أراقبُ المشهدَ برهبةٍ، ويسقطُ الدمعُ على قلبي كغُصّةٍ مُرّة ، لا أدري إلى أيِّ الجهاتِ ألتفتُ، فكلُّ مكانٍ حولي يحملُ قصةَ وجع ،هنا أمٌّ تُطبطبُ على طفلها لئلا يخاف، وأخرى تحملُ بين أحضانها رُفاتَ فلذةِ كبدها ، ما أقسى نظرةَ ذلك الطفلِ بعد أن فقدَ الأمان! في كلِّ ليلةٍ أنامُ على صدى تلك الصرخات، وأرى مشهداً تطيرُ فيه الأرواحُ إلى السماء ..

يا غُصّةَ القلبِ، يا غزة! لن يشاركها ألمها إلا من ذاقَ لهيبَ نارِها. كيف لا، وبين طيّاتِ السكونِ يُسمعُ دويُّ الانفجاراتِ في سمائي وعلى أرضِ بلدي ،فيأتي إليَّ طفلٌ قد سالت من مُقلتيهِ دمعاتٌ حارقة، فأمسحُ عينيهِ وأقول: "لا عليكَ يا صغيري، فجرحُها أكبرُ من جرحنا، فلا هانت ولا هونا". ولكننا بين أعرابٍ أشدُّ كفراً ونفاقاً قد قُتلنا ..

فأمامَ ما يحدثُ يا صغيري، كلُّ الأشياءِ التي نكتبها تبدو سخيفة، وكلُّ الأشياءِ التي نُشاركها تبدو كمسرحيةٍ هزلية ، هم ليسوا أكثر من دُمىً متفرجة، أما نحنُ فصرنا ألعاباً للتسلية. وإنَّ عزاءنا الوحيد من هذا العجزِ والخذلانِ أنَّ خالقنا هو الذي سمَّى نفسهُ المنتقمُ القهار ..

😢💔

كلُّ كلماتِ الوداعِ مُرّة ،
الحروب مُرة ،
الموتُ مُر ،
والشوق مُر ،
وكلّ شيءٍ يسرقُ الإنسانَ من الانسانِ مُرّ 💔

🤍 ..

لم تَكُن انتكاسة عادية أبداً !!
طال بُعدي
طال أمدي
هلك قلبي
غفوتُ عن قيامي ، ثقُلت صلاتي ، قلَّ وِردُ قُرءاني ، زادت وحشتي ،
دُنيا كهذه مليئةٌ بالفتن صارت تعصفُ بقلبي عصفاً ،
من يحملُ عنّي أوزاري يوم القيامة ؟
أيُّ عملٍ لي سيُنقذني ؟!

أعنٍّي عليَّ يا الله فإنّي عدوِّي ، وأنت أعلم بكلِّ الخفايا.

..🤍

اللهم..

إنّ قلبي لا يقوى على خطوةٍ دون رضاك ،
ما يفعل التّائه دون رحمتك ؟
أهرب من كلّ شيء إليك ،
تأخذني خُطاي لك و إن مالَت ،
أُخَفّف ثقل الأيّام بأنّك تعلَم ،
و عِلمُك بحالي يَكفيهِ فلا يألَم ،
يا ربّ و إن نسيتُ يومًا هُداك ،
دُلَّني ..

🕊🤍

اللهم طهّر الأرض المقدّسة من دنس اليهود
وارزقنا صلاة فيها قبل الممات يا ربَّ العالمين ،
اللهم إنّك قد آتيتهم زينةً وأموالاً في الحياة الدنيا ربَّنا ليضلوا عن سبيلك ، اللهم فاطمس على أموالهم ، واشدُد على قلوبهم ، ولا تذر منهم على تلك الأرض المباركة ديّارا
اللهم رُد شذاذ الآفاق الى أوطانهم التي جاءوا منها، اللهم لا ترفع لهم راية ولا تحقّق لهم غاية ، واخزهم ونكسهم في الدارين يا الله .

ءامين ءامين

إن أرادها الله لك ..
جعل في تعسيرهم التيسير
وفي ضرّهم النفع ، وفتح لها المخرج من بين أبوابهم المؤصدة
وأتتك و هي راغبة

﴿ لِلَّهِ الأَمرُ مِن قَبلُ وَمِن بَعدُ﴾

..🤍

في غزّة فقط رأينا صبر آل ياسر وشجاعة خالد ابن الوليد وتقوى عليّ رضي الله عنه وكرم عثمان ذي النورين وثبات بلال ووفاء أنس وصوت الحق في حنجرة المقداد ، وإيمان مصعب بن عُمير الذي باع الدنيا ليشتري الجنّة ،
في غزّة فقط رأينا أهوال يوم القيامة وغدر بني قريظة و خذلان قريش
في غزّة رأينا ..
﴿مِنَ المُؤمِنينَ رِجالٌ صَدَقوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَيهِ فَمِنهُم مَن قَضى نَحبَهُ وَمِنهُم مَن يَنتَظِرُ وَما بَدَّلوا تَبديلًا﴾

..🤍

لطالما استوطنتِ الأحاديثُ قلبي، حبيسةً لم تجدْ من يُطلقُ سراحها ..
يا صديقي، في هذه المرةِ، أشعرُ بغُصّةٍ وتوترٍ وقلقٍ وحزنٍ مُطبق، لم أعدْ أدري إلى أيِّ الأحداثِ تنتمي هذه المشاعرُ المتزاحمة..
ربما تعلمتُ في هذه الفترةِ أنَّهُ كلما كان الصراعُ قاسياً، كان الانتصارُ عظيماً، وأنه لا أحدَ يستطيعُ أن ينتزعَ منكَ ألمَك، فلا تسمحْ لأحدٍ أن يسرقَ منكَ سعادتَك ..

🕊🤍

وماذا بعد ؟!

"العالم كلّه يحتاج الى الاسلام ،
وأمّة الإسلام تحتاج الى يقظة "

﴿ فَإِنَّها لا تَعمَى الأَبصارُ وَلكِن تَعمَى القُلوبُ الَّتي فِي الصُّدورِ﴾

خلص الحكي والله المستعان

كأنّ قلبي صار يعرف حدود الوطن
لا يجرؤ على تجاوزها ، لا يحلمُ خارجها ، ولا يُحبُّ كما يجب..
أشتاقكِ ..
فأحلم ، ثمّ أُفيق على صوت الانفجار ، على الغبار المتصاعد من حوائط الجيران ،فأعود إلى واقعي ،
لا حُبَّ ينمو تحت هذا الركام ، ولا وعد ينجو من هذا القصف ،
أنا لا أخاف أن أحبكِ ، بل أخاف أن أخذلك ِ
أن تبني قلبكِ عليَّ ثم تسقطي معي إذا ما جاء الليل وابتلعني الموت ،
أخافُ أن تكوني شاهدة جديدة في جنازة جديدة، على اسم جديدٍ كنتِ تحبينه ..
لا أهرب من الحبِّ بل من عجزه ، من كونه لا يوقف رصاصاً ، ولا يُعيدُ شهيداً ، من كونه لا يُطعمُ طفلاً ، ولا يمنحُ أمّاً أماناً ،
لستُ أخشى الحُبَّ
لكنّني أخشى أن أعيشكِ نصف حُبٍ ، نصفَ وعدٍ ، ونصف حياة
أحبكِ .. نعم
لكن لا تطلبي منِّي حُباً يُشبه حبَّ من يعيش في الضَّفة الأخرى من الحياة ،
نحن هنا نُحبُّ بصمت
نفترق ونحن نضحك ،
ونكتب أسماءنا على الشجر لا لأنّنا عُشاق ،
بل لأنّنا نخشى أن نُقتل ولا يتعرّف علينا أحد

🤍..

أيّ عالم مُخزٍ مُتواطئ هذا الذي يستطيع إرسال السفن الفضائية الى المرِّيخ ، بينما يعجز عن تحريك شاحنة لانقاذ إنسان من الجوع والعطش

ليس سهلًا ثباتك..

حجم التحديات التي تصيب روحك، تُرهقك! والمرّات التي رَدّدت فيها بينك ونفسك أن كفى، تقتلك! وكم قلت مرارًا إلى هنا ينتهي كل شيء!! تترك ثم تعود، تفلت يدك وتعاود الرّجوع، تتراخى قُواك وتشتدّ، تحاول الوقوف رغم كل
ما يسحبك، تتجاوز العراقيل رغم كثرة جراحك.

حسنًا، لِمَ كلّ هذا التعب؟ هناك جَنّة.

إن نسيت الغاية يومًا، ذَبُلت
وإن نسيت الإخلاص، فلا تَتعَب ..

🕊🤍

يُريد أن يُصلّي الفجر في المسجد الأقصى ،
وتراه يستثقل ركعتي الفجر في مسجد حارته !!
جاهد نفسك أولاً يا فتى ، فالمعارك تحتاج رجالاً ، والرِّجال تصنعها المساجد

الفجر غفر الله لنا ولكم 🤍
وردكَ ثمّ ما شئتَ

السلام عليك يا سُكّر ..
تأكّد أنّ هناك حكمة وغاية من تساقط كلِّ هذه الأحداث على عاتقك دفعة واحدة ، هناك رحمة واسعة وبشارات سارّة وخيرٌ كثير ٌ يُهيّأ لك ، منشغلةٌ به ملائكة الأرض والسماء ،
هنالك فوزٌ ساحق ونهاية تليقُ بجهدك وتعبك الذي أنهكك ،
هناك فصلٌ رائع يستحقّ كل هذا الصّمود والثبات ، ثقّ بكرم الله

لوز 🤍

أتدري ما المرعب في موضوع غزة؟

أنّ كلَّ تلك المجازر لم تُحرّك في داخلك شيئًا،
وأنك تستمرّ في حياتك بشكلٍ طبيعي؛ نائياً بنفسك عن مسؤولية نصرة إخوانك.
أن تنظر إلى القضية على أنّها أمرٌ يخصّهم وحدهم،
وأن تنسى، أو لعلّك تتناسى، أنّها دينٌ وعقيدةٌ قبل أن تكون عروبةً وإنسانيةً.
أن يمرّ عليك هذا الخطب الجلل، فيُجاهد الناس بأموالهم وأنفسهم، وبحساباتهم وأصواتهم وحناجرهم، وبكل ما استطاعوا إلى النصرة من سبيل،
وأنت… أنت مكانك “راوح”، كما يقولون.

المخيف… أن الله لم يستخدمك بعد.
قُم يا عبدَ الله،
ارحمْ نفسَك، واستعدّ للجواب،
فواللهِ الذي رفع السماء بلا عمد، سنقف أمام ربّ الكون ونُسأل.
تحدّث، انشر، تبرّع، أعدّ ما استطعت.
لا تعتدِ المشهد ، ولا تنسَ.

أُحبُّ الفرصة الثانية ..
كالتوبة ، ورتق الملابس ، وجبر العظام ،
الوقوف بعد العثرة ، وقبول الإعتذار ، مواربة الباب ، السؤال بعد قطيعة ،
الليال العشر و دعاء عرفة ، والتبرير بعد العتب،
أثق بجدوى المحاولة الثانية ..
لأنه عادةً ما يكون صاحبها قد فهم ووعى أنّ التوفيق ليس بقدرته هو ، إنّما من القادر سبحانه

قل لي ..
كيف يشفى من مرّت الأحلام بجواره دون أن تلمسه ؟
كيف ينام من نامت أمانيه على أرصفة "ربّما" ؟
هو لا يبكي ، لا لأنه قوي ،
بل لأن الوجع تجاوز الماء والملح ..
وصار يسكن أوتار صوته،
ويُطلّ من نظراته السارحة ..