"قال لي أعرفكِ جيدًا ..
الجميع يخافون حدَّتكِ، قوَّتكِ، وقوفكِ الشامخ، وكيفَ تُغلفينَ قلبكِ بالكبرياء كما لو كنتِ قطعةً من الجليد!
بينما من الداخل ..
أنا أعرف جيدًا كم تخافين، وكم تبكين!"

هكذا يرى اللّٰه كل داعٍ، كأنهُ في الكون وحده!

لقدِ اجتزتَ طريقًا طويلًا في رحلةِ اليقين،
لا تترك بلاءً واحدًا يُرجِعكَ صِفرًا.!🤍

قسماً بالله أحبك!

قسماً بالله أحبكِ!

هذه آخر رسائلي إليكِ
ولم أكن أتوقع أن أجلس يوماً لأكتب لكِ رسالة أخيرة
لقد أردتك للعمر كله ولكنها الحياة يا حلوة
ومهما حاولت جدًا لنكون معًا حتمًا سنأتي لمنتهى هذا المطاف
وإني أترككِ الان كيلا أجعل الحمل على قلبك أثقل!
أترككِ الآن وأمضي کجيش مهزوم لم يعد هناك ما يقاتل لأجله!

قلت لي يوماً: لن تُفلت مني
وها أنا اليوم جئت لأفلت
لا تحسبي أني بهذا أربح المعركة
ماذا سأفعل بنصر لستِ فيه
كل نصرٍ لستِ فيه هزيمة مهما حاولت أن أقنع نفسي بغير ذلك،
بعضُ الانتصارات لها طعم الهزائم یا حلوة
هكذا هي معارك الحب!
كلانا خاسر
وليس غير الله يجعل خسارتي لكِ نصراً!

دعيني أسالكِ للمرة الأخيرة: كيف حالك؟
كيف حال العسلي في عينيكِ أما زال فاتناً كأخر مرة رأيتكِ فيها؟
كيف هو الكحل على جفنيكِ أما زال له تأثير البنج فقد كنت أتخدرُ كلما رأيته يحيط بعينيكِ؟
كيف هو الثلج الأبيض في خديكِ؟
كيف هو القرنفل الأحمر في شفتيكِ؟
كيف حاجبيكِ أما زالا أنيقين كما كانا دوماً؟
وكيف هي الشامة الصغيرة فوق شفتك العلياء أما زالت فاتنة كما كانت دوماً؟
وكيف هي الخدوش الصغيرة في يديك؟
أنتِ كلك كيف؟

قسما بالله أحبكِ
وأنه ليس في قلبي أحد أكبر منكِ إلا الله
وإني الآن أعتقكِ مني لله
وأعتق نفسي منكِ لله
ويشهد الله أني إذ أنزعكِ مني كأن ملك الموت عند رأسي ينزع!

كان كل شيء بريئاً
لم يكن فيكِ شيء من زليخة
ولكني لستُ بطهر يوسف
وأخشى أن تجتمع الصغائر عليّ فتصير كبيرة
فاعتقيني لوجه الله وأعذريني
هبیني لله
كما أنا الآن أهبكِ له
ومن ترك شيئا لله عوضه الله خيراً منه!

لستُ جباناً حين أهربُ منكِ
أنا أهربُ منكِ إلى الله أولًا
أهربُ منكِ لأجلكِ
وإني أحسب هذا شجاعة
لأني لا أعرف كيف السبيل للهرب من امرأة تحيط بي من كل الجهات
وأشعر كل يوم وأنا أغرق بها أكثر،
ولا أريد المزيد من الغرق
أريد أن نسبح بعيدًا
ومهما كانت السباحة بعيداً عنكِ مؤلمة
أثق برحمته أن يضمد جرح قلبي بفقدك!

تیقنتُ الآن أنه من المستحيل أن نكون معاً
فقررتُ أن أذهب عنكِ كيلا تظلمين معي
وقد هان الأمر عندي قليلًا حين لم تلحقي بي
أترككِ وخسارتي بك كبيرة
ولكن أحتسب العوض عند الله
فاحتسبي عوضي من عنده!

قسمًا بالله أحبك
وتعرفين أني ما حلفتُ يوما كاذباً
لهذا فليكن آخر حلفان لي عندكِ!

‏طريقتي في المغادرة لم تكن يومًا غاضبة، بل هادئة تمامًا، لدرجة تجعل الجميع يعتقد أنها مزحة.

"وإليكَ منكَ سأشتكيك
قل لي لماذا بينَ كل الناسِ روحي تصطفيك؟"

"وقَد تنطِقُ الأشياءُ وهي صوامِتٌ
وما كُلُّ نُطقِ المُخبرينَ كلامُ"

ودَعتَ لم تُخبر فؤادي مرةً
من لي إذا كسرَ الفراقُ ذراعي!؟

لا أقبل أن أكون
سرًا تخشين افشاءه
بينما أنتِ تتصدرين كل عناويني!

نادمٌ على وداعِ
لم أرحل فيه بكاملي
وداعٌ ناقصٌ
قسمت فيه لنصفين.

قد تحبس العين دَمعًا لا مداد لهُ
‏أوّاه من دمعةٍ في القلب مجراها.

قناة لشاب مبدع، أتمنى أن تدعموه بإشتراككم بقناته:
https://www.tg-me.com/R_Armistice

"وليفُ روحي والبراح!"


حديث منك يملؤني ارتياحا
إذا النسمات عانقت الصباحا

فقلبي كالسماء به اتساعٌ
وإن لاقيتني زادَ انشراحا

كأن حكياتي سفرٌ طويلٌ
وبالي عند لقياكَ استراحا

وحاكَ من القصائد ألفَ بيتٍ
وغنى للهوى جهرًا وصاحا

بكَ الأيامَ قد صارت ربيعًا
وعطرُ زهورها في القلب فاحا

فلو أني رزقتُ بألفِ طيرٍ
لقلتُ أود أمتلكُ الجناحا

أطيرُ إليك يحملني سرورٌ
فأغدو عاشقًا ركِب الرياحا

أحبكَ يا وليفَ الروحِ دهرًا
فإنَّ العمرَ يفتقدُ البراحا.

بشرى المجيدي