شوقٌ يخضّ دمي إليه
كأن كل دمي اشتهاء
جوعٌ إليه..
كجوع كلّ دم الغريق
إلى الهواء .

_بدر شاكر السيّاب .

إنَّ في دمي لوجهك انتظار .

آنّ أُمسي وحيدًا
في الضواحي الغريبةِ
في مِثلِ هذا المساء الذي يتضوّعُ بالثلج
هذا المساء الذي لا أرىٰ نجمةً فيهِ أو شمعةً ..
ليس لي أن أُحَدقَ في البُعْد
كي ألمُسَ النجم،
ليس عليّ اشتواءُ يدي لأرىٰ شمعةً .
هكذا ، ليس صبعًا عليّ اعترافي بأني وحيدٌ
(لأني، فعلًا وحيدٌ ! )
ولكنني مثل أسلافي الخاطئينَ
سأُعلنُ هذا المساء
أمام الحديقةِ مهجورةً
والعصافيرِ مقرورةً
أمام قميصِ التي رحلتْ، بغتةً، دونَ أن تتذكّر أحلىٰ قميصٍ ..
أمامَ السناجبِ
والثعلب المتضوَّر ..
أعلنُ :
لستُ الوحيد !

لندن٢٠١٠/١٢/٢١
_سعدي يوسف

ولكنني سوف أنسى المدينةَ
والناسَ
والبحرَ
حين أُحسُّ بأنّي لستُ المهدهَدَ بين ذراعيكِ
هذا الصباح .

_سعدي يوسف

سعدي يوسف .

اليومَ ، أسألُ عنكَ
وأبحثُ في كلِ مُنتبَذٍ عن كراسيّ مقهى ،
وعن حانةٍ رُبّما كنتَ تنهلُ
فيها نبيذاً من السفحِ
أسمعُ صوتكَ يهمسُ لي
مثلَ ما كان يهمسُ لي ،
قبل عشرين عامًا وأكثرَ.

_سعدي يوسف

تَعبتُ من حمل ملامحي ..

_سعدي يوسف

في الصورة :الملحن كوكب حمزة، الشاعر سعدي يوسف والروائي جمعة اللامي، في محطة قطار البصرة، عام ١٩٦٨ أثناء توديع الشاعر سعدي يوسف إلىٰ الجزائر بعد مشاركته في مهرجان المربد.

‏"سامحني
لأنني حزينة الآن
ولأنني
لا أمتلك أي رغبة كي أكون بخير
ولأن هناك
كرة كبيرة
مملوءة بالعتمة
عالقة في منتصف حلقي
ولأن وجهي
وجهي يا حبيبي
لم يعد وجهي."
⠀

غيرك مين يقدر يسعدني بأوقاتو ؟

في السادسة مساءً بدأ الصباح
كنّا عائدين، معًا، من محطة المترو
وفي شعركِ بقايا من طراوة الفجر .

_سعدي يوسف

منذ أن علقت صورتك والجدار يتنفس
مثل طفل تفتحت على صدره وردة .

_سعدي يوسف
.

١ يناير 💙

أجِيءُ إليك
مللتُ حيادَ الظروفْ .

_محمد الثبيتي

أحبَّها وأحبَّته.
قُبُلَاتُه امتصَّت كلّ ماضيها ومستقبلها
أو حاولت أن تفعلَ.
تِلكَ كانت شهيّته الوحيدة.
عَضَّتهُ، وقَضَمَتهُ، ثم امتصَّته
فقد أرادته كاملاً داخلها
آمِنَاً، مُطمَئنَّاً أبداً
صرخاتهما الصغيرة رفرفت نحو الستارة.
لَم تُرِد عَينَاها أن يغيبَ شيءٌ مِنهُ عَنها
نَظراتُها سمَّرت يديه ومعصميه والمرفقين
ثم شدَّها إليه، حيث لا حياةَ تسحبها من تلك اللحظة
ودَّ لَو يتوقَّف كلّ مستقبلٍ
ودَّ لو يهوي وإياها من حافة تلك اللحظة
حيث تحاصرها يداه، فيهويان حيث العدمُ أو البقاءُ الأبديُّ، أو أيَّاً كان المهوى.

عَانَقتهُ حَتى طَبعتهُ على عِظامِهَا
بَسَماتهُ غرفُ قَصرٍ خرافيٍّ
حيث العالمُ الحقيقيُّ لن يجيءَ أبداً
بَسَماتُها لدغاتُ عناكبٍ
يراها فيبقى منطرحاً جامداً
حتّى تشعرَ هي بالجوع
كَلِمَاتُهُ جيوشٌ غَازِيَةٌ
ضَحكاتُها محاولاتُ اغتيالٍ
نَظراتهُ سكاكين معدَّةٌ للانتقام
لَمَحاتهُ كانت مثل أشباحٍ تخبِّئُ أسراراً فظيعة في إحدى الأركان
همساتهُ سوطٌ وبساطيل عسكريَّة
قُبُلاتُها تُشبهُ محامينَ دائبين على الكتابة
تربيتاتهُ كانت آخر خطاطيف المنبوذين

ألَاعيبُ الحبِّ التي صنعتها
تُشبهُ أقفالاً تصرُّ
وصرخاتهما العميقةُ زحفت فوق الأرض
مثل حيوانٍ يجرُّ مصيدةً هائلةً.
وعودهُ كانت كمامة الجرّاح
وعودُها خلعت قمّة رأسه
لتصنعَ منها مشابكَ للزينةِ
عهودهُ جرَّت كلّ نياطٍ في جسدها
ثم أراها كيف نصنعُ منها عقدةَ حبٍّ
عهودها صبّت عينيه في الفورمالين
وخلفَ دُرجها السريِّ
عَلقت صرخاتهما على الحائط

رأساهما ينفصلانِ في النّومِ
مثل نصفي فاكهة الشمام،
لكن أيُّ شيءٍ يُوقفُ حبَّهما؟

في نومهما المشبوكِ تبادلا الأيدي والأرجل
وفي أحلامهما أخذا عقولهما كرهائن.

في الصباح لبس كلّ منهما وجه الآخر.

_تيد هيوز ,أغنية حب
ترجمة: ياسر هدايت

من اليمين: حسين الموازني، خالد المعالي، سركون بولص وصموئيل شمعون في فرانكفورت عام 2004

سعدي يوسف وسرجون بولص لندن 19 آب/أغسطس 2001
الصورة بواسطة صموئيل شمعون