Telegram Web Link
«إنّ الصلاةَ على النبيِّ وآلِهِ
‏تُرضي القلوبَ وتُذهبُ الأحزان.»
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
#شرح_الحديث :🍃

في هذا الحديثِ يقول النبي صلى الله عليه وسلم عَنِ البِرِّ، أي: الطَّاعةِ، والإثمِ، أي: المعصيةِ، فقالَ: البِرُّ، أي: أعظمُ خِصالِه أوِ البِرُّ كلُّه مُجْمَلًا حُسنُ الْخُلقِ، أي: مَع الخَلقِ بِأمْرِ الحقِّ، أو مُداراةُ الخَلْقِ، ومُراعاةُ الحقِّ، والإثمُ ما حاكَ، أي: تَردَّدَ وتحرَّكَ وأَثَّرَ في نفْسِكَ بأنْ لم تَنشرِحْ له وحلَّ في القلبِ منه الشَّكُّ والخوفُ مِن كونِه ذَنْبًا وأَقْلَقَه ولَمْ يَطمئِنَّ إليه، وكَرهْتَ أنْ يَطَّلِعَ عليه النَّاسُ؛ لأنَّه محلُّ ذمٍّ وعَيْبٍ، فَتجدُك مُتردِّدًا فيه، وتَكرَهُ أنْ يطَّلِعَ النَّاسُ عَليكَ. وهذه الجُملةُ إنَّما هي لِمَنْ كانَ قَلبُه صافيًا سليمًا، فهذا هو الَّذي يَحُوكُ في نَفسِه ما كان إثمًا ويَكرهُ أنْ يطَّلعَ عليه النَّاسُ.
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
̨ڜــمۭــ؏ــۃ
Photo
#شرح_الحديث : 🍃

في هذا الحديث: بيانُ فَضيلَةِ نَوعٍ مِن أنواعِ الذِّكْرِ، فَقَدْ رَوَتْ جُوَيْرِيَةُ بنتُ الحارِثِ أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم خَرَجَ مِن عِندِها بُكْرَةً، أي: أَوَّلَ نَهارِه، حينَ صلَّى الصُّبْحَ (وهِيَ في مَسجِدِها)، أي: مَوضِعِ صَلاتِها، حِينَ صلَّى الصُّبحَ، ثُمَّ رَجَعَ بَعدَ أن أَضحَى، أي: دَخَلَ في الضَّحْوَةِ، وهِيَ ارتفاعُ النَّهارِ، وهي جالِسةٌ في مَوضِعِها تُسَبِّحُ، فَقال لها: (ما زِلتِ على الحالِ الَّتي فارَقْتُكِ عَليها مِنَ الْجُلوسِ على ذِكْرِ اللهِ تَعالى! لقَدْ قُلْتُ بَعْدَكِ، أي: بَعدَ أن خَرَجْتُ مِن عِندِك، أو بَعْدَ ما فارَقْتُك، قُلْتُ كَلِمَاتٍ تَزِنُ ما قُلْتِ مُنْذُ الْفَجْرِ أو مُنْذُ الصُّبْحِ، وهي: سُبحانَ اللهِ وبِحَمْدِه، عَدَدَ خَلْقِه، ورِضا نَفْسِه، وزِنَةَ عَرْشِه، ومِدادَ كَلِماتِه، ومعناه: تسبيحُ اللهِ عزَّ وجلَّ وتَحمَديه بعَددِ جميعِ مَخْلوقاتِه، ومَخلُوقاتُ اللهِ عزَّ وجلَّ لا يُحصيها إلَّا اللهُ كما قال اللهُ تَعالى: {وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ} [المدثر: 31]، وبِمِقدارِ رِضا ذاتِه الشَّريفَةِ، (وزِنَةَ عَرْشِه) وزِنَةَ عَرْشِه لا يَعْلَمُ ثِقَلَها إِلَّا اللهُ سُبحانَه وتَعالى، (ومِدادَ كَلِماتِه)، والمِدادُ ما يُكْتَبُ به الشَّيءُ، وكَلِماتُ اللهِ تَعالى لا يُقارَنُ بها شَيءٌ .
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
#شرح_الحديث :🍃

أرْشدَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أُمَّتَه إلى ما فيه نَفعُهم وصلاحُ أحوالِهم دُنيا وآخِرة، وبما يَتناسَبُ مع أحوالِ بِيئَتِهم ومُجتمعِهم. وفي هذا الحديثِ تُخْبِرُ أُمُّ هانئِ بنتِ أبي طالبٍ بنتُ عمِّ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، أنَّه قال لها: "اتَّخِذي غَنمًا"، أي: اقْتَني الغنمَ ورَبِّيها؛ "فإنَّ فيها بركةً"، أي: نَماءً وزيادةً، وبركتُها دَرُّها باللَّبنِ ونَسلُها وصوفُها، ولكونِها من دوابِّ الجنَّةِ. وفي روايةِ أحمدَ: "فإنَّها تروحُ بخيرٍ، وتَغْدو بخيرٍ"، وقد اتَّخَذها النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، كما أخرَجَ أبو داودَ، فقال: "لنا غنمٌ مِئةٌ لا نُريدُ أنْ تَزيدَ؛ فإذا ولَّدَ الرَّاعي بَهْمَةً ذبَحْنا مكانَها شاةً". وقد كانتِ الغنمُ من أجلِّ أموالِ العربِ، وعليها اعتمادُهم في أطعمتِهم من اللَّبنِ واللَّحمِ، واتِّخاذِ الغزلِ للملابسِ والخيامِ من أصوافِها، وغيرِ ذلك من المنافعِ. وفي الحديثِ: الحثُّ على اتِّخاذِ الإنسانِ ما يُصْلِحُ أُمورَه وأحوالَه الماديَّةَ والدُّنيويَّةَ بما يَتناسَبُ مع أحوالِ مُجتمعِه وبِيئَتِه. وفيه: بيانُ بَركةِ الأغنامِ.
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
̨ڜــمۭــ؏ــۃ
Photo
#شرح_الحديث :🍃

في هذا حديثٌ يقولُ التَّابعيُّ سعدُ بنُ هشامِ بنِ عامرٍ -وهو ابنُ عَمِّ أنسِ بن مالكٍ، وكان مُقرِئًا، صالحًا، فاضلًا، نبيلًا-: "أتيتُ عائشةَ"، وذلك على عادةِ التَّابعينَ؛ أنَّهم يأْتون صحابةَ النَّبيِّ ﷺ لِيَتعلَّموا منهم سُنَّتَه، "فقلْتُ: يا أمَّ المؤمنينَ، أخْبِريني بخُلقِ رسولِ اللهِ ﷺ "، أي: كيف كان خُلقُه؟ "قالت: كان خُلقُه القرآنَ"، والخُلقُ هو الطَّبعُ، وقيل: الدِّينُ، والمعنى: كانتْ أخلاقُه مُتَّصفةً بالكمالِ الذي أخبَرَ به القرآنُ في كلِّ خُلقٍ، ويأتمِرُ بما أمَرهُ اللهُ تعالى فيه، ويَنْتهي عمَّا نهى اللهُ عنه قولًا وفِعلًا، ووعْدِه ووعيدِه، إلى غيرِ ذلك؛ فكان خُلقُه جَميعَ ما حصَلَ في القرآنِ مِن كلِّ ما استحْسَنَه وأثْنى عليه ودعا إليه، فقد تحلَّى به، وكلُّ ما اسْتَهْجَنه، ونهى عنه، تجنَّبه وتخلَّى عنه، فكان صاحبَ خُلقٍ عظيمٍ، فقيهَ النَّفسِ، كثيرَ العِبادةِ، كاملَ الإيمانِ والصِّدقِ، والشَّجاعةِ والصَّبرِ، والعِفَّةِ والحِلْمِ، وغيرِ ذلك، فكأنَّك ترى القرآنَ إنسانًا في شخصِ النَّبيِّ الكريمِ، ثمَّ قالت عائشةُ رضِيَ اللهُ عنها: "أمَا تَقرَأُ القرآنَ؛ قولَ اللهِ عزَّ وجلَّ: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} القلم: 4"، وهذا إقرارٌ لِمَا تقدَّمَ مِن بيانِ خُلقِه.
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
#شرح_الحديث :🍃

في هذا الحَديثِ بَيَّن النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أثَرَ الكلمةِ وما يَترتَّبُ عليها مِن أجْرٍ أو وِزرٍ، حتَّى إنَّ العبدَ لَيتكلَّمُ بالكَلمةِ مِمَّا يَرْضاهُ اللهُ ويُحِبُّه، لا يَلتفِتُ لها قلْبُه وبالُه؛ لِقِلَّةِ شَأنِها عندَه، فيَرْفَعُه اللهُ بها دَرَجاتٍ في الجنَّةِ، وإنَّه لَيتكلَّمُ بالكَلمةِ الواحدةِ مِمَّا يَكْرَهُه اللهُ ولا يَرْضاهُ، لا يَلتفِتُ بالُه وقلْبُه لعِظَمِها، ولا يَتفكَّرُ في عاقِبتِها، ولا يَظُنُّ أنَّها تُؤثِّرُ شَيئًا، ولكِنَّها عندَ اللهِ عَظيمةٌ في قُبحِها، فيَهْوِي بها -أي: يَنزِل ويَسقُط بسَببِها- في دَرَكاتِ جَهَّنَمَ. وهذا تَحذيرٌ للمُسلِمِ مِن خُطورةِ الكَلِمةِ؛ فإنَّ الكَلِمةَ إذا لم تَخرُجْ مِن الفَمِ فالإنسانُ مالِكُها، فإذا خرَجَت كان أسِيرَها. وفي الحَديثِ: أنَّ مَوضوعَ الكلامِ هو مَا يُحدِّد أثَرَه المترتِّب عليه؛ فقدْ يَخرُجُ المُسلِمُ مِن إسلامِه بسَببِ كَلِمةٍ، وقدْ يَنصُرُ اللهُ الإسلامَ بكَلمةٍ. وفيه: التأمُّلُ والتفَكُّرُ فيما يَنطِقُ به الإنسانُ.
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
قال رسول اللهﷺ:
«كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ الْحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعمِائَة ضِعْفٍ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِلا الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أَجْلِي».

ينتظرك غدا فرحتان🎉

↩️ فرحة الطاعة، واستجابة الدعاء عند الإفطار

↩️ وفرحة الدخول من باب الريان يوم القيامة

مَن يغتنم الأجور بالصيام ومضاعفة حسناته بتذكير غيره، فالدال على الخير كفاعله

#صيام_الإثنين
2025/07/05 04:28:10
Back to Top
HTML Embed Code: