أريدُ أن أصيرَ طريقًا
وعتبةً قديمة
وغُرابًا أسود
لكنّ طبيبي يقول:
الإنسانُ لحمٌ ودم،
ولهذا أشعرُ بالتّعفّن،
والكَدَمَاتُ الزرقاءُ في قلبي
محضُ لحمٍ فاسد ..

_الاء حسانين

‏والذين غنوا معي وغنيت معهم
،قالوا بأن صوتي يشبه البكاء ..

_الاء حسانين

كيف يستطيعون أن يكتبوا عن آلامهم بهذا الشكل الفج والصريح؟ أتساءل أحيانًا حين أقرأ للآخرين، كيف يعرضونها هكذا؟ الدم دم. بلا مواربة ولا استعارة. الكلمات تستخدم للإشارة إلى الأشياء ذاتها. أتساءل -أنا التي تكتب كل شيء، وكأن لا أحد غيري يقرأ لي- وأهمس لنفسي بخجل طفيف: الآخرون حتمًا لن يفهموا ما أكتبه، لن يعرفوا أني استخدمت مفردة سحابة للإشارة إلى آثار القبلات على العنق، و التماثيل ككناية عن الآباء القساة. الأخرون لا يعرفون كل شيء عن حياتي. أحاول الحفاظ على هذه الفكرة في رأسي. وبهذه الطريقة أستطيع الضحك مع الجميع في الصباح التالي لليلة حزينة، فيما أرد بجدية حين يسألني شخص عن أحوالي: بخير طبعًا، ولم قد لا أكون كذلك؟ الآخرون لا يعرفون شيئًا، ولا أحد غيري يقرأ لي، وحتى لو فعلوا، فمؤكد لن يعرفوا ما حدث وما يحدث بالضبط. وهذا غير مهم، ليقيس كل شخص القصائد على مقاس حزنه. يجب أن نحرص على إشاعة هذه الفكرة: استخدموا الشعر، أعيدوا تدويره. بهذا نستطيع النجاة من الإحساس بالخجل والعار والفضيحة لأننا نخرج على الجميع بأحزان مكشوفة ..

_الاء حسانين

نازلاً كنت على سلم أحزان الهزيمة
نازلاً .. يمتصني موت بطيء
صارخاً في وجه أحزاني القديمة :
أحرقيني !
أحرقيني .. لأضيء !

_سميح القاسم

‏كُلُّ دياناتِ الناس
‏وطقوسُ جميعِ الأجناس
‏لا تغفرها دمعةُ إنسانٍ
‏مظلومٍ مقهورٍ مكتومِ الأنفاس .

_سميح القاسم

تمنيتُ ظلكَ بيتًا ..

_سميح القاسم

‏كان من الممكن إنقاذ الكثيرين
لو كانت هناكَ يد، أو رسالة ..

‏_محمود درويش إلى سميح القاسم .
.

_سميح القاسم، محمود درويش .

اكتب إليّ..اكتب من أجلي
لأقرأ نفسي بطريقة سليمة
وصدق حبرك المصنوع من غيمة
لقد جرّبتُ وتغربتُ واغتربتُ
فلم أجد أصفى من تلكَ المرآة ..

_محمود درويش إلىٰ سميح القاسم
.

١١ أكتوبر 💚
عظيمتي حوري
كُل عام وأنتِ الوجه الآخر للضوء .

الحكاية أَن لا حكاية
تلك التي قالها القبطان كانت خرافة
كي يسلِّي المسافرين في المحيط المديد
والحكايةُ الأخرى كانت خرافة أيضاً
كي يسلِّي الذين يغرقون

الحكاية أنْ لا أحد في البستان
ولا أحد في الخيمة
ومن كان ينام ويزرع كان خيالاً
لا خيمة ولا بستان لكنْ قيل ذلك
كي يظنَّ الشجر أنَّ له ظلاً
ويظنّ التراب
أنَّه أُمّ.

الحكاية أَنْ لا أُمَّ
ولا قبطان ولا مركب ولا ظِلَّ
ولا حكاية ..

-وديع سعادة

ماذا كنتُ لأفعل
من دونك
أنت يا خياطي
الذي تضع في فمك
إبرة سريعة کلدغة نحلة .

فلترقع
أسمال الجسد هذه
وبآخر خيط من شعاع الشمس
فلتضعها أغنية
في ثياب عرس

أنت وأنا والمصباح،
المنزل أشبه بعشّ
أمنا العصفورة الزرقاء رحلت منذ زمن
أبونا الصقر ذهب إلىٰ الصيد

ماذا كنت لأفعل من دونك
من دون صوتك
الذي يسمّي ويسمّي
أنهار وجداول
أيامنا على الأرض ..

_تشارلز سيميك

الجميع بساق واحدة .
كم يصعب التنقّل،
كم يصعب صعود السلالم
بلا عصا أو عكاز يحمل اسمنا .

يستحيل، بذراع واحدة فحسب
أن تعانق من تحب،
أن تقطع الخبز على المائدة،
أن ترتدي المعطف على عجلة .

يجب أن أذكر أننا أيضًا عميان تقريبًا،
ونعاني بعض الصمم.
الخروج إلىٰ الشارع دونه المخاطر
بين حشود المصابين.

بخطوات قليلة جدًا نحو الذاكرة
نسمح لأنفسنا بأن نحرف مسارنا
في الغروب اللانهائي - تقودنا عيون
كلاب عمياء.

سكون هائل أينما كان
والأشجار دومًا عارية،
قطرات المطر تقطع نصف الطريق نزولاً،
تقترب كثيرًا، ثم تتقهقر .

_تشارلز سيميك

_تشارلز سيميك .

فجأة
وسط هذا الصمت
يبدو مستحيلًا
العيش ببساطة
علىٰ هذه الأرض .

_تشارلز سيميك

‏وهنالك في البعيد
‏أحدهم أكثر صمتًا
‏يمرّ على العشب
‏دون أن يطويه ..

_تشارلز سيميك