••
الفراغُ مفتاحُ الضياع، والنفسُ إن لم تُشغل بالمَعالي انحرفت نحو مهاوي الباطل، أشدُّ ما يُبتلى به القلبُ تعلُّقٌ بلا أصل واتباعٌ بلا وجهة، يعيش صاحبه على سرابٍ يحسبه مورداً وهو هباء.
احفظ بوابة قلبك، فالمشاعرُ تكبرُ بما تُغذَّى، وتضمحلُّ بما يُقطع عنها، وهي بين ذلك تنبضُ أو تموت، ودنياك قنطرةٌ لآخرتك، فلا تُبددها في شوقٍ عقيم أو حنينٍ موجع، وإلا فالعذاب حاضرٌ وأيامك تَذهل عن غاياتك الكبرى.
••
الفراغُ مفتاحُ الضياع، والنفسُ إن لم تُشغل بالمَعالي انحرفت نحو مهاوي الباطل، أشدُّ ما يُبتلى به القلبُ تعلُّقٌ بلا أصل واتباعٌ بلا وجهة، يعيش صاحبه على سرابٍ يحسبه مورداً وهو هباء.
احفظ بوابة قلبك، فالمشاعرُ تكبرُ بما تُغذَّى، وتضمحلُّ بما يُقطع عنها، وهي بين ذلك تنبضُ أو تموت، ودنياك قنطرةٌ لآخرتك، فلا تُبددها في شوقٍ عقيم أو حنينٍ موجع، وإلا فالعذاب حاضرٌ وأيامك تَذهل عن غاياتك الكبرى.
••
❤90😢9👏8👌7👍6💔4
••
|• خواطر بلا صخب •|
• القضايا الكبرى لا تُقاس بحجم الانتصار اللحظي، بل بمدى قدرتها على خلق واقع أفضل. انتصارك في قضية ما ليس نهاية المطاف، بل هو بداية رحلة طويلة من الإصلاح والبناء؛ النصر المؤقت لا يضمن بقاء الحق، لكن الجهد المستمر يصنع الفرق.
• التاريخ يعلمنا أن الأمم لا تُبنى حين تنهار، بل حين تعيد تعريف نفسها أمام تلك الانهيارات، وأعظم الإنجازات تأتي من أشد المحن، وما يميز الناجين ليس أنهم تفادوا الضربات، بل أنهم تعلموا الوقوف بعدها.
• كثيرًا ما يخطئ الناس في فهم طبيعة البلاء؛ ينشغلون بالشكوى، ويهدرون وقتهم في تحليل الأسباب، وكأنَّ الحديث عنها سيعيد الأمور إلى نصابها، لكن خفايا البلاء تهدف إلى شيء أسمى: تنقية النفوس، واختبار الإرادة، وتهذيب الرغبات، وحسن معرفة الله.
• لا تُسلّم لعاصفة القلق التي تقتحم أجواء حياتك حين تتعقد الأمور، فالأزمات الكبرى ليست مكانًا للانهيار، بل للثبات المدروس، و إنما تضعف النفوس حين تظن أن الحلول تأتي دفعةً واحدة، بينما الواقع يعلمنا أن الأمور تُبنى لبنةً لبنة، ونَفَسًا بعد نَفَس.
• النقاشات حول من يتحمل المسؤولية في الأزمات الكبرى لا تكاد تنتهي، لكنها غالبًا لا تحرك ساكنًا، إذا كنت خارج دائرة الفعل المباشر، فدع النقد المُفرِط، وركّز على ما يمكنك أن تفعله لتحسين الوضع، و القضايا التي تستحق الدفاع عنها هي تلك التي تتجاوز لحظتها الزمنية.
• من أخطر ما يهدد القضايا الكبرى أن تتحول إلى مادة جدل، تضيع في التفاصيل الصغيرة وتنحرف عن مسارها الأصلي، والعاقل يرفع القضية الشريفة من وحل الخصومات.
• علينا أن نفرّق بين ما هو مقدور عليه وما هو خارج الإرادة. هناك أشياء عليك أن تواجهها، وأخرى عليك أن تسلّم بها، والقلق الزائد على أمور لا يمكنك تغييرها هو عبء إضافي على روحك التي تحتاجها صافيةً للعمل.
• الحلول العظيمة غالبًا تأتي من خطوات صغيرة متتابعة، أرجوك لا تُهلك نفسك بأنك لم تحقق النصر الكامل دفعةً واحدة، فالطريق إلى النجاح مليء بالمحاولات الصغيرة التي لا يراها أحد.
• الناس تركب سفينة الغالب دون دعوة، فالانتصار له لغة لا تحتاج إلى ترجمة، يقرأها الجميع ويتحركون وفقها بلا حاجة لإقناع، يا صاحبي القوة تملك الجاذبية، والناس تبع للغالب، يُقبلون عليه بالرضا أو بالاضطرار، كأنما النصر يُلقي في النفوس تصديقًا بسلامة الطريق.
• إن محاولة تغيير عقول خصومك أشبه بمحاولة إقناع الريح أن تغيّر اتجاهها، لا تضيع وقتك في كسب الجدال معهم؛ بل اعمل على خلق الواقع الذي يجعلهم يعيدون النظر، فالحقيقة التي يفرضها الواقع أقوى من أي بيان أو حجة.
• لا تتعجل في نشر رؤيتك أو حكمك على ما يجري، القضايا العميقة تحتاج إلى صبر وتأمل وتأنّي، والنصر الحقيقي ليس في إثبات صحة رأيك أمام الناس، بل في التأثير الفعلي على الواقع، و النصر هو أن ترى ميدانك يتغير للأفضل، لا أن ترى أعداد “الإعجاب” تتزايد، وإياك أن تقيس نجاحك في معالجة القضايا بعدد من وافقك أو صفق لك.
• وظيفة المصلحين ليست فقط في معالجة الواقع، بل في بناء الأساس الذي يمنع المشكلة من التكرار، و القضايا الكبرى لا تنتهي بالنصر الظاهر فقط، بل بترسيخ قيم تجعل ذلك النصر مستدامًا.
• الحكمة ليست في إدخال الجميع تحت رايتك، بل في تثبيت القلوب التي تؤمن بعدالة قضيتك وتستعد للتضحية من أجلها، فالناس يميلون حيث تميل الريح، لكن الثابتون هم من يغيرون مجرى التاريخ.
• العمل الجماعي هو روح النجاح في القضايا العظيمة، لكن العمل الجماعي لا يعني ذوبان الهوية الفردية. اعمل مع فريقك، لكن لا تفقد بصمتك ورؤيتك الخاصة، فالانسجام لا يعني التطابق.
• الحقيقة أن لكل قضية مناصرين من نوعين: من يتحمس في البداية ويخبو عند أول عثرة، ومن يبقى ثابتًا مهما تكاثرت عليه الخطوب، و القضايا العظيمة تحتاج النوع الثاني؛ لأن الحماس وحده لا يصنع التاريخ، لكن الصبر والعمل يكتبان كل شيء.
• من أصعب ما تواجهه القضايا العادلة أن بعض أتباعها يسيئون لها أكثر من خصومها. الخطاب العاطفي غير الناضج، والتصرفات المندفعة، قد تشوه القضية أكثر من حجج أعدائها. كن واعيًا بأنك تمثل القضية التي تؤمن بها، وكل خطوة منك إما أن ترفعها أو تهدمها.
• التفاؤل في معالجة القضايا ليس رفاهية، بل ضرورة، و القلوب المثقلة باليأس لا تقود الأمم.
• اللهم ارزقنا البصيرة في قضايانا، والعزيمة على نصرة الحق، والرحمة في التعامل مع الناس، ولا تجعلنا ممن يشغلهم الجدال عن العمل، أو يفتنهم النصر عن الشكر، أو يخذلهم الإخفاق عن المثابرة.
- توّاق
••
|• خواطر بلا صخب •|
• القضايا الكبرى لا تُقاس بحجم الانتصار اللحظي، بل بمدى قدرتها على خلق واقع أفضل. انتصارك في قضية ما ليس نهاية المطاف، بل هو بداية رحلة طويلة من الإصلاح والبناء؛ النصر المؤقت لا يضمن بقاء الحق، لكن الجهد المستمر يصنع الفرق.
• التاريخ يعلمنا أن الأمم لا تُبنى حين تنهار، بل حين تعيد تعريف نفسها أمام تلك الانهيارات، وأعظم الإنجازات تأتي من أشد المحن، وما يميز الناجين ليس أنهم تفادوا الضربات، بل أنهم تعلموا الوقوف بعدها.
• كثيرًا ما يخطئ الناس في فهم طبيعة البلاء؛ ينشغلون بالشكوى، ويهدرون وقتهم في تحليل الأسباب، وكأنَّ الحديث عنها سيعيد الأمور إلى نصابها، لكن خفايا البلاء تهدف إلى شيء أسمى: تنقية النفوس، واختبار الإرادة، وتهذيب الرغبات، وحسن معرفة الله.
• لا تُسلّم لعاصفة القلق التي تقتحم أجواء حياتك حين تتعقد الأمور، فالأزمات الكبرى ليست مكانًا للانهيار، بل للثبات المدروس، و إنما تضعف النفوس حين تظن أن الحلول تأتي دفعةً واحدة، بينما الواقع يعلمنا أن الأمور تُبنى لبنةً لبنة، ونَفَسًا بعد نَفَس.
• النقاشات حول من يتحمل المسؤولية في الأزمات الكبرى لا تكاد تنتهي، لكنها غالبًا لا تحرك ساكنًا، إذا كنت خارج دائرة الفعل المباشر، فدع النقد المُفرِط، وركّز على ما يمكنك أن تفعله لتحسين الوضع، و القضايا التي تستحق الدفاع عنها هي تلك التي تتجاوز لحظتها الزمنية.
• من أخطر ما يهدد القضايا الكبرى أن تتحول إلى مادة جدل، تضيع في التفاصيل الصغيرة وتنحرف عن مسارها الأصلي، والعاقل يرفع القضية الشريفة من وحل الخصومات.
• علينا أن نفرّق بين ما هو مقدور عليه وما هو خارج الإرادة. هناك أشياء عليك أن تواجهها، وأخرى عليك أن تسلّم بها، والقلق الزائد على أمور لا يمكنك تغييرها هو عبء إضافي على روحك التي تحتاجها صافيةً للعمل.
• الحلول العظيمة غالبًا تأتي من خطوات صغيرة متتابعة، أرجوك لا تُهلك نفسك بأنك لم تحقق النصر الكامل دفعةً واحدة، فالطريق إلى النجاح مليء بالمحاولات الصغيرة التي لا يراها أحد.
• الناس تركب سفينة الغالب دون دعوة، فالانتصار له لغة لا تحتاج إلى ترجمة، يقرأها الجميع ويتحركون وفقها بلا حاجة لإقناع، يا صاحبي القوة تملك الجاذبية، والناس تبع للغالب، يُقبلون عليه بالرضا أو بالاضطرار، كأنما النصر يُلقي في النفوس تصديقًا بسلامة الطريق.
• إن محاولة تغيير عقول خصومك أشبه بمحاولة إقناع الريح أن تغيّر اتجاهها، لا تضيع وقتك في كسب الجدال معهم؛ بل اعمل على خلق الواقع الذي يجعلهم يعيدون النظر، فالحقيقة التي يفرضها الواقع أقوى من أي بيان أو حجة.
• لا تتعجل في نشر رؤيتك أو حكمك على ما يجري، القضايا العميقة تحتاج إلى صبر وتأمل وتأنّي، والنصر الحقيقي ليس في إثبات صحة رأيك أمام الناس، بل في التأثير الفعلي على الواقع، و النصر هو أن ترى ميدانك يتغير للأفضل، لا أن ترى أعداد “الإعجاب” تتزايد، وإياك أن تقيس نجاحك في معالجة القضايا بعدد من وافقك أو صفق لك.
• وظيفة المصلحين ليست فقط في معالجة الواقع، بل في بناء الأساس الذي يمنع المشكلة من التكرار، و القضايا الكبرى لا تنتهي بالنصر الظاهر فقط، بل بترسيخ قيم تجعل ذلك النصر مستدامًا.
• الحكمة ليست في إدخال الجميع تحت رايتك، بل في تثبيت القلوب التي تؤمن بعدالة قضيتك وتستعد للتضحية من أجلها، فالناس يميلون حيث تميل الريح، لكن الثابتون هم من يغيرون مجرى التاريخ.
• العمل الجماعي هو روح النجاح في القضايا العظيمة، لكن العمل الجماعي لا يعني ذوبان الهوية الفردية. اعمل مع فريقك، لكن لا تفقد بصمتك ورؤيتك الخاصة، فالانسجام لا يعني التطابق.
• الحقيقة أن لكل قضية مناصرين من نوعين: من يتحمس في البداية ويخبو عند أول عثرة، ومن يبقى ثابتًا مهما تكاثرت عليه الخطوب، و القضايا العظيمة تحتاج النوع الثاني؛ لأن الحماس وحده لا يصنع التاريخ، لكن الصبر والعمل يكتبان كل شيء.
• من أصعب ما تواجهه القضايا العادلة أن بعض أتباعها يسيئون لها أكثر من خصومها. الخطاب العاطفي غير الناضج، والتصرفات المندفعة، قد تشوه القضية أكثر من حجج أعدائها. كن واعيًا بأنك تمثل القضية التي تؤمن بها، وكل خطوة منك إما أن ترفعها أو تهدمها.
• التفاؤل في معالجة القضايا ليس رفاهية، بل ضرورة، و القلوب المثقلة باليأس لا تقود الأمم.
• اللهم ارزقنا البصيرة في قضايانا، والعزيمة على نصرة الحق، والرحمة في التعامل مع الناس، ولا تجعلنا ممن يشغلهم الجدال عن العمل، أو يفتنهم النصر عن الشكر، أو يخذلهم الإخفاق عن المثابرة.
- توّاق
••
❤33👍15👌7🔥4👏2
••
سيطاردك لاحقًا هذا الوقت المُهدر الآن بحجة الفرص المنتظرة، سيطرق باب ليلك ذات مساء ندم لاذع؛ لذلك.. أعد النظر يا صاحبي.
••
سيطاردك لاحقًا هذا الوقت المُهدر الآن بحجة الفرص المنتظرة، سيطرق باب ليلك ذات مساء ندم لاذع؛ لذلك.. أعد النظر يا صاحبي.
••
❤60💔31👍7🕊2👌1
••
أحياناً.. لا تكشف الشدائد خفايا النفوس كما تفعل النعم والعطايا، فالصادق في عزيمته لا يلين، والواهن فيها تراه يتبدل مع الريح كلما هبت، وهل يُعرف الكريم إلا إذا هبت عليه ريح النعيم فتجاوز الغرور، أو ضاقت عليه الدنيا فثبت قلبه على عزيمته؟ والمحن والعطايا سواء، لا تظهران في المرء جديداً، بل ترفعان الغطاء عما كان مستوراً في نفسه.
ومن بين هؤلاء وهؤلاء، لا يميز إلا القلة التي تصبر، فثبتت في كلتا الحالين على مبدأ راسخ: لا تستهويها النعمة ولا تهزها المحنة.
••
أحياناً.. لا تكشف الشدائد خفايا النفوس كما تفعل النعم والعطايا، فالصادق في عزيمته لا يلين، والواهن فيها تراه يتبدل مع الريح كلما هبت، وهل يُعرف الكريم إلا إذا هبت عليه ريح النعيم فتجاوز الغرور، أو ضاقت عليه الدنيا فثبت قلبه على عزيمته؟ والمحن والعطايا سواء، لا تظهران في المرء جديداً، بل ترفعان الغطاء عما كان مستوراً في نفسه.
ومن بين هؤلاء وهؤلاء، لا يميز إلا القلة التي تصبر، فثبتت في كلتا الحالين على مبدأ راسخ: لا تستهويها النعمة ولا تهزها المحنة.
••
❤51👍12
••
مما يُلفت النظر اليوم أن ما كان يُستثقل النطق به في واقع الناس، وما كان يتعثر في الخروج من الأفواه في اللقاءات، أصبح يُباح بكل سهولة عبر لوحة المفاتيح، وربما ذاب الحياء أو توارى تحت غطاء الحروف المكتوبة، فصار للبوح وجهان: وجه في الواقع حييٌّ، وآخر خلف الشاشة جريءٌ، و كأنما الحروف حين تخرج من الأصابع تفقد رهبتها، وحين تخرج من اللسان تعظم هيبتها.
••
مما يُلفت النظر اليوم أن ما كان يُستثقل النطق به في واقع الناس، وما كان يتعثر في الخروج من الأفواه في اللقاءات، أصبح يُباح بكل سهولة عبر لوحة المفاتيح، وربما ذاب الحياء أو توارى تحت غطاء الحروف المكتوبة، فصار للبوح وجهان: وجه في الواقع حييٌّ، وآخر خلف الشاشة جريءٌ، و كأنما الحروف حين تخرج من الأصابع تفقد رهبتها، وحين تخرج من اللسان تعظم هيبتها.
••
❤35👍7👌7😢4
••
الإنسان كائن متحدث بطبيعته، حتى في صمته، هناك وجوه تنطق بألف معنى دون أن تنبس ببنت شفة، وكأن ملامحها تحمل رسائل مستترة، ولوجوهها لغة أبلغ من كل بيان، تلك إشارات خفية تكشف عمّا يختبئ في نفسها، تدركها القلوب الواعية لا الآذان الصاغية، صدقني بعضهم لا يتحدث، لكن ملامحه تكاد تكون ثرثارة.
••
الإنسان كائن متحدث بطبيعته، حتى في صمته، هناك وجوه تنطق بألف معنى دون أن تنبس ببنت شفة، وكأن ملامحها تحمل رسائل مستترة، ولوجوهها لغة أبلغ من كل بيان، تلك إشارات خفية تكشف عمّا يختبئ في نفسها، تدركها القلوب الواعية لا الآذان الصاغية، صدقني بعضهم لا يتحدث، لكن ملامحه تكاد تكون ثرثارة.
••
❤51👌8💔5👍3😢3🕊3😁1
••
أن تكون طالب علم في زمن قوقل
• أن تكون طالب علم في زمن قوقل يعني أن تعيش وسط ثورة معلوماتية لا مثيل لها، حيث المعلومة حاضرة على مسافة نقرة، والكتاب أصبح في متناول يدك قبل أن تطلبه، لكن هذه الوفرة ليست نعمة خالصة، بل ساحة فوضى حقيقية؛ المشقة ليست في الوصول إلى المعلومة، بل على انتزاع الحقيقة من بين ركام الأقوال والأوهام.
• أن تكون طالب علم في هذا الزمن يعني أن تواجه سطوة السرعة؛ أن تحارب وهمًا يتلبس كثيرين ممن يظنون أن استعراض المعلومة يكافئ فهمها، وأن تدرك أن طريق العلم ليس سيلًا متدفقًا من "روابط مختصرة"، بل هو جهد مستمر بين أرفف الكتب، ومجالس العلماء، وتحقيق المخطوطات.
• أن تكون طالب علم يعني أن تفهم أن "قوقل" قد قرّب لنا المعلومة، لكنه جعل الحقيقة أكثر بُعدًا. أن تكون طالب علم يعني أن تكون ناقدًا للمعلومة قبل أن تكون جامعًا لها، وصانعًا لفهمك الخاص بدل أن تكون ناقلًا لفهم غيرك، أن تحمل عبء أمانة العلم في عصر ضجّ بكل صوت، وضعف فيه السكون.
• أن تكون طالب علم في هذا الزمن يعني أن تُجاهد نفسك لتترك "العقلية الاستهلاكية" التي تكتفي بالمقتطفات والعناوين، وتتبنى "العقلية البحثية" التي تتعمق في النصوص وتناقشها بعقل ناقد وروح متدبرة، قد تتفق معي أن هذا الزمن، لم تعد المشكلة في الجهل، بل في الوهم الذي يصنعه "نصف العلم" هو ذلك الشعور بأنك أصبحت خبيرًا في موضوعٍ ما لأنك قرأت مقالًا من 300 كلمة على مدونة مجهولة المصدر، ثم تنهار أمام سؤال بسيط: "طيب، كيف؟". فجأةً، تتحول الثقة إلى صمتٍ مُطبق، كأنك أدركت أنك قفزت من قمة جبل دون مظلة، أو مثل صاحبنا الذي قرأ كتاب "كيف تصبح فقيهًا في خمس خطوات"، بينما الحقيقة أن أقرب خطوة لك هي السقوط في قاع الجهل!
• أن تكون طالب علم في زمن قوقل يعني أن تواجه تحديًا مضاعفًا؛ أن تميز بين المعلومة الصحيحة والزيف المتنكر، أن تتجاوز سطحية الإجابات إلى عمق الفهم والتحليل، ولم تعد الكتب وحدها ساحة العلم، بل أصبح عليك أن تكون باحثًا عن الحقيقة وسط زحام التناقضات.
• أن تكون طالب علم في زمن قوقل يعني أن تتساءل أكثر مما تجيب، أن تدرك أن العالم اليوم أغرقنا بالإجابات السطحية، لكنه سلبنا قدرة التساؤل العميق، وأن تدرك أن البحث عن السؤال الصحيح هو الخطوة الأولى نحو الفهم السليم.
• أن تكون طالب علم في زمن قوقل يعني أن تختار المعاناة؛ معاناة قراءة كتاب كامل في زمن الملخصات، ومعاناة السؤال في زمن الإجابات الجاهزة، لكنك تدرك أن هذه المعاناة هي التي تصقل فكرك، وتثبت قدميك، وتجعل علمك يرسخ كالجبال.
• أن تكون طالب علم يعني أن تُعيد للعلم هيبته في زمن انقلبت فيه الموازين، أيّ تعيد الاعتبار لمجالس العلماء، ولصفحات الكتب، وللجلسات الطويلة التي تغوص فيها في مسألة واحدة، في زمن بات فيه كل شيء سريعًا، لكن بلا عمق. بمعنى أن تُدافع عن روح التعلم التقليدية وسط السطوة الرقمية، أن تحافظ على قيمة الكتاب الورقي، وقدسية مجلس العالم، وأثر المناقشات العلمية المتأنية التي تصقل الفكر وتفتح المدارك.
• أن تكون طالب علم يعني أن تختار طريقًا مليئًا بالصبر والتأمل والشوك، لأن العلم ليس في أعداد المراجع التي قرأتها، بل في المعاني التي فقهتها، وفي الأثر الذي تركته، وفي الحقيقة التي تمسكت بها رغم كل زخرف يُقال.
• أن تكون طالب علم في زمن قوقل يعني أن تعيش معركة داخلية بين الإنجاز السريع والصبر الطويل، بين الاجتهاد الذي يثري عقلك وراحة النقرات السريعة التي تُخدّرك بوهم الإنجاز. مما لا أشك فيه أن هذا الزمن يسهل فيه جمع المعلومات، لكن يصعب فيه بناء الفكر، لأن الحقيقة تتطلب أكثر من ذاكرة متخمة. هي تحتاج إلى عقل يوازن، وقلب يستبصر، وروح تدرك أن العلم عبادة قبل أن يكون معلومة.
• أن تطلب العلم اليوم يعني أن تُعيد الاعتبار لمبدأ التأصيل قبل التفصيل، أن تدرك أن الفروع لا قيمة لها إن لم تُبنى على أصول راسخة. أن تعيش مع النصوص الكبرى لا المقتطفات السريعة، والحق إن زمن قوقل علّم الكثيرين أن يحفظوا، لكنه جعل القليلين يفهمون، لأن السرعة قتلت التمهل، والاستعراض أبعد عن التأمل.
• أن تكون طالب علم في زمن قوقل يعني أن تُوازن بين حاجتين متناقضتين: السرعة التي تفرضها التقنية، والتأني الذي يحتاجه العلم. المعلومة قد تصل إليك في ثوانٍ، لكن أثر العلم يحتاج إلى سنوات.
• أن تطلب العلم اليوم يعني أن تحمي وقتك وعقلك من هذا التدفق الهائل للمعلومات. أن تمتلك الشجاعة لتقول: "لا أحتاج هذا"، و"هذا لا يفيدني"، وأن تُمارس فن الانتقاء والاستغناء. أن تقول "لا" يعني أن تُمارس حقك الشرعي في الانسحاب من حفلة ضياع الأوقات الرقمية.
••
أن تكون طالب علم في زمن قوقل
• أن تكون طالب علم في زمن قوقل يعني أن تعيش وسط ثورة معلوماتية لا مثيل لها، حيث المعلومة حاضرة على مسافة نقرة، والكتاب أصبح في متناول يدك قبل أن تطلبه، لكن هذه الوفرة ليست نعمة خالصة، بل ساحة فوضى حقيقية؛ المشقة ليست في الوصول إلى المعلومة، بل على انتزاع الحقيقة من بين ركام الأقوال والأوهام.
• أن تكون طالب علم في هذا الزمن يعني أن تواجه سطوة السرعة؛ أن تحارب وهمًا يتلبس كثيرين ممن يظنون أن استعراض المعلومة يكافئ فهمها، وأن تدرك أن طريق العلم ليس سيلًا متدفقًا من "روابط مختصرة"، بل هو جهد مستمر بين أرفف الكتب، ومجالس العلماء، وتحقيق المخطوطات.
• أن تكون طالب علم يعني أن تفهم أن "قوقل" قد قرّب لنا المعلومة، لكنه جعل الحقيقة أكثر بُعدًا. أن تكون طالب علم يعني أن تكون ناقدًا للمعلومة قبل أن تكون جامعًا لها، وصانعًا لفهمك الخاص بدل أن تكون ناقلًا لفهم غيرك، أن تحمل عبء أمانة العلم في عصر ضجّ بكل صوت، وضعف فيه السكون.
• أن تكون طالب علم في هذا الزمن يعني أن تُجاهد نفسك لتترك "العقلية الاستهلاكية" التي تكتفي بالمقتطفات والعناوين، وتتبنى "العقلية البحثية" التي تتعمق في النصوص وتناقشها بعقل ناقد وروح متدبرة، قد تتفق معي أن هذا الزمن، لم تعد المشكلة في الجهل، بل في الوهم الذي يصنعه "نصف العلم" هو ذلك الشعور بأنك أصبحت خبيرًا في موضوعٍ ما لأنك قرأت مقالًا من 300 كلمة على مدونة مجهولة المصدر، ثم تنهار أمام سؤال بسيط: "طيب، كيف؟". فجأةً، تتحول الثقة إلى صمتٍ مُطبق، كأنك أدركت أنك قفزت من قمة جبل دون مظلة، أو مثل صاحبنا الذي قرأ كتاب "كيف تصبح فقيهًا في خمس خطوات"، بينما الحقيقة أن أقرب خطوة لك هي السقوط في قاع الجهل!
• أن تكون طالب علم في زمن قوقل يعني أن تواجه تحديًا مضاعفًا؛ أن تميز بين المعلومة الصحيحة والزيف المتنكر، أن تتجاوز سطحية الإجابات إلى عمق الفهم والتحليل، ولم تعد الكتب وحدها ساحة العلم، بل أصبح عليك أن تكون باحثًا عن الحقيقة وسط زحام التناقضات.
• أن تكون طالب علم في زمن قوقل يعني أن تتساءل أكثر مما تجيب، أن تدرك أن العالم اليوم أغرقنا بالإجابات السطحية، لكنه سلبنا قدرة التساؤل العميق، وأن تدرك أن البحث عن السؤال الصحيح هو الخطوة الأولى نحو الفهم السليم.
• أن تكون طالب علم في زمن قوقل يعني أن تختار المعاناة؛ معاناة قراءة كتاب كامل في زمن الملخصات، ومعاناة السؤال في زمن الإجابات الجاهزة، لكنك تدرك أن هذه المعاناة هي التي تصقل فكرك، وتثبت قدميك، وتجعل علمك يرسخ كالجبال.
• أن تكون طالب علم يعني أن تُعيد للعلم هيبته في زمن انقلبت فيه الموازين، أيّ تعيد الاعتبار لمجالس العلماء، ولصفحات الكتب، وللجلسات الطويلة التي تغوص فيها في مسألة واحدة، في زمن بات فيه كل شيء سريعًا، لكن بلا عمق. بمعنى أن تُدافع عن روح التعلم التقليدية وسط السطوة الرقمية، أن تحافظ على قيمة الكتاب الورقي، وقدسية مجلس العالم، وأثر المناقشات العلمية المتأنية التي تصقل الفكر وتفتح المدارك.
• أن تكون طالب علم يعني أن تختار طريقًا مليئًا بالصبر والتأمل والشوك، لأن العلم ليس في أعداد المراجع التي قرأتها، بل في المعاني التي فقهتها، وفي الأثر الذي تركته، وفي الحقيقة التي تمسكت بها رغم كل زخرف يُقال.
• أن تكون طالب علم في زمن قوقل يعني أن تعيش معركة داخلية بين الإنجاز السريع والصبر الطويل، بين الاجتهاد الذي يثري عقلك وراحة النقرات السريعة التي تُخدّرك بوهم الإنجاز. مما لا أشك فيه أن هذا الزمن يسهل فيه جمع المعلومات، لكن يصعب فيه بناء الفكر، لأن الحقيقة تتطلب أكثر من ذاكرة متخمة. هي تحتاج إلى عقل يوازن، وقلب يستبصر، وروح تدرك أن العلم عبادة قبل أن يكون معلومة.
• أن تطلب العلم اليوم يعني أن تُعيد الاعتبار لمبدأ التأصيل قبل التفصيل، أن تدرك أن الفروع لا قيمة لها إن لم تُبنى على أصول راسخة. أن تعيش مع النصوص الكبرى لا المقتطفات السريعة، والحق إن زمن قوقل علّم الكثيرين أن يحفظوا، لكنه جعل القليلين يفهمون، لأن السرعة قتلت التمهل، والاستعراض أبعد عن التأمل.
• أن تكون طالب علم في زمن قوقل يعني أن تُوازن بين حاجتين متناقضتين: السرعة التي تفرضها التقنية، والتأني الذي يحتاجه العلم. المعلومة قد تصل إليك في ثوانٍ، لكن أثر العلم يحتاج إلى سنوات.
• أن تطلب العلم اليوم يعني أن تحمي وقتك وعقلك من هذا التدفق الهائل للمعلومات. أن تمتلك الشجاعة لتقول: "لا أحتاج هذا"، و"هذا لا يفيدني"، وأن تُمارس فن الانتقاء والاستغناء. أن تقول "لا" يعني أن تُمارس حقك الشرعي في الانسحاب من حفلة ضياع الأوقات الرقمية.
••
❤59👍18👌7🔥5👏5🤩4
••
لأي اقتراح أو توصية أو نصيحة أو استفسار أو تصحيح، يسعدني ويسرني سماع رأيكم بصراحة وشفافية بدون أي مجاملة أو احترازات.
📮صدى حروفكم هنا | @twaaq22Bot |
🔆 وهنا من دون ظهور هوية المرسل |
tellonym.me/user.Twaaq2
••
لأي اقتراح أو توصية أو نصيحة أو استفسار أو تصحيح، يسعدني ويسرني سماع رأيكم بصراحة وشفافية بدون أي مجاملة أو احترازات.
📮صدى حروفكم هنا | @twaaq22Bot |
tellonym.me/user.Twaaq2
••
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
❤16👍11
••
كلما كان المرء جسوراً في التخلي، اقترب من مجد الحرية، ومن دلائل النضج عندي القدرة على الترك، والحر طليق من أثقال الدنيـــا.
••
كلما كان المرء جسوراً في التخلي، اقترب من مجد الحرية، ومن دلائل النضج عندي القدرة على الترك، والحر طليق من أثقال الدنيـــا.
••
❤54🕊11👍9
••
كل تراشق إعلامي علمي يجر خلفه قافلة من الاتهامات الطفولية، بينما تتيه عقول المتابعين في عواصف الجدل العقيم، ولا يبقى لهم سوى غبار الكلمات.
••
كل تراشق إعلامي علمي يجر خلفه قافلة من الاتهامات الطفولية، بينما تتيه عقول المتابعين في عواصف الجدل العقيم، ولا يبقى لهم سوى غبار الكلمات.
••
❤19👌9👍5
••
|• الممحاة الروحية •|
كل الاحترام لتلك الممحاة التي تمحو زلاتنا، ولأبواب الطوارئ التي تمنحنا فرصة للهروب عند الضرورة، وللاستقالة التي تتيح لنا التراجع بكرامة، ولخصائص الحذف التي تسمح لنا بإعادة الكتابة من جديد. كل فكرة تمنح الإنسان حق التراجع والانسحاب تستحق التقدير، لأنها تعي جيدًا تناقضات الفرد، وتشتته، وطبيعة أرواحنا التي تبقى دومًا متأرجحة بين الندم والأمل.
والتوبة في الإسلام كذلك، نبعٌ صافٍ تنبعث منه أرواحنا كلما أثقلتها الذنوب، فتعود إلى نقائها الأول كما خلقها الله. وهي النداء الخفي الذي يتردد في أعماق كل قلب مؤمن، يذكره بأنه لا يزال على درب الرحمة، مهما ضلت خطاه وتعثرت في ظلمات الخطايا. وكما قال ابن تيمية: "فإنّ العبدَ إنما يعودُ إلى الذنب لبقايا في نفسه، فمتى خرج من قلبه الشبهة والشهوة لم يَعُد إلى الذنب. فهذه التوبة النصوح" [جامع المسائل (المجموعة السابعة/ ٢٨٠)].
التوبة ليست مجرد كلمة تُقال أو فعل يُرتكب على عجل، بل هي رحلة طويلة من الصدق مع النفس، واستشعار الندم، وعزم أكيد على ألا نعود إلى ما كان. واستيقاظ الروح بعد سباتها، وعودتها إلى فطرتها النقية. وقد ذكر ابن أبي الدنيا في مصنفه "التوبة" عن عون بن عبد الله -رحمه الله-: "اهتمام العبد بذنبه داعٍ إلى تركه، وندمه عليه مفتاحٌ لتوبته، ولا يزال العبد يهتمّ بالذنب يصيبه حتّى يكون أنفع له من بعض حسناته" [التوبة، ابن أبي الدنيا (١٣٨)].
أي نفس تلك التي لا تتوق إلى التوبة؟ وأي قلب لا يشتاق إلى سكينة الصفح؟ كل توبة هي كسر لقيد أتعب الروح وكبّل النفس. وكما يقول الشنقيطي في كتابه "العذب النمير": "التوبة إلى الله واجبة بإجماع المسلمين، وتأخيرها ذنب يحتاج إلى توبة، والله أمر بها أمراً صارماً بقوله: ﴿وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾" [العذب النمير للشنقيطي: ١/٢٩٨].
••
|• الممحاة الروحية •|
كل الاحترام لتلك الممحاة التي تمحو زلاتنا، ولأبواب الطوارئ التي تمنحنا فرصة للهروب عند الضرورة، وللاستقالة التي تتيح لنا التراجع بكرامة، ولخصائص الحذف التي تسمح لنا بإعادة الكتابة من جديد. كل فكرة تمنح الإنسان حق التراجع والانسحاب تستحق التقدير، لأنها تعي جيدًا تناقضات الفرد، وتشتته، وطبيعة أرواحنا التي تبقى دومًا متأرجحة بين الندم والأمل.
والتوبة في الإسلام كذلك، نبعٌ صافٍ تنبعث منه أرواحنا كلما أثقلتها الذنوب، فتعود إلى نقائها الأول كما خلقها الله. وهي النداء الخفي الذي يتردد في أعماق كل قلب مؤمن، يذكره بأنه لا يزال على درب الرحمة، مهما ضلت خطاه وتعثرت في ظلمات الخطايا. وكما قال ابن تيمية: "فإنّ العبدَ إنما يعودُ إلى الذنب لبقايا في نفسه، فمتى خرج من قلبه الشبهة والشهوة لم يَعُد إلى الذنب. فهذه التوبة النصوح" [جامع المسائل (المجموعة السابعة/ ٢٨٠)].
التوبة ليست مجرد كلمة تُقال أو فعل يُرتكب على عجل، بل هي رحلة طويلة من الصدق مع النفس، واستشعار الندم، وعزم أكيد على ألا نعود إلى ما كان. واستيقاظ الروح بعد سباتها، وعودتها إلى فطرتها النقية. وقد ذكر ابن أبي الدنيا في مصنفه "التوبة" عن عون بن عبد الله -رحمه الله-: "اهتمام العبد بذنبه داعٍ إلى تركه، وندمه عليه مفتاحٌ لتوبته، ولا يزال العبد يهتمّ بالذنب يصيبه حتّى يكون أنفع له من بعض حسناته" [التوبة، ابن أبي الدنيا (١٣٨)].
أي نفس تلك التي لا تتوق إلى التوبة؟ وأي قلب لا يشتاق إلى سكينة الصفح؟ كل توبة هي كسر لقيد أتعب الروح وكبّل النفس. وكما يقول الشنقيطي في كتابه "العذب النمير": "التوبة إلى الله واجبة بإجماع المسلمين، وتأخيرها ذنب يحتاج إلى توبة، والله أمر بها أمراً صارماً بقوله: ﴿وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾" [العذب النمير للشنقيطي: ١/٢٩٨].
••
❤39👍10😢1
••
ما أكثر ما ترى عند طلاب العلم والباحثين بواكير أفكار تُزهر على الورق في شكل مسودات لكتب أو مؤلفات، عناوينها مرسومة، وأبوابها محددة، وشواهدها متناثرة هنا وهناك، لكنها كالبذور المدفونة، لم تُسق بعد بماء العزم، ولم تلامسها شمس الإنجاز، تمضي عليها السنون، وهي في رفوف النسيان، كأنها تنتظر عهدًا لن يأتي، ووعدًا لن يُوفى به.
والسبب؟ أن فضول النفس بألوانه المتعددة قد وجد في الأوقات طريقه، فضول النوم يسلبها ليلها، وفضول الطعام والشراب يُشاركها نهارها، وفضول الترفيه يُبدد أوقاتها، وفضول الخلطة والحديث يُفرغها من جوهرها، كيف لمن شُغلت أيامه بصغائر الأمور أن يجد ساعة ينفخ فيها الروح لمشروعه؟
وهكذا ترى في نفوس كثير من الناس شُعبًا من الخير كامنة، وفي عزائمهم مشاريع وأفكار تشع أملاً وإبداعًا، لكنها تظل حبيسة النوايا، عالقة في رحم “المشروع”، تنتظر يومًا لا يأتي، وعزمًا لم يولد.
••
ما أكثر ما ترى عند طلاب العلم والباحثين بواكير أفكار تُزهر على الورق في شكل مسودات لكتب أو مؤلفات، عناوينها مرسومة، وأبوابها محددة، وشواهدها متناثرة هنا وهناك، لكنها كالبذور المدفونة، لم تُسق بعد بماء العزم، ولم تلامسها شمس الإنجاز، تمضي عليها السنون، وهي في رفوف النسيان، كأنها تنتظر عهدًا لن يأتي، ووعدًا لن يُوفى به.
والسبب؟ أن فضول النفس بألوانه المتعددة قد وجد في الأوقات طريقه، فضول النوم يسلبها ليلها، وفضول الطعام والشراب يُشاركها نهارها، وفضول الترفيه يُبدد أوقاتها، وفضول الخلطة والحديث يُفرغها من جوهرها، كيف لمن شُغلت أيامه بصغائر الأمور أن يجد ساعة ينفخ فيها الروح لمشروعه؟
وهكذا ترى في نفوس كثير من الناس شُعبًا من الخير كامنة، وفي عزائمهم مشاريع وأفكار تشع أملاً وإبداعًا، لكنها تظل حبيسة النوايا، عالقة في رحم “المشروع”، تنتظر يومًا لا يأتي، وعزمًا لم يولد.
••
❤27😢10👌5😭5👍2
لم_يقع_الإنسان_في_الذنب_مع_علمه_بعواقبه؟_١.pdf
340.9 KB
-
• لمِ يقع الإنسان في الذنب مع علمه بُقبح عواقبه؟
• ابن الجوزي
٥ صفحات 📑 تستحق القراءة
-
• لمِ يقع الإنسان في الذنب مع علمه بُقبح عواقبه؟
• ابن الجوزي
٥ صفحات 📑 تستحق القراءة
-
❤26👍12
•| حياةٌ مضاعفة |•
من أسرار السنن الإلهية في الحياة أن المرء لا يُدرك تمام وجوده إلا حين يتجاوز ذاته، والإنسان كلما حبس نفسه داخل حدود ذاته، ضاق عليه العالمُ الذي يعيش فيه، ولو اتسعت آفاقه الجغرافية، وكلما حَبس نفسه داخل أسوار الأنا، فلا يرى سوى حاجاته ولا يسمع إلا صوته. ثم نجد أن الإنسان في انكفائه على ذاته يعيش عُمرًا واحدًا، يغرق في بِركة ضحلة من اهتماماته الذاتية، بينما نهر الحياة يتدفق بجماله من حوله.
نحن نُولدُ حين نشعر بالآخرين، ونكبر حين نُكبرهم في دواخلنا، من ذاق لذّة العطاء، ومن شمَّ عبير التضحية، أدرك أن الأيام تتسعُ أفقًا كلما ضاقت أنانياتنا.
كل إحساسٍ نمنحه للآخرين، وكل دعاءٍ في ظهر الغيب، وكل معونةٍ لا تُطلب، إنما هي استثمارٌ للحياةِ في أرقى صورها. يقول تعالى: “وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرًا وأعظم أجرًا” [المزمل: 20]
أما من وسَّع صدره، ونظر بعين الرحمة إلى الخلق، فقد أدرك المعنى الأسمى للحياة؛ إذ تصبح حياته مضاعفةً حين يعيش لغيره. يُولد شعورٌ جديد لا يُفسَّر إلا في نور قول رسولنا صلى الله عليه وسلم: “لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه”.
حينما تحيا للناس، فإنك لا تستهلك وقتك كما يُخيَّل للبعض؛ بل تستثمره في أعظم مشروعٍ رباني: ترميم القلوب وصناعة الأثر، وهذا المشروع وحده كفيل بأن يملأ حياتك معنىً وروحًا، فتصبح أيامك مشبعة بالعطاء، وساعاتك مثمرة وإن قلَّت، ألم يقل النبي صلى الله عليه وسلم: “واللهُ في عون العبد ما كان العبدُ في عون أخيه”؟
والأعجب أن الإيثار، تلك الفضيلة النبيلة التي ذكرها الله في قوله تعالى: “ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة” [الحشر: 9]، لا يمنحك فقط إحساسًا بتضخم حياتك بالمعاني، بل يهبك الشعور بأنك جزء من شبكة واسعة من القلوب التي نبضها واحد، وآمالها مشتركة.
إننا نعيش عمرًا واحدًا بحساب الأيام والسنين، لكننا قد نعيش أعمارًا متعددةً بحساب الأثر. كل بسمة أدخلتها على قلب، وكل دمعة جففتها من عين، وكل يد أمسكت بها في لحظة عثرةٍ، تلك هي الأعمار التي نحياها مضاعفةً بين الناس.
وقد تأملتُ كيف أن القلوب التي أُشربت معاني الرحمة والبذل ترى في ذلك عبادةً تتجاوز حدود الدنيا، فإعانة الناس لا تُضاعف إحساسك بحياتك فقط، بل ترتقي بك في ميزان الآخرة، حيث يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس” (رواه الطبراني).
فإن أردتَ لحياتكِ عمرًا أطول من الزمن، وأثرًا لا يُغسله الرحيل، فكنْ للناسِ جُزءًا من أملهم، كن صوتًا في وحدتهم، ويدًا تلتقطهم حين يضعف الطريق.
اللهم اجعلنا ممن إذا مروا على القلوب أحيَوها، وإذا مروا على الأرواح عمَّروها بجميل الأثر، اللهم إنك تحبُّ من يُعطي بلا عِوض، ومن يُحسن بلا انتظار، فاجعلنا من الذين يُعطون بكرمٍ لا ينضب، ويُحسنون بقلوبٍ لا تبخل.
من أسرار السنن الإلهية في الحياة أن المرء لا يُدرك تمام وجوده إلا حين يتجاوز ذاته، والإنسان كلما حبس نفسه داخل حدود ذاته، ضاق عليه العالمُ الذي يعيش فيه، ولو اتسعت آفاقه الجغرافية، وكلما حَبس نفسه داخل أسوار الأنا، فلا يرى سوى حاجاته ولا يسمع إلا صوته. ثم نجد أن الإنسان في انكفائه على ذاته يعيش عُمرًا واحدًا، يغرق في بِركة ضحلة من اهتماماته الذاتية، بينما نهر الحياة يتدفق بجماله من حوله.
نحن نُولدُ حين نشعر بالآخرين، ونكبر حين نُكبرهم في دواخلنا، من ذاق لذّة العطاء، ومن شمَّ عبير التضحية، أدرك أن الأيام تتسعُ أفقًا كلما ضاقت أنانياتنا.
كل إحساسٍ نمنحه للآخرين، وكل دعاءٍ في ظهر الغيب، وكل معونةٍ لا تُطلب، إنما هي استثمارٌ للحياةِ في أرقى صورها. يقول تعالى: “وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرًا وأعظم أجرًا” [المزمل: 20]
أما من وسَّع صدره، ونظر بعين الرحمة إلى الخلق، فقد أدرك المعنى الأسمى للحياة؛ إذ تصبح حياته مضاعفةً حين يعيش لغيره. يُولد شعورٌ جديد لا يُفسَّر إلا في نور قول رسولنا صلى الله عليه وسلم: “لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه”.
حينما تحيا للناس، فإنك لا تستهلك وقتك كما يُخيَّل للبعض؛ بل تستثمره في أعظم مشروعٍ رباني: ترميم القلوب وصناعة الأثر، وهذا المشروع وحده كفيل بأن يملأ حياتك معنىً وروحًا، فتصبح أيامك مشبعة بالعطاء، وساعاتك مثمرة وإن قلَّت، ألم يقل النبي صلى الله عليه وسلم: “واللهُ في عون العبد ما كان العبدُ في عون أخيه”؟
والأعجب أن الإيثار، تلك الفضيلة النبيلة التي ذكرها الله في قوله تعالى: “ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة” [الحشر: 9]، لا يمنحك فقط إحساسًا بتضخم حياتك بالمعاني، بل يهبك الشعور بأنك جزء من شبكة واسعة من القلوب التي نبضها واحد، وآمالها مشتركة.
إننا نعيش عمرًا واحدًا بحساب الأيام والسنين، لكننا قد نعيش أعمارًا متعددةً بحساب الأثر. كل بسمة أدخلتها على قلب، وكل دمعة جففتها من عين، وكل يد أمسكت بها في لحظة عثرةٍ، تلك هي الأعمار التي نحياها مضاعفةً بين الناس.
وقد تأملتُ كيف أن القلوب التي أُشربت معاني الرحمة والبذل ترى في ذلك عبادةً تتجاوز حدود الدنيا، فإعانة الناس لا تُضاعف إحساسك بحياتك فقط، بل ترتقي بك في ميزان الآخرة، حيث يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس” (رواه الطبراني).
فإن أردتَ لحياتكِ عمرًا أطول من الزمن، وأثرًا لا يُغسله الرحيل، فكنْ للناسِ جُزءًا من أملهم، كن صوتًا في وحدتهم، ويدًا تلتقطهم حين يضعف الطريق.
اللهم اجعلنا ممن إذا مروا على القلوب أحيَوها، وإذا مروا على الأرواح عمَّروها بجميل الأثر، اللهم إنك تحبُّ من يُعطي بلا عِوض، ومن يُحسن بلا انتظار، فاجعلنا من الذين يُعطون بكرمٍ لا ينضب، ويُحسنون بقلوبٍ لا تبخل.
❤46👍16🕊3😍3🔥1
••
كل نصيحة تُقال، هي رسالة عائدة بالزمن، ما هي إلا صوتُ إنسان يُحادث نسخة قديمة منه، يوبخها، يُرشدها، أو يُهدهد وجعها.
حين يُلقي أحدهم نصيحته إليك، فهو لا يراك بوضوح، أنت مرآةٌ لتجربةٍ مرَّ بها، أو خطأٍ ارتكبه، كل نصيحة تُلقى هي في حقيقتها شهادة ذاتية، قد كُتبت بمداد التجربة وختمت بالندم أو الفهم المتأخر، و هي ليست موجهة لك وحدك لتسقط مقامك، بل هي اعترافٌ غير معلن، وبحثٌ عن تطهير داخلي.
من ينصحك، هو فعلاً يخوض صراعًا مع نفسه السابقة، يُعيد قراءة ماضيه من خلالك، يُفصّل الدرس الذي تعلمه على مقاس أوجاعه لا أوجاعك.
وهنا عليك أن تُحسن فهمها، لا أن تأخذها كما هي، بل أن تقرأها قراءة العاقل الذي يأخذ العبرة دون أن يُثقل كاهله بماضي غيره.
••
كل نصيحة تُقال، هي رسالة عائدة بالزمن، ما هي إلا صوتُ إنسان يُحادث نسخة قديمة منه، يوبخها، يُرشدها، أو يُهدهد وجعها.
حين يُلقي أحدهم نصيحته إليك، فهو لا يراك بوضوح، أنت مرآةٌ لتجربةٍ مرَّ بها، أو خطأٍ ارتكبه، كل نصيحة تُلقى هي في حقيقتها شهادة ذاتية، قد كُتبت بمداد التجربة وختمت بالندم أو الفهم المتأخر، و هي ليست موجهة لك وحدك لتسقط مقامك، بل هي اعترافٌ غير معلن، وبحثٌ عن تطهير داخلي.
من ينصحك، هو فعلاً يخوض صراعًا مع نفسه السابقة، يُعيد قراءة ماضيه من خلالك، يُفصّل الدرس الذي تعلمه على مقاس أوجاعه لا أوجاعك.
وهنا عليك أن تُحسن فهمها، لا أن تأخذها كما هي، بل أن تقرأها قراءة العاقل الذي يأخذ العبرة دون أن يُثقل كاهله بماضي غيره.
••
❤54👍17👌7🕊3😢2😍2💔2
••
🔊 •| الخواطر الصوتية |•
• جنة التسليم
• التعريف الأول للإنسان
• رياض القرب من الحبيب ﷺ
• هل النغم حاجة نفسية ؟
• أخدود العبث بالقلوب
• الصبـر الجميـــل
• الأعناق المُلتفته
• الصناعة الإلهية
• مشكلة التكديس المعرفي
• طُمأْنينة القدر
• إماطة سوء الظن
• إسباغ القلب على المكاره
• رمضان من زاوية أخرى
• التعويض الإلهي
• شماعة الظروف
• الثبات في زمن السوائل
• حياة الأفكار
••
🔊 •| الخواطر الصوتية |•
• جنة التسليم
• التعريف الأول للإنسان
• رياض القرب من الحبيب ﷺ
• هل النغم حاجة نفسية ؟
• أخدود العبث بالقلوب
• الصبـر الجميـــل
• الأعناق المُلتفته
• الصناعة الإلهية
• مشكلة التكديس المعرفي
• طُمأْنينة القدر
• إماطة سوء الظن
• إسباغ القلب على المكاره
• رمضان من زاوية أخرى
• التعويض الإلهي
• شماعة الظروف
• الثبات في زمن السوائل
• حياة الأفكار
••
❤26👍8😍4👌3🤩2
قناة | توّاق pinned «•• 🔊 •| الخواطر الصوتية |• • جنة التسليم • التعريف الأول للإنسان • رياض القرب من الحبيب ﷺ • هل النغم حاجة نفسية ؟ • أخدود العبث بالقلوب • الصبـر الجميـــل • الأعناق المُلتفته • الصناعة الإلهية • مشكلة التكديس المعرفي • طُمأْنينة القدر • إماطة سوء الظن…»