Telegram Web Link
••
تكفيرُ الرافضةِ لمخالِفِيهم أكثَرُ مِن تكفيرِ الخوارجِ لمخالِفِيهم، واستباحةُ الرافضةِ لدم مخالِفِيهم أكثَرُ مِن استباحةِ الخوارجِ لدَمِ مخالِفِيهم، بل لا توجَدُ طائفةٌ تَنتسِبُ إلى الإسلامِ مِثلُ الرافضةِ في تكفيرِ المخالِفِ واستحلالِ دَمِهِ، ولكنَّهم لا يَفْعَلُون ذلك إلا إذا تَمَكَّنُوا؛ لجُبْنِهم، وأمَّا الخوارجُ فيَعْمَلُون بما يَعتقِدُون ولو لم يَتمكَّنوا؛ لشَجاعتِهم.

المغربية في شرح العقيدة القيروانية (صـ٢١٩.٢١٨)

www.tg-me.com/Tarifiabdulaziz
6👍1💯1
••
النفسُ المتعجِّلةُ: سريعةُ السآمةِ والمَلَلِ مِن طولِ النظرِ والتفكُّرِ في الأمور، وكذلك سريعةُ السآمةِ من المعايشةِ لحالٍ، وهذه غالبًا لا تُعطي العقلَ وقتًا لتفكُّرِه وتأمُّلِه، فتستعجلُه ليحكُمَ ويفعلَ، فتكونُ النفسُ مؤثرةً في عدمِ إحاطةِ العقلِ واستيعابِه للأمورِ، فيحكُمُ بقصورٍ ثم يعملُ بذلك، وتكونُ شدةُ العاقبةِ بحسَبِ كونِ أمثالِ تلك النفوسِ متبوعةً، فهذي تُهلِكُ نفسَها وغيرَها بمقدارِ مجازفتِها في الأمور العظيمةِ، والحكمةُ أن تسُوسَ العقولُ تلك النفوسَ، وتُوَطِّنَها على التراخي والحذرِ، وهذا يحتاجُ إلى مجاهدةٍ وصبرٍ، فهو من البلاءِ الذي يؤجَرُ عليه المُبتلَى به، ويعاقَبُ على القصورِ فيه بمقدارِ علمِه بتقصيرهِ في المجاهدةِ، فإن ما تجدُه تلك النفوسُ من الصبرِ والمصابَرةِ على بلاءِ طولِ التفكُّرِ والتأمل في الأمور وعواقبِها أيسَرُ عليها من البلاءِ الذي يَحِلُّ عليها وعلى غيرها من عجَلتِها في الحُكمِ والعملِ به، وكلما كانتِ العقولُ أكثر تابعًا في الناس، كانتْ حاجتها إلى الشورى أكثر من غيرها؛ حتى تسُوسَ تلك النفوسَ بعقولِ أصحابِها أنفسِهم؛ حتى تَتَّزِنَ وتقضيَ ثم تعملَ برويةٍ.

الفصل بين النفس والعقل (صـ٧٣)

www.tg-me.com/Tarifiabdulaziz
5👍2💯1
••
العملُ الصالِحُ يُنجِي الإنسانَ، ولو كان قليلًا مخلوطًا بعملِ سُوءٍ، وبدُونِهِ لا تتحقق النجاةُ؛ كما قال تعالى: ﴿وَآخَرونَ اعتَرَفوا بِذُنوبِهِم خَلَطوا عَمَلًا صالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَن يَتوبَ عَلَيهِم﴾.
والتوبةُ من الكُفْرِ لا بُدَّ أن يَتْبَعَها مع اعتقادِ القلبِ وقول اللسان عملُ الجوارح؛ كما في قولِهِ: ﴿إِلّا مَن تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صالِحًا فَأُولئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِم حَسَناتٍ﴾.

الخراسانية في شرح العقيدة الرازيين (صـ٨٧)

www.tg-me.com/Tarifiabdulaziz
5💯1
••
• ثبوت الخطأ في الماديات:
لا يُمكن أن تتعدد الحقيقة في الذات الواحدة فتكون صحيحة وخاطئة في الحالة الواحدة، والعقول يؤثر فيها الهوى الطفيف في إصابة الحق، فكُل قبيلة ترى نفسها الأَخْيَرَ والأتم، وهكذا رأي العالم في علمه، والبلدي في بلده، والمتدين في عقيدته، بينما الحقيقة واحدة والعقول تتباين في الشيء المحسوس من المعارف هذا التباين الكبير، فهي إذن في الغيبيات وأوامر التشريع الرباني كتابًا وسُنَّة أشد.
فإذا لم يتمكن مجموع العقل البشري من حد الحقيقة في نوعٍ معين من أنواع الحقائق المحسوسة المُشَاهَدة فهو في الغيبيات أكثر بعدًا، فكان هذا سر الإلزام بالانقياد لأوامر الله سبحانه دون قيد أو شرط، ﴿فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤمِنونَ حَتّى يُحَكِّموكَ فيما شَجَرَ بَينَهُم ثُمَّ لا يَجِدوا في أَنفُسِهِم حَرَجًا مِمّا قَضَيتَ وَيُسَلِّموا تَسليمًا﴾، سواءً وُجدت الحكمة المقصودة من الأمر أو لا، ويجب أن يعتقد أن الأوامر الشرعية موافقة للفطرة البشرية لا تحيد عنها، ولكن قد تتبدل الفطرة بكثرة العوارض الخاطئة عليها، ويَظن العقل أن الأمر الشرعي لا يُستساغ عقلًا وفطرة، وإنما هي الفطرة مبدلة بأحد أنواع التبديل دون أن يشعر؛ كحال جميع حواس الإنسان سمعًا وبصرًا وذوقًا وشمًا ولمسًا، وهذه منافذ المعرفة إلى العقل.

العقلية الليبرالية (صـ١٧٧.١٧٦)

www.tg-me.com/Tarifiabdulaziz
💯51
••
أكثرُ مَن يَفتَتِنُ بالخوارجِ: فبسبَبِ شجاعتِهم؛ فإنَّهم يقاتِلُونَ: إِما أن يَفْنَوْا أو يُفْنُوا، وبسبب انتصارِهم لكلِّ من تسلط عليه السلْطانُ، ولا يفرِّقُونَ بين مظلومٍ وغيرِ مظلومٍ، كما فعَلَ الأَزَارِقةُ حينَما كسَرُوا سِجْنَ البَصْرِةِ، فَلَحِقَ بهم من كان فيه وبايَعَهُمْ.
وهم أشد الناسِ توهُّمًا لنُصْرِةِ الدِّينِ والمظلومِ، ولا يُعِزُّونَ دِينًا، ولا ينصُرُونَ مظلومًا، وربما أَضَرُّوا بالدِّينِ والمظلوم؛ قال عاصمُ بن أبي النَّجُودِ في خارجِيٍّ: «واللهِ! ما أَعَزَّ هذا من دينٍ، ولا دفَعَ عن مظلومٍ!».

المغربية في شرح العقيدة القيروانية (صـ٢٢٠.٢١٩)
www.tg-me.com/Tarifiabdulaziz
👍7💯3
••
كلما كانتِ العقولُ أكثر تابعًا في الناس، كانتْ حاجتها إلى الشورى أكثر من غيرها؛ حتى تسُوسَ تلك النفوسَ بعقولِ أصحابِها أنفسِهم؛ حتى تَتَّزِنَ وتقضيَ ثم تعملَ برويةٍ.

الفصل بين النفس والعقل (صـ٧٣)

www.tg-me.com/Tarifiabdulaziz
💯5👍31
••
دخولُ العمل في الإيمانِ، وعدَمُ صِحَّةِ الإيمانِ إِلَّا به: دينُ جميعِ الأنبياءِ والرسلِ؛ كما قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذينَ آمَنوا وَالَّذينَ هادوا وَالنَّصارى وَالصّابِئينَ مَن آمَنَ بِاللَّهِ وَاليَومِ الآخِرِ وَعَمِلَ صالِحًا فَلَهُم أَجرُهُم عِندَ رَبِّهِم﴾.

الخراسانية في شرح العقيدة الرازيين (صـ٨٧)

www.tg-me.com/Tarifiabdulaziz
👍41💯1
💯31👍1
••
من اعتاد على شُرب الماء حارًا لا يستسيغه عند اعتداله، فضلًا عن برودته، ومن اعتاد بصره على الظلمة آلمه بصيص الضوء اليسير، وبقدر اعتياده على قوة الظلمة يؤلمه أشد نفس القدر المقابل من الضوء، وهكذا نور الحق مع ظلمة الجهل، وتوحيد الله مع الإشراك به، وهكذا في العقل المُبدل والفطرة المُبدَّلة، وما العقل إلا دار والحواس مداخله، ولا عبرة بدعاوى الناس أنهم لا يأخذون إلا القول الصحيح والفكر الناضج، فالضال يقول: لا أثبتُ بالعقل إلا معقولًا؛ كما لا أُثبت بالسمع إلا مسموعًا، ولا أُثبت بالبصر إلا مُبصَرًا، وهو يسبح في بحرالأوهام.

العقلية الليبرالية (صـ١٧٧)

www.tg-me.com/Tarifiabdulaziz
💯4👍2
••
اللهُ تعالى سمَّى مَن زعَمَ الاعتقادَ، ونطَقَ باللسان، لكنه ترَكَ الانقيادَ بالأركانِ، سمَّاه: متوليًا ومعرِضًا؛ كما في قوله تعالى: ﴿قُل إِن كُنتُم تُحِبّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعوني يُحبِبكُمُ اللَّهُ وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ ۝ قُل أَطيعُوا اللَّهَ وَالرَّسولَ فَإِن تَوَلَّوا فَإِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الكافِرينَ﴾، وقوله: ﴿أَلَم تَرَ إِلَى الَّذينَ أوتوا نَصيبًا مِنَ الكِتابِ يُدعَونَ إِلى كِتابِ اللَّهِ لِيَحكُمَ بَينَهُم ثُمَّ يَتَوَلّى فَريقٌ مِنهُم وَهُم مُعرِضونَ﴾، وقوله تعالى: ﴿وَأَطيعُوا اللَّهَ وَأَطيعُوا الرَّسولَ وَاحذَروا فَإِن تَوَلَّيتُم فَاعلَموا أَنَّما عَلى رَسولِنَا البَلاغُ المُبينُ﴾، وقوله: ﴿قُل أَطيعُوا اللَّهَ وَأَطيعُوا الرَّسولَ فَإِن تَوَلَّوا فَإِنَّما عَلَيهِ ما حُمِّلَ وَعَلَيكُم ما حُمِّلتُم﴾، وقوله: ﴿فَإِن تُطيعوا يُؤتِكُمُ اللَّهُ أَجرًا حَسَنًا وَإِن تَتَوَلَّوا كَما تَوَلَّيتُم مِن قَبلُ يُعَذِّبكُم عَذابًا أَليمًا﴾، وقوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا أَطيعُوا اللَّهَ وَرَسولَهُ وَلا تَوَلَّوا عَنهُ وَأَنتُم تَسمَعونَ﴾، وقوله: ﴿وَلَو عَلِمَ اللَّهُ فيهِم خَيرًا لَأَسمَعَهُم وَلَو أَسمَعَهُم لَتَوَلَّوا وَهُم مُعرِضونَ﴾.

الخراسانية في شرح العقيدة الرازيين (صـ٨٩)

www.tg-me.com/Tarifiabdulaziz
5💯2👍1
5👍4💯3😢1
••
الإنسان في نظرته المادية نفسها يُخطئ كثيرًا في معرفة موضع الصواب والخطأ، فالرجل عند البيع يختلف عنه عند الشراء، ففي كل له حظ نفسي يرى أنه أحق به لإشباع غريزة مادية له، وهكذا في الأفكار والمعاني لا يُنصف في نقدها، وإنما يُقومها غالبًا بحسب الحظ النفسي والغريزة الكامنة لديه، فهو يستعمل عبارة واحدة يختلف وزنها إن كانت له عن كونها لغيره، فإذا ضارب في سوق وكان مشتريًا، واشترى سلعة بثمن حسن لصالحه وسئل عن قيمتها يقول: اشتريتها بثمن جيد.
وإن كان بائعًا لها بثمن حسن قال: بعتها بثمن جيد، فجيِّدها بيعًا غير جيِّدها شراءً؛ لأن لفظة جيد في كلا الحالين لحظ نفسه هو، هكذا يقولها وهكذا تُفهَم منه!
وها أنت ترى آلاف البشر يتخاصمون ويتقاضون في حقوق ظاهرة، كل منهم يدعي أن الحق معه، ويقطع أنه مظلوم وغيره ظالم له، هذا في محسوسات محسوبات مُقدرات منشؤها الحس ومنتهاها الحس، فكيف بتلك الأذهان تُريد تقويم الأوامر الشرعية والأمور الغيبية التي لا يُدرِك الإنسان من عللها وحِكمها ومآلات منافعها إلا ما قام في نفسه الضعيفة، هذا إن أدرك.

العقلية الليبرالية (صـ١٧٨.١٧٧)

www.tg-me.com/Tarifiabdulaziz
👍32💯2
2025/10/24 05:43:27
Back to Top
HTML Embed Code: