Telegram Web Link
••
“وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب”

تأمل كيف ابتدأ هذا الخطاب الإلهي بإسنادٍ مهيب: “عبادي” نسبة الكمال تحمل في طياتها تمام الأمان والطمأنينة، لأن العبد إذا نسب إلى سيد كريم، فقد أُلحق برحمته وعنايته، واللافت هنا أن هذه النسبة تأتي في أخص المواطن: لحظة الانكسار والاحتياج، حيث يصبح العبد أقرب ما يكون إلى ربه.

ثم جاءت البشرى الكبرى: “فإني قريب” لم يبدأ بالوعد بالإجابة مباشرة، بل قرر حقيقة قربه أولاً، وكأن هذا القرب في ذاته هو الأصل، هو الإيناس الذي يسكن اضطراب القلوب. ومعرفة أن الله قريب منك كافية لتطمئن، لكن الله، سبحانه، زاد على هذا القرب وعدًا بالإجابة: “أجيب دعوة الداع إذا دعان”.

أي كرم هذا؟! قرب مقرون بإجابة، ودنوّ موصول بعناية، كيف لا يتفطر القلب شوقًا لمناجاة من وصف نفسه بهذا القرب، وأكرم عباده بهذا الوعد؟ سبحانك، ما أعظمك، وما أكرمك!
••
••
عجيب حال الناس !

غزة ما زالت تنزف، والحرب لم تضع أوزارها، لكن الأعين أُشغلت، والأسماع انصرفت، وصدق من قال: “لم تخفت الأخبار لأن غزة صارت بخير، بل لأن من ينقلها لنا، إما استشهدوا، أو أرهقهم تذكيرنا كل ليلة بأنهم يُذبحون.” ترى البعض وقد قوض خيام دعائه، وأعاد مصحفه إلى رفّه الأعلى، وركن سجادة صلاته إلى زوايا النسيان، ثم عاد ليتذوق تلك المنتجات متسائلاً: “ترى هل تغير مذاقها بعد صراخ المقاطعة؟”

ومع مرور الوقت، تباعدت الأحاديث، وتقلّصت مساحة التفاعل، وكأن النفوس ألفت المشاهد، والعقول ارتخت، حتى صار ما كان يهز الكيان مجرد رقم يُقرأ بلا أثر، وصار من السهل أن يُسمع صوت الخضوع، وأصبحت الصور المأساوية جزءاً من أرشيف الاعتياد، ومن كان يعيش على صراخ الصورة وألم الخبر، عاد لحياته التي لم تتغير، وكأن الدماء لم تسل، وكأن القصف لم يكن.

وأما من حاول التعرف على سنن الله في هذه الوقائع، ورؤيتها من خلال عدسة القرآن، وتتبع مسطرة اليهود التاريخية، واستشعار شوكة البلاء، وفهمَ غزارة معاني النصر، وحارب من محراب تعبده بالدعاء، ورأى معرفة أهل الإيمان وأفعالهم، وأمل بأن العاقبة للمتقين، وأيقن بأن للمؤمن جنة أبدية، وللكافر عذابات سرمدية، واطمأن بأن الدنيا توهب للجميع، فمن استصحب هذه الأوراق منذ بداية الأحداث، هو هو يزيد ولا ينقص.

اللهم نسألك الثبات على الحق حتى الممات، ونعوذ بك من تحول الحال وضعف اليقين.
••
••
من يُقنع العقل أن الليـــــل مرقدهُ؟
وهو الذي فيه تحيا الذكرى وتعتصمُ

في الليل تأوي قلوبُ الحزن وِحدتَها
وتلتقي الروح والأفكار والهمـــــــمُ

إذا استراح الورى في سِتـــرِ غفلتهم
ظلّت بقايا الأسى في القلــب تَزدَحِمُ

إذا خلت طرق الأحلام من حلــــــم
أضاءت النفس ذكرى هدّها السقـم

يبقى التذكر في الأعماق مُشتعِـــــلاً
كأنما الجــرح لا يهدى له ألــــــــمُ

فلا هــــدأت مواويلُ الفــــــؤاد ولا
غاب السُّهادُ وفي الأحشاء يضطـــرمُ

يبقى الرجوع إلى المولى معونةَ من
ضاقت به الروح أو أدمى به القلـــمُ

في سجدةٍ سال دمعُ العبد منكسـراً
حتى غدت روحـه بالإيمان تلتئـــــمُ

يا طالب النور، لا تيأس مع الظُّلَــــمِ
فالليل مرقى لمن بالحب يعتصـــمُ

كم من وجيعٍ رأى في الليل رحلتـــهُ
إلى المقام الذي أرجاؤه النِعـــــــمُ

فلا ترى في دُجى الأوقات إلا هـــدى
تُهدي القلوبَ إذا الأشواقُ تضطـــرمُ
••
رسالة منسوجة بالدموع وصلتني من غزة.

اللهم إننا نرفع إليك أكف الدعاء، ونستودعك إخواننا في غزة، تلك البقعة الطاهرة التي ارتوت بدماء الشهداء، وحملت على أكتافها صمود الأبطال، اللهم انصرهم نصرًا تعز به دينك، وتفرح به قلوب عبادك المؤمنين، اللهم كن لهم عونًا وسندًا، اطعم جائعهم، واحمل حافيهم، واشفِ مريضهم، وفك أسيرهم، وارفع عنهم البلاء يا أرحم الراحمين.
رفاق الجرد.. 🤩📢


عدنا إليكم.. نتحرّق لرفقتكم، والتنعُّمِ بصحبتكم.. في كتاب جديد فريد..

كتبه الإمام أبي الفرج عبدالرحمن بن الجوزي - رحمه الله -؛ حين صالت بخاطره الفكرة، فقيّدَها حفظًا للفائدة والعبرة. فاجتمعَ لنا سِفرٌ بالخيرِ وافر، أسماهُ لنا "صيد الخاطر"

رحم الله علَمَ الوعظِ والتصنيف.. إذ أفاء علينا بظلٍّ مُنِيف، وصبّ على قبرهِ أندى الرحمات.


فأجمِعوا أمركم، واعقدوا عزمكم، فالانطلاقُ قريبٌ يا رفاق 👌🏻

البداية🗓️
الاثنين ٦ رجب ١٤٤٦هـ

للتسجيل📱

https://forms.gle/TiZ7B3CWoB8HYhyy6

#قراء_الجرد_صيد_الخاطر
••
التوفيقُ ليس سوى ثمرة افتقار العبد إلى ربه، وتحرره من فتنة الاتكاء على نفسه الهشة، تلك النفس التي شُيِّدت بلبنات الضعف والعجز. فكل من ركن إلى ربه وجده كافياً، ومن استند إلى منسأة نفسه أكلتها أرضة الغفلة والتردد، فظل يتخبط في ظلمات الحيرة.
••
••
ساعات الليل بصائر الأرواح، الليل نورٌ من وجهٍ آخر، وجه عودة جلاءِ الحقائق، أمام صفاءِ الذهن، بعد فقدانِها في ضوضاء النهار، و في الصباح قد نرى الأحلام، وفي المساء تظهر الحقائق.
••
••
الإنسان يميل بطبعه لمن يُخفف عنه الأثقال، ويزيل عن روحه العناء، ومن يعيد لقلبه الطمأنينة حين تشتد عليه نوائب الدهر، يلجأ إليه لأنه قد خبر وفاءه، وامتحن حبه، فوجد فيه العزاء والسند.

والشخص الأصيل لا ينسى هذا المعروف، بل يحفظ له مكانةً رفيعة في قلبه، ويرتفع بذاته ليُبادله نفس العطاء، مغفورًا له زلاته، مُحتفظًا بفضله، لأن الود الحقيقي لا يُهدر ولا يُنسى.
••
••
•| سياسة الباب المفتوح |•

صدق ابن عطاء حينما قال" مَتَى فَتَحَ الله لَكَ بابَ الفَهْمِ في الَمْنعِ، عَادَ الَمْنعُ عَينَ العَطَاء."

في حياة كل واحد منا أبواب، بعضها مشرعة بنسيم التيسير، وبعضها مغلقة بضجيج الصراع، وفي حياتنا أبواب مفتوحة وأخرى مغلقة، وكل باب يحمل خلفه قدَرًا كتبه الله بحكمته، هذه الأبواب المفتوحة، التي يسرت خطواتنا نحوها بلا عناء، لا تُرهقنا مفاتيحها ولا تُغلقها علينا الأقفال، هي في حقيقتها إشارات من الله بأن هنا تكمن راحتنا، وأبواب التيسير هي تلك التي خلقها الله لنا، كتبها في قدرنا، وفتحها برحمته، فلا جهد يشق على النفس في ولوجها، ولا عناء يرهق الروح في عبور عتباتها، تلك الأبواب تأتي في هيئة علم متاح يرفع صاحبه، رزق قريب يفيض بلا عناء، وظيفة ملائمة تناسب جهدك، أو قلب حنون يناديك باسمك في بيت الزوجية، أو أبناء يملؤون القلب دفئًا، هذه الأبواب مشرعة على مصاريعها، لا تحتاج سوى أن نعبرها بثقة ويقين بجميل أقدار الله لنا، لنجد خلف العتبة رحاب من السكينة والرضا.

لكن الإنسان بطبيعته العجولة، يولي ظهره لتلك الأبواب المشرعة، ويظل واقفًا عند باب مغلق، يطرق عليه بأنامله، ثم بقبضتيه، ثم بما أوتي من قوة، ظنًا منه أن العناد فضيلة، يصرّ على الوقوف أمام الأبواب المغلقة، تلك التي لم تُخلق له ولم يُكتب له العبور منها، وكم من أرواح أُنهكت وهي تقرع أبوابًا مُوصدة، وكم من أعمار ضاعت في انتظار ما لا يُرجى، يتشبث المرء بفكرة أن العناد الأعمى والإصرار هما سبيل النجاح، وقد خدعته في ذلك أصوات تطوير الذات التي ملأت الدنيا بشعاراتها.

والعاقل من يتفطن لما كُتب له، ويعي أن في دائرة المباح أبوابًا مشرعة تغنيه عن النزاع مع ما لا يناله، حين يدرك ذلك، تهدأ نفسه، ويسكن قلبه من القلق الذي كان يطارده، وشعور الرضا بما فتحه الله لك هو مفتاح السلام الداخلي، والسير في الطرق الميسرة ليس ضعفًا، بل حكمة يختارها من يعرف قيمة عمره وراحة قلبه وثقته برحمة الله في أقداره لعبده.

دع الوقوف الطويل عند الأبواب المغلقة، فلو أراد الله لك عبورها، لانفتح لك ما استغلق، ولانقاد لك ما استعصى، أما أبوابك المفتوحة، فهي حيث أراد الله أن تكون، وحيث يكمن رزقك، وسعادتك، وطمأنينتك لكن تبصر و أدرك ما أنت فيه من نعم لتلك الأبواب المشرعة.
••
‎⁨برامج_وتطبيقات_السنة_النبوية_2021_جامعة_أم_القرى⁩.pdf
3.9 MB
ملف فاخر لطلبة العلم 😍 👌🏻

📨الدليل التفاعلي لمواقع وبرامج وتطبيقات السنة النبوية وعلومها.
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
💡 إعلان

تدعوكم الجمعية الخيرية الالكترونية لتحفيظ القرآن الكريم إلى الانضمام إلى برنامجها:

————————————
*•• المقرأة الالكترونية ••*
المقرأة القرآنية الالكترونية الأولى على مستوى المملكة العربية السعودية.
————————————

🔹 *مميزات البرنامج:*
🔶 دراســـــة مــــجّــانــــيــــة.
💻 تــــعليــــم عــــن بــُــعـــد.
⏱️ مـــرونة في الوسائل والأوقات.
👤 نخبة من المقرئين الـمتميزين.
🧮 بـــــرامــــج تــــحفــــيزيــة.
🗓️ خــــطـط مـــنـــهـــجــــيــة.
📋 إجازات قرآنية بالقراءات العشر.


*بادر بالتسجيل الآن فالعدد محدود، وابدأ رحلتك التعليمية في حفظ كتاب الله الكريم.*

📌 للتسجيل:
https://new.maqraa.sa/student/register
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
مولد الإنجاز

إنَّ الإنجازَ لن يُولد في الضجيجِ، بل تتشكلُ ملامِحهُ وسطَ غاباتٍ من الصَّمتِ ومن السُّكون، وإنَّ الانطوائية ليست عيباً، بل هي دليلُ نبوغٍ في كثيرِ من الأحيانِ.
••
مع امتداد الزمن و ترك إنكار المنكر حين ظهورهِ، يتحول تدريجياً إلى حق في قلوب كثيرٍ من الناس، ويزيد رسوخه في واقع الحياة، و يتجذر في تربة الفكر، و يصعب اجتثاث أصله مع الأيام، و تضعف النفوس في مواجهة الباطل المسكوت عنه، و تثمن فاتورة النصيحة، ولذلك كانت المبادرة لإنكار المنكر هي من الأمر بالمعروف.
••
••
ليس كل ما يكتبه المرء ينبئ عن حاله أو يفضي بسرائر نفسه؛ فقد يُخط القلم عن خاطر عابر، أو إعجابٍ بمعنى، أو تأمل في صورة، بل كثيرٌ من الكتابة هي أصداء لأفكار راودت العقل أو لمعان معانٍ أثارت النفس، وكثيرًا ما يُغويك النص القريب عهدًا بسماعه أو قراءته، فتجده ينزلق إلى حبرك دون أن تعنيك دلالاته.

فالكاتب وإن كان يضع جزءًا من نفسه بين السطور، إلا أن نصوصه لا تعني بالضرورة أن كل كلمة تُعبّر عنه أو عن حالته الراهنة.

والعجيب أن هذا الظن السائد لدى البعض يجعل من الكاتب أشبه بمرآة تُحاكم على كل ما تعكسه، دون أن يدرك الناس أن المرآة نفسها قد تنقل ما هو أمامها، لا ما في جوفها.
••
••
يسألني عن صورته، فأجيب عن خُلقه. لستُ مثاليًا، لكن جمال الهيئة يسرُّ العين، ودماثة الأخلاق تأسر الروح.
••
••
ما كلُّ من أبدى ودًّا بوادّ، ولا كلُّ من ألان كلمته بمخلص، قد يزهر الغصن وهو أصلبُ من أن يُثنى، ويخدع السراب فيفترسه الظامئ ظنًّا.

والناس في الشدائد ميزان، لا يرجّح منهم إلا من ثبت له أصل، فإن صدقوا فبفضل معدنهم، وإن كذبوا فلا عجب في طبع الطين إذا جفّ وتكسر.
••
••
حين ينصرف الإنسان إلى زينة الحياة الدنيا، وينشغل بتوافه الأمور ومباهج اللحظة الزائلة، فإنه يبتعد شيئًا فشيئًا عن المعاني الكبرى التي خُلق لأجلها، ثم يجد نفسه منساقًا وراء الوهْم البراق الذي تصنعه العناوين الجذابة والصيحات الإعلامية العابرة، ويترك جادة الفكر العميق ويتنكّب سبيل التدبر في ما وراء هذه الحُجُب المتكاثفة، ومع كل تصفيق لصوت بشري محدود بعجزه وزمانه، يغيب في الزحام صوت القرآن الرسالة الخالدة التي تحمل خطابًا سماويًا فوق قيود البشر وتصاريف الزمن.

وهكذا ينشغل العقل بما لا يدوم، ويُعرض عن ما وُصف بأنه ‘لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه’ فتضيع البوصلة، ويبقى من أدرك الفارق بين الفاني والباقي على نورٍ من ربه لا تزيغ عنه العيون.
••
2025/07/07 09:51:26
Back to Top
HTML Embed Code: