(161)
أبو حصين
عثمان بن عاصم بن حصين وقيل: بدل حصين زيد بن كثير.
الإمام، الحافظ، الأسدي، الكوفي.
عن عبد الرحمن بن مهدي قال:
أربعة بالكوفة لا يختلف في حديثهم، فمن اختلف عليهم فهو مخطىء، منهم: أبو حصين الأسدي.
قال أحمد بن عبد الله العجلي:
كان أبو حصين شيخًا، عاليًا، وكان صاحب سنة.
قال ابن عيينة: حدثني رجل،قال:
سُئل الشعبي لما حضرته الوفاة: بمن تأمرنا؟
قال: ما أنا بعالم ولا أترك عالمًا، وإن أبا حصين رجل صالح.
قال ابن عيينة: كان أبو حصين إذا سُئل عن مسألة، قال: ليس لي بها علم، والله أعلم.
عن أبي حصين:
إن أحدهم ليفتي في المسألة، ولو وردت على عمر لجمع لها أهل بدر.
مات أبو حصين سنة ثمان وعشرين ومائة.
________________________
📚 المصدر:
سير أعلام النبلاء للذهبي -رحمه الله-.
بتصرف.
💬
https://www.tg-me.com/Seiar_Al_Nubala
أبو حصين
عثمان بن عاصم بن حصين وقيل: بدل حصين زيد بن كثير.
الإمام، الحافظ، الأسدي، الكوفي.
عن عبد الرحمن بن مهدي قال:
أربعة بالكوفة لا يختلف في حديثهم، فمن اختلف عليهم فهو مخطىء، منهم: أبو حصين الأسدي.
قال أحمد بن عبد الله العجلي:
كان أبو حصين شيخًا، عاليًا، وكان صاحب سنة.
قال ابن عيينة: حدثني رجل،قال:
سُئل الشعبي لما حضرته الوفاة: بمن تأمرنا؟
قال: ما أنا بعالم ولا أترك عالمًا، وإن أبا حصين رجل صالح.
قال ابن عيينة: كان أبو حصين إذا سُئل عن مسألة، قال: ليس لي بها علم، والله أعلم.
عن أبي حصين:
إن أحدهم ليفتي في المسألة، ولو وردت على عمر لجمع لها أهل بدر.
مات أبو حصين سنة ثمان وعشرين ومائة.
________________________
📚 المصدر:
سير أعلام النبلاء للذهبي -رحمه الله-.
بتصرف.
💬
https://www.tg-me.com/Seiar_Al_Nubala
(162)
أيوب السختياني
الإمام، الحافظ، سيد العلماء.
أبو بكر بن أبي تميمة كيسان العنزي، البصري، الآدمي، عداده في صغار التابعين.
مولده عام توفي ابن عباس؛ سنة ثمان وستين.
وقد رأى أنس بن مالك، وما وجدنا له عنه رواية، مع كونه معه في بلد، وكونه أدركه وهو ابن بضع وعشرين سنة.
عن ميمون الغزال قال: جاء أيوب فسأل الحسن عن أشياء، فلما قام قال لنا الحسن: هذا سيد الفتيان.
لقي ابن عيينة ستة وثمانين من التابعين وكان يقول: ما رأيت مثل أيوب.
قال يونس بن عبيد: ما رأيت أحدًا أنصح للعامة من أيوب والحسن.
قال ابن عون: مات ابن سيرين
فقلنا: من ثم؟
قلنا: أيوب.
عن أشعث قال: كان أيوب جهبذ العلماء.
قال علي بن المديني: لأيوب نحو من ثمان مائة حديث.
عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن أصحاب هذه الصور يعذبون يوم القيامة، ويقال لهم: أحيوا ما خلقتم" أخرجه مسلم.
عن حماد قال: ما رأيت رجلًا قط أشد تبسمًا في وجوه الرجال من أيوب.
عن حماد بن زيد سمعت أيوب وقيل له:
مالك لا تنظر في هذا -يعني الرأي-؟
فقال: قيل للحمار إلا تجتر؟
فقال: أكره مضغ الباطل.
عن حماد بن زيد سمعت أيوب وذكر المعتزلة وقال: إنما مدار القوم على أن يقولوا ليس في السماء شيء.
عن سلام بن مسكين: سمعت أيوب يقول:
لا خبيث أخبث من قارىءٍ فاجر.
رأى أيوب رجلًا من أصحاب الأهواء، فقال:
إني لأعرف الذلة في وجهه، ثم تلا:
{سينالهم غضب من ربهم وذلة} [الأعراف: 152] ثم قال: هذه لكل مفتر.
وكان يسمي أصحاب الأهواء: خوارج.
ويقول: إن الخوارج(1) اختلفوا في الاسم، واجتمعوا على السيف.
قال له رجل من أصحاب الأهواء: يا أبا بكر! أسألك، عن كلمة؟
فولى وهو يقول: ولا نصف كلمة -مرتين-.
عن حماد قال: رأيت أيوب وضع يده على رأسه، وقال: الحمد لله الذي عافاني من الشرك ليس بيني وبينه إلا أبو تميمة.
قال أيوب: ما صدق عبد قط فأحب الشهرة.
عن حماد قال: كان أيوب في مجلس فجاءته عبرة فجعل يمتخط ويقول: ما أشد الزكام.
قال وهيب: سمعت أيوب يقول: إذا ذكر الصالحون كنت عنهم بمعزل.
قال أيوب: ذُكرِتُ، ولا أحب أن أُذْكر.
قال صالح بن أبي الأخضر: قلت لأيوب: أوصني، قال: أقل الكلام.
حج أيوب السختياني أربعين حجة.
توفي سنة إحدى وثلاثين ومائة بالبصرة، زمن الطاعون، وله ثلاث وستون سنة.
________________________
📚 المصدر:
سير أعلام النبلاء للذهبي -رحمه الله-.
بتصرف.
💬
https://www.tg-me.com/Seiar_Al_Nubala
(1): قال الشيخ صالح الفوزان -حفظه الله-:
الخوارج هم الذين يخرجون عن طاعة ولي أمر المسلمين، يشقون عصا الطاعة، ويقاتلون المسلمين، ويكفرون المسلم بالمعصية التي دون الشرك، الكبيرة التي دون الشرك يكفرونه بها ، فهم يجمعون بين جريمتين: جريمة التكفير بالكبائر التي دون الشرك، وجريمة شق عصا الطاعة وتفريق الجماعة، وجريمة ثالثة: وهي قتل المسلمين، أخبر -صلى الله عليه وسلم- أن الخوارج يقاتلون أهل الإيمان ويدعون أهل الأوثان، وهذا دأبهم في كل زمان تجد تسلطهم على المسلمين وعلى مجتمعات المسلمين، وأول من قاتلهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-، ثم توالى من بعده الخلفاء وولاة الأمور في قتالهم، فقد قال -صلى الله عليه وسلم عنهم- : (كلما ظهر منهم قرن قُطِع)، والحمد لله، ييسر الله من يخمد فتنتهم . نعم .
https://www.alfawzan.af.org.sa/ar/node/13287
أيوب السختياني
الإمام، الحافظ، سيد العلماء.
أبو بكر بن أبي تميمة كيسان العنزي، البصري، الآدمي، عداده في صغار التابعين.
مولده عام توفي ابن عباس؛ سنة ثمان وستين.
وقد رأى أنس بن مالك، وما وجدنا له عنه رواية، مع كونه معه في بلد، وكونه أدركه وهو ابن بضع وعشرين سنة.
عن ميمون الغزال قال: جاء أيوب فسأل الحسن عن أشياء، فلما قام قال لنا الحسن: هذا سيد الفتيان.
لقي ابن عيينة ستة وثمانين من التابعين وكان يقول: ما رأيت مثل أيوب.
قال يونس بن عبيد: ما رأيت أحدًا أنصح للعامة من أيوب والحسن.
قال ابن عون: مات ابن سيرين
فقلنا: من ثم؟
قلنا: أيوب.
عن أشعث قال: كان أيوب جهبذ العلماء.
قال علي بن المديني: لأيوب نحو من ثمان مائة حديث.
عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن أصحاب هذه الصور يعذبون يوم القيامة، ويقال لهم: أحيوا ما خلقتم" أخرجه مسلم.
عن حماد قال: ما رأيت رجلًا قط أشد تبسمًا في وجوه الرجال من أيوب.
عن حماد بن زيد سمعت أيوب وقيل له:
مالك لا تنظر في هذا -يعني الرأي-؟
فقال: قيل للحمار إلا تجتر؟
فقال: أكره مضغ الباطل.
عن حماد بن زيد سمعت أيوب وذكر المعتزلة وقال: إنما مدار القوم على أن يقولوا ليس في السماء شيء.
عن سلام بن مسكين: سمعت أيوب يقول:
لا خبيث أخبث من قارىءٍ فاجر.
رأى أيوب رجلًا من أصحاب الأهواء، فقال:
إني لأعرف الذلة في وجهه، ثم تلا:
{سينالهم غضب من ربهم وذلة} [الأعراف: 152] ثم قال: هذه لكل مفتر.
وكان يسمي أصحاب الأهواء: خوارج.
ويقول: إن الخوارج(1) اختلفوا في الاسم، واجتمعوا على السيف.
قال له رجل من أصحاب الأهواء: يا أبا بكر! أسألك، عن كلمة؟
فولى وهو يقول: ولا نصف كلمة -مرتين-.
عن حماد قال: رأيت أيوب وضع يده على رأسه، وقال: الحمد لله الذي عافاني من الشرك ليس بيني وبينه إلا أبو تميمة.
قال أيوب: ما صدق عبد قط فأحب الشهرة.
عن حماد قال: كان أيوب في مجلس فجاءته عبرة فجعل يمتخط ويقول: ما أشد الزكام.
قال وهيب: سمعت أيوب يقول: إذا ذكر الصالحون كنت عنهم بمعزل.
قال أيوب: ذُكرِتُ، ولا أحب أن أُذْكر.
قال صالح بن أبي الأخضر: قلت لأيوب: أوصني، قال: أقل الكلام.
حج أيوب السختياني أربعين حجة.
توفي سنة إحدى وثلاثين ومائة بالبصرة، زمن الطاعون، وله ثلاث وستون سنة.
________________________
📚 المصدر:
سير أعلام النبلاء للذهبي -رحمه الله-.
بتصرف.
💬
https://www.tg-me.com/Seiar_Al_Nubala
(1): قال الشيخ صالح الفوزان -حفظه الله-:
الخوارج هم الذين يخرجون عن طاعة ولي أمر المسلمين، يشقون عصا الطاعة، ويقاتلون المسلمين، ويكفرون المسلم بالمعصية التي دون الشرك، الكبيرة التي دون الشرك يكفرونه بها ، فهم يجمعون بين جريمتين: جريمة التكفير بالكبائر التي دون الشرك، وجريمة شق عصا الطاعة وتفريق الجماعة، وجريمة ثالثة: وهي قتل المسلمين، أخبر -صلى الله عليه وسلم- أن الخوارج يقاتلون أهل الإيمان ويدعون أهل الأوثان، وهذا دأبهم في كل زمان تجد تسلطهم على المسلمين وعلى مجتمعات المسلمين، وأول من قاتلهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-، ثم توالى من بعده الخلفاء وولاة الأمور في قتالهم، فقد قال -صلى الله عليه وسلم عنهم- : (كلما ظهر منهم قرن قُطِع)، والحمد لله، ييسر الله من يخمد فتنتهم . نعم .
https://www.alfawzan.af.org.sa/ar/node/13287
(163)
يحيى بن أبي كثير
الإمام، الحافظ، أحد الأعلام.
كان طلابةً للعلم، حُجة.
قال ابن حبان: كان من العباد إذا حضر جنازة لم يتعش تلك الليلة ولا يكلمه أحد.
عن عبد الله بن يحيى بن أبي كثير: سمعت أبي يقول: لا يستطاع العلم براحة الجسد.
عن يحيى بن أبي كثير قال: إذا رأيت المبتدع في طريق، فخذ في غيره.
عن معمر قال: حدث يحيى بن أبي كثير بأحاديث، فقال: اكتب لي حديث كذا، وحديث كذا.
فقلت: يا أبا نصر! أما تكره كتب العلم؟
قال: اكتبه لي، فإنك إن لم تكتب فقد ضيعت، أو عجزت.
يروى أن يحيى بن أبي كثير أقام بالمدينة عشر سنين في طلب العلم.
قال الفلاس: مات سنة تسع وعشرين ومائة.
________________________
📚 المصدر:
سير أعلام النبلاء للذهبي -رحمه الله-.
بتصرف.
💬
https://www.tg-me.com/Seiar_Al_Nubala
◦
يحيى بن أبي كثير
الإمام، الحافظ، أحد الأعلام.
كان طلابةً للعلم، حُجة.
قال ابن حبان: كان من العباد إذا حضر جنازة لم يتعش تلك الليلة ولا يكلمه أحد.
عن عبد الله بن يحيى بن أبي كثير: سمعت أبي يقول: لا يستطاع العلم براحة الجسد.
عن يحيى بن أبي كثير قال: إذا رأيت المبتدع في طريق، فخذ في غيره.
عن معمر قال: حدث يحيى بن أبي كثير بأحاديث، فقال: اكتب لي حديث كذا، وحديث كذا.
فقلت: يا أبا نصر! أما تكره كتب العلم؟
قال: اكتبه لي، فإنك إن لم تكتب فقد ضيعت، أو عجزت.
يروى أن يحيى بن أبي كثير أقام بالمدينة عشر سنين في طلب العلم.
قال الفلاس: مات سنة تسع وعشرين ومائة.
________________________
📚 المصدر:
سير أعلام النبلاء للذهبي -رحمه الله-.
بتصرف.
💬
https://www.tg-me.com/Seiar_Al_Nubala
◦
(164)
الأعمـــش
سليمان بن مهران، الإمام، شيخ الإسلام، شيخ المقرئين والمحدثين.
أبو محمد الأسدي، الكوفي، الحافظ.
أصله: من نواحي الري.
قيل: ولد بقرية أمه من أعمال طبرستان في سنة إحدى وستين، وقدموا به إلى الكوفة طفلًا.
وقيل: حملًا.
قال علي بن المديني: له نحو من ألف وثلاث مائة حديث.
قال سفيان بن عيينة: كان الأعمش أقرأهم لكتاب الله، وأحفظهم للحديث، وأعلمهم بالفرائض.
قال وكيع بن الجراح: كان الأعمش قريبًا من سبعين سنة لم تفته التكبيرة الأولى.
عن عاصم سمعت القاسم أبا عبد الرحمن يقول:
ما أحد أعلم بحديث ابن مسعود من الأعمش.
عن الأعمش قال: جلست إلى إياس بن معاوية بواسط، فذكر حديثًا، فقلت: من ذكر هذا؟
فضرب لي مثل رجل من الخوارج،
فقلت: أتضرب لي هذا المثل، تريد أن أكنس الطريق بثوبي، فلا أمر ببعرة، ولا خنفس إلا حملتها؟!
عن ابن عيينة يقول: سمعت الأعمش يقول: ليس بيننا وبين القوم إلا ستر.
عن حفص بن غياث قال: قيل للأعمش أيام زيد: لو خرجت؟
قال: ويلكم! والله ما أعرف أحدًا أجعل عرضي دونه، فكيف أجعل ديني دونه؟!
عن الأعمش قال: آية التقبل الوسوسة؛ لأن أهل الكتابيْن لا يدرون ما الوسوسة، وذلك لأن أعمالهم لا تصعد إلى السماء.
وقيل: إن الأعمش كان له ولد مغفل، فقال له: اذهب فاشتر لنا حبلًا للغسيل.
فقال: يا أبة طول كم؟
قال: عشرة أذرع.
قال: في عرض كم؟
قال: في عرض مصيبتي فيك.
قالوا: مات الأعمش في ربيع الأول، سنة ثمان وأربعين ومائة بالكوفة، وهو ابن ثمان وثمانين سنة.
________________________
📚 المصدر:
سير أعلام النبلاء للذهبي -رحمه الله-.
بتصرف.
💬
https://www.tg-me.com/Seiar_Al_Nubala
الأعمـــش
سليمان بن مهران، الإمام، شيخ الإسلام، شيخ المقرئين والمحدثين.
أبو محمد الأسدي، الكوفي، الحافظ.
أصله: من نواحي الري.
قيل: ولد بقرية أمه من أعمال طبرستان في سنة إحدى وستين، وقدموا به إلى الكوفة طفلًا.
وقيل: حملًا.
قال علي بن المديني: له نحو من ألف وثلاث مائة حديث.
قال سفيان بن عيينة: كان الأعمش أقرأهم لكتاب الله، وأحفظهم للحديث، وأعلمهم بالفرائض.
قال وكيع بن الجراح: كان الأعمش قريبًا من سبعين سنة لم تفته التكبيرة الأولى.
عن عاصم سمعت القاسم أبا عبد الرحمن يقول:
ما أحد أعلم بحديث ابن مسعود من الأعمش.
عن الأعمش قال: جلست إلى إياس بن معاوية بواسط، فذكر حديثًا، فقلت: من ذكر هذا؟
فضرب لي مثل رجل من الخوارج،
فقلت: أتضرب لي هذا المثل، تريد أن أكنس الطريق بثوبي، فلا أمر ببعرة، ولا خنفس إلا حملتها؟!
عن ابن عيينة يقول: سمعت الأعمش يقول: ليس بيننا وبين القوم إلا ستر.
عن حفص بن غياث قال: قيل للأعمش أيام زيد: لو خرجت؟
قال: ويلكم! والله ما أعرف أحدًا أجعل عرضي دونه، فكيف أجعل ديني دونه؟!
عن الأعمش قال: آية التقبل الوسوسة؛ لأن أهل الكتابيْن لا يدرون ما الوسوسة، وذلك لأن أعمالهم لا تصعد إلى السماء.
وقيل: إن الأعمش كان له ولد مغفل، فقال له: اذهب فاشتر لنا حبلًا للغسيل.
فقال: يا أبة طول كم؟
قال: عشرة أذرع.
قال: في عرض كم؟
قال: في عرض مصيبتي فيك.
قالوا: مات الأعمش في ربيع الأول، سنة ثمان وأربعين ومائة بالكوفة، وهو ابن ثمان وثمانين سنة.
________________________
📚 المصدر:
سير أعلام النبلاء للذهبي -رحمه الله-.
بتصرف.
💬
https://www.tg-me.com/Seiar_Al_Nubala
(165)
جعفـر الصادق
جعفر بن محمد ابن علي بن الشهيد أبي عبد الله ريحانة النبي -صلى الله عليه وسلم- وسبطه ومحبوبه: الحسين بن أمير المؤمنين أبي الحسن علي بن أبي طالب عبد مناف بن شيبة وهو عبد المطلب ابن هاشم، واسمه عمرو بن عبد مناف بن قصي.
الإمام الصادق، شيخ بني هاشم، أبو عبد الله، القرشي، الهاشمي، العلوي، النبوي، المدني، أحد الأعلام.
وأمه هي أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر التيمي، وأمها هي أسماء بنت عبد الرحمن بن أبي بكر ولهذا كان يقول: ولدني أبو بكر الصديق مرتين.
ولد سنة ثمانين. ورأى بعض الصحابة -أحسبه رأى أنس بن مالك وسهل بن سعد-.
وكان يغضب من الرافضة، ويمقتهم إذا علم أنهم يتعرضون لجده أبي بكر ظاهرًا وباطنًا، هذا لا ريب فيه، ولكن الرافضة قوم جهلة قد هوى بهم الهوى في الهاوية، فبعدًا لهم.
عن سالم بن أبي حفصة قال: سألت أبا جعفر وابنه جعفرًا عن أبي بكر وعمر فقال:
يا سالم! تولهما، وابرأ من عدوهما، فإنهما كانا إمامي هدى.
ثم قال جعفر: يا سالم أيسب الرجل جده أبو بكر جدي، لا نالتني شفاعة محمد -صلى الله عليه وسلم- يوم القيامة إن لم أكن أتولاهما، وأبرأ من عدوهما.
عن عبد الجبار بن العباس الهمداني أن جعفر بن محمد أتاهم وهم يريدون أن يرتحلوا من المدينة فقال: إنكم إن شاء الله من صالحي أهل مصركم فأبلغوهم عني: من زعم أني إمام معصوم مفترض الطاعة فأنا منه بريء، ومن زعم أني أبرأ من أبي بكر وعمر فأنا منه بريء.
عن حنان بن سدير: سمعت جعفر بن محمد وسئل عن أبي بكر وعمر فقال: إنك تسألني، عن رجلين قد أكلا من ثمار الجنة.
عن عمرو بن قيس الملائي: سمعت جعفر بن محمد يقول: برىء الله ممن تبرأ من أبي بكر وعمر.
قلت: هذا القول متواتر عن جعفر الصادق، وأشهد الله إنه لبار في قوله غير منافق لأحد، فقبح الله الرافضة.
عن حسن بن زياد: سمعت أبا حنيفة، وسئل:
من أفقه من رأيت؟
قال: ما رأيت أحدًا أفقه من جعفر بن محمد، لما أقدمه المنصور الحيرة بعث إلي فقال: يا أبا حنيفة إن الناس قد فتنوا بجعفر ابن محمد، فهيء له من مسائلك الصعاب، فهيأت له أربعين مسألة ثم أتيت أبا جعفر وجعفر جالس عن يمينه فلما بصرت بهما، دخلني لجعفر من الهيبة ما لا يدخلني لأبي جعفر، فسلمت، وأذن لي فجلست، ثم التفت إلى جعفر فقال: يا أبا عبد الله تعرف هذا؟
قال: نعم، هذا أبو حنيفة.
ثم قال: يا أبا حنيفة هات من مسائلك نسأل أبا عبد الله.
فابتدأت أسأله فكان يقول في المسألة: أنتم تقولون فيها كذا وكذا، وأهل المدينة يقولون كذا وكذا، ونحن نقول كذا وكذا، فربما تابعنا، وربما تابع أهل المدينة، وربما خالفنا جميعًا، حتى أتيت على أربعين مسألة، ما أخرم منها مسألة،
ثم قال أبو حنيفة: أليس قد روينا أن أعلم الناس أعلمهم باختلاف الناس.
عن معاوية بن عمار سألت جعفر بن محمد، عن القرآن فقال: ليس بخالق ولا مخلوق، ولكنه كلام الله.
عن حماد بن زيد، عن أيوب: سمعت جعفرًا يقول: إنا -والله- لا نعلم كل ما يسألوننا عنه، ولغيرنا أعلم منا.
قال جعفر بن محمد: لا زاد أفضل من التقوى، ولا شيء أحسن من الصمت، ولا عدو أضر من الجهل، ولا داء أدوأ من الكذب.
مات جعفر الصادق في سنة ثمان وأربعين ومائة. وقد مر أن مولده سنة ثمانين. فيكون عمره ثمانيًا وستين سنة -رحمه الله-.
لم يخرج له البخاري في "الصحيح" بل في كتاب "الأدب"، وغيره.
________________________
📚 المصدر:
سير أعلام النبلاء للذهبي -رحمه الله-.
بتصرف.
💬
https://www.tg-me.com/Seiar_Al_Nubala
جعفـر الصادق
جعفر بن محمد ابن علي بن الشهيد أبي عبد الله ريحانة النبي -صلى الله عليه وسلم- وسبطه ومحبوبه: الحسين بن أمير المؤمنين أبي الحسن علي بن أبي طالب عبد مناف بن شيبة وهو عبد المطلب ابن هاشم، واسمه عمرو بن عبد مناف بن قصي.
الإمام الصادق، شيخ بني هاشم، أبو عبد الله، القرشي، الهاشمي، العلوي، النبوي، المدني، أحد الأعلام.
وأمه هي أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر التيمي، وأمها هي أسماء بنت عبد الرحمن بن أبي بكر ولهذا كان يقول: ولدني أبو بكر الصديق مرتين.
ولد سنة ثمانين. ورأى بعض الصحابة -أحسبه رأى أنس بن مالك وسهل بن سعد-.
وكان يغضب من الرافضة، ويمقتهم إذا علم أنهم يتعرضون لجده أبي بكر ظاهرًا وباطنًا، هذا لا ريب فيه، ولكن الرافضة قوم جهلة قد هوى بهم الهوى في الهاوية، فبعدًا لهم.
عن سالم بن أبي حفصة قال: سألت أبا جعفر وابنه جعفرًا عن أبي بكر وعمر فقال:
يا سالم! تولهما، وابرأ من عدوهما، فإنهما كانا إمامي هدى.
ثم قال جعفر: يا سالم أيسب الرجل جده أبو بكر جدي، لا نالتني شفاعة محمد -صلى الله عليه وسلم- يوم القيامة إن لم أكن أتولاهما، وأبرأ من عدوهما.
عن عبد الجبار بن العباس الهمداني أن جعفر بن محمد أتاهم وهم يريدون أن يرتحلوا من المدينة فقال: إنكم إن شاء الله من صالحي أهل مصركم فأبلغوهم عني: من زعم أني إمام معصوم مفترض الطاعة فأنا منه بريء، ومن زعم أني أبرأ من أبي بكر وعمر فأنا منه بريء.
عن حنان بن سدير: سمعت جعفر بن محمد وسئل عن أبي بكر وعمر فقال: إنك تسألني، عن رجلين قد أكلا من ثمار الجنة.
عن عمرو بن قيس الملائي: سمعت جعفر بن محمد يقول: برىء الله ممن تبرأ من أبي بكر وعمر.
قلت: هذا القول متواتر عن جعفر الصادق، وأشهد الله إنه لبار في قوله غير منافق لأحد، فقبح الله الرافضة.
عن حسن بن زياد: سمعت أبا حنيفة، وسئل:
من أفقه من رأيت؟
قال: ما رأيت أحدًا أفقه من جعفر بن محمد، لما أقدمه المنصور الحيرة بعث إلي فقال: يا أبا حنيفة إن الناس قد فتنوا بجعفر ابن محمد، فهيء له من مسائلك الصعاب، فهيأت له أربعين مسألة ثم أتيت أبا جعفر وجعفر جالس عن يمينه فلما بصرت بهما، دخلني لجعفر من الهيبة ما لا يدخلني لأبي جعفر، فسلمت، وأذن لي فجلست، ثم التفت إلى جعفر فقال: يا أبا عبد الله تعرف هذا؟
قال: نعم، هذا أبو حنيفة.
ثم قال: يا أبا حنيفة هات من مسائلك نسأل أبا عبد الله.
فابتدأت أسأله فكان يقول في المسألة: أنتم تقولون فيها كذا وكذا، وأهل المدينة يقولون كذا وكذا، ونحن نقول كذا وكذا، فربما تابعنا، وربما تابع أهل المدينة، وربما خالفنا جميعًا، حتى أتيت على أربعين مسألة، ما أخرم منها مسألة،
ثم قال أبو حنيفة: أليس قد روينا أن أعلم الناس أعلمهم باختلاف الناس.
عن معاوية بن عمار سألت جعفر بن محمد، عن القرآن فقال: ليس بخالق ولا مخلوق، ولكنه كلام الله.
عن حماد بن زيد، عن أيوب: سمعت جعفرًا يقول: إنا -والله- لا نعلم كل ما يسألوننا عنه، ولغيرنا أعلم منا.
قال جعفر بن محمد: لا زاد أفضل من التقوى، ولا شيء أحسن من الصمت، ولا عدو أضر من الجهل، ولا داء أدوأ من الكذب.
مات جعفر الصادق في سنة ثمان وأربعين ومائة. وقد مر أن مولده سنة ثمانين. فيكون عمره ثمانيًا وستين سنة -رحمه الله-.
لم يخرج له البخاري في "الصحيح" بل في كتاب "الأدب"، وغيره.
________________________
📚 المصدر:
سير أعلام النبلاء للذهبي -رحمه الله-.
بتصرف.
💬
https://www.tg-me.com/Seiar_Al_Nubala
(166)
يونس بن عبيد
ابن دينار، الإمام، القدوة، الحجة، أبو عبد الله العبدي مولاهم، البصري. من صغار التابعين، وفضلائهم.
رأى أنس بن مالك، وحدث عن: الحسن، وابن سيرين، وعطاء، وعكرمة، ونافع مولى ابن عمر، وعدة.
حدث عنه خلق كثير.
قال علي بن المديني: له نحو مائتي حديث.
وقال ابن سعد: كان ثقة، كثير الحديث.
وقال أحمد وابن معين: ثقة.
عن مؤمل بن إسماعيل قال: جاء رجل شامي إلى سوق الخزازين فقال: عندك مطرف بأربع مائة؟ فقال يونس بن عبيد: عندنا بمئتين.
فنادى المنادي: الصلاة.
فانطلق يونس إلى بني قشير ليصلي بهم، فجاء وقد باع ابن أخته المطرف من الشامي بأربع مائة.
فقال: ما هذه الدراهم؟
قال: ثمن ذاك المطرف.
فقال: يا عبد الله هذا المطرف الذي عرضته عليك بمئتي درهم، فإن شئت فخذه وخذ مئتين، وإن شئت فدعه.
قال: من أنت؟
قال: أنا رجل من المسلمين.
وعن جعفر بن برقان قال: بلغني عن يونس فضل وصلاح، فأحببت أن أكتب إليه أسأله، فكتب إلي: أتاني كتابك تسألني أن أكتب إليك بما أنا عليه. فأخبرك أني عرضت على نفسي أن تحب للناس ما تحب لها، وتكره لهم ما تكره لها، فإذا هي من ذاك بعيدة، ثم عرضت عليها مرة أخرى ترك ذكرهم إلا من خير، فوجدت الصوم في اليوم الحار أيسر عليها من ذلك، هذا أمري يا أخي، والسلام.
قيل: إن يونس بن عبيد قال: إني لأعد مئة خصلة من خصال البر ما فيَّ منها خصلة واحدة.
عن جسر أبي جعفر قال: دخلت على يونس بن عبيد أيام الأضحى فقال: خذ لنا كذا وكذا من شاة، ثم قال: والله ما أراه يتقبل مني شيء، قد خشيت أن أكون من أهل النار.
قلت: كل من لم يخش أن يكون في النار فهو مغرور، قد أمن مكر الله به.
قال يونس بن عبيد: لا تجد من البر شيئًا واحدًا يتبعه البر كله غير اللسان، فإنك تجد الرجل يكثر الصيام، ويفطر على الحرام، ويقوم الليل ويشهد بالزور بالنهار، وذكر أشياء نحو هذا.
عن يونس: خصلتان إذا صلحتا من العبد، صلح ما سواهما: صلاته، ولسانه.
قال غسان بن المفضل الغلابي: حدثني بعض أصحابنا قال: جاء رجل إلى يونس بن عبيد فشكا إليه ضيقًا من حاله ومعاشه واغتمامًا بذلك،
فقال: أيسرك ببصرك مائة ألف؟
قال: لا.
قال: فبسمعك؟
قال: لا.
قال: فبلسانك؟
قال: لا.
قال: فبعقلك؟
قال: لا.
وذكره نعم الله عليه ثم قال يونس: أرى لك مئين ألوفًا، وأنت تشكو الحاجة!
عن حماد بن زيد: سمعت يونس بن عبيد يقول: عمدنا إلى ما يصلح الناس فكتبناه، وعمدنا إلى ما يصلحنا فتركناه.
قال حزم بن أبي حزم: مر بنا يونس بن عبيد على حمار، ونحن قعود على باب ابن لاحق، فوقف فقال: أصبح من إذا عرف السنة عرفها غريبًا، وأغرب منه الذي يعرفها.
عن يونس بن عبيد: ليس شيء أعز من شيئين: درهم طيب، ورجل يعمل على سنة.
قال سعيد بن عامر: حدثنا جسر أبو جعفر: قلت ليونس: مررت بقوم يختصمون في القدر.
فقال: لو همتهم ذنوبهم ما اختصموا في القدر.
عن خويل -يعني: ختن شعبة- قال:
كنت عند يونس، فجاءه رجل فقال: يا أبا عبد الله تنهانا عن مجالسة عمرو بن عبيد، وقد دخل عليه ابنك.
قال: ابني؟!
قال: نعم.
فتغيظ الشيخ، فلم أبرح حتى جاء ابنه، فقال:
يا بني قد عرفت رأيي في عمرو ثم تدخل عليه؟! قال: كان معي فلان، وجعل يعتذر.
قال: أنهاك عن الزنى، والسرقة، وشرب الخمر، ولأن تلقى الله بهن، أحب إلي من أن تلقاه برأي عمرو، وأصحاب عمرو.
قال حماد بن زيد: سمعت يونس يقول: توشك عينك أن ترى ما لم ترَ، وأذنك أن تسمع ما لم تسمع، ثم لا تخرج من طبقة إلا دخلت فيما هو أشد منها، حتى يكون آخر ذلك الجواز على الصراط.
عن عامر بن أبي عامر الخراز: سمعت يونس بن عبيد وهو يرثي بهذه الأبيات:
من الموت لا ذو الصبر ينجيه صبره ... ولا لجزوع كاره الموت مجزع
أرى كل ذي نفس وإن طال عمرها ... وعاشت لها سم من الموت منقع
فكل امرىء لاق من الموت سكرة ... له ساعة فيها يذل ويضرع
وإنك من يعجبك لا تك مثله ... إذا أنت لم تصنع كما كان يصنع
قيل: إن يونس نظر إلى قدميه عند الموت، وبكى، فقيل: ما يبكيك أبا عبد الله؟
قال: قدماي لم تغبر في سبيل الله.
قال محمد بن سعد: مات يونس سنة أربعين ومائة.
____________________
📚 المصدر:
سير أعلام النبلاء للذهبي -رحمه الله-.
بتصرف.
💬
https://www.tg-me.com/Seiar_Al_Nubala
يونس بن عبيد
ابن دينار، الإمام، القدوة، الحجة، أبو عبد الله العبدي مولاهم، البصري. من صغار التابعين، وفضلائهم.
رأى أنس بن مالك، وحدث عن: الحسن، وابن سيرين، وعطاء، وعكرمة، ونافع مولى ابن عمر، وعدة.
حدث عنه خلق كثير.
قال علي بن المديني: له نحو مائتي حديث.
وقال ابن سعد: كان ثقة، كثير الحديث.
وقال أحمد وابن معين: ثقة.
عن مؤمل بن إسماعيل قال: جاء رجل شامي إلى سوق الخزازين فقال: عندك مطرف بأربع مائة؟ فقال يونس بن عبيد: عندنا بمئتين.
فنادى المنادي: الصلاة.
فانطلق يونس إلى بني قشير ليصلي بهم، فجاء وقد باع ابن أخته المطرف من الشامي بأربع مائة.
فقال: ما هذه الدراهم؟
قال: ثمن ذاك المطرف.
فقال: يا عبد الله هذا المطرف الذي عرضته عليك بمئتي درهم، فإن شئت فخذه وخذ مئتين، وإن شئت فدعه.
قال: من أنت؟
قال: أنا رجل من المسلمين.
وعن جعفر بن برقان قال: بلغني عن يونس فضل وصلاح، فأحببت أن أكتب إليه أسأله، فكتب إلي: أتاني كتابك تسألني أن أكتب إليك بما أنا عليه. فأخبرك أني عرضت على نفسي أن تحب للناس ما تحب لها، وتكره لهم ما تكره لها، فإذا هي من ذاك بعيدة، ثم عرضت عليها مرة أخرى ترك ذكرهم إلا من خير، فوجدت الصوم في اليوم الحار أيسر عليها من ذلك، هذا أمري يا أخي، والسلام.
قيل: إن يونس بن عبيد قال: إني لأعد مئة خصلة من خصال البر ما فيَّ منها خصلة واحدة.
عن جسر أبي جعفر قال: دخلت على يونس بن عبيد أيام الأضحى فقال: خذ لنا كذا وكذا من شاة، ثم قال: والله ما أراه يتقبل مني شيء، قد خشيت أن أكون من أهل النار.
قلت: كل من لم يخش أن يكون في النار فهو مغرور، قد أمن مكر الله به.
قال يونس بن عبيد: لا تجد من البر شيئًا واحدًا يتبعه البر كله غير اللسان، فإنك تجد الرجل يكثر الصيام، ويفطر على الحرام، ويقوم الليل ويشهد بالزور بالنهار، وذكر أشياء نحو هذا.
عن يونس: خصلتان إذا صلحتا من العبد، صلح ما سواهما: صلاته، ولسانه.
قال غسان بن المفضل الغلابي: حدثني بعض أصحابنا قال: جاء رجل إلى يونس بن عبيد فشكا إليه ضيقًا من حاله ومعاشه واغتمامًا بذلك،
فقال: أيسرك ببصرك مائة ألف؟
قال: لا.
قال: فبسمعك؟
قال: لا.
قال: فبلسانك؟
قال: لا.
قال: فبعقلك؟
قال: لا.
وذكره نعم الله عليه ثم قال يونس: أرى لك مئين ألوفًا، وأنت تشكو الحاجة!
عن حماد بن زيد: سمعت يونس بن عبيد يقول: عمدنا إلى ما يصلح الناس فكتبناه، وعمدنا إلى ما يصلحنا فتركناه.
قال حزم بن أبي حزم: مر بنا يونس بن عبيد على حمار، ونحن قعود على باب ابن لاحق، فوقف فقال: أصبح من إذا عرف السنة عرفها غريبًا، وأغرب منه الذي يعرفها.
عن يونس بن عبيد: ليس شيء أعز من شيئين: درهم طيب، ورجل يعمل على سنة.
قال سعيد بن عامر: حدثنا جسر أبو جعفر: قلت ليونس: مررت بقوم يختصمون في القدر.
فقال: لو همتهم ذنوبهم ما اختصموا في القدر.
عن خويل -يعني: ختن شعبة- قال:
كنت عند يونس، فجاءه رجل فقال: يا أبا عبد الله تنهانا عن مجالسة عمرو بن عبيد، وقد دخل عليه ابنك.
قال: ابني؟!
قال: نعم.
فتغيظ الشيخ، فلم أبرح حتى جاء ابنه، فقال:
يا بني قد عرفت رأيي في عمرو ثم تدخل عليه؟! قال: كان معي فلان، وجعل يعتذر.
قال: أنهاك عن الزنى، والسرقة، وشرب الخمر، ولأن تلقى الله بهن، أحب إلي من أن تلقاه برأي عمرو، وأصحاب عمرو.
قال حماد بن زيد: سمعت يونس يقول: توشك عينك أن ترى ما لم ترَ، وأذنك أن تسمع ما لم تسمع، ثم لا تخرج من طبقة إلا دخلت فيما هو أشد منها، حتى يكون آخر ذلك الجواز على الصراط.
عن عامر بن أبي عامر الخراز: سمعت يونس بن عبيد وهو يرثي بهذه الأبيات:
من الموت لا ذو الصبر ينجيه صبره ... ولا لجزوع كاره الموت مجزع
أرى كل ذي نفس وإن طال عمرها ... وعاشت لها سم من الموت منقع
فكل امرىء لاق من الموت سكرة ... له ساعة فيها يذل ويضرع
وإنك من يعجبك لا تك مثله ... إذا أنت لم تصنع كما كان يصنع
قيل: إن يونس نظر إلى قدميه عند الموت، وبكى، فقيل: ما يبكيك أبا عبد الله؟
قال: قدماي لم تغبر في سبيل الله.
قال محمد بن سعد: مات يونس سنة أربعين ومائة.
____________________
📚 المصدر:
سير أعلام النبلاء للذهبي -رحمه الله-.
بتصرف.
💬
https://www.tg-me.com/Seiar_Al_Nubala
(167)
معمر بن راشد
الإمام، الحافظ، شيخ الإسلام.
أبو عروة بن أبي عمرو الأزدي، البصري، نزيل اليمن.
مولده سنة خمس أو ست وتسعين.
شهد جنازة الحسن البصري، وطلب العلم وهو حدث.
كان من أوعية العلم، مع الصدق، والتحري، والورع، والجلالة، وحسن التصنيف.
عن معمر قال:
سمعت من قتادة وأنا ابن أربع عشرة سنة، فما شيء سمعت في تلك السنين إلا وكأنه مكتوب في صدري.
قال أبو حفص الفلاس: معمر من أصدق الناس.
قال ابن جريج: إن معمرًا شرب من العلم بأنقع.
قال ابن قتيبة: الأنقع: جمع نقع، وهو ها هنا: ما يستنقع.
قال أحمد بن عبد الله العجلي: معمر ثقة، رجل صالح، بصري، سكن صنعاء، وتزوج بها، ورحل إليه سفيان الثوري.
قال أحمد العجلي: لما دخل معمر صنعاء، كرهوا أن يخرج من بين أظهرهم، فقال لهم رجل: قيدوه. قال: فزوجوه.
أكل معمر من عند أهله فاكهة ثم سأل فقيل: هدية من فلانة النواحة. فقام، فتقيأ.
وبعث إليه معن -والي اليمن- بذهب فرده، وقال لأهله: إن علم بهذا غيرنا لم يجتمع رأسي ورأسك أبدًا.
قال عبد الرزاق: ما نعلم أحدًا عف عن هذا المال إلا الثوري ومعمرًا.
عن معمر قال: كان يقال: إن الرجل يطلب العلم لغير الله، فيأبى عليه العلم حتى يكون لله.
قلت: نعم، يطلبه أولًا والحامل له حب العلم، وحب إزالة الجهل عنه، وحب الوظائف، ونحو ذلك، ولم يكن علم وجوب الإخلاص فيه، ولا صدق النية، فإذا علم حاسب نفسه، وخاف من وبال قصده، فتجيئه النية الصالحة كلها أو بعضها، وقد يتوب من نيته الفاسدة ويندم. وعلامة ذلك أنه يقصر من الدعاوى وحب المناظرة ومن قصد التكثر بعلمه، ويزري على نفسه، فإن تكثر بعلمه أو قال: أنا أعلم من فلان، فبعدًا له.
مات معمر في شهر رمضان سنة اثنتين وخمسين ومائة.
قال أحمد بن حنبل: عاش ثمانيًا وخمسين سنة.
________________________
📚 المصدر:
سير أعلام النبلاء للذهبي -رحمه الله-.
بتصرف.
💬
https://www.tg-me.com/Seiar_Al_Nubala
معمر بن راشد
الإمام، الحافظ، شيخ الإسلام.
أبو عروة بن أبي عمرو الأزدي، البصري، نزيل اليمن.
مولده سنة خمس أو ست وتسعين.
شهد جنازة الحسن البصري، وطلب العلم وهو حدث.
كان من أوعية العلم، مع الصدق، والتحري، والورع، والجلالة، وحسن التصنيف.
عن معمر قال:
سمعت من قتادة وأنا ابن أربع عشرة سنة، فما شيء سمعت في تلك السنين إلا وكأنه مكتوب في صدري.
قال أبو حفص الفلاس: معمر من أصدق الناس.
قال ابن جريج: إن معمرًا شرب من العلم بأنقع.
قال ابن قتيبة: الأنقع: جمع نقع، وهو ها هنا: ما يستنقع.
قال أحمد بن عبد الله العجلي: معمر ثقة، رجل صالح، بصري، سكن صنعاء، وتزوج بها، ورحل إليه سفيان الثوري.
قال أحمد العجلي: لما دخل معمر صنعاء، كرهوا أن يخرج من بين أظهرهم، فقال لهم رجل: قيدوه. قال: فزوجوه.
أكل معمر من عند أهله فاكهة ثم سأل فقيل: هدية من فلانة النواحة. فقام، فتقيأ.
وبعث إليه معن -والي اليمن- بذهب فرده، وقال لأهله: إن علم بهذا غيرنا لم يجتمع رأسي ورأسك أبدًا.
قال عبد الرزاق: ما نعلم أحدًا عف عن هذا المال إلا الثوري ومعمرًا.
عن معمر قال: كان يقال: إن الرجل يطلب العلم لغير الله، فيأبى عليه العلم حتى يكون لله.
قلت: نعم، يطلبه أولًا والحامل له حب العلم، وحب إزالة الجهل عنه، وحب الوظائف، ونحو ذلك، ولم يكن علم وجوب الإخلاص فيه، ولا صدق النية، فإذا علم حاسب نفسه، وخاف من وبال قصده، فتجيئه النية الصالحة كلها أو بعضها، وقد يتوب من نيته الفاسدة ويندم. وعلامة ذلك أنه يقصر من الدعاوى وحب المناظرة ومن قصد التكثر بعلمه، ويزري على نفسه، فإن تكثر بعلمه أو قال: أنا أعلم من فلان، فبعدًا له.
مات معمر في شهر رمضان سنة اثنتين وخمسين ومائة.
قال أحمد بن حنبل: عاش ثمانيًا وخمسين سنة.
________________________
📚 المصدر:
سير أعلام النبلاء للذهبي -رحمه الله-.
بتصرف.
💬
https://www.tg-me.com/Seiar_Al_Nubala
(168)
الأوزاعــي
عبد الرحمن بن عمرو بن يحمد.
شيخ الإسلام، وعالم أهل الشام، أبو عمرو الأوزاعي.
كان يسكن بمحلة الأوزاع، وهي العقيبة الصغيرة ظاهر باب الفراديس بدمشق، ثم تحول إلى بيروت مرابطًا بها إلى أن مات.
قال ضمرة بن ربيعة: الأوزاع: اسم وقع على موضع مشهور بربض دمشق، سمي بذلك لأنه سكنه بقايا من قبائل شتى، والأوزاع: الفرق تقول: وزعته أي: فرقته.
وقيل: كان مولده ببعلبك.
ولد سنة ثمان وثمانين.
كان خيرًا، فاضلًا، مأمونًا، كثير العلم والحديث والفقه، حجة، هو أول من دون العلم بالشام.
قال الخريبي: كان الأوزاعي أفضل أهل زمانه.
قال العباس بن الوليد: فما رأيت أبي يتعجب من شيء في الدنيا تعجبه من الأوزاعي. فكان يقول: سبحانك تفعل ما تشاء؛ كان الأوزاعي يتيمًا فقيرًا في حجر أمه، تنقله من بلد إلى بلد، وقد جرى حكمك فيه أن بلغته حيث رأيته، يا بني عجزت الملوك أن تؤدب أنفسها وأولادها أدب الأوزاعي في نفسه، ما سمعت منه كلمة قط فاضلة إلا احتاج مستمعها إلى إثباتها عنه، ولا رأيته ضاحكًا قط حتى يقهقه، ولقد كان إذا أخذ في ذكر المعاد أقول في نفسي: أترى في المجلس قلب لم يبكِ؟
قال الأوزاعي: مات أبي وأنا صغير، فذهبت ألعب مع الغلمان، فمر بنا فلان -وذكر شيخًا جليلًا من العرب- ففر الصبيان حين رأوه، وثبت أنا، فقال: ابن من أنت؟ فأخبرته. فقال: يا ابن أخي يرحم الله أباك. فذهب بي إلى بيته، فكنت معه حتى بلغت، فألحقني في الديوان، وضرب علينا بعثًا إلى اليمامة، فلما قدمناها ودخلنا مسجد الجامع وخرجنا، قال لي رجل من أصحابنا: رأيت يحيى بن أبي كثير معجبًا بك يقول: ما رأيت في هذا البعث أهدى من هذا الشاب. قال: فجالسته فكتبت عنه أربعة عشر كتابًا أو ثلاثة عشر فاحترق كله.
▪️زهده وعبادته:
قال الوليد بن مسلم: رأيت الأوزاعي يثبت في مصلاه يذكر الله حتى تطلع الشمس، ويخبرنا عن السلف: أن ذلك كان هديهم فإذا طلعت الشمس قام بعضهم إلى بعض فأفاضوا في ذكر الله، والتفقه في دينه.
قال الوليد بن مزيد: كان الأوزاعي من العبادة على شيء ما سمعنا بأحد قوي عليه، ما أتى عليه زوال قط إلا وهو قائم يصلي.
كان الوليد بن مسلم يقول: ما رأيت أكثر اجتهادًا في العبادة من الأوزاعي.
عن ضمرة بن ربيعة قال: حججنا مع الأوزاعي سنة خمسين ومائة، فما رأيته مضطجعًا في المحمل في ليل ولا نهار قط، كان يصلي فإذا غلبه النوم استند إلى القتب.
عن محمد بن عبد الوهاب قال: كنا عند أبي إسحاق الفزاري فذكر الأوزاعي فقال: ذاك رجل كان شأنه عجبًا، كان يسأل عن الشيء عندنا فيه الأثر فيرد، والله الجواب كما هو في الأثر، لا يقدم منه ولا يؤخر.
عن صدقة بن عبد الله يقول: ما رأيت أحدًا أحلم، ولا أكمل، ولا أحمل فيه حمل من الأوزاعي.
قدم أبو مرحوم من مكة على الأوزاعي فأهدى له طرائف، فقال له: إن شئت قبلت منك، ولم تسمع مني حرفًا، وإن شئت فضم هديتك، واسمع.
ولي الأوزاعي القضاء ليزيد بن الوليد، فجلس مجلسًا، ثم استعفى، فأعفي.
▪️من أقواله:
(كنا والتابعون متوافرون نقول: إن الله تعالى فوق عرشه، ونؤمن بما وردت به السنة من صفاته).
(عليك بآثار من سلف، وإن رفضك الناس، وإياك وآراء الرجال وإن زخرفوه لك بالقول، فإن الأمر ينجلي وأنت على طريق مستقيم).
قال بقية بن الوليد: قال لي الأوزاعي: (يا بقية لا تذكر أحدًا من أصحاب نبيك إلا بخير. يا بقية العلم ما جاء عن أصحاب محمد -صلى الله عليه، وسلم-، وما لم يجئ عنهم فليس بعلم).
(لا يجتمع حب علي وعثمان -رضي الله عنهما-إلا في قلب مؤمن).
(من أخذ بنوادر العلماء، خرج من الإسلام).
(ما ابتدع رجل بدعة إلا سلب الورع).
(إن المؤمن يقول قليلًا، ويعمل كثيرًا، وإن المنافق يتكلم كثيرًا، ويعمل قليلًا).
(كان يقال: ويل للمتفقهين لغير العبادة، والمستحلين الحرمات بالشبهات).
(إذا أراد الله بقوم شرًا، فتح عليهم الجدل، ومنعهم العمل).
(لا ينبغي للإمام أن يخص نفسه بشيء من الدعاء، فإن فعل فقد خانهم).
عن محمد بن الأوزاعي قال: قال لي أبي: (يا بني! لو كنا نقبل من الناس كل ما يعرضون علينا لأوشك أن نهون عليهم).
(من أطال قيام الليل هون الله عليه وقوف يوم القيامة).
(من أكثر ذكر الموت كفاه اليسير، ومن عرف أن منطقه من عمله قل كلامه).
وعظ الأوزاعي فقال في موعظته:
أيها الناس! تقووا بهذه النعم التي أصبحتم فيها على الهرب من نار الله الموقدة، التي تطلع على الأفئدة، فإنكم في دارٍ الثواء فيها قليل، وأنتم مرتحلون وخلائف بعد القرون الذين استقالوا من الدنيا زهرتها، كانوا أطول منكم أعمارًا، وأجد أجسامًا، وأعظم آثارًا، فجددوا الجبال، وجابوا الصخور، ونقبوا في البلاد مؤيدين ببطش شديد، وأجسام كالعماد، فما لبثت الأيام والليالي أن طوت مدتهم، وعفت آثارهم، وأخوت منازلهم، وأنست ذكرهم: {هل تحس منهم من أحد أو تسمع لهم ركزا} [مريم: 98]
الأوزاعــي
عبد الرحمن بن عمرو بن يحمد.
شيخ الإسلام، وعالم أهل الشام، أبو عمرو الأوزاعي.
كان يسكن بمحلة الأوزاع، وهي العقيبة الصغيرة ظاهر باب الفراديس بدمشق، ثم تحول إلى بيروت مرابطًا بها إلى أن مات.
قال ضمرة بن ربيعة: الأوزاع: اسم وقع على موضع مشهور بربض دمشق، سمي بذلك لأنه سكنه بقايا من قبائل شتى، والأوزاع: الفرق تقول: وزعته أي: فرقته.
وقيل: كان مولده ببعلبك.
ولد سنة ثمان وثمانين.
كان خيرًا، فاضلًا، مأمونًا، كثير العلم والحديث والفقه، حجة، هو أول من دون العلم بالشام.
قال الخريبي: كان الأوزاعي أفضل أهل زمانه.
قال العباس بن الوليد: فما رأيت أبي يتعجب من شيء في الدنيا تعجبه من الأوزاعي. فكان يقول: سبحانك تفعل ما تشاء؛ كان الأوزاعي يتيمًا فقيرًا في حجر أمه، تنقله من بلد إلى بلد، وقد جرى حكمك فيه أن بلغته حيث رأيته، يا بني عجزت الملوك أن تؤدب أنفسها وأولادها أدب الأوزاعي في نفسه، ما سمعت منه كلمة قط فاضلة إلا احتاج مستمعها إلى إثباتها عنه، ولا رأيته ضاحكًا قط حتى يقهقه، ولقد كان إذا أخذ في ذكر المعاد أقول في نفسي: أترى في المجلس قلب لم يبكِ؟
قال الأوزاعي: مات أبي وأنا صغير، فذهبت ألعب مع الغلمان، فمر بنا فلان -وذكر شيخًا جليلًا من العرب- ففر الصبيان حين رأوه، وثبت أنا، فقال: ابن من أنت؟ فأخبرته. فقال: يا ابن أخي يرحم الله أباك. فذهب بي إلى بيته، فكنت معه حتى بلغت، فألحقني في الديوان، وضرب علينا بعثًا إلى اليمامة، فلما قدمناها ودخلنا مسجد الجامع وخرجنا، قال لي رجل من أصحابنا: رأيت يحيى بن أبي كثير معجبًا بك يقول: ما رأيت في هذا البعث أهدى من هذا الشاب. قال: فجالسته فكتبت عنه أربعة عشر كتابًا أو ثلاثة عشر فاحترق كله.
▪️زهده وعبادته:
قال الوليد بن مسلم: رأيت الأوزاعي يثبت في مصلاه يذكر الله حتى تطلع الشمس، ويخبرنا عن السلف: أن ذلك كان هديهم فإذا طلعت الشمس قام بعضهم إلى بعض فأفاضوا في ذكر الله، والتفقه في دينه.
قال الوليد بن مزيد: كان الأوزاعي من العبادة على شيء ما سمعنا بأحد قوي عليه، ما أتى عليه زوال قط إلا وهو قائم يصلي.
كان الوليد بن مسلم يقول: ما رأيت أكثر اجتهادًا في العبادة من الأوزاعي.
عن ضمرة بن ربيعة قال: حججنا مع الأوزاعي سنة خمسين ومائة، فما رأيته مضطجعًا في المحمل في ليل ولا نهار قط، كان يصلي فإذا غلبه النوم استند إلى القتب.
عن محمد بن عبد الوهاب قال: كنا عند أبي إسحاق الفزاري فذكر الأوزاعي فقال: ذاك رجل كان شأنه عجبًا، كان يسأل عن الشيء عندنا فيه الأثر فيرد، والله الجواب كما هو في الأثر، لا يقدم منه ولا يؤخر.
عن صدقة بن عبد الله يقول: ما رأيت أحدًا أحلم، ولا أكمل، ولا أحمل فيه حمل من الأوزاعي.
قدم أبو مرحوم من مكة على الأوزاعي فأهدى له طرائف، فقال له: إن شئت قبلت منك، ولم تسمع مني حرفًا، وإن شئت فضم هديتك، واسمع.
ولي الأوزاعي القضاء ليزيد بن الوليد، فجلس مجلسًا، ثم استعفى، فأعفي.
▪️من أقواله:
(كنا والتابعون متوافرون نقول: إن الله تعالى فوق عرشه، ونؤمن بما وردت به السنة من صفاته).
(عليك بآثار من سلف، وإن رفضك الناس، وإياك وآراء الرجال وإن زخرفوه لك بالقول، فإن الأمر ينجلي وأنت على طريق مستقيم).
قال بقية بن الوليد: قال لي الأوزاعي: (يا بقية لا تذكر أحدًا من أصحاب نبيك إلا بخير. يا بقية العلم ما جاء عن أصحاب محمد -صلى الله عليه، وسلم-، وما لم يجئ عنهم فليس بعلم).
(لا يجتمع حب علي وعثمان -رضي الله عنهما-إلا في قلب مؤمن).
(من أخذ بنوادر العلماء، خرج من الإسلام).
(ما ابتدع رجل بدعة إلا سلب الورع).
(إن المؤمن يقول قليلًا، ويعمل كثيرًا، وإن المنافق يتكلم كثيرًا، ويعمل قليلًا).
(كان يقال: ويل للمتفقهين لغير العبادة، والمستحلين الحرمات بالشبهات).
(إذا أراد الله بقوم شرًا، فتح عليهم الجدل، ومنعهم العمل).
(لا ينبغي للإمام أن يخص نفسه بشيء من الدعاء، فإن فعل فقد خانهم).
عن محمد بن الأوزاعي قال: قال لي أبي: (يا بني! لو كنا نقبل من الناس كل ما يعرضون علينا لأوشك أن نهون عليهم).
(من أطال قيام الليل هون الله عليه وقوف يوم القيامة).
(من أكثر ذكر الموت كفاه اليسير، ومن عرف أن منطقه من عمله قل كلامه).
وعظ الأوزاعي فقال في موعظته:
أيها الناس! تقووا بهذه النعم التي أصبحتم فيها على الهرب من نار الله الموقدة، التي تطلع على الأفئدة، فإنكم في دارٍ الثواء فيها قليل، وأنتم مرتحلون وخلائف بعد القرون الذين استقالوا من الدنيا زهرتها، كانوا أطول منكم أعمارًا، وأجد أجسامًا، وأعظم آثارًا، فجددوا الجبال، وجابوا الصخور، ونقبوا في البلاد مؤيدين ببطش شديد، وأجسام كالعماد، فما لبثت الأيام والليالي أن طوت مدتهم، وعفت آثارهم، وأخوت منازلهم، وأنست ذكرهم: {هل تحس منهم من أحد أو تسمع لهم ركزا} [مريم: 98]
كانوا بلهو الأمل آمنين، ولميقات يومٍ غافلين، ولصباح قوم نادمين، ثم إنكم قد علمتم ما نزل بساحتهم بياتًا من عقوبة الله، فأصبح كثير منهم في ديارهم جاثمين، وأصبح الباقون ينظرون في آثار نقمه، وزوال نعمه، ومساكن خاوية فيها آية للذين يخافون العذاب الأليم، وعبرة لمن يخشى.
▪️وفاته:
عن ابن أبي العشرين: سمعت أميرًا كان بالساحل يقول -وقد دفنا الأوزاعي- ونحن عند القبر:
رحمك الله أبا عمرو، فلقد كنت أخافك أكثر ممن ولاني.
عن سالم بن المنذر قال: لما سمعت الضجة بوفاة الأوزاعي، خرجت، فأول من رأيت نصرانيًا قد ذر على رأسه الرماد، فلم يزل المسلمون من أهل بيروت يعرفون له ذلك، وخرجنا في جنازته أربعة أمم: فحمله المسلمون، وخرجت اليهود في ناحية، والنصارى في ناحية، والقبط في ناحية.
________________________
📚 المصدر:
سير أعلام النبلاء للذهبي -رحمه الله-.
بتصرف.
💬
https://www.tg-me.com/Seiar_Al_Nubala
▪️وفاته:
عن ابن أبي العشرين: سمعت أميرًا كان بالساحل يقول -وقد دفنا الأوزاعي- ونحن عند القبر:
رحمك الله أبا عمرو، فلقد كنت أخافك أكثر ممن ولاني.
عن سالم بن المنذر قال: لما سمعت الضجة بوفاة الأوزاعي، خرجت، فأول من رأيت نصرانيًا قد ذر على رأسه الرماد، فلم يزل المسلمون من أهل بيروت يعرفون له ذلك، وخرجنا في جنازته أربعة أمم: فحمله المسلمون، وخرجت اليهود في ناحية، والنصارى في ناحية، والقبط في ناحية.
________________________
📚 المصدر:
سير أعلام النبلاء للذهبي -رحمه الله-.
بتصرف.
💬
https://www.tg-me.com/Seiar_Al_Nubala
(169)
شعبة بن الحجاج بن الورد الأزدي العتكي
الإمام، الحافظ، أمير المؤمنين في الحديث.
أبو بسطام الأزدي، عالم أهل البصرة، وشيخها.
ولد سنة ثمانين، في دولة عبد الملك بن مروان.
سكن البصرة من الصغر، ورأى الحسن، وأخذ عنه مسائل، ورأى: أنس بن مالك، وعمرو بن سلمة الجرمي -رضي الله عنهما-.
سمع من: أربع مائة شيخ من التابعين.
كان من أوعية العلم، لا يتقدمه أحد في الحديث في زمانه.
قال علي بن المديني: له نحو من ألفي حديث.
قلت: ما أظنه إلا يروي أكثر من ذلك بكثير.
قال شعبة:
رأيت ناجية الذي يروي عنه أبو إسحاق يلعب بالشطرنج، فتركته، فلم أكتب عنه.
وقال: كنت آتي قتادة، فأسأله عن
حديثين، فيحدثني،
ثم يقول: أزيدك؟
فأقول: لا، حتى أحفظهما، وأتقنهما.
روى عنه: عالم عظيم، وانتشر حديثه في الآفاق.
وكان أبو بسطام إمامًا، ثبتًا، حجةً، ناقدًا، جهبذًا، صالحًا، زاهدًا، قانعًا بالقوت، رأسًا في العلم والعمل، منقطع القرين، وهو أول من جرح وعدل.
وكان سفيان الثوري يخضع له، ويجله، ويقول: شعبة أمير المؤمنين في الحديث.
وقال الشافعي: لولا شعبة، لما عرف الحديث بالعراق.
وقال يحيى بن معين: شعبة إمام المتقين.
وقال أبو زيد الأنصاري: هل العلماء إلا شعبة من شعبة؟
كان شعبة من أرق الناس، يعطي السائل ما أمكنه. وكان كثير الصلاة، سخيًّا.
قال أبو داود الطيالسي: كنا عند شعبة، فجاء سليمان بن المغيرة يبكي، وقال: مات حماري، وذهبت مني الجمعة، وذهبت حوائجي.
قال: بكم أخذته؟
قال: بثلاثة دنانير.
قال شعبة: فعندي ثلاثة دنانير، والله ما أملك غيرها، ثم دفعها إليه.
قال النضر بن شميل: ما رأيت أرحم بمسكين من شعبة.
قال أبو قطن: سمعت شعبة بن الحجاج يقول:
ما شيء أخوف عندي من أن يدخلني النار من الحديث.
وعنه، قال: وددت أني وقاد حمام، وأني لم أعرف الحديث.
قلت: كل من حاقق نفسه في صحة نيته في طلب العلم، يخاف من مثل هذا، ويود أن ينجو كفافًا.
قال سعد بن شعبة: أوصى أبي إذا مات أن أغسل كتبه، فغسلتها.
قلت: وهذا قد فعله غير واحد بالغسل، وبالحرق، وبالدفن؛ خوفا من أن تقع في يد إنسان واه، يزيد فيها، أو يغيرها.
اتفقوا على وفاة شعبة سنة ستين ومائة، بالبصرة.
عن وكيع: إني لأرجو أن يرفع الله لشعبة درجات في الجنة؛ بذبه عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
________________________
📚 المصدر:
سير أعلام النبلاء للذهبي -رحمه الله-.
بتصرف.
💬
https://www.tg-me.com/Seiar_Al_Nubala
شعبة بن الحجاج بن الورد الأزدي العتكي
الإمام، الحافظ، أمير المؤمنين في الحديث.
أبو بسطام الأزدي، عالم أهل البصرة، وشيخها.
ولد سنة ثمانين، في دولة عبد الملك بن مروان.
سكن البصرة من الصغر، ورأى الحسن، وأخذ عنه مسائل، ورأى: أنس بن مالك، وعمرو بن سلمة الجرمي -رضي الله عنهما-.
سمع من: أربع مائة شيخ من التابعين.
كان من أوعية العلم، لا يتقدمه أحد في الحديث في زمانه.
قال علي بن المديني: له نحو من ألفي حديث.
قلت: ما أظنه إلا يروي أكثر من ذلك بكثير.
قال شعبة:
رأيت ناجية الذي يروي عنه أبو إسحاق يلعب بالشطرنج، فتركته، فلم أكتب عنه.
وقال: كنت آتي قتادة، فأسأله عن
حديثين، فيحدثني،
ثم يقول: أزيدك؟
فأقول: لا، حتى أحفظهما، وأتقنهما.
روى عنه: عالم عظيم، وانتشر حديثه في الآفاق.
وكان أبو بسطام إمامًا، ثبتًا، حجةً، ناقدًا، جهبذًا، صالحًا، زاهدًا، قانعًا بالقوت، رأسًا في العلم والعمل، منقطع القرين، وهو أول من جرح وعدل.
وكان سفيان الثوري يخضع له، ويجله، ويقول: شعبة أمير المؤمنين في الحديث.
وقال الشافعي: لولا شعبة، لما عرف الحديث بالعراق.
وقال يحيى بن معين: شعبة إمام المتقين.
وقال أبو زيد الأنصاري: هل العلماء إلا شعبة من شعبة؟
كان شعبة من أرق الناس، يعطي السائل ما أمكنه. وكان كثير الصلاة، سخيًّا.
قال أبو داود الطيالسي: كنا عند شعبة، فجاء سليمان بن المغيرة يبكي، وقال: مات حماري، وذهبت مني الجمعة، وذهبت حوائجي.
قال: بكم أخذته؟
قال: بثلاثة دنانير.
قال شعبة: فعندي ثلاثة دنانير، والله ما أملك غيرها، ثم دفعها إليه.
قال النضر بن شميل: ما رأيت أرحم بمسكين من شعبة.
قال أبو قطن: سمعت شعبة بن الحجاج يقول:
ما شيء أخوف عندي من أن يدخلني النار من الحديث.
وعنه، قال: وددت أني وقاد حمام، وأني لم أعرف الحديث.
قلت: كل من حاقق نفسه في صحة نيته في طلب العلم، يخاف من مثل هذا، ويود أن ينجو كفافًا.
قال سعد بن شعبة: أوصى أبي إذا مات أن أغسل كتبه، فغسلتها.
قلت: وهذا قد فعله غير واحد بالغسل، وبالحرق، وبالدفن؛ خوفا من أن تقع في يد إنسان واه، يزيد فيها، أو يغيرها.
اتفقوا على وفاة شعبة سنة ستين ومائة، بالبصرة.
عن وكيع: إني لأرجو أن يرفع الله لشعبة درجات في الجنة؛ بذبه عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
________________________
📚 المصدر:
سير أعلام النبلاء للذهبي -رحمه الله-.
بتصرف.
💬
https://www.tg-me.com/Seiar_Al_Nubala
سِيَر أعلام النُّبلاء pinned « (أبو عبيدة بن الجراح) 📜 اسمه ونسبه: 🖋 هو عامر بن عبد الله بن الجراح القرشي الفهري المكي، يجتمع في النسب هو والنبي - ﷺ - في فهر. 📜 فضله: 🔺 أحد السابقين الأولين ومن عزم الصَّديق على توليته الخلافة، وأشار به يوم السقيفة لكمال أهليته عنده،…»