر ومن النظر: أما من الأثر فقالوا: قال الله تعالى: {ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما} [النساء:٩٣].
فهذه الآية صريحة، وهي من أقوى الأدلة على خلود القاتل في النار، وإن كان مسلما، كما أن فيها قوله تعالى: ((ولعنه))، واللعن: أصله الطرد من رحمة الله جل وعلا.
وقالوا أيضا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم -كما في الصحيح-: (لا يزال المؤمن في سعة من دينه ما لم يصب دما حراما)؛ لأنه من الإفساد في الأرض.
ويستدل لهم أيضا بالقياس: وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم -كما في حديث أبي هريرة في الصحيحين- أنه قال: (من قتل نفسه بحديدة فهو بحديدته يتوجؤها في نار جهنم، خالدا مخلدا فيها، ومن تحسى سما فهو في نار جهنم يتحساه، خالدا مخلدا فيها)، فهذا قاتل نفسه، ونفس الغير تساوي نفسه، فالعلة مشتركة، إذا: فالقياس صحيح، ولذلك قال الله تعالى: {ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما} [النساء:٢٩].
والعلماء لما تلكموا في قاعدة الإكراه قالوا: إن الله جل وعلا رفع عن المكره الإثم إلا في القتل والزنا، فلو أكره على شرب الخمر يشرب، ولو أكره على أن ينطق كلمة الكفر ينطق، ولو أكره على الزنا لا يفعل؛ لأن عرض أخيه مثل عرضه، ولو أكره على القتل فإنه لا يفعل بالاتفاق؛ لأنهم قالوا: إن نفسه ليست بأولى من نفس أخيه، فبالقياس على هذا الحديث أن يقال: إذا كان قاتل نفسه في نار جهنم، خالدا مخلدا فيها، فقاتل غيره يأخذ نفس الحكم، وهذه أدلة قوية جدا لهذا الفريق.
أما دليلهم النظري فقالوا: إن التوبة للقاتل لا بد أن تتوفر فيها أربعة شروط: الشروط الثلاثة المعروفة، والشرط الرابع أن يتحلل، وكيف يتحلل وهو قد أزهق روح أخيه ولا يستطيع ردها؟ فيتعذر عليه -نظرا- أن يتحلل، ونحن قلنا: إن التوبة في حق الغير لا يمكن أن تقبل عند الله جل وعلا حتى تكتمل الشروط الأربعة، وهذا يتعذر عليه أن يتحلل، ويتعذر عليه أن يرد الروح في هذا الجسد، فقالوا: فإن كان باب التحلل والأداء مغلق، فقد تعذر عليه التوبة، فلا توبة لقاتل.
القول الثاني: قول الجمهور من الفقهاء والمحدثين، وهو أنهم قالوا: للقاتل توبة، وعندنا أدلة من الأثر ومن النظر: أما من الأثر: فقد قال الله تعالى: {قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا} [الزمر:٥٣].
فالذنوب: جمع معرف بالألف واللام فيفيد العموم، أي: كل الذنوب، فيدخل فيها القتل، ويدخل فيها الشرك كذلك، لكن بشرط أن يكون تائبا، والذي جعلنا نقيد هذا القيد أو نشترط هذا الشرط -مع أن ظاهر الآية العموم: ((يغفر الذنوب جميعا)) - هو قوله تعالى: {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء} [النساء:٤٨]، فيغفر ما دون ذلك لمن يشاء، أي: دون الشرك كالقتل، فهو دون الشرك.
إذا: القتل يدخل في نص الآية بأنه في مشيئة الله جل وعلا، فإذا كان في مشيئة الله فالنتيجة عدم الخلود في نار جهنم؛ لأن الكافر الذي يخلد في نار جهنم لا يدخل في مشيئة الله جل وعلا، أي: إن شاء عذبه وإن شاء غفر له، بل هو معذب حتما بنص قوله تعالى: ((إن الله لا يغفر أن يشرك به))، فإذا كان القاتل تحت المشيئة، فهو لا يخلد في النار، إذا: فله توبة.
واستدلوا أيضا بقول الله تعالى: {والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما * يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا * إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما} [الفرقان:٦٨ - ٧٠]، إذا: فليس له التوبة فقط، بل يبدل الله سيئاته حسنات فوق ذلك.
لكن الفريق الأول ردوا عن الاستدلال بهذه الآية، فقد قال زيد بن ثابت رضي الله عنه: كنا نرى اللين في هذه الآية: ((إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات))، قلنا: حتى قاتل النفس، حتى المشرك، حتى الزاني، إذا تاب يبدل الله سيئاته حسنات، هذا لين عظيم جدا، ثم نزلت الشدة في هذه الآية: ((ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها)).
فهو رضي الله عنه يلمح بأن هذه ناسخة للآية الأخرى، وهذا الذي صرح به ابن عباس -أي: لمح زيد وصرح ابن عباس رضي الله عنه وأرضاه- حين قال: لا توبة للقاتل، فقالوا له: كيف تفعل بهذه الآية، فقال: هذه الآية منسوخة، هذه كانت في أقوام من أهل الكفر يزنون ويشربون الخمر، ويقتلون ويسرقون، فجاءوا يسلمون في مكة، فاشترطوا على رسول الله صلى
2025/09/14 20:33:54
Back to Top
HTML Embed Code: