ليلة البارحه .. زُرتني في المنام
تمنّيت اني لم استيقظ..
فَالعين دُونك لَا تَحـلو بلذّتِها
والدَّهْرُ بَعْدَكَ لا يَصْفُو تَكَدُّرُهُ
عندَما تنظرُ بقلبك
لا يُصبحُ لعينيك معنَى
عيناكِ نهرٌ والجفونُ ضفافٌ
وأنا المتيّمُ و الهوى أصنافُ
ابحرتُ في عينيكِ دونَ درايةٍ
كيف العبورُ وخانني المجدافُ؟
‏لُغَةُ العُيونِ تقولُ أنّكَ عاشقُ
فَعَلامَ صمتُكَ والهوى بكَ ناطقُ؟
لمّا نَظَرتُ إلى عُيونكَ أزهرَتْ
ما بيننا للياسمينِ حَدائقُ
عَيناكَ تُخبرُني بأنّكَ لي هَوىً
سيُنيرُ رُوحي والشعورُ مُطابقُ
فدعِ التَرَدّدَ.. أنتَ تَقرأُ نَظرَتي
وَبما بعيني منْ غَرامكَ واثقُ
سكنتِ فؤادي منذ أولِ نظرةٍ
وما زلتِ في لُبِّ الفؤادِ تجُوبِ
وهَذا اللّيلُ أوسعني حَنينًا
فمزّق ما تبقّى مِن ثباتي
تَلُوحُ الذّكرياتُ بِكُلِ دربٍ
لِأَهرُب مِن شتاتي للشّتاتِ
ومَابٍي غيرُ شوقٍ لا يُداوى
وبعضُ الشّوقِ أَشبهُ بِالمماتِ
‏وإذا أتَتْكَ مَذَمّتي من نَاقِصٍ
‏فَهيَ الشّهادَةُ لي بأنّي كامِلُ
والسَّيفُ في الغمدِ لا تُخشى مَضارِبُهُ
و سيفُ عَينيكِ في الحالين بَتّار
جَرْحٌ قَدِيمٌ نَسِينَا أَنْ نَضْمَدهُ
فَمَا يَزَالُ هُنَا فِي هَيْئَةِ الْأَرْقِ
حُزْنٌ بَعِيدٌ يَشَقُّ الْبَالَ مُنْذُ بَدَأَ
وَيَسْتَحِلُّ فُؤَادًا دَائِمَ الْقَلَقِ.
تَسْأَلُنِي بِشَوْقٍ كَيْفَ حَالِي؟
كَأَنَّكَ لَسْتَ تَدْرِي كَيْفَ حَالِي
وَكَيْفَ يَكُونُ حَالُ فَتًى عَلَيْهِ
لِبُعْدِكَ عَنْهُ هَمٌّ كَالْجِبَالِ؟
وَلَا يَدْرِي ضَلَالًا مِنْ رَشَادٍ
وَلَمْ يَعْرِفْ يَمِينًا مِنْ شِمَالِ
أَتَسْأَلُنِي وَأَدْرَى أَنْتَ مِنِّي
وَأَعْلَمُ بِالْجَوَابِ عَنِ السُّؤَالِ؟
أيحضُننَا مَدى الأيّام دربٌ
أتجمعُنا سِنينُ العمرِ دارٌ؟
إِذا هَجَرتَ فَمَن لي؟
وَمَن يُجَمِّلُ كُلّي؟
وَمَن لِروحي وَراحي
يا أَكثَري وَأَقَلّي
أَحَبَّكَ البَعضُ مِنّي
فقَد ذَهَبتَ بِكُلّي
يا كُلَّ كُلّي فَكُن لي
إِن لَم تَكُن لي فَمَن لي؟
من نُورِ عَيْنَيْك طلّ الصُّبْحُ مُبْتَسِمًا
ولحُسْنِ ثَغْرك غنّى الكونُ ألحان
‏فأين ودادكَ المألوف عني
‏وأين عتابكَ القاسي الرقيقُ
‏وأين حديثكَ المملوء عشقًا
‏وأين كلامك العذب الأنيقُ
‏وأين لقاؤنا يا نبض قلبي
‏وفي عينيك يسحرني البريقُ
‏عسى الرحمن يأذن في لقاءٍ
‏ويجمع بيننا يومًا طريقُ
أتحسبُ النّاس بالأعذار تُرجعهم أتحسب العذر يجدي بعدما حرقوا؟
.
.
2024/04/30 00:34:35
Back to Top
HTML Embed Code: