سبوتنيك عربي | Sputnik Arabic 214377

سبوتنيك عربي | Sputnik Arabic

📌 طهران... مدينة مثقلة بالجراح... لكن قلبها لا يزال ينبض

▫️ لكل شخصٍ حكايته عن تلك الأيام الاثني عشر التي اشتعلت فيها طهران، حين كانت القلوب تخفق بالقلق، والأنفاس متقطعة. حكايات عن الفرار أو الصمود، عن رعب الليل وأمل الصباح، عن صفارات الإنذار التي تجمد الدم في العروق، وعن الصمت الذي يوجع أكثر من الصوت.

▫️ خلال القصف، بقي البعض في منازلهم، أغلقوا النوافذ ورفعوا أعينهم إلى السماء. آخرون حزموا حقائب لم تكتمل وتركوا بيوتهم وذكرياتهم خلفهم. من بقوا ومن غادروا كتبوا على وسائل التواصل:
"إن لم نعد... فهذه هي روايتنا".

▫️ لكن مع وقف إطلاق النار، عادت الحياة إلى الشوارع. فتحت المتاجر أبوابها، وارتفعت أصوات الأطفال من جديد، وعادت الزحمة — ذاك الكابوس الدائم — لتصبح علامة على أن الحياة عادت تدب من جديد.

📌 "لا زلت أرتجف عند كل صوت عال"

▫️محسن، موظف في مكتب، غادر إلى الشمال في الأيام الأولى للحرب:

▫️ "كان الأمر صعبا. عائلتي كانت هناك، وكان لدي مكان أهرب إليه. لكن حتى هناك، لم يكن الهروب كاملاً: القصف، الأخبار، الشائعات... كل شيء كان مشبعًا بالخوف".

▫️ وبعد عودته إلى طهران يقول: "الهدنة كانت كأنها جرعة من الهواء النقي. لكن الخوف لا يزال مقيمًا في الداخل: عند كل صوت مرتفع، ينقبض القلب. الناس تهمس: "ليته لا يتكرر". لكننا نبدأ، ببطء، في تضميد الجراح".

📌 "من كان يظن أننا سنشتاق إلى الزحام؟"

▫️ المدوِّن ك.م. أمضى معظم فترة الحرب في طهران: "في البداية، اعتقدت أن مدينة فارغة تعني راحة. لكنني أدركت بسرعة أن تلك لم تكن سكينة، بل وحدة قاتلة. اليوم، أفرح بأصوات السيارات، وبالطوابير، وبالناس في المقاهي. من كان يظن أننا سنفتقد الزحام؟ المدينة مجروحة، لكنها حيّة — وهذا هو الأهم".

📌 "الصحافة ليست مجرد مهنة"

▫️ هنغامة، صحفية بقيت في طهران طوال فترة الحرب: "كنت أكتب، أستمع، أرى. لم يكن البقاء خيارا، بل واجبا — أن أقول الحقيقة. في تلك الأيام الاثني عشر، أدركت أن الصحافة تعني أن تكون في الصفوف الأمامية. أن تكون مع الناس، تنقل آلامهم وآمالهم. هذا أصبح جزءا مني الآن".

▫️ طهران لا تزال تتنفس. بمقاهيها التي عاد إليها الضحك، وبنوافذها التي أضاءها الضوء من جديد. مدينة مليئة بالندوب — من الخوف، والدموع المكبوتة، والذكريات المبتورة. لكنها حية. وبعد ما مرت به، بدأت طهران اليوم تتنفس من جديد... ترميما وأملا.

@Sputnik_Arabic

🔸 Sputnik Arabic | X | WhatsApp 🔸

Please open Telegram to view this post