Telegram Web Link
"ﻛﻮﻥ اﻟﻌﻠﻢ ﺑﺪﻳﻬﻴﺎ ﺃﻭ ﻧﻈﺮﻳﺎ: ﻫﻮ ﻣﻦ اﻷﻣﻮﺭ اﻟﻨﺴﺒﻴﺔ اﻹﺿﺎﻓﻴﺔ؛ ﻣﺜﻞ ﻛﻮﻥ اﻟﻘﻀﻴﺔ ﻳﻘﻴﻨﻴﺔ ﺃﻭ ﻇﻨﻴﺔ؛ ﺇﺫ ﻗﺪ ﻳﺘﻴﻘﻦ ﺯﻳﺪ ﻣﺎ ﻳﻈﻨﻪ ﻋﻤﺮﻭ، ﻭﻗﺪ ﻳﺒﺪه ﺯﻳﺪا ﻣﻦ اﻟﻤﻌﺎﻧﻲ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻌﺮﻓﻪ ﻏﻴﺮه ﺇﻻ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ، ﻭﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﺣﺴﻴﺎ ﻟﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻌﻠﻮﻡ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺧﺒﺮﻯ ﻋﻨﺪ ﻋﻤﺮﻭ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺱ ﻳﺤﺴﺐ ﺃﻥ ﻛﻮﻥ اﻟﻌﻠﻢ اﻟﻤﻌﻴﻦ ﺿﺮﻭﺭﻳﺎ ﺃﻭ ﻛﺴﺒﻴﺎ ﺃﻭ ﺑﺪﻳﻬﻴﺎ ﺃﻭ ﻧﻈﺮﻳﺎ= ﻫﻮ ﻣﻦ اﻷﻣﻮﺭ اﻟﻻﺯﻣﺔ ﻟﻪ ﺑﺤﻴﺚ ﻳﺸﺘﺮﻙ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻨﺎﺱ؛ ﻭﻫﺬا ﻏﻠﻂ ﻋﻈﻴﻢ، ﻭﻫﻮ ﻣﺨﺎﻟﻒ ﻟﻠﻮاﻗﻊ؛ فإن ﻣﻦ ﺭﺃﻯ اﻷﻣﻮﺭ اﻟﻤﻮﺟﻮﺩﺓ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻧﻪ ﻭﺯﻣﺎﻧﻪ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻨﺪه ﻣﻦ اﻟﺤﺴﻴﺎﺕ اﻟﻤﺸﺎﻫﺪاﺕ، ﻭﻫﻲ ﻋﻨﺪ ﻣﻦ ﻋﻠﻤﻬﺎ ﺑﺎﻟﺘﻮاﺗﺮ: ﻣﻦ اﻟﻤﺘﻮاﺗﺮاﺕ، ﻭﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﺑﻌﺾ اﻟﻨﺎﺱ ﺇﻧﻤﺎ ﻋﻠﻤﻬﺎ ﺑﺨﺒﺮ ﻇﻨﻰ ﻓﺘﻜﻮﻥ ﻋﻨﺪه ﻣﻦ ﺑﺎﺏ اﻟﻈﻨﻴﺎﺕ، فإن ﻟﻢ ﻳﺴﻤﻌﻬﺎ ﻓﻬﻲ ﻋﻨﺪه ﻣﻦ اﻟﻤﺠﻬﻮﻻﺕ.
ﻭﻛﺬﻟﻚ اﻟﻌﻘﻠﻴﺎﺕ؛ فإن اﻟﻨﺎﺱ ﻳﺘﻔﺎﻭﺗﻮﻥ ﻓﻲ اﻹﺩﺭاﻙ ﺗﻔﺎﻭﺗﺎ ﻻ ﻳﻜﺎﺩ ﻳﻨﻀﺒﻂ ﻃﺮﻓﺎه، ﻭﻟﺒﻌﻀﻬﻢ ﻣﻦ اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺒﺪﻳﻬﻲ ﻋﻨﺪه ﻭاﻟﻀﺮﻭﺭﻱ ﻣﺎ ﻳﻨﻔﻴﻪ ﻏﻴﺮه ﺃﻭ ﻳﺸﻚ ﻓﻴﻪ، ﻭﻫﺬا ﺑﻴﻦ ﻓﻲ اﻟﺘﺼﻮﺭاﺕ ﻭاﻟﺘﺼﺪﻳﻘﺎﺕ".
ابن تيمية

https://www.tg-me.com/Rwaq_manhaji
أي دولة تحترم نفسها: لا تترك خطباء مساجدها وأئمتها يغيرون هويتها، ولا تسمح لهم بمخالفة نظامها ومناهجها قيد أنملة.
هناك اختبار يجرى للأئمة في كتب محددة، تمثل منهجية التدين في ذلك البلد، ولو خالف الإمام أو الخطيب نظام الدولة حتى بعد نجاحه= يعزل فورا.
ولا يستطيع منتفع من هؤلاء أن ينتقد هذه الأنظمة، ولا أن يجعل هذا إرهابا وإكراها وظلما للأئمة، وإلا فقدَ (المام) والسبوبة التي يتكسب منها، وطرد شر طردة.
لكن في مصر بلد الأزهر: عادي جدا يكون خطيب الأوقاف ممن يكفر شيخ الأزهر وعلماءه، ويرى ضلال مناهجه في الاعتقاد والفقه والسلوك، ويغير هوية التدين في البلد، ويخالف الفتوى الرسمية فيها بل يشنع عليها ويجرئ الناس على ذلك.
ولو هوجم هذا الدعي الكذاب اللابس ثوب الزور وكأنه منتسب إلى الأزهر= استدعى البكائيات واللطميات وعاش دور المظلوم والمضطهد.
وهو لو تمكن: لقتل مخالفيه وذبحهم هو وأتباعه الخوارج، كما صرح به غير كلب من كلاب أهل النار ولم يعترض عليهم معترض.
أما نحن فسنظل -بحول الله ومدده- ما حيينا نبين، ونقوم بالواجب علينا من الأخذ على يد الخوارج المجرمين، والتحذير منهم، والنصح لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم، وليس لنا دون الله غاية ولا مطلب.

https://www.tg-me.com/Rwaq_manhaji
(فعلى الإنسان أن يكون مقصوده نفع الخلق والإحسان إليهم, وهذا هو الرحمة التي بعث بها محمد ﷺ في قوله عز وجل: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ}، لكن للاحتياج إلى دفع الظلم: شرعت العقوبات, وعلى المقيم لها أن يقصد بها النفع والإحسان, كما يقصد الوالد بعقوبة الولد, والطبيب بدواء المريض, فلم يأمر الشرع إلا بما هو نفع للعباد، وعلى المؤمن أن يقصد ذلك).
ابن تيمية

https://www.tg-me.com/Rwaq_manhaji
"وللعالم المتحقق بالعلم أمارات وعلامات ... وهي ثلاث:
إحداها: العمل بما علم؛ حتى يكون قوله مطابقا لفعله، فإن كان مخالفا له: فليس بأهل لأن يؤخذ عنه، ولا أن يقتدَى به في علم.
والثانية: أن يكون ممن رباه الشيوخ في ذلك العلم؛ لأخذه عنهم، وملازمته لهم، فهو الجدير بأن يتصف بما اتصفوا به من ذلك، وهكذا كان شأن السلف الصالح.
فأول ذلك ملازمة الصحابة رضي الله عنهم لرسول الله ﷺ وأخذهم بأقواله وأفعاله، واعتمادهم على ما يرد منه كائنا ما كان، وعلى أي وجه صدر، فهم فهموا مغزى ما أراد به أولا حتى علموا وتيقنوا أنه الحق الذي لا يُعارض، والحكمة التي لا ينكسر قانونها، ولا يحوم النقص حول حمى كمالها، وإنما ذلك بكثرة الملازمة، وشدة المثابرة.
وتأمل قصة عمر بن الخطاب في صلح الحديبية؛ حيث قال: يا رسول الله ألسنا على حق، وهم على باطل؟ قال: "بلى" . قال: أليس قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار؟ قال: "بلى" . قال: ففيم نعطي الدنية في ديننا، ونرجع ولما يحكم الله بيننا وبينهم؟ قال: "يابن الخطاب إني رسول الله، ولن يضيعني الله أبدا". فانطلق عمر ولم يصبر متغيظا، فأتى أبا بكر؛ فقال له مثل ذلك، فقال أبو بكر: إنه رسول الله ولن يضيعه الله أبدا. قال: فنزل القرآن على رسول الله ﷺ بالفتح، فأرسل إلى عمر فأقرأه إياه؛ فقال: يا رسول الله أَوَفَتح هو؟ قال: "نعم "، فطابت نفسه ورجع.
فهذا من فوائد الملازمة، والانقياد للعلماء، والصبر عليهم في مواطن الإشكال؛ حتى لاح البرهان للعيان.
وفيه قال سهل بن حنيف يوم صفين: "أيها الناس اتهموا رأيكم، والله لقد رأيتني يوم أبي جندل ولو أني أستطيع أن أرد أمر رسول الله ﷺ لرددته".
وإنما قال ذلك لما عرض لهم فيه من الإشكال، وإنما نزلت سورة الفتح بعد ما خالطهم الحزن والكآبة؛ لشدة الإشكال عليهم، والتباس الأمر، ولكنهم سلموا وتركوا رأيهم حتى نزل القرآن، فزال الإشكال والالتباس.
وصار مثل ذلك أصلا لمن بعدهم؛ فالتزم التابعون في الصحابة سيرتهم مع ﷺ حتى فقهوا، ونالوا ذروة الكمال في العلوم الشرعية.
وحسبك من صحة هذه القاعدة: أنك لا تجد عالما اشتهر في الناس الأخذ عنه: إلا وله قدوة واشتهر في قرنه بمثل ذلك، وقلما وجدت فرقة زائغة، ولا أحد مخالف للسنة: إلا وهو مفارق لهذا الوصف، وبهذا الوجه وقع التشنيع على ابن حزم الظاهري، وأنه لم يلازم الأخذ عن الشيوخ، ولا تأدب بآدابهم، وبضد ذلك كان العلماء الراسخون كالأئمة الأربعة وأشباههم.
والثالثة: الاقتداء بمن أخذ عنه، والتأدب بأدبه، كما علمت من اقتداء الصحابة بالنبي ﷺ واقتداء التابعين بالصحابة، وهكذا في كل قرن.
فلما ترك هذا الوصف: رفعت البدع رؤوسها؛ لأن ترك الاقتداء دليل على أمر حدث عند التارك، أصله اتباع الهوى".

العلامة الشاطبي

https://www.tg-me.com/Rwaq_manhaji
الخوارج منذ كانوا: يدّعون الاجتهاد، ويستحلون الدماء المعصومة، وهذا رأسهم لعنه الله:
قال في الجوهر النقي:
"لا خلاف بين أحد من الأمة أن ابن ملجم قتل عليا متأولا، مجتهدا، مقدرا أنه على صواب".
وقال في أسنى المطالب:
"ابن ملجم قتل عليا متأولا بأنه وكيل امرأة قتل علي أباها، فاقتص منه".
قال التلخيص الحبير:
"وبالغ ابن حزم فقال: "لا خلاف بين أحد من الأئمة في أن ابن ملجم قتل عليا متأولا مجتهدا مقدرا أنه على الصواب"؛ كذا قال!
وهذا الكلام لا خلاف في بطلانه، إلا إن حمل على أنه كذلك كان عند نفسه، فنعم، وإلا لم يكن ابن ملجم قط من أهل الاجتهاد ولا كاد، وإنما كان من جملة الخوارج، وقد وصفنا سبب خروجهم على علي، واعتقادهم فيه وفي غيره".

https://www.tg-me.com/Rwaq_manhaji
قال صالح ابن سيدنا ومولانا الإمام أحمد:
عزم أبي على الخروج إلى مكة ليقضي حجة الإسلام، ورافق يحيى ين معين، فقال: نمضي إن شاء الله فنقضي حجتنا، ونمضي إلى عبد الرزاق إلى صنعاء نسمع منه، وكان يحيى بن معين يعرف عبد الرزاق وقد سمع منه، فوردنا مكة وطفنا طواف الورود، فإذا عبد الرزاق في الطواف يطوف، فطاف وخرج إلى المقام فصلى ركعتين وجلس، فتممنا طوافنا أنا وأحمد، وجئنا وعبد الرزاق جالس عند المقام، فقلت لأحمد: هذا عبد الرزاق، قد أربحك الله مسيرة شهر ذاهبا وجائيا والنفقة!
فقال الإمام أحمد رضي الله عنه: "ما كان الله يراني وقد نويت له نية أفسدها ولا أدعها".

شخصية رجل وقائد وإمام، ونفس ملك صاحبها زمامها، ومراقبة لله ورعاية لحقه.

https://www.tg-me.com/Rwaq_manhaji
أخي المتحنبل اللابس ثوبي زور:
كنتَ تذكر اختيارات الشيخ تقي الدين ابن تيمية عندما تشرح متون الفقه الحنبلي، وتصححها!
وهذا مسلك بدعي أجنبي عن طريقة الحنابلة.
نعم؛ لا مشكلة في مجرد ذكرها من حيث هو، ولكن:
الاقتصار على ذكر اختياراته دون غيره من أئمة المذهب؛ كالموفق والمجد وأبي يعلى= بدعة.
وترجيحها على كلام غيره، دون التزام ضابط المذهب في الترجيح= بدعة.
والذوبان في ابن تيمية= بدعة.
وتقديمه على غيره= بدعة.
وجعله حاكمًا على المذهب وأعلم بأحمد= بدعة.
وإظهار سائر الحنابلة مخالفين لمذهب أحمد غير عارفين به مخطئين عليه= بدعة.

كل هذه الطوام؛ وتريد أن نسكت عنك، ونراك حنبليا حقيقيا لا تحرف المذهب ولا تغير مزاجه!
ثم لم تسكت حتى أضفتَ إلى ذلك: ذكر اختيارات ابن باز وابن عثيمين واللجنة الدائمة!
بل جعلت الحنابلة حقا: جددا ويعلويين، فجمعت إلى البدعة كذبا وبجاحة وصفاقة وجه.
وتظننا سنسكت عن عبثك، ونعدك متمذهبا بحق، حنبليا بصدق؟!
إن كان هذا عقلك: فقد استرحتَ.

https://www.tg-me.com/Rwaq_manhaji
(لا ريب أن غالب العمومات يدخلها التخصيص، وغالب الإطلاقات يدخلها التقييد، ومن تمسك بمجرد الظواهر: ضل وأضل، ووقع له التخليط).
الشيخ مرعي الكرمي الحنبلي
قارن بين هذا، وما يقوله النابتة المبتدعة في زماننا ويقررونه في الظواهر.

https://www.tg-me.com/Rwaq_manhaji
فقه الدليل:
--------
في مقدمة "شرح المنتهى"، للعلامة الشيخ منصور البهوتي رحمه الله:
(المذهب: ما قاله المجتهد بدليل ومات قائلًا به، وكذا ما أجري مجراه).
أرأيت هذا وفهمته؟!
هذا ما يتلقنه الطالب المتمذهب في أوائل الكتب ومقدماتها.
هذا ما يعتقده الطالب في أئمة مذهبه، أنهم أدلاء على مراد الله ومراد رسول الله ﷺ.
لا كما يقول المبتدعة: إنهم اتخذوا القرآن وراءهم ظهريا، وتركوا الأدلة الشرعية تعصبا لأئمتهم!

(قاله بدليل)، فلا يقلد المسلم من يتكلم بلا دليل، ولا يتكلم عالم في دين الله بلا دليل.
بل من تكلم في الدين بلا دليل: فهو زنديق.
وكون دليله قد خفي عليك، أو لم تفهم وجه دلالته، أو عارضه غيره من الأئمة= لا ينافي هذه الحقيقة القطعية.

فالمذهب إذن؛ أي مذهب من الأربعة: فقه الإمام المجمع على إمامته لأدلة الشرع.
وليس ثمة ما يباين هذا الفقه ويسمى -عند من لا يعي-: (فقه الدليل)، إلا أن يكون ممن يوحى إليه الدليل، فيكون مقدمًا على فهم أئمة الدين للدليل المحتمل.

فإن لم تكن ممن يوحى إليه، ولستَ مجتهدًا لتستقل بالنظر= فسلِّم العلم لأهله، واسلك سبيلهم محسنًا بهم الظن؛ لتصل.
ولو سلمنا جدلًا كونك مجتهدًا: فليس اجتهادك أولى من اجتهاد غيرك، ولا هو مقدمًا على اجتهاد أئمة المذاهب الفقهية.

هذه بدهيات، ولكننا في زمان سوء نحتاج فيه إلى توضيح البدهيات وتكرار التوضيح.

https://www.tg-me.com/Rwaq_manhaji
باختصار: السلفية تمهد الطريق، والملاحدة والزنادقة يسلكونه.
هل السلفية هي السبب الوحيد؟
لا، لكنها سبب حقيقي، ومغفول عنه، وقد تزعم أنها حائط صد!
ستقول لي: هذا هسهس عندك من السلفية.
وسأقول لك: لست مهتما برأي من لا يعرف حقيقة القوم وماضيهم وما يستخدمون فيه، وخلك أنت في غفلتك وأوهامك.

https://www.tg-me.com/Rwaq_manhaji
ههنا نموذجان:
-نموذج منفتح تماما، تفعل فيه المرأة ما شاءت، مع من شاءت، تعاشر من تريد من الخلان، وتتخذ ما تحب من الأخدان، لا يضبطها ضابط، ولا يزعها وازع.
ولا يمتنع في هذا النموذج أن تتعرف المرأة إلى رجل، وتعاشره سنوات، وتنجب منه، ثم تتزوجه بعد ذلك إن هي رأت أنه يناسبها، وإلا افترقا، أو استمرا هكذا.
ولا قيمة لمعرفة أهلها هنا، فضلا عن رأيهم!

ثم لا حاجة بنا إلى ذكر حال تلك المرأة بعد الزواج، من حيث الحقوق والنفقات وغير ذلك، فليس مقصودنا هذا.

وللمرأة في هذا النموذج أن تطلق، أو أن تفارق صاحبها قبل الزواج، وتتعرف إلى غيره.

والمجتمع عموما منسجم مع هذا النموذج، ومتصالح مع نفسه فيه؛ تنظيرا، وتطبيقا.

-ونموذج آخر ينظم هذه العلاقة، ويحكمها، ويضبطها، ويؤطرها، تُمنع المرأة فيه من اتخاذ أخدان، ويحرم عليها العلاقة الجنسية إلا في إطار الزواج الشرعي.

هذا النموذج الثاني، وهو الإسلام -ولن نفصل في حقوق المرأة فيه بعد الزواج، لأنه ليس المقصود أيضا-: وإن اشترط الولي لصحة نكاح المرأة على الصحيح المشهور الذي عليه الجمهور؛ فهو يوجب على الولي تزويج مَوْلِيّتِه من الكفء الذي رضيته، ويفسق الولي وتسقط ولايته إن عضلها، وتنتقل الولاية إلى من بعده، وهكذا دواليك حتى تصل للقاضي أو نائبه.
ويعطي المرأة الحق في اختيار زوجها، ويمنع من إجبارها في الجملة.
ويطلب فيه تخفيف مؤنة النكاح، وتيسير أموره.
ويوجِب على الزوج قبل الزواج المهرَ لها، وبعد الزواج النفقةَ عليها، وإسكانَها، وكفايتَها ولو بخادمة إن احتاجت ذلك، وعشرتَها بالمعروف.
ويعطي المرأة حق الخلع إن أبت العيش مع زوجها، لخلل في دينه أو عشرته، لا تقدر معه على القيام بحقه.
ويعطيها حق طلب الطلاق لذلك أيضا.
وفي السنة وقائع عدة من ذلك.
ولا تجبر فيه المرأة على عشرة من لا تحبه، ولا على الصبر على ظلم الزوج وسوء عشرته.

فإذا اختلعت المرأة، أو طُلقت، أو مات عنها زوجها، وانتهت العدة في كلٍّ= فلها الزواج، ومهما تكرر ذلك؛ فلها الزواج.
فهذا النموذج: متكامل، بقيوده وتوسعته، لا يؤتي أكله كما أراده الشارع الحكيم إن اجتزئ في تطبيقه!

في التطبيق الأول للدين القيم، زمنَ الصحابة والتابعين، ثم ما بعده؛ كان الأمر سهلا: تنتهي عدة إحداهن= فتتروج ثاني يوم،،
ويطلقها هذا= فيتزوجها صاحبه،،
ويموت عنها زوجها= فينكحها آخر، وربما كان صديقا للأول.

لم يكن يُنظر إلى المطلقة أنها أجرمت، ولا إلى المختلعة بحق أنها ظلمت وافترت، ولا إلى الناكحة بعد موت زوجها أنها خانت وجحدت العشرة!
وفي السنة والسير من ذلك الشيء الكثير.
بل في حديث مغيث وبريرة من هذا الشأن= عجب، حيث كان مغيث يجهر بحبه لبريرة، ويمشي خلفها في الأسواق يبكي والناس يعجبون، وهي تبغضه لا تريده!
حتى لقد شفع النبي ﷺ عندها فيه، فلم تقبل شفاعته، واختارت نفسها، فما لِيمَت ولا ازدريت!

-ثمة نموذج مشوه: اختلط فيه العرف الفاسد بالشرع، ولم تنضبط الأمور فيه بضابط مطرد، فقد تجبر المرأة على زواج من لا تحب، أو يُرد الكفء الذي تختاره إن رفضه وليها، ويمارس الولي استبدادا، بدل القيام بالأمانة والرفق بموليته والنصح لها، وقد يجعلها كالسلعة تُبذل لمن يدفع فيها أكثر، وقد يمنعها في بعض الأعراف من الرؤية الشرعية حتى بعد العقد!
ثم بعد الزواج= يمتنع الطلاق والخلع، ولو استحالت العشرة بالمعروف، ولو تحول السكن إلى سجن وعذاب، ولو عاشا في انفصال روحي وجسدي!

-هذا النموذج: لا هو الإسلام الشارع للطلاق والخلع بانضباط، ولا هو المسيحية المانعتهما، ولا هو الانحلال الذي لا قيد فيه!
هو نموذج أخذ من الإسلام ما فيه من قيود، وترك ما فيه من سعة، وما كان الإسلام قيودا بلا سعة ولا رحمة ولا حكمة!
وأخذ من المسيحية أسوأ ما فيها في أمر الزواج!
وترك من نموذج الانحلال ما فيه من سعة للمرأة في حرية الاختيار، وحرية الفراق، واستقلالية وخصوصية، مع ما في ذلك من بعض حق، كما لا يخفى.
فاجتمعت فيه القيود؛ حقها وباطلها، وانتفت فيه السعة؛ خيرها وشرها!

فالمرأة فيه؛ في عنت، باسم الدين، وفي استبداد، باسم الأعراف واحترامها، وفي كبت باسم الفضيلة والوفاء والسلامة من نظرات الناس.
قبل الزواج هي ممنوعة من معرفة الرجال، وحرية اختيار شريكها.
وفي أثنائه لا خصوصية لها، ولا استقلالية، ولا كرامة في كثير من الأحيان.
وبعده هي ممنوعة من الطلاق والخلع، ولو ظلمها زوجها.
وإن طُلقت أو اختلعت= لم تسلم من نظرة المجتمع السيئة، وأحكامه الباغية، وقيوده الظالمة، وتحسُّسه بلا عقل ولا روية ولا ذوق!
وحال وفاة زوجها= قد حُكم عليها أن تظل أرملة، وتقتصر على تربية أولادها إن كانوا، وتئد أنوثتها، وتقتل فطرتها.
👇
-نتائج هذا النموذج ماثلة للعيان: من كثرة الإخفاق الأسري، والخلل في تربية الأولاد، والتعاسة في الحياة الزوجية، وارتفاع نسب الطلاق والعنوسة، وشيوع الأمراض النفسية، والفواحش، والانحرافات الجنسية، والخيانات الزوجية، والحسد، والسحر، وقطع الأواصر والأرحام والأصهار، وغير ذلك مما تراه وتسمع به.

-والحل: أن نأخذ الإسلام جملة وتفصيلا، وندخل فيه كافة، ونطبق التشريع الحكيم خالصا، ونضع الأعراف في موضعها، ونجتهد في ضبط الأمور بضوابط الشرع، قبل الزواج، وفي أثنائه وبعده، ونوَعِّي الآباء والأمهات والبنات والنساء والمجتمع بأسره بذلك، فكم من مسكينة تجهل ما لها في دين الله من حقوق، وتعيش مقهورة باسم الشرع وامتثال أمر الله، فمنهن من تصبر على الظلم، ومنهن من تتعقد نفسيا وتعقد أولادها ومن إليها، ومنهن من تنحرف، ومنهن من تلحد، أو ترتد وتدع الدين!
ولو شاع العلم والعدل، وطبق الدين كما أراده الله= لكان الخير والسكن، وتحقق مراد الله من شرع الزواج، وتكوين الأسر. والله الموفق لا رب سواه.

https://www.tg-me.com/Rwaq_manhaji
يا بني: أنت من ثقافة تظن أن الإحسان للزوجة واللين معها ضعف.
وترى أن من يحب زوجته ويحترم مشاعرها فإنما سحرت له وذهبت للدجالين والمشعوذين ليتحقق لها ذلك.
وتعتقد أن الرجولة أن (تذبح لها القطة) ليلة الزفاف.
وتريدك أن تجمع لزوجتك طباع الرجال كلهم وما يكرهونه لتحترز هي عنه.
وتقرر أن مساحة الحرية والاستقلالية للزوجة كلما اتسعت= ضاقت مساحة الرجولة.
وترى التضاد واستحالة الجمع بين حبك لزوجتك وحبك لأهلك.
وتعتقد أن الزوجة لا بد أن تكون دونهم، فهي ضيف دخيل، ليس له حق الأصيل.
أنت من ثقافة تقدس النكد والعنت.

يا بني: رجولتك= إنما هي بقدر تحررك من هذا.

أنت بحاجة ماسة إلى النظر في سير الرجال وأخلاق السادة، وأعظمهم سيدهم محمد ﷺ؛ لتعرف ما الرجولة والقوامة حقا، ولتقتدي وتبصر طريقك، فبادر قبل فوات الأوان، ولا تستكبر وتركن إلى إلفك ومجتمعك.

https://www.tg-me.com/Rwaq_manhaji
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﺍﻟﺒﺼﺮﻱ رحمه الله:
"ﻟﻢ ﻳﺒﻖَ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻴﺶ ﺇﻻ‌ ﺛﻼ‌ﺙ: ﺃﺥ ﻟﻚ ﺗﺼﻴﺐ ﻣﻦ ﻋﺸﺮﺗﻪ ﺧﻴﺮًﺍ ﻓﺈﻥ ﺯﻏﺖَ ﻋﻦ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻗﻮَّﻣَﻚ، ﻭﻛﻔﺎﻑٌ ﻣِﻦ ﻋﻴﺶٍ ﻟﻴﺲ ﻷ‌ﺣﺪ ﻋﻠﻴﻚ ﻓﻴﻪ ﺗَﺒِﻌﺔ، ﻭﺻﻼ‌ﺓٌ ﻓﻲ ﺟﻤﻊ ﺗُﻜﻔَﻰ ﺳﻬﻮﻫﺎ ﻭﺗﺴﺘﻮﺟﺐ ﺃﺟﺮﻫﺎ".

https://www.tg-me.com/Rwaq_manhaji
2024/06/16 04:05:10
Back to Top
HTML Embed Code: