لا أستطيع أن أرجع، ثمن هذا الطريق كان روحي .

أعتقد أن أول خطوة للتصالح مع الذات، هو أن يبقى الشخص مُمتناً للأخطاء التي أوصلته لمرحلة الوعي .

وفي نهاية كل يوم تَصُب أمنياتك القديمة في جِرارِ أيامك الجديدة، وبدلًا من أن تتحقق تتعتّق .

هذا النضج الذي أرتديه لم تلبسني إياه الأيام كهدية، لقد نسجته من تجارب قاسية وأخرى كادت أن تكون الأخيرة، وهذا الهدوء الذي يعلو ملامحي قد سبقه اندفاع كلفني كثيراً وقبل أن أقف بثبات هكذا تأرجحت وسقطت مرات وعدت من حافة الهاوية، كل خيط في هذا الثوب قد دفعت ثمنه بعضاً مني .

أحد الأسباب التي تجعلني أتجنبُ الكلام بقدر الأمكان، لأنني دائمًا أقول أكثر أو أقل من المطلوب، وهذا شيء بشع بالنسبة لشخص لديه ولع بالحقيقة مثلي .

Samuel Beckett.

ولحظة انتهاء العاصفة، لن تتذكر كيف نجوت منها، لن تتذكر كيف تدبرت أمرك لتنجو ..
ولن تدرك هل انتهت العاصفة أم لا !
ستكون متيقناً من أمر واحد فقط :
حين تخرج من العاصفة، لن تعود الشخص نفسه الذي داخلها ..
ولهذا السبب وحده، كانت العاصفة !

Haruki Murakami.

حينَ تَصِل إلى مرحلة الوَعي العميق ستتوَقّف عن تضخيم أحد، ستُعطي كل شخص حجمه الطبيعي، ولن يرى مِنكَ إلا ما تراه منهُ، لن تهتم إن هجرَكَ أحد أو حاولَ خِذلانك حتى، لن تعود الكلمات المعسولة تجذِبُك، ولا البدايات المُريحَة تُغريك، لأنك أصبحت على معرِفة بتقلُّب الناس من حولِك، ستُراهِن على شخصيتك فقط لأنكَ على يقين تام لا قيمَة لمن لا يُوَقّر نفسه ومن لم يضَع حدَّا لإستِنزاف مشاعره .

قد يمنحك أحدهم الأمل وداخله إحباط، وقد يمنحك النور وداخله مملوء بالعتمة، قد يمنحك الأمان وهو لا يملك جهة امان واحده، من قال أن فاقد الشيء لا يعطيه .. بل فاقد الشيء يعطيه ببذخ .. لأنه أدرى الناس بمرارة فقدانه .

خطواتي لم تكن خاطئة، ووجهتي كنتُ أدركها جيداً، لكنني كنتُ بالمكان الخطأ، بالمساحة الجغرافية التي لا تُرحب بالأحلام .

في حواراتنا الطويلة والمُعقدة، حين تقولين : “بالنسبةِ لي” تنتهي عندي وجهة نظر العالم .

وفي نهاية اليوم، تستوعب أن الأيام المشحونة بالإنشغال تحفظك من خطيئة الإكتراث لتوافه الأمور .

أعرف حدودي جيدًا فلا أتخطاها، أعرف متى يجب علي أن أتحدث ومتى أصمت، متى أتواجد في مكان ما، ومتى علي أن أُغادره، متى أكون في هذه العلاقة ومتى أنسحب منها بكل هدوء، أعرف جيدًا كل هذا ولا احتاج لتنبيهات خارجية بأي شكل من الأشكال .

مؤخراً أصبحت أتجنّب الكثرة بكل أشكالها، في الشعور، والكلام، والمعرفة، والصداقات، كل ما أحتاجه هو أن أمضي حياتي كلها وأنا أعرف حدودي، وأحميها جيداً ولا أتخطاها .

لستُ ممّن يحبّون الحزن على الإطلاق، بالعكس أملك روحًا تحبّ الضحك والمرح، لكن هناك أوقاتٌ تحدث فيها أمورٌ تطفئ هذا الكون بأكمله في عينيّ .

أرجو أن تكون النهاية السعيدة في مكان ما سأصل اليه يوماً، وأن تنتهي جولتي من الركض وراء أحلامي بنيلها لا بالندم عليها، وأن تستحق الوجهة الأخيرة عناء الوصول إليها منذ البداية .

" الإنشغال نعمة "
لأن الفراغ يضخم غالبية الشعور، يضخم العاطفة، يضخم التعب، يضخم الألم ..
الفراغ هو العدو الحقيقي للإنسان، وأكبر نقمة قد يواجهه المرء في حياته، وأثق أن الغارق بانشغالاته يكون متزن بانفعالاته تجاه الحياة .

كُل شيء مُعَرض لسوء الفِهم حتى صمتك .