Telegram Web Link
قناة | توّاق
•• #نشرة_تواق_البريدية العدد الثاني •| معركة التوفيق |• بين طلب العلم و العمل المهني _____________ ضع بريدك هنا ••
لعل في هذا المقال جوابًا على تساؤلات لطالما وردت إليّ في الفترة الماضية، ورأيت أن من تمام النصح أن أشارك به من كان له في طلب العلم همّة، وفي المعرفة شغف، وحبذا لو قرأه المتأملون، وأكرموني برأيهم، فإن العين لا تبصر كل زوايا الصورة، وإنما يكمّلها نظر أهل الفهم والتدبر.
••
من تمام رحمة الله بعبده أن يهيّئ له في بعض المواقف صفعةً توقظه، حين يُطيل المكوث في ظلال التعلّق البشري، ويغفل عن حقيقة ثابتة كالشمس في رابعة النهار: أن لا أحد، مهما علت منزلته في قلبك، ومهما توثّقت عُرى مودّته، يكون لك حصنًا حصينًا من الأذى، إلا الله وحده، سبحانه وتعالى.

فالمواقف المؤلمة التي تأتيك ممن اصطفَيتَ له مكانًا رفيعًا في نفسك، وطمأن إليه فؤادك، وأفضيت إليه بأمنياتك، ليست إلا منبّهات إلهية، تردّك إلى الصراط المستقيم، وتعيد ترتيب الأولويات في قلبك، حتى تستقرّ فيك تلك الحقيقة العُظمى: أن الأمن المطلق، والركن الذي لا ينهار، والظلّ الذي لا يخذلك، هو جوار الله وحده، أما ما سواه، فظلّ زائل، وعهد متغيّر، ومقام متحرك بين قربٍ وبعد، وصفاء وكدر.

ولو تأملتَ، لرأيت أن في بعض الجروح رحمةً خفيّة، تدلّك على موطن العافية، وتردّك إلى اليقين الأصيل الذي لا يُزعزعه تقلّب القلوب، ولا هواجس الأيام: أن الله وحده هو الملاذ الأبدي، والأمان السرمدي.
••
••
يحسب الناس أن العقول وحدها تسعفهم، فيملؤونها بالمفاهيم والمعادلات، ثم يكتشفون أنها خواء بلا روح، يعطشون إلى معنى يسند أرواحهم حين تنهار الحسابات، فتلك النفوس لا تبحث عن المصطلحات بقدر ما تفتش عن سكينة تطفئ قلقها، وتنشرح بموعظة صادقة.

ولهذا ترى من يقلب صفحات المجلدات، فإذا بآية واحدة تحييه من مواته، فالعقل قد يقتنع بالبرهان، لكن القلب لا يطمئن إلا بنور الإيمان، وذلك هو العلم الحق، وإن جهلته الأكاديميات.
••
••
حين أُلقي يوسف -عليه السلام- في الجب، لم يكن يرى إلا ظلم إخوته، ووحدته، وحين سُجن، لم يكن يدرك أن العرش يُفرش له من وراء القضبان، هكذا هي الأقدار، تُقرأ بالمقلوب لحظتها، لكن حين تكتمل الصورة، تتجلى حكمة الله، ويظهر لطفه الذي كان يجري في الخفاء. “إِنَّ رَبِّى لَطِيفٌۭ لِّمَا يَشَآءُ” [يوسف: 100]
••
••
كلـما تأملتُ في سيرة الحياة، وجدتُ أن الكلمة سهلة المخرج، رخوة العود، يطيش بها اللسان حيث شاء، غير أن الأفعال، وحدها، تملك ثِقلَ الصدق، فهي لا تخضع لتلوين البلاغة ولا تلتف بوشاح التأويل، وفي دروب الناس، لا تُوزن القلوب بما قيل، بل بما فُعل، إذ الحقائق لا تنقشها الألسن، بل تشهد عليها المواقف.
••
••
هنا تذكرة رحلة إلى روح رمضان، حيث تُكشَفُ لكَ معاني الصيام في ضيائهِ الأول، قبل أن تُكدِّره العاداتُ وتُسطِّحه الألفة، في هذه الحلقةِ إشاراتٌ تُعيدُ القلبَ إلى مقامه.

••الله الله في مشاهدتها😍••

https://2u.pw/lAKpsCaJ
••
••
•| فكرة الملاذ القرآني |•


🌙 أيّامٌ قلائلُ تفصلُنا عن شهرِ رمضانَ المبارك، والأنفاسُ تتوثّبُ لاستقباله، وفي العادةِ تمتلئُ هواتفُنا بمقاطعَ تُذكِّرُنا بأهميةِ القرآنِ والتدبُّر وآليّاته، وسرديّاتٍ هنا وهناك، غير أنّا اليومَ نعبرُ إلى الخطوةِ التالية: المُعَايَشَةُ القُرْآنِيَّةُ، حيث تتحوَّلُ علاقتُنا بالقرآنِ من مجرَّدِ استماعٍ وتلاوةٍ إلى مرافقةٍ يوميَّةٍ تُؤرِّخُ بها رمضاناتِك القادمةِ بالسورِ القرآنيَّةِ، فتظلُّ معانيها تتجدَّدُ معكَ عامًا بعد عام.

💡 الفكرةُ ببساطة:

أن تختارَ سورةً واحدةً تعيشُ معها شهرَ رمضانَ بكامله، لا تُفارقُها إلا وقد ارتويتَ من معانيها، وتذوَّقتَ مقاصدَها، وعملتَ بمضامينِها، وتحقَّقتَ بأوصافِها، وفهمتَ مرادَها، تكونُ هذه السورةُ لك ملاذًا ومُستراحًا روحيًّا.

معيارُ الاختيار:

ليس هناك معيارٌ علميٌّ صارم، بل هو حَدْسٌ روحيٌّ خالص. سورةٌ حين تقرؤها تجدُ بين آياتِها ظِلًّا وارفًا، وتحت كنفِها موطنَ أمانٍ لروحِك المُغْتَربة، وكأنَّ بين مطلعِها وختامِها حياةً أُخرى لك، كلٌّ منَّا له في القرآنِ مَلاذٌ خاصٌّ.

📝 خطواتُ المُعَايَشَةِ القُرْآنِيَّةِ:

1️⃣ تحديدُ السورة التي ستُلازمُها في رمضان، ويُفضَّلُ أن لا تتجاوزَ جُزءًا واحدًا، فالمقصدُ التوغُّلُ في معانيها لا كثرةُ صفحاتها.
2️⃣ الإكثارُ من سماعِ آياتِها عشراتِ المرّات، حتّى تُصبحَ ألفاظُها مألوفةً لقلبِك، ومعانيها حاضرةً في وجدانِك.
3️⃣ إنشاءُ ملفٍّ خاصٍّ بالسورةِ تجمعُ فيه كلَّ ما يَرِدُ عنها من فوائدَ وتأمُّلاتٍ.
4️⃣ مطالعةُ التفسير، والحرصُ على النظرِ في أقوالِ العلماءِ والمفسِّرين عن آياتِها.
5️⃣ جمعُ كلِّ ما يُكتَبُ عنها من تدبُّراتٍ، وملخَّصاتٍ، وأفكارٍ موضوعيَّةٍ.
6️⃣ الاستماعُ إلى الدروسِ والمجالسِ التفسيريَّة التي تناولت هذه السورة.
7️⃣ كتابةُ مدوَّنةٍ خاصَّةٍ بكَ لهذه السورة، تُعيدُ فيها صياغةَ الأفكار بأسلوبِك، وتقيِّدُ خواطرَك وتأمُّلاتِك الشخصيَّةَ عنها.
8️⃣ نَشْرُ تلك المعاني في محيطِك الواقعيِّ والافتراضيّ، فمِنْ أعظمِ ما يُثبِّتُ العلمَ نشرُه ومُدارستُه.

✉️ ومن باب التآزرِ والتعاضدِ على الخير:
ما السورةُ التي ستسكنُ إليها، وتعيشُ معها في رمضانَ هذا العام ١٤٤٦هـ؟
••
كأنَّ العيدَ بادر إليَّ قبل أوانه! 😍 وصلتني كتبُ القاهرة في كراتينِ شركةِ تدخين، كأنَّ المعرفةَ تُسلَّمُ بكفنها! وبعد رمضان، أعرضُ جزءًا منها هنا.
Audio
••
📩 رسالة صوتية
📮 المرأة وانتهاز فرصة السياحة الشرعية.
🎤 إبراهيم السكران
••
••
رمضانهم الأول

لم يكن رمضان الأول يطرق بيوت الصحابة كما يطرق أبوابنا اليوم، بل جاءهم نازلاً من السماء، فرضًا لم يُسبق إليه، وتشريعًا لم تسبقه أعوام من الاعتياد، كان جديدًا على النفوس، لكنه كان يتنزل على قلوب صاغها الإيمان، وابتناها اليقين، وتمرَّست على الاستجابة لله ولرسوله بلا تردد.

رمضانهم الأول لم يكن يسبقه جدولٌ مزدحمٌ بتخطيط الإفطارات، ولا حسابات مكتظة بالنصائح والتنبيهات، بل كان صومًا يُختبر فيه الصدق، وتُستخرج منه معادن القلوب، جوعٌ لم يعرفوه إلا في الغزو، لكنه الآن جوعٌ لله، عطشٌ لم يعرفوه إلا في السفر، لكنه الآن ظمأٌ للآخرة، وأعينٌ طالما بكت خوفًا، لكنها في هذا الشهر بكت حبًا ورجاءً.

ولعلهم حين سمعوا قوله تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ”، لم يسألوا: كيف نوفق بينه وبين أعمالنا؟ ولا كيف نخفف المشقة؟ بل سألوا: كيف نصومه كما يحب الله؟ كيف نكون ممن يُكتب لهم الفتح فيه؟ كيف نحمله بصدق فلا يكون جوعًا بلا روح، ولا عطشًا بلا أثر؟

و لما نزلت آية الصيام، لم تكن مجرد تكليفٍ يُضاف إلى قائمة الأحكام، بل كانت نداءً سماويًّا، يستحثُّ النفوس على الصعود، ويأخذ بالأرواح نحو مقام التقوى، ﴿لَعَلَّكُم تَتَّقونَ﴾ [البقرة: ١٨٣]

ولقد صاموا بقلوبٍ ممتلئة، لا تُفرّغ في النهار ما تُعوّضه في الليل، ولا تُمسك عن الطعام لتُطلق ألسنتها فيما لا ينفع، كانت قلوبًا أخلصت قبل أن تصوم، فصار صيامها مدرسةً تُخرج رجال الفتح، وأبطال بدر، وخلفاء الأرض.

وهكذا، في رمضان الأول، لم تكن المدينة كما كانت من قبل، صار هواؤها أنقى، وسماؤها أصفى، ورائحتها أزكى، كأن الملائكة تُظللها بأجنحتها، وكأنَّ النفحات السماوية تتنزّل على القلوب، وكأنَّ الدنيا توقفت قليلًا، لتفسح الطريق لعبادٍ دخلوا ساحة القرب، يقرعون باب العتق، ويسألون الله ألا يُغلق دونهم أبدًا.

فما حال قلوبنا اليوم، ونحن نستقبل رمضان وقد سبقتنا إليه العادات، وسَبَقَه إلينا الإعلانات؟ هل ستنزل علينا الآية كما نزلت عليهم؟ هل سنصوم كما صاموا؟ أم أننا سنبقى نعد الأيام، ونحجز ولائم الإفطار، ونظن أننا أدركنا رمضان، وما أدركنا منه إلا التمر والماء؟
••
Audio
••
🌙 استقبال شهر رمضان
🖊️ أحمد الزيات
🎙️ مداك العروس
🔖 تحفة أدبية عذبة
••
••
🌙

رُؤي الهلالُ بالعين، وأحببت أن أُكمِل المشهد، فما وجدتُ أصدقَ من تهنئتكم دليلاً على اكتمال البدر في فؤادي.

رمضان!
يوافي القلوب وقد اشتاقت، فلا يكون مجرد إمساك عن المفطرات، بل إمساكٌ عن كل ما يُظلم به القلب، ويُرهق به الضمير، ويثقل به الميزان، هو صيامٌ يستوعب الجوارح، فتكون الأيام رحمة، والليالي أنسًا، والخلوات مناجاة.

اللهم بهجة القلوب بقبولك، ونور العيون برضاك، وجمال الأيام بأنسك، وخِفّة الابتلاءات بحبك والصبر عليها، وبلوغ رمضان مزيدًا من رضوانك وعفوك.
••
••
ما أعجب تلك النفحات التي تلامس الأرواح مع أول ركعات التراويح، كأن للقرآن في رمضان وقعًا آخر، يُنزل على القلوب سكينةً ليست من عالمها، ويوقظ فيها شوقًا دفينًا!

تلك اللذةٌ من نعم الله، يكرم بها من يشاء، لكن الطريق إلى الجنة ليس مرهونًا بها، ولا تُقاس العبودية بمقدار ما يجده العبد من راحةٍ في الطاعة، فقد قال النبي ﷺ: “حُفَّتِ الجنةُ بالمَكَارهِ”. فالمؤمن لا يعلّق عبادته على المشاعر، ولا يجعل طاعته رهينة بلذائذ الروح، بل يمضي ثابتًا على الطريق، وإن جفّت ينابيع الشعور، ويسير مطمئنًا، وإن غابت عنه حلاوة المسير!
••
https://www.tg-me.com/fayz_zhr?livestream
للشيخ المربي | فايز الزهراني
••
•| بوصلة المعاني القرآنية |•

ما أجمل أن تكون ختمتك هذه المرة رحلة بحث، لا مجرد تلاوة! أن تدخل إلى كتاب الله وقلبك مُستعد لالتقاط إشاراته، وعقلك متيقظ لاستنباط معانيه، فقراءة القرآن ليست مجرد عادة تُستأنف كلما بدأ رمضان، ولا هي سباقٌ لختمات متتالية دون توقفٍ على موائد التدبر، بل هي فرصةٌ لإعادة تشكيل التصورات، وبناء الفهم العميق، والنظر في السنن التي بثها الله في كتابه عن الخلق والتاريخ والنفس البشرية.

ومن أيسر الوسائل التي تعين على ذلك أن تبدأ ختمتك بفكرة، بموضوع يشغل وجدانك، قضية تؤرقك، معنى تتمنّى أن تفهمه كما عرضه القرآن، ثم سر بين الآيات، هذه الطريقة تصنع وعيًا قرآنيًا مختلفًا، فبدلًا من أن يمر القارئ على الآيات مرورًا عابرًا، يتحول إلى مستقصٍ، يبحث عن مواضع ورود المعنى، يقارن بين السياقات، يستنبط دلالات الترابط، ويجمع في دفتره خيوط الصورة المتفرقة، حتى يكتمل له تصورٌ قرآني متين حول الموضوع الذي اختاره.

والمدهش بحق أن هذه الطريقة تكشف لنا عن سعة القرآن في معالجة القضايا، فقد تتفاجأ بكمية الآيات التي تتحدث عن موضوع لم يكن يخطر لك على بال! كيف أن القرآن تطرق إليه بتلك الدقة والعمق، فتجد نفسك أمام بناء معرفي لم تكن تدرك اتساعه، هذه الطريقة تجعل المرء أشد خشوعًا، وأعمق تدبرًا، وأكثر حضورًا مع كتاب الله، لأن عقله الباطن يستحضر هذا الموضوع منذ بداية الختمة، فيبدأ بربط الآيات، وتتسع لديه دوائر الفهم، ويصبح كأنما يجمع لؤلؤًا متناثرًا ليصوغ به عقدًا متكاملًا من الهداية.

وحين تمضي في هذا الطريق، تجد أن كل ختمةٍ لك قد صارت مشروعًا معرفيًّا، وكل قراءةٍ غدت بناءً يتعالى في القلب، يضيف إلى روحك لبنةً من الفهم، ويضيء في قلبك مصباحًا من اليقين، فتصبح قراءتك قراءة من جاء ليحيا بالوحي، لا من أراد إسقاط واجب التلاوة.

ومدًّا لجسور التآخي والتعاون، ما هو الموضوع الذي ستجعله محور هذه الختمة القرآنية؟
••
👀 تسريبات لتقريب الفكرة.
••
سورة البقرة هي الوصية الأولى، والعهد المأخوذ، والمدرسة التي يُسلَّم فيها المفتاح الأول لفهم الطريق، افتُتِحت بأمر الكتاب، وخُتِمت بدعاء التمكين، وبينهما ساحة اختبار ممتدة، تتوزع فيها مواكب الطائعين، وانكسارات المعرضين، وانقلابات القلوب، هذه السورة خارطةٌ دقيقةٌ لمنازل السائرين إلى الله، فمن وعى دروسها، هانت عليه فتَن الطريق.
••
••
الجزء الأول من القرآن

يخبرك بسر، أن السير إلى الله يبدأ من تصحيح العلاقة مع الوحي، فمن استمسك به في مبتدأ الطريق، أمِن التِفاف السبيل.
••
••
حين يتأمل المرء خطاب الوحي، يدرك أن القرآن جاء لتقرير الحقائق الكبرى التي يُبنى عليها مصير الإنسان، لا ليتكلف البحث في الغوامض واللطائف الخفية، فالهداية ليست في التنقيب عن الإشارات المستكنة، بل في الامتثال للبينات الظاهرة التي خاطب الله بها عباده، لذلك، لم ينزل القرآن ليكون تمرينًا ذهنيًا للنخبة، بل نورًا للناس كافة، يهديهم إلى الحق المبين.

ولذا، كان الأنبياء يواجهون أقوامهم باليقينيات الكبرى: التوحيد، البعث، الحساب، إذ بها يثبت القلب، وعليها يقوم الدين. فالتدبر الصادق هو ما يعيد القلب إلى مركز الثقل، حيث الإيمان والعبودية والمعاد، فالمقصد إقامة الحق، لا التلهي بلطائف المعاني.
••
2025/07/08 11:42:26
Back to Top
HTML Embed Code: