Telegram Web Link
فصلٌ: في تجاوز الأحزان:
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
كل شئ بلطف الله وقدره، وكل شئ يحمل معه العبرة فعليك بالاتعاظ، أرأيت لو أن باباً أُغلِق عليك، ما كنت فاعل؟ ستجد نفسك تبحث عن غيره، واعلم أنه ما أُغلِق إلا لحكمة لا تعلمها أنت، فمن الممكن أنك طرقت الباب الخاطئ، ومن الممكن إن دخلته تفسُد حياتُك، فلو أنك صبرت على ألمِ ما وجدت من ضيقٍ بسبب سد هذا الباب، عوضك الله بخير منه، وساقك إلى مسارك الصحيح، أليس من الممكن أنك طرقت باباً غير باب الكريم! أوليس من الممكن أن قلبك اختار غير محبة الله؟! إذاً أنَّي لك السعادة! أتريد أن تأخذ ما تريد، ولا تريد رحمة الله ولطفه؟! فوالله إنك لو اطلعت على حكمة الله في أمرك، لاستكثرت على نفسك الخير، ولتعجبت كم أنجاك الله من الشرور.
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
إذا كان ما أهمك وضاق به صدرك هو من أمور الدنيا فلا بد لك أن تراجع نفسك، فليست هي بالهم الذي يُحمَل، فكل أمورها متذبذبة، وهي إلى الزوال أقرب من طرفة عين، ولكن إذا كانت الذنوب فحق لك أن تحمل همها وتبحث لها عن الحلول، فالذنوب من تحمل الإنسان للكدر والضيق، وتسد عليه أبواب الخير والتوفيق، ولا بد ألا تيأس، فالمخرج منها أقرب جداً مما تظن، وربك واسع المغفرة فبادر.
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
ما بك صاحبي حزين! لا تحزن فالله هو المعين، يعلم مسعاك ويسمع الأنين، لا شقاء وأنت في طريق الله تسير، إنما هي البلايا بمقدار يسير، صبراً فالله بك خبير، إنما الدنيا كد واشتغال قليل، والآخرة دار القرار والبقاء الدائم الكثير.
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
ومما يُخرِجُ العبد مما هو فيه من أمورٍ تُحزِنُهُ أو تُرهِقُ فِكْره:
1-أن يُحسِن الالتجاء إلى الله عز وجل، ويفوض الأمر إليه جل في علاه، وإذا فوضت أمرك لله فينبغي أن تعلم أنك أنزلت حاجتك بالذي لا يُعجِزه شئ، ولا يُعجزِه سبحانه أن يُغير أحوالك لأحسنها.
2-أن يعلم كم هو الأمر سهل ويسير، وكل أمور الدنيا هكذا، فلا تُولها همك، فإنها دار إن لم تكن دار أحزان، فإنها دار زوال.
3-أن يعلم أن ما يواجه إنما هو قدره الذي قدّره الله عز وجل له، والله عز وجل لا يُقدِّر لعبده المؤمن إلا خيراً.
4-ألا يشغل باله بما هو ليس بين يديه، فإنه لا يدري أيدركه أم لا، وإنما يكون فكره فيما رزقه الله في يومه، فإن الله رزقه من النعم إن تفكر فيها لا يبقى معها بلاء.
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
من فاته حسن الظن فاتته السعادة والأمن، وإن أكثر الناس اليوم في هموم وأحزان ومخاوف وآلام، ذلك بأنهم ظنوا بالله غير الحق، وخسر من كان ظنه ظن الجاهلية؛ كم من أناس خافوا على ما يكون في الغد من أمور، وقدموا التفكير في العسر والشرور، ولو عرفوا الله حقاً لفرحوا بسرور، ألا فانتبه من خوفك فإنه من الشيطان الغرور، واعمل لدنياك وأخراك بجدٍ قبل النشور.
يقول الله تعالى كما جاء في الحديث القدسي: «أنا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بي».
وقال النبي صلي الله عليه وسلم: «لا يَمُوتَنَّ أَحَدُكُمْ إلَّا وَهو يُحْسِنُ الظَّنَّ باللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ».
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
أيها الناس! إنكم خلق وعباد لربٍ عظيم، لربٍ رحيمٍ واسع الرحمة والمغفرة، ربٍ متفضل بالنعم والعطايا، يهب ما شاء لمن شاء، إنكم عباد للمولي الجليل، الله ربكم خلقكم وأحسن صوركم ورباكم بنعمه وهداياته، وأجزل عليكم بالمنن والأفضال، أبعد هذا تغفل عن ربك؟ أبعد هذا تستصعب مسألتك؟ أبعد هذا تدعو وأنت غافل؟ يا عبدالله إياك أن تجهل، إياك أن تغفل، إياك أن تطرق باباً غير باب الكريم، والله لو أن حوائج الناس كلها قضيت ما نقص ذلك من ملكه شيئاً، الجأ إلى الله مفتقراً خاضعاً طامعاً متيقناً وستنال ما ترجو، وبعد هذا إن حدثوك بصعاب فقل لي رب كبير لا تستعظمه مسألتي، واسأل خير الدنيا والآخرة معاً تنلهما جميعاً.
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
أيها الناس! لا تضق أعينكم على حبال اليأس الشيطانية، وافتحوا قلوبكم وهيئوا نفوسكم للعطايا الربانية، فما تزال النعم تتوالى من المنعم ذي الألوهية، وما تزال الشرور تندفع عن النفوس التقية، ألا فانزعوا عنكم القلوب العمية، واعتصموا بالله محققين حسن العبودية، وهكذا فلتكونوا بحسن الظن نفوساً قوية.
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
يا سجيناً رفقاً بنفسكَ فإنكَ
عنْ قريبٍ ستنقضي المدةُ وترحلُ

أنتَ أسيرُ عدوٍ في حبسِ الدنيا ولكنكَ
مقبلٌ على جناتٍ عدنٍ وما تأملُ
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
لا ترهق نفسك كثيراً، واعلم أن ما ينفعك من الدنيا هو ما يكون لك عوناً وزاداً للآخرة، وأما غيره فمهما كانت زينته فلن تدوم حلاوته، والعاقل يستغل وجوده بجمع الخير ولا يركن لأعباء وتساؤلات لا تفيده شيئاً، ألا فكن خفيف الحمل وواصل السير، قاصداً رضوان الله لنيل الجنان لا غير.
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
2024/05/29 10:27:31
Back to Top
HTML Embed Code: