سأل سائل من تشاد الشيخ فركوس حفظه الله عن أهل قريته الذين يجمعون لشخص المال والطعام ويطلبون منه أن يوقف الطيور والجراد التي تفسد المحصول؟
فمما ذكره الشيخ أنه يحتمل أن تكون له كلاب الزرع أو بعض الجوارح يطلقها على كل طائر يريد أن يفسد أو على القوارض، فهذا لا مانع فيه وأما إذا كان بالسحر والشعوذة فهم آثمون لأنهم ذهبوا إلى مشعوذ، وهذا المشعوذ يتخذ الجن لصيانة هذه المزروعات أو يعقد عليها عقدا تدفع الضرر في نظرهم وليس أن الله حافظ وقد دلهم على أسباب، ويُخشى عليهم ما جاء في حديث «مَنْ أَتَى كَاهِنًا أَوْ عَرَّافًا فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ».
الخميس ۲۷ رمضان ١٤٤٦هـ.
فمما ذكره الشيخ أنه يحتمل أن تكون له كلاب الزرع أو بعض الجوارح يطلقها على كل طائر يريد أن يفسد أو على القوارض، فهذا لا مانع فيه وأما إذا كان بالسحر والشعوذة فهم آثمون لأنهم ذهبوا إلى مشعوذ، وهذا المشعوذ يتخذ الجن لصيانة هذه المزروعات أو يعقد عليها عقدا تدفع الضرر في نظرهم وليس أن الله حافظ وقد دلهم على أسباب، ويُخشى عليهم ما جاء في حديث «مَنْ أَتَى كَاهِنًا أَوْ عَرَّافًا فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ».
الخميس ۲۷ رمضان ١٤٤٦هـ.
*قَالَ عَلِيُّ بنُ أَبِي طَالِـبٍ رَضِيَ اللّٰهُ عَنْهُ :
« لَا يَزالُ الشَّيْطَانُ ذَعِـراً مِنَ المُؤْمِنِ مَا حَافَظَ عَلَىٰ الصَّلَوَاتِ الخَمْسِ ، فَإِذَاْ ضَيَّعَـهُـنَّ تَجَرَّأَ عَلَيْهِ وَأَوْقَـعَـهُ فِي العَـظَـائِمِ ».
ربيع الأبرار (270/2).
« لَا يَزالُ الشَّيْطَانُ ذَعِـراً مِنَ المُؤْمِنِ مَا حَافَظَ عَلَىٰ الصَّلَوَاتِ الخَمْسِ ، فَإِذَاْ ضَيَّعَـهُـنَّ تَجَرَّأَ عَلَيْهِ وَأَوْقَـعَـهُ فِي العَـظَـائِمِ ».
ربيع الأبرار (270/2).
قال عبدالله بن مسعود الصحابي الجليل
: من سره أن يلقى الله غدًا مسلمًا فليحافظ على هؤلاء الصلوات حيث ينادى بهن، فإن الله شرع لنبيكم ﷺ سنن الهدى وإنهن من سنن الهدى، ولو أنكم صليتم في بيوتكم كما يصلي هذا المتخلف في بيته لتركتم سنة نبيكم ﷺ، ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم، وما من رجل يتطهر فيحسن الطهور ثم يعمد إلى مسجد من هذه المساجد إلا كتب الله له بكل خطوة يخطوها حسنة ويرفعه بها درجة ويحط عنه بها سيئة، ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق، ولقد كان الرجل يؤتى به يهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف أخرجه مسلم في صحيحه
: من سره أن يلقى الله غدًا مسلمًا فليحافظ على هؤلاء الصلوات حيث ينادى بهن، فإن الله شرع لنبيكم ﷺ سنن الهدى وإنهن من سنن الهدى، ولو أنكم صليتم في بيوتكم كما يصلي هذا المتخلف في بيته لتركتم سنة نبيكم ﷺ، ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم، وما من رجل يتطهر فيحسن الطهور ثم يعمد إلى مسجد من هذه المساجد إلا كتب الله له بكل خطوة يخطوها حسنة ويرفعه بها درجة ويحط عنه بها سيئة، ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق، ولقد كان الرجل يؤتى به يهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف أخرجه مسلم في صحيحه
قناة الإخوة السلفية
أختاي مريضتين لا تنسوهما من صالح دعاءكم بالشفاء
نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيهما شفاء لا يغادر سقما .
📌 فوائد من مجلس شيخنا فركوس -حفظه الله- (الخميس ٠٢ ذي القعدة ١٤٤٦ هـ)
السؤال:
ما صحة قول أن حكم الهجرة من بلاد الكفر فيه حالات.
فمن كان غير قادر على إظهار الدين .. وهو قادر على الهجرة؛ فهذا واجبة في حقه، للآية ..
ومن كان قادرا على إظهار دينه .. وهو قادر على الهجرة؛ فهي مستحبة في حقّه؛ للآية: {.. إن أرضي واسعة ..}، وكذلك هجرة الصحابة إلى الحبشة ..
فما الصّارف من الوجوب إلى الاستحباب؟! ..
الجواب:
"أولا: بحسب الأمكنة، تجد إنساناً في بلاد الكفر؛ وإن كان قادرا -يستطيع- أن يأمر بالمعروف، وينهى عن المنكر، ويؤثّر في الناس .. لكن تأتي في مقابلته أحاديث تنهى عن مخالطة أهل الكفر، والمقام في بلد الكفر، كما جاء في الحديث البراءة ممن يقيم بين المشركين، و: (لا تستضيئوا بنار المشركين).
ونهى أن يمكث الرجل -سواء بمفرده أو بعائلته- في مجتمع الكفر، لأن هذا الكافر لا يريد منه أن يصدع بالحق، ولا أن ينشره .. فيُطوّقه، وإذا طوّقه عمل كل ما لديه لأن يسلك سبيل هؤلاء الكفار، ولا يتركه ينشر مدارس خاصة به، ولا في خطبه، ودروسه؛ إذا كان داعيّة، فما بالك إن لم يكن كذلك.
ولا شكّ أن المتواجد في أرض الكفر مهما أثّر فإنه يتضرّر، وإن كان صحيحا في مجتمع فاسد فسد مع الوقت، على نحو ما نعرفه حسيّا، فالطماطم الفاسدة مع الصحيحة تفسدها.
وعلى نحو ما قال الأعرابي لما سمع النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (لا عدوى ولا طيرة).
قال الأعرابي وكأنه يريد أن يستفسر -ما معناه-: إنا نعلم أن الإبل الجرباء إذا خالطت الصحيحة أجربت الصحيحة.
فالمجتمع الكافر أجرب، فإذا بقي المسلم هناك مهما حاول سينتقل إليه الجرب؛ بطريق أو بآخر، إن لم تنتقل إليه العقيدة الفاسدة ستنتقل الأخلاق السيئة، أو الرضى بهم، أو محبتهم، أو الولاء لهم ..
صعب أن يقال أنه ما دام يقيم دينه يجوز له البقاء هناك.
إن بقي لحاجة كتعلّم صنعة، أو علم يحتاجه بلده .. يبقى لمدّة، ويحاول أن يحافظ على دينه ثم يعود؛ نعم.
أما بصورة دائمة؛ فإن لم ينطبع هو فأولاده سينطبعون.
لم المقام هناك؟!
ليس إلا لمحبة الدنيا، ويصبح يواليهم، ويحبهم، وربما في يوم ما سيقول أن هؤلاء خير من أهل الايمان -كما يقول البعض-، وكيف تكون الخيرية فيهم والله تعالى قال: {أفنجعل المسلمين كالمجرمين} الآية.
مهما كان؛ فهو في خطر، إن كان سيبقى لمدة؛ كسنة، أو نصف سنة .. وكان يحافظ على دينه، وهو مُؤثِّر؛ لا بأس.
أما أن يبقى ماكثا؛ فيه خطر كبير، كما قال العلماء: المساكنة تورّث المشاكلة، وهذا في العادات، والتقاليد، وأنماط الحياة، واللغة .. يترك العربية، ويريد التكلّم -كما يقال- بلغة الحضارة، كأنه يرى نفسه .. ويحقر العربية، ويقول نتكلم بلغة العلم -كما تسمع من بعضهم-.
العربية لغة القرآن، وهذا شرف كبير؛ الانتماء للعرب، وهو انتماء للنبي -صلى الله عليه وسلم-، وأصحابه -رضي الله عنهم-، وهذا فيه شرف، والقرآن نزل بلغتهم.
أما الكلام بغيرها فعند الحاجة، لعلم من العلوم، أو حتى تأمن ضرر أو أذى هذه الدول؛ التي يمكن أن تكيد للمسلمين مكائد، وأضرارا، لهذا قالوا: من تعلّم لغة قوم أمن شرّهم، ومكرهم، وكيدهم .. كلها داخلة في الشرّ؛ هذا من هذا الجانب، أما عزّته بأن يتكلّم بالعربية -إن استطاع سبيلا-.
إذًا فيه خطورة -كما ذكرت- في البقاء في هذا المجتمع؛ ولو مع الصدع بالحق، والثبات؛ إن بقي على صورة دائمة، يجد المسكن، والراحة، والبضائع رخيصة هناك .. لكن على حساب دينه، وبعده سيضيعه لأجل المسكن والدنيا ..
مهما يكن فإنك -هناك- ترى سكارى في الطريق، ومظاهر كثيرة مخالفة للدين .. كلها على حساب دينه، لذا يفرّ بدينه؛ لأنه عصمة أمره، والدنيا يجدها في كل مكان، ويجعلها مطيّة للآخرة ..
القول بأن الذي يستطيع أن يواجه، ويصبر، ويثبت في مجتمع كفري يجوز له البقاء فيه؛ هذا لفترة، لا بصورة دائمة، ولمصلحة، سواء تجارية، أو طبيّة، أو علميّة .. نعم ربما إذا كان يتمسّك بدينه.
أما البقاء دائما؛ فلا يجوز، لأنه كلّما طال ففيه خطر.
أما عن الاستدلال بفترة النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ فقد كان العالم كلّه في كفر، إلا هو -صلى الله عليه وسلم- ومن معه، كان كل شيء ظلام، وجاء النور من النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ ومن معه ممّن اهتدوا بهديه، أصابهم النور فأضاؤوا، والباقي كلّه كان ظلاما.
تختار بلد كفر معتدين؛ يقصد إطفاءه؛ أو مجتمع الحبشة؟!
مجتمع الحبشة كان كافرا؛ يدينون بالنصرانية، لكن كان عندهم حاكم عادل، فدلّهم عليه لأنه أهون، فالإنسان بين شرّين يأخذ أهونهما، وهذا في القواعد؛ إذا تعارضت مفسدتان أخذ بأهونهما وأقلّهما شرّا، وإذا تعارضت مصلحتان أخذ بأعلاهما؛ كما هو مقرّر في الأصول ومقاصد الشريعة عموما.
السؤال:
ما صحة قول أن حكم الهجرة من بلاد الكفر فيه حالات.
فمن كان غير قادر على إظهار الدين .. وهو قادر على الهجرة؛ فهذا واجبة في حقه، للآية ..
ومن كان قادرا على إظهار دينه .. وهو قادر على الهجرة؛ فهي مستحبة في حقّه؛ للآية: {.. إن أرضي واسعة ..}، وكذلك هجرة الصحابة إلى الحبشة ..
فما الصّارف من الوجوب إلى الاستحباب؟! ..
الجواب:
"أولا: بحسب الأمكنة، تجد إنساناً في بلاد الكفر؛ وإن كان قادرا -يستطيع- أن يأمر بالمعروف، وينهى عن المنكر، ويؤثّر في الناس .. لكن تأتي في مقابلته أحاديث تنهى عن مخالطة أهل الكفر، والمقام في بلد الكفر، كما جاء في الحديث البراءة ممن يقيم بين المشركين، و: (لا تستضيئوا بنار المشركين).
ونهى أن يمكث الرجل -سواء بمفرده أو بعائلته- في مجتمع الكفر، لأن هذا الكافر لا يريد منه أن يصدع بالحق، ولا أن ينشره .. فيُطوّقه، وإذا طوّقه عمل كل ما لديه لأن يسلك سبيل هؤلاء الكفار، ولا يتركه ينشر مدارس خاصة به، ولا في خطبه، ودروسه؛ إذا كان داعيّة، فما بالك إن لم يكن كذلك.
ولا شكّ أن المتواجد في أرض الكفر مهما أثّر فإنه يتضرّر، وإن كان صحيحا في مجتمع فاسد فسد مع الوقت، على نحو ما نعرفه حسيّا، فالطماطم الفاسدة مع الصحيحة تفسدها.
وعلى نحو ما قال الأعرابي لما سمع النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (لا عدوى ولا طيرة).
قال الأعرابي وكأنه يريد أن يستفسر -ما معناه-: إنا نعلم أن الإبل الجرباء إذا خالطت الصحيحة أجربت الصحيحة.
فالمجتمع الكافر أجرب، فإذا بقي المسلم هناك مهما حاول سينتقل إليه الجرب؛ بطريق أو بآخر، إن لم تنتقل إليه العقيدة الفاسدة ستنتقل الأخلاق السيئة، أو الرضى بهم، أو محبتهم، أو الولاء لهم ..
صعب أن يقال أنه ما دام يقيم دينه يجوز له البقاء هناك.
إن بقي لحاجة كتعلّم صنعة، أو علم يحتاجه بلده .. يبقى لمدّة، ويحاول أن يحافظ على دينه ثم يعود؛ نعم.
أما بصورة دائمة؛ فإن لم ينطبع هو فأولاده سينطبعون.
لم المقام هناك؟!
ليس إلا لمحبة الدنيا، ويصبح يواليهم، ويحبهم، وربما في يوم ما سيقول أن هؤلاء خير من أهل الايمان -كما يقول البعض-، وكيف تكون الخيرية فيهم والله تعالى قال: {أفنجعل المسلمين كالمجرمين} الآية.
مهما كان؛ فهو في خطر، إن كان سيبقى لمدة؛ كسنة، أو نصف سنة .. وكان يحافظ على دينه، وهو مُؤثِّر؛ لا بأس.
أما أن يبقى ماكثا؛ فيه خطر كبير، كما قال العلماء: المساكنة تورّث المشاكلة، وهذا في العادات، والتقاليد، وأنماط الحياة، واللغة .. يترك العربية، ويريد التكلّم -كما يقال- بلغة الحضارة، كأنه يرى نفسه .. ويحقر العربية، ويقول نتكلم بلغة العلم -كما تسمع من بعضهم-.
العربية لغة القرآن، وهذا شرف كبير؛ الانتماء للعرب، وهو انتماء للنبي -صلى الله عليه وسلم-، وأصحابه -رضي الله عنهم-، وهذا فيه شرف، والقرآن نزل بلغتهم.
أما الكلام بغيرها فعند الحاجة، لعلم من العلوم، أو حتى تأمن ضرر أو أذى هذه الدول؛ التي يمكن أن تكيد للمسلمين مكائد، وأضرارا، لهذا قالوا: من تعلّم لغة قوم أمن شرّهم، ومكرهم، وكيدهم .. كلها داخلة في الشرّ؛ هذا من هذا الجانب، أما عزّته بأن يتكلّم بالعربية -إن استطاع سبيلا-.
إذًا فيه خطورة -كما ذكرت- في البقاء في هذا المجتمع؛ ولو مع الصدع بالحق، والثبات؛ إن بقي على صورة دائمة، يجد المسكن، والراحة، والبضائع رخيصة هناك .. لكن على حساب دينه، وبعده سيضيعه لأجل المسكن والدنيا ..
مهما يكن فإنك -هناك- ترى سكارى في الطريق، ومظاهر كثيرة مخالفة للدين .. كلها على حساب دينه، لذا يفرّ بدينه؛ لأنه عصمة أمره، والدنيا يجدها في كل مكان، ويجعلها مطيّة للآخرة ..
القول بأن الذي يستطيع أن يواجه، ويصبر، ويثبت في مجتمع كفري يجوز له البقاء فيه؛ هذا لفترة، لا بصورة دائمة، ولمصلحة، سواء تجارية، أو طبيّة، أو علميّة .. نعم ربما إذا كان يتمسّك بدينه.
أما البقاء دائما؛ فلا يجوز، لأنه كلّما طال ففيه خطر.
أما عن الاستدلال بفترة النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ فقد كان العالم كلّه في كفر، إلا هو -صلى الله عليه وسلم- ومن معه، كان كل شيء ظلام، وجاء النور من النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ ومن معه ممّن اهتدوا بهديه، أصابهم النور فأضاؤوا، والباقي كلّه كان ظلاما.
تختار بلد كفر معتدين؛ يقصد إطفاءه؛ أو مجتمع الحبشة؟!
مجتمع الحبشة كان كافرا؛ يدينون بالنصرانية، لكن كان عندهم حاكم عادل، فدلّهم عليه لأنه أهون، فالإنسان بين شرّين يأخذ أهونهما، وهذا في القواعد؛ إذا تعارضت مفسدتان أخذ بأهونهما وأقلّهما شرّا، وإذا تعارضت مصلحتان أخذ بأعلاهما؛ كما هو مقرّر في الأصول ومقاصد الشريعة عموما.
إذًا لا يستدل بهذا، والنبي -صلى الله عليه وسلم- تلك الفترة كان يعرض دعوته لمن يقبلها؛ ليتّخذ دار إسلام، وجاء القبول من أهل المدينة، فكانت أول دار للإسلام، فأوجب الله تعالى الهجرة إليها بعد ذلك.
إذًا لا يستدل بالهجرة الأولى -إلى الحبشة- على هذا، فقد كانت الأرض كلّها أرض كفر، وكان الإسلام مع أهله الذين كانوا مضطهدين، يتعرّضون للأذى من صناديد قريش، فذهب -صلى الله عليه وسلم- إلى الطائف، ومنعوه، وحاصروه في الشعاب .. حتى يعود عن هذا الدين لولا تثبيت الله له؛ كما قال تعالى: {ولولا أن ثبّتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا}، فالله تعالى ثبته، حتى انتشرت الدعوة.
الآن نحن في أمر آخر، وكل بلد فيه وعليه، لكن ما دام المعيار في ذلك رفع الشعائر كالأذان، وصلاه الجماعة والجمعة .. فهذا بلد إسلام، وهذا معيار أهل السنّة في التمييز بين بلد الإسلام وبلد الكفر، ومنها الأضاحي أيضا، والحج .. أما بلد الكفر فليس عندهم هذا، وإن أجازوا الأقلية للصلاة .. أجازوها في مقابل إجازة بلدان المسلمين لغير المسلمين .. عملا بالمثل، ويبقون الأذان في هذه الدائرة لا يخرج .. ويمنعون من الأضاحي إلا في أماكن نجسة تذبح فيها الخنازير، وإذا رأوا دماء تخرج من البيوت فيفرضون عليهم ضريبة ..
يريدون التحكّم في المسلمين بقوانين ذلك البلد، بمعنى لا تحكمهم أحكام الشريعة؛ إنما قوانين فرنسية، أو بلجيكية، أو غيرها
.. فلست حرّا هناك، إنما أنت تابع لهؤلاء .."
إذًا لا يستدل بالهجرة الأولى -إلى الحبشة- على هذا، فقد كانت الأرض كلّها أرض كفر، وكان الإسلام مع أهله الذين كانوا مضطهدين، يتعرّضون للأذى من صناديد قريش، فذهب -صلى الله عليه وسلم- إلى الطائف، ومنعوه، وحاصروه في الشعاب .. حتى يعود عن هذا الدين لولا تثبيت الله له؛ كما قال تعالى: {ولولا أن ثبّتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا}، فالله تعالى ثبته، حتى انتشرت الدعوة.
الآن نحن في أمر آخر، وكل بلد فيه وعليه، لكن ما دام المعيار في ذلك رفع الشعائر كالأذان، وصلاه الجماعة والجمعة .. فهذا بلد إسلام، وهذا معيار أهل السنّة في التمييز بين بلد الإسلام وبلد الكفر، ومنها الأضاحي أيضا، والحج .. أما بلد الكفر فليس عندهم هذا، وإن أجازوا الأقلية للصلاة .. أجازوها في مقابل إجازة بلدان المسلمين لغير المسلمين .. عملا بالمثل، ويبقون الأذان في هذه الدائرة لا يخرج .. ويمنعون من الأضاحي إلا في أماكن نجسة تذبح فيها الخنازير، وإذا رأوا دماء تخرج من البيوت فيفرضون عليهم ضريبة ..
يريدون التحكّم في المسلمين بقوانين ذلك البلد، بمعنى لا تحكمهم أحكام الشريعة؛ إنما قوانين فرنسية، أو بلجيكية، أو غيرها
.. فلست حرّا هناك، إنما أنت تابع لهؤلاء .."
📮▪️ #فوائد_منهجية▪️📮
🎙️- #السائل :
#كثيرا ما تقع خلافات بين السلفيين تؤدي إلى الفرقة خاصة في المناطق أين يقلّ طلبة العلم .. نريد منهجية لمن يريد الإصلاح في هذا ..❓
📌قال الشيخ فركوس حفظه الله :
"#أرى والعلم عند الله؛ أن هؤلاء السبب عندهم أولا عدم فهم الحقائق، وثانيا التّركيز على الهوى بحسب ما يعلمون، قال شخص كذا؛ يمشون معه من غير فهم.
#رَفْعُ هذا الخلاف يكون بالعلم، وهو الحق المُبيّن للحق من الباطل، وبوجوب انصياع الأتباع للحق لا للأهواء التي تجرّهم .. حتى يكونوا صادقين.
#إذا لم يكن هناك طلبة يهضمون المسائل، ويُبلّغونها بصدق وأمانة .. يجب أن ينتقل من له القدرة على هذا إلى تلك الأماكن؛ حتى يزيل الضبابيّة واللّبس، ويبيّن المنهج السلفي، ولا تبقى هذه الضبابية موجودة، فقد يصل باطل فلان ولا يصل حق فلان، فيبنيها هذا على الباطل، ويتّخذ موقفا دون معرفة تفاصيل المسألة، وهذه هي المشكلة غالبا.
#إن لم يكن هناك طلبة مميّزين يفهمون المسائل، ويعرفون التُّهم، مثلا لو رجعت إليه وقلت أن فلانا لم يقل كذا؛ تجد أن الغير نقل إليه أنه قالها، فلا يرجع، وتحصل الشبهة والاختلاف ..
#لذلك أنا أقول: حتى يرتفع هذا؛ إن لم يكن هناك عنصر من الطلبة الذين يهضمون المسائل، ويسهم في نشر الحق المبين، وإزالة العوائق .. لابد من دعاة صادقين قائمين على الحق المبين، أن يقوموا بهذه المهمّة بالتّنقل إلى هذه الأماكن.
#هؤلاء يستدعون من يعرفونه من أهل الاستقامة والدين، ولا يكون منطبعا بطباع هؤلاء، إنما يبني على الكتاب والسنة، وعنده الأصول القاعدية العامة التي يرتكز عليها، كـ (الأصل في الإنسان العدالة)، و (الأصل في الأقوال الحقائق)، و (الألفاظ الأصل فيها الحقيقة لا المجاز) .. وغيرها ..
#يعرف هذا ليعالج الأمور، لأن الناس تُموّه، والإنسان يتكلّم عن صفة الكفار مثلا، كالقول أنهم يصدّون عن ذكر الله وعن الصلاة، فيتكلم عن صفة هؤلاء، والناس تقول هذا يُكفّر هؤلاء ..
#أنت تتكلّم عن الصفة، لا عن أنهم كفار، إنما يتّصفون بصفات الكفار، وهذا من قلة الفهم، وضيق العطن، وعدم الارتقاء في منازل الكمال، هم في الحضيض، لا يفهم، ويخلط، وينقل أشياء غير صحيحة، قال صلى الله عليه وسلم: (آية المنافق ثلاث ..) الحديث، وقال: (أربع من كُنّ فيه ..) الحديث، هذه الأحاديث عن المسلمين أو المنافقين الخُلّص ⁉️
هذه عن المؤمنين المتّصفين بهذا، كيف فهموا هذا ⁉️...
#هؤلاء يمزجون الحق بالباطل، فلا تأتيهم المسائل ظاهرة، وعندنا بعض الدعاة أمثال العوام، كانوا في الخطابة، وغطّوا في عهد سابق بعض الجوانب، لكن تجده يتكلّم كإنسان عامي، لا يُحكّم أي قاعدة من القواعد، وغالبهم إمّعة، يأخذ عن غيره هنا أو في الخارج، ولا يفهم الدّليل الذي أُسّست عليه المسألة، ويقول ذاك هو الحق.
#الحاصل: لرفع هذا؛ إما أن يكون فرد متمكّن، وإن لم يكن فيدعون بعض الدعاة الذين يلتمسون فيهم العلم، والنّظرة الصحيحة؛ يزيلون الخلاف، ويُظهرون مواضع الحق من واللّبس، ويزيلون الشبهة المقترنة بأذهان هؤلاء."
{📗مجلس الثلاثاء ١٣ ذو القعدة ١٤٤٥هـ / 21 ماي 2024 }
🎙️- #السائل :
#كثيرا ما تقع خلافات بين السلفيين تؤدي إلى الفرقة خاصة في المناطق أين يقلّ طلبة العلم .. نريد منهجية لمن يريد الإصلاح في هذا ..❓
📌قال الشيخ فركوس حفظه الله :
"#أرى والعلم عند الله؛ أن هؤلاء السبب عندهم أولا عدم فهم الحقائق، وثانيا التّركيز على الهوى بحسب ما يعلمون، قال شخص كذا؛ يمشون معه من غير فهم.
#رَفْعُ هذا الخلاف يكون بالعلم، وهو الحق المُبيّن للحق من الباطل، وبوجوب انصياع الأتباع للحق لا للأهواء التي تجرّهم .. حتى يكونوا صادقين.
#إذا لم يكن هناك طلبة يهضمون المسائل، ويُبلّغونها بصدق وأمانة .. يجب أن ينتقل من له القدرة على هذا إلى تلك الأماكن؛ حتى يزيل الضبابيّة واللّبس، ويبيّن المنهج السلفي، ولا تبقى هذه الضبابية موجودة، فقد يصل باطل فلان ولا يصل حق فلان، فيبنيها هذا على الباطل، ويتّخذ موقفا دون معرفة تفاصيل المسألة، وهذه هي المشكلة غالبا.
#إن لم يكن هناك طلبة مميّزين يفهمون المسائل، ويعرفون التُّهم، مثلا لو رجعت إليه وقلت أن فلانا لم يقل كذا؛ تجد أن الغير نقل إليه أنه قالها، فلا يرجع، وتحصل الشبهة والاختلاف ..
#لذلك أنا أقول: حتى يرتفع هذا؛ إن لم يكن هناك عنصر من الطلبة الذين يهضمون المسائل، ويسهم في نشر الحق المبين، وإزالة العوائق .. لابد من دعاة صادقين قائمين على الحق المبين، أن يقوموا بهذه المهمّة بالتّنقل إلى هذه الأماكن.
#هؤلاء يستدعون من يعرفونه من أهل الاستقامة والدين، ولا يكون منطبعا بطباع هؤلاء، إنما يبني على الكتاب والسنة، وعنده الأصول القاعدية العامة التي يرتكز عليها، كـ (الأصل في الإنسان العدالة)، و (الأصل في الأقوال الحقائق)، و (الألفاظ الأصل فيها الحقيقة لا المجاز) .. وغيرها ..
#يعرف هذا ليعالج الأمور، لأن الناس تُموّه، والإنسان يتكلّم عن صفة الكفار مثلا، كالقول أنهم يصدّون عن ذكر الله وعن الصلاة، فيتكلم عن صفة هؤلاء، والناس تقول هذا يُكفّر هؤلاء ..
#أنت تتكلّم عن الصفة، لا عن أنهم كفار، إنما يتّصفون بصفات الكفار، وهذا من قلة الفهم، وضيق العطن، وعدم الارتقاء في منازل الكمال، هم في الحضيض، لا يفهم، ويخلط، وينقل أشياء غير صحيحة، قال صلى الله عليه وسلم: (آية المنافق ثلاث ..) الحديث، وقال: (أربع من كُنّ فيه ..) الحديث، هذه الأحاديث عن المسلمين أو المنافقين الخُلّص ⁉️
هذه عن المؤمنين المتّصفين بهذا، كيف فهموا هذا ⁉️...
#هؤلاء يمزجون الحق بالباطل، فلا تأتيهم المسائل ظاهرة، وعندنا بعض الدعاة أمثال العوام، كانوا في الخطابة، وغطّوا في عهد سابق بعض الجوانب، لكن تجده يتكلّم كإنسان عامي، لا يُحكّم أي قاعدة من القواعد، وغالبهم إمّعة، يأخذ عن غيره هنا أو في الخارج، ولا يفهم الدّليل الذي أُسّست عليه المسألة، ويقول ذاك هو الحق.
#الحاصل: لرفع هذا؛ إما أن يكون فرد متمكّن، وإن لم يكن فيدعون بعض الدعاة الذين يلتمسون فيهم العلم، والنّظرة الصحيحة؛ يزيلون الخلاف، ويُظهرون مواضع الحق من واللّبس، ويزيلون الشبهة المقترنة بأذهان هؤلاء."
{📗مجلس الثلاثاء ١٣ ذو القعدة ١٤٤٥هـ / 21 ماي 2024 }
••
كانَ عروةُ بن الزُّبير رحمه الله يقولُ في وَصاتِهِ لبنِيهِ:
إذا رأيتُمْ خَلَّةً رائعةً* من شرٍّ من رجلٍ فاحذَرُوه، وإنْ كانَ عندَ الناسِ رجلَ صِدقٍ؛ فإنَّ لها عندَه أخَوات.
وإذا رأيتُمْ خَلَّةً رائعةً من خَيرٍ من رجلٍ فلا تَقطَعُوا إناتَكُم** منهُ، وإن كانَ عند الناسِ رجلَ سُوء؛ فإنَّ لها عندَه أخَوات.
"الأمالي" لأبي عليٍّ القالي رحمه الله (١/ ٢٤٠)
* يعني: خَصلةً تَرُوعُكم لشناعَتها.
** يعني: رجاءكم.
كانَ عروةُ بن الزُّبير رحمه الله يقولُ في وَصاتِهِ لبنِيهِ:
إذا رأيتُمْ خَلَّةً رائعةً* من شرٍّ من رجلٍ فاحذَرُوه، وإنْ كانَ عندَ الناسِ رجلَ صِدقٍ؛ فإنَّ لها عندَه أخَوات.
وإذا رأيتُمْ خَلَّةً رائعةً من خَيرٍ من رجلٍ فلا تَقطَعُوا إناتَكُم** منهُ، وإن كانَ عند الناسِ رجلَ سُوء؛ فإنَّ لها عندَه أخَوات.
"الأمالي" لأبي عليٍّ القالي رحمه الله (١/ ٢٤٠)
* يعني: خَصلةً تَرُوعُكم لشناعَتها.
** يعني: رجاءكم.
. #ســـــــائل_يقــــــــــــول_ ☟
*📜 ما هو عدد المصلين الذين تُجزئ بهم صلاة الجمعة، وهل يُشترط عدد معين لإقامتها ؟*
الجــ↶ـــواب:👇🏻
📜 هناك من اشترط اثني عشر رجلًا، ومنهم من اشترط أربعين، ولا دليل لهم على ذلك.
والصحيح أنَّ أقل ما يصح به العدد في الجمعة خطيبٌ ومستمع، هذا أقل ما يصح به العدد في الجمعة، وقد حصل هذا، وربَّ مسجدٍ لا يتجمع الناس فيه إلا في أثناء الخطبة، فيدخلُ الوقت، ولا يوجد غير الخطيب والمؤذن، فعلى كل حال هذا أقل ما تصح به الجمعة، والله أعلم.
▪▪▪
ـــ 📖 *_أجـــاب ؏ـنــه_* 📖 ــــ
فضيلة الشيخ العلامة / #عبد_العزيز_بن_يحيى_البرعي حفظه الله ور؏ـــاه .
🗓 بتأريخ: الخميس ١٩ شوال ١٤٤٦
*📜 ما هو عدد المصلين الذين تُجزئ بهم صلاة الجمعة، وهل يُشترط عدد معين لإقامتها ؟*
الجــ↶ـــواب:👇🏻
📜 هناك من اشترط اثني عشر رجلًا، ومنهم من اشترط أربعين، ولا دليل لهم على ذلك.
والصحيح أنَّ أقل ما يصح به العدد في الجمعة خطيبٌ ومستمع، هذا أقل ما يصح به العدد في الجمعة، وقد حصل هذا، وربَّ مسجدٍ لا يتجمع الناس فيه إلا في أثناء الخطبة، فيدخلُ الوقت، ولا يوجد غير الخطيب والمؤذن، فعلى كل حال هذا أقل ما تصح به الجمعة، والله أعلم.
▪▪▪
ـــ 📖 *_أجـــاب ؏ـنــه_* 📖 ــــ
فضيلة الشيخ العلامة / #عبد_العزيز_بن_يحيى_البرعي حفظه الله ور؏ـــاه .
🗓 بتأريخ: الخميس ١٩ شوال ١٤٤٦
تغريدة الشيخ صالح العصيمي حفظه الله
اللَّهث وراء البحث عن محتوًى يزيد عدد المتابعين؛ جرَّ أُناسًا إلى السَّقوط في المحذور، ومواقعة المحظور شرعًا أو عرفًا، فهانوا وهم يبتغون التَّكريم، وذلُّوا وهم يطلبون التَّعظيم، رقَّ دينهم، وسخُفت عقولهم، وبقيت مقاطعهم تُنادي عليهم بالقباحة، وتجمع لهم سيئات الوقاحة
اللَّهث وراء البحث عن محتوًى يزيد عدد المتابعين؛ جرَّ أُناسًا إلى السَّقوط في المحذور، ومواقعة المحظور شرعًا أو عرفًا، فهانوا وهم يبتغون التَّكريم، وذلُّوا وهم يطلبون التَّعظيم، رقَّ دينهم، وسخُفت عقولهم، وبقيت مقاطعهم تُنادي عليهم بالقباحة، وتجمع لهم سيئات الوقاحة
💥 جديد الفتاوى 💥
لا تضيعه.
سئل فضيلة الشيخ فركوس في حكم شراء الكباش المستوردة و ذبحها بنية النسيكة (العقيقة) مع العلم أن الحاكم إستوردها لعيد الأضحى ؟
فكان مما أجاب به حفظه اللّه:
على كلٍ الإنسان بحسب نيّته إذا اشتراها للأضحية تعيّنت للأضحِية وإذا اشتراها لغير الأضحية للنّسيكة مثلا فهي للنسيكة ، و النّسيكة في حكم الأضحية.. لأن النسيكة واجبة و الأضحية واجبة لمن قدر و له سَعة..
ولكن للأضحية وقتا مخصّصا فقط و النّسيكة في أي وقت شاء تبقى معه متى قدر و لو بعد أربعين سنة. إذا كان له مولودا و لم يضحّ عليه، يبقى مطالبا بها، وإذا ماتَ يجوز استنابة والده و يضحّي عن نفسه.. كلاهما أضحية، وهو تقرّب الى اللّه و أفضل العبادات المالية وأما أفضل العبادات عموما الصلاة.. فصلّ لربك و انحر، والنّحر أعلى المقامات.. والبدنة هي الأفضل ثمّ البقرة ثم الكَبش كما جاء في حديث الجمعة من جاء في الساعة الأولى قرّب بدنة ثم بقرة .. البيضة.
النسيكة إن كان مستطيعا في ذلك الوقت أي في السابع أو الرابع العشر أو الواحد و العشرين و بعدها متى شاء و لكن الأضحية لها وقت مخصّص لمن استطاع ووجد سَعة .. أي له مال [من كان له سعة .. الحديث ] والنسيكة هي أشدّ من الأضحية و إن كان لكل لهما ميزة.
إن اشتراها للنسيكة هي إذن نسيكة ، يعني قد يفعل الإنسان ماهو أشدّ او مثل الشيء الذي قيّده له البائع ممكن يبيعك على أساس ما و أنت تفعل شيء آخر ولكن هذه في الهبَة و ليس في البيع لأن في البيع يدخل في الشرط الفاسد، أبيعك على شرط أن تضحّ بها و لكن إذا إشتراها يصبح الشرط فاسدا لأن فيه حديث نهى عن بيعٍ و شرطٍ.. وفيه حديث آخر كلّ شرط ليس في كتاب الله فهو باطل، لو كان ألف شرط..
الشرط هنا باطل سواء وقع على المنفعة أو التّصرّف أو الإرتفاق في ملكية العقار مثلا ليس له المرور إلى عقاره إلا على عقار آخر، هنا يجوز و إن كان هذا خارج موضوعنا..
المعاملة فيها حقّ الإنتفاع أي إذا اشتراه له أن يحوّله إلى النّسيكة لأن الشرط هنا يصبح باطلا بعد البيع .. و إن استطاع أن يفعل الأمرين أحسن والنّسيكة مادام وقتها طويل ومدّة الأضحية تكون في يوم العيد و أيام التشريق فإن مرّت تكون لحما و لا تكون كالذي يضحي ولا تعد أضحية.. يعني مادام الوقت قصيرا يبدأ بالأضحية ويؤخر النّسيكة و يفتح الله وبعدها يعقّ على ابنه.. "
ونقله من مجلسه المبارك
بحسن ضبط وفهم
جهدو محمد الأمين
يوم الجمعة 11 ذي القعدة 1446 هـ
الموافق لـ 09 مايو 2025
لا تضيعه.
سئل فضيلة الشيخ فركوس في حكم شراء الكباش المستوردة و ذبحها بنية النسيكة (العقيقة) مع العلم أن الحاكم إستوردها لعيد الأضحى ؟
فكان مما أجاب به حفظه اللّه:
على كلٍ الإنسان بحسب نيّته إذا اشتراها للأضحية تعيّنت للأضحِية وإذا اشتراها لغير الأضحية للنّسيكة مثلا فهي للنسيكة ، و النّسيكة في حكم الأضحية.. لأن النسيكة واجبة و الأضحية واجبة لمن قدر و له سَعة..
ولكن للأضحية وقتا مخصّصا فقط و النّسيكة في أي وقت شاء تبقى معه متى قدر و لو بعد أربعين سنة. إذا كان له مولودا و لم يضحّ عليه، يبقى مطالبا بها، وإذا ماتَ يجوز استنابة والده و يضحّي عن نفسه.. كلاهما أضحية، وهو تقرّب الى اللّه و أفضل العبادات المالية وأما أفضل العبادات عموما الصلاة.. فصلّ لربك و انحر، والنّحر أعلى المقامات.. والبدنة هي الأفضل ثمّ البقرة ثم الكَبش كما جاء في حديث الجمعة من جاء في الساعة الأولى قرّب بدنة ثم بقرة .. البيضة.
النسيكة إن كان مستطيعا في ذلك الوقت أي في السابع أو الرابع العشر أو الواحد و العشرين و بعدها متى شاء و لكن الأضحية لها وقت مخصّص لمن استطاع ووجد سَعة .. أي له مال [من كان له سعة .. الحديث ] والنسيكة هي أشدّ من الأضحية و إن كان لكل لهما ميزة.
إن اشتراها للنسيكة هي إذن نسيكة ، يعني قد يفعل الإنسان ماهو أشدّ او مثل الشيء الذي قيّده له البائع ممكن يبيعك على أساس ما و أنت تفعل شيء آخر ولكن هذه في الهبَة و ليس في البيع لأن في البيع يدخل في الشرط الفاسد، أبيعك على شرط أن تضحّ بها و لكن إذا إشتراها يصبح الشرط فاسدا لأن فيه حديث نهى عن بيعٍ و شرطٍ.. وفيه حديث آخر كلّ شرط ليس في كتاب الله فهو باطل، لو كان ألف شرط..
الشرط هنا باطل سواء وقع على المنفعة أو التّصرّف أو الإرتفاق في ملكية العقار مثلا ليس له المرور إلى عقاره إلا على عقار آخر، هنا يجوز و إن كان هذا خارج موضوعنا..
المعاملة فيها حقّ الإنتفاع أي إذا اشتراه له أن يحوّله إلى النّسيكة لأن الشرط هنا يصبح باطلا بعد البيع .. و إن استطاع أن يفعل الأمرين أحسن والنّسيكة مادام وقتها طويل ومدّة الأضحية تكون في يوم العيد و أيام التشريق فإن مرّت تكون لحما و لا تكون كالذي يضحي ولا تعد أضحية.. يعني مادام الوقت قصيرا يبدأ بالأضحية ويؤخر النّسيكة و يفتح الله وبعدها يعقّ على ابنه.. "
ونقله من مجلسه المبارك
بحسن ضبط وفهم
جهدو محمد الأمين
يوم الجمعة 11 ذي القعدة 1446 هـ
الموافق لـ 09 مايو 2025
جديد الشيخ علي الرملي حفظه الله 💥💥💥.
نصيحة لإخواننا في الجزائر، ما دفعني إلى كتابتها إلا ما رأيته وسمعته من افتتان الأخوة في دينهم وانتكاستهم بسبب ما يحدث بين بعض المشايخ عندهم.
وإني والله لكم لناصح وما لي من وراء هذا غرض سوى النصيحة.
ما يحدث بين هؤلاء المشايخ عندكم ليس دافعه الدين وإن أظهروه في هذا القالب، بل هي مصالح شخصية وأهداف حزبية.
هؤلاء المشايخ يخرجونكم من فتنة ويدخلونكم في غيرها، فمن لم يفتن في الأولى افتتن في الثانية وهكذا إلا من شاء الله.
وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من فتنة الناس في دينهم، ومن تنفيرهم عن الحق.
فمن كان هذا حاله حقه أن يهجر ويترك حفظا للدين وصيانة للمنهج.
قد أضر هؤلاء بالدعوة عندكم ونفروا الناس عنها، ومهدوا الطريق لأهل الضلال لتحذير الناس منها.
وتركوا الشرك وأهله والبدع وأهلها واشتغلوا ببعضهم البعض؛ لتقاسم الرياسة وتحزيب الشباب حولهم.
فمن كان يهمه دينه فليترك هؤلاء وفتنتهم ولينظر إلى سيرة السلف وطريقة العلماء الربانيين، ويتبعها.
ومن أنصف علم الفرق بين طريقة هؤلاء وطريقة أئمة الإسلام والسنة.
نصيحة لإخواننا في الجزائر، ما دفعني إلى كتابتها إلا ما رأيته وسمعته من افتتان الأخوة في دينهم وانتكاستهم بسبب ما يحدث بين بعض المشايخ عندهم.
وإني والله لكم لناصح وما لي من وراء هذا غرض سوى النصيحة.
ما يحدث بين هؤلاء المشايخ عندكم ليس دافعه الدين وإن أظهروه في هذا القالب، بل هي مصالح شخصية وأهداف حزبية.
هؤلاء المشايخ يخرجونكم من فتنة ويدخلونكم في غيرها، فمن لم يفتن في الأولى افتتن في الثانية وهكذا إلا من شاء الله.
وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من فتنة الناس في دينهم، ومن تنفيرهم عن الحق.
فمن كان هذا حاله حقه أن يهجر ويترك حفظا للدين وصيانة للمنهج.
قد أضر هؤلاء بالدعوة عندكم ونفروا الناس عنها، ومهدوا الطريق لأهل الضلال لتحذير الناس منها.
وتركوا الشرك وأهله والبدع وأهلها واشتغلوا ببعضهم البعض؛ لتقاسم الرياسة وتحزيب الشباب حولهم.
فمن كان يهمه دينه فليترك هؤلاء وفتنتهم ولينظر إلى سيرة السلف وطريقة العلماء الربانيين، ويتبعها.
ومن أنصف علم الفرق بين طريقة هؤلاء وطريقة أئمة الإسلام والسنة.
• تعليق على نصيحة الشيخ علي الرملي الأخيرة |
بقلم : د. محمد كربوز وفقه الله :
1- كلامه وحكمه يصدق على ما يحصل بين حزب جمعة وحزب لزهر مائة بالمائة.
2- إن قصد بالفتنة الأولى ما حصل بين أهل الحق (الشيخ فركوس وأبناؤه) وبين هؤلاء المتحزبين، وكان حكمه على أهل الحق كحكمه على هؤلاء فكلامه مردود.
3- إن خفيت عليه أشياء فالسلفيون مستعدون لبيانها له.
4- الشيخ فركوس أحد كبار علماء أهل السنة في العالم الإسلامي اليوم، ممن تميز بالقوة العلمية والصلابة المنهجية، وقد ثبت سيرُه على طريقة أئمة الإسلام في جميع أبواب الدين، والواجب على من كان في منزلة علي الرملي العلمية الرجوع إلى أمثاله في النوازل المحلية والعالمية، ورحم الله امرئ عرف قدر نفسه.
بقلم : د. محمد كربوز وفقه الله :
1- كلامه وحكمه يصدق على ما يحصل بين حزب جمعة وحزب لزهر مائة بالمائة.
2- إن قصد بالفتنة الأولى ما حصل بين أهل الحق (الشيخ فركوس وأبناؤه) وبين هؤلاء المتحزبين، وكان حكمه على أهل الحق كحكمه على هؤلاء فكلامه مردود.
3- إن خفيت عليه أشياء فالسلفيون مستعدون لبيانها له.
4- الشيخ فركوس أحد كبار علماء أهل السنة في العالم الإسلامي اليوم، ممن تميز بالقوة العلمية والصلابة المنهجية، وقد ثبت سيرُه على طريقة أئمة الإسلام في جميع أبواب الدين، والواجب على من كان في منزلة علي الرملي العلمية الرجوع إلى أمثاله في النوازل المحلية والعالمية، ورحم الله امرئ عرف قدر نفسه.
📌 فوائد من مجلس شيخنا فركوس -حفظه الله- (الجمعة ١٠ ذي القعدة ١٤٤٦ هـ)
السؤال:
أشكل علي فهم التوجيه الصحيح للحديث القدسي بشأن أهل الذكر: (.. فيقولُ: فإني أُشهدُكم أني قد غفرتُ لهم. فيقولون إن فيهم فلانًا الخطاءَ لم يُردْهم إنما جاءَهم لحاجةٍ. فيقولُ هم القومُ لا يَشقى لهم جليسٌ.) ..
الجواب:
"أنا دائما أقول: النصوص الشرعية؛ إذا وردت مطلقة؛ لابد من فهمها بما تقرّر في نصوص أخرى، لذكر الأحكام الوضعية فيها -السبب، والشرط، والمانع-، فمن خلالها تعرف هذه أو هذه ..
مثلا: إذا جاءنا النص في قوله تعالى: {ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون}، وقال:{وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس}، وقال: {من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس ..} الآية، تدل على أنه لابد من القصاص، لا نفهمه مطلقا دون تقييده بالمانع، أو السبب، أو الشرط.
مثلا: هذا القصاص يجب على كل من تعمّد قتل الغير .. إلا إذا كان أبا، سواء مباشرا، أو جدّا، فالأبوة مانعة من القصاص، والدليل حديث: (لا يُقاد الوالد بولده)، ففهمنا أنها -الأبوة- مانعة من القصاص، ولم نوسّع الدائرة، فنضيّقها على الآباء إن قتلوا أبناءهم.
ويدخل فيه الأمهات، لأن الأب إن كان له حق على ابنه، وهو الذي يرعاه -الأب الحقيقي-، فأمّه لها ثلاثة حقوق، فهي من باب أولى، كما في الحديث: (من أحق الناس بحسن صحبتي ..) الحديث.
فإذا قتلت امرأة ابنها فلا تقاد به -من باب أولى- لأن الآباء بالنسبة لأبنائهم؛ الأبناء ينسبون إليهم -الآباء-، والأم هي التي ولدته، لذا نطلق عليهما اسم الوالدين، لعلّة الولد، فالرجل بسببه تكوّن، لكن الوالدة هي التي حقيقة تلده، وأما الأب فيكون سببا، إذا يدخل هذا وهذا ..
لكن إذا جاء سبب آخر للقصاص؛ فلا يشفع هذا المانع.
إن بدّل دينه مثلا؛ فقد جاء أن (من بدّل دينه فاقتلوه)، ولو قتل رجلا بعد أن بدّل دينه فيُعاقب ولا ويقتص منه، لأنه قتل كافرا، يعاقب على التعدي لا بالقصاص، لأن اختلاف الدين مانع من القصاص: (لا يقتل المؤمن بالكافر)، إن قتله عمدا فالإسلام مع الكفر مانع، لأنه إن حصل ولم يمت، وبقي على كفره فيقتل لأنه بدّل دينه.
القاتل أراد أن يقتله، فجاء مانع الأبوة في القتل أن يقتل به، فيمتنع هذا ولا يُقاد بموته، ولكن كان مبدّلا لدينه، فإن القاضي -إن لم يتب هذا- سيقتله؛ لكونه بدّل دينه ..
إذًا فيه -إن شئت- شروط، وضوابط، وأسباب ..
نقول مثلا؛ في الآية: {ومن يقتل مؤمنا متعمّدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها} الآية، فمن يقتله متعمدا؛ فلا شك إن قتله كافرٌ فهو خالد مخلّد في النار.
وإن قتل مسلم مسلما آخر؛ نقول: إن لم يتب، ومات مصرّا على قتله .. لأن التائب من الذنب كمن لا ذنب له.
إن تاب قبل موته، ورجع .. فالله واسع الرحمة، واسع المغفرة، فإن تاب؛ تاب عليه.
لا يدخل النار أصلا، ومغفرته تعالى تقيه من دخولها، وإن أدخله؛ لا يبقى مخلدا فيها، مع أن الآية تقول: (خالدا فيها)، لأنه مؤمن، وجاءت نصوص الشفاعة تدل على أن أهل الإيمان يخرجهم الله من النار، بشفاعة الشافعين، أو برحمة رب العالمين، كما جاء في الحديث أنه يخرج من النار من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان.
بمعنى لا يدخله فيها، مع أن الآية تقول: (خالدا فيها)، فنحملها على أهل الكفر.
أما المؤمن إن مات ولم يتب؛ فاستحق العذاب، لكن ليس بصورة خالدة، إنما يذوقه ويخرجه من النار.
الآية صريحة في أنه يدخلها بصورة خالدة، لكن لابد أن نُعمل الأحاديث التي تبيّن أنه يخرج منها من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان، بمعنى أن إيمانه لا يخلّده فيها، فهو مانع من الخلود في النار.
إذًا؛ لا نفهم الخلود؛ ونقول انتهى، هو خالد في النار إن مات ولم يتب.
الآية لم تذكر التوبة، لكن فهمناها بنصوص أخرى، منها آية سورة الفرقان: {والذين لا يدعون مع الله إله آخر ولا يقتلون النفس التي حرّم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا ..} الآية.
إذًا توبته إذا كانت نصوحا؛ فإن الله يتوب عليه، وتكون هذه التوبة قبل الغرغرة والوفاة ..
هذا دليل على أننا خصّصنا الآية: (خالدا فيها)؛ خصصناها بما إذا مات ولم يتب، فنُعمل هذه الآية، وأحاديث الشفاعة ..
هذه الأحكام الوضعية المأخوذة من نصوص أخرى تبيّن لك:
- سبب الخلود في النار، وهو عدم التوبة ..
- سبب الخروج من النار، فالإيمان مانع منها .. - سبب عدم دخولها؛ لكون الله غفر له، ولم يدخله، فكان الغفران سببا لعدم دخولها ..
- شرط الإيمان جعله مانعا منها ..
إذًا لابد أن ننظر في النصوص لمّا تأتينا من هذه الجهات جميعا، فلو جلس كافر في هذه المجالس، أو جاسوس يريد الشر، ويأخذ المعلومات ليكيد لهم، أو إنسان يريد أن يكون مثلهم لكن لا يريد أن ينخلع عن الشرك الذي هو فيه .. نقول: هذا شركه مانع من تحقيق هذا، وذاك جاسوس يريد الوقيعة بهم ..
السؤال:
أشكل علي فهم التوجيه الصحيح للحديث القدسي بشأن أهل الذكر: (.. فيقولُ: فإني أُشهدُكم أني قد غفرتُ لهم. فيقولون إن فيهم فلانًا الخطاءَ لم يُردْهم إنما جاءَهم لحاجةٍ. فيقولُ هم القومُ لا يَشقى لهم جليسٌ.) ..
الجواب:
"أنا دائما أقول: النصوص الشرعية؛ إذا وردت مطلقة؛ لابد من فهمها بما تقرّر في نصوص أخرى، لذكر الأحكام الوضعية فيها -السبب، والشرط، والمانع-، فمن خلالها تعرف هذه أو هذه ..
مثلا: إذا جاءنا النص في قوله تعالى: {ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون}، وقال:{وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس}، وقال: {من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس ..} الآية، تدل على أنه لابد من القصاص، لا نفهمه مطلقا دون تقييده بالمانع، أو السبب، أو الشرط.
مثلا: هذا القصاص يجب على كل من تعمّد قتل الغير .. إلا إذا كان أبا، سواء مباشرا، أو جدّا، فالأبوة مانعة من القصاص، والدليل حديث: (لا يُقاد الوالد بولده)، ففهمنا أنها -الأبوة- مانعة من القصاص، ولم نوسّع الدائرة، فنضيّقها على الآباء إن قتلوا أبناءهم.
ويدخل فيه الأمهات، لأن الأب إن كان له حق على ابنه، وهو الذي يرعاه -الأب الحقيقي-، فأمّه لها ثلاثة حقوق، فهي من باب أولى، كما في الحديث: (من أحق الناس بحسن صحبتي ..) الحديث.
فإذا قتلت امرأة ابنها فلا تقاد به -من باب أولى- لأن الآباء بالنسبة لأبنائهم؛ الأبناء ينسبون إليهم -الآباء-، والأم هي التي ولدته، لذا نطلق عليهما اسم الوالدين، لعلّة الولد، فالرجل بسببه تكوّن، لكن الوالدة هي التي حقيقة تلده، وأما الأب فيكون سببا، إذا يدخل هذا وهذا ..
لكن إذا جاء سبب آخر للقصاص؛ فلا يشفع هذا المانع.
إن بدّل دينه مثلا؛ فقد جاء أن (من بدّل دينه فاقتلوه)، ولو قتل رجلا بعد أن بدّل دينه فيُعاقب ولا ويقتص منه، لأنه قتل كافرا، يعاقب على التعدي لا بالقصاص، لأن اختلاف الدين مانع من القصاص: (لا يقتل المؤمن بالكافر)، إن قتله عمدا فالإسلام مع الكفر مانع، لأنه إن حصل ولم يمت، وبقي على كفره فيقتل لأنه بدّل دينه.
القاتل أراد أن يقتله، فجاء مانع الأبوة في القتل أن يقتل به، فيمتنع هذا ولا يُقاد بموته، ولكن كان مبدّلا لدينه، فإن القاضي -إن لم يتب هذا- سيقتله؛ لكونه بدّل دينه ..
إذًا فيه -إن شئت- شروط، وضوابط، وأسباب ..
نقول مثلا؛ في الآية: {ومن يقتل مؤمنا متعمّدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها} الآية، فمن يقتله متعمدا؛ فلا شك إن قتله كافرٌ فهو خالد مخلّد في النار.
وإن قتل مسلم مسلما آخر؛ نقول: إن لم يتب، ومات مصرّا على قتله .. لأن التائب من الذنب كمن لا ذنب له.
إن تاب قبل موته، ورجع .. فالله واسع الرحمة، واسع المغفرة، فإن تاب؛ تاب عليه.
لا يدخل النار أصلا، ومغفرته تعالى تقيه من دخولها، وإن أدخله؛ لا يبقى مخلدا فيها، مع أن الآية تقول: (خالدا فيها)، لأنه مؤمن، وجاءت نصوص الشفاعة تدل على أن أهل الإيمان يخرجهم الله من النار، بشفاعة الشافعين، أو برحمة رب العالمين، كما جاء في الحديث أنه يخرج من النار من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان.
بمعنى لا يدخله فيها، مع أن الآية تقول: (خالدا فيها)، فنحملها على أهل الكفر.
أما المؤمن إن مات ولم يتب؛ فاستحق العذاب، لكن ليس بصورة خالدة، إنما يذوقه ويخرجه من النار.
الآية صريحة في أنه يدخلها بصورة خالدة، لكن لابد أن نُعمل الأحاديث التي تبيّن أنه يخرج منها من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان، بمعنى أن إيمانه لا يخلّده فيها، فهو مانع من الخلود في النار.
إذًا؛ لا نفهم الخلود؛ ونقول انتهى، هو خالد في النار إن مات ولم يتب.
الآية لم تذكر التوبة، لكن فهمناها بنصوص أخرى، منها آية سورة الفرقان: {والذين لا يدعون مع الله إله آخر ولا يقتلون النفس التي حرّم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا ..} الآية.
إذًا توبته إذا كانت نصوحا؛ فإن الله يتوب عليه، وتكون هذه التوبة قبل الغرغرة والوفاة ..
هذا دليل على أننا خصّصنا الآية: (خالدا فيها)؛ خصصناها بما إذا مات ولم يتب، فنُعمل هذه الآية، وأحاديث الشفاعة ..
هذه الأحكام الوضعية المأخوذة من نصوص أخرى تبيّن لك:
- سبب الخلود في النار، وهو عدم التوبة ..
- سبب الخروج من النار، فالإيمان مانع منها .. - سبب عدم دخولها؛ لكون الله غفر له، ولم يدخله، فكان الغفران سببا لعدم دخولها ..
- شرط الإيمان جعله مانعا منها ..
إذًا لابد أن ننظر في النصوص لمّا تأتينا من هذه الجهات جميعا، فلو جلس كافر في هذه المجالس، أو جاسوس يريد الشر، ويأخذ المعلومات ليكيد لهم، أو إنسان يريد أن يكون مثلهم لكن لا يريد أن ينخلع عن الشرك الذي هو فيه .. نقول: هذا شركه مانع من تحقيق هذا، وذاك جاسوس يريد الوقيعة بهم ..
فيختلف الحكم، ولا نعطي حكما واحدا لكافّة من جلس معهم .. بل ننظر إلى صفة هذا، هل بقي على الكفر والشرك؟! فإنه لا يحظى برحمة الله، لأن الآيات واضحات في هذا الباب .."
أضاف الشيخ كلاما لم أدوّنه، لكن هذا حاصل الجواب الماتع ..
منقول..
أضاف الشيخ كلاما لم أدوّنه، لكن هذا حاصل الجواب الماتع ..
منقول..
💥 جديد النصائح 💥
لا تُضيّعه.
سئل فضيلة الشيخ فركوس، الحمد لله أنا على الإستقامة و أجتهد في النّصح و لكني أجد رفضاً و استهزاءً و هذا يورّث فيّ ضعفا و أخشى أن أنفّرهم ..
فكان مما أجاب به حفظه اللّه:
"أوّلا الإنسان قبل أن يبتدأ بالنّصيحة يجب عليه أن يعرف المسائل التي يريد أن ينصح غيره فيها و يعرف حكمها و تفاصيلها لكي ينقلها إلى غيره بعلم بواسطة النصيحة.
أعلم أنه ينبغي أن يكون نافعًا، لكن النفع يكون بما يتأيّد به من الكتاب و السّنة، ولا ينقل شيئًا خاطئا ولا ينقل كلاما مرجوحا و إنما ينقل كلاما صحيحا سليما و عليه أن يسبق النّصيحة بالعلم. كذلك لا ينصح بأمر منسوخ أي إن نصح ينصح بالعلم و يؤيد نصيحته بآيات و أحاديث حتى يعطي لنصيحته وزن الكتاب والسنة و يكون لها قوة.
ثانيا النّاصِح يكون أولى بتلك النّصيحة بمعنى لا ينصح و يأتي على خلافها لابد أن يفعلها أولا..
كذلك يكون له دراية بالمنصوح، وأن يكون السبّاق للإمتثال لتلك النصيحة.. وهكذا كان يفعل عمر ابن الخطاب قبل أن ينصح الناس ينصح، نفسه و أهله في معنى قوله، قبل أن أنصح الناس إحذروا أن تأتوا على خلافه أو كما قال.. كيف ينصح الناس و ذووه لا يمتثلون... والنصحية هذه ليس كل واحد يقبلها.. نعم يفرح إذا قُبلت ويحمد الله على التوفيق.. وإذا رفضت بعد أن يؤديها بخلق الرفق و اللين لأنه في مقام الدعوة ومقام الدّعوة يخاطب من يخاطب.. فلابد أن تكون برفق لأن الرّفق يزيّن الأمور والعنف يشيّنها و الخير قد يعلمه أناس دون أناس، ممكن لجهل أو لأسباب أخرى أو لتأثّر بمناهج أخرى.. فلا يقبل الحقّ، خاصّة الهوى والتّقليد والتّعصّب للغير.. فلا يقبل منك لأنه يتعصب للغير أو يتعصب لليهود و النصارى فلا يسمع منك..
أنت تؤدي ما عليك فان استجابوا فالحمد لله و إن لم يستجيبوا فقد أديت الذي عليك من نصيحة و إنكار المنكر.. والناصح لا ينتظر رضى الناس و كل من أراد الخير للغير لا يشترط أن يحسنوا له.. تمد يد العون للضالين و غيرهم لإنقاذهم و منهم من يقطعون هذه اليد و يريدون البقاء على ماهم عليه.. هو لا تثريب عليه لا يأسف عليهم لأنّ اللّه من يريد أن يهديه، يهديه.. ليس عليك هداهم .. الآية. وبالتالي يكون قد أدّى ما عليه.
إن رأى أن هذه المرة الأولى و الثانية تأتي بثمارها يعيد النّصيحة و إذا رأى أنه لا تجدي معهم فعليه بتركهم ولا يصاحبهم و لا يكون معهم في شيء كما جاء في الحديث لا تصاحب إلا مؤمنا ... و المؤمن مذعن للحقّ أي ينقاد له.. إذا قلت قال الله، قال رسوله، يسمع و يطيع و منهم من إذا قلت له قال الله قال الرسول، يقول لك: قال علماؤنا..
هذا إذا أفلحت في النصيحة يفرح بذلك لأن المسلم يفرح بعودة المخالف إلى الطريق و إذا رأى أنها لا تجدي النصيحة يتركهم، فذكر إن نفعت الذكرى.. الآية ، ذكرهم بالتقوى إن وجدتّ القبول فبها و نعمت و إن لم تجد فاتركهم.. لانه لا يجدي معهم نفعا.. و لا تذهب نفسك عليهم حسرات.. والعلم عند اللّه. "
ونقله من مجلسه المبارك
بحسن ضبط وفهم
جهدو محمد الامين.
لا تُضيّعه.
سئل فضيلة الشيخ فركوس، الحمد لله أنا على الإستقامة و أجتهد في النّصح و لكني أجد رفضاً و استهزاءً و هذا يورّث فيّ ضعفا و أخشى أن أنفّرهم ..
فكان مما أجاب به حفظه اللّه:
"أوّلا الإنسان قبل أن يبتدأ بالنّصيحة يجب عليه أن يعرف المسائل التي يريد أن ينصح غيره فيها و يعرف حكمها و تفاصيلها لكي ينقلها إلى غيره بعلم بواسطة النصيحة.
أعلم أنه ينبغي أن يكون نافعًا، لكن النفع يكون بما يتأيّد به من الكتاب و السّنة، ولا ينقل شيئًا خاطئا ولا ينقل كلاما مرجوحا و إنما ينقل كلاما صحيحا سليما و عليه أن يسبق النّصيحة بالعلم. كذلك لا ينصح بأمر منسوخ أي إن نصح ينصح بالعلم و يؤيد نصيحته بآيات و أحاديث حتى يعطي لنصيحته وزن الكتاب والسنة و يكون لها قوة.
ثانيا النّاصِح يكون أولى بتلك النّصيحة بمعنى لا ينصح و يأتي على خلافها لابد أن يفعلها أولا..
كذلك يكون له دراية بالمنصوح، وأن يكون السبّاق للإمتثال لتلك النصيحة.. وهكذا كان يفعل عمر ابن الخطاب قبل أن ينصح الناس ينصح، نفسه و أهله في معنى قوله، قبل أن أنصح الناس إحذروا أن تأتوا على خلافه أو كما قال.. كيف ينصح الناس و ذووه لا يمتثلون... والنصحية هذه ليس كل واحد يقبلها.. نعم يفرح إذا قُبلت ويحمد الله على التوفيق.. وإذا رفضت بعد أن يؤديها بخلق الرفق و اللين لأنه في مقام الدعوة ومقام الدّعوة يخاطب من يخاطب.. فلابد أن تكون برفق لأن الرّفق يزيّن الأمور والعنف يشيّنها و الخير قد يعلمه أناس دون أناس، ممكن لجهل أو لأسباب أخرى أو لتأثّر بمناهج أخرى.. فلا يقبل الحقّ، خاصّة الهوى والتّقليد والتّعصّب للغير.. فلا يقبل منك لأنه يتعصب للغير أو يتعصب لليهود و النصارى فلا يسمع منك..
أنت تؤدي ما عليك فان استجابوا فالحمد لله و إن لم يستجيبوا فقد أديت الذي عليك من نصيحة و إنكار المنكر.. والناصح لا ينتظر رضى الناس و كل من أراد الخير للغير لا يشترط أن يحسنوا له.. تمد يد العون للضالين و غيرهم لإنقاذهم و منهم من يقطعون هذه اليد و يريدون البقاء على ماهم عليه.. هو لا تثريب عليه لا يأسف عليهم لأنّ اللّه من يريد أن يهديه، يهديه.. ليس عليك هداهم .. الآية. وبالتالي يكون قد أدّى ما عليه.
إن رأى أن هذه المرة الأولى و الثانية تأتي بثمارها يعيد النّصيحة و إذا رأى أنه لا تجدي معهم فعليه بتركهم ولا يصاحبهم و لا يكون معهم في شيء كما جاء في الحديث لا تصاحب إلا مؤمنا ... و المؤمن مذعن للحقّ أي ينقاد له.. إذا قلت قال الله، قال رسوله، يسمع و يطيع و منهم من إذا قلت له قال الله قال الرسول، يقول لك: قال علماؤنا..
هذا إذا أفلحت في النصيحة يفرح بذلك لأن المسلم يفرح بعودة المخالف إلى الطريق و إذا رأى أنها لا تجدي النصيحة يتركهم، فذكر إن نفعت الذكرى.. الآية ، ذكرهم بالتقوى إن وجدتّ القبول فبها و نعمت و إن لم تجد فاتركهم.. لانه لا يجدي معهم نفعا.. و لا تذهب نفسك عليهم حسرات.. والعلم عند اللّه. "
ونقله من مجلسه المبارك
بحسن ضبط وفهم
جهدو محمد الامين.
عندما أحذرك في مقال من رجال اتصفوا بصفات سيئة خطرة على دينك؛
لا تبحث عمن قصدت من الأشخاص وتشغل نفسك بهذا عن مقصود المقال، ولكن ابحث عن هذه الصفات في الدعاة من حولك؛ فمن وجدت فيه هذه الصفات فاحذره.
بهذا يكون المقال صالحا فيمن يثيرون الفتن اليوم وغدا، سواء كانوا نفس الأشخاص أو غيرهم.
كتبه الشيخ علي الرملي وفقه الله
لا تبحث عمن قصدت من الأشخاص وتشغل نفسك بهذا عن مقصود المقال، ولكن ابحث عن هذه الصفات في الدعاة من حولك؛ فمن وجدت فيه هذه الصفات فاحذره.
بهذا يكون المقال صالحا فيمن يثيرون الفتن اليوم وغدا، سواء كانوا نفس الأشخاص أو غيرهم.
كتبه الشيخ علي الرملي وفقه الله