تذكرة للنساء بالحفاظ على الحجاب الشرعي والاحتشام وملازمة الحياء عند الخروج للصلاة وتجنب الفتنة وأسبابها
عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ : لَوْ أَدْرَكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا أَحْدَثَ النِّسَاءُ لَمَنَعَهُنَّ كَمَا مُنِعَتْ نِسَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ، قُلْتُ لِعَمْرَةَ : أَوَمُنِعْنَ ؟ قَالَتْ : نَعَمْ. (رواه البخاري)
شرح الحديث:
شَرَع الإسلامُ للمَرأةِ أن تَخرُجَ لأداءِ الجُمَعِ والجَماعاتِ في المسجِدِ، بشَرطِ ألَّا تُحْدِثَ بخُروجِها فِتْنةً أو ضرَرًا.
وفي هذا الحديثِ تخبِرُ أمُّ المُؤمنينَ عائشةُ رَضيَ اللهُ عنها أنَّ رسولَ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لو رأى ما أصبَح حالُ النِّساءِ عليه مِن التَّزيُّنِ والتَّطيُّبِ حالَ خُروجِهنَّ إلى المسجدِ، أو مِن قِلَّةِ مُبالاتِهِنَّ بما يجِبُ مِن الحَياءِ ونَحوِه؛ لَمنَعَهُنَّ مِن الخُروجِ؛ دفعًا للفِتنةِ، كما مُنِعَت نساءُ بني إسرائيلَ مِن الخروجِ إلى الصَّلاةِ، ويحتملُ أن تَكونَ شريعتُهمُ المَنْعَ، ويحتملُ أنْ يَكُنَّ مُنِعْنَ بعْدَ الإباحةِ، ويحتملُ غير ذلك.
والسَّائلُ في الحديثِ: «أوَمُنِعْنَ؟» هو يحيى بنُ سعيدٍ الأنصاريُّ، سَأل عَمْرةَ بنتَ عبدِ الرَّحمنِ الَّتي تَروي عن عائشةَ رَضيَ اللهُ عنها مَنْعَ نساءِ بني إسرائيلَ.
فللنِّساءِ أحكامٌ خاصَّةٌ بهِنَّ عندَ حُضورِ الصَّلَواتِ في المساجدِ، وفي كيفيَّةِ الخروجِ وهَيْئتِه؛
مِن حيثُ: الحِشْمةُ، والزِّينةُ، والسُّترةُ، والبُعْدُ عن مَواطِنِ الشُّبهاتِ، وعمَلُ الطَّاعةِ لا بدَّ أنَ يكونَ بالضَّوابطِ الشَّرعيَّةِ، وهذا لا يمنَعُ أن تتَّخِذَ المرأةُ كاملَ نظافتِها وطهارتِها عندَ الخروجِ مِن بَيتِها عمومًا، إلَّا أنَّها لا تتَّخِذُ في رائحتِها ومَظهَرِها ما يَلفِتُ الرِّجالَ، والله أعلم.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " لَا تَمْنَعُوا إِمَاءَ اللَّهِ مَسَاجِدَ اللَّهِ، وَلَكِنْ لِيَخْرُجْنَ وَهُنَّ تَفِلَاتٌ ". (سنن أبي داود)
شرح الحديث:
«لا تَمنَعُوا إماءَ اللهِ مَساجدَ اللهِ» وائذَنُوا لَهُنَّ في الذَّهابِ إلى المَساجِدِ للصَّلاةِ أو لطلب العِلمِ ونَحوِه، والتَّعبيرُ بـ«إماء اللهِ» أوقَعُ في النفْسِ مِنَ التَّعبيرِ بالنِّساءِ.
«ولْيَخْرُجْنَ تَفِلاتٍ»، أي: غيرَ مُتَطيِّباتٍ ولا مُتبرِّجاتٍ بزِينةٍ؛ حتى لا يكُنَّ سَببَ فِتْنةٍ للرِّجالِ.
والله أعلم
نسأل الله أن يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن
عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ : لَوْ أَدْرَكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا أَحْدَثَ النِّسَاءُ لَمَنَعَهُنَّ كَمَا مُنِعَتْ نِسَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ، قُلْتُ لِعَمْرَةَ : أَوَمُنِعْنَ ؟ قَالَتْ : نَعَمْ. (رواه البخاري)
شرح الحديث:
شَرَع الإسلامُ للمَرأةِ أن تَخرُجَ لأداءِ الجُمَعِ والجَماعاتِ في المسجِدِ، بشَرطِ ألَّا تُحْدِثَ بخُروجِها فِتْنةً أو ضرَرًا.
وفي هذا الحديثِ تخبِرُ أمُّ المُؤمنينَ عائشةُ رَضيَ اللهُ عنها أنَّ رسولَ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لو رأى ما أصبَح حالُ النِّساءِ عليه مِن التَّزيُّنِ والتَّطيُّبِ حالَ خُروجِهنَّ إلى المسجدِ، أو مِن قِلَّةِ مُبالاتِهِنَّ بما يجِبُ مِن الحَياءِ ونَحوِه؛ لَمنَعَهُنَّ مِن الخُروجِ؛ دفعًا للفِتنةِ، كما مُنِعَت نساءُ بني إسرائيلَ مِن الخروجِ إلى الصَّلاةِ، ويحتملُ أن تَكونَ شريعتُهمُ المَنْعَ، ويحتملُ أنْ يَكُنَّ مُنِعْنَ بعْدَ الإباحةِ، ويحتملُ غير ذلك.
والسَّائلُ في الحديثِ: «أوَمُنِعْنَ؟» هو يحيى بنُ سعيدٍ الأنصاريُّ، سَأل عَمْرةَ بنتَ عبدِ الرَّحمنِ الَّتي تَروي عن عائشةَ رَضيَ اللهُ عنها مَنْعَ نساءِ بني إسرائيلَ.
فللنِّساءِ أحكامٌ خاصَّةٌ بهِنَّ عندَ حُضورِ الصَّلَواتِ في المساجدِ، وفي كيفيَّةِ الخروجِ وهَيْئتِه؛
مِن حيثُ: الحِشْمةُ، والزِّينةُ، والسُّترةُ، والبُعْدُ عن مَواطِنِ الشُّبهاتِ، وعمَلُ الطَّاعةِ لا بدَّ أنَ يكونَ بالضَّوابطِ الشَّرعيَّةِ، وهذا لا يمنَعُ أن تتَّخِذَ المرأةُ كاملَ نظافتِها وطهارتِها عندَ الخروجِ مِن بَيتِها عمومًا، إلَّا أنَّها لا تتَّخِذُ في رائحتِها ومَظهَرِها ما يَلفِتُ الرِّجالَ، والله أعلم.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " لَا تَمْنَعُوا إِمَاءَ اللَّهِ مَسَاجِدَ اللَّهِ، وَلَكِنْ لِيَخْرُجْنَ وَهُنَّ تَفِلَاتٌ ". (سنن أبي داود)
شرح الحديث:
«لا تَمنَعُوا إماءَ اللهِ مَساجدَ اللهِ» وائذَنُوا لَهُنَّ في الذَّهابِ إلى المَساجِدِ للصَّلاةِ أو لطلب العِلمِ ونَحوِه، والتَّعبيرُ بـ«إماء اللهِ» أوقَعُ في النفْسِ مِنَ التَّعبيرِ بالنِّساءِ.
«ولْيَخْرُجْنَ تَفِلاتٍ»، أي: غيرَ مُتَطيِّباتٍ ولا مُتبرِّجاتٍ بزِينةٍ؛ حتى لا يكُنَّ سَببَ فِتْنةٍ للرِّجالِ.
والله أعلم
نسأل الله أن يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن
❤469👍112🥰20👏16💯7😢1
Forwarded from معهد المالية الإسلامية
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
#معهد_المالية_الإسلامية.
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
❤43👍14
Forwarded from قناة : أحمد ياسين
تقريب_شعب_الإيمان_مفهرس_الطبعة_الثالثة_١٤٤٦هـ.pdf
46.4 MB
الحمد لله وحده..
نسخة مِن كتاب: (تقريب الجامع لشعب الإيمان) للإمام البيهقي، ط3، 1446، مفهرسة إلكترونيًّا، مهداة مِن مركز معارج للبحوث والدراسات.
نفع الله به، وكتب له القبول.
نسخة مِن كتاب: (تقريب الجامع لشعب الإيمان) للإمام البيهقي، ط3، 1446، مفهرسة إلكترونيًّا، مهداة مِن مركز معارج للبحوث والدراسات.
نفع الله به، وكتب له القبول.
❤88👍14🥰14👏9🍓1
اللهم أنج المستضعفين من المؤمنين
اللهم عليك باليهود المجرمين ومن عاونهم
اللهم عليك باليهود المجرمين ومن عاونهم
❤372💔79👍49😭35🙏9❤🔥4😢2
Forwarded from قناة د. محمد علي يوسف
صوتٌ مألوفٌ عرفته الأم مباشرة
حنون دافيء رغم تعب وإرهاق واضح
"سلمى... حبيبتي... إذا سمعتِ هذا، فاعلمي أنني أحبكِ كثيراً... لا تخافي يا صغيرتي... كوني قوية .. نحن في مكان أفضل الآن... مكان لا يوجد فيه قـ.صف ولا خوف... مكان اسمه الجنة... ننتظركِ هناك... لا تستعجلي المجيء... عيشي حياتكِ... تعلمي... واضحكي..
تذكرينا دائماً...
أحبكِ بابا...
أحبكِ...".
تكررت الرسالة القصيرة المتقطعة، التي سجلها الأب غالباً في لحظة أخيرة
ربما استشعر الخطر الوشيك،
وربما أدرك أنه قد لا يعود.
تجمدت الأم في مكانها، والدموع تنهمر من عينيها بصمت وهي تستمع لصوت زوجها الذي ظنت أنها لن تسمعه مرة أخرى.
أما سلمى، فقد توقفت عن الصراخ، ونظرت إلى الدمية وإلى خالد بعينين دامعتين تحملان نظرة غريبة.
لم تكن الدمية مجرد لعبة، ولم يكن همس سلمى مجرد حديث طفولي.
كانت "بطة" هي حافظة الأسرار
صندوق بريد الذاكرة
كانت الوسيط الذي يبقي صوت الأب حياً في عالم الطفلة الممزق.
لم تكن سلمى تهمس للدمية، بل كانت تستمع مراراً وتكراراً لآخر كلمات أبيها وترد عليها
كانت تستمد منها القوة والأمل، وتحافظ عليها كأثمن كنز في الوجود
درع تحميها من وحشة الفقد وضجيج الحـ.رب.
أعاد خالد الجهاز الصغير إلى مكانه داخل الدمية، وأعاد إغلاقها بعناية، ثم أرجعها لسلمى التي احتضنتها بقوة، ولكن هذه المرة، لم يكن الذعر الشرس في عينيها، بل مزيج من الحزن الهاديء والسكينة المريحة
ابتسمت الصغيرة لخالد بهدوء وقد أدركت أنه فهم سرها الصغير..
سر "الدمية التي تهمس بصوت خافت
صوت الشـ.هيد
حنون دافيء رغم تعب وإرهاق واضح
"سلمى... حبيبتي... إذا سمعتِ هذا، فاعلمي أنني أحبكِ كثيراً... لا تخافي يا صغيرتي... كوني قوية .. نحن في مكان أفضل الآن... مكان لا يوجد فيه قـ.صف ولا خوف... مكان اسمه الجنة... ننتظركِ هناك... لا تستعجلي المجيء... عيشي حياتكِ... تعلمي... واضحكي..
تذكرينا دائماً...
أحبكِ بابا...
أحبكِ...".
تكررت الرسالة القصيرة المتقطعة، التي سجلها الأب غالباً في لحظة أخيرة
ربما استشعر الخطر الوشيك،
وربما أدرك أنه قد لا يعود.
تجمدت الأم في مكانها، والدموع تنهمر من عينيها بصمت وهي تستمع لصوت زوجها الذي ظنت أنها لن تسمعه مرة أخرى.
أما سلمى، فقد توقفت عن الصراخ، ونظرت إلى الدمية وإلى خالد بعينين دامعتين تحملان نظرة غريبة.
لم تكن الدمية مجرد لعبة، ولم يكن همس سلمى مجرد حديث طفولي.
كانت "بطة" هي حافظة الأسرار
صندوق بريد الذاكرة
كانت الوسيط الذي يبقي صوت الأب حياً في عالم الطفلة الممزق.
لم تكن سلمى تهمس للدمية، بل كانت تستمع مراراً وتكراراً لآخر كلمات أبيها وترد عليها
كانت تستمد منها القوة والأمل، وتحافظ عليها كأثمن كنز في الوجود
درع تحميها من وحشة الفقد وضجيج الحـ.رب.
أعاد خالد الجهاز الصغير إلى مكانه داخل الدمية، وأعاد إغلاقها بعناية، ثم أرجعها لسلمى التي احتضنتها بقوة، ولكن هذه المرة، لم يكن الذعر الشرس في عينيها، بل مزيج من الحزن الهاديء والسكينة المريحة
ابتسمت الصغيرة لخالد بهدوء وقد أدركت أنه فهم سرها الصغير..
سر "الدمية التي تهمس بصوت خافت
صوت الشـ.هيد
💔140😭45😢44👍10❤8
Forwarded from معهد المالية الإسلامية
حيــــاكــم الله يا كـــــرام✨
🔒 يفتتح التسجيل في معهد المالية الإسلامية الدفعة الثالثة بتاريخ 15 شــوال 1446هـ الموافق 2025/4/13م بمشيئة الله تعالى.
➿ سيُنشَر رابط التسجيل على هذه القناة ومنصات التواصل الاجتماعي للمعهد.
🔗 رابط بوت معهد المالية الإسلامية، تجدون في قسم الأسئلة الشائعة معلومات حول المعهد:
https://www.tg-me.com/ifacademyEg_bot
#⃣ تابـعـونا عبـر منـصـات التـواصـل:
👈 تـيـليـجــرام | فـيسبــوك | تـويتـر | يـوتيــوب| واتســاب| سناب شات | انستجرام | تيك توك.
#معهد_المالية_الإسلامية.
https://www.tg-me.com/ifacademyEg_bot
#معهد_المالية_الإسلامية.
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
❤40👍10
Forwarded from قناة د.أحمد العربي
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
"وَاكتُب لَنا في هذِهِ الدُّنيا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ إِنّا هُدنا إِلَيكَ"
❤318👍38🥰22🕊5🙏2💘1
Forwarded from قناة د. محمد علي يوسف
عاد صديقي العزيز من عمله في إحدى الدول الخليجية لقضاء إجازة العيد القصيرة في مصر.
وكالعادة التي لا أدري كيف بدأت ولا من أين أتت، لكنها صارت جزءًا من طقوسنا؛ جاء محملاً بما لذ وطاب من أنواع المكسرات الثمينة التي لا يسمع عنها إلا من كانت له صلة بعائد من الخليج أو كان من أبناء طبقة يسمح لها دخلها بدفع الأثمان الباهظة التي صارت إليها تلك المكسرات
سألته بممازحةٍ حملت شيئاً من خبثٍ لا أنكره: "هل أحضرت البيستاشيو؟" رمقني بنظرة دهشةٍ ضاحكة، وردّ بلكنته التي لم تتغير: "بيستاشيو إيه يا ابني؟ ده اسمه فستق! اتغيرت وبقيت بترطن زي الأعاجم؟"
أجبتُ متظاهراً بجديةٍ أعرف أنها لن تخدعه: "يا سيدي، يبدو أن المصطلحات تطورت وأنت غائب." طمأنني ضاحكاً: "فيه فستق، ما تقلقش."
تناولنا الفستق (البستاشيو) والكاجو واللوز، ونحن نتبادل أطراف الحديث عن أيامٍ مضت وأحلامٍ لم تكتمل.
ثم انصرف صديقي لبعض شأنه
جلست برهة بعده وجدت نفسي أتأمل ما تبقى في طبق "البيستاشيو"، أو الفستق كما يصر صديقي الأصيل أن يسميه!
تناولت حبة، أغمضت عيني وأنا أتذوقها بتمعن محاولاً استعادة نقاء التجربة.
الطعم جيد، لا شك في هذا
لكنه يفتقر لشيءٍ ما
لِـ "الأخضر" اللامع المبهج الذي يتدفق كشلالات الأحلام الزمردية على أطراف جل حلويات عصرنا هذا
ذلك الطعم الذي تذوقته مرارا بناءً على توصيةٍ ملحة من أبنائي
وأعجبني
نعم... هذه حقيقة أعترف بها
وكيف لا يعجبني هذا الكم من السكريات والزيوت المهدرجة التي تعتصر هرمونات السعادة وتنتزعها بشكل حاسم لتشعرك بالبهجة
كيف لا تعجبني نكهة صناعية صممت بعناية لأجل هذا الغرض
الأكيد أنه لا يشبه ذلك الذي أتذوقه الآن
لا تقل لي أن الفارق فقط يكمن في السكر المضاف للأخضر والملح المضاف للذي أمامي
كنت يوما أستطيع تمييز أصل الطعم مهما كانت الإضافات والنكهات
ليس هو ولا يمت له بصلة
هذا الفستق الحقيقي يبدو باهتاً مقارنةً بال "بيستاشيو".
وهذا الأمر ضايقني وأقلقني على نفسي
لقد شعرت أن الأخضر أجمل
ما الذي حدث لي؟
هل أفقدني الزيف قدرتي على تذوق الأصالة؟
أم هو الشكل المبهج واللون الفاقع والأجواء المحيطة؟
سألت نفسي بحيرة
تسلل إليّ صدري قلقٌ هامس، يخبرني أن شيئاً ما في داخلي قد تغير.
الحق أن هذا القلق ليس جديداً تماماً ولم يبدأه الـ" بيستاشيو"
لقد بدأ يزورني حين لاحظت ذلك الهوس المتزايد بتلميع الواجهات وصقل الصور
تلك المحاولة المستمرة لصناعة نسخة "مُحسّنة" من كل شيء
من أنفسنا
من حياتنا
حتى من طعامنا.
لا أعني بالطبع تلك العناية الفطرية الحقيقية بالنظافة والأناقة المحببة فهذا مطلب مشروع ومحبب
أتحدث عن شيء مختلف
عن صور زائفة لأشياء لها أصل حقيقي
لي أقارب ومعارف لم أرهم منذ سنوات بسبب غربتهم لكنني أتابع أخبارهم باهتمام وأرى صور أبنائهم عبر وسائل التواصل بشكل مستمر وحتى آخر لحظات تسبق اللقاء الذي يحدث عنده نفس السيناريو كل مرة
لا أكاد أعرفهم حين رؤيتهم
كيف هذا؟
أنا متأكد أن الصور التي رأيتهم ومقاطع الفيديو التي ينشرونها حديثة جدا
لا أقول أنهم أقبح على الحقيقة
لكن البشرة ليست بهذا النقاء المذهل
الخدود ليست متوردة لهذه الدرجة
الشفاه لا يكاد الدم يتفجر منها في الواقع
والأعين!
نعم يا عزيزي ليست ملونة
قد ظننت أن أبناءكم يشبهون الفرنجة لكنني الآن اطمأننت
هم يشبهوننا في حقيقة الأمر
لكنها الفلاتر يا عزيزي
مزيد من الزيف
زيف صرنا نعشقه
نعم... لا تفسير لهذا الكم من الفلاتر الذي يحيط بنا إلا أننا نعشق الصور
حتى لو كانت زائفة
المهم أن تكون جميلة
بل رائعة مبهرة
وما أبريء نفسي
لا تذهب بخيالك بعيدا فتتصور أنني أستعمل فلتر ما في حلقاتي فلم أصل لذلك بعد وأرجو ألا أصل لذلك أبدا
لكنني أجد نفسي كثيرا أنفق وقتا زائدا في ضبط موقع التصور وزوايا الضوء قبل أي بث على أمل واهٍ أن أخفي شيئا ممن فعلته السنين بوجهي
لكن لماذا؟
المحتوى الذي أقدمه لا قيمة فيه أبدا لشكلي
أخشى أن شيئا من التأثر بثقافة الصورة وجمالها قد طالني للأسف
أتذكر يوماً جلست فيه في مكان جميل أتناول كوبا من قهوتي المحببة
جاءت القهوة وكان الجو صحوا والمكان مبهج
فلأستمتع بقهوتي إذاً
للأسف كانت القهوة باردة لم أستطع الاستمتاع بها
لم يكن العيب في صانعها قطعا
العيب كان في إنفاقي للوقت أحاول التقاط صورة عميقة لهذا الفنجان الأنيق وتلك الخلفية المبهجة يذكرني بزمن مضى. الوقت الأطول كان قد مضى في اختيار الفلتر المثالي الذي عرضه علي برنامج التصوير
القهوة بردت والطعم شبه تلاشى
لكن الصورة بدت رائعة حصدت عددا لابأس به من الإعجابات على موقع الصور الشهير ومنحتني شعوراً لحظياً بالرضا الزائف.
وكالعادة التي لا أدري كيف بدأت ولا من أين أتت، لكنها صارت جزءًا من طقوسنا؛ جاء محملاً بما لذ وطاب من أنواع المكسرات الثمينة التي لا يسمع عنها إلا من كانت له صلة بعائد من الخليج أو كان من أبناء طبقة يسمح لها دخلها بدفع الأثمان الباهظة التي صارت إليها تلك المكسرات
سألته بممازحةٍ حملت شيئاً من خبثٍ لا أنكره: "هل أحضرت البيستاشيو؟" رمقني بنظرة دهشةٍ ضاحكة، وردّ بلكنته التي لم تتغير: "بيستاشيو إيه يا ابني؟ ده اسمه فستق! اتغيرت وبقيت بترطن زي الأعاجم؟"
أجبتُ متظاهراً بجديةٍ أعرف أنها لن تخدعه: "يا سيدي، يبدو أن المصطلحات تطورت وأنت غائب." طمأنني ضاحكاً: "فيه فستق، ما تقلقش."
تناولنا الفستق (البستاشيو) والكاجو واللوز، ونحن نتبادل أطراف الحديث عن أيامٍ مضت وأحلامٍ لم تكتمل.
ثم انصرف صديقي لبعض شأنه
جلست برهة بعده وجدت نفسي أتأمل ما تبقى في طبق "البيستاشيو"، أو الفستق كما يصر صديقي الأصيل أن يسميه!
تناولت حبة، أغمضت عيني وأنا أتذوقها بتمعن محاولاً استعادة نقاء التجربة.
الطعم جيد، لا شك في هذا
لكنه يفتقر لشيءٍ ما
لِـ "الأخضر" اللامع المبهج الذي يتدفق كشلالات الأحلام الزمردية على أطراف جل حلويات عصرنا هذا
ذلك الطعم الذي تذوقته مرارا بناءً على توصيةٍ ملحة من أبنائي
وأعجبني
نعم... هذه حقيقة أعترف بها
وكيف لا يعجبني هذا الكم من السكريات والزيوت المهدرجة التي تعتصر هرمونات السعادة وتنتزعها بشكل حاسم لتشعرك بالبهجة
كيف لا تعجبني نكهة صناعية صممت بعناية لأجل هذا الغرض
الأكيد أنه لا يشبه ذلك الذي أتذوقه الآن
لا تقل لي أن الفارق فقط يكمن في السكر المضاف للأخضر والملح المضاف للذي أمامي
كنت يوما أستطيع تمييز أصل الطعم مهما كانت الإضافات والنكهات
ليس هو ولا يمت له بصلة
هذا الفستق الحقيقي يبدو باهتاً مقارنةً بال "بيستاشيو".
وهذا الأمر ضايقني وأقلقني على نفسي
لقد شعرت أن الأخضر أجمل
ما الذي حدث لي؟
هل أفقدني الزيف قدرتي على تذوق الأصالة؟
أم هو الشكل المبهج واللون الفاقع والأجواء المحيطة؟
سألت نفسي بحيرة
تسلل إليّ صدري قلقٌ هامس، يخبرني أن شيئاً ما في داخلي قد تغير.
الحق أن هذا القلق ليس جديداً تماماً ولم يبدأه الـ" بيستاشيو"
لقد بدأ يزورني حين لاحظت ذلك الهوس المتزايد بتلميع الواجهات وصقل الصور
تلك المحاولة المستمرة لصناعة نسخة "مُحسّنة" من كل شيء
من أنفسنا
من حياتنا
حتى من طعامنا.
لا أعني بالطبع تلك العناية الفطرية الحقيقية بالنظافة والأناقة المحببة فهذا مطلب مشروع ومحبب
أتحدث عن شيء مختلف
عن صور زائفة لأشياء لها أصل حقيقي
لي أقارب ومعارف لم أرهم منذ سنوات بسبب غربتهم لكنني أتابع أخبارهم باهتمام وأرى صور أبنائهم عبر وسائل التواصل بشكل مستمر وحتى آخر لحظات تسبق اللقاء الذي يحدث عنده نفس السيناريو كل مرة
لا أكاد أعرفهم حين رؤيتهم
كيف هذا؟
أنا متأكد أن الصور التي رأيتهم ومقاطع الفيديو التي ينشرونها حديثة جدا
لا أقول أنهم أقبح على الحقيقة
لكن البشرة ليست بهذا النقاء المذهل
الخدود ليست متوردة لهذه الدرجة
الشفاه لا يكاد الدم يتفجر منها في الواقع
والأعين!
نعم يا عزيزي ليست ملونة
قد ظننت أن أبناءكم يشبهون الفرنجة لكنني الآن اطمأننت
هم يشبهوننا في حقيقة الأمر
لكنها الفلاتر يا عزيزي
مزيد من الزيف
زيف صرنا نعشقه
نعم... لا تفسير لهذا الكم من الفلاتر الذي يحيط بنا إلا أننا نعشق الصور
حتى لو كانت زائفة
المهم أن تكون جميلة
بل رائعة مبهرة
وما أبريء نفسي
لا تذهب بخيالك بعيدا فتتصور أنني أستعمل فلتر ما في حلقاتي فلم أصل لذلك بعد وأرجو ألا أصل لذلك أبدا
لكنني أجد نفسي كثيرا أنفق وقتا زائدا في ضبط موقع التصور وزوايا الضوء قبل أي بث على أمل واهٍ أن أخفي شيئا ممن فعلته السنين بوجهي
لكن لماذا؟
المحتوى الذي أقدمه لا قيمة فيه أبدا لشكلي
أخشى أن شيئا من التأثر بثقافة الصورة وجمالها قد طالني للأسف
أتذكر يوماً جلست فيه في مكان جميل أتناول كوبا من قهوتي المحببة
جاءت القهوة وكان الجو صحوا والمكان مبهج
فلأستمتع بقهوتي إذاً
للأسف كانت القهوة باردة لم أستطع الاستمتاع بها
لم يكن العيب في صانعها قطعا
العيب كان في إنفاقي للوقت أحاول التقاط صورة عميقة لهذا الفنجان الأنيق وتلك الخلفية المبهجة يذكرني بزمن مضى. الوقت الأطول كان قد مضى في اختيار الفلتر المثالي الذي عرضه علي برنامج التصوير
القهوة بردت والطعم شبه تلاشى
لكن الصورة بدت رائعة حصدت عددا لابأس به من الإعجابات على موقع الصور الشهير ومنحتني شعوراً لحظياً بالرضا الزائف.
❤97👍32😢21💔9👌3
Forwarded from قناة د. محمد علي يوسف
هل هذا ما صرنا إليه؟
هل أسرتنا الصور لهذه الدرجة حتى ألهتنا عن الاستمتاع بما نحب؟
أم أن المتعة صارت بصرية وحسب حتى صار البيستاشيو فاقع اللون ألذ وأطعم من الفستق الباهت؟
في زمن النكهات الصناعية صرنا نأكل بعيوننا لا بأفواهنا.
نتحدث بأصابعنا على لوحات المفاتيح، لا بأصواتنا التي تحمل دفء انفاسنا وأرواحنا.
المهم أن يكون كل ذلك مزينا وصورته جيدة
تخيل أن يظل إنسان يتزين ويضع الأصباغ التي تغير شكله تماما لكي يحب شكله ويعشق صورته حتى ينسى شكله الحقيقي وينسى أن هذا مجرد قناع وتلك مجرد صورة
نحن ندرك، في قرارة أنفسنا، أن ما يلمع على شاشاتنا ليس ذهباً خالصاً.
نعرف أن هناك تجميلاً.. إخراجاً.. فلترة للواقع.
ما يفزعني هو تحول هذه الفلترة من مجرد تجميل للصورة إلى أسلوب حياة، إلى همٍّ أكبر يشغلنا عن حقائق الأشياء.
والأدهى أن يتسلل ذلك الوباء إلى علاقاتنا لتبدو مثالية في صور منسقة
بينما تخفي خلفها فراغاً صامتاً
فراغ سيصل لا محالة إلى مشاعرنا حين نختزلها في رموز تعبيرية باردة
وكأن قلباً رقمياً يمكن أن يحل محل دفء نظرة أو صدق دمعة.
اللحظات العائلية، تلك التي كانت ملاذنا الآمن، تحولت تدريجيا إلى جلسات تصوير تصوير مرهقة، ننسى فيها أن نتحدث ونضحك ونعيش اللحظة، منشغلين بالبحث عن اللقطة "المثالية" التي سنشاركها مع غرباء افتراضيين.
حتى الحزن، صار له "فلتر"!
نكتب تدوينات باكية متألمة، ربمااستجداءً لمواساةٍ رقمية أو تعليق يزيد رصيدنا من الاهتمام الافتراضي وننسى في خضم ذلك أن الحزن الحقيقي، الذي يعتصر القلب لا مكان له في هذا المسرح الرقمي.
حتى أفكارنا لم تسلم.
صرنا نستهلك آراءً جاهزة معلبة، كوجباتٍ فكرية سريعة لا تحتاج إلى تمحيص. "تريند" جديد كل يوم
رأي رائج نتبناه لنشعر أننا بداخل الأحداث
فكرة منتشرة لابد أن يكون لنا قول فيها حتى لو لم نكن أهلا للحديث حولها أصلا
المهم أن لنا حضورا
حتى لو كان زائفا
كل ذلك لم يسلم من الزيف ونريد للطعام أن يسلم
المتوقع طبعا أننا صرنا نأكل بعيوننا أكثر مما نتذوق بقلوبنا.
فلتكن إذا النكهات الصناعية، فالمهم أن تخرج الصورة أنيقة مبهجة
وإن لم تخرج كذلك فالفلتر موجود لا تقلق سيقوم بباقي التزييف لينخر في جوهر الأشياء كالسوس في مهنتي قد يترك ظاهر الضرس يبدو سليما قويا
قشرة براقة لكنها جوفاء سرعان ما تنهار عن إزالة التسوس لتظهر حقيقة الخواء تحتها
لكن الخطر الأكبر هو أن نحب هذا الزيف وندمنه وننسى اللذة الحقيقية
سننسى طعم الفاكهة الطازجة التي نضجت تحت الشمس لتخرج عصارتها النضرة بمجرد الإمساك بها لنكتفي بعصير معلب لا يحوي إلا النكهة التي قد تشبه الأصل لكنها ليست أبدا أصيلة
وهذا الإدمان سيُفسد في النهاية حاسة التذوق الحقيقية لدينا
لا أتحدث هنا عن تذوق الطعام فما كان إلا مدخل للأهم
تذوق الصدق
تذوق العفوية
تذوق العلاقات الأصيلة
تذوق المعاني الحقيقية.
تعود الزائف يجعلنا عاجزين عن تقدير ما هو حقيقي
ثم نبدأ بالتدريج في تصديق أن هذا الزيف اللامع هو كل ما في الحياة.
سننسى دفء العناق الحقيقي، ونقنع بالقلبٍ الرقمي الذي يومض على شاشة.
سننسى عمق الحوار وجهاً لوجه، ونغرق في جدالات سطحية تحت منشورات تافهة.
ألا نشعر بظمأ الروح إلى الأصيل؟
ألا يحن القلب إلى ما هو حقيقي، حتى لو كان بسيطاً، حتى لو كان به بعض النقص؟
تخيل معي لو أننا بقليلٍ من الشجاعة قررنا أن نعيش اللحظة كما هي
بجمالها الخام وبنقصها الذي هو جزءٌ من سحرها.
تخيل لو توقفنا قليلا عن تصوير حياتنا وصرنا نعيشها فعلاً
بنظراتٍ صادقة
بضحكاتٍ لا تحتاج إلى فلتر
بأحاديث تحمل رائحة الإنسان لا رائحة الأسلاك والبلاستيك
تخيل لو بحثنا عن الطعم الحقيقي في كل شيء
في علاقاتنا، في أفكارنا، في طعامنا، في أنفسنا.
ما أعتقده أن هذه الأصالة هي وحدها ما يروي ظمأ الروح
ما يمنح الحياة طعمها الذي لا يُعوّض.
أما النكهة الصناعية، فمهما حاكت الأصل، ستظل دائمًا مجرد نكهة
بلا رائحة
بلا روح
بلا حياة.
وسيظل الفستق أفضل وأنفع وأطعم من البيستاشيو
هل أسرتنا الصور لهذه الدرجة حتى ألهتنا عن الاستمتاع بما نحب؟
أم أن المتعة صارت بصرية وحسب حتى صار البيستاشيو فاقع اللون ألذ وأطعم من الفستق الباهت؟
في زمن النكهات الصناعية صرنا نأكل بعيوننا لا بأفواهنا.
نتحدث بأصابعنا على لوحات المفاتيح، لا بأصواتنا التي تحمل دفء انفاسنا وأرواحنا.
المهم أن يكون كل ذلك مزينا وصورته جيدة
تخيل أن يظل إنسان يتزين ويضع الأصباغ التي تغير شكله تماما لكي يحب شكله ويعشق صورته حتى ينسى شكله الحقيقي وينسى أن هذا مجرد قناع وتلك مجرد صورة
نحن ندرك، في قرارة أنفسنا، أن ما يلمع على شاشاتنا ليس ذهباً خالصاً.
نعرف أن هناك تجميلاً.. إخراجاً.. فلترة للواقع.
ما يفزعني هو تحول هذه الفلترة من مجرد تجميل للصورة إلى أسلوب حياة، إلى همٍّ أكبر يشغلنا عن حقائق الأشياء.
والأدهى أن يتسلل ذلك الوباء إلى علاقاتنا لتبدو مثالية في صور منسقة
بينما تخفي خلفها فراغاً صامتاً
فراغ سيصل لا محالة إلى مشاعرنا حين نختزلها في رموز تعبيرية باردة
وكأن قلباً رقمياً يمكن أن يحل محل دفء نظرة أو صدق دمعة.
اللحظات العائلية، تلك التي كانت ملاذنا الآمن، تحولت تدريجيا إلى جلسات تصوير تصوير مرهقة، ننسى فيها أن نتحدث ونضحك ونعيش اللحظة، منشغلين بالبحث عن اللقطة "المثالية" التي سنشاركها مع غرباء افتراضيين.
حتى الحزن، صار له "فلتر"!
نكتب تدوينات باكية متألمة، ربمااستجداءً لمواساةٍ رقمية أو تعليق يزيد رصيدنا من الاهتمام الافتراضي وننسى في خضم ذلك أن الحزن الحقيقي، الذي يعتصر القلب لا مكان له في هذا المسرح الرقمي.
حتى أفكارنا لم تسلم.
صرنا نستهلك آراءً جاهزة معلبة، كوجباتٍ فكرية سريعة لا تحتاج إلى تمحيص. "تريند" جديد كل يوم
رأي رائج نتبناه لنشعر أننا بداخل الأحداث
فكرة منتشرة لابد أن يكون لنا قول فيها حتى لو لم نكن أهلا للحديث حولها أصلا
المهم أن لنا حضورا
حتى لو كان زائفا
كل ذلك لم يسلم من الزيف ونريد للطعام أن يسلم
المتوقع طبعا أننا صرنا نأكل بعيوننا أكثر مما نتذوق بقلوبنا.
فلتكن إذا النكهات الصناعية، فالمهم أن تخرج الصورة أنيقة مبهجة
وإن لم تخرج كذلك فالفلتر موجود لا تقلق سيقوم بباقي التزييف لينخر في جوهر الأشياء كالسوس في مهنتي قد يترك ظاهر الضرس يبدو سليما قويا
قشرة براقة لكنها جوفاء سرعان ما تنهار عن إزالة التسوس لتظهر حقيقة الخواء تحتها
لكن الخطر الأكبر هو أن نحب هذا الزيف وندمنه وننسى اللذة الحقيقية
سننسى طعم الفاكهة الطازجة التي نضجت تحت الشمس لتخرج عصارتها النضرة بمجرد الإمساك بها لنكتفي بعصير معلب لا يحوي إلا النكهة التي قد تشبه الأصل لكنها ليست أبدا أصيلة
وهذا الإدمان سيُفسد في النهاية حاسة التذوق الحقيقية لدينا
لا أتحدث هنا عن تذوق الطعام فما كان إلا مدخل للأهم
تذوق الصدق
تذوق العفوية
تذوق العلاقات الأصيلة
تذوق المعاني الحقيقية.
تعود الزائف يجعلنا عاجزين عن تقدير ما هو حقيقي
ثم نبدأ بالتدريج في تصديق أن هذا الزيف اللامع هو كل ما في الحياة.
سننسى دفء العناق الحقيقي، ونقنع بالقلبٍ الرقمي الذي يومض على شاشة.
سننسى عمق الحوار وجهاً لوجه، ونغرق في جدالات سطحية تحت منشورات تافهة.
ألا نشعر بظمأ الروح إلى الأصيل؟
ألا يحن القلب إلى ما هو حقيقي، حتى لو كان بسيطاً، حتى لو كان به بعض النقص؟
تخيل معي لو أننا بقليلٍ من الشجاعة قررنا أن نعيش اللحظة كما هي
بجمالها الخام وبنقصها الذي هو جزءٌ من سحرها.
تخيل لو توقفنا قليلا عن تصوير حياتنا وصرنا نعيشها فعلاً
بنظراتٍ صادقة
بضحكاتٍ لا تحتاج إلى فلتر
بأحاديث تحمل رائحة الإنسان لا رائحة الأسلاك والبلاستيك
تخيل لو بحثنا عن الطعم الحقيقي في كل شيء
في علاقاتنا، في أفكارنا، في طعامنا، في أنفسنا.
ما أعتقده أن هذه الأصالة هي وحدها ما يروي ظمأ الروح
ما يمنح الحياة طعمها الذي لا يُعوّض.
أما النكهة الصناعية، فمهما حاكت الأصل، ستظل دائمًا مجرد نكهة
بلا رائحة
بلا روح
بلا حياة.
وسيظل الفستق أفضل وأنفع وأطعم من البيستاشيو
❤144👍46😢26🤷♀4👏4🥰1👌1💔1
Forwarded from هدى للناس
🔻شاهد🔻
12 تفسير سورة النجم (2)
سجد المشركون لما سمعوها
د أحمد عبد المنعم
#هدى_للناس
https://youtu.be/HCLJRBqu5xs
12 تفسير سورة النجم (2)
سجد المشركون لما سمعوها
د أحمد عبد المنعم
#هدى_للناس
https://youtu.be/HCLJRBqu5xs
YouTube
12 تفسير سورة النجم (2) سجد المشركون لما سمعوها | هدى للناس مع د أحمد عبد المنعم
تابعونا من خلال منصات البرنامج على السوشيال ميديا :
يوتيوب: https://www.youtube.com/@huda_lennas
فيسبوك: https://www.facebook.com/hudalennas/
انستجرام: https://www.instagram.com/huda_lennas/
ساوند كلاود: https://soundcloud.com/huda_lennas
تيك توك: https…
يوتيوب: https://www.youtube.com/@huda_lennas
فيسبوك: https://www.facebook.com/hudalennas/
انستجرام: https://www.instagram.com/huda_lennas/
ساوند كلاود: https://soundcloud.com/huda_lennas
تيك توك: https…
❤20👍10🔥1🥰1
Forwarded from هدى للناس
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
#الحلقة 12 | تفسير سورة النجم (2) سجد المشركون لما سمعوها
برنامج هدى للناس
مع د أحمد عبد المنعم
#شاهد الحلقات على المنصات المختلفة من 👈 هنـــــا
#هدى_للناس
برنامج هدى للناس
مع د أحمد عبد المنعم
#شاهد الحلقات على المنصات المختلفة من 👈 هنـــــا
#هدى_للناس
❤28👍8💯2🥰1
12 تفسير سورة النجم (2) سجد المشركون لما سمعوها هدى للناس د. أحمد…
د. أحمد عبد المنعم
#الحلقة 12 | تفسير سورة النجم (2) سجد المشركون لما سمعوها (MP3 - ملف صوتي)
برنامج هدى للناس
مع د أحمد عبد المنعم
#شاهد الحلقات على المنصات المختلفة من 👈 هنـــــا
#هدى_للناس
برنامج هدى للناس
مع د أحمد عبد المنعم
#شاهد الحلقات على المنصات المختلفة من 👈 هنـــــا
#هدى_للناس
❤37👍9🤗2
