Telegram Web Link
📌 فوائد وتوجيهات من مجلس شيخنا فركوس -حفظه الله- (الخميس ٠٨ المحرّم ١٤٤٧ هـ)

السؤال:

مما شاع وذاع في العشر ذي الحجة؛ ما تعرضت إليه أخت، واتُّهِمت به -وهي مغتربة مع أولادها- بالسحر والشعوذة، وتعرّضت حتى لنزع حجابها .. واشتهر هذا في أوساط المجتمع ..
رفعت دعوى، وحكمت المحكمة على ستّة أشخاص، وأقصى عقوبة كانت السجن لعامين وغرامة مالية.
فما هو الحدّ الشرعي لمثل هذه التصرفات شرعا؟!
والأخت هذه ليس لها نصير هنا، وفضّلت الهجرة من بلاد الكفر إلى هنا .. وزوجها بعيد عنها ..
في مسألة الثأر والانتقام؛ هناك إخوة كانوا يودون الأخذ بثأرها لرد اعتبارها ..

الجواب:

"أقول ابتداء: الأصل أن المرأة قرارها في بيتها، ومكوثها فيه، لقوله تعالى: {وقرن في بيوتكن}.

كذلك؛ المسلم لا ينبغي أن يقف في مواضع للتّهمة؛ لأنه قد تلتصق به هذه التُّهمة على وجه الباطل، وكلما كان في المواضع هذه كلما زاد شكّ الناس، وظنّوا فيه الظنون السيّئة.
لهذا ينبغي على الرجل المسلم -بله المرأة المسلمة- ألا تقف، ولا تتواجد في أماكن فيها التّهمة؛ لتصرفها عن نفسها.

إنسان تجده داخل مؤسسة ربويّة، أو معاهد موسيقية، أو غير ذلك .. والناس تراه هناك، ماذا يفعل هذا الرجل في هذا المكان؟!
إذًا أولا يبدأ التساؤل.
أو يجدون أخا بقميص مع مشجعين وأنصار في الملاعب، ماذا يفعل هناك؟! والأصل في هذا أنه في المساجد، وأماكن العلم، وغيرها .. ماذا يفعل هناك؟! ..
كان في الملعب، أول تهمة يتّهمونه أنه يتشكّل فقط بلباسه، وليس من رواده، وليس من صفات السلفيين أن يكونوا مع الذين يرفعون أصواتهم بالأهازيج، شكلهم كقوله تعالى: {إن أنكر الأصوات لصوت الحمير}، ولا يكون في أماكن يظلِمون فيها، ويعتدون على الأشخاص ..

لا يقف الإنسان في مواضع ومحالّ فيها الشبهة، فالشُّبهة يتّقيها، ولا يقف في أماكن تتحرك فيها الأهازيج بالموسيقى، ويرقصون .. وأنت تنظر، فلا يتناسب هذا، والأصل النّكير على هذا، وإن لم يقدر ينصرف.

لذا قلنا: يخاف من الله تعالى العقاب، ويخشى أن ينزل عليهم، يحاول الإنكار، وإن لم يقدر لا يتواجد في هذا المكان.

هذا كما للذكور فهو للإناث، لا ينبغي أن تتواجد المرأة في أماكن يتّهمونها فيها، وكذلك الرجل.

نعم المرأة هذه ربّما ليس لها كفيل، ولا من يعطيها مالا ..
إذًا هذه كمقدمة، لو كانت التزمت بيتها، ولم تقف في أماكن الشبهة؛ لم يكن هذا، ولم تكن الناس لترشقها بكلام سوء وهي تلبس جلبابا، ونقابا.

الإنسان لا ينبغي أن يكون في أماكن الفساد؛ لألّا يُلطَّخ به؛ أو يميل إليه.

الآن حدث هذا الحدث، واتُّهِمت بالباطل هذه المرأة، وأُهينَت بكلمات جارحة، ولعلّها بالضرب، والسبّ، ونحو ذلك .. كلّها إهانات، نقول:
الأصل أنها لابد لها أن تصبر على الأذى، وتُنكر التهمة، وتتبرّأ منها، خاصة إذا كان تواجدها في ذاك المكان مجبرة عليه، أولادها ليس لهم من يحضرهم .. واتُّهِمت؛ تفعل ما فعلت عائشة -رضي الله عنها- في حادثة الإفك لما مشت القافلة وبقيت في نفس المكان؛ لعلّهم يتفقدونها ولا يجدونها، فيعودوا للمكان الذي كانوا فيه، فلمّا يضيع الإنسان شيئا يعود إلى المكان الذي كان فيه .. وهي بقيّت، فجاء من جاء؛ ووجدها، والناس اتّهموه، وهو إنما حملها على دابّته، ومشى بها إلى القافلة، وفي الأمر ضرورة.
فما نزل بها من إفك، وكذب، وافتراء في عرضها؛ ما كان لها إلا أن تصبر، وترجع إلى الله، والله تعالى برّأها في الآية في سورة النور، وبيّن فعل الناس هؤلاء، وشنّع عليهم.

لا يجوز أن يُتكلَّم في العرض بالظنون؛ لقوله تعالى:{يا أيّها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم}، وقوله -صلى الله عليه وسلم-: (إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث).
فالإنسان ربّما يخالج في نفسه شيء؛ لكن لا يستطيع الجزم إلا إذا حصل حقيقة، وإن تكلّم بالظن فآث،م وهو كاذب، والكذب محرّم شرعا، وفيه مراتب متفاوتة من حيث العقاب، والآثام.

كان حرّيا بها أن تصبر، وإذا رافعت فليس هي من ترافع؛ لأنها إن كانت بجلبابها، وهاجرت كما تقول .. فلا تركن إلى الأحكام الوضعيّة في استرجاع مكانتها، وحقّها؛ تشارك في هذه المحاكم؛ والأصل أن تصبر لله، وانتهى .. ولمّا يعرفوا أنها لا علاقة لها بالسحر والشعوذة .. يعودون، ويعترفون أنهم على خطأ، والواجب أن يتوبوا، ويستسمحوا ..

القاعدة: الضرر يُزال بلا ضرر.
بمعنى: إذا حصل ضرر؛ أو مفسدة؛ لا يُزال بضرر؛ أو بمفسدة أكبر، والمحاكم هذه تقضي بقوانين نابليون؛ بالسجن، وغيره ..

والحكم الشرعي في هذا؛ بحسب ما يراه القاضي مناسبا لمثل هذه الأضرار التي وقعت على المرأة الّتي اتُّهِمت بالسحر، وكادت تفقد روحها -ربّما- لولا تدارك الله لها لضربوها حتى القتل ظنّا ..
يرى القاضي الحكم المناسب بحسب الضارب، والشاتم .. وكلّهم في الوزر سواء، يعالجهم بهذا.
وإذا اتُّهِمت بالزنا؛ يُجلَدون في الأصل إذا كان قذفا، وإذا كانت التُّهمة أشدّ؛ يسلّط عليهم عقابا أشد.
أما السجن عموما؛ فيدور مع الأحكام الوضعية؛ لأنه ليس فيه عقاب إلا الحبس أياما، أو شهورا، أو أعواما .. وهذه تنعكس حّتى ربّما على أسرهم وذويهم، ويصبح هو المعال لا المعيل.

الحاصل: لا ينبغي لها أن تفعل هذا ..
ومن جهة أخرى؛ إذا كانت هي التي تُرافع، واتخذت محاميا .. الأصل أن تبقى في بيتها؛ إلا لضرورة، أما السير في الأسواق، وغيرها .. فإن ما يقع عليها بسبب تحركاتها في أماكن يُخشى أن تُتّهم فيها، الرجل لا نجيز له هذا، ما بالك المرأة، لا نجيز لهم موضع الشبهة ..

تجد رجلا مع زناة، أو أصحاب مخدّرات .. ماذا تفعل هنا؟!
محلّك المسجد، وحلقات الذكر .. لا أماكن المخدرات، والملاعب .. ماذا تفعل هنا؟!
هذه منكرات، تكون هناك إما لتُنكر؛ نعم، أما أن تجلس فلا، كما يفعل جماعة التبليغ، يدخلون حانة؛ يجلسون، ويدعونهم .. والنبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يجلس في طاولة يدار عليها الخمر) الحديث، ما بالك في حانة، طاولات، وتقول دعوتهم .."
قال النووي رحمه الله: ذَكَرَ الْعُلَمَاءُ مِنْ أَصْحَابِنَا وَغَيْرِهِمْ فِي حِكْمَةِ اسْتِحْبَابِ صَوْمِ تَاسُوعَاءَ أَوْجُهًا:

( أَحَدُهَا) أَنَّ الْمُرَادَ مِنْهُ مُخَالَفَةُ الْيَهُودِ فِي اقْتِصَارِهِمْ عَلَى الْعَاشِرِ , وَهُوَ مَرْوِيٌّ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ..

( الثَّانِي) أَنَّ الْمُرَادَ بِهِ وَصْلُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ بِصَوْمٍ، كَمَا نَهَى أَنْ يُصَامَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ وَحْدَهُ..

( الثَّالِثَ) الاحْتِيَاطُ فِي صَوْمِ الْعَاشِرِ خَشْيَةَ نَقْصِ الْهِلالِ، وَوُقُوعِ غَلَطٍ فَيَكُونُ التَّاسِعُ فِي الْعَدَدِ هُوَ الْعَاشِرُ فِي نَفْسِ الأَمْرِ. انتهى

وأقوى هذه الأوجه هو مخالفة أهل الكتاب، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: نَهَى صلى الله عليه وسلم عَنْ التَّشَبُّهِ بِأَهْلِ الْكِتَابِ فِي أَحَادِيثَ كَثِيرَةٍ مِثْلُ قَوْلِهِ.. فِي عَاشُورَاءَ: لَئِنْ عِشْتُ إلَى قَابِلٍ لأَصُومَنَّ التَّاسِعَ. الفتاوى الكبرى ج6

وقال ابن حجر رحمه الله في تعليقه على حديث: لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع:

"ما همّ به من صوم التاسع يُحتمل معناه أن لا يقتصر عليه بل يُضيفه إلى اليوم العاشر إما احتياطاً له وإما مخالفةً لليهود والنصارى وهو الأرجح وبه يُشعر بعض روايات مسلم." انتهى من فتح الباري 4/245.
روى ابن أبي شيبة في "المصنف" (2/313) عن طاوس رحمه الله أنه كان يصوم قبله وبعده يوما مخافة أن يفوته.

وقال الإمام أحمد: "من أراد أن يصوم عاشوراء صام التاسع والعاشر إلا أن تشكل الشهور فيصوم ثلاثة أيام، ابن سيرين يقول ذلك" انتهى من "المغني" (4/441).

و قال المرداوي في "الإنصاف" (3/346):

"لا يكره إفراد العاشر بالصيام على الصحيح من المذهب، ووافق الشيخ تقي الدين [ابن تيمية] أنه لا يكره" انتهى باختصار.
قال الطحاوي رحمه الله: وَقَدْ {أَذِنَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي صَوْمِ عَاشُورَاءَ وَحَضَّ عَلَيْهِ}، وَلَمْ يَقُلْ إنْ كَانَ يَوْمَ السَّبْتِ فَلا تَصُومُوهُ. فَفِي ذَلِكَ دَلِيلٌ عَلَى دُخُولِ كُلِّ الْأَيَّامِ فِيهِ.

وَقَدْ يَجُوزُ عِنْدَنَا، وَاَللَّهُ أَعْلَمُ، إنْ كَانَ ثَابِتًا (أي النهي عن صيام السبت)، أَنْ يَكُونَ إنَّمَا نُهِيَ عَنْ صَوْمِهِ، لِئَلّا يَعْظُمَ بِذَلِكَ، فَيُمْسَكَ عَنْ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ وَالْجِمَاعِ فِيهِ، كَمَا يَفْعَلُ الْيَهُودُ. فَأَمَّا مَنْ صَامَهُ لا لإِرَادَةِ تَعْظِيمِهِ، وََلا لِمَا تُرِيدُ الْيَهُودُ بِتَرْكِهَا السَّعْيَ فِيهِ، فَإِنَّ ذَلِكَ غَيْرُ مَكْرُوهٍ..مشكل الآثار ج2 باب صوم يوم السبت
قَالَ أَحْمَدُ: فَإِنْ اشْتَبَهَ عَلَيْهِ أَوَّلُ الشَّهْرِ صَامَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ. وَإِنَّمَا يَفْعَلُ ذَلِكَ لِيَتَيَقَّنَ صَوْمَ التَّاسِعِ وَالْعَاشِرِ.المغني لابن قدامة ج3 - الصيام - صيام عاشوراء
سُئِلَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ ابن تيمية رحمه الله عَمَّا يَفْعَلُهُ النَّاسُ فِي يَوْمِ عَاشُورَاءَ مِنْ الْكُحْلِ، وَالِاغْتِسَالِ، وَالْحِنَّاءِ وَالْمُصَافَحَةِ، وَطَبْخِ الْحُبُوبِ وَإِظْهَارِ السُّرُورِ، وَغَيْرِ ذَلِكَ.. فَهَلْ وَرَدَ فِي ذَلِكَ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حَدِيثٌ صَحِيحٌ؟ أَمْ لَا؟ وَإِذَا لَمْ يَرِدْ حَدِيثٌ صَحِيحٌ فِي شَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ فَهَلْ يَكُونُ فِعْلُ ذَلِكَ بِدْعَةً أَمْ لَا؟ وَمَا تَفْعَلُهُ الطَّائِفَةُ الْأُخْرَى مِنْ الْمَأْتَمِ وَالْحُزْنِ وَالْعَطَشِ، وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ النَّدْبِ وَالنِّيَاحَةِ، وَقِرَاءَةِ الْمَصْرُوعِ، وَشَقِّ الْجُيُوبِ. هَلْ لِذَلِكَ أَصْلٌ ؟ أَمْ لَا ؟
الْجَوَابُ:
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
لَمْ يَرِدْ فِي شَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَلا عَنْ أَصْحَابِهِ، وَلا اسْتَحَبَّ ذَلِكَ أَحَدٌ مِنْ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ لا الأَئِمَّةِ الْأَرْبَعَةِ، وَلا غَيْرِهِمْ. وَلا رَوَى أَهْلُ الْكُتُبِ الْمُعْتَمَدَةِ فِي ذَلِكَ شَيْئًا، لَا عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَلا الصَّحَابَةِ، وَلا التَّابِعِينَ، لا صَحِيحًا وَلا ضَعِيفًا، لا فِي كُتُبِ الصَّحِيحِ، وَلا فِي السُّنَنِ، وَلا الْمَسَانِيدِ، وَلا يُعْرَفُ شَيْءٌ مِنْ هَذِهِ الأَحَادِيثِ عَلَى عَهْدِ الْقُرُونِ الْفَاضِلَةِ. وَلَكِنْ رَوَى بَعْضُ الْمُتَأَخِّرِينَ فِي ذَلِكَ أَحَادِيثَ مِثْلَ مَا رَوَوْا أَنَّ مَنْ اكْتَحَلَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ لَمْ يَرْمَدْ مِنْ ذَلِكَ الْعَامِ، وَمَنْ اغْتَسَلَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ لَمْ يَمْرَضْ ذَلِكَ الْعَامِ، وَأَمْثَالِ ذَلِكَ.. وَرَوَوْا فِي حَدِيثٍ مَوْضُوعٍ مَكْذُوبٍ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: { أَنَّهُ مَنْ وَسَّعَ عَلَى أَهْلِهِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَسَّعَ اللَّهُ عَلَيْهِ سَائِرَ السَّنَةِ }. وَرِوَايَةُ هَذَا كُلِّهِ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم كَذِبٌ.

ثم ذكر رحمه الله ملخصا لما مرّ بأول هذه الأمة من الفتن والأحداث ومقتل الحسين رضي الله عنه وماذا فعلت الطوائف بسبب ذلك فقال:

فَصَارَتْ طَائِفَةٌ جَاهِلَةٌ ظَالِمَةٌ: إمَّا مُلْحِدَةٌ مُنَافِقَةٌ، وَإِمَّا ضَالَّةٌ غَاوِيَةٌ، تُظْهِرُ مُوَالَاتَهُ، وَمُوَالاةَ أَهْلِ بَيْتِهِ تَتَّخِذُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ يَوْمَ مَأْتَمٍ وَحُزْنٍ وَنِيَاحَةٍ، وَتُظْهِرُ فِيهِ شِعَارَ الْجَاهِلِيَّةِ مِنْ لَطْمِ الْخُدُودِ، وَشَقِّ الْجُيُوبِ، وَالتَّعَزِّي بِعَزَاءِ الْجَاهِلِيَّةِ.. فَكَانَ مَا زَيَّنَهُ الشَّيْطَانُ لِأَهْلِ الضَّلَالِ وَالْغَيِّ مِنْ اتِّخَاذِ يَوْمِ عَاشُورَاءَ مَأْتَمًا، وَمَا يَصْنَعُونَ فِيهِ مِنْ النَّدْبِ وَالنِّيَاحَةِ، وَإِنْشَادِ قَصَائِدِ الْحُزْنِ، وَرِوَايَةِ الْأَخْبَارِ الَّتِي فِيهَا كَذِبٌ كَثِيرٌ وَالصِّدْقُ فِيهَا لَيْسَ فِيهِ إلا تَجْدِيدُ الْحُزْنِ، وَالتَّعَصُّبُ، وَإِثَارَةُ الشَّحْنَاءِ وَالْحَرْبِ، وَإِلْقَاءُ الْفِتَنِ بَيْنَ أَهْلِ الإِسْلامِ، وَالتَّوَسُّلُ بِذَلِكَ إلَى سَبِّ السَّابِقِينَ الأَوَّلِينَ.. وَشَرُّ هَؤُلَاءِ وَضَرَرُهُمْ عَلَى أَهْلِ الإِسْلامِ، لا يُحْصِيهِ الرَّجُلُ الْفَصِيحُ فِي الْكَلامِ. فَعَارَضَ هَؤُلَاءِ قَوْمٌ إمَّا مِنْ النَّوَاصِبِ الْمُتَعَصِّبِينَ عَلَى الْحُسَيْنِ وَأَهْلِ بَيْتِهِ، وَإِمَّا مِنْ الْجُهَّالِ الَّذِينَ قَابَلُوا الْفَاسِدَ بِالْفَاسِدِ، وَالْكَذِبَ بِالْكَذِبِ، وَالشَّرَّ بِالشَّرِّ، وَالْبِدْعَةَ بِالْبِدْعَةِ، فَوَضَعُوا الْآثَارَ فِي شَعَائِرِ الْفَرَحِ وَالسُّرُورِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ كَالِاكْتِحَالِ وَالِاخْتِضَابِ، وَتَوْسِيعِ النَّفَقَاتِ عَلَى الْعِيَالِ، وَطَبْخِ الْأَطْعِمَةِ الْخَارِجَةِ عَنْ الْعَادَةِ، وَنَحْوِ ذَلِكَ مِمَّا يُفْعَلُ فِي الْأَعْيَادِ وَالْمَوَاسِمِ، فَصَارَ هَؤُلاءِ يَتَّخِذُونَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ مَوْسِمًا كَمَوَاسِمِ الأَعْيَادِ وَالْأَفْرَاحِ. وَأُولَئِكَ يَتَّخِذُونَهُ مَأْتَمًا يُقِيمُونَ فِيهِ الْأَحْزَانَ وَالْأَتْرَاحَ وَكِلَا الطَّائِفَتَيْنِ مُخْطِئَةٌ خَارِجَةٌ عَنْ السُّنَّةِ، وَإِنْ كَانَ أُولَئِكَ أَسْوَأَ قَصْدًا وَأَعْظَمَ جَهْلًا، وَأَظْهَرَ ظُلْمًا.. وَلَمْ يَسُنَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَلَا خُلَفَاؤُهُ الرَّاشِدُونَ فِي يَوْمِ عَاشُورَاءَ شَيْئًا مِنْ هَذِهِ الأُمُورِ، لا شَعَائِرَ الْحُزْنِ وَالتَّرَحِ، وَلا شَعَائِرَ السُّرُورِ وَالْفَرَحِ..
وَأَمَّا سَائِرُ الْأُمُورِ: مِثْلُ اتِّخَاذِ طَعَامٍ خَارِجٍ عَنْ الْعَادَةِ، إمَّا حُبُوبٌ وَإِمَّا غَيْرُ حُبُوبٍ، أَوْ تَجْدِيدُ لِبَاسٍ وَتَوْسِيعُ نَفَقَةٍ، أَوْ اشْتِرَاءُ حَوَائِجِ الْعَامِ ذَلِكَ الْيَوْمِ، أَوْ فِعْلُ عِبَادَةٍ مُخْتَصَّةٍ. كَصَلاةٍ مُخْتَصَّةٍ بِهِ، أَوْ قَصْدُ الذَّبْحِ، أَوْ ادِّخَارُ لُحُومِ الأَضَاحِيّ لِيَطْبُخَ بِهَا الْحُبُوبَ، أَوْ الاكْتِحَالُ وَالاخْتِضَابُ، أَوْ الاغْتِسَالُ أَوْ التَّصَافُحُ، أَوْ التَّزَاوُرُ أَوْ زِيَارَةُ الْمَسَاجِدِ وَالْمَشَاهِدِ، وَنَحْوُ ذَلِكَ، فَهَذَا مِنْ الْبِدَعِ الْمُنْكَرَةِ، الَّتِي لَمْ يَسُنَّهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَلا خُلَفَاؤُهُ الرَّاشِدُونَ، وَلا اسْتَحَبَّهَا أَحَدٌ مِنْ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ لا مَالِكٌ وَلا الثَّوْرِيُّ، وَلا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، وَلا أَبُو حَنِيفَةَ، وَلا الأَوْزَاعِيُّ، وَلا الشَّافِعِيُّ، وَلا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، وَلا إسْحَاقُ بْنُ رَاهْوَيْهِ، وَلا أَمْثَالُ هَؤُلاءِ مِنْ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ، وَعُلَمَاءِ الْمُسْلِمِينَ.. (الفتاوى الكبرى لابن تيمية)

وذكر ابن الحاج رحمه الله من بدع عاشوراء تعمد إخراج الزكاة فيه تأخيرا أو تقديما وتخصيصه بذبح الدجاج واستعمال الحنّاء للنساء: (المدخل ج1 يوم عاشوراء
• منهج أهل السُّنَّة في معاملة الصَّبِي | الشيخ فركوس حفظه الله
#جديد

الفتوى رقم: ١٤١٣
الصنف: فتاوى المعاملات الماليَّة
في حكم اشتراط إنشاء بنكٍ خاصٍّ بالاستثمار
السؤال:
شخصٌ لديه شراكةٌ مع شركةٍ للمحروقات في سلطنةِ عُمَانَ، والآنَ يريدُ إدخالَ الأموالِ إلى الجزائر لأجلِ الاستثمار في مجال المحروقات، فطلبوا منه أَنْ تكون الشَّركةُ لديها بنكٌ خاصٌّ بها، ويكونَ لديها فرعٌ هنا في الجزائر، فهل يجوز له ـ في هذه الحالةِ ـ إنشاءُ بنكٍ للشَّركة، وفرعٍ لها هنا لأجل الاستثمار؟ أفيدونا مأجورين، وجزاكم الله خيرًا.
الجواب:
الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلام على مَنْ أرسله الله رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبِه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، أمَّا بعد:
فإنشاءُ بنكٍ خاصٍّ بالشَّركةِ بمواصفاتِ البنوك الرِّبويَّةِ العامَّةِ سواءٌ في القروض أو في اشتراطِ الضَّمان ونحوِهما فإنَّ ذلك غيرُ جائزٍ شرعًا، للآياتِ والأحاديثِ النَّاهيةِ عن الرِّبا، والمُحرِّمةِ للتَّعامل به لمَنْ يُؤمِنُ بالله واليومِ الآخِرِ، والمُتوعِّدةِ لصاحِبِه بحربٍ مِنَ الله ورسولِه وعذابٍ شديدٍ ومحقٍ للبَرَكةِ؛ لقوله تعالى: ﴿ٱلَّذِينَ يَأۡكُلُونَ ٱلرِّبَوٰاْ لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ ٱلَّذِي يَتَخَبَّطُهُ ٱلشَّيۡطَٰنُ مِنَ ٱلۡمَسِّۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ قَالُوٓاْ إِنَّمَا ٱلۡبَيۡعُ مِثۡلُ ٱلرِّبَوٰاْۗ وَأَحَلَّ ٱللَّهُ ٱلۡبَيۡعَ وَحَرَّمَ ٱلرِّبَوٰاْۚ فَمَن جَآءَهُۥ مَوۡعِظَةٞ مِّن رَّبِّهِۦ فَٱنتَهَىٰ فَلَهُۥ مَا سَلَفَ وَأَمۡرُهُۥٓ إِلَى ٱللَّهِۖ وَمَنۡ عَادَ فَأُوْلَٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِۖ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ ٢٧٥ يَمۡحَقُ ٱللَّهُ ٱلرِّبَوٰاْ وَيُرۡبِي ٱلصَّدَقَٰتِۗ وَٱللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ ٢٧٦ إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَوُاْ ٱلزَّكَوٰةَ لَهُمۡ أَجۡرُهُمۡ عِندَ رَبِّهِمۡ وَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ ٢٧٧ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ ٱلرِّبَوٰٓاْ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ ٢٧٨ فَإِن لَّمۡ تَفۡعَلُواْ فَأۡذَنُواْ بِحَرۡبٖ مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦۖ وَإِن تُبۡتُمۡ فَلَكُمۡ رُءُوسُ أَمۡوَٰلِكُمۡ لَا تَظۡلِمُونَ وَلَا تُظۡلَمُونَ ٢٧٩﴾ [البقرة]، وقولِه تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَأۡكُلُواْ ٱلرِّبَوٰٓاْ أَضۡعَٰفٗا مُّضَٰعَفَةٗۖ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ ١٣٠﴾ [آل عمران]، وقولِه تعالى: ﴿فَبِظُلۡمٖ مِّنَ ٱلَّذِينَ هَادُواْ حَرَّمۡنَا عَلَيۡهِمۡ طَيِّبَٰتٍ أُحِلَّتۡ لَهُمۡ وَبِصَدِّهِمۡ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ كَثِيرٗا ١٦٠ وَأَخۡذِهِمُ ٱلرِّبَوٰاْ وَقَدۡ نُهُواْ عَنۡهُ وَأَكۡلِهِمۡ أَمۡوَٰلَ ٱلنَّاسِ بِٱلۡبَٰطِلِۚ وَأَعۡتَدۡنَا لِلۡكَٰفِرِينَ مِنۡهُمۡ عَذَابًا أَلِيمٗا ١٦١﴾ [النِّساء]، وقولِه تعالى: ﴿وَمَآ ءَاتَيۡتُم مِّن رِّبٗا لِّيَرۡبُوَاْ فِيٓ أَمۡوَٰلِ ٱلنَّاسِ فَلَا يَرۡبُواْ عِندَ ٱللَّهِۖ وَمَآ ءَاتَيۡتُم مِّن زَكَوٰةٖ تُرِيدُونَ وَجۡهَ ٱللَّهِ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُضۡعِفُونَ ٣٩﴾ [الرُّوم]، سواءٌ كانت هذه البنوكُ تُصرِّحُ بالتَّعاملِ الرِّبويِّ، أو كانت تُقنِّعُ الرِّبا بالبيع: تَستَحِلُّ ـ بالبيعِ الحلالِ ـ الرِّبا المُحرَّمَ بأدنَى الحِيَلِ على سبيل التَّعميةِ والتَّدليس، مِنْ بابِ «يُسمُّونها بغيرِ اسْمِها» وتغييرِ الشَّكل مِنْ أجلِ الأكل؛ إذ لا تنفع البنوكَ الإسلاميَّةَ إضافتُها ونِسبَتُها إلى الإسلامِ، ولا ينفع الرِّبا تَسمِيَتُه بالفائدةِ أو الرِّبحِ أو الاستثمار، لأنَّ العِبرةَ بالحقائقِ والمُسمَّيَاتِ، لا بالظَّواهرِ والنِّسَبِ والأسماء.
أمَّا إنشاءُ بنكٍ خاصٍّ بالشَّركةِ بمواصفاتٍ خاليةٍ مِنَ الرِّبا فهذا لا أَعلَمُه موجودًا ولا مُمكِنًا في الظُّروف العالَمِيَّةِ الرَّاهنة، ولو وُجِدَ بنكٌ بمُواصَفاتٍ شرعيَّةٍ حقيقةً لَمَا طُرِح السُّؤالُ؛ لذلك أنصحُ السَّائلَ بالبحثِ عن سبيلٍ آخَرَ مُباحٍ، وتركِ هذا الأمرِ للهِ، لقول الله تعالى: ﴿وَمَن يَتَّقِ ٱللَّهَ يَجۡعَل لَّهُۥ مَخۡرَجٗا ٢ وَيَرۡزُقۡهُ مِنۡ حَيۡثُ لَا يَحۡتَسِبُۚ وَمَن يَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱللَّهِ فَهُوَ حَسۡبُهُۥٓۚ إِنَّ ٱللَّهَ بَٰلِغُ أَمۡرِهِۦۚ قَدۡ جَعَلَ ٱللَّهُ لِكُلِّ شَيۡءٖ قَدۡرٗا ٣﴾ [الطَّلاق]، وقولِه تعالى: ﴿وَمَن يَتَّقِ ٱللَّهَ يَجۡعَل لَّهُۥ مِنۡ أَمۡرِهِۦ يُسۡرٗا ٤ ذَٰلِكَ أَمۡرُ ٱللَّهِ أَنزَلَهُۥٓ إِلَيۡكُمۡۚ وَمَن يَتَّقِ ٱللَّهَ يُكَفِّرۡ عَنۡهُ سَيِّـَٔاتِهِۦ وَيُعۡظِمۡ لَهُۥٓ أَجۡرًا ٥﴾ [الطَّلاق]، ولقوله صلَّى الله عليه وسلَّم: «إِنَّكَ لَنْ تَدَعَ شيئًا للهِ عَزَّ وَجَلَّ إِلَّا بَدَّلَكَ اللهُ بِهِ مَا هُوَ خَيْرٌ لَكَ مِنْهُ»(١)؛ وهذا التَّبديلُ قد يكونُ بشيءٍ مِنْ جنسِ الشَّيءِ المتروكِ، وقد يكونُ مِنْ غيرِ جنسِه، وينبغي أَنْ يكونَ تركُه لها للهِ
ليُؤجَرَ عليها لأنَّها عبادةٌ؛ قال ابنُ القيِّمِ ـ رحمه الله ـ: «‌‌فائدةٌ جليلةٌ: إنَّما يجد المَشَقَّةَ في ترك المألوفات والعوائدِ مَنْ تَرَكَها لغير الله؛ فأمَّا مَنْ تَرَكَها صادقًا مُخلِصًا مِنْ قلبِه للهِ فإنَّه لا يجدُ في تركِها مَشَقَّةً إلَّا في أوَّلِ وَهلَةٍ ليُمتَحَنَ: أصادِقٌ هو في تركِها أم كاذبٌ؟ فإِنْ صَبَرَ على تلكَ المَشَقَّةِ قليلًا استحالتْ لذَّةً؛ قال ابنُ سيرينَ: سَمِعْتُ شُرَيحًا يَحلفُ باللهِ: ما تَرَكَ عبدٌ للهِ شيئًا فَوَجَدَ فَقْدَهُ؛ وقولُهم: مَنْ تَرَكَ للهِ شيئًا عوَّضَه اللهُ خيرًا مِنه حقٌّ، والعِوَضُ أنواعٌ مُختلِفةٌ، وأجَلُّ ما يُعَوَّضُ بهِ: الأُنسُ باللهِ، ومحبَّتُه، وطُمأنينةُ القلبِ به، وقوَّتُه ونشاطُه وفرحُه ورِضَاه عن ربِّه تعالى»(٢)؛ ولا شكَّ أنَّ المقصودَ بالشَّيءِ المتروكِ هنا هو ما كان تركُه أَحبَّ إلى الله: مِنَ المكروهات فضلًا عن المُحرَّمات الَّتي تركُها واجبٌ.
والعلم عند الله تعالى، وآخِرُ دعوانا أنِ الحمدُ لله ربِّ العالمين، وصلَّى الله على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبِه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسلَّم تسليمًا.
الجزائر في: ٢٢ ذي الحِجَّة ١٤٤٦ﻫ
الموافق ﻟ: ١٨ يـونيـو ٢٠٢٥م

(١) أخرجه أحمد (٢٣٠٧٤) عن رجلٍ مِنَ الباديةِ مِنْ أصحاب النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم. وإسنادُه صحيحٌ على شرطِ مسلمٍ؛ [انظر: طبعةَ الرِّسالة (٣٨/ ١٧٠)، و«السِّلسلةَ الصَّحيحة» (٢/ ٧٣٤) و«السِّلسلةَ الضَّعيفة» (١/ ٦٢) كلاهما للألباني].
(٢) «الفوائد» لابن القيِّم (١٠٧).
بعض الفوائد من مجلس الشيخ فركوس حفظه الله بعد صلاة الجمعة يوم 8 المحرم 1447هجري الموافق 4 جويلية 2025 :

السؤال :
حكم ركوب في الشاحنة الصغيرة من الخلف هل هو من خوارم المروءة ؟؟!

الجواب :
المركوب إنما يركب على ظهره وكل ماهو مخصص للركوب يركب ، خاصة إن كان مضطر ، وهذه الدواب يستفاد منها للركوب والتنقل كذلك في الحرث وغيرها ، إذا ليست فيها خوارم المروءة ، تارة نعم يكون من خوارم المروءة فليس من اللائق أن يحمل معه النساء من الخلف إن كان غير مضطر ، ومن حمل الناس خلفه عليه الحيط والحذر حتى لايتسبب في إذايتهم وتحصل الكوارث .

السؤال :
شيخنا من المعلوم ماتقرر في فتواكم انه لا يجوز لصاحب حرفة أن يعمل في سكنات عدل ، فهل يجوز للإبن العمل للوالده مجانا بلا مقابل في سكنات عدل ؟؟

الجواب :
أقول وبالله التوفيق من يعتقد أن هذه البنايات لاتجوز في مذهبه فلايعمل ، كما أنه قد يكون العمل مجمع عليه بعدم الجواز مثل العمل في دور القمار ودور الدعارة وحتى بناء الأضرحة وغيرها فلايقربها لا من بعيد ولا من قريب حتى لايعينهم على ذلك ، أما سكنات عدل فيها وعليها ولايسعنا ذكرها هنا ، فأقول بحسب ما كان يعتقده هو لان فيها اقوال لأهل العلم ، فإن كان يعتقد في مذهبه عدم جوازها فمن باب أولى عدم العمل فيها سواءا لوالده أو غيره .

كتبه أبو جابر الميلي بعد صلاة الجمعة في التاريخ المذكور أعلاه ولله التوفيق والمنة .
🔹زار الرئيس أحمد بن بلة الشيخ الإبراهيمي في بيته وقبل رأسه وقال: أعترف أنني تأخرت في زيارتك، على أنك أنت الشيخ الذي بينت لنا الطريق إلى الإسلام والعروبة، وهو طريق سلكناه ولا زلنا نسلكه.

🔹وردَّ الشيخ: إذا كنت حقاً على طريق الإسلام والعروبة سأظل إلى جانبك، لكن إذا حدت عنهما، سأكون لك بالمرصاد.
📚مذكرات جزائري، أحمد طالب الإبراهيمي (1/188).
#الرافعي

أرملة الحكومة(١)

هو الرجل العزب، يكون مطيقًا للزواج، قادرًا عليه، ولا يتزوج؛ بل يركب رأسه في الحياة، ويذهب يموِّه على نفسه كذبًا وتدليسًا، وينتحل لها المعاذير الواهية، ويمتلق العلل الباطنة، يحاول أن يُلحق نفسه بمرتبة الرجل المتزوج من حيث يحط الرجل المتزوج إلى مرتبته هو

١- والتاء في "أرملة الحكومة" ليست للتأنيث، بل هي تاء جديدة في العربية، تزاد في هذه الكلمة خاصة واسمها تاء الهزؤ. ويا حبذا لو اصطلح النساء والفتيات والمتزوجون جميعًا على تسمية كل رجل عزب "أرملة الحكومة" فإن هذا الاسم إذا عم وشاع كان في معناه وفعله المطهر، حامضًا لغويًّا كحامض الفنيك!
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
الله اكبر، اغتيال ثلاثة افراد من حماة الوطن بولاية تلمسان في المناطق الحدودية
إنا لله وإنا اليه راجعون حسبنا الله ونعم الوكيل
رحمهم الله وتقبلهم الله عنده من الشهداء
‏أطول تسلسل لأسرة علمية تزيد على 300 عام 👇
معالي شيخنا العلاّمة ‎#صالح_بن_عبدالعزيز_آل_الشيخ -وزير وعالم
2-🟠والده عبدالعزيز بن محمد ،وزير وعالم ت1426هـ
3-🟠جده سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم، ت 1389هـ مفتى ووزير وعالم
4-🟠جده ..إبراهيم بن عبداللطيف ،قاضٍ وعالم ت 1329هـ
5-🟠جده ..عبداللطيف بن عبدالرحمن ت 1293هـ ،مفتى وعالم
6-🟠جده ..عبدالرحمن بن حسن
،مفتى وقاضٍ وعالم ت -1285هـ
7-🟠جده ..حسن بن محمد
عالم وتوفي شاباً في حياة والده
8-🟠جده محمد بن عبدالوهاب ت 1206هـ
شيخ الإسلام ومجددالدعوة
9-🟠جده..عبدالوهاب بن سليمان
قاضٍ وعالم
10-🟠جده سليمان بن علي ،فقيه وعالم
‌‎#لا_يفوتنك_يا_طالب_العلم

🔸️الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله.. أما بعد.. فمن المحاضرات اللطيفة النافعة= محاضرة لمعالي الشيخ ‎#صالح_آل_الشيخ حفظه الله ورعاه، بعنوان "منهج الإمام المجدد في العقيدة" ألقاها في جامع شيخ الإسلام ‎#ابن_تيمية رحمه الله في ‎#الرياض بتاريخ ٢١ شعبان ١٤٢١ أحببت انتخاب جملة من الفوائد التي ذكرها في هذه المحاضرة جعله الله من العلم النافع المبارك.

🔹️الانتساب لدعوة الإمام في هذا الزمن رغب فيه أناس غلاة ولا يصح لهم هذا الشرف لأنهم لم يأخذوا بكل منهج أئمة الدعوة في ذلك بل غلوا في ذلك وأخذوا جملا من كلامهم وأنزلوها على مرادات الأهواء، وهناك أيضا طائفة أخرى جفت وتساهلت في أمر التوحيد والاعتقاد وأمر الدين حتى صاروا مفرطين في انتسابهم لهذه الدعوة.

🔸️الحريص على آخرته وعلى النجاة لابد له أن يرجع إلى ما كان عليه أئمة السلف الصالح فيأخذه بلا غلو ولا جفاء، بلا شدة ولا ارتخاء، بل على نهج وسط فيه ظهور الحق وفيه الرحمة بالخلق.

🔹️القضاء كما يكون في مسائل الخصومات، كذلك أعظم منه القضاء في المسائل العلمية والبت فيها.

🔸️تأمل قول الله {فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه}. دلت الآية على أن الزيغ وجد في القلوب أولًا ثم صار الاتباع للمتشابه، وليس المتشابه في نفسه سببا للزيغ.

🔹️لا يعرف للشيخ ‎#محمد_بن_عبدالوهاب رحمه الله أنه تكلم في مسألة من غير سابق له من أئمة الإسلام.

🔸️أشار الشيخ صالح وفقه الله إلى أن الإمام المجدد استفاد من علم خمسة من أهل العلم هم ‎#الإمام_أحمد وشيخ الإسلام ‎#ابن_تيمية وتلميذه ‎#ابن_القيم والحافظ ‎#الذهبي والحافظ ‎#ابن_كثير .

🔹️العقيدة هي علم يبحث في حق الله على عباده وما يتصل بنعوت الرب عز وجل وأسمائه سبحانه وتعالى والأمور الغيبية وهذا يدخل في أركان الإيمان الستة.

🔸️العقيدة والتوحيد بينهما تلازم لكن التوحيد أخص من العقيدة ويعنى به تقرير حق الله عز وجل على عباده وهو ما يستحقه في ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته.

🔹️ذكر الشيخ صالح سبعة معالم لمنهج الإمام المجدد وشرحها، وهي على سبيل الإجمال ما يلي:
▫️العقيدة أمر متصل بالغيب فلا تقرر إلا بالنصوص وما أجمع عليه السلف الصالح.
▪️تقرير التوحيد والعقيدة هي أولى الأوليات وأول المهمات.
▫️الإمام المجدد لم يفرق في دعوته بين أصناف الناس.
▪️أئمة الدعوة سكتوا عن الماضي ولم يقدحوا في المعظمين للناس فيما مضى، أما الذين في وقته كتاجٍ وشمسان فواجههم.
▫️الشيخ حمل هذه الدعوة على طريقة السلف في الاعتقاد وفي التعامل والمنهج والتربية.
▪️الحض والدعوة إلى الاتباع لسنة النبي صلى الله عليه وسلم.
▫️الاعتناء بالرد على من خالف في العقيدة.

🔸️النص هو الذي يؤخذ منه تقرير الاعتقاد فالمسألة تسليم بحت، والعقل تابع للنقل في فهم دلالته وفي فهم ما دل عليه النص.

🔹️تؤخذ مسائل الاعتقاد من الأشياء المتفق عليها الظاهرة البينة، وعليه فيبطل أن تؤخذ مسألة من مسائل الاعتقاد من رجل تفرد بها حتى ولو كان من أئمة الإسلام.

🔸️الغيب لا يدخله النسخ ولا الإنساء لأنه خبر {ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها}.

🔹️الإمام لم يجعل ولا كلمة في مقدمة كتاب التوحيد لأنه لا أحد يدل على التوحيد أعظم من رب العالمين.

🔸️عاب قوم على الإمام أنه لا يطنب في التأليف، لا يفصّل ولا يستطرد، وهذا في الواقع من المنهج؛ لأن الدعوة ليست علما خاصا بفئة من الناس بل للجميع، فإذا فصل وأطال فإن طول الكلام ينسي بعضه بعضا.

🔹️الإمام في دعوته لم يبدأ لا بسلوكيات ولا زهديات.

🔸️الدعوة إلى التوحيد لابد فيها من ترتيب أيضا للأولويات في داخلها، فقوم عندهم وقوع في شركيات كبرى لا يبحث معهم في مسألة التبرك بالصالحين أو تأويل الصفات... بل هي حسب تمكن الدعوة من النفوس وعدم تمكنها، فمسائل البدع والوسائل إلى الشرك يؤخر الكلام عنها حتى تتقرر المسألة العظيمة.

🔹️تحريم الحلف بغير الله لم يأت إلا في المدينة ولم يأت في مكة، وكذلك قول ما شاء الله وشئت.

🔸️أكثر أتباع الأنبياء كانوا شبابا، لا لأجل أن دعوة الأنبياء والمرسلين توجهت إلى الشباب ولكن لأنهم الأسلم من جهة الأهواء في قبول الحق.

🔹️الشيخ لم يستعدِ الناس على الدعوة، وإنما كان الناس هم الذين عادوا الدعوة لأنها لا توافق أغراضهم.

🔸️الشيخ كان يتودد للعلماء الذين يرى أن فيهم خيرا كما في رسالته لعبدالله بن محمد بن عبداللطيف الأحسائي أحد علماء الأحساء الأشاعرة، كانت له انتقادات على الدعوة فأجابه الإمام برسالة طويلة فيها منهج الأدب مع المخالف، وفيها (والله إني لأدعو لك في صلاتي وأرجو أن تكون فاروقا لدين الله في آخر هذه الأمة).

🔹️التخصيص والسرية والانغلاق ليست من سمات هذه الدعوة.

🔸️من منهج الإمام أنه لم يكن يطعن في معظم قبله.
🔹️️من جبلة الإنسان أنك إذا تركت الحق وطعنت في الشخص فإن الناس يتجهون إلى من يعظمونه ويدافعون عنه لأنهم يكبرونه في نفوسهم ولا يحبون أن أحدا ينال منه، ولا ينظر أأنت قلت حقا أو غير حق.

🔸️من مراعاة المصالح والمفاسد في الدعوة أن علماء الدعوة والولاة من آل سعود في الدولة السعودية الأولى أفتوا بعدم التعرض للقبة التي على قبره صلى الله عليه وسلم لئلا يفضي إلى ما هو أشد من رد التوحيد والتعرض إلى أنهم لا يحبون النبي صلى الله عليه وسلم.

🔹️️لما قيل للشيخ محمد إنك تكفر من عند قبة البدوي والكواز قال "أنا لا أكفر من عند قبة البدوي والكواز لعدم وجود من ينبههم" ومن هنا خاض قوم من المعاصرين خوضا سيئا في منهج الدعوة: هل كان علماء الدعوة يعذرون بالجهل أو لا يعذرون، وهذه المسألة لم تكن عندهم بهذا اللفظ، وإنما كانت مرتبطة بأصل شرعي آخر وهو بلغته الحجة أو لم تبلغه الحجة؟ وعلماء الدعوة لم يجعلوا قيام الحجة وفهم الحجة مسألة واحدة بنفس النسق بل هناك مسائل أعظم من مسائل في مسألة إقامة الحجة، فهناك مسائل واضحة وهناك مسائل فيها نوع اشتباه، ففرق بين مسألة الاستغاثة بغير الله ومسألة الشفاعة.

🔸️️هناك دعوات تهتم بالعقيدة لكن تجد أن العقيدة لا تؤثر في أصحابها من جهة التعبد وهذا خلاف أثر الاعتقاد الصحيح، بل لابد أن يؤثر في حرصه على عبادته لربه وفي حسن تعامله مع الخلق.

🔹️العقيدة التي دعا إليها الإمام نقلت الناس خاصة في نجد إلى أنهم كانوا أكثر تعبدا وأكثر إعمارا للمساجد العمارة المعنوية والتبكير للصلوات والتواصي بالحق والتواصي بالصبر والبذل.

🔸️أن يكون طائفة ممن يهتمون بالعقيدة أو التوحيد وعندهم جفاء في تعاملهم أو في سلوكهم، أو عندهم ضعف في التعبد وتفريط في حق الله، أو غشيان للذنوب والمعاصي، ويقول أنا أدعو للتوحيد أو العقيدة فهذا لم يربّ على العقيدة الصحيحة ولم يأخذها بحقها.

🔹️الشيخ أحيا اتباع السنة والبحث عن الدليل والحرص على ذلك في المسائل العلمية والعملية.

🔸️كان أسلوب الشيخ في تقرير رد البدع مع العوام سهلا مؤثرا في الفطرة من غير دخول في أمور معقدة.

🔹️بعض من أخذ بدعوة الشيخ غلا في مسألة الدليل وفي مسألة الاتباع حتى خرج بها عن نهج السلف الصالح الوسط في هذه المسائل حتى أبطل أو هجر الأخذ أصلا من كتب الفقه وقال هذه كتب باطلة وبلغ بهم إلى أنه لا يؤخذ العلم إلا من كتب السنة فخالفوا منهج العلماء.

🔸️في نجد لم يكن هناك نسخة كاملة للبخاري فلما جاء الشيخ شاعت كتب السنة في نجد.

🔹️لا يتصور في مسألة فيها ظهور، أنها بدعة أو خلاف السنة ويتتابع عليها أئمة الإسلام في قرون متعددة.

🔸️حرص أئمة الدعوة على الرد على من خالف ولكن كان الرد بعلم وحلم والردود مهمة في تبيين الملة والحق.

🔹️الصحيح أن هناك كتابان، كتاب "ثلاثة الأصول" وكتاب "الأصول الثلاثة وأدلتها".

🔸️غلط على الشيخ غلطا كبيرا من قال إنه وافق المعتزلة في قوله "معرفة دين الإسلام بالأدلة" ثم بين الشيخ الفرق بين المنهجين.

🔹️كتاب فضل الإسلام كتاب في منهج الاتباع والسلوك والعمل والتنمية والموقف من البدع وذمها وذم الابتداع وأهله.

🔸️كتاب مسائل الجاهلية قرر العقيدة فيه بمعرفة الضد، لأنه كيف تتصور ما جاء به الإسلام إلا بمعرفة ما كان عليه أهل الجاهلية.

🔹️هذه الدعوة بفضل الله عز وجل ورحمته ومنّته وعونه تنتشر وتنتشر، فاليوم لا تكاد تذهب إلى بلد إلا وتجد فيه طائفة ينافحون عن هذه الدعوة ويدعون إلى ما كان عليه السلف الصالح ويقررونها في ذلك لكن الواجب عليهم زيادة العلم وزيادة تعرف هدي العلماء وما كانوا يسيرون عليه.

🔸️وغيرها من الفوائد والدرر التي تجدونها في المحاضرة الصوتية للشيخ كتب الله أجره وزاده وإيانا وإياكم توفيقا وسدادا وهداية ورشادا إن ربي سميع الدعاء والحمدلله رب العالمين.
2025/07/08 00:52:16
Back to Top
HTML Embed Code: