ج / الذي يظهر أن مرد ذلك الأسباب الأربعة الآتية:

أولا: العبادة في رمضان شعائر ظاهرة؛ ففي النهار صيام واجب، وفي الليل صلاة التراويح، والنفس تتشجع للشعائر الظاهرة ما لا تتشجع في غيرها، خاصة لمن كان ينشط مع الجماعة ويتكاسل إذا انفرد.

ثانيا: العبادة في رمضان محددة، وتدور حول الصيام والقيام، أما العبادة هنا فمفتوحة غير محددة، لإطلاق الحديث العمل الصالح دون تقييد، والنفس وإن اشتهت التوسيع إلا أن التقييد يجعلها تنتظم بمقدار من العمل لا تنقص عنه.

ثالثا: العناية الربانية في رمضان أكمل؛ إذ إن أبواب الجنة مفتوحة فتفتح أبواب الحسنات المفضية إليها تبعا لذلك، فيكون أداء العبادات سهلا، وتغلق أبواب النار فتغلق أبواب السيئات المفضية إليها، فيكون ترك السيئات سهلا، والشياطين مصفدة فلا يوجد كبير مجاهدة.
أما هنا ففعل العبادات وترك السيئات لا يخلو من مشقة، ومقاومة وساوس الشيطان لا تخلو من مجاهدة على القانون المعتاد طيلة العام.

رابعا: النفس تستفز لما كان مخفيا، وفي رمضان أخفيت ليلة القدر فترى الأمة شرقا وغربا تحيي ليالي العشر كلها التماسا لها، أما هنا فاليوم الفاضل هو عرفة، ولا خلاف أنه التاسع، فالناس مطمئنون لإدراكه، ولو جاء النص النبوي أن في عشر ذي الحجة يوما يكفر الله به سنتين لمن صامه.. لرأيت استنفارا إيمانيا عند الخاصة والعامة.

والمقصود أن يعلم المسلم أن العمل في هذه الأيام أفضل من العمل في العام كله بما في ذلك رمضان ليله ونهاره باستثناء ليلة القدر، ولا تحتكم لحجم الإقبال النفسي؛ ولكن لوضوح المفاضلة في النص النبوي.

فأدرك نفسك والله يتولاك ويرعاك.

الشيخ محمد الأسطل

زهد كثير من الناس في ليل العشر واجتهادهم في النهار فقط= مسلك غير موفق.

▪️ لا خلاف بين أهل العلم أن نهار العشر من ذي الحجة أفضل العام كافة، فلا يعدل نهار العشر شيء من الأيام.

▪️وبعض العلماء على تفضيل ليالي العشر من ذي الحجة لعموم النص في التفضيل كما عند البخاري: ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام.. واليوم في كلام العرب يشمل الليل والنهار، واختاره ابن رجب، ‏ وقال: وتحقيق ذلك أن مجموع العشر أفضل وإن كان في رمضان ليلة لا يفضلها سواها، يعني القدر.

ج / كنتُ قد كتبتُ من قبل:

“سيروا إلى اللهِ عُرجًا ومَكاسيرَ؛ فإنَّ انتِظارَ الصِّحَّةِ بطالةٌ”.

هكذا رُويَ عن بعضِ السّلَفِ، وهي كلمةٌ عظيمةٌ ينبغي لكلّ أحدٍ أن يستحضرَها في نفسِه..

لا تتركِ الصلاةَ لأنّك تُطلقُ بصرَك، لا تهجُرِ القرآنَ لأنّك تستمعُ إلى الأغاني، ولا تبتعدْ عن الدعاءِ والذّكرِ لأنّك كثيرُ المعاصي!

بل زاحِمِ المعصيةَ بالطاعةِ، واجعلْ بينك وبينَ اللهِ حِبالًا موصولةً، وأمتَنُ هذه الحبالِ: الصلاةُ، فإنها عمادُ الدّينِ، وأوّلُ ما يُحاسَبُ عليه العبدُ يومَ القيامةِ، وعنها قال ربُّنا:
“وأقِمِ الصلاةَ طَرَفَيِ النهارِ وزُلَفًا من الليلِ إنَّ الحسناتِ يُذهِبنَ السيئاتِ ذلك ذِكرى للذاكرين”.

وفي حديثِ عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ رضيَ اللهُ عنه، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:
“تَحتَرِقونَ تَحتَرِقونَ، فإذا صليتُم الصبحَ غسلتها، ثم تَحتَرِقونَ تَحتَرِقونَ، فإذا صليتُم الظهرَ غسلتها، ثم تَحتَرِقونَ تَحتَرِقونَ، فإذا صليتُم العصرَ غسلتها، ثم تَحتَرِقونَ تَحتَرِقونَ، فإذا صليتُم المغربَ غسلتها، ثم تَحتَرِقونَ تَحتَرِقونَ، فإذا صليتُم العشاءَ غسلتها، ثم تنامونَ فلا يُكتبُ عليكم حتى تستيقظوا”.

هذا مع السعيِ إلى تركِ المنكراتِ، والاستعانةِ باللهِ على ذلك، والتوبةِ العامةِ المتكرّرةِ بتكرُّرِ الذنوبِ، والحفاظِ على حياةِ القلبِ بالذّكرِ والقرآنِ.
عافانا اللهُ وإياكم من كلِّ سوءٍ، وسلَكَ بنا وبكم مسالكَ التوفيقِ، آمين.

محمد الجعفري

ج / كلُّ هذه التفاصيل لا تُثبت شيئًا بيقين، وليس كلُّ من يُصاب بالاكتئاب يكون مُدمِنًا للإباحية؛ فهناك أكثر من خمسمائة سببٍ يمكن أن تُؤدِّي للاكتئاب.
وليس كلُّ مُدمِنٍ للإباحية تتعطَّل حياتُه.

فبشكلٍ عام، ما تقومين به لا معنى له، وليس من شأنك أصلًا.

الطبيعي أن يقوم أهلك بالتحقُّق منه جيدًا في محيطه القريب، وأن يتفحّصوا كل شيءٍ عنه، ثم تجلسي معه مرّة ومرّتين، وترَيْنَ رأيَك، وبعد ذلك فإنّ فترة الخطوبة كفيلةٌ بكشف أمورٍ كثيرة.

محمد الجعفري

ج/ نصيحة للتعامل إلى إخواني الشباب غير القادرين على إنشاء وإدارة بيت (جديد) يضاف إلى بيته الأصلي ولا يكون جزء منه، تأجيل خطوة الزواج حتى تحصل هذه القدرة.

بعض الشباب للأسف عندما يتزوج يظن أن كل ما سيتغير في حياته هو إحضار فتاة في غرفته التي عاش فيها من يوم ميلاده، ولا شيء سوى ذلك، بل ويظن أن هذه الفتاة ستكون داخل الغرفة زوجته، وستكون خارجها شقيقته التي عليها كل الواجبات الواجبة عليه تجاه الجميع، والبعض يصل به الأمر ألا يرى حتى أنها في ملابسها أمام إخوته الذكور مطالبة بأكثر مما تلبسه الشقيقة أمام أشقائها، نموذج متكرر لا سيما في حالة الحياة في (بيت العيلة) ولو في شقق منفصلة ، متكرر إلى درجة تدفع بعض الفتيات الآن إلى رفض متقدم غاية في الصلاح والمناسبة لمجرد أنه يعيش في (بيت عيلة)، فترفضه خشية المغامرة من كثرة ما تقابل وتسمع، رغم أنه قد يكون في الحقيقة هو أهله مختلفين تماما عن هذا النموذج.

ألا فليدرك الأحباب الشباب أن هذا بيت جديد يضاف إلى البيت القديم وليس جزءا منه، بالتأكيد بينهما تقاطعات ومشتركات جزئية ولكن ليس ذوبانا كليا، إن من يتزوج بزوجة ثانية يدرك أن عليه إنشاء بيت مختلف ومستقل تماما عن بيت الزوجة الأولى، رغم تساويهما في درجة القرب منه، وهذا من باب أولى في العلاقة بين بيت الزوجية وبيت الأهل، وهذا بالمناسبة يقوي العلاقة بين الزوجة والأهل وليس العكس كما يتوهم البعض، فالاختلاط الزائد لا سيما في حالة عدم وجود رغبة من أحد الطرفين يضر كثيرا ولا ينفع، بينما وجود الحواجز الزجاجية تارة ، والحواجز الأسمنتية تارة، والشبابيك والأبواب المفتحة في جدار العلاقات الإنسانية هو أفيد ما يكون لها ولبقائها.

هذا كلامي للطرف الأهم في هذه العلاقات، كلامي للمديرين الذين لا يؤدون أدوارهم كما ينبغي بل يؤدون عكسها تماما في بعض الأحيان بدعوى القوامة أو الرجولة أو بر الأهل والوالدين، والقوامة والرجولة تلزمه بخلاف هذا، وليس في امتهان البيت والزوجة بر للوالدين كما يظن، وما هي إلا سنوات ويذكر هذا الكلام عندما تتزوج بناته وليفكر ماذا سيكون رد فعله إذا تعرضن لما يعرض زوجته له، بل وربما يكون رافضا الآن لتعرض شقيقته لذلك الذوبان وانعدام الخصوصية ولا يرى أن هذا من بر زوج شقيقته لوالديه.

أما عن صاحبة السؤال تحديدا ، فإني كدت أن أمسح السؤال وجزمت بأنني لن أجيب، لولا أني وجدت فيه فرصة لكتابة الكلام العام السابق لعله يفيد، وسبب عزوفي عن الإجابة في البداية أنني عادة لا أجيد نصح الطرف ذا الأدوات الأقل، وإن كان للأسف تأتي الأسئلة عادة من هذا الطرف، ولكن بما أنني قررت الإجابة للسبب السابق ، فرأيي أنه في حال أن الضرر الواقع عليك مركز في أمور مادية حياتية فاجمعي بين النصح والنقاش اللين وبين الصبر أطول فترة ممكنة، وتجنبي الحدة مطلقا لأنها لن تفيد في أي مرحلة غالبا، حاولي أن تكسبيه وتفهميه الفرق بين أن يكون لك خصوصية طبيعية يحتاجها كل إنسان وبين ما يظنه عقوقا وقطع صلة، وأنك ستظلين واصلة وتخصصي وقتا يوميا للتواجد مع أهله من المحارم -والده- والنساء، ولن تمنعي عنهم ما يحتاجون إليه قدر المستطاع ،ولكن نحقق حدا أدنى من الخصوصية، وبحسب النتائج وبحسب قدرتك على الاحتمال قرري الخطوات التالية مثل الاستعانة بحكيم من أهلك وأهله وما شابه.

أما إذا كان الضرر دينيا كما يحدث في بعض الحالات، كأن يكون هذا الانفتاح وهذا المفتاح المتروك في الباب يؤدي لدخول بعض إخوته الرجال دون استئذان وفي غير وجوده، أو بعض أبناء إخوته ممن تخطوا الطفولة الساذجة وما شابه، فلا صبر ولابد من اتخاذ موقف حاسم، بلين أيضا، لكنه حاسم وبلا مواربة.

معتز عبد الرحمن

ج/ نعم الأم تدخل في مسمى (الأبوّة) تغليبًا كما في قوله تعالى: {وَلِأَبَوَیۡهِ لِكُلِّ وَ ⁠حِدࣲ مِّنۡهُمَا ٱلسُّدُسُ}،

وقوله تعالى: {فَلَمَّا دَخَلُوا۟ عَلَىٰ یُوسُفَ ءَاوَىٰۤ إِلَیۡهِ أَبَوَیۡهِ}،

وقوله تعالى: {وَرَفَعَ أَبَوَیۡهِ عَلَى ٱلۡعَرۡشِ}،

وقد ذكر مقاتل بن سليمان في تفسير قوله تعالى: {وكان أبوهما صالحا}، "يعني: ذا أمانة، اسم الأب: كاشح، واسم الأم: دَهْنا".

والله أعلم

د. رائد الكحلان

ج/ قال ابن عباس: كانوا مساكين والسفينةُ تُساوي ألف دينار؟ قال: إنّ المسكينَ مسكينٌ وإن كان معه ألف دينار، وجهه ابن عطية فقال: وهذا كما تقول لرجل غني إذا وقع في خطب: مسكين؛ وقد ذكر الماوردي هذا القول وهو قول لطيف.

وإن كان الاصطلاح الشرعي هو الفقر، ويقدم على غيره، وهو قول أكثر السلف.

د. محسن المطيري

ج / الماء الكثير الذي فوق القلتين كماء حمام السباحة إذا انغمس فيه الناس لم يسلب الطهورية سواء اغتسلوا غسل جنابة أو تبرد أو تريض.

وما خالطه من الكلور إن كان لا يزيل عنه اسم الماء ولا يغير أوصافه كما هو الواقع فإنه لا يسلبه الطهورية كذلك، فإن غير أحد أوصافه ففي التطهر به خلاف والذي أختاره وهو اختيار شيخ الإسلام رحمه الله أنه لا حرج في التطهر به.

وبالجملة فالوضوء بماء حمام السباحة لا حرج فيه، لكن لا بد من الحذر من محاذير هذه الحمامات كانكشاف العورات أو الاختلاط المنكر الشنيع إن وجد، وعورة المرأة أمام المرأة ما بين سرتها وركبتها عند كثير من العلماء، وعند بعضهم أنها لا تكشف إلا ما يظهر غالبا كالذي تكشفه لمحارمها وهو أحوط بلا شك، فلا يجوز أن تنزل حمام السباحة بما يكشف شيئا من هذا الموضع الذي هو عورة، وكذا عورة الرجل أمام الرجل هي ما بين سرته وركبته عند الجمهور، وأما عورة المرأة عند الرجل الأجنبي فجميع بدنها عورة، ولا يجوز لها أن تظهر شيئا منه لغير حاجة سوى ما اختلف فيه من الوجه والكفين، والله الهادي.

الشيخ محمود مداد