لا تعطني سمكة ولا تعلمني كيف اصطاد
اختاني بس
اختاني بس
🤣21❤1
في بلد اسمها منصوركتي 🌴
منو يعرفها
اسبوع كدا وان شاء الله أرفع ألبوم من جمال البلد والطبيعة في منصوركتي ❤️
منو يعرفها
اسبوع كدا وان شاء الله أرفع ألبوم من جمال البلد والطبيعة في منصوركتي ❤️
1❤29
مافيش Limit لأي حد بيسعى وهو متوكل على الله!
كل الأسباب بتتسخر .. كل الأبواب بتتفتح
كل الأسباب بتتسخر .. كل الأبواب بتتفتح
❤26
#هذا_الصباح❤️
" يمكن للقلق أن يتناوله إثنان ..
أنا وصديقي عندما تتفاقم الأمور عندنا
نلتقي عند مُفترق الطريق
نطرح القلق أرضاً
نمزقهُ إرباً ، و نتناوله على مهل..
ثم تصير الضحكات بعد ذلك طبق التحلية .
ولاشئ يُعادل الراحة التي نشعر بها
حيث كل شئ يغدو مُمكناً ومحلول
وتصبح معالم الطريق المختلفة لكلينا واضحة الآن..
و لكن ان لم يحدث ؟
لا يفوتنا بالطبع أن نتسلح بخطة للطوارئ .. وهي
أن نلتقي مجدداً عند مُفترق الطريق
لنتناول على مهل طبقا القلق مُجدداً ♡゙ " .
- تنزيل صابر.
" يمكن للقلق أن يتناوله إثنان ..
أنا وصديقي عندما تتفاقم الأمور عندنا
نلتقي عند مُفترق الطريق
نطرح القلق أرضاً
نمزقهُ إرباً ، و نتناوله على مهل..
ثم تصير الضحكات بعد ذلك طبق التحلية .
ولاشئ يُعادل الراحة التي نشعر بها
حيث كل شئ يغدو مُمكناً ومحلول
وتصبح معالم الطريق المختلفة لكلينا واضحة الآن..
و لكن ان لم يحدث ؟
لا يفوتنا بالطبع أن نتسلح بخطة للطوارئ .. وهي
أن نلتقي مجدداً عند مُفترق الطريق
لنتناول على مهل طبقا القلق مُجدداً ♡゙ " .
- تنزيل صابر.
❤23
احدى مخاوفي العشوائية هي الارتباط بإنسان صامت
وانا كإنسان يحب ينصتْ، بحاجة دائمًا لمن يثرثر لي عن احلامه، افكاره، مبادئه، خيالاته، تفاهاته الخ. الثرثرة ركن اساس لدخول دائرتي، و الضوضاء التي يخلقها أي ثرثار بقربي تبعث الطمأنينة بطريقة ما
وانا كإنسان يحب ينصتْ، بحاجة دائمًا لمن يثرثر لي عن احلامه، افكاره، مبادئه، خيالاته، تفاهاته الخ. الثرثرة ركن اساس لدخول دائرتي، و الضوضاء التي يخلقها أي ثرثار بقربي تبعث الطمأنينة بطريقة ما
❤25
لم أكنْ أتخيَّلُ أن عشريناتِ العُمرِ بهذا الثقلِ،
وبذلك التخبُّطِ..
كنتُ أحلمُ أن أكونَ أحدَ الكبارِ فحسب!
لم يخبرْني أحدٌ بما سأقابله إذا كبرتُ؛
لم يقلُ لي أنِّي سأسهرُ أرقًا، و أنامُ هربًا.
لم أعرفْ أن لقلبي المسكين نصيبًا من خذلانِ الأصدقاءِ و فراقِ الأحبابِ و فقدِ الأشياءِ التي يريدُها!
لم يخبروني أن الحياةَ ستكونُ مسؤولياتٍ أحاولُ تحمُّلَها، وأن العُمرَ سيتحوَّلُ إلى ضغطٍ أجاهدُ في التأقلُمِ عليه..
حياةُ الكبارِ صعبةٌ؛
أصعبُ من قلبي الذي يأبى أن يتركَ طفولتَه،
و نفسي التي لا تزالُ في رقَّةِ الأطفالِ وفي خوفِهم أيضًا.
أريدُ أن ينتشلَني أحدُ الكبارِ من هذه الحياةِ،
و لكن الحقيقة المُرَّة إني أصبحتُ أحدهم،
وهذه حياتي ولا مفرَّ منها..
- سمر إسماعيل.
وبذلك التخبُّطِ..
كنتُ أحلمُ أن أكونَ أحدَ الكبارِ فحسب!
لم يخبرْني أحدٌ بما سأقابله إذا كبرتُ؛
لم يقلُ لي أنِّي سأسهرُ أرقًا، و أنامُ هربًا.
لم أعرفْ أن لقلبي المسكين نصيبًا من خذلانِ الأصدقاءِ و فراقِ الأحبابِ و فقدِ الأشياءِ التي يريدُها!
لم يخبروني أن الحياةَ ستكونُ مسؤولياتٍ أحاولُ تحمُّلَها، وأن العُمرَ سيتحوَّلُ إلى ضغطٍ أجاهدُ في التأقلُمِ عليه..
حياةُ الكبارِ صعبةٌ؛
أصعبُ من قلبي الذي يأبى أن يتركَ طفولتَه،
و نفسي التي لا تزالُ في رقَّةِ الأطفالِ وفي خوفِهم أيضًا.
أريدُ أن ينتشلَني أحدُ الكبارِ من هذه الحياةِ،
و لكن الحقيقة المُرَّة إني أصبحتُ أحدهم،
وهذه حياتي ولا مفرَّ منها..
- سمر إسماعيل.
💔15❤4
لا أُخفي عليكم سرًا لازلت أفتقد شخصي المُفضل الذي خذلني بل أنني لازلت أُحبه أيضًا
لم تكن الحياه عادله
ف أنا رأيتك بقلبي وأنت رأيتني بعيون الناس والدنيا ")
لم تكن الحياه عادله
ف أنا رأيتك بقلبي وأنت رأيتني بعيون الناس والدنيا ")
💔28❤5
من شوية قابلني إقتباس جميل جدًا ولمسني أوي'
بيقول:
İ hope you find someone who speaks your language
So you don't have to spend an entire lifetime translating your soul.)"
بما معناه:
أتمنىٰ أن تَجد شخص يتحدث لغتك حتىٰ لا تضطر إلىٰ قضاء حياتك كلها في ترجمة روحك.)
بيقول:
İ hope you find someone who speaks your language
So you don't have to spend an entire lifetime translating your soul.)"
بما معناه:
أتمنىٰ أن تَجد شخص يتحدث لغتك حتىٰ لا تضطر إلىٰ قضاء حياتك كلها في ترجمة روحك.)
❤28
العطور من غير مزيل زي القميص بلا فنيلة
😭12🤣5❤2
ربنا ما قال إنو الدنيا حتبقى ساهله طول الوقت هي ڪده ڪده دار الابتلاء، بس وعدنا إنو بعد العسر في يسر ومن ڪُل ضيق في مخرج وبعد ڪُل هم وحزن حيبقى في فرح لصاحب نصيبه، حتلاقي الحل من عند ربنا أحسن بڪتير من اللي أنت مرتب ليه وحتلاقي نفسك مجبور الخاطر أڪتر من اللي بتتمناه بس قول يارب 🫂💛💛💛💛💛💛💛🍒.!
❤28
رِوايات سُودانية🪐🤎!)"
غيُوم زرقاء الفصل الرابِع والعشرُون {24} بقلم: رحاب يعقوب {مُور فِـينَا} صلِّ على النبي ﷺ • • • ـــــــــــــــــــــ ༺༽❁ ❁༼༻ ـــــــــــــــــــــ (أمَّا الكلماتُ الذائبةُ تحت لسانِي فتجرِي مجرى الدمعِ وتفيضُ بهمَا العينان وأمَّا الحُبّ المرسُومِ…
غيُوم زرقاء
الفصل الخامِس والعشرُون {25}
بقلم: رحاب يعقوب
{مُور فِـينَا}
•
•
•
ـــــــــــــــــــــ ༺༽❁ ❁༼༻ ـــــــــــــــــــــ
•• فِي أحدِ الفنادِق ••
•• الغُرفة رقم 175 ••
خرجَ من من الحمَّام (أكرمكمُ الله) وهُو يلتفُّ بمنشفةٍ بيضَاء فِي مُنتصف جسدهِ وينفضُ شعرهُ المُبتلّ بغزارة، صوتُ رنينِ هاتفهِ المُتكرِّر جذبهُ إليهِ لمعرفةِ المُتّصل، ابتسمَ عندمَا رأى اسمَ خالتهِ يلوحُ أعلَى الشاشة وأسرع بكبسِ زرِّ الرد:
"أووو رِيمان الحنان."
جاءهُ صوتها مُرتخيٌ بائس:
"عِكرمة يا ولدِي كيف؟"
عقدَ حاجبيهِ:
"الحمدلله.. خِير؟"
"واللهِ يا ولدِي، عايزة أقول ليك شيء."
"أممم.. سامعِك."
"باللهِ بس أخدها منِّي بالرَّاحَة."
زفرَ بضِيق:
"طيِّب قُولِي فِي شنُو؟"
"أُختك آن اتزوّجت."
وكأنَّ سهمًا رشقَ عقلهُ حِينهَا، فغرَ فاههُ بصدمةٍ غلَّفت معالمَ وجههِ قائلًا:
"كيف يعنِي اتزوّجت؟"
تنهّدت الأُخرى:
"عدِيل زي ما بقُول ليك."
"آن ما بتعملهَا بدُون علمِي يا خالتِي.. ما تهظّرُوا."
اهتزَّ صوتهَا دليلًا على بُكاءها قائلةً:
"مع الأسَف يا ولدِي عملتهَا."
نفضَ رأسهُ مرَّةً ومرّتينِ وهُو صامتٌ رجاءَ أن تُغيِّر كلمتهَا تلك، أخيرًا قال بنبرةٍ ضعيفةٍ وكأنّهُ يترصَّدُ إجابةً لا يرجُوها:
"منُو يا خالتِي؟"
"رِيمان" بنبرةٍ صغِيرة:
"أوَّاب ودّ الشاهِر."
أغمضَ عينيهِ، لسعةٌ حارقَة سرت فِي عرُوقهِ للحظَة، عُصارة الغضب تختلطُ بالحُزن، رمَى بالهاتِف على الأرِيكة وجلسَ على طرفِ فراشهِ، نكَس رأسهُ وهُو يُمسكهُ بينَ يديهِ ويُردِّدُ كلمةً واحِدة:
(لِيه؟ لييه؟؟؟؟)...
•
•
•
ـــــــــــــــــــــ ༺༽❁ ❁༼༻ ـــــــــــــــــــــ
•• منزلُ آل عبد الملك ••
مسحَت على رأسِ ابنتهَا المُتربّعة فِي أحضانها وأغمضَت عينيهَا بحرجٍ شديد، تشعرُ بالضيقِ على ما جرى مع والدِ ابنتها المرحُوم _بإذن الله _ غُصَّةٌ ما فِي داخلهَا، مهمَا حدث، وطالَت بينهم الخلافاتُ والمواقف، ولكنّهُ يظلُّ أبًا لابنتهَا، والحقِيقةُ الأمرُّ، أنَّ "نُوران" يتيمةٌ الآن!!
ما جعلَ دمُوعها تفيضُ دُون إرادةٍ منها، إنَّها تذكرُ كُلَّ كلمةٍ قالتهَا لهَا صدِيقتها "وهِيبة" عبر الهاتفِ عن مقتلهِ المُفاجئ والمرَوِّعِ ذاك!...
•• فلاش باك - Flash back ••
•• قبلَ يوم ••
•• فِي الرِيف ••
دقّت خطواتهُ المُترنِّحةُ أخيرًا على أرضِ منزلهِ، تتذبذبُ الرؤيةُ بينَ وضوحٍ وتشوِيش أمامهُ، لسانهُ ثقيلٌ ومُقعدٌ عن الحديثِ إلَّا من بعضِ الكلماتِ غير المفهُومة، وقفَت زوجتهُ أمامهُ وهِي تعقدُ يديهَا أمامَ صدرهَا قائلةً:
"أووووه.. السكران الحيران شرَّف."
أردفَت وهِي تقطرُ كلماتهَا بحنق:
"أنا كُنت مُفتكرة إنِّي جيت بيت، بس لأ الظاهِر أنا جيت دار مجانِين."
صاحَ وهُو يلوِّحُ بالزُجاجةِ فِي يدهِ:
"زحِّي من قدَّام وشِّي يا مرأة."
صاحَت الأُخرى بالمُقابل:
"ما زاحَّة.. لحدّ ما نشُوف حل للقرف والفوضَى دِي."
"قُلت ليك زحِّي."
"ما بزح قُلنا، يزحُّوك لقبرك."
قالَ وهُو يشيرُ إلى نفسهِ:
"أنتِ بترفعِي صُوتك عليَّ أنا؟"
"آي برفع، أوعَى تفتكرنِي زي إباء دِيك حَ أسكت ليك؟"
"ياخِي الله لا جاب باقِيك، إباء أريتها لو تبقِي زيَّها."
"أنت مجنُون؟.. بتقُول كلامك دا قدَّامِي كدا عادِي؟"
"آي بقُول، وورِّيني شِن حَ تسوِّي."
احتدمَ النقاشُ بينهمَا حتَّى أشهرَا السلاحَ فِي وجهي بعضيهمَا، فقُتل الأخيرُ فِي لحظةِ اشتدادٍ ودفاعٍ عن النفس، ندَّت صرخةٌ قويَّةٌ منهَا وهِي ترَى دمهُ يُوحل قدميهَا، وبدأت ترتجُّ كأنّها فقدت التحكُّم بأطرافها ...
•• باك - Back ••
"أمِّي، أنا لازِم أمشِي العزا؟"
قالتهَا الصغيرةُ وهِي تعبثُ بجدائلِ شعرِ والدتهَا، فأجابت الأُخرى:
"لازِم يا ماما، فِي النهايَة دا أبُوك."
"لكِن أنا ما عايزة أمشِي."
"لالا كدَا ما صح.. لازِم تقُومي بواجبك تجاههُ."
أردفَت وهِي تُقبِّلُ وجهها:
"كُلّها يُومين وبتجِي إن شاء الله.. حَ تمشِي مع جدُّو وتجِي."
"وأنتِ؟؟"
"أنا ما ينفع أمشِي يا رُوحِي، حَ أقعد هنا مع حبُّوبَة."
استطردت:
"أنا وصِّيت خالتُو وهِيبة بيك، ما تغِيبي عنّها ولا لحظَة تمام؟"
اومأت الصغيرةُ واستلقت على حُضن والدتهَا بحِيرة، بينمَا جعلت الأُخرى تمسحُ دمُوعها فِي صمت ...
•
•
•
ـــــــــــــــــــــ ༺༽❁ ❁༼༻ ـــــــــــــــــــــ
•• فِي قسمِ الشُرطَة ••
داخِل قفصِ الحُريَّة، خلفَ أقضابِ السجنِ المُظلمةُ، تتنفَّسُ الظُلم، تحتضنُ أطرافها إلى نفسهَا، وكُلّ الأصواتِ التِي هُنا تنهشُ مسامعها نهشًا، نبضاتُ قلبهَا تعلُو حتَّى تكادُ تتناهَى إلى مسامعِ اللواتِي بقُربها، أغمضت عينيهَا، ليتسرَّبَ إليهَا ذلك المنظرُ البشع الذِي يُراودهَا ككابُوسٍ يجثمُ على مُخيِّلتها كُلَّما حانت لهَا لحظةُ انفرادٍ بنفسهَا...
•• فلاش باك - Flash back ••
••قبَل يومين ••
الفصل الخامِس والعشرُون {25}
بقلم: رحاب يعقوب
{مُور فِـينَا}
•
•
•
ـــــــــــــــــــــ ༺༽❁ ❁༼༻ ـــــــــــــــــــــ
•• فِي أحدِ الفنادِق ••
•• الغُرفة رقم 175 ••
خرجَ من من الحمَّام (أكرمكمُ الله) وهُو يلتفُّ بمنشفةٍ بيضَاء فِي مُنتصف جسدهِ وينفضُ شعرهُ المُبتلّ بغزارة، صوتُ رنينِ هاتفهِ المُتكرِّر جذبهُ إليهِ لمعرفةِ المُتّصل، ابتسمَ عندمَا رأى اسمَ خالتهِ يلوحُ أعلَى الشاشة وأسرع بكبسِ زرِّ الرد:
"أووو رِيمان الحنان."
جاءهُ صوتها مُرتخيٌ بائس:
"عِكرمة يا ولدِي كيف؟"
عقدَ حاجبيهِ:
"الحمدلله.. خِير؟"
"واللهِ يا ولدِي، عايزة أقول ليك شيء."
"أممم.. سامعِك."
"باللهِ بس أخدها منِّي بالرَّاحَة."
زفرَ بضِيق:
"طيِّب قُولِي فِي شنُو؟"
"أُختك آن اتزوّجت."
وكأنَّ سهمًا رشقَ عقلهُ حِينهَا، فغرَ فاههُ بصدمةٍ غلَّفت معالمَ وجههِ قائلًا:
"كيف يعنِي اتزوّجت؟"
تنهّدت الأُخرى:
"عدِيل زي ما بقُول ليك."
"آن ما بتعملهَا بدُون علمِي يا خالتِي.. ما تهظّرُوا."
اهتزَّ صوتهَا دليلًا على بُكاءها قائلةً:
"مع الأسَف يا ولدِي عملتهَا."
نفضَ رأسهُ مرَّةً ومرّتينِ وهُو صامتٌ رجاءَ أن تُغيِّر كلمتهَا تلك، أخيرًا قال بنبرةٍ ضعيفةٍ وكأنّهُ يترصَّدُ إجابةً لا يرجُوها:
"منُو يا خالتِي؟"
"رِيمان" بنبرةٍ صغِيرة:
"أوَّاب ودّ الشاهِر."
أغمضَ عينيهِ، لسعةٌ حارقَة سرت فِي عرُوقهِ للحظَة، عُصارة الغضب تختلطُ بالحُزن، رمَى بالهاتِف على الأرِيكة وجلسَ على طرفِ فراشهِ، نكَس رأسهُ وهُو يُمسكهُ بينَ يديهِ ويُردِّدُ كلمةً واحِدة:
(لِيه؟ لييه؟؟؟؟)...
•
•
•
ـــــــــــــــــــــ ༺༽❁ ❁༼༻ ـــــــــــــــــــــ
•• منزلُ آل عبد الملك ••
مسحَت على رأسِ ابنتهَا المُتربّعة فِي أحضانها وأغمضَت عينيهَا بحرجٍ شديد، تشعرُ بالضيقِ على ما جرى مع والدِ ابنتها المرحُوم _بإذن الله _ غُصَّةٌ ما فِي داخلهَا، مهمَا حدث، وطالَت بينهم الخلافاتُ والمواقف، ولكنّهُ يظلُّ أبًا لابنتهَا، والحقِيقةُ الأمرُّ، أنَّ "نُوران" يتيمةٌ الآن!!
ما جعلَ دمُوعها تفيضُ دُون إرادةٍ منها، إنَّها تذكرُ كُلَّ كلمةٍ قالتهَا لهَا صدِيقتها "وهِيبة" عبر الهاتفِ عن مقتلهِ المُفاجئ والمرَوِّعِ ذاك!...
•• فلاش باك - Flash back ••
•• قبلَ يوم ••
•• فِي الرِيف ••
دقّت خطواتهُ المُترنِّحةُ أخيرًا على أرضِ منزلهِ، تتذبذبُ الرؤيةُ بينَ وضوحٍ وتشوِيش أمامهُ، لسانهُ ثقيلٌ ومُقعدٌ عن الحديثِ إلَّا من بعضِ الكلماتِ غير المفهُومة، وقفَت زوجتهُ أمامهُ وهِي تعقدُ يديهَا أمامَ صدرهَا قائلةً:
"أووووه.. السكران الحيران شرَّف."
أردفَت وهِي تقطرُ كلماتهَا بحنق:
"أنا كُنت مُفتكرة إنِّي جيت بيت، بس لأ الظاهِر أنا جيت دار مجانِين."
صاحَ وهُو يلوِّحُ بالزُجاجةِ فِي يدهِ:
"زحِّي من قدَّام وشِّي يا مرأة."
صاحَت الأُخرى بالمُقابل:
"ما زاحَّة.. لحدّ ما نشُوف حل للقرف والفوضَى دِي."
"قُلت ليك زحِّي."
"ما بزح قُلنا، يزحُّوك لقبرك."
قالَ وهُو يشيرُ إلى نفسهِ:
"أنتِ بترفعِي صُوتك عليَّ أنا؟"
"آي برفع، أوعَى تفتكرنِي زي إباء دِيك حَ أسكت ليك؟"
"ياخِي الله لا جاب باقِيك، إباء أريتها لو تبقِي زيَّها."
"أنت مجنُون؟.. بتقُول كلامك دا قدَّامِي كدا عادِي؟"
"آي بقُول، وورِّيني شِن حَ تسوِّي."
احتدمَ النقاشُ بينهمَا حتَّى أشهرَا السلاحَ فِي وجهي بعضيهمَا، فقُتل الأخيرُ فِي لحظةِ اشتدادٍ ودفاعٍ عن النفس، ندَّت صرخةٌ قويَّةٌ منهَا وهِي ترَى دمهُ يُوحل قدميهَا، وبدأت ترتجُّ كأنّها فقدت التحكُّم بأطرافها ...
•• باك - Back ••
"أمِّي، أنا لازِم أمشِي العزا؟"
قالتهَا الصغيرةُ وهِي تعبثُ بجدائلِ شعرِ والدتهَا، فأجابت الأُخرى:
"لازِم يا ماما، فِي النهايَة دا أبُوك."
"لكِن أنا ما عايزة أمشِي."
"لالا كدَا ما صح.. لازِم تقُومي بواجبك تجاههُ."
أردفَت وهِي تُقبِّلُ وجهها:
"كُلّها يُومين وبتجِي إن شاء الله.. حَ تمشِي مع جدُّو وتجِي."
"وأنتِ؟؟"
"أنا ما ينفع أمشِي يا رُوحِي، حَ أقعد هنا مع حبُّوبَة."
استطردت:
"أنا وصِّيت خالتُو وهِيبة بيك، ما تغِيبي عنّها ولا لحظَة تمام؟"
اومأت الصغيرةُ واستلقت على حُضن والدتهَا بحِيرة، بينمَا جعلت الأُخرى تمسحُ دمُوعها فِي صمت ...
•
•
•
ـــــــــــــــــــــ ༺༽❁ ❁༼༻ ـــــــــــــــــــــ
•• فِي قسمِ الشُرطَة ••
داخِل قفصِ الحُريَّة، خلفَ أقضابِ السجنِ المُظلمةُ، تتنفَّسُ الظُلم، تحتضنُ أطرافها إلى نفسهَا، وكُلّ الأصواتِ التِي هُنا تنهشُ مسامعها نهشًا، نبضاتُ قلبهَا تعلُو حتَّى تكادُ تتناهَى إلى مسامعِ اللواتِي بقُربها، أغمضت عينيهَا، ليتسرَّبَ إليهَا ذلك المنظرُ البشع الذِي يُراودهَا ككابُوسٍ يجثمُ على مُخيِّلتها كُلَّما حانت لهَا لحظةُ انفرادٍ بنفسهَا...
•• فلاش باك - Flash back ••
••قبَل يومين ••
❤12
رِوايات سُودانية🪐🤎!)"
غيُوم زرقاء الفصل الرابِع والعشرُون {24} بقلم: رحاب يعقوب {مُور فِـينَا} صلِّ على النبي ﷺ • • • ـــــــــــــــــــــ ༺༽❁ ❁༼༻ ـــــــــــــــــــــ (أمَّا الكلماتُ الذائبةُ تحت لسانِي فتجرِي مجرى الدمعِ وتفيضُ بهمَا العينان وأمَّا الحُبّ المرسُومِ…
عينينِ شاخصتينِ نحَو تلك الجُثَّةِ المُعلَّقةِ أمامهَا، وجهٌ واجمٌ ومُصفرٌّ، أكبالٌ تُقيِّد جسدهَا وقلبهَا ينبضُ بعُنفِ يكادُ يخترقُ ضلُوعها ويخرجُ منهَا، بالكادِ تستطيعُ ازدرادَ رِيقها، عُصارةٍ لاسعـة تجرِي بينَ أوصالها من الذُعر، كيف حدث ذلك؟ وكيف هي هُنا؟
صوتُ قهقهةٍ شاهِق شقّ صمتَ المكان، صداهُ يتردَّدُ فِي كُلّ الأنحَاء، أجفَلت وهِي تلتفتُ إليهِ:
"مرتِي وحبيبتِي الخاينَة."
قذفَ بمفتاحهِ نحوَ المصباحِ الجاهِر فِي وجها بشدَّة ليُحطّمهُ، اقترب منهَا وشدَّ على فكّها الأسفَل بسخط:
"كُنتِ مع اللعِين داك؟.. هاه؟"
حاولت أن تُفلت وجهها منهُ ولكنّها لم تُفلح، إذ أحكم قبضتهُ أكثر واقترب منهَا بوجههِ قائلًا بحدَّةٍ:
"أنتِ بتخُونِيني؟"
نزعَ اللاصقَ من فمها وفكّها بقوَّةٍ آلمتها فأمطَرت الدمُوع وقالَت بصوتٍ مُرتجف:
"أنت جبان، واحِد جبان."
هدرَ فِي وجهها:
"أسكتِ، نفسك ما عايز أسمعهُ."
ابتسامةٌ جانبيَّةٌ مُستهزئة استقرَّت على شفتيهَا وهِي تُطالع غضبهُ:
"خايف منّهُ صح؟ لأنّهُ أرجَل منَّك وعارِف ياخد حقّهُ، ما زي المسكِينة الأنت قاتلهَا دِي."
"كلمَة تانيَة يا هِينار وبلحِّقك ليها."
"قتلتهَا ليه يا مُعِيد؟ لمِيس عملت ليك شنُو؟"
"فِي سُؤال مفرُوض أنتِ تجاوبي عليهُ، كُنتِ بتعملِي شنُو مع عِكرمة؟ "
صاحَت بهِ مُنتفضةً:
"أنت قايلنِي قذرة زي أفكارك دِي؟ أنا البعملهُ ما بيخصَّك، فاهِم؟"
أردفَت:
"وغباء سُؤالك ما حَ ينسِّيني عملتك، قتلتهَا ليه يا مُعِيد؟"
"عشان اتجرَّأت زيّك واتطاولَت على الأكبر منَّها، دِي النتِيجة."
أردفَ وهُو يدورُ حولهَا:
"مُوتها كان زيَّ الانتحَار زي ما شايفَة، وأبدًا ما انتحرَت، لكن أبدًا ما حَ أحاوِل ألوِّث يدّي بيهَا."
استطرد وهُو يقتربُ من كُرسيّها ويستندُ عليهِ:
"المشهَد ظاهِر إنّهُ انتحارِي ولكِن لأ، هُو مشهد قتل، لكن بيدّينك أنتِ."
شهقَت بفزع، واصَل وعلى ثغرهِ ابتسامةٌ لعوبٌ:
"قتلتهَا أنا، لكِن البصمات الموجُودَة فِي جسمهَا هِي بصماتك."
قالَ بفحيحٍ:
"ومن غير ما تكُوني واعيَة طبعت بصماتك عليهَا، يعنِي حاليًّا فِي ساحة الجرِيمة ماف شخص غِيرك، وحَ تدخلي السجن."
وضعَ يدهُ على خدِّها وهُو يرشقهَا بنظرةٍ شيطانيَّة:
"بعد الفحص الجنائي حَ يتبيَّن إنّهُ أنتِ القاتلَة من آثار بصماتك، وأنا حَ أرفع قضيَّة عليك."
همسَ أمامَ شفتيهَا بحدَّة:
"عشان تانِي ما تحاولِي تلعبِي بالنّار."
نبست بخفُوت وعينيهَا مغرورقتينِ:
"عشان تعمَل كدا خطفتنِي؟"
أفرجَ عن ابتسامةٍ تقطرُ بالشر:
"أيوا."
أغمضَت لتفيض عينيهَا بالدمُوع:
"الله ينتقم منَّك، الله ينتقم منَّك."
مرَّر أصابعهُ على وجنتيها واقتربَ من أذنهَا هامسًا:
"أمَّا الواقفَة لي معاهُ داك، صدِّقِيني نهايتهُ قرَّبت."
استنشقَ رائحةَ حجابها بعُمق، ممَّ أثارَ الرعشةَ فِي جميعِ أوصالهَا، خوفًا وذُعرًا ممَّ تراهُ أمامهَا...
•• باك - Back ••
انشقّت قوقعةُ الذكريات على صوتِ عائلتها الذِي ترامَى إليهَا من خلفِ القضبان، قامَت إليهم بلا وعي وهِي تستنجدُ بهم:
"ماما.. ب.. بابا أقسم باللهِ أنا ما عملت شيء."
"راويَة" وهي تُقبِّلُ يدهَا المُمتدَّةِ من بينِ القضبان وتبكي:
"عارفين حبيبتِي وأصلًا ما حَ نخلِّيك، بس خلِّي إيمانك بربَّنا كبير."
"صُباحِي" بألم:
"هِينار يا بابا أوعك تخافِي وأنتِ الحق، خلِّيك مُؤمنَة وواثقَة بإنّهُ ربَّنا حَ يفرجها."
اقتربَت "لِيلاس" لتشبكَ يديهَا مع يدي صدِيقتها، وتغرقَا فِي موجةِ بُكاءٍ مُؤلمةٍ، يعزُّ عليهَا أن ترى رفيقَة عُمرها وهي حزِينة، فكيف تراهَا وهي فِي مثلِ هذا الموقف؟ خائفةٌ، مقهورةٌ دُون أن تستطيع ضمَّها إلى صدرهَا ومُقاسمتهَا حُزنها، راحت تُحاول تصبيرهَا ببضعِ كلماتٍ قلائلٍ:
"أصبرِي يا حبيبتِي، واللهِ حَ تُفرج بإذن الله."
اقتربَ "ناجِد" وهُو يسأل:
"هِينار دا منُو العمَل فيك كدا؟"
"هِينار" بتلعثم:
"نننن ناجِد..."
ردَّدها للمرَّةِ الثانيَّةِ ودمهُ يغلِي:
"قُولِي يا هِينار."
"هِينار" بخفوتٍ وألم:
"مُعِيد."
الجمِيع ناظر وجههَا بصدمةٍ، إلَّا "ناجِد"، كانَ يضعُ الانتقامَ نُصب عينيهِ فقالَ بحدَّةٍ:
"ما عارِف هُو غلط مع منُو."
توجَّهَ نحوَ البابِ وكاد ينطلقُ كالشرار، لولَا أنّهُ أحسَّ بضيقٍ مُفاجئ فِي صدرهِ، عُسرٌ فِي التنفُّس، ألمٌ شديدٌ يحفرُ ضلوعهُ؛ فسقطَ أرضًا خائر القوَى، وقد ندَّت صرخةٌ قويَّةٌ من أفواهِ عائلتهِ وهُم يهرعُونَ نحوهُ ...
•
•
•
ـــــــــــــــــــــ ༺༽❁ ❁༼༻ ـــــــــــــــــــــ
•• فِي مكانٍ آخر ••
مكانٌ مُغلقٌ، قِدرٌ ضخمةٌ للغاية تغلِي فوقَ جمراتٍ مُلتهبَة وجنازيرٌ تُقيِّدُ جسدهُ فوقَ تلك القِدر، بضعُ سنتمتراتٍ أخرى ويسقطُ عليها؛ ليغلِي جسدهُ فوقهَا ويذُوب، نظرَ إلى عدوِّهِ الذِي وقفَ أمامهُ وهُو يرفعُ إسدالَ سُترتهِ عن رأسهِ:
صوتُ قهقهةٍ شاهِق شقّ صمتَ المكان، صداهُ يتردَّدُ فِي كُلّ الأنحَاء، أجفَلت وهِي تلتفتُ إليهِ:
"مرتِي وحبيبتِي الخاينَة."
قذفَ بمفتاحهِ نحوَ المصباحِ الجاهِر فِي وجها بشدَّة ليُحطّمهُ، اقترب منهَا وشدَّ على فكّها الأسفَل بسخط:
"كُنتِ مع اللعِين داك؟.. هاه؟"
حاولت أن تُفلت وجهها منهُ ولكنّها لم تُفلح، إذ أحكم قبضتهُ أكثر واقترب منهَا بوجههِ قائلًا بحدَّةٍ:
"أنتِ بتخُونِيني؟"
نزعَ اللاصقَ من فمها وفكّها بقوَّةٍ آلمتها فأمطَرت الدمُوع وقالَت بصوتٍ مُرتجف:
"أنت جبان، واحِد جبان."
هدرَ فِي وجهها:
"أسكتِ، نفسك ما عايز أسمعهُ."
ابتسامةٌ جانبيَّةٌ مُستهزئة استقرَّت على شفتيهَا وهِي تُطالع غضبهُ:
"خايف منّهُ صح؟ لأنّهُ أرجَل منَّك وعارِف ياخد حقّهُ، ما زي المسكِينة الأنت قاتلهَا دِي."
"كلمَة تانيَة يا هِينار وبلحِّقك ليها."
"قتلتهَا ليه يا مُعِيد؟ لمِيس عملت ليك شنُو؟"
"فِي سُؤال مفرُوض أنتِ تجاوبي عليهُ، كُنتِ بتعملِي شنُو مع عِكرمة؟ "
صاحَت بهِ مُنتفضةً:
"أنت قايلنِي قذرة زي أفكارك دِي؟ أنا البعملهُ ما بيخصَّك، فاهِم؟"
أردفَت:
"وغباء سُؤالك ما حَ ينسِّيني عملتك، قتلتهَا ليه يا مُعِيد؟"
"عشان اتجرَّأت زيّك واتطاولَت على الأكبر منَّها، دِي النتِيجة."
أردفَ وهُو يدورُ حولهَا:
"مُوتها كان زيَّ الانتحَار زي ما شايفَة، وأبدًا ما انتحرَت، لكن أبدًا ما حَ أحاوِل ألوِّث يدّي بيهَا."
استطرد وهُو يقتربُ من كُرسيّها ويستندُ عليهِ:
"المشهَد ظاهِر إنّهُ انتحارِي ولكِن لأ، هُو مشهد قتل، لكن بيدّينك أنتِ."
شهقَت بفزع، واصَل وعلى ثغرهِ ابتسامةٌ لعوبٌ:
"قتلتهَا أنا، لكِن البصمات الموجُودَة فِي جسمهَا هِي بصماتك."
قالَ بفحيحٍ:
"ومن غير ما تكُوني واعيَة طبعت بصماتك عليهَا، يعنِي حاليًّا فِي ساحة الجرِيمة ماف شخص غِيرك، وحَ تدخلي السجن."
وضعَ يدهُ على خدِّها وهُو يرشقهَا بنظرةٍ شيطانيَّة:
"بعد الفحص الجنائي حَ يتبيَّن إنّهُ أنتِ القاتلَة من آثار بصماتك، وأنا حَ أرفع قضيَّة عليك."
همسَ أمامَ شفتيهَا بحدَّة:
"عشان تانِي ما تحاولِي تلعبِي بالنّار."
نبست بخفُوت وعينيهَا مغرورقتينِ:
"عشان تعمَل كدا خطفتنِي؟"
أفرجَ عن ابتسامةٍ تقطرُ بالشر:
"أيوا."
أغمضَت لتفيض عينيهَا بالدمُوع:
"الله ينتقم منَّك، الله ينتقم منَّك."
مرَّر أصابعهُ على وجنتيها واقتربَ من أذنهَا هامسًا:
"أمَّا الواقفَة لي معاهُ داك، صدِّقِيني نهايتهُ قرَّبت."
استنشقَ رائحةَ حجابها بعُمق، ممَّ أثارَ الرعشةَ فِي جميعِ أوصالهَا، خوفًا وذُعرًا ممَّ تراهُ أمامهَا...
•• باك - Back ••
انشقّت قوقعةُ الذكريات على صوتِ عائلتها الذِي ترامَى إليهَا من خلفِ القضبان، قامَت إليهم بلا وعي وهِي تستنجدُ بهم:
"ماما.. ب.. بابا أقسم باللهِ أنا ما عملت شيء."
"راويَة" وهي تُقبِّلُ يدهَا المُمتدَّةِ من بينِ القضبان وتبكي:
"عارفين حبيبتِي وأصلًا ما حَ نخلِّيك، بس خلِّي إيمانك بربَّنا كبير."
"صُباحِي" بألم:
"هِينار يا بابا أوعك تخافِي وأنتِ الحق، خلِّيك مُؤمنَة وواثقَة بإنّهُ ربَّنا حَ يفرجها."
اقتربَت "لِيلاس" لتشبكَ يديهَا مع يدي صدِيقتها، وتغرقَا فِي موجةِ بُكاءٍ مُؤلمةٍ، يعزُّ عليهَا أن ترى رفيقَة عُمرها وهي حزِينة، فكيف تراهَا وهي فِي مثلِ هذا الموقف؟ خائفةٌ، مقهورةٌ دُون أن تستطيع ضمَّها إلى صدرهَا ومُقاسمتهَا حُزنها، راحت تُحاول تصبيرهَا ببضعِ كلماتٍ قلائلٍ:
"أصبرِي يا حبيبتِي، واللهِ حَ تُفرج بإذن الله."
اقتربَ "ناجِد" وهُو يسأل:
"هِينار دا منُو العمَل فيك كدا؟"
"هِينار" بتلعثم:
"نننن ناجِد..."
ردَّدها للمرَّةِ الثانيَّةِ ودمهُ يغلِي:
"قُولِي يا هِينار."
"هِينار" بخفوتٍ وألم:
"مُعِيد."
الجمِيع ناظر وجههَا بصدمةٍ، إلَّا "ناجِد"، كانَ يضعُ الانتقامَ نُصب عينيهِ فقالَ بحدَّةٍ:
"ما عارِف هُو غلط مع منُو."
توجَّهَ نحوَ البابِ وكاد ينطلقُ كالشرار، لولَا أنّهُ أحسَّ بضيقٍ مُفاجئ فِي صدرهِ، عُسرٌ فِي التنفُّس، ألمٌ شديدٌ يحفرُ ضلوعهُ؛ فسقطَ أرضًا خائر القوَى، وقد ندَّت صرخةٌ قويَّةٌ من أفواهِ عائلتهِ وهُم يهرعُونَ نحوهُ ...
•
•
•
ـــــــــــــــــــــ ༺༽❁ ❁༼༻ ـــــــــــــــــــــ
•• فِي مكانٍ آخر ••
مكانٌ مُغلقٌ، قِدرٌ ضخمةٌ للغاية تغلِي فوقَ جمراتٍ مُلتهبَة وجنازيرٌ تُقيِّدُ جسدهُ فوقَ تلك القِدر، بضعُ سنتمتراتٍ أخرى ويسقطُ عليها؛ ليغلِي جسدهُ فوقهَا ويذُوب، نظرَ إلى عدوِّهِ الذِي وقفَ أمامهُ وهُو يرفعُ إسدالَ سُترتهِ عن رأسهِ:
❤8
رِوايات سُودانية🪐🤎!)"
غيُوم زرقاء الفصل الرابِع والعشرُون {24} بقلم: رحاب يعقوب {مُور فِـينَا} صلِّ على النبي ﷺ • • • ـــــــــــــــــــــ ༺༽❁ ❁༼༻ ـــــــــــــــــــــ (أمَّا الكلماتُ الذائبةُ تحت لسانِي فتجرِي مجرى الدمعِ وتفيضُ بهمَا العينان وأمَّا الحُبّ المرسُومِ…
"يعنِي أنت مُصر تخلِّيني أرتكب فِيك جرِيمة يا مُعِيد صح؟"
أردفَ بنبرةٍ هادرةٍ وهُو يُناظرُ وجهَهُ المُتصبِّب بالعرَق:
"بتقرِّب على هِينار ليه؟"
استطردَ وهُو يُحدِّجهُ بنظرةٍ ناريَّة:
"ولا أنت خلاص، اتعوَّدت تتلاعَب بمُمتلكات غِيرك؟ "
"مُعِيد" وهُو يلفظُ أنفاسهُ بتعب:
"عِكرمة.. أنت بتجنِي على نفسك ليه؟"
"أنت البتجنِي على نفسَك، وقبل ما أفك جنازِيرك دِي وتمشِي لـ الله يا نجس، حَ تعترف بإنَّك أنت السجنت هِينار."
"مُعِيد" باستهزاء:
"أضغاث أحلام."
"الظاهِر أنتُوا ما اكتفِيتُوا من العملتوهُ زمان، وقت ما أبُوك قتل أبُوي، واتزوَّج أمِّي إجبارًا من طمعهُ فِيها وفِي ثروتها، وقت أنت حبستنِي فُي مُستشفى الأمراض العقليّة، عشان ما أقيف فِي وش عمايلك، ووقت حاولتَ تغتصب آن يا قذر."
أردفَ:
"ولأ، فوق دا أبُوك أخفَى أمِّي عنّنا، سنِين ونحن عايشين ما عارفِين عنَّها حاجَة، عشان حضرت جرِيمة من جرايمهُ القذرة، ودا كُلّه، وحضرة سيادة أمَّك عايشَة فِي نعِيم وما عارفَة عنّهُ شيء، ما عارفَة إنّهُ زوجها خائن، وإنَّهُ ولدهَا أنجس خلق الله، فاكرِين بتصرُّفاتكم الحيوانيَّة دِي حَ تستضعفُونِي؟"
هزَّ رأسهُ باستهزاء:
"أنتُوا لسَّة حـ تشوفُوا شيء أكبر."
أخيرًا قال بتشفِّي:
"العقاب الربَّانِي جاء بما عملتهُ أيديكم يا أنجاس."
"عِكرمة، ما تحاوِل تقع فِي حُفرة ما بتطلع منَّها حذَّرتك."
أردفَ بألمٍ من شدّة ربطِ الجنازِير:
"فكَّنِي يا حيوان."
ثبَّت "عِكرمة" عُود السجارةِ بينَ شفتيهِ ثمَّ أشعلَ القدَّاحَة قائلًا بعد النفخةِ الأولَى:
"أمّك حاليًّا عارفَة حقيقتكُم، لكن دا ما بيشفَع ليها."
نفخةٌ ثانيَة، وأردفَ:
"لأنّهُ هِي وأبُوك، تحت قبضتِي."
نفخةٌ ثالثَة، ليستطردَ ببرُود:
"وحَ يمُوتوا إذا ما اتحرّكت أنت."
"مُعِيد" بحنق:
"لحقت تخطف أبُوي برضهُ يا..."
"عِكرمة" مُقاطعًا لهُ:
"كلمَة تانيَة حَ أبلِّعك لسانك. "
عرضَ عليهِ مقطعٌ مرئيٌّ واضحٌ على شاشة هاتفهِ يخصُّ أمّهُ وأباهُ المُحتجزينَ تحت التهدِيد:
"حَ تنفِّذ؟.. ولا حَ تودّعهم؟"
"مُعِيد" بغضبٍ شديد:
"عِكرمة."
"تمام.. ودّعهم إذن."
وجدَ الآخرُ نفسهُ فِي موقفِ المفعُول بهِ، ليس لهُ إلَّا أن يستجيب لطلباتِ عدوِّهِ حِينها، صاحَ عليهِ قبل أن يكبس زرَّ الاتَّصال:
"مُوافِق يا عِكرمة.. مُوافق أتكلّم الحقِيقة"
ابتسمَ "عِكرمة" بانتصَار:
"وحَ تطلِّقها، حَ تدِّيها حُريَّتها بدُون نقاش"...
•
•
•
ـــــــــــــــــــــ ༺༽❁ ❁༼༻ ـــــــــــــــــــــ
•• بعد مرُور أربعةِ أشهر ••
•• منزلُ آل صُباحِي ••
جفُونها مَسدُولةٌ على عينيهَا المُنهملتينِ بغزارةٍ على خدُودهَا، وخزاتٌ تشنُّ هجُومًا على صدرهَا وهِي تضمُّ صُورة شقِيقها إلى قلبهَا، لا يزالُ ألمُ فراقهِ مُشتعلًا بقلبهَا كما لو أنَّها فارقتهُ لتوّهَا، انهَالت على ذاكرتهَا ذكرًى لهمَا كالسيفِ فِي مضربهِ...
•• فلاش باك - Flash back ••
•• قبلَ سنتينِ ••
جلسَ على الكُرسيِّ المُتأرجحِ على شُرفةِ المنزلِ، يُطالع جهاز الحاسُوب أمامهُ بتدقيقٍ ويحكُّ ذاقنتهُ، التفتَ حِينما سمعَ صوت تصادُم الأكواب الطفِيف واستنشقَ رائحة الشاي الزكيَّة، ابتسمَ بمرح:
" أوووو.. قال لِيك مالكة مطعم الزنبقَة الليلَة بنفسهَا جايبَة لي شاي بالنعناع من تحت يدَّها."
وضعَت الأكواب أمامهُ وجلست بجوارهِ مُبتسمةً:
"مفرُوض تحمد الله."
"النرجسيَّة ما تطير!"
حمحمَت بثقَة:
"حقَّنا ومُستحقّنا."
قالَ بعد أن ارتشفَ من الكوبِ أمامهِ:
"ياخ دا الكيف ولا بلاش."
"مُنتبه إنَّك بتكبِّر لي فِي رأسِي زيادَة يا نَاجد؟"
"خلِّينا من تكبير الرأس.. وشِّك دا ما بعجب الحاصِل شنُو؟"
تنهَّدت بضِيق:
"هُو واضِح أصلًا ولا أنت بتعرف تقرأ أفكارِي؟"
"مفرُوض تعرفِي إنِّي بعرف اقراك من بدرِي."
"أفف."
فتحَ ذراعيهِ لها لترتمِي إلى حُضنهِ ويُقبِّل رأسهَا:
"خِير إن شاء الله؟"
"مُتضايقة من شويَّة مشاكِل من أمس."
"عندك مشاكِل فِي المطعم؟ مُتضايقة من قرُوش ولا شيء؟"
هزَّت رأسهَا نافيةً:
"شويَّة ضغُوطات بس."
"وليه ما حكيتِ لي من أمس؟"
"كُنت مشغُول، ونُوف كانت موجُودة."
"هِينار، أوًّلًا وأخيرًا أنا ما عندِي حاجة أهمَّ منّك عشان أنشغل بيهَا، يعنِي أنتِ لو شُفتِيني غرقان فِي المشغُوليّات تجِي تحكِي لي، وخلِّيك عارفَة إنّهُ ماف واحدَة بتاخد مكانِك فِي حياتِي عشان ما تجِي تقُولي لي نُوف، أنتِ وأمِّي قبل النَّاس كُلّهم."
أدمعَت عينيهَا:
"أنا بحبَّك."
"وأنا ناجِد يا بحبَّك."
انفصلت عنهُ ومسحَت دمُوعها:
"ثقيييل."
ضحكَ:
"تجِي نمشِي مشوَار بالعربيّة، وتحكِي لي فِي الطريق؟"
ابتسمَت:
"مُوافقـَة"...
•• باك - Back ••
أردفَ بنبرةٍ هادرةٍ وهُو يُناظرُ وجهَهُ المُتصبِّب بالعرَق:
"بتقرِّب على هِينار ليه؟"
استطردَ وهُو يُحدِّجهُ بنظرةٍ ناريَّة:
"ولا أنت خلاص، اتعوَّدت تتلاعَب بمُمتلكات غِيرك؟ "
"مُعِيد" وهُو يلفظُ أنفاسهُ بتعب:
"عِكرمة.. أنت بتجنِي على نفسك ليه؟"
"أنت البتجنِي على نفسَك، وقبل ما أفك جنازِيرك دِي وتمشِي لـ الله يا نجس، حَ تعترف بإنَّك أنت السجنت هِينار."
"مُعِيد" باستهزاء:
"أضغاث أحلام."
"الظاهِر أنتُوا ما اكتفِيتُوا من العملتوهُ زمان، وقت ما أبُوك قتل أبُوي، واتزوَّج أمِّي إجبارًا من طمعهُ فِيها وفِي ثروتها، وقت أنت حبستنِي فُي مُستشفى الأمراض العقليّة، عشان ما أقيف فِي وش عمايلك، ووقت حاولتَ تغتصب آن يا قذر."
أردفَ:
"ولأ، فوق دا أبُوك أخفَى أمِّي عنّنا، سنِين ونحن عايشين ما عارفِين عنَّها حاجَة، عشان حضرت جرِيمة من جرايمهُ القذرة، ودا كُلّه، وحضرة سيادة أمَّك عايشَة فِي نعِيم وما عارفَة عنّهُ شيء، ما عارفَة إنّهُ زوجها خائن، وإنَّهُ ولدهَا أنجس خلق الله، فاكرِين بتصرُّفاتكم الحيوانيَّة دِي حَ تستضعفُونِي؟"
هزَّ رأسهُ باستهزاء:
"أنتُوا لسَّة حـ تشوفُوا شيء أكبر."
أخيرًا قال بتشفِّي:
"العقاب الربَّانِي جاء بما عملتهُ أيديكم يا أنجاس."
"عِكرمة، ما تحاوِل تقع فِي حُفرة ما بتطلع منَّها حذَّرتك."
أردفَ بألمٍ من شدّة ربطِ الجنازِير:
"فكَّنِي يا حيوان."
ثبَّت "عِكرمة" عُود السجارةِ بينَ شفتيهِ ثمَّ أشعلَ القدَّاحَة قائلًا بعد النفخةِ الأولَى:
"أمّك حاليًّا عارفَة حقيقتكُم، لكن دا ما بيشفَع ليها."
نفخةٌ ثانيَة، وأردفَ:
"لأنّهُ هِي وأبُوك، تحت قبضتِي."
نفخةٌ ثالثَة، ليستطردَ ببرُود:
"وحَ يمُوتوا إذا ما اتحرّكت أنت."
"مُعِيد" بحنق:
"لحقت تخطف أبُوي برضهُ يا..."
"عِكرمة" مُقاطعًا لهُ:
"كلمَة تانيَة حَ أبلِّعك لسانك. "
عرضَ عليهِ مقطعٌ مرئيٌّ واضحٌ على شاشة هاتفهِ يخصُّ أمّهُ وأباهُ المُحتجزينَ تحت التهدِيد:
"حَ تنفِّذ؟.. ولا حَ تودّعهم؟"
"مُعِيد" بغضبٍ شديد:
"عِكرمة."
"تمام.. ودّعهم إذن."
وجدَ الآخرُ نفسهُ فِي موقفِ المفعُول بهِ، ليس لهُ إلَّا أن يستجيب لطلباتِ عدوِّهِ حِينها، صاحَ عليهِ قبل أن يكبس زرَّ الاتَّصال:
"مُوافِق يا عِكرمة.. مُوافق أتكلّم الحقِيقة"
ابتسمَ "عِكرمة" بانتصَار:
"وحَ تطلِّقها، حَ تدِّيها حُريَّتها بدُون نقاش"...
•
•
•
ـــــــــــــــــــــ ༺༽❁ ❁༼༻ ـــــــــــــــــــــ
•• بعد مرُور أربعةِ أشهر ••
•• منزلُ آل صُباحِي ••
جفُونها مَسدُولةٌ على عينيهَا المُنهملتينِ بغزارةٍ على خدُودهَا، وخزاتٌ تشنُّ هجُومًا على صدرهَا وهِي تضمُّ صُورة شقِيقها إلى قلبهَا، لا يزالُ ألمُ فراقهِ مُشتعلًا بقلبهَا كما لو أنَّها فارقتهُ لتوّهَا، انهَالت على ذاكرتهَا ذكرًى لهمَا كالسيفِ فِي مضربهِ...
•• فلاش باك - Flash back ••
•• قبلَ سنتينِ ••
جلسَ على الكُرسيِّ المُتأرجحِ على شُرفةِ المنزلِ، يُطالع جهاز الحاسُوب أمامهُ بتدقيقٍ ويحكُّ ذاقنتهُ، التفتَ حِينما سمعَ صوت تصادُم الأكواب الطفِيف واستنشقَ رائحة الشاي الزكيَّة، ابتسمَ بمرح:
" أوووو.. قال لِيك مالكة مطعم الزنبقَة الليلَة بنفسهَا جايبَة لي شاي بالنعناع من تحت يدَّها."
وضعَت الأكواب أمامهُ وجلست بجوارهِ مُبتسمةً:
"مفرُوض تحمد الله."
"النرجسيَّة ما تطير!"
حمحمَت بثقَة:
"حقَّنا ومُستحقّنا."
قالَ بعد أن ارتشفَ من الكوبِ أمامهِ:
"ياخ دا الكيف ولا بلاش."
"مُنتبه إنَّك بتكبِّر لي فِي رأسِي زيادَة يا نَاجد؟"
"خلِّينا من تكبير الرأس.. وشِّك دا ما بعجب الحاصِل شنُو؟"
تنهَّدت بضِيق:
"هُو واضِح أصلًا ولا أنت بتعرف تقرأ أفكارِي؟"
"مفرُوض تعرفِي إنِّي بعرف اقراك من بدرِي."
"أفف."
فتحَ ذراعيهِ لها لترتمِي إلى حُضنهِ ويُقبِّل رأسهَا:
"خِير إن شاء الله؟"
"مُتضايقة من شويَّة مشاكِل من أمس."
"عندك مشاكِل فِي المطعم؟ مُتضايقة من قرُوش ولا شيء؟"
هزَّت رأسهَا نافيةً:
"شويَّة ضغُوطات بس."
"وليه ما حكيتِ لي من أمس؟"
"كُنت مشغُول، ونُوف كانت موجُودة."
"هِينار، أوًّلًا وأخيرًا أنا ما عندِي حاجة أهمَّ منّك عشان أنشغل بيهَا، يعنِي أنتِ لو شُفتِيني غرقان فِي المشغُوليّات تجِي تحكِي لي، وخلِّيك عارفَة إنّهُ ماف واحدَة بتاخد مكانِك فِي حياتِي عشان ما تجِي تقُولي لي نُوف، أنتِ وأمِّي قبل النَّاس كُلّهم."
أدمعَت عينيهَا:
"أنا بحبَّك."
"وأنا ناجِد يا بحبَّك."
انفصلت عنهُ ومسحَت دمُوعها:
"ثقيييل."
ضحكَ:
"تجِي نمشِي مشوَار بالعربيّة، وتحكِي لي فِي الطريق؟"
ابتسمَت:
"مُوافقـَة"...
•• باك - Back ••
❤10
