أحبت السيدة عائشة الرسول صلى الله عليه وسلم حبا جما، وهو عشقها، فالوحيدة التي تزوجها بكرا، وأصبح لها مكانة خاصة في قلبه، كان دائما يقول الرسول "اللهم هذا قسمك فيما أملك فلا تحاسبني فيما لا أملك"، في إشارة لأفعال القلوب.
قصة حب السيدة عائشة والنبي أصبحت مثالا للمودة والرحمة والتراحم بين الزوجين، حتى إنه عندما زادت المشكلات وأسباب الطلاق في عصرنا الحالي، استرجع الكثير من الأشخاص معاملة النبي لأزواجه، ليكون قدوة لهم في حياتهم، ولقد جمع السيدة عائشة مع النبي العديد من مواقف المودة والحب والرحم نعرض بعضا منها:
يسهر على راحتها وسعادتها، فقالت عائشة "والله لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم على باب حجرتي، والحبشة يلعبون بالحراب، والرسول يسترني بردائه لأنظر إلى لعبهم من بين أذنه وعاتقه، ثم يقوم من أجلي حتى أكون أنا التي أنصرف"، رواه الإمام أحمد
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعائشة: إني لأعلم إذا كنت عني راضية وإذا كنت عني غضبي.. أما إذا كنت عني راضية فإنك تقولين لا ورب محمد.. وإذا كنت عني غضبي قلت: لا ورب إبراهيم.. رواه مسلم.
قال صلى الله عليه وسلم لعائشة في حديث أم زرع الطويل والذي رواه البخاري: "كنت لك كأبي زرع لأم زرع" أي أنا لك كأبي زرع في الوفاء والمحبة، فقالت عائشة بأبي وأمي لأنت خير لي من أبي زرع لأم زرع!!
كان "يدلعها" فكان يقول لعائشة أيضا: "يا حميراء، والحميراء تصغير حمراء يراد بها البيضاء".
سألت السيدة عائشة رضي الله عناها ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعمل في بيته؟ قالت "كان بشرًا من البشر، يخيط ثوبه ويحلب شاته ويخدم نفسه." رواه الإمام أحمد.
كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا غضبت عائشة وضع يده على كتفـها وقال "اللهم اغفر لها ذنبها وأذهب غيظ قلبها، وأعذها من الفتن
كان دائما يتحاكى بمكانتها الخاصة في قلبه، فقال "إن فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام". رواه مسلم
بلغت درجة حب النبي لعائشة إلى قصى درجة فقال صلى الله عليه وسلم عن خديجة "أنى رزقت حُبها". رواه مسلم
كان يتطيب لعائشة، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: كأني أنظر إلى وبيض المسك في مفرق رسول الله صلى الله عليه وسلم.. رواه مسلم.
كان يلاطفها ويلعب معها، فعن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لي: "تعالي أسابقك، فسابقته، فسبقته على رجلي" وسابقني بعد أن حملت اللحم وبدنت فسبقني وجعل يضحك وقال "هذه بتلك
كان يحب ريحها ويتزين لها
قالت عائشة:
"كنت أطيب النبي ﷺ بأطيب ما أجد، حتى أجد وبيص الطيب في رأسه ولحيته"
(رواه البخاري)
وكان إذا دخل عليها بدأ بالسواك ليُعطر فمه، حب نظيف، حب طاهر.
قال ﷺ:
"فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام"
(رواه مسلم)
تشبيه فيه تكريم، ما قال "هي الأفضل" بس، بل وصفها بما يُشبه "أطيب طعام"، تخيل حجم المودة!
كان يصغي لها حتى وهي تحكي القصص الطويلة
روت له قصة طويلة عن نساء تحدثن عن أزواجهن، وهو يسمع مبتسمًا، وعندما انتهت قال لها:
"كنت لكِ كأبي زرع لأم زرع، غير أني لا أطلقكِ"
يعني حب وفيّ، مش موسمي ولا مزاجي.
كان يأكل معها من نفس الطبق
تقول: كنت أشرب وأنا حائض، ثم أناوله الإناء، فيضع فاه على موضع فمي فيشرب.
(رواه مسلم)
كان يواسيها في التعب والمرض
في مرضها، جلس عند رأسها يمسح العرق عنها ويقول:
"اللهم اشفِ عائشة"
وكانت تقول: "رأيت رسول الله يحتضر ورأسه في حجري، وثقلت نفسه في صدري، وأنا لا أعي غير أن روحه بين يدي"
ومات ﷺ في بيتها، وعلى صدرها، وفي يومها…
حب النبي ﷺ لعائشة كان درس في:
– الاحتواء النفسي
– العدل في المشاعر
– الوفاء للشريك
– المزاح اللطيف
– الاعتراف بالحب علنًا
كان حبيب وزوج وقائد ومعلم، و"عاشق" لم يستحى من العشق.
يوم وفاة سيد الخلق محمد ﷺ وموقف السيدة عائشة رضي الله عنها.

كان يوم الإثنين، الثاني عشر من ربيع الأول، السنة الحادية عشرة للهجرة، وقد اشتدّ المرض على النبي ﷺ حتى ثقل جسده الشريف، وكان ملازمًا لحجرة السيدة عائشة رضي الله عنها. في ذلك الصباح، رفع الستار عن حجرته ونظر إلى أصحابه وهم يصلّون، فتبسّم ابتسامة من عرف أن رسالته قد أتمّها، ثم عاد إلى فراشه، حيث كانت عائشة تُمرّر عليه يدها وتمسح عرقه، وتقول: "إن من نعم الله عليّ أن رسول الله ﷺ توفي في بيتي، وفي يومي، وبين سحري ونحري، وجمع الله بين ريقي وريقه"، فقد دخل أخوها عبد الرحمن ومعه سواك، فنظرت إلى النبي فرأته ينظر إليه، فأخذت السواك ونعّمته بفمها ثم أعطته للنبي فاستاك به، وكان آخر ما دخل جوفه الطاهر هو ريقها.

ثم اشتدّ عليه الوجع، وبدأ يردّد وهو يرفع يديه إلى السماء: "بل الرفيق الأعلى... بل الرفيق الأعلى"، حتى مالت رأسه وسكنت أنفاسه الطاهرة، ففاضت روحه وهو مستند إلى صدر أحب الناس إليه.

تقول عائشة: "ما شعرت بشيء حتى وجدت النبي ﷺ قد ثقل في حجري، فعلمت أنه قد مات، فما أدري ما أصنع، فوضعته على الوسادة، وخرجت أبكي مع النساء". ذلك اليوم، لم تكن عائشة فقط أرملة، بل كانت شاهدة على ختام الرسالة، على لحظة انتقال النور، على رحيل الرحمة المهداة.

وكانت تقول بعدها: "دفن النبي ﷺ في بيتي، وفي يومي، وبين حنكي وحنكه"، ولم تنسَ أبدًا ريح النبي، أو دفء صدره، أو نور عينيه. كانت كلما ضاق بها الحال تدخل على قبره وتقول: "السلام عليك يا رسول الله"، فتفيض عيناها وتخنقها الذكرى.

وفاة النبي ﷺ في حجر عائشة كانت تكريمًا وحبًا لم يُمنح لأحد سواها، وظلّت تروي تفاصيل اللحظة الأخيرة بكل ألمٍ ومهابة، لتعلّم الأمة أن الحبّ الصادق لا ينتهي، وأن فراق الأحباب لا يُطفئه الزمن.

رحم الله الحبيبة عائشة، ورضي عنها، وخلّد ذكراها، وجمعنا بالنبي ﷺ في الرفيق الأعلى.💙💙💙
صلي الله عليه وسلّم 💙💙💙💙💙💙💙💙
2025/06/27 17:41:54
Back to Top
HTML Embed Code: