أثناء الفتح الإسلامي لمصر رفض أحد البطاركة دفع الجزية للمسلمين وفرّ إلى الروم ، فجاء بجيش وألتقوا بالمسلمين
ولكنهم انهزموا وأُسر البطريرك وجيء به إلى عمرو بن العاص، وقام وألبسه تاجه ولباساً ارجوانياً وقال له :
" انطلق فجئنا بجيش آخر "
.
📖:فتوح مصر وأخبارها - لابن عبد الحكم
ولكنهم انهزموا وأُسر البطريرك وجيء به إلى عمرو بن العاص، وقام وألبسه تاجه ولباساً ارجوانياً وقال له :
" انطلق فجئنا بجيش آخر "
.
📖:فتوح مصر وأخبارها - لابن عبد الحكم
هكذا تفعل الدنيا بطُلابها 🔖
يرُوى أن عيسى ابن مريم عليه السلام
كان يسير برفقة يهودي
وكان معهما ثلاثة أرغفة زاداً للطريق
فلما بلغ منهما الجوع مبلغه
اختار عیسی علیه السلام شجرة وارفة
وطلب من اليهودي أن يجهز الزاد ريثما يعود من بعض حاجته
وهو آت من بعيد رأه يأكل رغيفاً
فلما وصل إليه ورأهما رغيفين قال له :
أين الرغيف الثالث
فقال اليهودي : والله ما كانا إلا رغيفين
فأكل عيسى عليه السلام رغيفا وناول اليهودي رغيفاً
ثم قال له : قم معي
فمرا على رجل أعمى فوضع عیسی علیه السلام يده على عينيه ودعا الله فبرئ باذن الله
ثم التفت إلى اليهودي وقال له : بحق من رد على هذا بصره أین الرغيف الثالث
فقال : والله ما كانا إلا رغيفين
فسارا حتى وصلا نهراً فارادا عبوره فارتجف اليهودي وقال : نغرق
فأخذ عيسى عليه السلام بيده ودعا الله ومشيا على الماء
ولما وصلا إلى الضفة الأخرى قال له عيسى عليه السلام :
بحق من أمشاك على الماء ولم تبتل قدماك أين الرغيف الثالث؟
فقال : والله ما كانا إلا رغيفين
عندها جمع عيسى عليه السلام ثلاث أكوام تراب ثم دعا الله فصارت ذهبا
ثم قال : هذه الكومة لي لأني أكلتُ رغيفا
وهذه لك لانك أكلت رغيفا
وهذه لصاحب الرغيف الثالث
فقال اليهودي : أنا أكلت الرغيف الثالث
فقال له عیسی علیه السلام : كلها لك ولا تصحبني بعد يومك هذا وترکه ومضى
بعد قليل حضر ثلاثة لصوص فوجدوا معه الذهب فقتلوه
ثم جلسوا يستريحون
فقال أحدهما لصاحبه ما رأيك لو قتلناه وازداد كل منا نصف كومة
وأرسلا صاحبهما ليأتي لهم بطعام
مضى اللص الثالث محدثا نفسه أن يدس السم لهما ويستأثر بالذهب وحده
فور عودته انقضا عليه وقتلاه
ثم قالا : نأكل ونقتسم
وأكلا فماتا من فورهما
بعد فترة مر عيسى عليه عليه السلام وإذا باربع جثث والذهب مكانه
فقال للحواريين : هكذا تفعل الدنيا بطلابها!
الدرس الأول :
اليهود لا يتغيرون
أرسل الله لهم موسى ليخلصهم من الذل
وشق لهم البحر
ولما عبروا ورأوا أناسا يعبدون الأصنام
قالوا له : {اجعل لنا الها كما لهم آلهة}
ثم لما ذهب لميقات ربه صنع لهم السامري عجلا من ذهب فعبدوه
لهذا قال يهودي لعلي ابن ابي طالب :
ما شأنكم لم تلبثوا بعد نبيكم سنوات حتى تقاتلتم
فقال له : ما شأنكم لم تجف أقدامكم من عبور البحر حتى قلتم لنبيكم :
« اجعل لنا الها كما لهم آلهة »
أبرأ أمامه الأعمى
وأمشاه على الماء
وما زال يقسم بالله كذباً في رغيف
الدرس الثاني :
إذا حلفت فأحلف بالله
وإذا حلفت بالله فاصدق
الله أعظم من أن يحتال باسمه تاجر لينفق سلعته
وأعظم من أن يحتال باسمه عامل لينجو من غضب رب عمله
.
.
الدرس الثالث :
الطيور على أشكالها تقع
عندما رأى عیسی علیه السلام اليهودي من أهل الدنيا تركها له
وكأنه يقول : من كانت الدنيا في قلبه لا يصحب رجلاً الأخرة في قلبه
وانظر للصوص
الإثنان يمكران بالواحد
والواحد يمكر بالاثنين
.
.
الدرس الرابع :
إذا كنتم ستأخذون الدنيا معكم فتقاتلوا عليها
وإذا كنتم ستتركونها خلفكم فحماقة أن يتقاتل المرء على شيء لن يأخذه معه وإن حصل عليه
ليس لنا من هذه الدنيا إلا ما خبأناه
للآخرة
علبة دواء لمرض
لقمة لجائع
حجر في مسجد يُبنى
كفارة صيام عن عجوز
هذا ما يبقى
ما عداه إرث
يستمتع به الآخرون ونُسأل عنه وحدنا
.
.
الدرس الخامس :
انظر لحلُم الأنبياء
عيسى يصحبه من مكان إلى مكان ليعيده إلى الله فيأبی
نوح يدعوهم ألف سنة إلا خمسين عاما
سرا وجهراً ليلا ونهارا زرافات ووحداناً
ابراهيم يطرده أبوه فيستغفر له
يوسف يُلقى في الجب والسجن فيعفو
سيد الناس يُرجم في الطائف فُيسمح له أن يطلب من ملك الجبال أن يطبق عليهم الأخشبين فيرفض
متوسماً أن يخرج من أصلابهم من يعبد الله
يُتهم بالكذب والسحر والجنون
يُحاصر في الشعب ثلاث سنوات
يُتأمر لقتله
يُطرد من قريته
ثم لما دخلها ووقف على أهلها قال لهم :
اذهبوا فأنتم الطلقاء
يرُوى أن عيسى ابن مريم عليه السلام
كان يسير برفقة يهودي
وكان معهما ثلاثة أرغفة زاداً للطريق
فلما بلغ منهما الجوع مبلغه
اختار عیسی علیه السلام شجرة وارفة
وطلب من اليهودي أن يجهز الزاد ريثما يعود من بعض حاجته
وهو آت من بعيد رأه يأكل رغيفاً
فلما وصل إليه ورأهما رغيفين قال له :
أين الرغيف الثالث
فقال اليهودي : والله ما كانا إلا رغيفين
فأكل عيسى عليه السلام رغيفا وناول اليهودي رغيفاً
ثم قال له : قم معي
فمرا على رجل أعمى فوضع عیسی علیه السلام يده على عينيه ودعا الله فبرئ باذن الله
ثم التفت إلى اليهودي وقال له : بحق من رد على هذا بصره أین الرغيف الثالث
فقال : والله ما كانا إلا رغيفين
فسارا حتى وصلا نهراً فارادا عبوره فارتجف اليهودي وقال : نغرق
فأخذ عيسى عليه السلام بيده ودعا الله ومشيا على الماء
ولما وصلا إلى الضفة الأخرى قال له عيسى عليه السلام :
بحق من أمشاك على الماء ولم تبتل قدماك أين الرغيف الثالث؟
فقال : والله ما كانا إلا رغيفين
عندها جمع عيسى عليه السلام ثلاث أكوام تراب ثم دعا الله فصارت ذهبا
ثم قال : هذه الكومة لي لأني أكلتُ رغيفا
وهذه لك لانك أكلت رغيفا
وهذه لصاحب الرغيف الثالث
فقال اليهودي : أنا أكلت الرغيف الثالث
فقال له عیسی علیه السلام : كلها لك ولا تصحبني بعد يومك هذا وترکه ومضى
بعد قليل حضر ثلاثة لصوص فوجدوا معه الذهب فقتلوه
ثم جلسوا يستريحون
فقال أحدهما لصاحبه ما رأيك لو قتلناه وازداد كل منا نصف كومة
وأرسلا صاحبهما ليأتي لهم بطعام
مضى اللص الثالث محدثا نفسه أن يدس السم لهما ويستأثر بالذهب وحده
فور عودته انقضا عليه وقتلاه
ثم قالا : نأكل ونقتسم
وأكلا فماتا من فورهما
بعد فترة مر عيسى عليه عليه السلام وإذا باربع جثث والذهب مكانه
فقال للحواريين : هكذا تفعل الدنيا بطلابها!
الدرس الأول :
اليهود لا يتغيرون
أرسل الله لهم موسى ليخلصهم من الذل
وشق لهم البحر
ولما عبروا ورأوا أناسا يعبدون الأصنام
قالوا له : {اجعل لنا الها كما لهم آلهة}
ثم لما ذهب لميقات ربه صنع لهم السامري عجلا من ذهب فعبدوه
لهذا قال يهودي لعلي ابن ابي طالب :
ما شأنكم لم تلبثوا بعد نبيكم سنوات حتى تقاتلتم
فقال له : ما شأنكم لم تجف أقدامكم من عبور البحر حتى قلتم لنبيكم :
« اجعل لنا الها كما لهم آلهة »
أبرأ أمامه الأعمى
وأمشاه على الماء
وما زال يقسم بالله كذباً في رغيف
الدرس الثاني :
إذا حلفت فأحلف بالله
وإذا حلفت بالله فاصدق
الله أعظم من أن يحتال باسمه تاجر لينفق سلعته
وأعظم من أن يحتال باسمه عامل لينجو من غضب رب عمله
.
.
الدرس الثالث :
الطيور على أشكالها تقع
عندما رأى عیسی علیه السلام اليهودي من أهل الدنيا تركها له
وكأنه يقول : من كانت الدنيا في قلبه لا يصحب رجلاً الأخرة في قلبه
وانظر للصوص
الإثنان يمكران بالواحد
والواحد يمكر بالاثنين
.
.
الدرس الرابع :
إذا كنتم ستأخذون الدنيا معكم فتقاتلوا عليها
وإذا كنتم ستتركونها خلفكم فحماقة أن يتقاتل المرء على شيء لن يأخذه معه وإن حصل عليه
ليس لنا من هذه الدنيا إلا ما خبأناه
للآخرة
علبة دواء لمرض
لقمة لجائع
حجر في مسجد يُبنى
كفارة صيام عن عجوز
هذا ما يبقى
ما عداه إرث
يستمتع به الآخرون ونُسأل عنه وحدنا
.
.
الدرس الخامس :
انظر لحلُم الأنبياء
عيسى يصحبه من مكان إلى مكان ليعيده إلى الله فيأبی
نوح يدعوهم ألف سنة إلا خمسين عاما
سرا وجهراً ليلا ونهارا زرافات ووحداناً
ابراهيم يطرده أبوه فيستغفر له
يوسف يُلقى في الجب والسجن فيعفو
سيد الناس يُرجم في الطائف فُيسمح له أن يطلب من ملك الجبال أن يطبق عليهم الأخشبين فيرفض
متوسماً أن يخرج من أصلابهم من يعبد الله
يُتهم بالكذب والسحر والجنون
يُحاصر في الشعب ثلاث سنوات
يُتأمر لقتله
يُطرد من قريته
ثم لما دخلها ووقف على أهلها قال لهم :
اذهبوا فأنتم الطلقاء
فلا تقنعْ مِن الدُّنيا بحَظٍ
إِذا لَم تحْوهِ يدكَ اغتِصَابا
فشَرُ ليوثِ الأرضِ لَيثٌ
يُشاركُ في فَريستِهِ الذِّئابا
ابن حمديس
إِذا لَم تحْوهِ يدكَ اغتِصَابا
فشَرُ ليوثِ الأرضِ لَيثٌ
يُشاركُ في فَريستِهِ الذِّئابا
ابن حمديس
حجّ هشام بن عبدالملك في أيّام خلافة بني أميّة، واقترب من الحجر الأسود ليستلمه، فمنعته حشود الحجيج من الوصول إليه. قام جنوده ونصبوا له منبراً، فجلس عليه في انتظار أن يخفّ الزّحام ويتمكّن من استلام الحجر الأسود وبينما هو على هذه الحال، إذ به يرى الإمام عليّ بن الحسين، زين العابدين.
كان على الإمام إزارٌ ورداءٌ، وكان من أحسن النّاس وجهاً وأطيبهم رائحة، وبين عينيه علامة السّجود.
أنهى الإمام علي الطّواف، ثمّ تقدّم ليستلم الحجر، وإذ بالنّاس يتباعدون من طريقه إجلالاً له وهيبة منه!
فقال رجل من أهل الشام لهشام: " من هذا يا أمير المؤمنين؟".
أجابه هشام: " لا أعرفه!.".
وصادف في تلك اللحظة وجود الفرزدق وكان حاضراً وقال لكنّي أنا أعرفه. فقال الرجل الشاميّ: مَن هو يا أبا فراس؟! فقال
هَذا الّذي تَعرِفُ البَطْحاءُ وَطْأتَهُ،
وَالبَيْتُ يعْرِفُهُ وَالحِلُّ وَالحَرَمُ
هذا ابنُ خَيرِ عِبادِ الله كُلّهِمُ
هذا التّقيّ النّقيّ الطّاهِرُ العَلَمُ
هذا ابنُ فاطمَةٍ، إنْ كُنْتَ جاهِلَهُ
بِجَدّهِ أنْبِيَاءُ الله قَدْ خُتِمُوا
وَلَيْسَ قَوْلُكَ: مَن هذا؟ بضَائرِه
العُرْبُ تَعرِفُ من أنكَرْتَ وَالعَجمُ
كِلْتا يَدَيْهِ غِيَاثٌ عَمَّ نَفعُهُمَا
يُسْتَوْكَفانِ، وَلا يَعرُوهُما عَدَمُ
سَهْلُ الخَلِيقَةِ، لا تُخشى بَوَادِرُهُ
يَزِينُهُ اثنانِ: حُسنُ الخَلقِ وَالشّيمُ
كان على الإمام إزارٌ ورداءٌ، وكان من أحسن النّاس وجهاً وأطيبهم رائحة، وبين عينيه علامة السّجود.
أنهى الإمام علي الطّواف، ثمّ تقدّم ليستلم الحجر، وإذ بالنّاس يتباعدون من طريقه إجلالاً له وهيبة منه!
فقال رجل من أهل الشام لهشام: " من هذا يا أمير المؤمنين؟".
أجابه هشام: " لا أعرفه!.".
وصادف في تلك اللحظة وجود الفرزدق وكان حاضراً وقال لكنّي أنا أعرفه. فقال الرجل الشاميّ: مَن هو يا أبا فراس؟! فقال
هَذا الّذي تَعرِفُ البَطْحاءُ وَطْأتَهُ،
وَالبَيْتُ يعْرِفُهُ وَالحِلُّ وَالحَرَمُ
هذا ابنُ خَيرِ عِبادِ الله كُلّهِمُ
هذا التّقيّ النّقيّ الطّاهِرُ العَلَمُ
هذا ابنُ فاطمَةٍ، إنْ كُنْتَ جاهِلَهُ
بِجَدّهِ أنْبِيَاءُ الله قَدْ خُتِمُوا
وَلَيْسَ قَوْلُكَ: مَن هذا؟ بضَائرِه
العُرْبُ تَعرِفُ من أنكَرْتَ وَالعَجمُ
كِلْتا يَدَيْهِ غِيَاثٌ عَمَّ نَفعُهُمَا
يُسْتَوْكَفانِ، وَلا يَعرُوهُما عَدَمُ
سَهْلُ الخَلِيقَةِ، لا تُخشى بَوَادِرُهُ
يَزِينُهُ اثنانِ: حُسنُ الخَلقِ وَالشّيمُ
#لا_يربح_إلا_الأعداء
● روى ابن قتيبة في رائعته عيون الأخبار المؤلفة من أربعة أجزاء قال :
• لما اشتغل الخليفة عبد الملك بن مروان بمحاربة عبد الله بن الزبير ، اجتمع وجوه الروم وكبراؤهم إلى إمبراطورهم وقالوا له : لقد انشغل العرب بقتال بعضهم بعضًا وهذه فرصة سانحة لنا ، والرأي أن نهاجمهم .
• فقال : إياكم أن تفعلوا !
ذُهِل كبار القوم من ردّ الإمبراطور ، واستفسروا عن سبب ما قال .
• فدعا بكلبين وحرّض بينهما فاقتتلا قتالًا شديدًا ، وبينما هما في غمرة القتال هذا يعضُّ ذاك ، وذاك ينهش هذا ، دعا بثعلب وزجّه بينهما ، فلما رأى الكلبان الثعلب أوقفا القتال وهجما عليه حتى قتلاه !
• عندها قال الإمبراطور : هذا مثلنا ومثلهم ، فإن هاجمناهم اجتمعوا علينا ، وإن تركناهم أفنى بعضهم بعضًا ! .
● الرسالة من القصة واضحة ، والمغزى جليّ ، والعبرة بيّنة ، لو اكتفيتُ بها ولم أزد على هذا حرفًا لكفى ، ولكن لا بأس أن أقول أن التاريخ يعيد نفسه ، أو لماذا نظلم التاريخ ، نحن الذين لا نعتبر من دروسه ، ونعيد الكَرَّة كل مرة رغم أننا نعرف النتائج مسبقًا !
• في نزاع الإخوة لا يربح أحد ، هزيمته هزيمتكَ ، ولو كنت أنتَ من ألحق به الهزيمة ، ونصره نصركَ ولو انتصر وحده ، الضعيف قويّ بإخوانه ، والفقير غنيّ بإخوانه !
• العرب في جاهليتهم كانوا على هامش الحضارة والتأثير والتقدم لأنهم كانوا قبائل متناحرة ، بأسهم بينهم شديد ، يُشهرون سيوفهم لأجل الكلأ والماء واللقمة ولا مبدأ ، ولا رسالة ، أو يشهرونها ليخوضوا حرب الآخرين بالوكالة ، عرب الشام كانوا سيوف هرقل ، وعرب اليمن كانوا سيوف كسرى ،
وما سُدنا البشرية ، وحملنا لواء التقدم والحضارة والإنسانية إلا يوم أغمدنا سيوفنا فيما بيننا بأمر الإسلام العظيم ، وأشهرناها في وجوه أعدائنا ، وكنا يدًا واحدة وقلبًا واحدًا ، عندها فقط تداعت الإمبراطوريات العظيمة أمامنا ، وصار الخادم هو السيد ، والسيد هو الضعيف المنقاد !
• ما توقفت الفتوحات يومًا إلا بسبب صراع داخلي ، وما سقطت لنا دولة إلا لأنها كانت هشة ، نهشها سوس خلافاتنا قبل أن تنهشها سيوف أعدائنا ! الأندلس لم يُسقطها الأسبان وإنما أسقطها ملوك الطوائف وأمراء المدن المتناحرة ، الإسبان أطلقوا عليها رصاصة الرحمة فقط ، ولم يُسقط هولاكو بغداد ، بغداد سقطت قبل هذا بكثير ، أسقطناها نحن بنزاعاتنا وحروبنا الداخلية ، هولاكو جاء فوجدها مهيأة للاحتلال فاحتلها !
• من يكرر حوادث التاريخ الفاشلة سيتجرع النتائج ذاتها ، ونحن اليوم ضعفاء لا لأن أعداءنا أقوياء ، وإنما لأننا أمة مشرذمة وقبائل متناحرة ، فهل من معتبر !.
● روى ابن قتيبة في رائعته عيون الأخبار المؤلفة من أربعة أجزاء قال :
• لما اشتغل الخليفة عبد الملك بن مروان بمحاربة عبد الله بن الزبير ، اجتمع وجوه الروم وكبراؤهم إلى إمبراطورهم وقالوا له : لقد انشغل العرب بقتال بعضهم بعضًا وهذه فرصة سانحة لنا ، والرأي أن نهاجمهم .
• فقال : إياكم أن تفعلوا !
ذُهِل كبار القوم من ردّ الإمبراطور ، واستفسروا عن سبب ما قال .
• فدعا بكلبين وحرّض بينهما فاقتتلا قتالًا شديدًا ، وبينما هما في غمرة القتال هذا يعضُّ ذاك ، وذاك ينهش هذا ، دعا بثعلب وزجّه بينهما ، فلما رأى الكلبان الثعلب أوقفا القتال وهجما عليه حتى قتلاه !
• عندها قال الإمبراطور : هذا مثلنا ومثلهم ، فإن هاجمناهم اجتمعوا علينا ، وإن تركناهم أفنى بعضهم بعضًا ! .
● الرسالة من القصة واضحة ، والمغزى جليّ ، والعبرة بيّنة ، لو اكتفيتُ بها ولم أزد على هذا حرفًا لكفى ، ولكن لا بأس أن أقول أن التاريخ يعيد نفسه ، أو لماذا نظلم التاريخ ، نحن الذين لا نعتبر من دروسه ، ونعيد الكَرَّة كل مرة رغم أننا نعرف النتائج مسبقًا !
• في نزاع الإخوة لا يربح أحد ، هزيمته هزيمتكَ ، ولو كنت أنتَ من ألحق به الهزيمة ، ونصره نصركَ ولو انتصر وحده ، الضعيف قويّ بإخوانه ، والفقير غنيّ بإخوانه !
• العرب في جاهليتهم كانوا على هامش الحضارة والتأثير والتقدم لأنهم كانوا قبائل متناحرة ، بأسهم بينهم شديد ، يُشهرون سيوفهم لأجل الكلأ والماء واللقمة ولا مبدأ ، ولا رسالة ، أو يشهرونها ليخوضوا حرب الآخرين بالوكالة ، عرب الشام كانوا سيوف هرقل ، وعرب اليمن كانوا سيوف كسرى ،
وما سُدنا البشرية ، وحملنا لواء التقدم والحضارة والإنسانية إلا يوم أغمدنا سيوفنا فيما بيننا بأمر الإسلام العظيم ، وأشهرناها في وجوه أعدائنا ، وكنا يدًا واحدة وقلبًا واحدًا ، عندها فقط تداعت الإمبراطوريات العظيمة أمامنا ، وصار الخادم هو السيد ، والسيد هو الضعيف المنقاد !
• ما توقفت الفتوحات يومًا إلا بسبب صراع داخلي ، وما سقطت لنا دولة إلا لأنها كانت هشة ، نهشها سوس خلافاتنا قبل أن تنهشها سيوف أعدائنا ! الأندلس لم يُسقطها الأسبان وإنما أسقطها ملوك الطوائف وأمراء المدن المتناحرة ، الإسبان أطلقوا عليها رصاصة الرحمة فقط ، ولم يُسقط هولاكو بغداد ، بغداد سقطت قبل هذا بكثير ، أسقطناها نحن بنزاعاتنا وحروبنا الداخلية ، هولاكو جاء فوجدها مهيأة للاحتلال فاحتلها !
• من يكرر حوادث التاريخ الفاشلة سيتجرع النتائج ذاتها ، ونحن اليوم ضعفاء لا لأن أعداءنا أقوياء ، وإنما لأننا أمة مشرذمة وقبائل متناحرة ، فهل من معتبر !.
السيرة المختصرة لأمير المؤمنين عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه
( 99– 101هـ |718-720م )
حياته :
ولد عمر بن عبدالعزيز بن مروان بالمدينة المنورة عام 62هـ |681م , وكان يكنى بأبي حفص , وأمه هي ليلى بنت عاصم ابن عمر بن الخطاب رضي الله عنه , وقد ورث من جده عمر بن الخطاب كثيراً من صفاته فسار على هديه .
نشأ عمر في المدينة المنورة حيث استفاد من العلماء الذين كانوا فيها وقد تفقه بالدين وبرز في العلوم الشرعية وعلوم اللغة العربية والتاريخ , وبلغ من علو منزلته في العلم أن قيل (كان العلماء مع عمر بن عبدالعزيز) تلامذة .
خلافته :
جاءته الخلافة دون أن يسعى لها , إذ أوصى له بها سليمان بن عبدالملك قُبيل وفاته , وفضله على أخيه يزيد لما عرف عنه من الصلاح والتقوى والنزاهة .
ولقد سار على منهج الكتاب وسنة رسول الله ﷺ في كل تصرفاته .
وعندما أخذ واليه على بلاد خراسان الجزية عمن أعلن إسلامه , ظناً منه إنما يدخل الناس في الإسلام فرارا من الجزية , أرسل له عمر أن يسقط تلك الجزية وقال له : (( إن الله قد بعث محمد داعيا ولم يبعثه جابياً )) ثم عزله من منصبه .
أهم أعماله :
1- حافظ على المال العام , وأعاد الأموال والأراضي التي وهبت له ولزوجته وأولاده إلى بيت مال المسلمين , وطلب من بني أمية إرجاع ما أخذوه بغير وجه حق لبيت مال المسلمين .
2- عزل الولاة الظالمين وعيّن بدلا منهم ولاة عُرفوا بالتقوى والصلاح .
3- اهتم بالنواحي الاقتصادية مثل : إصلاح كثير من الأراضي الزراعية , وإقراض المزارعين وحفر الآبار وشق الطرق وتوحيد المكاييل والموازين .
4- اهتم بالنواحي العمرانية , كبناء المساجد والاستراحات على الطرق .
5- اهتم بالناحي العلمية فشجع الناس على حفظ القرآن الكريم .
6- أمر بتدوين الحديث النبوي الشريف وجمعه .
نتائج سياساته :
1- تقلص نفوذ المعارضين للحكم الأموي .
2- تحسنت أحوال المسلمين , وارتفع مستواهم المعيشي , وانعدم وجود الفقراء , فقد روي عن يحيى بن سعيد قوله : ( بعثني عمر بن عبدالعزيز على صدقات إفريقيا فاقتضيتها , وطلبت فقراء نعطيها لهم فلم نجد فيها فقيراً , ولم نجد من يأخذها منا , وقد أغنى عمر بن عبدالعزيز الناس فاشتريت بها رقاباً فاعتقتهم )
وفاته :
توفي عمر بن عبدالعزيز في عام 101هجري . بعد أن حكم سنتين وخمسة أشهر , عم فيها الرخاء والمحبة وساد العدل والمساوة في ربوع الدولة الإسلامية, واستحق بجدارة لقب الخليفة الراشدي الخامس.
رحمه الله ورضي عنه .
( 99– 101هـ |718-720م )
حياته :
ولد عمر بن عبدالعزيز بن مروان بالمدينة المنورة عام 62هـ |681م , وكان يكنى بأبي حفص , وأمه هي ليلى بنت عاصم ابن عمر بن الخطاب رضي الله عنه , وقد ورث من جده عمر بن الخطاب كثيراً من صفاته فسار على هديه .
نشأ عمر في المدينة المنورة حيث استفاد من العلماء الذين كانوا فيها وقد تفقه بالدين وبرز في العلوم الشرعية وعلوم اللغة العربية والتاريخ , وبلغ من علو منزلته في العلم أن قيل (كان العلماء مع عمر بن عبدالعزيز) تلامذة .
خلافته :
جاءته الخلافة دون أن يسعى لها , إذ أوصى له بها سليمان بن عبدالملك قُبيل وفاته , وفضله على أخيه يزيد لما عرف عنه من الصلاح والتقوى والنزاهة .
ولقد سار على منهج الكتاب وسنة رسول الله ﷺ في كل تصرفاته .
وعندما أخذ واليه على بلاد خراسان الجزية عمن أعلن إسلامه , ظناً منه إنما يدخل الناس في الإسلام فرارا من الجزية , أرسل له عمر أن يسقط تلك الجزية وقال له : (( إن الله قد بعث محمد داعيا ولم يبعثه جابياً )) ثم عزله من منصبه .
أهم أعماله :
1- حافظ على المال العام , وأعاد الأموال والأراضي التي وهبت له ولزوجته وأولاده إلى بيت مال المسلمين , وطلب من بني أمية إرجاع ما أخذوه بغير وجه حق لبيت مال المسلمين .
2- عزل الولاة الظالمين وعيّن بدلا منهم ولاة عُرفوا بالتقوى والصلاح .
3- اهتم بالنواحي الاقتصادية مثل : إصلاح كثير من الأراضي الزراعية , وإقراض المزارعين وحفر الآبار وشق الطرق وتوحيد المكاييل والموازين .
4- اهتم بالنواحي العمرانية , كبناء المساجد والاستراحات على الطرق .
5- اهتم بالناحي العلمية فشجع الناس على حفظ القرآن الكريم .
6- أمر بتدوين الحديث النبوي الشريف وجمعه .
نتائج سياساته :
1- تقلص نفوذ المعارضين للحكم الأموي .
2- تحسنت أحوال المسلمين , وارتفع مستواهم المعيشي , وانعدم وجود الفقراء , فقد روي عن يحيى بن سعيد قوله : ( بعثني عمر بن عبدالعزيز على صدقات إفريقيا فاقتضيتها , وطلبت فقراء نعطيها لهم فلم نجد فيها فقيراً , ولم نجد من يأخذها منا , وقد أغنى عمر بن عبدالعزيز الناس فاشتريت بها رقاباً فاعتقتهم )
وفاته :
توفي عمر بن عبدالعزيز في عام 101هجري . بعد أن حكم سنتين وخمسة أشهر , عم فيها الرخاء والمحبة وساد العدل والمساوة في ربوع الدولة الإسلامية, واستحق بجدارة لقب الخليفة الراشدي الخامس.
رحمه الله ورضي عنه .
من عادات العرب قديما
عندما كان العرب يقيمون الأفراح كانوا يوزعون قطع اللحم عبر لفها بالخبز ..
فإذا وجد صاحب الفرح أن عدد الحضور يفوق عدد قطع اللحم لديه أو يخشى ذلك ، يقوم بلف الخبز ببعضه ( من دون لحم ) ويوزعه على أقرب الأقربين ممن يعتقد أنهم سيسترون عليه ليوفر اللحم للغرباء !!
أحد هؤلاء الرجال وزع الخبز بدون لحم على عدد من أقاربه وأصدقائه من الذين يحسن الظن بهم ..
فبدأو بأكلها وكأنها تحتوي اللحم إلا أحدهم فتح الخبز ونادى على صاحب البيت وقال له " يا أبو فلان الخبز بدون لحم "
فرد عليه صاحب البيت " حقك عليّْ ظننتك من أهلي "
#العبرة💫
في زمننا الحالي ، كم أنخدعنا بِـ أشخاص كنا نعتقد أنهم منا وسيردوا غيبتنا ويحموا ظهورنا ويخلصوا لنا ..*
فتأكدوا جيداً على من توزعون الخبز..
عندما كان العرب يقيمون الأفراح كانوا يوزعون قطع اللحم عبر لفها بالخبز ..
فإذا وجد صاحب الفرح أن عدد الحضور يفوق عدد قطع اللحم لديه أو يخشى ذلك ، يقوم بلف الخبز ببعضه ( من دون لحم ) ويوزعه على أقرب الأقربين ممن يعتقد أنهم سيسترون عليه ليوفر اللحم للغرباء !!
أحد هؤلاء الرجال وزع الخبز بدون لحم على عدد من أقاربه وأصدقائه من الذين يحسن الظن بهم ..
فبدأو بأكلها وكأنها تحتوي اللحم إلا أحدهم فتح الخبز ونادى على صاحب البيت وقال له " يا أبو فلان الخبز بدون لحم "
فرد عليه صاحب البيت " حقك عليّْ ظننتك من أهلي "
#العبرة💫
في زمننا الحالي ، كم أنخدعنا بِـ أشخاص كنا نعتقد أنهم منا وسيردوا غيبتنا ويحموا ظهورنا ويخلصوا لنا ..*
فتأكدوا جيداً على من توزعون الخبز..
سُوَيْداء القلب:
• تقول العرب للشخص إذا "أوصوه" بشيء:
(اجعله في سُوَيْداء قلبك)، أي في أعمق أعماقه.
- قال الأصمعي أحد أئمة علماء اللغة:
سويداء تصغير لـ سوداء، وهي عَلَقَة سوداء في جوفِ القلب، إذا شُقّ القلب ظهرت و كأنها (قطعة كبد).
📖 البارع في اللغة
• تقول العرب للشخص إذا "أوصوه" بشيء:
(اجعله في سُوَيْداء قلبك)، أي في أعمق أعماقه.
- قال الأصمعي أحد أئمة علماء اللغة:
سويداء تصغير لـ سوداء، وهي عَلَقَة سوداء في جوفِ القلب، إذا شُقّ القلب ظهرت و كأنها (قطعة كبد).
📖 البارع في اللغة
عبارة #استوقفتني
على الإنسان أن ينظر إلى الحياة بعينين :
عين للدنيا ،وعين للآخرة ،وأن يتيقن أنه مهما حصل من نقص في هذه الدنيا فهناك دار أمامه لا كدر فيها ولانصب.
#إلى_الجيل_الصاعد 🌸
على الإنسان أن ينظر إلى الحياة بعينين :
عين للدنيا ،وعين للآخرة ،وأن يتيقن أنه مهما حصل من نقص في هذه الدنيا فهناك دار أمامه لا كدر فيها ولانصب.
#إلى_الجيل_الصاعد 🌸
#يا_أخي_أمرتنا_بخير_فأطعناك
• ذكر ابن عبد البر في تواضع أهل العلم فقال :
" سمعت غير واحد من شيوخي يذكر أن * الغازي بن قيس *،
لما رحل إلى المدينة سمع من مالك وقرأ على نافع القاري ،
فبينما هو في أول دخوله المدينة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
إذ دخل * ابن أبي ذئب * فجلس ولم يركع ،
فقال له الغازي : قم يا هذا فاركع ركعتين ، فإن جلوسك دون أن تحيي المسجد بركعتين جهل أو نحو هذا من جفاء القول ،
فقام ابن أبي ذئب فركع ركعتين وجلس ،
فلما انقضت الصلاة أسند ظهره وتحلق الناس إليه ،
فلما رأى ذلك الغازي بن قيس خجل واستحيا وندم ، وسأل عنه ،
فقيل له : هذا ابن أبي ذئب أحد فقهاء المدينة وأشرافهم ، فقام يعتذر إليه ،
فقال له ابن أبي ذئب :
" يا أخي لا عليك أمرتنا بخير فأطعناك "
📚 [ التمهيد لابن عبد البر : 20/ 106 ]
• فما أحوجنا إلى هذا الأدب وترك كثير من العَجب •
------ 🌿❤ #قصة_وعبرة ❤🌿 ------
• ذكر ابن عبد البر في تواضع أهل العلم فقال :
" سمعت غير واحد من شيوخي يذكر أن * الغازي بن قيس *،
لما رحل إلى المدينة سمع من مالك وقرأ على نافع القاري ،
فبينما هو في أول دخوله المدينة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
إذ دخل * ابن أبي ذئب * فجلس ولم يركع ،
فقال له الغازي : قم يا هذا فاركع ركعتين ، فإن جلوسك دون أن تحيي المسجد بركعتين جهل أو نحو هذا من جفاء القول ،
فقام ابن أبي ذئب فركع ركعتين وجلس ،
فلما انقضت الصلاة أسند ظهره وتحلق الناس إليه ،
فلما رأى ذلك الغازي بن قيس خجل واستحيا وندم ، وسأل عنه ،
فقيل له : هذا ابن أبي ذئب أحد فقهاء المدينة وأشرافهم ، فقام يعتذر إليه ،
فقال له ابن أبي ذئب :
" يا أخي لا عليك أمرتنا بخير فأطعناك "
📚 [ التمهيد لابن عبد البر : 20/ 106 ]
• فما أحوجنا إلى هذا الأدب وترك كثير من العَجب •
------ 🌿❤ #قصة_وعبرة ❤🌿 ------
(فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين)
*اللهم اجعل حياتنا ومماتنا في سبيلك واجعلنا من الصابرين*
(إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين)
*اللهم اجعل حياتنا ومماتنا في سبيلك واجعلنا من الصابرين*
(إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين)
#من_قصص_الرسول_ﷺ
#قصة_الثلاثة_الذين_سدت_صخرة_عليهم_الغار
عن أبي عبد الرحمن عبدِ الله بنِ عمرَ بن الخطابِ رضيَ اللهُ عنهماو، قَال : سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم ، يقول :
(( انطَلَقَ ثَلاثَةُ نَفَرٍ مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ حَتَّى آوَاهُمُ المَبيتُ إِلى غَارٍ فَدَخلُوهُ ، فانحَدرَتْ صَخرَةٌ مِنَ الجَبَلِ فَسَدَّت عَلَيهِمُ الغَارَ ، فَقالُوا : إنَّهُ لا يُنجِيكُمْ مِن هذِهِ الصَّخرَةِ إِلا أنْ تَدعُوا اللهَ بصَالِحِ أعمَالِكُمْ .
قَالَ رجلٌ مِنْهُمْ : اللَّهُمَّ كَانَ لِي أَبَوانِ شَيْخَانِ كبيرانِ ، وكُنْتُ لا أغبِقُ قَبْلَهُمَا أهْلًا ولا مالًا ، فَنَأى بِي طَلَب الشَّجَرِ يَومًا فلم أَرِحْ عَلَيْهمَا حَتَّى نَامَا ، فَحَلَبتُ لَهُمَا غَبُوقَهُمَا فَوَجَدْتُهُما نَائِمَينِ ، فَكَرِهْتُ أنْ أُوقِظَهُمَا وَأَنْ أغْبِقَ قَبْلَهُمَا أهْلًا أو مالًا¹ ، فَلَبَثتُ - والْقَدَحُ عَلَى يَدِي - أنتَظِرُ استِيقَاظَهُما حَتَّى بَرِقَ الفَجْرُ والصِّبْيَةُ يَتَضَاغَونَ عِنْدَ قَدَمي² ، فاسْتَيْقَظَا فَشَرِبا غَبُوقَهُما . اللَّهُمَّ إن كُنْتُ فَعَلْتُ ذلِكَ ابِتِغَاء وَجْهِكَ فَفَرِّجْ عَنّا مَا نَحنُ فِيهِ مِن هذِهِ الصَّخرَةِ ، فانفَرَجَتْ شَيئًا لا يَستَطيعُونَ الخُروجَ مِنْهُ .
قَالَ الآخر : اللَّهُمَّ إنَّهُ كانَتْ لِيَ ابنَةُ عَمّ ، كَانت أحَبَّ النّاسِ إليَّ - وفي رواية : كُنْتُ أُحِبُّها كأَشَدِّ مَا يُحِبُّ الرِّجَالُ النساءَ - فأرَدتُهَا عَلَى نَفْسِهَا فامتَنَعَتْ منِّي حَتَّى أَلَمَّتْ بها سَنَةٌ مِنَ السِّنِينَ فَجَاءتنِي فَأَعْطَيتُهَا عِشرِينَ وَمائةَ دينَارٍ عَلَى أن تُخَلِّيَ بَيني وَبَينَ نَفْسِهَا فَفعَلَتْ ، حَتَّى إِذَا قَدَرْتُ عَلَيْهَا - وفي رواية : فَلَمَّا قَعَدْتُ بَينَ رِجْلَيْهَا ، قالتْ : اتَّقِ اللهَ وَلا تَفُضَّ الخَاتَمَ إلا بِحَقِّهِ ، فَانصَرَفتُ عَنهَا وَهيَ أحَبُّ النَّاسِ إليَّ وَتَرَكْتُ الذَّهَبَ الَّذِي أعطَيتُها . اللَّهُمَّ إن كُنتُ فَعَلْتُ ذلِكَ ابتِغاءَ وَجهِكَ فافرُجْ عَنَّا مَا نَحنُ فيهِ ، فانفَرَجَتِ الصَّخْرَةُ ، غَيْرَ أَنَّهُم لا يَستَطِيعُونَ الخُرُوجَ مِنهَا .
وَقَالَ الثَّالِث : اللَّهُمَّ اسْتَأجَرتُ أُجَرَاءَ وأعطَيتُهُمْ أجرَهُمْ غيرَ رَجُل واحدٍ تَرَكَ الَّذِي لَهُ وَذَهبَ ، فَثمَّرْتُ أجْرَهُ حَتَّى كَثُرَت مِنهُ الأمْوَالُ ، فَجَاءنِي بَعدَ حِينٍ ، فَقالَ : يَا عبدَ اللهِ ، أدِّ إِلَيَّ أجرِي ، فَقُلتُ : كُلُّ مَا تَرَى مِن أجْرِكَ : مِنَ الإبلِ وَالبَقَرِ والغَنَمِ والرَّقيقِ ، فقالَ : يَا عبدَ اللهِ ، لا تَسْتَهزِئْ بي ! فَقُلتُ : لا أستَهْزِئ بِكَ ، فَأخَذَهُ كُلَّهُ فاسْتَاقَهُ فَلَمْ يَترُكْ مِنهُ شَيئًا . الَّلهُمَّ إن كُنتُ فَعَلتُ ذلِكَ ابِتِغَاءَ وَجْهِكَ فافرُجْ عَنَّا مَا نَحنُ فِيهِ ، فانفَرَجَتِ الصَّخْرَةُ فَخَرَجُوا يَمْشُونَ )) مُتَّفَقٌ عليهِ .
📚 العبرة من الحديث 📚
- في هذا الحديث : فضل الإخلاص في العمل ، وأنه ينجي صاحبه عند الكرب .
وفيه : فضل بر الوالدين وخدمتهما ، وإيثارهما على الولد والأهل ، وتحمُّل المشقة لأجلهما .
وفيه : العفة والإنكفاف عن الحرام مع القدرة .
وفيه : فضل حسن العهد وأداء الأمانة ، والسماحة في المعاملة .
(1) الغبوق : هو شرب العشى ، و معناه لا أقدم في الشرب قبلهما أهلاً و لا مالاً من رقيق و خادم .
(2) يصيحون من الجوع .
------ 🌿❤ #قصة_وعبرة ❤🌿 ------
#قصة_الثلاثة_الذين_سدت_صخرة_عليهم_الغار
عن أبي عبد الرحمن عبدِ الله بنِ عمرَ بن الخطابِ رضيَ اللهُ عنهماو، قَال : سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم ، يقول :
(( انطَلَقَ ثَلاثَةُ نَفَرٍ مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ حَتَّى آوَاهُمُ المَبيتُ إِلى غَارٍ فَدَخلُوهُ ، فانحَدرَتْ صَخرَةٌ مِنَ الجَبَلِ فَسَدَّت عَلَيهِمُ الغَارَ ، فَقالُوا : إنَّهُ لا يُنجِيكُمْ مِن هذِهِ الصَّخرَةِ إِلا أنْ تَدعُوا اللهَ بصَالِحِ أعمَالِكُمْ .
قَالَ رجلٌ مِنْهُمْ : اللَّهُمَّ كَانَ لِي أَبَوانِ شَيْخَانِ كبيرانِ ، وكُنْتُ لا أغبِقُ قَبْلَهُمَا أهْلًا ولا مالًا ، فَنَأى بِي طَلَب الشَّجَرِ يَومًا فلم أَرِحْ عَلَيْهمَا حَتَّى نَامَا ، فَحَلَبتُ لَهُمَا غَبُوقَهُمَا فَوَجَدْتُهُما نَائِمَينِ ، فَكَرِهْتُ أنْ أُوقِظَهُمَا وَأَنْ أغْبِقَ قَبْلَهُمَا أهْلًا أو مالًا¹ ، فَلَبَثتُ - والْقَدَحُ عَلَى يَدِي - أنتَظِرُ استِيقَاظَهُما حَتَّى بَرِقَ الفَجْرُ والصِّبْيَةُ يَتَضَاغَونَ عِنْدَ قَدَمي² ، فاسْتَيْقَظَا فَشَرِبا غَبُوقَهُما . اللَّهُمَّ إن كُنْتُ فَعَلْتُ ذلِكَ ابِتِغَاء وَجْهِكَ فَفَرِّجْ عَنّا مَا نَحنُ فِيهِ مِن هذِهِ الصَّخرَةِ ، فانفَرَجَتْ شَيئًا لا يَستَطيعُونَ الخُروجَ مِنْهُ .
قَالَ الآخر : اللَّهُمَّ إنَّهُ كانَتْ لِيَ ابنَةُ عَمّ ، كَانت أحَبَّ النّاسِ إليَّ - وفي رواية : كُنْتُ أُحِبُّها كأَشَدِّ مَا يُحِبُّ الرِّجَالُ النساءَ - فأرَدتُهَا عَلَى نَفْسِهَا فامتَنَعَتْ منِّي حَتَّى أَلَمَّتْ بها سَنَةٌ مِنَ السِّنِينَ فَجَاءتنِي فَأَعْطَيتُهَا عِشرِينَ وَمائةَ دينَارٍ عَلَى أن تُخَلِّيَ بَيني وَبَينَ نَفْسِهَا فَفعَلَتْ ، حَتَّى إِذَا قَدَرْتُ عَلَيْهَا - وفي رواية : فَلَمَّا قَعَدْتُ بَينَ رِجْلَيْهَا ، قالتْ : اتَّقِ اللهَ وَلا تَفُضَّ الخَاتَمَ إلا بِحَقِّهِ ، فَانصَرَفتُ عَنهَا وَهيَ أحَبُّ النَّاسِ إليَّ وَتَرَكْتُ الذَّهَبَ الَّذِي أعطَيتُها . اللَّهُمَّ إن كُنتُ فَعَلْتُ ذلِكَ ابتِغاءَ وَجهِكَ فافرُجْ عَنَّا مَا نَحنُ فيهِ ، فانفَرَجَتِ الصَّخْرَةُ ، غَيْرَ أَنَّهُم لا يَستَطِيعُونَ الخُرُوجَ مِنهَا .
وَقَالَ الثَّالِث : اللَّهُمَّ اسْتَأجَرتُ أُجَرَاءَ وأعطَيتُهُمْ أجرَهُمْ غيرَ رَجُل واحدٍ تَرَكَ الَّذِي لَهُ وَذَهبَ ، فَثمَّرْتُ أجْرَهُ حَتَّى كَثُرَت مِنهُ الأمْوَالُ ، فَجَاءنِي بَعدَ حِينٍ ، فَقالَ : يَا عبدَ اللهِ ، أدِّ إِلَيَّ أجرِي ، فَقُلتُ : كُلُّ مَا تَرَى مِن أجْرِكَ : مِنَ الإبلِ وَالبَقَرِ والغَنَمِ والرَّقيقِ ، فقالَ : يَا عبدَ اللهِ ، لا تَسْتَهزِئْ بي ! فَقُلتُ : لا أستَهْزِئ بِكَ ، فَأخَذَهُ كُلَّهُ فاسْتَاقَهُ فَلَمْ يَترُكْ مِنهُ شَيئًا . الَّلهُمَّ إن كُنتُ فَعَلتُ ذلِكَ ابِتِغَاءَ وَجْهِكَ فافرُجْ عَنَّا مَا نَحنُ فِيهِ ، فانفَرَجَتِ الصَّخْرَةُ فَخَرَجُوا يَمْشُونَ )) مُتَّفَقٌ عليهِ .
📚 العبرة من الحديث 📚
- في هذا الحديث : فضل الإخلاص في العمل ، وأنه ينجي صاحبه عند الكرب .
وفيه : فضل بر الوالدين وخدمتهما ، وإيثارهما على الولد والأهل ، وتحمُّل المشقة لأجلهما .
وفيه : العفة والإنكفاف عن الحرام مع القدرة .
وفيه : فضل حسن العهد وأداء الأمانة ، والسماحة في المعاملة .
(1) الغبوق : هو شرب العشى ، و معناه لا أقدم في الشرب قبلهما أهلاً و لا مالاً من رقيق و خادم .
(2) يصيحون من الجوع .
------ 🌿❤ #قصة_وعبرة ❤🌿 ------
#قصص_من_الأثر
#صلاح_الدين_الأيوبي
• كان السلطان صلاح الدين رحمه الله رقيق القلب رحيماً بالمسلمين عطوفاً عليهم ، ولقد بلغت رحمته بأعداءه ، ومن ذلك أن امرأة من الفرنج سُرق ولدها الرضيع وهو ابن ثلاثة أشهر فوجدت عليه أمه وجداً شديداً واشتكت إلى ملوكهم ؛
• فقالوا لها : إن سلطان المسلمين رحيم القلب وقد أذنا لك أن تذهبي إليه فتشتكي أمرك إليه ؛ فجاءت إلى السلطان فأنهت إليه حالها ... فرّق لها رقة شديدة حتى دمعت عينه ثم أمر بإحضار ولدها ؛ فإذا هو قد بيع في السوق ،
• فأمر بدفع ثمنه إلى المشتري ولم يزل واقفاً حتى جيء بالغلام ، فأخذته أمه وأرضعته وهي تبكي من شدة فرحها وشوقها إليه ؛ ثم أمر بحملها إلى خيمتها على فرس مكرمة .
• ولا شك أن هذا الموقف وأمثاله من المواقف الأخلاقية كان لها أثر بالغ في رفع سمعة المسلمين الأخلاقية واجتذاب الناس إلى الدخول في الإسلام .
📚 [ المصادر : الروضتين في معرفة أخبار الدولتين / البداية والنهاية ]
------ 🌿❤ #قصة_وعبرة ❤🌿 ------
#صلاح_الدين_الأيوبي
• كان السلطان صلاح الدين رحمه الله رقيق القلب رحيماً بالمسلمين عطوفاً عليهم ، ولقد بلغت رحمته بأعداءه ، ومن ذلك أن امرأة من الفرنج سُرق ولدها الرضيع وهو ابن ثلاثة أشهر فوجدت عليه أمه وجداً شديداً واشتكت إلى ملوكهم ؛
• فقالوا لها : إن سلطان المسلمين رحيم القلب وقد أذنا لك أن تذهبي إليه فتشتكي أمرك إليه ؛ فجاءت إلى السلطان فأنهت إليه حالها ... فرّق لها رقة شديدة حتى دمعت عينه ثم أمر بإحضار ولدها ؛ فإذا هو قد بيع في السوق ،
• فأمر بدفع ثمنه إلى المشتري ولم يزل واقفاً حتى جيء بالغلام ، فأخذته أمه وأرضعته وهي تبكي من شدة فرحها وشوقها إليه ؛ ثم أمر بحملها إلى خيمتها على فرس مكرمة .
• ولا شك أن هذا الموقف وأمثاله من المواقف الأخلاقية كان لها أثر بالغ في رفع سمعة المسلمين الأخلاقية واجتذاب الناس إلى الدخول في الإسلام .
📚 [ المصادر : الروضتين في معرفة أخبار الدولتين / البداية والنهاية ]
------ 🌿❤ #قصة_وعبرة ❤🌿 ------