رِوايات سُودانية🪐🤎!)"
فرِيزيَا «الجُزء الأوَّل» «الفصلُ الثالِث ﴿3﴾» بقلم: رحاب يعقوب «مُـورفــيــنَــا» صلِّ على النبي ﷺ ꧁ مُواجهةٌ دمَويَّة ꧂ << السُودان - العاصِمة>> << المُستشفى>> التهويةُ مُنخفضَةٌ فِي هذهِ الغُرفَة، كما أنَّها شدِيدةُ الإضاءَة، على فتاةٍ تخشَى…
جلسَت أمام طاولةِ الدراسةِ أخيرًا بعد أن أخذت حمامًا مُنعشًا ودافئًا تُرخي بهِ أعصابها، وضعَت قِناع الوجهِ لتُرطّب بهِ بشرتها ثُمَّ ارتدت طوقَ الشعرِ الوردِي، حيثُ فردت شعرهَا الحرِيريَّ وجعلتهُ سائبًا ينسدلُ على أكتافها، مضت ساعةٌ ونصف على جلستها عندَ الطاولَة، أخيرًا أنهَت جميع دروسها.. مدَّدت يديهَا فِي الهواء وهي تتثاءب، وبينمَا كانت ترتشفُ الرشفةَ الأخِيرة من مخفوقِ الحليبِ المُفضّلِ لديها، لمحَت بطاقتهِ المخفيَّة بينَ كُتبها وأوراقها، سحبتها وبقيت تتأمَّلها لدقِيقة، تتذكّرُ ملامحهُ، هكذا وبلا مُقدِّمات، نفضت رأسها سريعًا عن تلكَ الأفكار، ما الذِي جرى لها؟
أنَّى لها بأن تُفكّر في شابٍ غريب بهذه الطرِيقة، التفتت إلى البابِ الذي طُرق طرقةً خفيفةً وأطلقت كلمتها:
« تفضّل.»
دلفَ عمّهَا وهُو يدسُّ يدهُ فِي جيبهِ:
« مساءَ الفُل على ستّ الكُل.»
ابتسمَت بلُطف:
« مساءَ السعادَة.»
أردفَت وهي تُطالع أطرافهُ:
« ما عاجبنِي واللهِ يا فيصَل الأمِير، ضعفت شديد.»
« واللهِ تصدِّقي؟ عشان طوَّلت من طعمة يدِّيك.»
ضيَّقت عينيهَا:
« أعتبر دا بكش؟»
« اسمهُ حنك ما بكش يا واثِلة.»
« ما مُهم، المُهم بُكرة إن شاء الله اللانش بوكس بتاعك عليّ أنا، وحَ تشرب الشاي بأحلى كيكة فراولَة يا أحلى عمُّو.»
« أهَا ودِي التسخِينة والتشويق ولا شنُو؟ ما مُمكن تحمِّسيني كدا.»
ضحكَت:
« واللهِ أنت.. طب عاين معاي.»
أبرزَت البطَاقة ثُمَّ سألتهُ ببعضِ التوتُّر:
« دِي بطاقة شاب فِي الجامعَة وقعت منّهُ، وصراحة ما قدرت ألحقهُ وأدِّيها ليهُ وما قدرت أخلِّيها واقعَة وتتدعس، كدا أنا اتصرّفت صح؟»
ضيَّقَ عينيهِ وطالعهَا بمُكر:
« جابت ليها شباب كمان؟»
ضرَبت "واثِلة" على جبينهَا:
« يا لهوي دا الكان ناقص، طب أقنعك كيف إنّهُ واللهِ ما بعرفهُ.»
« أمممم، بحاول اقتنع.»
« ما تحاوِل، اتأكَّد وجاوبنِي.»
ابتسمَ عندمَا بانت لهُ ملامحها الطفُوليَّة، قال بتأكِيد:
« ولا فيهُ نسبَة غلط، غالبًا بُكرة الصباح حَ تلقيهُ فِي البوَّابة بفتّش عليها.. والمسكين ما عارف بطاقتهُ وقعت فِي يد منُو!»
قلَّبت عينيهَا بملل وابتسمت، نهضَت عن كُرسيِّها وخلعت عنها القناع:
« عمُّو فيصَل أنا عايزة أنُوم.»
« بدرِي!»
« لأ بدرِي من عُمرك، أبقى طفِّي النُور معاك واتحصّن»...
...............♡.................
تمدّد على فِراشهِ أخيرًا بعد يومٍ حافلٍ بالتعب والأشغَال، أغمضَ عينيهِ لثوانٍ، ولكن سُرعانما فتحهما بفزعٍ ممَّ يراهُ فِي مُخيِّلته، صورةُ الفتاة نفسها تتمثّلُ أمامهُ، سحبَ إبريق الماءِ وصبَّ القليل منهُ على الكأس، ارتشف بضعَ رشفاتٍ ثُمَّ زفرَ بقوَّةٍ، وضعَ يدهُ على قلبهِ الذي لا زالَ يخفقُ بارتباكٍ ثُمَّ بدأ يتلُو، يتلُو بصوتٍ عالٍ يصدحُ فِي أرجاء المكان، وما أعذبَ تلاوته تحنُّ لها القلُوب، وتُخفّفُ بها الذنُوب!
صمت أخيرًا ثُمَّ استلقَى، أشعلَ رفِيقهُ فِي السكن ضوءَ الحُجرةِ وابتسم:
« البخِيل، عندك صوت زي دا وبتبخل علِينا بالتلاوَة؟»
مسحَ الآخرُ وجههُ:
« إبراهيم أطفِي النُّور دا خلّينا ننوم.»
« هُوي يا سِنان، مالك الليلَة من الصباح؟»
« ماف شيء، أطفي اللمبة.»
جلسَ "إبراهيم" على الفراش المُقابل لـ فراش رفيقهِ:
« يا زول؟؟»
« أنت شكلك الليلَة داير تجِي داخل لي بتشغِيلة، قُول عايز شنُو؟»
« ياخ خلّيني من التشغِيلة، فِي شنُو يا صاحبِي ما طبيعِي أنت واللهِ؟ »
صمت "سِنان".. فماذا عساهُ أن يقُول، أنّهُ لا يدري ماذا دهاهُ؟ منذُ أن لمحَ عيناهُ فتاةً لا يعلمُ من هي، ولكنّها لا تغيبُ عن خيالهِ وذكراهُ!!
يشعرُ بأنَّ هذا مرضٌ وفخٌّ من فخُوخ الفتنَة، يجبُ عليهِ نزعهُ من قلبهِ قبل أن يُسيطر عليهِ، استغفر ربّهُ وقامَ ليُطفئ الضوء:
« ياخ أنسَ عليك الله، وعارفك داير تقُول لي بُكرة ماشي المُول تشتري حاجات، إن شاء الله نازل معاك بعد الجامعَة.»
ابتسمَ "إبراهيم" بحماسٍ:
« زولِي ياخ يا أبُو السِن.»
« آي زولك يا بتاع الحنك»...
...............♡.................
<< أندُونِيسيا - جزِيرة بالِي>>
أسدل الستائر على النّوافِذ فِي صمتٍ مُريب، صمتٌ يحدثُ للمرَّةِ الأُولى بينهُ وبينَ زوجتهِ ولا يدري ما كُنهه، ولكنّهُ يُقلقهُ قليلًا، جلسَ على طرفِ الفِراش وأخذَ يتلاعبُ بحبلِ الآبجُورةِ التي تقع بجانبهِ:
« مارَال، أنا عارفِك ما نايمَة ودِي ما مواعِيد نُومك أصلًا، قُومِي ورِّيني مالك؟»
أتاهُ صوتها خافِتًا من قهرها، كيفَ لهُ أن يتسائلَ بكُلِّ هذا البرُودِ وكأنّهُ لا يعلمُ شيئًا:
«طفِّي الأنوار يا علِي، أنا تعبانَة.»
اقتربَ وسحبَ الغطاءَ عن وجههَا ليطّلع عليهِ:
« طيِّب واجهِيني وقُولي لي الكلام دا فِي وشِّي، ليه قالبة وشِّك؟»
أغمضَت عينيهَا بحُرقة:
« علِي طفِّي الأنوار رجاءً وخلِّيني فِي حالي.»
أنَّى لها بأن تُفكّر في شابٍ غريب بهذه الطرِيقة، التفتت إلى البابِ الذي طُرق طرقةً خفيفةً وأطلقت كلمتها:
« تفضّل.»
دلفَ عمّهَا وهُو يدسُّ يدهُ فِي جيبهِ:
« مساءَ الفُل على ستّ الكُل.»
ابتسمَت بلُطف:
« مساءَ السعادَة.»
أردفَت وهي تُطالع أطرافهُ:
« ما عاجبنِي واللهِ يا فيصَل الأمِير، ضعفت شديد.»
« واللهِ تصدِّقي؟ عشان طوَّلت من طعمة يدِّيك.»
ضيَّقت عينيهَا:
« أعتبر دا بكش؟»
« اسمهُ حنك ما بكش يا واثِلة.»
« ما مُهم، المُهم بُكرة إن شاء الله اللانش بوكس بتاعك عليّ أنا، وحَ تشرب الشاي بأحلى كيكة فراولَة يا أحلى عمُّو.»
« أهَا ودِي التسخِينة والتشويق ولا شنُو؟ ما مُمكن تحمِّسيني كدا.»
ضحكَت:
« واللهِ أنت.. طب عاين معاي.»
أبرزَت البطَاقة ثُمَّ سألتهُ ببعضِ التوتُّر:
« دِي بطاقة شاب فِي الجامعَة وقعت منّهُ، وصراحة ما قدرت ألحقهُ وأدِّيها ليهُ وما قدرت أخلِّيها واقعَة وتتدعس، كدا أنا اتصرّفت صح؟»
ضيَّقَ عينيهِ وطالعهَا بمُكر:
« جابت ليها شباب كمان؟»
ضرَبت "واثِلة" على جبينهَا:
« يا لهوي دا الكان ناقص، طب أقنعك كيف إنّهُ واللهِ ما بعرفهُ.»
« أمممم، بحاول اقتنع.»
« ما تحاوِل، اتأكَّد وجاوبنِي.»
ابتسمَ عندمَا بانت لهُ ملامحها الطفُوليَّة، قال بتأكِيد:
« ولا فيهُ نسبَة غلط، غالبًا بُكرة الصباح حَ تلقيهُ فِي البوَّابة بفتّش عليها.. والمسكين ما عارف بطاقتهُ وقعت فِي يد منُو!»
قلَّبت عينيهَا بملل وابتسمت، نهضَت عن كُرسيِّها وخلعت عنها القناع:
« عمُّو فيصَل أنا عايزة أنُوم.»
« بدرِي!»
« لأ بدرِي من عُمرك، أبقى طفِّي النُور معاك واتحصّن»...
...............♡.................
تمدّد على فِراشهِ أخيرًا بعد يومٍ حافلٍ بالتعب والأشغَال، أغمضَ عينيهِ لثوانٍ، ولكن سُرعانما فتحهما بفزعٍ ممَّ يراهُ فِي مُخيِّلته، صورةُ الفتاة نفسها تتمثّلُ أمامهُ، سحبَ إبريق الماءِ وصبَّ القليل منهُ على الكأس، ارتشف بضعَ رشفاتٍ ثُمَّ زفرَ بقوَّةٍ، وضعَ يدهُ على قلبهِ الذي لا زالَ يخفقُ بارتباكٍ ثُمَّ بدأ يتلُو، يتلُو بصوتٍ عالٍ يصدحُ فِي أرجاء المكان، وما أعذبَ تلاوته تحنُّ لها القلُوب، وتُخفّفُ بها الذنُوب!
صمت أخيرًا ثُمَّ استلقَى، أشعلَ رفِيقهُ فِي السكن ضوءَ الحُجرةِ وابتسم:
« البخِيل، عندك صوت زي دا وبتبخل علِينا بالتلاوَة؟»
مسحَ الآخرُ وجههُ:
« إبراهيم أطفِي النُّور دا خلّينا ننوم.»
« هُوي يا سِنان، مالك الليلَة من الصباح؟»
« ماف شيء، أطفي اللمبة.»
جلسَ "إبراهيم" على الفراش المُقابل لـ فراش رفيقهِ:
« يا زول؟؟»
« أنت شكلك الليلَة داير تجِي داخل لي بتشغِيلة، قُول عايز شنُو؟»
« ياخ خلّيني من التشغِيلة، فِي شنُو يا صاحبِي ما طبيعِي أنت واللهِ؟ »
صمت "سِنان".. فماذا عساهُ أن يقُول، أنّهُ لا يدري ماذا دهاهُ؟ منذُ أن لمحَ عيناهُ فتاةً لا يعلمُ من هي، ولكنّها لا تغيبُ عن خيالهِ وذكراهُ!!
يشعرُ بأنَّ هذا مرضٌ وفخٌّ من فخُوخ الفتنَة، يجبُ عليهِ نزعهُ من قلبهِ قبل أن يُسيطر عليهِ، استغفر ربّهُ وقامَ ليُطفئ الضوء:
« ياخ أنسَ عليك الله، وعارفك داير تقُول لي بُكرة ماشي المُول تشتري حاجات، إن شاء الله نازل معاك بعد الجامعَة.»
ابتسمَ "إبراهيم" بحماسٍ:
« زولِي ياخ يا أبُو السِن.»
« آي زولك يا بتاع الحنك»...
...............♡.................
<< أندُونِيسيا - جزِيرة بالِي>>
أسدل الستائر على النّوافِذ فِي صمتٍ مُريب، صمتٌ يحدثُ للمرَّةِ الأُولى بينهُ وبينَ زوجتهِ ولا يدري ما كُنهه، ولكنّهُ يُقلقهُ قليلًا، جلسَ على طرفِ الفِراش وأخذَ يتلاعبُ بحبلِ الآبجُورةِ التي تقع بجانبهِ:
« مارَال، أنا عارفِك ما نايمَة ودِي ما مواعِيد نُومك أصلًا، قُومِي ورِّيني مالك؟»
أتاهُ صوتها خافِتًا من قهرها، كيفَ لهُ أن يتسائلَ بكُلِّ هذا البرُودِ وكأنّهُ لا يعلمُ شيئًا:
«طفِّي الأنوار يا علِي، أنا تعبانَة.»
اقتربَ وسحبَ الغطاءَ عن وجههَا ليطّلع عليهِ:
« طيِّب واجهِيني وقُولي لي الكلام دا فِي وشِّي، ليه قالبة وشِّك؟»
أغمضَت عينيهَا بحُرقة:
« علِي طفِّي الأنوار رجاءً وخلِّيني فِي حالي.»
❤6
رِوايات سُودانية🪐🤎!)"
فرِيزيَا «الجُزء الأوَّل» «الفصلُ الثالِث ﴿3﴾» بقلم: رحاب يعقوب «مُـورفــيــنَــا» صلِّ على النبي ﷺ ꧁ مُواجهةٌ دمَويَّة ꧂ << السُودان - العاصِمة>> << المُستشفى>> التهويةُ مُنخفضَةٌ فِي هذهِ الغُرفَة، كما أنَّها شدِيدةُ الإضاءَة، على فتاةٍ تخشَى…
« أهااا.. دي النبرة الما ياها، مارَال أنا ما شافِع عشان تسلِّكي لي، مالك؟»
انتفضَت عن رقُودها وجلست أمامهُ مُباشرةً لتُواجههُ:
« وبتسألنِي بكُلّ برُود مالِي يا علِي؟؟ أنت ما سألت نفسك عملت شنُو يخلِّيني أعمل كدا؟ »
عقدَ حاجبيهِ باستغراب:
« عملتَ شنُو؟»
« علِي، أنت بتكلِّم بت عمَّك دِينا عادِي كدا فِي وجُودي ولا كأنَّك متزوِّج وبتمزح معاها عادِي؟ لأ وكمان بتضحك كدا عادِي معاها، ولا خاتِّي فِي الحُسبان مشاعرِي وموقفي حَ يكُونوا شنُو لو شُفتكم كدا.»
ضحكَ وهُو يسحبُ يدها إليه:
« يعنِي عشان دا عاملة قُومة وقعدة ونُوم فِي غير مواعِيدهُ، كدي رُوقِي الحكاية ما مُستاهلة الزعل دا كُلّه هسِّي بنتفاهم.»
ولكنّهُ فُوجئ حِينما وجدَها تدفعهُ وتصدّهُ عنها:
« أنت ليه دائمًا ماخد المواضِيع على محمل الهظار، أنت شايف إنّهُ موضُوع زي دا يهظِّرُوا فيهُ؟.. علي أنا بقُول ليك أنت ما راعِيت لمنظرِي قدَّام نفسِي حَ يكُون كيف، وتجِي تقُول لي عاملَة قُومة وقعدَة؟»
أمسكَت عن دمُوعها وهزّت رأسها باستنكار:
« بس ما يكُون عندك مشاعِر تجاهها لسَّة!!»
مسحَ "علي" وجههُ ونهضَ من الفِراش:
« مارَال الله يهدِيك ما تكبِّري الموضُوع وتستنجِي من رأسك.. أهدِي وأسمعِيني شويَّة الحِكاية فعلًا ما مُستاهلَة.»
صاحَت ببحَّةٍ طفيفةٍ في صوتهَا:
« علِي ما مُستاهلة بالنسبَة ليك يا علِي، إنَّما أنا فِكرة إنّهُ زوجي يكُون بيتكلَّم مع واحدَة تانيَة فِي شهر العسل دِي حَ تجنِّني.»
وضعَ علِي يدهُ على رأسهِ وقالَ بتمالكِ أعصاب:
« لا إلهَ إلَّا الله مُحمَّدًا رسُول الله، يا مارَال وحّدي الله كدي.»
وضعت أصابعها على جبِينها:
« علِي، أنا ما نفسِي أتكلَّم فِي أيَّ حاجَة خالِص هسِّي، أبعد منِّي.»
اقترب منها وحاوطَ كتفيها بيديهِ ليسحبها إلى أحضانهِ، ولكنّها مرَّةً أُخرى عادت تصدّهُ:
« علِي سيبنِي فِي حالي هسِّي.»
انفضَّ "علِي" غيظًا بعد أن شعرَ بالاستفزاز ممَّ تفعلهُ:
« يعنِي هسِّي يا مارَال دِي ثقتك فِيني؟ أنتِ كدا شايفَة إنِّك على صح، ويعنِي شنُو لو اتكلَّمت مع دِينا فِي موضُوع ضرُوري، دا شيء يدعُوكِ تزعلي وتعملِي من الحبَّة قُبَّة من غِير ما تفهمِي؟»
تفاجأت من نبرةِ صوتهِ العاليَة بوجهها، نظرت إليهِ بعينينِ مُغرورقتينِ وهُو يُتابع حديثهُ بلا مُبالاة:
«أنا ما عارفِكم بتفهمُوا المواضِيع كيف، يعنِي أنَا حتَّى فِي مُكالماتي مفرُوض استأذنك يعنِي ولا شنُو؟ لأن كدا كتير.»
تراجعَت خُطوةً إلى الخلف، ولم تنبس إلَّا بكلمتينِ عاجزتينِ عن التعبير عمَّ هي فِيه من الصدمة:
« علِي خلِّيني فِي حالِي يا علِي.»
اومأ بغيظ:
« لكِ ذلك.»
لم يزد حرفًا واحِدًا، سحبَ مفتاحهُ وخرج، بينمَا ارتمت هي على الفِراش تبكِي بحُرقة، لم تتوقَّع أن يتعاملَ مع الأمرِ وكأنّهُ أسخفُ ما يكُون، لم يُقدّر أنَّ كُلّ شيءٍ تفوَّهت بهِ يتعلقُ بمشاعرها، وكأنَّ أمرهَا لا يُهمّهُ ...
...............♡.................
<< السُودان - العاصِمة>>
أغلقَت الحنفيَّة بسُرعة بعد أن فرغت من غسلِ وجههَا، التفَّت بإسدالِ الصلاةِ لتفتحَ البابَ الذي كانَ يطرقُ على التوالِي، كانت امرأةً مُتوسِّطةُ الطُولِ يظهرُ عليهَا الرخاءُ والجَاه، ولكنّها صُدمت عندمَا رأت الشابَ الذِي يقفُ خلفها، إنّهُ الطبيبُ ذاتهُ الذي التقت بهِ فِي المشفى اليوم، ولكن ما الذي يربطهُ بهذهِ المرأة؟
لم تستغرب وجُودها فهِي زوجةُ عمِّها وتعرفها جيِّدًا، ولكنّهُ غريبٌ عنها ولم ترهُ من قبل!!
تبادَلا النظرات لثوانٍ، حتَّى لوّحت لها زوجةُ عمَّها:
« ألووو غُنوَة روَّحتِي وين؟»
استغفرت "غُنوة" وأجابتها:
« اتفضَّلي يا خالتُو أفنان.»
«قيس راجلك قاعِد؟»
هزَّت رأسها:
« لأ طلع، أدخلُوا.»
أفسحَت لهمَا المجال للدخُول إلى الصالةِ مُباشرةً، وأسرعَت بجلبِ الماء لهمَا، نظرت "أفنان" إلى وجهِ الشاب الجالسِ بجانبها وعقدت حاجبيهَا:
« مالَك يا يزن؟»
« دِي مرت قيس الحزيم؟»
« آي، بت المرحُوم أخُو سالِم.. بتعرفها ولا شنُو؟»
« أممم، الليلة لاقِيتها بالصُدفَة سُبحان الله فِي المُستشفى.»
« الودّاها المُستشفى شنُو؟»
« كانت عيانَة وفقدت وعيها.»
قاطعَت "غُنوة" حديثهما ووضعت أكواب الماءِ أمامهما مع صحنٍ من المُكسَّرات، جلست قُبالتهمَا دُون أن تنطق بكلمَة، بادرَت "أفنان" بالحدِيث:
« ما تكُونِي اتهجمتِ، دا يزَن أخوي الصغير طبعًا، وسقتهُ من المُستشفى جيت اسألك عن عمِّك سالِم لو عارفَة عنّهُ شيء، واللهِ يا بتِّي ليهُ يومين الراجِل دا لا بتَّصل ولا بيرفع التلفُون، مُختفِي من غير ما يقُول لينا شيء عنّهُ.»
عقدَت "غُنوة" حاجبيهَا باستغراب:
« لا واللهِ أنا برضهُ يومِين وما طلَّ علي ولا سأل، وكُنت حَ اسألك عليهُ.»
« يا ربِّي الراجِل دا مشى وِين؟.. ياخِي واللهِ حَ يجنِّني.»
« اطمَّني إن شاء الله ما يكون حاصلَة ليهُ شيء.»
انتفضَت عن رقُودها وجلست أمامهُ مُباشرةً لتُواجههُ:
« وبتسألنِي بكُلّ برُود مالِي يا علِي؟؟ أنت ما سألت نفسك عملت شنُو يخلِّيني أعمل كدا؟ »
عقدَ حاجبيهِ باستغراب:
« عملتَ شنُو؟»
« علِي، أنت بتكلِّم بت عمَّك دِينا عادِي كدا فِي وجُودي ولا كأنَّك متزوِّج وبتمزح معاها عادِي؟ لأ وكمان بتضحك كدا عادِي معاها، ولا خاتِّي فِي الحُسبان مشاعرِي وموقفي حَ يكُونوا شنُو لو شُفتكم كدا.»
ضحكَ وهُو يسحبُ يدها إليه:
« يعنِي عشان دا عاملة قُومة وقعدة ونُوم فِي غير مواعِيدهُ، كدي رُوقِي الحكاية ما مُستاهلة الزعل دا كُلّه هسِّي بنتفاهم.»
ولكنّهُ فُوجئ حِينما وجدَها تدفعهُ وتصدّهُ عنها:
« أنت ليه دائمًا ماخد المواضِيع على محمل الهظار، أنت شايف إنّهُ موضُوع زي دا يهظِّرُوا فيهُ؟.. علي أنا بقُول ليك أنت ما راعِيت لمنظرِي قدَّام نفسِي حَ يكُون كيف، وتجِي تقُول لي عاملَة قُومة وقعدَة؟»
أمسكَت عن دمُوعها وهزّت رأسها باستنكار:
« بس ما يكُون عندك مشاعِر تجاهها لسَّة!!»
مسحَ "علي" وجههُ ونهضَ من الفِراش:
« مارَال الله يهدِيك ما تكبِّري الموضُوع وتستنجِي من رأسك.. أهدِي وأسمعِيني شويَّة الحِكاية فعلًا ما مُستاهلَة.»
صاحَت ببحَّةٍ طفيفةٍ في صوتهَا:
« علِي ما مُستاهلة بالنسبَة ليك يا علِي، إنَّما أنا فِكرة إنّهُ زوجي يكُون بيتكلَّم مع واحدَة تانيَة فِي شهر العسل دِي حَ تجنِّني.»
وضعَ علِي يدهُ على رأسهِ وقالَ بتمالكِ أعصاب:
« لا إلهَ إلَّا الله مُحمَّدًا رسُول الله، يا مارَال وحّدي الله كدي.»
وضعت أصابعها على جبِينها:
« علِي، أنا ما نفسِي أتكلَّم فِي أيَّ حاجَة خالِص هسِّي، أبعد منِّي.»
اقترب منها وحاوطَ كتفيها بيديهِ ليسحبها إلى أحضانهِ، ولكنّها مرَّةً أُخرى عادت تصدّهُ:
« علِي سيبنِي فِي حالي هسِّي.»
انفضَّ "علِي" غيظًا بعد أن شعرَ بالاستفزاز ممَّ تفعلهُ:
« يعنِي هسِّي يا مارَال دِي ثقتك فِيني؟ أنتِ كدا شايفَة إنِّك على صح، ويعنِي شنُو لو اتكلَّمت مع دِينا فِي موضُوع ضرُوري، دا شيء يدعُوكِ تزعلي وتعملِي من الحبَّة قُبَّة من غِير ما تفهمِي؟»
تفاجأت من نبرةِ صوتهِ العاليَة بوجهها، نظرت إليهِ بعينينِ مُغرورقتينِ وهُو يُتابع حديثهُ بلا مُبالاة:
«أنا ما عارفِكم بتفهمُوا المواضِيع كيف، يعنِي أنَا حتَّى فِي مُكالماتي مفرُوض استأذنك يعنِي ولا شنُو؟ لأن كدا كتير.»
تراجعَت خُطوةً إلى الخلف، ولم تنبس إلَّا بكلمتينِ عاجزتينِ عن التعبير عمَّ هي فِيه من الصدمة:
« علِي خلِّيني فِي حالِي يا علِي.»
اومأ بغيظ:
« لكِ ذلك.»
لم يزد حرفًا واحِدًا، سحبَ مفتاحهُ وخرج، بينمَا ارتمت هي على الفِراش تبكِي بحُرقة، لم تتوقَّع أن يتعاملَ مع الأمرِ وكأنّهُ أسخفُ ما يكُون، لم يُقدّر أنَّ كُلّ شيءٍ تفوَّهت بهِ يتعلقُ بمشاعرها، وكأنَّ أمرهَا لا يُهمّهُ ...
...............♡.................
<< السُودان - العاصِمة>>
أغلقَت الحنفيَّة بسُرعة بعد أن فرغت من غسلِ وجههَا، التفَّت بإسدالِ الصلاةِ لتفتحَ البابَ الذي كانَ يطرقُ على التوالِي، كانت امرأةً مُتوسِّطةُ الطُولِ يظهرُ عليهَا الرخاءُ والجَاه، ولكنّها صُدمت عندمَا رأت الشابَ الذِي يقفُ خلفها، إنّهُ الطبيبُ ذاتهُ الذي التقت بهِ فِي المشفى اليوم، ولكن ما الذي يربطهُ بهذهِ المرأة؟
لم تستغرب وجُودها فهِي زوجةُ عمِّها وتعرفها جيِّدًا، ولكنّهُ غريبٌ عنها ولم ترهُ من قبل!!
تبادَلا النظرات لثوانٍ، حتَّى لوّحت لها زوجةُ عمَّها:
« ألووو غُنوَة روَّحتِي وين؟»
استغفرت "غُنوة" وأجابتها:
« اتفضَّلي يا خالتُو أفنان.»
«قيس راجلك قاعِد؟»
هزَّت رأسها:
« لأ طلع، أدخلُوا.»
أفسحَت لهمَا المجال للدخُول إلى الصالةِ مُباشرةً، وأسرعَت بجلبِ الماء لهمَا، نظرت "أفنان" إلى وجهِ الشاب الجالسِ بجانبها وعقدت حاجبيهَا:
« مالَك يا يزن؟»
« دِي مرت قيس الحزيم؟»
« آي، بت المرحُوم أخُو سالِم.. بتعرفها ولا شنُو؟»
« أممم، الليلة لاقِيتها بالصُدفَة سُبحان الله فِي المُستشفى.»
« الودّاها المُستشفى شنُو؟»
« كانت عيانَة وفقدت وعيها.»
قاطعَت "غُنوة" حديثهما ووضعت أكواب الماءِ أمامهما مع صحنٍ من المُكسَّرات، جلست قُبالتهمَا دُون أن تنطق بكلمَة، بادرَت "أفنان" بالحدِيث:
« ما تكُونِي اتهجمتِ، دا يزَن أخوي الصغير طبعًا، وسقتهُ من المُستشفى جيت اسألك عن عمِّك سالِم لو عارفَة عنّهُ شيء، واللهِ يا بتِّي ليهُ يومين الراجِل دا لا بتَّصل ولا بيرفع التلفُون، مُختفِي من غير ما يقُول لينا شيء عنّهُ.»
عقدَت "غُنوة" حاجبيهَا باستغراب:
« لا واللهِ أنا برضهُ يومِين وما طلَّ علي ولا سأل، وكُنت حَ اسألك عليهُ.»
« يا ربِّي الراجِل دا مشى وِين؟.. ياخِي واللهِ حَ يجنِّني.»
« اطمَّني إن شاء الله ما يكون حاصلَة ليهُ شيء.»
❤5
رِوايات سُودانية🪐🤎!)"
فرِيزيَا «الجُزء الأوَّل» «الفصلُ الثالِث ﴿3﴾» بقلم: رحاب يعقوب «مُـورفــيــنَــا» صلِّ على النبي ﷺ ꧁ مُواجهةٌ دمَويَّة ꧂ << السُودان - العاصِمة>> << المُستشفى>> التهويةُ مُنخفضَةٌ فِي هذهِ الغُرفَة، كما أنَّها شدِيدةُ الإضاءَة، على فتاةٍ تخشَى…
« إن شاء الله واللهِ، طيِّب انا استأذن لأنّهُ حَ أضطرَّ أمشِي القسم ضرُورِي وأبلّغ عن اختفاؤهُ.»
« طيِّب يا خالتُو أفنَان، أنا حَ استأذن من قيس وألحقكم إن شاء الله.»
« تمام.»
غادرت سريعًا وفِي قلقٍ شديد، بينمَا همَّت "غُنوة" بالاستعداد واتَّصلت بـ "قيس" مرارًا، تذكَّرت الكلمات الأخِيرة التِي قالها لها عمّها "سالِم" قبلَ أن يختفِي:
" فِي حاجات كتيرة أنتِ ما عارفَاها عن زوجك قيس دا يا غُنوة، أنتِ لازِم تتعافِي وتعرفِي كُل شيء."
عادَت الذكرياتُ المُشوَّهة تتوالجُ مُجددًا فِي عقلها، أمسكت برأسها حِينما شعرت بصُداعٍ قويٍّ يجتاحهُ، صرخت بألمٍ وهي تُردِّدُ:
«يا الله، رأسي يا الله»...
...............♡.................
يُتّبع ...
{ اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ وَفَرِحُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا مَتَاعٌ }.
« طيِّب يا خالتُو أفنَان، أنا حَ استأذن من قيس وألحقكم إن شاء الله.»
« تمام.»
غادرت سريعًا وفِي قلقٍ شديد، بينمَا همَّت "غُنوة" بالاستعداد واتَّصلت بـ "قيس" مرارًا، تذكَّرت الكلمات الأخِيرة التِي قالها لها عمّها "سالِم" قبلَ أن يختفِي:
" فِي حاجات كتيرة أنتِ ما عارفَاها عن زوجك قيس دا يا غُنوة، أنتِ لازِم تتعافِي وتعرفِي كُل شيء."
عادَت الذكرياتُ المُشوَّهة تتوالجُ مُجددًا فِي عقلها، أمسكت برأسها حِينما شعرت بصُداعٍ قويٍّ يجتاحهُ، صرخت بألمٍ وهي تُردِّدُ:
«يا الله، رأسي يا الله»...
...............♡.................
يُتّبع ...
{ اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ وَفَرِحُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا مَتَاعٌ }.
❤15
رِوايات سُودانية🪐🤎!)"
Photo
حتدخلوا رابط القروب تلقوا سؤال مثبت فوق جابوا على باقي الأسئلة ومنها تقدروا تدوا رأيكم لو انت جديد وم عايز تحرق ع نفسك م ترجع الرسايل القديمة بس ركز في الرسالة المثبته وجاوب ع الأسئلة وما تركز في باقي الكلام ارجع لي بعد تخلص.
المناقشه مفتوحه في اي وقت م انتهت الليله لانه م كل الناس خلصت 💜
المناقشه مفتوحه في اي وقت م انتهت الليله لانه م كل الناس خلصت 💜
❤4
لن أفيقَ عن الطفُولةِ
إنَّنِي ابنُ البدايَة
كُلَّما لامستُ كفَّكِ
جئتُ فِي ثوبِ الرعايَة
إن سُئلتُ عن الحياةِ
دُون قُربكِ في الحكايا
لا حياةَ بدُون روحٍ
فيكِ أحببتُ المنايا 🖤.
#رحاب_يعقوب
#مُورفينا
إنَّنِي ابنُ البدايَة
كُلَّما لامستُ كفَّكِ
جئتُ فِي ثوبِ الرعايَة
إن سُئلتُ عن الحياةِ
دُون قُربكِ في الحكايا
لا حياةَ بدُون روحٍ
فيكِ أحببتُ المنايا 🖤.
#رحاب_يعقوب
#مُورفينا
❤23
رِوايات سُودانية🪐🤎!)"
Photo
حين شربت القهوة اليوم وجدتها مُرة ولم احتملها
تذكرت حينها أن مذاق السكر كان الونس معك وأنني لم احب القهوة يوماً سوا بفضل، انا الان وحدي مع وعد باهت بالبقاء ، بعد فراقك كل الليالي اضحت باهتة ومحملة بالارق.
#غرام
تذكرت حينها أن مذاق السكر كان الونس معك وأنني لم احب القهوة يوماً سوا بفضل، انا الان وحدي مع وعد باهت بالبقاء ، بعد فراقك كل الليالي اضحت باهتة ومحملة بالارق.
#غرام
❤8💔2