Telegram Web Link
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
دعاء الامام الحسين عندما حاصره الأعداء يوم‌ عاشوراء

ويُروي‌ عن‌ سيّد الساجدين‌ وزين‌ العابدين‌ عليه‌السلام‌ أنّه‌ قال‌ :

لَمَّا صَبَّحَتِ الْخَيْلُ الْحُسَيْنَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ ، رَفَعَ يَدَيْهِ وَ قَالَ :

اللَهُمَّ أَنْتَ ثِقَتِي‌ فِي‌ كُلِّ كَرْبٍ ؛ وَأَنْتَ رَجَائِي‌ فِي‌كُلِّ شِدَّةٍ ؛ وَأَنْتَ لِي‌ فِي‌ كُلِّ أَمْرٍ نَزَلَ بِـي‌ ثِقَةٌ وَعُدَّةٌ .

كَمْ مِنْ هَمٍّ يَضْعُفُ فِيهِ الْفُؤَادُ ، وَتَقِلُّ فِيهِ الْحِيلَةُ ، وَيَخْذُلُ فِيهِ الصَّدِيقُ ، وَيَشْمَتُ فِيهِ الْعَدُوُّ ؛ أَنْزَلْتُهُ بِكَ ، وَشَكَوْتُهُ إلَيْكَ ، رَغْبَةً مِنِّي‌ إلَيْكَ عَمَّنْ سِوَاكَ ؛ فَفَرَّجْتَهُ عَنِّي‌ ، وَكَشَفْتَهُ ، وَكَفَيْتَهُ .

فَأَنْتَ وَلِي‌ُّ كُلِّ نِعْمَةٍ ، وَصَاحِبُ كُلِّ حَسَنَةٍ ، وَمُنْتَهَي‌ كُلِّ رَغْبَةٍ .

#دعاء لكل الحوائج
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
هنا سوف تقرأ من هو العباس عليه السلام 👇
#تابع معنا
العباس نصير الحسين

في تلك الأيام المبكرة من عمرنا حيث كنا ننظر إلى الحياة بعين واسعة بريئة ، ونشم عبق المثل بإحساس مرهف وروح شاعرية ، في تلك الأيام كنا نتوجه ـ في ليالي الجمعة ـ تلقاء حرم أبي الفضل العباس ابن علي عليه السلام في وطننا الجريح في كربلاء المقدسة ، فندلف إلى الصحن الشريف بشوق ، وندخل الرواق برهبة . فإذا اقتربنا إلى ضريحه الميمون ، ارتسمت في أذهاننا صورة ذلك البطل العظيم ، ممتطيا صهوة جواده المطهم ، ورجلاه تخطان الأرض ...
ووجهه كفلقة بدر 1 ، وفي يمينه الحسام وقد حمل القربة يريد المشرعة التي حاصرها أربعة آلاف مقاتل وكّلهم بها عمر ابن سعد بقيادة عمرو بن الحجاج . وذلك منذ يوم تاسوعا من عام 61 للهجرة ، حيث قدم شمر ابن ذي الجوشن إلى وادي كربلاء ، ومعه رسالة من عبيد الله ابن زياد ( المتسلط على الكوفة من قبل يزيد بن معاوية ) في تلك الرسالة أمر ابن زياد قائد جيشه عمر ابن سعد بأن يمنع على الحسين وأهل بيته و أصحابه ـ عليهم السلام ـ ماء الفرات .

فلما انتصف النهار من اليوم العاشر ، وسقط العديد من أصحاب الحسين ـ عليه السلام ـ ومن أهل بيته ، صرعى أثر العطش بأهل البيت ، وبالذات بالأطفال الصغار ، وارتفعت صيحات " العطش ، العطش " فكادت تمزق قلب سقاء كربلاء أبي الفضل العباس ، صاحب لواء العسكر الحسيني . والذي لقب بهذا اللقب بعد أن قاد حملة ناجحة إلى الفرات وجاء بالماء إلى المخيم قبل يوم عاشوراء حسب بعض التواريخ .
لقد كان العباس بطلا شهدت له المواجهات العسكرية التي كانت بين الإمام أمير المؤمنين علي ـ عليه السلام ـ وبين أصحاب الردة ، ولعله اشترك في فتح المشرعة مع أخيه الحسين ـ عليه السلام ـ في بعض المعارك عندما سيطر أصحاب معاوية على الفرات ومنعوا أصحاب أمير المؤمنين منه . فلما تمادى في غيه ، ولم يقبل نصيحة الإمام عليه السلام بفتح الشريعة سلميا خطب الإمام علي عليه السلام في أصحابه خطابا حماسيا ، وكان فيما قال : " أرووا السيوف من الدماء ، ترووا من الماء " . وحمل أصحابه على المشرعة بقيادة السبط الشهيد وأخيه العباس حسب هذه الرواية ، فلما فتحوها أباحها الإمام لاعداءه كما جاء في بعض الروايات ، بيد أن أهل الكوفة الذين حاربوا معاوية بالأمس تحت راية الإمام علي ، انضووا اليوم تحت راية يزيد بن معاوية وعدو يحاربون سيد شباب أهل الجنة وأصحابه وأهل بيته ، ويمنعونهم عن الفرات .
وها هو سيدنا العباس يجد نفسه محاطا بأكثر من أربعة آلاف من الأعداء الشرسين ، فهل يمنعه ذلك من اقتحام المشرعة ؟
كلا .. ان أصوات الاستغاثة التي ارتفعت من حناجر آل الرسول منادية بالعطش ، استنهضت البطل الأبي ، فتقدم إلى الإمام الحسين ـ عليه السلام ـ واستأذنه في المبارزة ، بيد ان الإمام الحسين عليه السلام لم يأذن له في البدء قائلا : " أنت صاحب لوائي ، والعلامة من عسكري " .
فقال أبو الفضل : " يا أبا عبد الله ؛ لقد ضاق صدري " .
فأذن الإمام الحسين ـ عليه السلام ـ له ، وقال : " اطلب لهؤلاء الأطفال قليلا من الماء "
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
ماهو السر ان العباس ع باب للحوائج ⁉️
مجربات لقضاء الحوائج وكشف الهموم ٍ
ماهو السر ان العباس ع باب للحوائج ⁉️
وهناك الدعاء المعروف الذي يتلوه المؤمنون حينما تصيبهم ضائقة ، وتحيط بهم بائقة ، يقولون : " الهي بحق كاشف الكرب عن وجه اخيه الحسين ـ عليه السلام ـ اكشف كربي " .
قلت بلى .. واني شخصيا اجرب ذلك دائما ، بل لا يمر علي يوم إلا واشاهد هذه الحقيقة . فكلما اصابتني ازمة ، دعوت الله سبحانه وتعالى ، وتوسلت اليه بأبي الفضل العباس باب الحوائج ونذرت له علي مئة صلاة على النبي وآله لاهدي ثوابها إلى روحه الكبير ، فإذا بالكربة تنكشف ، والازمة تتفرج .
ولكن السؤال العريض لماذا خص الله سبحانه وتعالى أبا الفضل عليه السلام بهذه الميزة العظيمة ؟ فما من احد في شرق الارض وغربها ، يدعو الله بكربة أبي الفضل ، إلا ويفرج الله كربته ؟ لماذا ، ماهو السر في ذلك ؟

كان الجواب ما يلي :

لعل احدا من أصحاب الحسين وأهل بيته ـ عليه وعليهم السلام ـ لم يمر بلحظة حيرة ، كما عاناها سيدنا العباس في وسط المعركة . حيث كانت امنيته الوحيدة ايصال الماء إلى المخيم ، حيث يتلظى الأطفال عطشا . لقد كانت القربة التي حملها ببقايا يديه النازفتين ، كانت أغلى عنده من حياته . وكان عشرات المئات من الرماة يمطروه بوابل من السهام ، فاختار العباس طريقا قريبا إلى المخيم بين النخيل ، لعله ينجو من الأعداء بالقربة . ولكن الخيبة الكبرى كانت عندما وجد العباس سهما يخترق القربة ، ويسيل ماءها ، هنالك سالت نفسه مع ذلك الماء فوقف وسط المعركة فلا يدين يذب بهما عن امام زمانه الحسين ـ عليه السلام ـ ، ولا أمل له في الحياة . فوقف آيسا من الحياة عازما على الموت .
بلى .. لعل تلك اللحظة التي عاشها أبو الفضل بكل صبر ويقين كانت عظيمة عند الله فعوضه الله عنها بأن جعله بابا للحوائج أوليس قد خابت حاجته في الدنيا .
بلى .. كذلك كان أبو الفضل ، وكذلك يعطي الله سبحانه عباده الصالحين الذين يخلصون العمل له ، يعطي لهم أجرا جزيلا وفضلا كبيرا ، وقد قال تعالى :
﴿ ... إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيِصْبِرْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ 2 .
وقال سبحانه :
﴿ سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ * كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ﴾ 3 .
فاذا اخلد الله ذكر الانبياء ، وجعل السلام عليهم في العالمين ، لانهم كانوا محسنين ، ولانه لا يضيع أجر المحسنين فلم تستغرب اذا أكرم أبا الفضل العباس على موقفه العظيم .
عندما جعل أمنيته سقاية أهل بيت الرسالة ، ولم يبال بقطع يمينه في سبيل الله ، بل قال وبكل صراحه :
و الله إن قطـعتم يميـني * إني أحامي أبدا عن ديني
وعن إمـام صادق اليقين *
نجل النبي الطاهر الأمين
ثم قطعت شماله فلم يبال ، بل انشد يقول :
يا نفس لا تخشى من الكفار * وابشري بـرحمة الجبار
مـع النبي السيـد المختار *
قد قطعوا ببغيهم يساري
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
نافذ البصيرة ⁉️
مجربات لقضاء الحوائج وكشف الهموم ٍ
نافذ البصيرة ⁉️
نافذ البصيرة

مما تميز به أبو الفضل العباس ـ عليه السلام ـ العلم حتى جاء في حديث شريف : " قد زق العلم زقا " 9 . وعلمه كان نابعا من البصيرة واليقين .
ان بصيرته جعلته يتمسك بعروة الولاية الالهية ، وان صلابة ايمانه وصدق يقينه جعلاه لا يأبه بالحياة ، فحينما جاء اليه شمر ابن ذي الجوشن في اليوم التاسع من شهر محرم في تلك السنة بأمان من عند ابن زياد ، واراد ان يفرق بينه وبين أخيه . وكانت بين شمر وبين أبي الفضل العباس علاقة الخوئلة ، لان أم البنين كانت من تلك القبيلة التي ينتمي اليها الشمر ابن ذي الجوشن ، فجاء شمر حاملا الأمان ودعى أبا الفضل واخوته قائلا : أين بنوا أختنا ؟ سكت اخوة العباس احتراما لاخيهم الأكبر ، وسكت العباس احتراما لإمامه ، وحجة الله عليهم الحسين ـ عليه السلام ـ ، وكرر شمر النداء وبقي أبو الفضل ساكتا لا يجيبه ، فقال الحسين ـ عليه السلام ـ لهم : " اجيبوه ولو كان فاسقا " .
قالوا ( لشمر ) : ما شأنك وما تريد ؟
قال : يا بني اختي انتم آمنون ، لا تقتلوا انفسكم مع الحسين ، وألزموا طاعة أمير المؤمنين يزيد .
فقال له العباس : لعنك الله ، ولعن أمانك . تؤمننا وابن رسول الله لا أمان له ، وتأمرنا ان ندخل في طاعة اللعناء واولاد اللعناء ؟ 10
فرجع الشمر مغضبا .
انظروا إلى يقين العباس ، ذلك اليقين الذي وصفه به الإمام الصادق ـ عليه السلام ـ حيث قال : " كان عمنا العباس بن علي نافذ البصيرة ، صلب الايمان ، جاهد مع أبي عبد الله ، وأبلى بلاءا حسنا ، ومضى شهيدا " 11. فالعباس ـ عليه السلام ـ كان يعرف ان الزمن يطوى بسرعة ، وان الحياة لا تبقى لاحد ، وان الابدان قد خلقت للموت ، فلم البخل بها عن الشهادة وهي ارفع وسام ، وقد قال الحسين ـ عليه السلام ـ :
وان تكن الابدان للموت انشأت * فقتل امرء بالسيف في الله أفضل
وهكذا حينما دخل المشرعة ، واغترف الغرفة من الماء كانت كلمته رائعة حينما قال ـ عليه السلام ـ :
والله ما هذا فعال ديني *
ولا فعال صادق اليقين
لقد كان اعزم ما في العباس ـ عليه السلام ـ يقينه ، وهذا ما نقرأه في زيارته التي سوف نستعرضها في فصل قادم انشاء الله ، لقد انفتحت بصيرة العباس منذ سن مبكر على حقيقة التوحيد ، ولذلك تجده عندما يجلسه والده سيد العارفين أمير المؤمنين ـ عليه السلام ـ في حجره المبارك وهو صبي فيقول له : قل واحد ، فيقول واحد .
فقال له : قل اثنين ، فيمتنع قائلا : اني استحي ان اقول اثنين بلسان قلت به واحدا 12 .
بلى .. ان قلبه الذي وعى وحدانية الرب ، كيف يسمح له بأن يقول اثنين ؟
وكما يقين أبي الفضل ، كذلك تسليمه لله كان في القمة ، بلى ان صفة التسليم ناشئة حقيقة اليقين . وسوف نعود إلى نصوص زيارته ، وترى كيف تؤكد على صفة التسليم ، واي تسليم أعظم من الطاعة التامة لامام زمانه ، والصبر معه حتى الشهادة .
وكان من صفاته عليه السلام البطولة النادرة ، وانما حمل لواء الحسين ـ عليه السلام ـ لشجاعته النادرة ، وبطولته العظيمة .
قال بعض الرواة ان العباس ـ عليه السلام ـ شارك في حرب صفين مشاركة فعالة ، وقالوا : خرج من جيش أمير المؤمنين ـ عليه السلام ـ شاب على وجهه نقاب تعلوه الهيبة ، و تظهر عليه الشجاعة يقدر عمره بـ " 17 " سنة ، فطلب المبارزة فهابه الناس ، وندب معاوية اليه أبا الشعثاء فقال : ان أهل الشام يعدونني بألف فارس ولكن ارسل اليه احد اولادي ، وكانوا سبعة . وكلما خرج احد منهم قتله حتى أتى عليهم . فساء ذلك أبا الشعثاء واغضبه ، ولما برز اليه ألحقه بهم ، فهابه الجميع ، ولم يجرأ أحد على مبارزته ، وتعجب أصحاب أمير المؤمنين من هذه البسالة التي لا تعدو الهاشميين ، ولم يعرفوه لمكان نقابه . ولما رجع إلى مقره دعاه أمير المؤمنين و ازال النقاب عنه ، فاذا هو العباس ـ عليه السلام ـ 13 .
والبطولة لا تعني مجرد منازلة الاقران ، بل جملة صفات انسانية سامية كالشهامة والاباء والتضحية والوفاء والمواساة . وهكذا كان العباس ـ عليه السلام ـ ؛ انظروا كيف حارب ، وكيف استشهد .
لقد استشهد العباس وهو يطلب الماء للعطاشى ، وكان اهتمامه بالماء اكثر من اهتمامه بنفسه ، فلم تكن غايته كشف العدو عن نفسه بقدر ما كانت غايته الاحتفاظ بالسقاء سالما ، لايصاله إلى حيث العطاشى من أهل بيت الرسالة .
هذا هو الذي يجعلنا نقف اجلالا لبطولته النادرة ، بينما اعداؤه حاربوه بالغدر . لقد كانوا أجبن من مواجهته ، حيث رشقوه بالسهام ، ثم كمن له احدهم من وراء نخلة واغتال يده . كانت الضربة مجرد فتك ، وهكذا تتجلى شجاعة سيدنا العباس ـ عليه السلام ـ كما يتبين مدى جبن الطرف الآخر ، وهو لم يزل يسعى لايصال الماء إلى المخيم . هذه هي الشجاعة النادرة التي يقف التاريخ اجلالا لها .
اما وفاؤه فهو الآخر في القمة ، حيث استقام في الدفاع عن حجة الله حتى أخر لحظة ، وقيل انه حينما حضر الإمام الحسين ـ عليه السلام ـ عنده كان به رمق ، انتبه العباس ـ عليه السلام ـ ، وقال : " يا هذا إذا اردت ان تقطع رأسي فاصبر حتى يأتي
مجربات لقضاء الحوائج وكشف الهموم ٍ
نافذ البصيرة ⁉️
أخي ، والقي عليه نظرة أخيرة " .
فقال له الحسين ـ عليه السلام ـ : " هذا أنا أخوك " ، ووضع رأس العباس في حجره .
فتقول هذه الرواية بأن أبا الفضل رفع رأسه ووضعه على التراب ، فقال له أبو عبد الله الحسين ـ عليه السلام ـ : لم تفعل ذلك يا أخي ؟
فقال وهو يلفظ انفاسه الأخيرة : يا أخي ؛ أنت تضع رأسي الآن في حجرك ، فمن يضع رأسك في حجره بعد ساعة ؟
وسواءا صحت هذه الرواية ام لا ، فان مجمل سلوك العباس ـ عليه السلام ـ تجاه أخيه يدل على هذا النوع من التعامل .
هكذا واسى أخاه في لحظة الوفاة ، كما واساه في رمي الماء على الماء وهو يتلظى عطشا مواساة لأخيه وأهل بيته الطاهرين .
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
مجربات لقضاء الحوائج وكشف الهموم ٍ
#الوداع
الوداع

حينما انطلق أبو الفضل العباس ـ عليه السلام ـ كالسهم إلى المشرعة ، يحمل السقاء والسيف واللواء ، وقف الحسين ـ عليه السلام ـ على مقربة من المخيم يستشرف المعركة ، ولعل بعض النسوة من أهل البيت كن يرمقن وجه الحسين ـ عليه السلام ـ ، لان في وجهه كانت ترتسم صورة تلك المعركة الفاصلة .
يقتحم العباس المشرعة ، يفر المدافعون عنها فرار المعزى عن الأسد الهصور ، يحمل الماء ويأتي به . ولعل هذه الصور المشرقة كانت ترتسم في ملامح سيد الشهداء ـ عليه السلام ـ فتزداد اشراقا وانشراحا ..
ولكن العباس ـ عليه السلام ـ يختار طريقا قريبا إلى المخيم ، وهو طريق النخيل . فيكمن له الاعداء بينها ، وينادي عمر بن سعد بجنده البالغ عددهم ثلاثين ألفا ؛ لا تدعو العباس يصل إلى أصحاب الحسين ، فإنهم لو شربوا الماء لم ينج احد منكم من المقتل .
وهكذا تتعبأ كل القوات ضد البطل ؛ أربعة آلاف من الرماة يوجهون نبالهم على العباس .. وينتشر سائر المقاتلين بين النخيل ليحولوا بين العباس وبين المخيم . فيكمن بعضهم له بين النخيل ، ويقطعون يمينه ثم يساره ، ولكن العباس ينطلق كالسهم إلى المخيم لعله ينجح في مهمته التي أمره بها الإمام الحسين ـ عليه السلام ـ .
كانت لحظات حاسمة ، وكانت السهام تتقاطر عليه كوابل من المطر ، وكان العباس ـ عليه السلام ـ يرتجز ويقول :
لا أرهب المـوت اذا الموت رقا * حتى أوارى في المصاليت لقى
نفسي لنفس المصطفى الطهر وقا *
اني أنـا العباس اغدو بالسقا
ولا أخاف الشر يوم الملتقى 19
فجاء سهم فأصاب القربة واريق ماؤها ، ثم جاءه سهم آخر فأصاب صدره فانقلب عن فرسه وصاح إلى أخيه الحسين : أدركني .
فلما رأه صريعا بكى . وقال : " الان انكسر ظهري وقلت حيلتي " .
وقالت رواية : ضربه ملعون بعمود من حديد ، فلما رأه الحسين ـ عليه السلام ـ انشأ يقول :
تعديتم يا شـر قـوم ببغيكـم * وخالفتم ديـن النبـي محمــد
اما كان خير الرسل اوصاكم بنا *
اما نـحن من نجل النبي المسـدد
اما كانت الزهراء أمي دونـكم * اما كان من خير البريـة أحمـد
لعنتم وأخزيتـم بمـا قد جنيتـم *
فسوف تلاقوا حر نـار توقـد 20
وعاد الإمام الحسين ـ عليه السلام ـ إلى المخيم ، وارتسمت على محياه علامات حزينة .
لقد فقد نصيره الأول ، وصاحب لواءه ، والعلامة من عسكره . تقول الرواية انه لم يخبر النسوة بمصرع أخيه العباس وانما تقدم نحو خيمته ، وأنام عمودها وبهذه العلامة عرفت النسوة ان صاحب هذه الخيمة قد استشهد .
وقد أجاد الشاعر حين قال :
عمد الحديد بكربلاء خسف القمر من هاشم فلتبكه عليا مضرفمشى اليه السبط ينعــاه كسر ت الان ظهري يأ أخي ومعيني
فسلام الله عليك يا أبا عبد الله ، وسلام الله على أخيك وناصرك العباس ، وعلى الدماء السائلات بين يديك ورحمة الله وبركاته .

السيد محمد تقي المدريسي
#ترقبوا كل يوم مواعظ الامام الحسين عليه السلام
موعظة (٢)
مجربات لقضاء الحوائج وكشف الهموم ٍ
#ترقبوا كل يوم مواعظ الامام الحسين عليه السلام موعظة (٢)
موعظة الامام الحسين عليه السلام لابن عباس

قَالَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ ( عليه السَّلام ) يَوْماً لِابْنِ عَبَّاسٍ: "لَا تَتَكَلَّمَنَّ فِيمَا لَا يَعْنِيكَ فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكَ الْوِزْرَ، وَ لَا تَتَكَلَّمَنَّ فِيمَا يَعْنِيكَ حَتَّى تَرَى لِلْكَلَامِ مَوْضِعاً، فَرُبَّ مُتَكَلِّمٍ قَدْ تَكَلَّمَ بِالْحَقِّ فَعِيبَ.
وَ لَا تُمَارِيَنَّ حَلِيماً وَ لَا سَفِيهاً، فَإِنَّ الْحَلِيمَ يَقْلِيكَ وَ السَّفِيهَ يُؤْذِيكَ.
وَ لَا تَقُولَنَّ فِي أَخِيكَ الْمُؤْمِنِ إِذَا تَوَارَى عَنْكَ إِلَّا مَا تُحِبُّ أَنْ يَقُولَ فِيكَ إِذَا تَوَارَيْتَ عَنْهُ.
وَ اعْمَلْ عَمَلَ رَجُلٍ يَعْلَمُ أَنَّهُ مَأْخُوذٌ بِالْإِجْرَامِ، مَجْزِيٌّ بِالْإِحْسَانِ، وَ السَّلَامُ" 

بحار الانوار 📚
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
#آنا الحسين
مجربات لقضاء الحوائج وكشف الهموم ٍ
#آنا الحسين
🏴 أنا الحسين!

لقد أراد الإمام الحسين (ع) أن ينقذ أهل الكوفة من نير ظلم يزيد، ولكنّهم جابهوه ومانعوه ذلك.
ولكن تعاد قصّة كربلاء نفسها في قلوبنا واحدا واحدا.
إذ يأتينا الإمام الحسين (ع) في كلّ محرّم ليحارب يزيد قلوبنا. ولا يريد منّا سوى أن لا نمانعه وندعه يفعل ما يشاء.
وفي المقابل يواجهه جيش يزيد قلوبنا ويصدّه عن القيام بعمليّته. وفي الحقيقة إننا نقاوم الحسين (ع) في الغالب.
ولكنّه بأبي وأمّي يأتينا في السنة القادمة مرّة أخرى وينادي: ها أنا الحسين! أتيتك لأعمّر قلبك...

#فلنكن_عاشورائيين

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
#سماحة_الشيخ_بناهيان العربية
2024/06/01 15:46:20
Back to Top
HTML Embed Code: