‏"تعز علينا فلسطين، تعز علينا أحزانها"

وما أكتب لك حرفا حتى أراك قبل في مرآة نفسي , وأتمثلني في مرآة نفسك , ثم أضع بيننا مرآة اللغة فتعكس مني ومنك أجزاء وصورا تكون هي كلماتي .

-أوراق الورد.

زاد الشجون هي اعتذار العالم عن بؤسه و لاجدواه ,عن التسونامي و كوادر العنف ما قبل المدنية في الجامعة و القهوة الرديئة و الكيزان و انقطاع الكهرباء , عن حبة الفول المتعفنة في آخر الكيس التي تجب ما قبلها , عن شوارع الخرطوم الغارقة بالمياه و الأكاذيب , كأن الأرض تقول لنا : ( آسفة أنكم في قلب الصحراء , فقراء , بعيدون عن أمطار الشتاء في البحر بعيدون عن أمطار خط الاستواء التي لا تكف عن النشيج. لذا هاكم , "زاد الشجون" , سيروا في السهل أو في البحر , إبنوا بيوتا من رمل النجوم , دفئوا حليب أطفالكم بالغمام , ليس عليكم من تثريب ولا مندوحة , واحمدوا عند الصباح السرى ).
الكمنجة التي تسير دقيقتين وحيدة ثم تندلع من خلفها أعاصير الأوركسترا , غزالة تنادي على ريماتها فيسرعن نحوها وتختلط أصواتهن مع رائحة العشب الندي . ليست حزينة إلا بقدر أمك حين كنت مصابا بالحمى ,ليست غامضة إلا بقدر النمش على وجه حبيبتك , الكمنجة التي تقول ما لم تتسع له أبجديات اللغات كلها اتسعت له أربعة أوتار في الكمان . الكمنجة التي تبرهن أن الكون بالفعل أوتار فائقة , الكمنجة الوحيدة كآخر صفحة في الجريدة , كشهاب مر عبر سماء قريتنا , توهج , حكى عن كل شئ , ثم ترجل في الفراغ. تاركا للعالم مشقة تأويله .
"من بعد فرقتنا ديك"
زاد الشجون شئ من المواعظ في الأديان البائدة , تلك الحكايات التي تتمدد لتكون صالحة لكل الهزائم و الأفراح ,حكم غامضة يقولها القديسون فيرتعش كل حواري ظنا منه ان السماء تكاشفه على لسان بشري , وهو لا يعلم أنه نرسيس آخر يظن أنه يعني العالم . حين يقول "ماف عيشة براك بتبقى وماف ريد " أتذكر الصمت الجنائزي الذي يعقب أول يوم في الفراق , حينا تتظاهر أن كل شئ على ما يرام بينما الشموع في صدرك تذوي , وتبدأ مخلوقات الظلام في حياكة اكتئابك لشتاء طويل .
زاد الشجون محلول وريدي في جسد يحتضر , يسرى عبرك اوردتك فتزهر و ترتعش . السجارة الأخيرة لرجل على حبل المشنقة , القبلة الأخيرة لإمرأة ستخونك بعد قليل , الوسامة الذكورية المقيتة لرجل لن يحبكِ أبدا.
زاد الشجون هي التهويدة التي تنام عليها قصص حبنا للمرة الاخيرة , هي الضامن الوحيد اننا لن نلتفت الي الخلف...أبدا
زاد السجون أن أوصيكِ بالحب وتوصينني بالنسيان

❤️
Lowai Abd Elaziz

إني لأعجَبُ مِن عُمرٍ بلا هَدفِ
يُفنَى هَباء بين اللهوِ والتَّرَفِ

يمضي كأنّ سنينَ العمر نافلةٌ
لا حَقَّ فيها لميعادٍ وذي خَلَفِ

ما أحقرَ العمرَ إنْ مرَّت دقائقُهُ
مِن غير قصدٍ عظيم ماجدٍ حَصِفِ

هذي الحياةُ سرابٌ، جُلُّ عابِرِها
قد غرَّرَتهُ، وقَلَّ القاصِرُ الطَّرَفِ

-لقائله.

أُناجيك بكلِّ ذرة خوفٍ فيّ، أناديك يا كريم، أنت أعلم بدواخلي وخباياي، يراني الناس بهيئة الروح الرقيقة السعيدة، وأنت تراني من حيث أنا أنا، لا من موقع ابتساماتي وضحكاتي، تراني من عندك بكل الندوب والظلام الدامس، وترى مخاوفي جلية أمامك، أُناجيك يا كريم، بمعرفتك لي وقدرتك علي أن تزيل هذه الأثقال عن كتفيّ، وتقتلع أوتاد الجبال من صدري وتزيح همي وترفع قدري وتجعلني أسمو بجناحين من الحب ولا تجعلني أزحف من الخذلان والكراهية، أناديك أن تغيث هذه الروح الكليمة.

يراني الناس أتراقص طرباً ولا أحد يعلم الحقيقة، يرونني أطير بأجنحة الفرح مشرعة روحي للرياح تنفضها من كل الأكدار ولا يعلمون أن بين هذه الروح ما بين دفتي كتاب به قصص الحزانى وأتراحهم، مبللة بالدموع، تئن الليالي الطوال من ألم الأكتاف التي تحمل هموم العالم أجمع، أنت وحدك أعلم، أنت وحدك من تعلم أن وراء هذه الروح المرحة حقيقة مُرّة وحزن دفين؛ لذا أناديك أنت مولاي لا أدعو سواك، وأنيخ راحلة الأحزان ببابك وحدك وأبوح لك بما تعلمه عني منذ الأزل، وأُسرّ إليك بحقيقتي التي تعلمها وأقول هذه أنا بكل عطب روحي ودقات قلبي المتسارعة، أدق الباب ولا أرجو سواك، ثقتي بك لا بسواك يا رب العالمين.

#دعاء_عبدالمنعم

حَنِين شتاتُ فِكْرٍ و بعثَرةُ أحْرُف...
https://www.tg-me.com/D7aneen

بمرور الشهر السادس وبضع اسابيع من ذلك التاريخ
تغير من حولها ولكن اجسادهم لم تتغيربل تغير الاصعب من ذالك !
وكأنها عود كبريت بوهج ابهت من ان يعكس ظل وجهها في الظلام مثبت بمكعب ثلجي اسفله .
لم تتغير الفكرة وحدها حتى احاديث اكواب الشاي الدافئة بعد كل وجبة تغيرت ما الذي جعل هذا الشهر مختلفاً ليبدو كعاصفة من قطب شمالي ام انه تاريخ يشابه هذا الشهر بعام اشعلوا الالعاب النارية بدونها لا تعلم .
كانت تفعل شيئاً واحداً وهو الانتظار ان يمازحها احد بنفس الاحاديث او ان يقودهم احدها الي الشهر الاول حيث كانت تجمعهم ذات الفكرة .
تبيان بابكر

دائماً ما أحب الكتابات النصية أن تنتهي الفكرة ارتجالاً بنص أو ترسم معها أبطالاً لتصبح رواية .

لربما خرج هذا النص من ليلة أرهقت صاحبها طويلاً فأمسك جهازه المحمول بجاوره في هدوء كان يفكر بأن يدون سطراً لعله يجيد الكتابة يوماً ما ليجد نفسه تحتضنه عشرات النصوص كدمية من قماش محشو بقطن تبقى من حشوة وسادته.
كصديق خيالي تتحدث اليه كثيراً ولأنك تحب الثرثرة لطالما ينتهي حديثك بنص فأنت لا تكتفي بسرد القصة فقط بل تصنع منها عروساً فاتنة بالكثير والكثير من مساحيق التجميل والزينة .
فلا زالت الأبجدية ملاذاً حتى وإن هجرتها أياماً تعود لتحتضنها وطن .
تبيان بابكر

اللهم انت ربي انت معيني ، أرني دربي ويسر لي أمري وأنرّ قلبي وخذ بيدي وأختر لي خيراً وأمحي ذنبي وكن معي يا الله .

وأخاف شوق العمر كلو يفاجأك يوم في عينيّا🧡.

يارب قد تركناها لتدبيرك وتسهيلك وأنت خير المبشرين .

لم تكن نظرة الناس لنا حقيقية في يوم من الأيام، لم ينصفونا انصافا حقيقياً، إمَّا رفعونا وزادوا على محامدنا أطنان أوصافٍ حِسان، وقالوا أن اللّٰه قد منَّ علينا بجميل الخصال والأخلاق مما لا عين رأت ولا أذن سمعت وأضافوا جمالاً لم نملك منه مثقال ذرة وخيراً لم تنله أيدينا. وإمَّا أساؤا وأنكروا جميلنا وقالوا أن اللّٰه لم يخلق شراً في بني آدم عدانا، خرج الجميع من ذرية أبينا آدم شُرفاء وأصحاب فضل إلا نحن، فكُنا زكاةً لتلك البشرية الصالحة وخرجنا نحن لنشابه إبليس، وقالوا أن اللّٰه صبّ غضبه علينا فحرمنا الاحسان وكريم الخصال ووضع في قلوبنا الشرّ كله.

إنه حقاً لمنطق تعجب منه النفس ويستثير دواخلها بكل الأشجان المحتملة إن تركنا أنفسنا للبشر وتقييمهم وكلماتهم التي قد تخرج من نفس مُحبة لا تقبل فيك قولاً وقد تخرج من نفسٍ تكرهك وتقول فيك شر القول.

إن في الاتكال على البشر ونظراتهم ضياعٌ محتم وسقوط مضمون في جُروف الخوف والمهانة والتوتر بيد أن بعض الناس من المُقربين أؤلئك الذين يلبسون نظارات الحكمة ليحجبوا المحبة من تدليس الحقيقة هم أولوا معروف وأصحاب فضل كبير علينا، أؤلئك الذين ينصحون نصحاً حكيماً لا تعميه المحبة ولا تدنسه كراهية خفية، هؤلاء هم من رحمات الإله التي أغدقها علينا وجعل لنا من أنفسنا ومنهم ناصحين أمينين.
في التحرر من الناس و نظراتهم والاتكال على نظرة اللّٰه لك في السرّ والعلن رِفعة سامية وراحة عجيبة، أن يراك الناس بهيئتك وروحك السطحية ويراك اللّٰه بحقيقيتك دون شوائب دون زوائد دون ظلم أو مدح في غير مكانه حقاً إنها الراحة الحقيقية.

في البحث عن رضا الناس مشقة لا يُدرِك طالبها مبتغاه، وفي الاتكال على رضا الناس خسران لا نجاة، فابحث عن الناصح الأمين وعن رضا اللّٰه في كل وقت وحين، تجد الراحة من نظرات البشر وتخفيفاً لأثقال السنين.

#دعاء_عبدالمنعم

مما قيل عند حزن الصديقة:
‏"صَديقةُ الرُّوحِ هاتِ الحُزنَ أنحرهُ
فِدىً لقلبكِ إنْ ضَاقت مساعيهِ".

الوداع الأخير :

الفصل الأول :
مدخل :

كانتِ الساعة قد نصبت عقاربها على الثانية عشر بعد منتصف الليل، ممرات المشفى خالية تماماً، كنت جالسة هناك على كراسي الانتظار على بعد من وحدة العناية المُكثفة، خرج الطبيب وأشار إليّ لألحق به إلى غرفة سلوى، لا أصوات في الأرجاء سوى بكاء طفل قادم من عنبر الأطفال، يبدو أن المرض قد تمكن منه ولم يترك جفنيه ليعانقا بعضهما، الصوت الوحيد هنا صوت قدماي أجرهما جراً وكأن بهما أثقال حديد وكأنني مُقادة إلى مصيري، في تلك الغرفة فقط يمكن الحكم عليّ بالحياة أو الاعدام، أو هكذا ظننت.

فتح الطبيب الباب بعد أن أجبرني على تلبُّس الأقنعة والأكياس الطبية وسمح لي بعد ثلاثة أيام من الحرمان بإلقاء نظرة عليها.

جلستُ على السرير بالقرب من قدميها وتحسستها وتلمستُ أصابعها، أردتُ أن أُشبع يدي من تفاصيلها، أردتُ أن أكيد المرض والشوق، وأخبرهم أنني الآن قريبة جداً منها لا يفصلنا سوى نومها العميق وغيبوبتها الطويلة، تسارعت دقاتُ قلبي وتولَّد داخلي شعور المحبة القديمة وتهافتت على ذاكرتي الضائعة ذكريات قدوم سلوى لهذا العالم. ليلة مقمرة بدا فيها البدر ظاهراً واعتلى صفحة السماء يتباهى بكونه يزين سماء القرية في هذه الليلة، وخرجتْ هي في فجر ذلك اليوم لتقول للقمر لا تُرهق نفسك هأنذا قدمت على هذا العالم وصرفت أعينهم عنك وأنرتُ المنزل وجلبت الخير ونزلت معي رحمات الله على الجميع، أتذكرك يا ابنتي، أتذكرين؟ أول أيام المدرسة وأنا أقتادك إلى المعلم لأخبره أنك أصغر من جميع الصف لكنك نبيهة ذكية، أتذكرك حين تخرجتي من الثانوية وعملتي معلمة في أطراف البلاد، سِرتِ في دروب كثيرة وعلمتك الحياة الكثير من الدروس على هيئة بشر وابتلاءات وأمراض، لقد قاسيتِ الكثير يا سلوى، لقد كانت جميع أنّاتك محسوسة في قلبي، أتذكرك عروساً تزينت وسط قريناتها وقد ازدانت بحسنها وشابهت أقمار السماء حينها تذكرت قول الشاعر في ابنته :
عقيلةُ أترابٍ توالينَ حولها كما دارَ بالبدرِ النجومُ الزوَاهر

أتذكرين أول حبك لحسن ذلك المهندس الزراعي الذي اقتطف زهرة منزلنا اليانعة فرعاها ووالاها بالسُّقيا والاهتمام، هو الآن يقفُ بالخارج ذهب ليأتي بالأولاد، جميعهم يريدون لقائك وتقبيل قدميك، جميعهم يريدون تلك الجنة أن تحيا لا أن تتوراى بالثرى، يريدون باب الخير والثواب ببِركِ، لا يريدون انقطاع كرم اللّٰه الموصول بك.

بين يديّ أصابعك التي واليتها بالعناية والاهتمام وأطرافك الغضة منذ الطفولة إلى هذه اللحظة، وفي ذاكرتي كل خطوة سرتها وكل عثرةٍ مررتِ بها، جدائلك السوداء ووجهك المستدير وابتسامتك الجميلة، هأنتِ ذي عليلةٌ طريحة الفراش، هاهو قلبي يتفطَّر كلما دقّ جهاز الانذار بانخفاض ضغطك، هأنا واقفة أمامك وجسدك مزروع بالأجهزة وفي دمك محاليل كثيرة، اشتقتك واشتقت لطاولة الغداء يوم الجمعة واشتقت لتجمعنا معاً وضحكتك يا ابنتي، ألم تعلمي أنني اشتريتُ آنية جديدة، قلت لنفسي لا أخرجها حتى تخرج سلوى ونأكل سوياً على طاولة واحدة، أما آن الأوان يا ابنتي؟ أما آن الأوان لتخرجي من سُباتك وتقومي مهرولة نحوي؟ أما آن لهذه القدمين أن تسير إلى منزلها وتتحرق لوضع الخضاب؟ أما آن لخصلات شعرك المُتمردة أن تترتب؟

#يتبع
#دعاء_عبدالمنعم

‏صباح الخير يا وجهًا جميلاً
‏وكلّ الحُسنِ فيكَ إذا ابتسمتَ
‏ستطلع شمسُ هذا اليوم فينا
‏لأنَّكَ مِن منامِكَ قد أفقتَ

-صبَّحكم اللّٰهُ بالخير أهل حَنِين. 🤍