عن عائشة أمّ المؤمنين رضي الله عنها قالت عن رسول الله ﷺ: كان إذا تَضَوَّرَ منَ الليلِ قال : لا إلهَ إلَّا اللهُ الواحدُ القهارُ ، ربُّ السمواتِ والأرضِ وما بينهما العزيزُ الغَفَّارُ.
المصدر: صحيح الجامع
الصفحة أو الرقم: 4693
صحّحه الألباني رحمه الله
________________________
شرح الحديث:
كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُكثِرُ من الدُّعاءِ والذِّكرِ للهِ في كُلِّ أحْوالِه وأوْقاتِه، وفي هذا الحَديثِ يُرشِدُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أُمَّتَه إلى دُعاءٍ جامعٍ كان يقولُه في اللَّيلِ، فتَروي عائِشَةُ رضِيَ اللهُ عنها: "كان"، أي: النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، "إذا تَضوَّرَ من اللَّيلِ"، وهو التَّلوِّي والتَّقلُّبِ ظَهْرًا لبَطْنٍ، ولعلَّه كِنايةٌ عن استيقاظِه أثْناءَ فَتْرةِ النَّومِ، "قال: لا إلهَ إلَّا اللهُ"، أي: لا مَعبودَ بحَقٍّ سِواه، ولا إلهَ معه شَريكٌ في مُلْكِه، "الواحِدُ القَهَّارُ"، وفي ضَمِّ صِفَةِ القَهَّارِ مع صِفَةِ الوَحْدانيَّةِ إعلامٌ بأنَّه سُبحانَه مع وَحْدَتِه قَهَّارٌ لجَميعِ مَن في السَّمَواتِ والأرضِ، فليستْ وَحْدَتُه وَحْدةَ العِبادِ، "ربُّ السَّمَواتِ والأرضِ وما بيْنَهما"، بمَعْنى أنَّه سُبحانَه يَرعى ويَرزُقُ كُلَّ مَن في الكَوْنِ، "العَزيزُ الغَفَّارُ"، وفي الجَمعِ بيْنَ صِفَتَيِ الغَفَّارِ والعَزيزِ أنَّ العِزَّةَ تَقْضي بالبَطْشِ والعُقوبةِ على مَن أساءَ، فأفادَ بأنَّه مع عِزَّتِه يَعْفو ويَصفَحُ.
وفي حديثِ عُبادةَ بنِ الصَّامتِ رضِيَ اللهُ عنه المُتَّفَقِ عليه: "مَن تَعارَّ من اللَّيْلِ، فقال: لا إلَه إلَّا اللهُ، وَحْدَه لا شَريكَ له، له المُلْكُ وله الحَمدُ، وهو على كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ، الحَمدُ للهِ، وسُبحانَ اللهِ، واللهُ أكبَرُ، ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلَّا باللهِ، ثُمَّ قال: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي، أو دَعا، استُجيبَ له، فإن تَوضَّأَ قُبِلَتْ صَلاتُه"؛ فيَنبَغي لكلِّ مُؤمِنٍ أنْ يَغتَنِمَ العَمَلَ بذلك، ويُخلِصَ نِيَّتَه لربِّه أنْ يَرزُقَه حَظًّا مِن الدُّعاءِ باللَّيلِ أو قيامِ اللَّيلِ، ويَسأَلُه فِكاكَ رَقَبَتِه مِن النَّارِ، وأنْ يُوفِّقَه لعَمَلِ الأبْرارِ، ويَتَوفَّاه على الإسْلامِ .
مصدر شرح الحديث: موسوعة الدرر السنية
المصدر: صحيح الجامع
الصفحة أو الرقم: 4693
صحّحه الألباني رحمه الله
________________________
شرح الحديث:
كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُكثِرُ من الدُّعاءِ والذِّكرِ للهِ في كُلِّ أحْوالِه وأوْقاتِه، وفي هذا الحَديثِ يُرشِدُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أُمَّتَه إلى دُعاءٍ جامعٍ كان يقولُه في اللَّيلِ، فتَروي عائِشَةُ رضِيَ اللهُ عنها: "كان"، أي: النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، "إذا تَضوَّرَ من اللَّيلِ"، وهو التَّلوِّي والتَّقلُّبِ ظَهْرًا لبَطْنٍ، ولعلَّه كِنايةٌ عن استيقاظِه أثْناءَ فَتْرةِ النَّومِ، "قال: لا إلهَ إلَّا اللهُ"، أي: لا مَعبودَ بحَقٍّ سِواه، ولا إلهَ معه شَريكٌ في مُلْكِه، "الواحِدُ القَهَّارُ"، وفي ضَمِّ صِفَةِ القَهَّارِ مع صِفَةِ الوَحْدانيَّةِ إعلامٌ بأنَّه سُبحانَه مع وَحْدَتِه قَهَّارٌ لجَميعِ مَن في السَّمَواتِ والأرضِ، فليستْ وَحْدَتُه وَحْدةَ العِبادِ، "ربُّ السَّمَواتِ والأرضِ وما بيْنَهما"، بمَعْنى أنَّه سُبحانَه يَرعى ويَرزُقُ كُلَّ مَن في الكَوْنِ، "العَزيزُ الغَفَّارُ"، وفي الجَمعِ بيْنَ صِفَتَيِ الغَفَّارِ والعَزيزِ أنَّ العِزَّةَ تَقْضي بالبَطْشِ والعُقوبةِ على مَن أساءَ، فأفادَ بأنَّه مع عِزَّتِه يَعْفو ويَصفَحُ.
وفي حديثِ عُبادةَ بنِ الصَّامتِ رضِيَ اللهُ عنه المُتَّفَقِ عليه: "مَن تَعارَّ من اللَّيْلِ، فقال: لا إلَه إلَّا اللهُ، وَحْدَه لا شَريكَ له، له المُلْكُ وله الحَمدُ، وهو على كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ، الحَمدُ للهِ، وسُبحانَ اللهِ، واللهُ أكبَرُ، ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلَّا باللهِ، ثُمَّ قال: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي، أو دَعا، استُجيبَ له، فإن تَوضَّأَ قُبِلَتْ صَلاتُه"؛ فيَنبَغي لكلِّ مُؤمِنٍ أنْ يَغتَنِمَ العَمَلَ بذلك، ويُخلِصَ نِيَّتَه لربِّه أنْ يَرزُقَه حَظًّا مِن الدُّعاءِ باللَّيلِ أو قيامِ اللَّيلِ، ويَسأَلُه فِكاكَ رَقَبَتِه مِن النَّارِ، وأنْ يُوفِّقَه لعَمَلِ الأبْرارِ، ويَتَوفَّاه على الإسْلامِ .
مصدر شرح الحديث: موسوعة الدرر السنية
عن قيس بن عباد أو عبادة رضي الله قال: صلَّى عمَّارُ بنُ ياسرٍ بالقومِ صلاةً أخفَّها ، فَكأنَّهم أنْكروها ! فقالَ : ألم أُتمَّ الرُّكوعَ والسُّجودَ ؟ قالوا : بلى ، قالَ أمَّا أنِّي دعوتُ فيها بدعاءٍ كانَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ يدعو بِهِ اللَّهمَّ بعِلمِكَ الغيبَ وقدرتِكَ على الخلقِ أحيني ما علمتَ الحياةَ خيرًا لي وتوفَّني إذا علمتَ الوفاةَ خيرًا لي وأسألُكَ خشيتَكَ في الغيبِ والشَّهادةِ وَكلمةَ الإخلاصِ في الرِّضا والغضبِ وأسألُكَ نعيمًا لاَ ينفدُ وقرَّةَ عينٍ لاَ تنقطعُ وأسألُكَ الرِّضاءَ بالقضاءِ وبردَ العيشِ بعدَ الموتِ ولذَّةَ النَّظرِ إلى وجْهِكَ والشَّوقَ إلى لقائِكَ وأعوذُ بِكَ من ضرَّاءٍ مُضرَّةٍ وفتنةٍ مضلَّةٍ اللَّهمَّ زيِّنَّا بزينةِ الإيمانِ واجعَلنا هداةً مُهتدين.
المصدر: صحيح النسائي.
الصفحة أو الرقم: 1305.
صحّحه الألباني رحمه الله.
------------------
شرح الحديث: علَّمَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم أُمَّتَه آدابَ الدُّعاءِ، ومنها الثَّناءُ على اللهِ، والتَّوسُّلُ إليه بأسمائِه وصفاتِه؛ فإنَّ هذا سببٌ مِن أسبابِ استجابةِ الدُّعاءِ.
وفي هذا الحديثِ يقولُ السَّائبُ الثَّقفيُّ: "صلَّى عمَّارُ بنُ ياسرٍ بالقومِ صلاةً أخَفَّها"، أي: صلَّى عمَّارُ بنُ ياسرٍ رضِيَ اللهُ عنهما صلاةً بالنَّاسِ، وكان إمامًا، فخفَّف وأوجَزَ في صلاتِه، "فكأنَّهم أنكَروها!"، أي: كأنَّ المصلِّين لَمَّا رأَوْا صلاتَه لم يَعرِفوا ولم يَعهَدوا هذه الصَّلاةَ مِن التَّخفيفِ والإيجازِ، فقال لهم عمَّارٌ: "ألم أُتِمَّ الرُّكوعَ والسُّجودَ؟"، أي: سألهم عمَّارٌ: أكان في هذا التَّخفيفِ والإيجازِ إخلالٌ بإتمامِ رُكوعِها وسجودِها، وما فيهما مِن طُمَأنينةٍ؟ "قالوا: بَلى"، أي: إنَّك أتمَمتَ ركوعَها وسجودَها، فقال عمَّارٌ: "أمَا إنِّي دعَوتُ فيها بدُعاءٍ كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم يَدْعو به"، أي: ومع هذا التَّخفيفِ والإيجازِ دعَوتُ في هذه الصَّلاةِ الَّتي صلَّيتُها بكم بدُعاءٍ سمعتُه مِن النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم، وهو: "اللَّهمَّ بعِلْمِك الغيبَ وقُدرَتِك على الخَلقِ"، وفي هذا ثناءٌ على اللهِ وتوسُّلٌ إليه بأسمائِه وصفاتِه، والمعنى: اللَّهمَّ إنِّي أسألُك وأتوسَّلُ إليك بما عَلِمتَه من الغيبِ، والغيبُ ما خَفِي عن الإنسانِ ولا يَعلَمُه، والغيبُ يكونُ مُطلقًا، وهو ما استأثَر به اللهُ سبحانه وتعالى، مِثلُ علمِ السَّاعةِ، وقد يكونُ نِسْبيًّا، وهو ما يَغيبُ عن البعضِ، ويَعلَمُه غيرُهم، وقد يَرتَضي اللهُ لعبادِه مِن الأنبياءِ والمرسَلين أن يُطْلِعَهم على الغَيبِ بطريقِ الوحيِ؛ لِيَكونَ دَلالةً على صِدقِ نُبوَّتِهم.
وقولُه صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "وقُدرَتِك على الخَلقِ"، أي: أتوسَّلُ إليك بقُدرتِك الكاملةِ النَّافذةِ على جَميعِ مَخلوقاتِك، ثمَّ شرَع في طلَبِ مسألتِه مِن اللهِ تعالى، وهو "أحْيِني ما عَلِمتَ الحياةَ خيرًا لي"، أي: ارزُقني الحياةَ إذا كان في سابقِ عِلمِك أنَّ الحياةَ تكونُ زِيادةً لي في الخيرِ؛ مِن التَّزوُّدِ من الأعمالِ الصَّالحةِ، والبرِّ، ونحوِ ذلك، "وتَوفَّني إذا عَلِمتَ الوفاةَ خيرًا لي"، أي: أمِتْني إذا كُنتَ تعلَمُ أنَّ الوفاةَ فيها خيرٌ لي، "وأسألُكَ خشيتَك في الغيبِ والشَّهادةِ"، أي: وأسألُك أن تَرزُقَني الخوفَ منك، والتَّعظيمَ لك في سِرِّي وخَلْوتي، إذا غِبتُ عن أعيُنِ النَّاسِ، وفي عَلانيَتي، أو كُنتُ بين النَّاسِ، "وكلمةَ الإخلاصِ في الرِّضا والغَضبِ"، يَحتمِلُ أن يكونَ المعنى: أسألُك الثباتَ على كلمةِ الإخلاصِ وهي كلمةُ التَّوْحِيدُ للهِ تعالى، أو هي النَّصيحةُ الخالِصَةُ عَنِ الرِّياءِ والسُّمْعَةِ، وفي روايةٍ أخرى عندَ النَّسائيِّ أيضًا "وأسألُك كلمةَ الحَقِّ"؛ فيكونُ المعنى: وأسألُك قولَ الحقِّ، والتَّكلُّمَ به في حالِ رِضايَ وسُروري، وفي حالِ غضَبي وانفِعالي؛ فلا أتَكلَّمُ بباطلٍ، ولا أميلُ عن الحقِّ، بحيثُ لا تُلجئني شِدَّةُ غصبي إلى النُّطقِ بخِلافِ الحقِّ، ويَحتمِلُ أنْ يكون المعنى: أسألُك قولَ الحقِّ في حالتَيْ رِضا الخَلقِ عنِّي، وغضبِهم عليَّ فيما أقولُه؛ فلا أُداهن، ولا أُنافِق، بل أكونُ مُستمِرًّا على قول الحقِّ في جَميعِ أحوالي وأوقاتِي.
"وأسألُك نَعيمًا لا يَنفَدُ"، أي: وأدعوك أن تَرزُقَني النَّعيمَ المقيمَ الَّذي لا يَنتهي ولا يَنقضي، ولا يَنقطِعُ، وهو نَعيمُ الجنَّةِ، "وقُرَّةَ عينٍ لا تَنقطِعُ"، وقُرَّةُ العينِ قيل: معناها بَرْدُها، وانقطاعُ بُكائِها واستِحْرارِها بالدَّمعِ؛ فإنَّ للسُّرورِ دَمعةً باردةً، وللحُزنِ دَمعةً حارَّةً، وقيل: هو مِن القرارِ: أي: رأَتْ ما كانت مُتشوِّفةً إليه، فقَرَّت ونامَت، وقيل: أقَرَّ اللهُ عينَك: أي: بلَّغَك أُمنيَّتَك حتَّى تَرضى نفسُك، وتَسكُنَ عَينُك، فلا تَستشرِفَ إلى غيرِه. وقيل: أقرَّ اللهُ عينَك: أي: صادَفْتَ ما يُرض
المصدر: صحيح النسائي.
الصفحة أو الرقم: 1305.
صحّحه الألباني رحمه الله.
------------------
شرح الحديث: علَّمَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم أُمَّتَه آدابَ الدُّعاءِ، ومنها الثَّناءُ على اللهِ، والتَّوسُّلُ إليه بأسمائِه وصفاتِه؛ فإنَّ هذا سببٌ مِن أسبابِ استجابةِ الدُّعاءِ.
وفي هذا الحديثِ يقولُ السَّائبُ الثَّقفيُّ: "صلَّى عمَّارُ بنُ ياسرٍ بالقومِ صلاةً أخَفَّها"، أي: صلَّى عمَّارُ بنُ ياسرٍ رضِيَ اللهُ عنهما صلاةً بالنَّاسِ، وكان إمامًا، فخفَّف وأوجَزَ في صلاتِه، "فكأنَّهم أنكَروها!"، أي: كأنَّ المصلِّين لَمَّا رأَوْا صلاتَه لم يَعرِفوا ولم يَعهَدوا هذه الصَّلاةَ مِن التَّخفيفِ والإيجازِ، فقال لهم عمَّارٌ: "ألم أُتِمَّ الرُّكوعَ والسُّجودَ؟"، أي: سألهم عمَّارٌ: أكان في هذا التَّخفيفِ والإيجازِ إخلالٌ بإتمامِ رُكوعِها وسجودِها، وما فيهما مِن طُمَأنينةٍ؟ "قالوا: بَلى"، أي: إنَّك أتمَمتَ ركوعَها وسجودَها، فقال عمَّارٌ: "أمَا إنِّي دعَوتُ فيها بدُعاءٍ كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم يَدْعو به"، أي: ومع هذا التَّخفيفِ والإيجازِ دعَوتُ في هذه الصَّلاةِ الَّتي صلَّيتُها بكم بدُعاءٍ سمعتُه مِن النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم، وهو: "اللَّهمَّ بعِلْمِك الغيبَ وقُدرَتِك على الخَلقِ"، وفي هذا ثناءٌ على اللهِ وتوسُّلٌ إليه بأسمائِه وصفاتِه، والمعنى: اللَّهمَّ إنِّي أسألُك وأتوسَّلُ إليك بما عَلِمتَه من الغيبِ، والغيبُ ما خَفِي عن الإنسانِ ولا يَعلَمُه، والغيبُ يكونُ مُطلقًا، وهو ما استأثَر به اللهُ سبحانه وتعالى، مِثلُ علمِ السَّاعةِ، وقد يكونُ نِسْبيًّا، وهو ما يَغيبُ عن البعضِ، ويَعلَمُه غيرُهم، وقد يَرتَضي اللهُ لعبادِه مِن الأنبياءِ والمرسَلين أن يُطْلِعَهم على الغَيبِ بطريقِ الوحيِ؛ لِيَكونَ دَلالةً على صِدقِ نُبوَّتِهم.
وقولُه صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "وقُدرَتِك على الخَلقِ"، أي: أتوسَّلُ إليك بقُدرتِك الكاملةِ النَّافذةِ على جَميعِ مَخلوقاتِك، ثمَّ شرَع في طلَبِ مسألتِه مِن اللهِ تعالى، وهو "أحْيِني ما عَلِمتَ الحياةَ خيرًا لي"، أي: ارزُقني الحياةَ إذا كان في سابقِ عِلمِك أنَّ الحياةَ تكونُ زِيادةً لي في الخيرِ؛ مِن التَّزوُّدِ من الأعمالِ الصَّالحةِ، والبرِّ، ونحوِ ذلك، "وتَوفَّني إذا عَلِمتَ الوفاةَ خيرًا لي"، أي: أمِتْني إذا كُنتَ تعلَمُ أنَّ الوفاةَ فيها خيرٌ لي، "وأسألُكَ خشيتَك في الغيبِ والشَّهادةِ"، أي: وأسألُك أن تَرزُقَني الخوفَ منك، والتَّعظيمَ لك في سِرِّي وخَلْوتي، إذا غِبتُ عن أعيُنِ النَّاسِ، وفي عَلانيَتي، أو كُنتُ بين النَّاسِ، "وكلمةَ الإخلاصِ في الرِّضا والغَضبِ"، يَحتمِلُ أن يكونَ المعنى: أسألُك الثباتَ على كلمةِ الإخلاصِ وهي كلمةُ التَّوْحِيدُ للهِ تعالى، أو هي النَّصيحةُ الخالِصَةُ عَنِ الرِّياءِ والسُّمْعَةِ، وفي روايةٍ أخرى عندَ النَّسائيِّ أيضًا "وأسألُك كلمةَ الحَقِّ"؛ فيكونُ المعنى: وأسألُك قولَ الحقِّ، والتَّكلُّمَ به في حالِ رِضايَ وسُروري، وفي حالِ غضَبي وانفِعالي؛ فلا أتَكلَّمُ بباطلٍ، ولا أميلُ عن الحقِّ، بحيثُ لا تُلجئني شِدَّةُ غصبي إلى النُّطقِ بخِلافِ الحقِّ، ويَحتمِلُ أنْ يكون المعنى: أسألُك قولَ الحقِّ في حالتَيْ رِضا الخَلقِ عنِّي، وغضبِهم عليَّ فيما أقولُه؛ فلا أُداهن، ولا أُنافِق، بل أكونُ مُستمِرًّا على قول الحقِّ في جَميعِ أحوالي وأوقاتِي.
"وأسألُك نَعيمًا لا يَنفَدُ"، أي: وأدعوك أن تَرزُقَني النَّعيمَ المقيمَ الَّذي لا يَنتهي ولا يَنقضي، ولا يَنقطِعُ، وهو نَعيمُ الجنَّةِ، "وقُرَّةَ عينٍ لا تَنقطِعُ"، وقُرَّةُ العينِ قيل: معناها بَرْدُها، وانقطاعُ بُكائِها واستِحْرارِها بالدَّمعِ؛ فإنَّ للسُّرورِ دَمعةً باردةً، وللحُزنِ دَمعةً حارَّةً، وقيل: هو مِن القرارِ: أي: رأَتْ ما كانت مُتشوِّفةً إليه، فقَرَّت ونامَت، وقيل: أقَرَّ اللهُ عينَك: أي: بلَّغَك أُمنيَّتَك حتَّى تَرضى نفسُك، وتَسكُنَ عَينُك، فلا تَستشرِفَ إلى غيرِه. وقيل: أقرَّ اللهُ عينَك: أي: صادَفْتَ ما يُرض
يك، فتقَرُّ عينُك عن النَّظرِ إلى غيرِه، والمعنى: أن تَقَرَّ عينُه بطاعةِ اللهِ سبحانه وتعالى، والأُنسِ بذِكْرِه، وقيل: أن تَقَرَّ عينُه برُؤيةِ ذُرِّيَّتِه مُطيعين للهِ تعالى، "وأسألُك الرِّضاءَ بالقضاءِ"، أي: وأسألُك أن تَرزُقَني الرِّضا بما قضَيتَه وقدَّرتَه، فتَلْقاه نفْسي وهي مُطمئنَّةٌ، فلا أتسَخَّطُ، ولا أتضَجَّرُ، "وبَرْدَ العيشِ بعدَ الموتِ"، أي: وأسـألُك عَيشًا يكونُ طيِّبًا لا يكونُ فيه نَكدٌ وكَدرٌ، بل يكونُ فيه انشراحٌ للصَّدرِ، وتكونُ الرُّوحُ فيه بعدَ الموتِ في مَكانةٍ عاليةٍ، ومنزِلةٍ رفيعةٍ، "ولَذَّةَ النَّظرِ إلى وجهِك"، أي: وأسألُك رُؤيةَ وجهِك الكريمِ، التي هي أعلى وأكبَرُ نعيمٍ في الجنَّةِ، ووصَف هذا النَّظرَ باللَّذَّةِ؛ لأنَّ النَّظرَ إلى اللهِ قد يكونُ فيه خوفٌ وإجلالٌ، وقد يكونُ نظرًا فيه رحمةٌ ولطفٌ وجمالٌ، "والشَّوقَ إلى لقائِك"، أي: وأسألُك أن تَرزُقَني الاشتياقَ إلى مُلاقاتِك في دارِ المجازاةِ؛ فيكون قد جمَعَ في هذا الدعاءِ بين أطيبِ ما في الدُّنيا وهو الشوقُ إلى لِقاءِ اللهِ تعالَى، وأطيبِ ما في الآخرةِ، وهو النظرُ إليه سبحانَه، "وأعوذُ بِك مِن ضَرَّاءَ مُضِرَّةٍ"، أي: وأحتَمي بك مِن كلِّ شِدَّةٍ يكونُ فيها ضررٌ عليَّ؛ لأنَّ بعضَ الضَّرَّاءِ قد تكونُ عاقبتُها نافعةً، "وفِتْنةٍ مُضِلَّةٍ"، أي: وأحتمي بك مِن فِتنةٍ توقِعُني في حَيرةٍ، وتكونُ عاقبتُها إلى الهلاكِ، وهنا وصَف الفِتنَ بالمضلَّةِ؛ لأنَّ بعضَ الفِتنِ قد تكونُ سببًا مِن أسبابِ الهِدايةِ، أو من بابِ الوَصفِ اللَّازمِ للفتنةِ؛ والفِتنةُ التي هي سببٌ مِن أسبابِ الهِدايةِ لا يُستعاذُ منها، وهي فِتنةُ الامتحانِ والاختبارِ التي يَصبِرُ فيها العبدُ ويُوفَّقُ للهدايةِ.
ثُمَّ دعَا النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم قائلًا: "اللَّهمَّ زَيِّنَّا بزينَةِ الإيمانِ"، أي: يا رَبِّ أسألُك أن تُثبِّتَنا على الإيمانِ، وأن تُرسِّخَه في قُلوبِنا، وتُجمِّلَنا به، "واجعَلْنا هُداةً مهتَدِين"، أي: اجعَلْنا هادِين إلى الدِّينِ هُداةً في أنفسِنا، ثابِتين على طريقِ الهُدى، والهِدايةِ واليَقينِ، نكونُ صالِحين لأنْ نَهديَ غيرَنا.
وفي الحَديثِ: بيانُ حِرصِ الصَّحابةِ رضِيَ اللهُ عنهم على الاقتِداءِ بالنَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم.
وفيه: التَّوسُّلُ إلى اللهِ في الدُّعاءِ بأسمائِه وصفاته .
مصدر شرح الحديث: موقع الدرر السنية
ثُمَّ دعَا النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم قائلًا: "اللَّهمَّ زَيِّنَّا بزينَةِ الإيمانِ"، أي: يا رَبِّ أسألُك أن تُثبِّتَنا على الإيمانِ، وأن تُرسِّخَه في قُلوبِنا، وتُجمِّلَنا به، "واجعَلْنا هُداةً مهتَدِين"، أي: اجعَلْنا هادِين إلى الدِّينِ هُداةً في أنفسِنا، ثابِتين على طريقِ الهُدى، والهِدايةِ واليَقينِ، نكونُ صالِحين لأنْ نَهديَ غيرَنا.
وفي الحَديثِ: بيانُ حِرصِ الصَّحابةِ رضِيَ اللهُ عنهم على الاقتِداءِ بالنَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم.
وفيه: التَّوسُّلُ إلى اللهِ في الدُّعاءِ بأسمائِه وصفاته .
مصدر شرح الحديث: موقع الدرر السنية
- اللّه يُحبك؛ لذلك تجد نفسك مُحاط بالشدائد.. مُبتلّى دائمًا، مُتعب نفسيًا، أحيانًا تبكى على أتفه الأشياء، وأحيانًا أخرى لا تقوى على البُكاء، مُصاب جسديًا بين الحين والآخر!
- لماذا؟
لأن اللّه يُحبك.. إن الله يَبتلّى ليُهذب لا ليُعذب!
- النبى قال:
"ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حُزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفَّر اللّه بها من خطاياه"
- يريد الله عودتك.. يريد الله سماع صوتك بالدعاء له، يقول لك أريدك في جنتي، استغفر فأُذهب عنك ضيقك، صلي وأنا هرفع البلاء، أدعي وأنا هتقبل، سبح وأنا هغفرلك، أصبر وأحتسب في الدُنيا ومكانك في جنتي في الآخرة!
- متشتكيش للناس على حالك:
"إِنَّ النَّاسَ يُعَيِّرُوْنَ وَلاَ يَغْفِرُوْنَ، وَاللّه يَغْفِرُ وَلاَ يُعَيِّرُ"
- متغضبش أبدًا إياك والغضب في دُعاء أو على بلاء من الله ليك ربنا بيقولك:
"فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ"
- واتأكد دايمًا إن ليك مكانة خاصة عند الله، حافظ عليها بعملك.. بقربك مِنه، ولو غلطت ارجع وأستغفر تاني وتالت وعاشر وألف، ربنا في رسالة واضحة بيقولك:
"إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ"
"إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ"
- الله يُحبك..
- لماذا؟
لأن اللّه يُحبك.. إن الله يَبتلّى ليُهذب لا ليُعذب!
- النبى قال:
"ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حُزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفَّر اللّه بها من خطاياه"
- يريد الله عودتك.. يريد الله سماع صوتك بالدعاء له، يقول لك أريدك في جنتي، استغفر فأُذهب عنك ضيقك، صلي وأنا هرفع البلاء، أدعي وأنا هتقبل، سبح وأنا هغفرلك، أصبر وأحتسب في الدُنيا ومكانك في جنتي في الآخرة!
- متشتكيش للناس على حالك:
"إِنَّ النَّاسَ يُعَيِّرُوْنَ وَلاَ يَغْفِرُوْنَ، وَاللّه يَغْفِرُ وَلاَ يُعَيِّرُ"
- متغضبش أبدًا إياك والغضب في دُعاء أو على بلاء من الله ليك ربنا بيقولك:
"فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ"
- واتأكد دايمًا إن ليك مكانة خاصة عند الله، حافظ عليها بعملك.. بقربك مِنه، ولو غلطت ارجع وأستغفر تاني وتالت وعاشر وألف، ربنا في رسالة واضحة بيقولك:
"إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ"
"إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ"
- الله يُحبك..
من الأدعية التي استوطنت روحي مؤخرًا:
"اللهم سخّر لي الارض ومن عليها والسماء ومن فيها وعبادك الصالحين وكل من ولّيته امري وارزقني من حظوظ الدنيا أجملها"
كرّروا هالدعاء دائمًا قوّةً واطمئنانًا وتوكلًا.
"اللهم سخّر لي الارض ومن عليها والسماء ومن فيها وعبادك الصالحين وكل من ولّيته امري وارزقني من حظوظ الدنيا أجملها"
كرّروا هالدعاء دائمًا قوّةً واطمئنانًا وتوكلًا.
لا تنام قبل أن تقول:
"اللهم اخرجني من ضيق تفكيري إلى سعة تدبيرك، اللّهم جبرًا يليقُ بعظمتك ورحمتك، اللهم أرني عجائب قدرتك اليوم عاجلًا وليس اجلًا في تحقيق حلمي وحلم كل من قال لا حول ولا قوة إلا باللّه♥️."
"اللهم اخرجني من ضيق تفكيري إلى سعة تدبيرك، اللّهم جبرًا يليقُ بعظمتك ورحمتك، اللهم أرني عجائب قدرتك اليوم عاجلًا وليس اجلًا في تحقيق حلمي وحلم كل من قال لا حول ولا قوة إلا باللّه♥️."
"اللهم في يوم الجمعه طهرنا من العيوب واغسلنا من الذنوب ونقنا من الخطايا وافتح لنا يارب ابواب الهدايه"🌱♥️♥️
عن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ رسول الله ﷺ قال: ما رأيتُ مثلَ النَّارِ نامَ هاربُها ، ولا مثلَ الجنَّةِ نامَ طالبُها.
المصدر: صحيح الترمذي
الصفحة أو الرقم: 2601
حسّنه الألباني رحمه الله
———————————-
شرح الحديث:
مِن حِكمةِ اللهِ تعالى أنَّ الجنَّةَ مَحفوفةٌ ومُحاطةٌ بالمكارِهِ، وأنَّ النَّارَ محفوفةٌ ومُحاطةٌ بالشَّهواتِ، وفي هذا الحديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم مُتعجِّبًا ممَّن لا يَخْشى الآخِرةَ: "ما رأيتُ مثلَ النَّارِ"، أي: ما رأيتُ أمرًا مثلَ أمرِ النَّارِ والخوفِ منها ومِن عذابِها، ومع ذلك "نام هارِبُها"، أي: إنَّه ليس مُنشغِلًا بالهُروبِ منها بعَملِ الطَّاعاتِ والبُعدِ عن المعاصي؛ فمع أنَّ النارَ شديدةٌ فالهارِبون منها نائِمون، والذي يَنبغي للهارِبِ مِن عذابِ النارِ أن يَفِرَّ مِن كلِّ الشرورِ إلى رِحابِ طاعةِ اللهِ سبحانه، "ولا مِثْلَ الجنَّةِ"، أي: ولا رأيتُ مِثلَ حالِ الجنَّةِ وما فيها، والرَّغبةِ في دُخولِها والحِرصِ عليها، ومع ذلك "نامَ طالِبُها"، أي: حالُه مِثلُ حالِ الخائفِ مِن النَّارِ؛ فهو لا يَستَزيدُ مِن عَملِ الطَّاعاتِ الَّتي يُبيِّنُ بها حِرصَه على الجنَّةِ وبها يَدخُلُها؛ فإنَّ مَن عرَف ما أعدَّ اللهُ فيها للعاملين لم يفتُرْ عن عَملِه، ولم يُلهِه النومُ، فيجِدَّ كلَّ الجدِّ في امتِثالِ الأوامرِ واجتناب النواهي؛ ليدركَ الجَنَّةَ,
وفي الحديثِ: الحثُّ على عَملِ الطاعاتِ وعدمِ التكاسُلِ.
وفيه: تنبيهُ الغافلين وتَخويفُهم وتَذكيرُهم بالنَّارِ التي يَنبغي الهروبُ منها.
مصدر شرح الحديث: موسوعة الدرر السنية
المصدر: صحيح الترمذي
الصفحة أو الرقم: 2601
حسّنه الألباني رحمه الله
———————————-
شرح الحديث:
مِن حِكمةِ اللهِ تعالى أنَّ الجنَّةَ مَحفوفةٌ ومُحاطةٌ بالمكارِهِ، وأنَّ النَّارَ محفوفةٌ ومُحاطةٌ بالشَّهواتِ، وفي هذا الحديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم مُتعجِّبًا ممَّن لا يَخْشى الآخِرةَ: "ما رأيتُ مثلَ النَّارِ"، أي: ما رأيتُ أمرًا مثلَ أمرِ النَّارِ والخوفِ منها ومِن عذابِها، ومع ذلك "نام هارِبُها"، أي: إنَّه ليس مُنشغِلًا بالهُروبِ منها بعَملِ الطَّاعاتِ والبُعدِ عن المعاصي؛ فمع أنَّ النارَ شديدةٌ فالهارِبون منها نائِمون، والذي يَنبغي للهارِبِ مِن عذابِ النارِ أن يَفِرَّ مِن كلِّ الشرورِ إلى رِحابِ طاعةِ اللهِ سبحانه، "ولا مِثْلَ الجنَّةِ"، أي: ولا رأيتُ مِثلَ حالِ الجنَّةِ وما فيها، والرَّغبةِ في دُخولِها والحِرصِ عليها، ومع ذلك "نامَ طالِبُها"، أي: حالُه مِثلُ حالِ الخائفِ مِن النَّارِ؛ فهو لا يَستَزيدُ مِن عَملِ الطَّاعاتِ الَّتي يُبيِّنُ بها حِرصَه على الجنَّةِ وبها يَدخُلُها؛ فإنَّ مَن عرَف ما أعدَّ اللهُ فيها للعاملين لم يفتُرْ عن عَملِه، ولم يُلهِه النومُ، فيجِدَّ كلَّ الجدِّ في امتِثالِ الأوامرِ واجتناب النواهي؛ ليدركَ الجَنَّةَ,
وفي الحديثِ: الحثُّ على عَملِ الطاعاتِ وعدمِ التكاسُلِ.
وفيه: تنبيهُ الغافلين وتَخويفُهم وتَذكيرُهم بالنَّارِ التي يَنبغي الهروبُ منها.
مصدر شرح الحديث: موسوعة الدرر السنية
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: قالَ اللَّهُ: كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ له، إلَّا الصِّيَامَ؛ فإنَّه لي، وأَنَا أجْزِي به، والصِّيَامُ جُنَّةٌ، وإذَا كانَ يَوْمُ صَوْمِ أحَدِكُمْ فلا يَرْفُثْ ولَا يَصْخَبْ، فإنْ سَابَّهُ أحَدٌ أوْ قَاتَلَهُ، فَلْيَقُلْ: إنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ. والذي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بيَدِهِ، لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِن رِيحِ المِسْكِ. لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا: إذَا أفْطَرَ فَرِحَ، وإذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بصَوْمِهِ.
المصدر: صحيح البخاري.
الصفحة أو الرقم: 1904.
------------------
شرح الحديث: للصِّيامِ فضائِلُ عَظيمةٌ، وكَرامةُ اللهِ للصَّائمينَ لا تَنقطِعُ؛ فإنَّهم حَرَمُوا أنْفُسَهم الطَّعامَ والشَّرابَ والشَّهوةَ، فأَعْطاهم اللهُ سُبحانَه وتعالَى مِن واسِعِ عَطائِه، وفضَّلَهم على غَيرِهم.
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ قال: «كلُّ عمَلِ ابنِ آدمَ له»، أي: فيه حَظٌّ ومَدخَلٌ لاطِّلاعِ النَّاسِ عليه؛ فقدْ يَتعجَّلُ به ثَوابًا مِن النَّاسِ، ويَحُوزُ به حَظًّا مِن الدُّنيا، إلَّا الصِّيامَ؛ فإنَّه خالِصٌ لي، لا يَعلَمُ ثَوابَه المُترتِّبَ عليه غَيري، «وأنا أَجْزي به»، أي: أتولَّى جَزاءَه، وأنْفَرِدُ بعِلمِ مِقدارِ ثَوابِه، وتَضعيفِ حَسَناتِه، وأمَّا غيرُه مِن العِباداتِ، فقدِ اطَّلَعَ عليها بعضُ النَّاسِ؛ فالأعمالُ قدْ كُشِفَت مَقاديرُ ثَوابِها للناسِ، وأنَّها تُضاعَفُ مِن عَشْرةٍ إلى سَبْعِمئةٍ، إلى ما شاء اللهُ، إلَّا الصِّيامَ؛ فإنَّ اللهَ يُثيبُ عليه بغَيرِ تَقديرٍ، كما جاء في رِوايةِ صَحيحِ مُسلِمٍ: «كلُّ عمَلِ ابنِ آدَمَ يُضاعَفُ، الحَسَنةُ عشْرُ أمثالِها إلى سَبْعِ مِئةِ ضِعفٍ، قال اللهُ عزَّ وجلَّ: إلَّا الصَّومَ؛ فإنَّه لي وأنا أَجْزي به»، ولَمَّا كان ثَوابُ الصِّيامِ لا يُحْصِيه إلَّا اللهُ تعالَى، لم يَكِلْه تعالَى إلى مَلائكتِه، بلْ تَولَّى جَزاءَه تعالَى بنفْسِه، واللهُ تعالَى إذا تَولَّى شَيئًا بنفْسِه دلَّ على عِظَمِ ذلك الشَّيءِ وخَطَرِ قَدْرِه.
ثمَّ أخبَرَ أنَّ الصِّيامَ جُنَّةٌ، يعني: وِقايةٌ وحِصنٌ حَصينٌ مِن المَعاصي والآثامِ في الدُّنيا، ومِن النَّارِ في الآخِرةِ.
ثُمَّ نَهىُ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الصَّائمَ عن الرَّفَثِ، وهو الفُحشُ في الكَلامِ، وكذا نَهاهُ عن الصَّخَبِ، وهو الصِّياحُ والخِصامُ، فإنْ شَتَمَهُ أحَدٌ أو قاتَلَهُ، فلْيَقُلْ له بلِسانِه: «إنِّي امْرُؤٌ صائِمٌ»؛ لِيَكُفَّ خَصْمُه عنه، أو يَستشْعِرْ ذلِك بقَلْبِه؛ ليَكُفَّ هو عن خَصْمِهِ. والمرادُ بالنَّهيِ عن ذلك تَأكيدُه حالةَ الصَّومِ، وإلَّا فغَيرُ الصَّائمِ مَنهيٌّ عن ذلك أيضًا.
ثمَّ أقْسَمَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بقولِه: «والذي نفْسُ محمَّدٍ بيَدِه»، أي: يُقسِم باللهِ الَّذي رُوحُه بيدِه؛ وذلك لأنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ هو الَّذي يملِكُ الأنْفُسَ، وكثيرًا ما كان يُقْسِمُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بهذا القَسَمِ، «لَخُلُوفُ»، أي: تَغيُّرُ رائحةِ فَمِ الصَّائمِ -لخَلاءِ مَعِدَتِه مِن الطَّعامِ- أطيَبُ وأزْكى عندَ اللهِ تعالَى يومَ القِيامةِ مِن رِيحِ المِسكِ الَّذي هو أطيبُ الرَّوائحِ، وفيه إشارةٌ إلى أنَّ رُتبةَ الصَّومِ عَلِيَّةٌ على غَيرِه؛ لأنَّ مَقامَ العِنديَّةِ في حَضرةِ اللهِ تعالَى مِن أعْلَى المَقاماتِ. وإنَّما كان الخُلوفُ أطيَبَ عندَ اللهِ مِن رِيحِ المِسكِ؛ لأنَّ الصَّومَ مِن أعمالِ السِّرِّ التي بيْن اللهِ تعالَى وبيْن عبْدِه، ولا يَطَّلِعُ على صِحَّتِه غيرُه، فجَعَلَ اللهُ رائحةَ صَومِه تَنُمُّ عليه في الحشْرِ بيْن النَّاسِ، وفي ذلك إثباتُ الكَرامةِ والثَّناءِ الحُسْنِ له.
ثمَّ أخبَرَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ للصَّائمِ الَّذي قامَ بحُقوقِ الصَّومِ، فأدَّاه بواجِباتِه ومُستحبَّاتِه؛ فَرْحتَينِ عَظيمتَينِ: إحداهما في الدُّنيا، والأُخرى في الآخِرةِ؛ أمَّا الأُولى: فإنَّه إذا أفطَرَ فَرِحَ بفِطْرِه، أي: لِزَوالِ جُوعِه وعَطَشِه حيثُ أُبِيحَ له الفطْرُ، وهذا الفرَحُ الطَّبيعيُّ، أو مِن حيث إنَّه تَمامُ صَومِه وخاتمةُ عِبادتِه. وفرَحُ كلُّ أحدٍ بحَسَبِه؛ لاختلافِ مَقاماتِ النَّاسِ في ذلك. وأمَّا الثانيةُ: فإنَّه إذا لَقِيَ ربَّه فَرِحَ بصَومِه، يعني أنَّه يَفرَحُ وقْتَ لِقاءِ ربِّه بنَيلِ الجزاءِ، أو الفوزِ باللِّقاءِ، أو هو السُّرورُ بقَبولِ صَومِه، وتَرتُّبِ الجزاءِ الوافرِ عليه.
والصَّائمُ الكاملُ صَومُه هو الَّذي صامتْ جَوارحُه عن الآثامِ، ولِسانُه عن الكذِبِ والفُحْشِ، وقَولِ الزُّورِ، وبَطْنُه عن الطَّعامِ والشَّرابِ، وفَرْجُه عن الرَّفَثِ، فإنْ تَكلَّمَ لم يَتكلَّمْ بما يَجرَحُ صَومَه، وإنْ فَعَلَ لم يَفعَلْ ما يُفسِدُ
المصدر: صحيح البخاري.
الصفحة أو الرقم: 1904.
------------------
شرح الحديث: للصِّيامِ فضائِلُ عَظيمةٌ، وكَرامةُ اللهِ للصَّائمينَ لا تَنقطِعُ؛ فإنَّهم حَرَمُوا أنْفُسَهم الطَّعامَ والشَّرابَ والشَّهوةَ، فأَعْطاهم اللهُ سُبحانَه وتعالَى مِن واسِعِ عَطائِه، وفضَّلَهم على غَيرِهم.
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ قال: «كلُّ عمَلِ ابنِ آدمَ له»، أي: فيه حَظٌّ ومَدخَلٌ لاطِّلاعِ النَّاسِ عليه؛ فقدْ يَتعجَّلُ به ثَوابًا مِن النَّاسِ، ويَحُوزُ به حَظًّا مِن الدُّنيا، إلَّا الصِّيامَ؛ فإنَّه خالِصٌ لي، لا يَعلَمُ ثَوابَه المُترتِّبَ عليه غَيري، «وأنا أَجْزي به»، أي: أتولَّى جَزاءَه، وأنْفَرِدُ بعِلمِ مِقدارِ ثَوابِه، وتَضعيفِ حَسَناتِه، وأمَّا غيرُه مِن العِباداتِ، فقدِ اطَّلَعَ عليها بعضُ النَّاسِ؛ فالأعمالُ قدْ كُشِفَت مَقاديرُ ثَوابِها للناسِ، وأنَّها تُضاعَفُ مِن عَشْرةٍ إلى سَبْعِمئةٍ، إلى ما شاء اللهُ، إلَّا الصِّيامَ؛ فإنَّ اللهَ يُثيبُ عليه بغَيرِ تَقديرٍ، كما جاء في رِوايةِ صَحيحِ مُسلِمٍ: «كلُّ عمَلِ ابنِ آدَمَ يُضاعَفُ، الحَسَنةُ عشْرُ أمثالِها إلى سَبْعِ مِئةِ ضِعفٍ، قال اللهُ عزَّ وجلَّ: إلَّا الصَّومَ؛ فإنَّه لي وأنا أَجْزي به»، ولَمَّا كان ثَوابُ الصِّيامِ لا يُحْصِيه إلَّا اللهُ تعالَى، لم يَكِلْه تعالَى إلى مَلائكتِه، بلْ تَولَّى جَزاءَه تعالَى بنفْسِه، واللهُ تعالَى إذا تَولَّى شَيئًا بنفْسِه دلَّ على عِظَمِ ذلك الشَّيءِ وخَطَرِ قَدْرِه.
ثمَّ أخبَرَ أنَّ الصِّيامَ جُنَّةٌ، يعني: وِقايةٌ وحِصنٌ حَصينٌ مِن المَعاصي والآثامِ في الدُّنيا، ومِن النَّارِ في الآخِرةِ.
ثُمَّ نَهىُ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الصَّائمَ عن الرَّفَثِ، وهو الفُحشُ في الكَلامِ، وكذا نَهاهُ عن الصَّخَبِ، وهو الصِّياحُ والخِصامُ، فإنْ شَتَمَهُ أحَدٌ أو قاتَلَهُ، فلْيَقُلْ له بلِسانِه: «إنِّي امْرُؤٌ صائِمٌ»؛ لِيَكُفَّ خَصْمُه عنه، أو يَستشْعِرْ ذلِك بقَلْبِه؛ ليَكُفَّ هو عن خَصْمِهِ. والمرادُ بالنَّهيِ عن ذلك تَأكيدُه حالةَ الصَّومِ، وإلَّا فغَيرُ الصَّائمِ مَنهيٌّ عن ذلك أيضًا.
ثمَّ أقْسَمَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بقولِه: «والذي نفْسُ محمَّدٍ بيَدِه»، أي: يُقسِم باللهِ الَّذي رُوحُه بيدِه؛ وذلك لأنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ هو الَّذي يملِكُ الأنْفُسَ، وكثيرًا ما كان يُقْسِمُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بهذا القَسَمِ، «لَخُلُوفُ»، أي: تَغيُّرُ رائحةِ فَمِ الصَّائمِ -لخَلاءِ مَعِدَتِه مِن الطَّعامِ- أطيَبُ وأزْكى عندَ اللهِ تعالَى يومَ القِيامةِ مِن رِيحِ المِسكِ الَّذي هو أطيبُ الرَّوائحِ، وفيه إشارةٌ إلى أنَّ رُتبةَ الصَّومِ عَلِيَّةٌ على غَيرِه؛ لأنَّ مَقامَ العِنديَّةِ في حَضرةِ اللهِ تعالَى مِن أعْلَى المَقاماتِ. وإنَّما كان الخُلوفُ أطيَبَ عندَ اللهِ مِن رِيحِ المِسكِ؛ لأنَّ الصَّومَ مِن أعمالِ السِّرِّ التي بيْن اللهِ تعالَى وبيْن عبْدِه، ولا يَطَّلِعُ على صِحَّتِه غيرُه، فجَعَلَ اللهُ رائحةَ صَومِه تَنُمُّ عليه في الحشْرِ بيْن النَّاسِ، وفي ذلك إثباتُ الكَرامةِ والثَّناءِ الحُسْنِ له.
ثمَّ أخبَرَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ للصَّائمِ الَّذي قامَ بحُقوقِ الصَّومِ، فأدَّاه بواجِباتِه ومُستحبَّاتِه؛ فَرْحتَينِ عَظيمتَينِ: إحداهما في الدُّنيا، والأُخرى في الآخِرةِ؛ أمَّا الأُولى: فإنَّه إذا أفطَرَ فَرِحَ بفِطْرِه، أي: لِزَوالِ جُوعِه وعَطَشِه حيثُ أُبِيحَ له الفطْرُ، وهذا الفرَحُ الطَّبيعيُّ، أو مِن حيث إنَّه تَمامُ صَومِه وخاتمةُ عِبادتِه. وفرَحُ كلُّ أحدٍ بحَسَبِه؛ لاختلافِ مَقاماتِ النَّاسِ في ذلك. وأمَّا الثانيةُ: فإنَّه إذا لَقِيَ ربَّه فَرِحَ بصَومِه، يعني أنَّه يَفرَحُ وقْتَ لِقاءِ ربِّه بنَيلِ الجزاءِ، أو الفوزِ باللِّقاءِ، أو هو السُّرورُ بقَبولِ صَومِه، وتَرتُّبِ الجزاءِ الوافرِ عليه.
والصَّائمُ الكاملُ صَومُه هو الَّذي صامتْ جَوارحُه عن الآثامِ، ولِسانُه عن الكذِبِ والفُحْشِ، وقَولِ الزُّورِ، وبَطْنُه عن الطَّعامِ والشَّرابِ، وفَرْجُه عن الرَّفَثِ، فإنْ تَكلَّمَ لم يَتكلَّمْ بما يَجرَحُ صَومَه، وإنْ فَعَلَ لم يَفعَلْ ما يُفسِدُ
صَومَه، فيَخرُجُ كَلامُه كلُّه نافعًا صالحًا، وكذلك أعمالُه، هذا هو الصَّومُ المشروعُ، لا مُجرَّدُ الإمساكِ عن الطَّعامِ والشَّرابِ؛ ففي صَحيحِ البُخاريِّ مِن حَديثِ أبي هُريرةَ رَضيَ اللهُ عنه: «مَن لم يَدَعْ قَولَ الزُّورِ، والعمَلَ به، والجهْلَ؛ فليس للهِ حاجةٌ أنْ يَدَعَ طَعامَه وشَرابَه»، وفي سُنَنِ ابنِ ماجه: «رُبَّ صائمٍ ليس له مِن صِيامِه إلَّا الجُوعُ»؛ فالصَّومُ الحقيقيُّ هو صَومُ الجوارحِ عن الآثامِ، وصَومُ البطْنِ عن الشَّرابِ والطَّعامِ، فكما أنَّ الطَّعامَ والشَّرابَ يَقطَعُه ويُفسِدُه، فهكذا الآثامُ تَقطَعُ ثَوابَه، وتُفسِدُ ثَمَرتَه، فتُصيِّرُه بمَنزلةِ مَن لم يَصُمْ.
وفي الحَديثِ: حَضُّ الصَّائمِ على تَرْكِ المُنكَراتِ والمُحرَّماتِ.
وفيه: إثباتُ صِفةِ اليَدِ للهِ تعالَى على ما يَليقُ بجَلالِه.
وفيه: إثباتُ صِفةِ الكلامِ للهِ تعالَى، وأنَّه يَتكلَّمُ حيثُ يَشاءُ، ويُكلِّمُ مَن يَشاءُ بما يَشاءُ، وأنَّ كَلامَه ليس خاصًّا بالقرآنِ الكريمِ.
وفيه: أنَّ العِباداتِ تَتفاوَتُ مِن حيثُ الثَّوابُ.
وفيه: مَشروعيَّةُ القسَمِ لتَأكيدِ الكلامِ وإنْ كان السامعُ غيرَ مُنكِرٍ.
وفيه: أنَّ مَن عَبَدَ اللهَ تعالَى وطَلَبَ رِضاهُ في الدُّنيا، فنَشَأَ مِن عَمَلِه آثارٌ مَكروهةٌ في الدُّنيا؛ فإنَّها مَحبوبةٌ له تعالَى وطَيِّبةٌ عندَه؛ لكَونِها نَشَأَت عن طاعتِه واتِّباعِ مَرْضاتِه.
مصدر شرح الحديث: موسوعة الدرر السنية
وفي الحَديثِ: حَضُّ الصَّائمِ على تَرْكِ المُنكَراتِ والمُحرَّماتِ.
وفيه: إثباتُ صِفةِ اليَدِ للهِ تعالَى على ما يَليقُ بجَلالِه.
وفيه: إثباتُ صِفةِ الكلامِ للهِ تعالَى، وأنَّه يَتكلَّمُ حيثُ يَشاءُ، ويُكلِّمُ مَن يَشاءُ بما يَشاءُ، وأنَّ كَلامَه ليس خاصًّا بالقرآنِ الكريمِ.
وفيه: أنَّ العِباداتِ تَتفاوَتُ مِن حيثُ الثَّوابُ.
وفيه: مَشروعيَّةُ القسَمِ لتَأكيدِ الكلامِ وإنْ كان السامعُ غيرَ مُنكِرٍ.
وفيه: أنَّ مَن عَبَدَ اللهَ تعالَى وطَلَبَ رِضاهُ في الدُّنيا، فنَشَأَ مِن عَمَلِه آثارٌ مَكروهةٌ في الدُّنيا؛ فإنَّها مَحبوبةٌ له تعالَى وطَيِّبةٌ عندَه؛ لكَونِها نَشَأَت عن طاعتِه واتِّباعِ مَرْضاتِه.
مصدر شرح الحديث: موسوعة الدرر السنية
عن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ رسول الله ﷺ قال: نِعمَ سحورُ المؤمنِ التَّمرُ
المصدر: صحيح أبي داود.
الصفحة أو الرقم: 2345.
صحّحه الألباني رحمه الله
------------------
شرح الحديث: التَّمْرُ له فوائدُ عِدَّةٌ، وفَضْلٌ عظيمٌ، وقد اهتمَّ به النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ورغَّبَ فيه، وقامَتْ حياةُ الصَّحابةِ في المدينةِ عليه بشكلٍ كبيرٍ.
وفي هذا الحَديثِ يَقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "نِعْمَ سَحورُ المؤمنِ التَّمْرُ"، أي: مِنْ خيرِ ما يَأكُلُ المؤمِنُ عِنْدَ وقتِ السَّحَرِ اسْتِعدادًا للصِّيامِ هو التَّمْرُ؛ وذلك لِمَا في هذا الوقتِ والتَّمْرِ من بَرَكةٍ يَستعينُ بهما الصَّائمُ على نهارِه.
وفي الحَديثِ: الحثُّ على التَّسحُّرِ بالتَّمْرِ.
مصدر شرح الحديث: موقع موسوعة الدرر السنية
المصدر: صحيح أبي داود.
الصفحة أو الرقم: 2345.
صحّحه الألباني رحمه الله
------------------
شرح الحديث: التَّمْرُ له فوائدُ عِدَّةٌ، وفَضْلٌ عظيمٌ، وقد اهتمَّ به النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ورغَّبَ فيه، وقامَتْ حياةُ الصَّحابةِ في المدينةِ عليه بشكلٍ كبيرٍ.
وفي هذا الحَديثِ يَقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "نِعْمَ سَحورُ المؤمنِ التَّمْرُ"، أي: مِنْ خيرِ ما يَأكُلُ المؤمِنُ عِنْدَ وقتِ السَّحَرِ اسْتِعدادًا للصِّيامِ هو التَّمْرُ؛ وذلك لِمَا في هذا الوقتِ والتَّمْرِ من بَرَكةٍ يَستعينُ بهما الصَّائمُ على نهارِه.
وفي الحَديثِ: الحثُّ على التَّسحُّرِ بالتَّمْرِ.
مصدر شرح الحديث: موقع موسوعة الدرر السنية
اللهّم أنت الواهب لا سواك ، و المعطي لمن دعاك ، يا من ترانا ولا نراك ، و تعطينا ولا نبلغ ثناك ، اجعل كل أيامنا في حسن عبادتك
و طاعتك و رضاك ، و بارك لنا فيما رزقتنا
وقنا عذاب النار ، و اكرمنا بخير هذه الدار
و نعيم تلك الدار🤍.
-
و طاعتك و رضاك ، و بارك لنا فيما رزقتنا
وقنا عذاب النار ، و اكرمنا بخير هذه الدار
و نعيم تلك الدار🤍.
-
﴿ بَلِ الْإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ ﴾
أصلح ما بينك وبين الله وكُن لله في خلواتك كما يُحبّ، عندها فلن يغرّك ثناء المادحين، ولن يضرّك ذمّ القادحين
أصلح ما بينك وبين الله وكُن لله في خلواتك كما يُحبّ، عندها فلن يغرّك ثناء المادحين، ولن يضرّك ذمّ القادحين
Forwarded from النُّعمان بن بشير
أنـتَ الـمُـغيـثُ لِـمَـن مـاتَـت عـزائـمُـهُ
أنـتَ الـرَّحِيـمُ بِـمَن قـد هَـدَّهُ الـتَّـعـبُ
«يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ بِرَحْمَتِكَ أسْتَغِيثُ ، أصْلِحْ لِي شَأنِي كُلَّهُ ، وَلَا تَكِلْنِي إلَى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ»
• 𓂆
أنـتَ الـرَّحِيـمُ بِـمَن قـد هَـدَّهُ الـتَّـعـبُ
«يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ بِرَحْمَتِكَ أسْتَغِيثُ ، أصْلِحْ لِي شَأنِي كُلَّهُ ، وَلَا تَكِلْنِي إلَى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ»
• 𓂆
اللهم إنّي أسألك البركة في الصحة والعمر والوقت، اللهُمَّ وسّع لي في رزقي واجعل لي قبولًا في الأرض وفي السماء، وارزقني الانشراح في صدري، والطمأنينة في روحي، والحكمة والاستقرار في عقلي، وباعد بلُطفك ورحمتك بيني وبين من ينوي حزني وأذيتي، واجعلني راضيةً مرضية أينما كُنت وأينما حللت.