أكثروا من الأعمال الصالحة، وثقوا بربكم وقوموا بواجبكم،
واحفظوا دماءكم وأموالكم وأعراضكم، وكونوا عباد الله إخوانًا،
واستشعروا مسئولياتكم تجاه دينكم وأوطانكم ومجتمعاتكم،
واحذروا الدعوات الضالة والعصبيات الجاهلية والشعارات الزائفة والدعوات الباطلة، وأصلحوا ذات بينكم،
وادعوا ربكم وتضرعوا بين يديه،
واحذروا الفتن بكل صورها وتراحموا بينكم يبدل الله سيئاتكم حسنات ويغير أحوالكم إلى أحسن حال ويؤلف بين قلوبكم وينصركم على عدوكم..
واعلموا أن أمة الإسلام تُبتلى وتمرض ولكنها لا تموت ... دينها خالد، وعقيدتها راسخة. والإسلام يعلو ولا يعلى عليه ،
والحق دائماً منتصر ولو انتفش الباطل وظهر فإنه إلى زوال،
وعلينا جميعاً أن نستغل ما بقى من أعمارنا فيما يرضي الله تعالى ...
سأل الفضيل بن عياض رجل فقال له كم عمرك ؟: قال : ستون سنة .
قال : فأنت منذ ستين سنة تسير إلى ربك يوشك أن تبلغ .
فقال الرجل : إنا لله و إنا إليه راجعون .
قال الفضيل : أتعرف تفسيره تقول : إنا لله و إنا إليه راجعون !!
فمن علم انه لله عبد وانه إليه راجع فليعلم انه موقوف ، ومن علم انه موقوف ، فليعلم انه مسئول ، فليعد للسؤال جوابا،
فقال الرجل : فما الحيلة ؟
قال : يسيرة . قال: ما هي ؟
قال : تحسن فيما بقي يغفر لك فيما مضى ، فانك إن أسأت فيما بقى ، أخذت بما مضى وما بقى والأعمال بالخواتيم ...
نسأل الله أن يحسن ختامنا ، وأن يختم لنا بجنة عرضها السماوات والأرض.
اللهُمَّ إنَّا نسألُك إيمانًا يُباشرُ قُلوبنا، ويقينًا صادقًا، وتوبةً قبلَ الموتِ، وراحةً بعد الموتِ،
ونسألُكَ لذةَ النظرِ إلى وجهكَ الكريمِ، والشوق إلى لقائِكَ، في غيِر ضراءَ مُضرة، ولا فتنةً مُضلة...
اللهم جنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن، واحفظنا بحفظك الذي لا يرام، واحرسنا بعينك التي لا تنام، ، ،
هـــذا ﻭﺻﻠﻮﺍ ﻭﺳﻠﻤﻮﺍ ﺭﺣﻤﻜﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﺍﻟﻤﻬﺪﺍﺓ، ﻭﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﺍﻟﻤﺴﺪﺍﺓ ،
النبي المصطفى والرسول المجتبى ،
ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻭﺇﻣﺎﻣﻨﺎ ﻭﻗﺪﻭﺗﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ بن عبد المطلب صاحب الحوض والشفاعة.
ﻓﻘﺪ ﺃﻣﺮﻛﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻘﻮﻟﻪ: {ﺇِﻥَّ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻭَﻣَﻼﺋِﻜَﺘَﻪُ ﻳُﺼَﻠُّﻮﻥَ ﻋَﻠَﻰ ﺍﻟﻨَّﺒِﻲِّ ﻳَﺎ ﺃَﻳُّﻬَﺎ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺁﻣَﻨُﻮﺍ ﺻَﻠُّﻮﺍ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠِّﻤُﻮﺍ ﺗَﺴْﻠِﻴﻤًﺎ} [ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ: 56].
فأكثروا من الصلاة والسلام على نبيكم، يُعظِم الله لكم بها أجرا، وتؤدوا شيئاً من حقوق نبيّكم عليكم، وتمتثلوا أمر الله عزّ وجل لكم.
اللهم صلّ وسلّم على عبدك ورسولك محمد
اللهم ارزقنا محبته، وارزقنا اتباعه ظاهراً وباطنا، اللهم ارزقنا تقديم هديه على كل هدي، وقوله على كل قول يا ربّ العالمين.
اللهم توفنا على مِلّته
اللهم احشرنا في زُمرته
اللهم أدخلنا في شفاعته
اللهم أسقنا من حوضه
اللهم اجمعنا به في جنات النعيم، مع الذين أنعمتَ عليهم من النبيّين والصدّيقين والشهداء والصالحين.
اللهم ارضَ عن خلفائه الراشدين، وعن زوجاته أمّهات المؤمنين، وعن الصحابة أجمعين، وعن التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺃﻋﺰ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، ﻭﺃﺫﻝ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻭﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ، ﻭﺍﺣﻢ ﺣﻮﺯﺓ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻭﺍﺟﻌﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﺁﻣﻨﺎً ﻣﻄﻤﺌﻨﺎً ﻭﺳﺎﺋﺮ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻳﺎ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ..
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺁﻣﻨﺎ ﻓﻲ ﺃﻭﻃﺎﻧﻨﺎ ﻭﺃﺻﻠﺢ ﺃﺋﻤﺘﻨﺎ ﻭﻭﻻﺓ ﺃﻣﻮﺭﻧﺎ، ﻭﺍﺟﻌﻞ ﻭﻻﻳﺘﻨﺎ ﻓﻴﻤﻦ ﺧﺎﻓﻚ ﻭﺍﺗﻘﺎﻙ ﻭﺍﺗﺒﻊ ﺭﺿﺎﻙ ﻳﺎ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ...
ﺍﻟﻠـﻬﻢ ﺇﻥ ﺃﺭﺩﺕ ﺑﺎﻟﻨﺎﺱ ﻓﺘﻨﺔ ﻓﺎﻗﺒﻀﻨﺎ ﺇﻟﻴﻚ ﻏﻴﺮ ﺧﺰﺍﻳﺎ ﻭﻻ ﻣﻔﺘﻮﻧﻴﻦ ، ﻭﻻ ﻣﻐﻴﺮﻳﻦ ﻭﻻ ﻣﺒﺪﻟﻴﻦ ﺑﺮﺣﻤﺘﻚ ﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ ﺍﻟﺮﺍﺣﻤﻴﻦ ...
ﺍﻟﻠـﻬﻢ ﻻ ﺗﺪﻉ ﻷﺣﺪ ﻣﻨﺎ ﻓﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻘﺎﻡ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺫﻧﺒﺎً ﺇﻻ ﻏﻔﺮﺗﻪ ﻭﻻ ﻣﺮﻳﻀﺎ ﺇﻟﻰ ﺷﻔﻴﺘﻪ ﻭﻻ ﺩﻳﻨﺎً ﺇﻻ ﻗﻀﻴﺘﻪ ، ﻭﻻ ﻫﻤﺎً ﺇﻟﻰ ﻓَﺮَّﺟْﺘﻪ ، ﻭﻻﻣﻴﺘﺎ ﺇﻻ ﺭﺣﻤﺘﻪ ، ﻭﻻ ﻋﺎﺻﻴﺎ ﺇﻻ ﻫﺪﻳﺘﻪ ، ﻭﻻ ﻃﺎﺋﻌﺎ ﺇﻻ ﺳﺪﺩﺗﻪ ، ﻭﻻ ﺣﺎﺟﺔ ﻟﻚ فيها ﺭﺿﺎً ﻭﻟﻨﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺻﻼﺡ ﺇﻻ ﻗﻀﻴﺘﻬﺎ ﻳﺎ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ,...
ﺍﻟﻠـﻬﻢ ﺍﺟﻌﻞ ﺟﻤﻌﻨﺎ ﻫﺬﺍ ﺟﻤﻌﺎً ﻣﺮﺣﻮﻣﺎً ، ﻭﺗﻔﺮﻗﻨﺎً ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻩ ﺗﻔﺮﻗﺎ ﻣﻌﺼﻮﻣﺎ ﻭﻻ ﺗﺠﻌﻞ ﻓﻴﻨﺎ ﻭﻻ ﻣﻨﺎ ﻭﻻ ﻣﻌﻨﺎ ﺷﻘﻴﺎً ﺃﻭ ﻣﺤﺮﻭﻣﺎً ,
اللهم لا تخرجنا من هذا المكان إلا بذنب مغفور وسعى مشكور وتجارةٍ لن تبور ..
اللهم إرحم ضعفنا ، وإرحم بكاءنا ، وارحم بين يديك ذلنا وعجزنا وفقرنا ..
اللهم لا تفضحنا بخفى ما أطلعت عليه من اسرارنا
ولا بقبيح ما تجرأنا به عليك فى خلواتنا ،
يا رب إغفر الذنوب التى تهتك العصم،
وأغفر لنا الذنوب التى تنزل النقم ،
واغفر لنا الذنوب التى تحبس الدعاء ،
وأغفر لنا الذنوب التى تقطع الرجاء،
وأغفر لنا الذنوب التى تنزل البلاء ،
يا من ذكره دواء ، وطاعته غناء ، إرحم من رأس مالهم الرجاء ، وسلاحهم البكاء برحمتك يا أرحم الراحمين ...
اللهم إرحم موتانا وموتى المسلمين ،
وإشفى مرضانا ومرضى المسلمين ،
اللهم جدد آمالهم ، وأذهب آلآمهم
اللهم تقبل منا وأقبلنا إنك أنت التواب الرحيم..
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻧﺴﺄﻟﻚ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻭﻣﺎ ﻗﺮﺏ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﻮﻝٍ ﻭﻋﻤﻞ،ﻭﻧﻌﻮﺫ ﺑﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭﻣﺎ ﻗﺮﺏ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﻮﻝ ﻭﻋﻤﻞ ﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ ﺍﻟﺮﺍﺣﻤﻴﻦ،
واحفظوا دماءكم وأموالكم وأعراضكم، وكونوا عباد الله إخوانًا،
واستشعروا مسئولياتكم تجاه دينكم وأوطانكم ومجتمعاتكم،
واحذروا الدعوات الضالة والعصبيات الجاهلية والشعارات الزائفة والدعوات الباطلة، وأصلحوا ذات بينكم،
وادعوا ربكم وتضرعوا بين يديه،
واحذروا الفتن بكل صورها وتراحموا بينكم يبدل الله سيئاتكم حسنات ويغير أحوالكم إلى أحسن حال ويؤلف بين قلوبكم وينصركم على عدوكم..
واعلموا أن أمة الإسلام تُبتلى وتمرض ولكنها لا تموت ... دينها خالد، وعقيدتها راسخة. والإسلام يعلو ولا يعلى عليه ،
والحق دائماً منتصر ولو انتفش الباطل وظهر فإنه إلى زوال،
وعلينا جميعاً أن نستغل ما بقى من أعمارنا فيما يرضي الله تعالى ...
سأل الفضيل بن عياض رجل فقال له كم عمرك ؟: قال : ستون سنة .
قال : فأنت منذ ستين سنة تسير إلى ربك يوشك أن تبلغ .
فقال الرجل : إنا لله و إنا إليه راجعون .
قال الفضيل : أتعرف تفسيره تقول : إنا لله و إنا إليه راجعون !!
فمن علم انه لله عبد وانه إليه راجع فليعلم انه موقوف ، ومن علم انه موقوف ، فليعلم انه مسئول ، فليعد للسؤال جوابا،
فقال الرجل : فما الحيلة ؟
قال : يسيرة . قال: ما هي ؟
قال : تحسن فيما بقي يغفر لك فيما مضى ، فانك إن أسأت فيما بقى ، أخذت بما مضى وما بقى والأعمال بالخواتيم ...
نسأل الله أن يحسن ختامنا ، وأن يختم لنا بجنة عرضها السماوات والأرض.
اللهُمَّ إنَّا نسألُك إيمانًا يُباشرُ قُلوبنا، ويقينًا صادقًا، وتوبةً قبلَ الموتِ، وراحةً بعد الموتِ،
ونسألُكَ لذةَ النظرِ إلى وجهكَ الكريمِ، والشوق إلى لقائِكَ، في غيِر ضراءَ مُضرة، ولا فتنةً مُضلة...
اللهم جنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن، واحفظنا بحفظك الذي لا يرام، واحرسنا بعينك التي لا تنام، ، ،
هـــذا ﻭﺻﻠﻮﺍ ﻭﺳﻠﻤﻮﺍ ﺭﺣﻤﻜﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﺍﻟﻤﻬﺪﺍﺓ، ﻭﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﺍﻟﻤﺴﺪﺍﺓ ،
النبي المصطفى والرسول المجتبى ،
ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻭﺇﻣﺎﻣﻨﺎ ﻭﻗﺪﻭﺗﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ بن عبد المطلب صاحب الحوض والشفاعة.
ﻓﻘﺪ ﺃﻣﺮﻛﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻘﻮﻟﻪ: {ﺇِﻥَّ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻭَﻣَﻼﺋِﻜَﺘَﻪُ ﻳُﺼَﻠُّﻮﻥَ ﻋَﻠَﻰ ﺍﻟﻨَّﺒِﻲِّ ﻳَﺎ ﺃَﻳُّﻬَﺎ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺁﻣَﻨُﻮﺍ ﺻَﻠُّﻮﺍ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠِّﻤُﻮﺍ ﺗَﺴْﻠِﻴﻤًﺎ} [ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ: 56].
فأكثروا من الصلاة والسلام على نبيكم، يُعظِم الله لكم بها أجرا، وتؤدوا شيئاً من حقوق نبيّكم عليكم، وتمتثلوا أمر الله عزّ وجل لكم.
اللهم صلّ وسلّم على عبدك ورسولك محمد
اللهم ارزقنا محبته، وارزقنا اتباعه ظاهراً وباطنا، اللهم ارزقنا تقديم هديه على كل هدي، وقوله على كل قول يا ربّ العالمين.
اللهم توفنا على مِلّته
اللهم احشرنا في زُمرته
اللهم أدخلنا في شفاعته
اللهم أسقنا من حوضه
اللهم اجمعنا به في جنات النعيم، مع الذين أنعمتَ عليهم من النبيّين والصدّيقين والشهداء والصالحين.
اللهم ارضَ عن خلفائه الراشدين، وعن زوجاته أمّهات المؤمنين، وعن الصحابة أجمعين، وعن التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺃﻋﺰ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، ﻭﺃﺫﻝ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻭﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ، ﻭﺍﺣﻢ ﺣﻮﺯﺓ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻭﺍﺟﻌﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﺁﻣﻨﺎً ﻣﻄﻤﺌﻨﺎً ﻭﺳﺎﺋﺮ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻳﺎ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ..
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺁﻣﻨﺎ ﻓﻲ ﺃﻭﻃﺎﻧﻨﺎ ﻭﺃﺻﻠﺢ ﺃﺋﻤﺘﻨﺎ ﻭﻭﻻﺓ ﺃﻣﻮﺭﻧﺎ، ﻭﺍﺟﻌﻞ ﻭﻻﻳﺘﻨﺎ ﻓﻴﻤﻦ ﺧﺎﻓﻚ ﻭﺍﺗﻘﺎﻙ ﻭﺍﺗﺒﻊ ﺭﺿﺎﻙ ﻳﺎ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ...
ﺍﻟﻠـﻬﻢ ﺇﻥ ﺃﺭﺩﺕ ﺑﺎﻟﻨﺎﺱ ﻓﺘﻨﺔ ﻓﺎﻗﺒﻀﻨﺎ ﺇﻟﻴﻚ ﻏﻴﺮ ﺧﺰﺍﻳﺎ ﻭﻻ ﻣﻔﺘﻮﻧﻴﻦ ، ﻭﻻ ﻣﻐﻴﺮﻳﻦ ﻭﻻ ﻣﺒﺪﻟﻴﻦ ﺑﺮﺣﻤﺘﻚ ﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ ﺍﻟﺮﺍﺣﻤﻴﻦ ...
ﺍﻟﻠـﻬﻢ ﻻ ﺗﺪﻉ ﻷﺣﺪ ﻣﻨﺎ ﻓﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻘﺎﻡ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺫﻧﺒﺎً ﺇﻻ ﻏﻔﺮﺗﻪ ﻭﻻ ﻣﺮﻳﻀﺎ ﺇﻟﻰ ﺷﻔﻴﺘﻪ ﻭﻻ ﺩﻳﻨﺎً ﺇﻻ ﻗﻀﻴﺘﻪ ، ﻭﻻ ﻫﻤﺎً ﺇﻟﻰ ﻓَﺮَّﺟْﺘﻪ ، ﻭﻻﻣﻴﺘﺎ ﺇﻻ ﺭﺣﻤﺘﻪ ، ﻭﻻ ﻋﺎﺻﻴﺎ ﺇﻻ ﻫﺪﻳﺘﻪ ، ﻭﻻ ﻃﺎﺋﻌﺎ ﺇﻻ ﺳﺪﺩﺗﻪ ، ﻭﻻ ﺣﺎﺟﺔ ﻟﻚ فيها ﺭﺿﺎً ﻭﻟﻨﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺻﻼﺡ ﺇﻻ ﻗﻀﻴﺘﻬﺎ ﻳﺎ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ,...
ﺍﻟﻠـﻬﻢ ﺍﺟﻌﻞ ﺟﻤﻌﻨﺎ ﻫﺬﺍ ﺟﻤﻌﺎً ﻣﺮﺣﻮﻣﺎً ، ﻭﺗﻔﺮﻗﻨﺎً ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻩ ﺗﻔﺮﻗﺎ ﻣﻌﺼﻮﻣﺎ ﻭﻻ ﺗﺠﻌﻞ ﻓﻴﻨﺎ ﻭﻻ ﻣﻨﺎ ﻭﻻ ﻣﻌﻨﺎ ﺷﻘﻴﺎً ﺃﻭ ﻣﺤﺮﻭﻣﺎً ,
اللهم لا تخرجنا من هذا المكان إلا بذنب مغفور وسعى مشكور وتجارةٍ لن تبور ..
اللهم إرحم ضعفنا ، وإرحم بكاءنا ، وارحم بين يديك ذلنا وعجزنا وفقرنا ..
اللهم لا تفضحنا بخفى ما أطلعت عليه من اسرارنا
ولا بقبيح ما تجرأنا به عليك فى خلواتنا ،
يا رب إغفر الذنوب التى تهتك العصم،
وأغفر لنا الذنوب التى تنزل النقم ،
واغفر لنا الذنوب التى تحبس الدعاء ،
وأغفر لنا الذنوب التى تقطع الرجاء،
وأغفر لنا الذنوب التى تنزل البلاء ،
يا من ذكره دواء ، وطاعته غناء ، إرحم من رأس مالهم الرجاء ، وسلاحهم البكاء برحمتك يا أرحم الراحمين ...
اللهم إرحم موتانا وموتى المسلمين ،
وإشفى مرضانا ومرضى المسلمين ،
اللهم جدد آمالهم ، وأذهب آلآمهم
اللهم تقبل منا وأقبلنا إنك أنت التواب الرحيم..
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻧﺴﺄﻟﻚ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻭﻣﺎ ﻗﺮﺏ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﻮﻝٍ ﻭﻋﻤﻞ،ﻭﻧﻌﻮﺫ ﺑﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭﻣﺎ ﻗﺮﺏ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﻮﻝ ﻭﻋﻤﻞ ﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ ﺍﻟﺮﺍﺣﻤﻴﻦ،
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺇﻧﺎ ﻧﺴﺄﻟﻚ ﺃﻟﺴﻨﺔ ﺫﺍﻛﺮﺓ ﺻﺎﺩﻗﺔ، ﻭﻗﻠﻮﺑﺎً ﺳﻠﻴﻤﺔ، ﻭﺃﺧﻼﻗﺎً ﻣﺴﺘﻘﻴﻤﺔ ﺑﺮﺣﻤﺘﻚ ﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ ﺍﻟﺮﺍﺣﻤﻴﻦ..
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺍﺧﺘﻢ ﻟﻨﺎ ﺑﺨﺎﺗﻤﺔ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ، ﻭﺍﺟﻌﻠﻨﺎ ﻣﻤﻦ ﻛﺘﺒﺖ ﻟﻬﻢ ﺍﻟﺤﺴﻨﻰ ﻭﺯﻳﺎﺩﺓ، ﻳﺎ ﻛﺮﻳﻢ ﻳﺎ ﺭﺣﻴﻢ.
ﺭﺑﻨﺎ ﺁﺗﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺣﺴﻨﺔ ﻭﻓﻲ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﺣﺴﻨﺔ ﻭﻗﻨﺎ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻟﻨﺎﺭ...
عبــاد الله:
{ﺇِﻥَّ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻳَﺄْﻣُﺮُ ﺑِﺎﻟْﻌَﺪْﻝِ ﻭَﺍﻹِﺣْﺴَﺎﻥِ ﻭَﺇِﻳﺘَﺎﺀِ ﺫِﻱ ﺍﻟْﻘُﺮْﺑَﻰ ﻭَﻳَﻨْﻬَﻰ ﻋَﻦِ ﺍﻟْﻔَﺤْﺸَﺎﺀِ ﻭَﺍﻟْﻤُﻨْﻜَﺮِ ﻭَﺍﻟْﺒَﻐْﻲِ ﻳَﻌِﻈُﻜُﻢْ ﻟَﻌَﻠَّﻜُﻢْ ﺗَﺬَﻛَّﺮُﻭﻥَ}. (ﺍﻟﻨﺤﻞ: 90)
فاذكروا الله العظيم يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون...
والحمد لله رب العالمين ...
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺍﺧﺘﻢ ﻟﻨﺎ ﺑﺨﺎﺗﻤﺔ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ، ﻭﺍﺟﻌﻠﻨﺎ ﻣﻤﻦ ﻛﺘﺒﺖ ﻟﻬﻢ ﺍﻟﺤﺴﻨﻰ ﻭﺯﻳﺎﺩﺓ، ﻳﺎ ﻛﺮﻳﻢ ﻳﺎ ﺭﺣﻴﻢ.
ﺭﺑﻨﺎ ﺁﺗﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺣﺴﻨﺔ ﻭﻓﻲ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﺣﺴﻨﺔ ﻭﻗﻨﺎ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻟﻨﺎﺭ...
عبــاد الله:
{ﺇِﻥَّ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻳَﺄْﻣُﺮُ ﺑِﺎﻟْﻌَﺪْﻝِ ﻭَﺍﻹِﺣْﺴَﺎﻥِ ﻭَﺇِﻳﺘَﺎﺀِ ﺫِﻱ ﺍﻟْﻘُﺮْﺑَﻰ ﻭَﻳَﻨْﻬَﻰ ﻋَﻦِ ﺍﻟْﻔَﺤْﺸَﺎﺀِ ﻭَﺍﻟْﻤُﻨْﻜَﺮِ ﻭَﺍﻟْﺒَﻐْﻲِ ﻳَﻌِﻈُﻜُﻢْ ﻟَﻌَﻠَّﻜُﻢْ ﺗَﺬَﻛَّﺮُﻭﻥَ}. (ﺍﻟﻨﺤﻞ: 90)
فاذكروا الله العظيم يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون...
والحمد لله رب العالمين ...
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
خطبة 🎤 بعنوان
رحيل عــام وفاتورة إنجـــــــاز.. !!
🕌🕋🌴🕋🕌
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحَمْدُ للهِ مُصَرِّفِ الأَحْوَالِ وَالأَوقَاتِ ،
وَمُقَدِّرِ الأَيَّامِ وَالسَّاعَاتِ ،
خَالِقِ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتِ ،
وَجَاعِلِ النُّورِ وَالظُّلُمَاتِ،
أَحْمَدُهُ تَعَالَى عَلَى جَمِيعِ العَطَايَا وَالهِبَاتِ، وَأَشْكُرُهُ عَلَى نِعَمِهِ السَّابِغَاتِ،
الحمد للَّه رب الأرض ورب السماء،
خلق آدم وعلمه الأسماء،
و أسجـد له ملائكـتـه وأسـكـنـه الـجـنة دار البـقاء،
وجعل الدنيا لذريته دار عمل لا دار جزاء،
و تجلت رحمته بهم فتوالت الرسل و الأنبياء...
و أنزل القرآن لما في الصدور شفاء،
فأضأت به قلوب العـارفـين و الأتـقيـاء...
و ترطبت بآياته ألسنة الذاكرين والأولياء ..
نحمده تبارك و تعالى على النعماء و السراء..
و نستعينه عـلى البأسـاء و الضـراء...
ونعوذ بنور وجهه الكريم من جهد البلاء ودرك الشقاء وعضال الداء وشماتـة الأعداء...
وَأَشْهَدُ أَن لاَّ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ ، حَثَّنَا عَلَى اغتِنَامِ الأَوقَاتِ ، وَالاعتِبَارِ بِالأَيَّامِ المَاضِيَاتِ ، وَنَهَانَا عَنِ الأَسَى عَلَى مَا فَاتَ ،
وَأَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا وَنَبِيَّـنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الَّذِي ارتَقَى مَدَارِجَ الكَمَالاتِ، وَسَمَا بِفَضْـلِهِ عَلَى جَمِيعِ الكَائِنَاتِ ،
صل الله وسلم عليه وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ، وَعَلَى كُلِّ مَنِ اهتَدَى بِهَدْيِهِ مِنْ أُولِي الفَضْـلِ وَالمَكْرُمَاتِ..
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آل عمران: 102]
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) [النساء:1] ؛
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) [الأحزاب:70-71]،...
أَمَّا بَعْدُ:
أيها المؤمنون/ عبــــــاد اللـه :
رحلة الأيام والشهور والأعوام لا تتوقف بأي حال من الأحوال ...
وإن من مراحل حياتنا التي قطعناها من سفرنا إلى الآخرة هذا العام الذي ودعناه ولا يعود إلينا أبداً إلى يوم القيامة ،
فإنه ما من يوم ينشق فجره إلا وينادي ويقول يا ابن آدم أنا يوم جديد وعلى عملك شهيد فاغتنمني بعمل صالح فإني لا أعود إلى يوم القيامة...
فكان لابد من استغلال أيام العمر وشهوره وسنواته فيما يعود بالنفع على الفرد في دينه ودنياه وآخرته.
وبذلك فليفرح ويستبشر فقد أدى ما عليه وقام بواجبه ، وكل يوم وهو في زيادة من خير أو معروف أو عمل صالح يقربه إلى الله ...
فليس من العقل أن يفرح مَن يومه يهدم شهره، ومن شهره يهدم عامه، ومن عامه يهدم عمره ، وكيف يفرح من يقوده عمره إلى أجله وتقوده حياته لموته ،
وكيف يفرح والدنيا قد ارتحلت مدبرة والآخرة قد ارتحلت مقبلة ، ولكل منهما بنون فكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا فإن اليوم عمل ولا حساب وغداً حساب ولا عمل.
قال تعالى ( "يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ" )[آل عمران:30]....
وقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «لاَ تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ عُمْرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ، وَعَنْ عِلْمِهِ فِيمَا فَعَلَ، وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ، وَفِيمَا أَنْفَقَهُ، وَعَنْ جِسْمِهِ فِيمَا أَبْلاَهُ» (التّرمذيّ 2417) ...
وعن ابن عمر رضي الله عنهما ، قَالَ : أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بِمَنْكِبَيَّ ، فقال : (( كُنْ في الدُّنْيَا كَأنَّكَ غَرِيبٌ ، أَو عَابِرُ سَبيلٍ )) ...
وَكَانَ ابن عُمَرَ رضي الله عنهما ، يقول : إِذَا أمْسَيتَ فَلاَ تَنْتَظِرِ الصَّبَاحَ ، وَإِذَا أَصْبَحْتَ فَلاَ تَنْتَظِرِ المَسَاءَ ، وَخُذْ مِنْ صِحَّتِكَ لِمَرَضِكَ ، وَمِنْ حَيَاتِكَ لِمَوْتِكَ . (رواه البخاري) ...
وقد وكل الله بكل إنسان ملكين من ملائكته؛ أحدهما عن يمينه يكتب الحسنات، والآخر عن شماله يكتب السيئات؛ قال تعالى: (وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَامًا كَاتِبِينَ * يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ) [الانفطار: 10-12]،
رحيل عــام وفاتورة إنجـــــــاز.. !!
🕌🕋🌴🕋🕌
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحَمْدُ للهِ مُصَرِّفِ الأَحْوَالِ وَالأَوقَاتِ ،
وَمُقَدِّرِ الأَيَّامِ وَالسَّاعَاتِ ،
خَالِقِ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتِ ،
وَجَاعِلِ النُّورِ وَالظُّلُمَاتِ،
أَحْمَدُهُ تَعَالَى عَلَى جَمِيعِ العَطَايَا وَالهِبَاتِ، وَأَشْكُرُهُ عَلَى نِعَمِهِ السَّابِغَاتِ،
الحمد للَّه رب الأرض ورب السماء،
خلق آدم وعلمه الأسماء،
و أسجـد له ملائكـتـه وأسـكـنـه الـجـنة دار البـقاء،
وجعل الدنيا لذريته دار عمل لا دار جزاء،
و تجلت رحمته بهم فتوالت الرسل و الأنبياء...
و أنزل القرآن لما في الصدور شفاء،
فأضأت به قلوب العـارفـين و الأتـقيـاء...
و ترطبت بآياته ألسنة الذاكرين والأولياء ..
نحمده تبارك و تعالى على النعماء و السراء..
و نستعينه عـلى البأسـاء و الضـراء...
ونعوذ بنور وجهه الكريم من جهد البلاء ودرك الشقاء وعضال الداء وشماتـة الأعداء...
وَأَشْهَدُ أَن لاَّ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ ، حَثَّنَا عَلَى اغتِنَامِ الأَوقَاتِ ، وَالاعتِبَارِ بِالأَيَّامِ المَاضِيَاتِ ، وَنَهَانَا عَنِ الأَسَى عَلَى مَا فَاتَ ،
وَأَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا وَنَبِيَّـنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الَّذِي ارتَقَى مَدَارِجَ الكَمَالاتِ، وَسَمَا بِفَضْـلِهِ عَلَى جَمِيعِ الكَائِنَاتِ ،
صل الله وسلم عليه وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ، وَعَلَى كُلِّ مَنِ اهتَدَى بِهَدْيِهِ مِنْ أُولِي الفَضْـلِ وَالمَكْرُمَاتِ..
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آل عمران: 102]
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) [النساء:1] ؛
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) [الأحزاب:70-71]،...
أَمَّا بَعْدُ:
أيها المؤمنون/ عبــــــاد اللـه :
رحلة الأيام والشهور والأعوام لا تتوقف بأي حال من الأحوال ...
وإن من مراحل حياتنا التي قطعناها من سفرنا إلى الآخرة هذا العام الذي ودعناه ولا يعود إلينا أبداً إلى يوم القيامة ،
فإنه ما من يوم ينشق فجره إلا وينادي ويقول يا ابن آدم أنا يوم جديد وعلى عملك شهيد فاغتنمني بعمل صالح فإني لا أعود إلى يوم القيامة...
فكان لابد من استغلال أيام العمر وشهوره وسنواته فيما يعود بالنفع على الفرد في دينه ودنياه وآخرته.
وبذلك فليفرح ويستبشر فقد أدى ما عليه وقام بواجبه ، وكل يوم وهو في زيادة من خير أو معروف أو عمل صالح يقربه إلى الله ...
فليس من العقل أن يفرح مَن يومه يهدم شهره، ومن شهره يهدم عامه، ومن عامه يهدم عمره ، وكيف يفرح من يقوده عمره إلى أجله وتقوده حياته لموته ،
وكيف يفرح والدنيا قد ارتحلت مدبرة والآخرة قد ارتحلت مقبلة ، ولكل منهما بنون فكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا فإن اليوم عمل ولا حساب وغداً حساب ولا عمل.
قال تعالى ( "يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ" )[آل عمران:30]....
وقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «لاَ تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ عُمْرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ، وَعَنْ عِلْمِهِ فِيمَا فَعَلَ، وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ، وَفِيمَا أَنْفَقَهُ، وَعَنْ جِسْمِهِ فِيمَا أَبْلاَهُ» (التّرمذيّ 2417) ...
وعن ابن عمر رضي الله عنهما ، قَالَ : أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بِمَنْكِبَيَّ ، فقال : (( كُنْ في الدُّنْيَا كَأنَّكَ غَرِيبٌ ، أَو عَابِرُ سَبيلٍ )) ...
وَكَانَ ابن عُمَرَ رضي الله عنهما ، يقول : إِذَا أمْسَيتَ فَلاَ تَنْتَظِرِ الصَّبَاحَ ، وَإِذَا أَصْبَحْتَ فَلاَ تَنْتَظِرِ المَسَاءَ ، وَخُذْ مِنْ صِحَّتِكَ لِمَرَضِكَ ، وَمِنْ حَيَاتِكَ لِمَوْتِكَ . (رواه البخاري) ...
وقد وكل الله بكل إنسان ملكين من ملائكته؛ أحدهما عن يمينه يكتب الحسنات، والآخر عن شماله يكتب السيئات؛ قال تعالى: (وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَامًا كَاتِبِينَ * يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ) [الانفطار: 10-12]،
وهناك غيرهم يتعاقبون علينا بالليل والنهار ليرفعوا تقارير للملك الجبار سبحانه عن أعمالنا صغيرها وكبيرها؛
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار، ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر, ثم يعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم ربهم -وهو أعلم بهم- كيف تركتم عبادي؟! فيقولون تركناهم وهم يصلون وأتيناهم وهم يصلون". (متفق عليه)..
قال النووي: "ومعنى "يتعاقبون": تأتي طائفة بعد طائفة, وأما اجتماعهم في الفجر والعصر فهو من لطف الله تعالى بعباده المؤمنين، وتكرمه لهم بأن جعل اجتماع الملائكة عندهم ومفارقتهم لهم في أوقات عباداتهم واجتماعهم على طاعة ربهم, فتكون شهادتهم لهم بما شاهدوه من الخير"...
وعن أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- قال: "قام فينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بخمس كلمات، فقال: "إن الله -عز وجل- لا ينام، ولا ينبغي له أن ينام، يَخفِض القسط ويَرْفَعه، يُرفَع إليه عملُ الليل قبل النهار، وعملُ النهار قبل الليل...". (رواه مسلم) ...
قال المناوي: "معناه يُرفَع إليه عملُ النهار في أول الليل الذي بعده، وعملُ الليل في أول النهار الذي بعده؛ فإن الحَفَظة يصعدون بأعمال الليل بعد انقضائه في أول النهار، ويصعدون بأعمال النهار بعد انقضائه في أول الليل". فيض القدير شرح الجامع الصغير (2/276)...
عبــــــاد اللـه :
رحيل الأيام والشهور والسنوات من أعمارنا يذكرنا دائماً بدنو الآجال واستمرار الرحلة إلى الدار الآخرة دون توقف ولو حتى للحظة واحدة.
قال تعالى (أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمْ النَّذِيرُ) (فاطر 37) ,
فأين الزاد لهذه الرحلة ؟
كيف هو إيماننا بالله ورسوله صل الله عليه وسلم ؟
وكيف هي عباداتنا وأخلاقنا ومعاملاتنا ؟
كيف هي حياتنا مع القرآن والصلاة والصيام والذكر والدعاء ؟
هل قمنا بواجباتنا تجاه ديننا وأمتنا وأوطاننا ؟
ماذا أنجزنا من أعمال صالحة تبيض وجوهنا يوم تبيض وجوه وتسود وجوه ..؟؟
قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه: إنكم تغدون وتروحون إلى اجل قد غيب عنكم علمه ، فان استطعتم ألا يمضي هذا الأجل إلا وانتم في عمل صالح فافعلوا )...
وقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه: " حَاسِبُوا أَنْفُسَكُمْ قَبْلَ أَنْ تُحَاسَبُوا ، وَزِنُوا أَنْفُسَكُمْ قَبْلَ أَنْ تُوزَنُوا ، فَإِنَّهُ أَهْوَنُ عَلَيْكُمْ فِي الْحِسَابِ غَدًا أَنْ تُحَاسِبُوا أَنْفُسَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَتَزَيَّنُوا لِلْعَرْضِ الأَكْبَرِ { يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ ، لا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ } ( الحاقة / 18 ) ...
وكان الحسن البصري رحمه الله يقول : يا ابن آدم إنما أنت بين مطيتين يوضعانك ، يوضعك النهار إلى الليل و الليل إلى النهار ، حتى يسلمانك إلى الآخرة ، فمن اعظم منك يا ابن آدم خطرا ؟) ...
ولو راجع كل واحد منا فاتورة أعماله خلال عام مضى لوجد عجب عجاب.
فكم من صلاة أضعتها؟ ..
وكم جمعة تهاونت بها؟ ..
كم صيام تركته؟ …
كم زكاة بخلت بها؟ …
كم حج فوته ؟ …
كم معروف تكاسلت عنه؟ …
كم منكر سكت عليه؟ …
كم نظرة محرمة أصبتها؟ …
كم كلمة فاحشة تكلمت بها؟ …
كم أغضبت والديك ولم ترضهما؟ …
كم قسوت على ضعيف ولم ترحمه؟ ..
كم من الناس ظلمته؟ …
كم من الناس أخذت ماله؟ ..
وكم من ظالم ناصرته؟ ..
وكم من معروف طمسته ؟ ..
وكم من شهادة كتمتها ؟ ..
وكم من دماء للمسلمين شاركت في سفكها بالفعل او القول او التشفي والرضى؟ ..
وكم من أخوة مع المسلمين حولك قطعتها بسبب خلاف في وجهات النظر أو بسبب عصبية جاهلية ذميمة أو بسبب موقف تافه وعابر ؟ ...
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أتدرون من المفلس؟ قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع؟
فقال: (إن المفلس من أمتي يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي قد شتم هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيعطي هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه، أخذ من خطاياهم فطرحت عليه، ثم طرح في النار) [مسلم]...
إنا لنفرح بالأيام نقطـــعها ***
وكل يوم مضى يدني من الأجـــــل ...
فاعمل لنفسك قبل الموت مجتهداً ***
فإنما الربح والخسران في العمل ...
وبالمقابل هناك من يعيش في فاتورة إنجازه خلال عام مضى...
أعمال تفتج لها أبواب السماء فقد قاموا بما أفترض الله عليهم وأدوا واجباتهم ,, صبروا في مرضات الله واستقاموا على الصراط وادركوا حقيقة الدنيا وتزودوا للرحلة واستفادوا من أعمارهم وعاشوا حياتهم لله في السراء والضراء والعسر واليسر. ولذلك يكون الجزاء في الدنيا والآخرة عظيم ففي الدنيا معونة الله وتثبيته لهم ،
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار، ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر, ثم يعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم ربهم -وهو أعلم بهم- كيف تركتم عبادي؟! فيقولون تركناهم وهم يصلون وأتيناهم وهم يصلون". (متفق عليه)..
قال النووي: "ومعنى "يتعاقبون": تأتي طائفة بعد طائفة, وأما اجتماعهم في الفجر والعصر فهو من لطف الله تعالى بعباده المؤمنين، وتكرمه لهم بأن جعل اجتماع الملائكة عندهم ومفارقتهم لهم في أوقات عباداتهم واجتماعهم على طاعة ربهم, فتكون شهادتهم لهم بما شاهدوه من الخير"...
وعن أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- قال: "قام فينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بخمس كلمات، فقال: "إن الله -عز وجل- لا ينام، ولا ينبغي له أن ينام، يَخفِض القسط ويَرْفَعه، يُرفَع إليه عملُ الليل قبل النهار، وعملُ النهار قبل الليل...". (رواه مسلم) ...
قال المناوي: "معناه يُرفَع إليه عملُ النهار في أول الليل الذي بعده، وعملُ الليل في أول النهار الذي بعده؛ فإن الحَفَظة يصعدون بأعمال الليل بعد انقضائه في أول النهار، ويصعدون بأعمال النهار بعد انقضائه في أول الليل". فيض القدير شرح الجامع الصغير (2/276)...
عبــــــاد اللـه :
رحيل الأيام والشهور والسنوات من أعمارنا يذكرنا دائماً بدنو الآجال واستمرار الرحلة إلى الدار الآخرة دون توقف ولو حتى للحظة واحدة.
قال تعالى (أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمْ النَّذِيرُ) (فاطر 37) ,
فأين الزاد لهذه الرحلة ؟
كيف هو إيماننا بالله ورسوله صل الله عليه وسلم ؟
وكيف هي عباداتنا وأخلاقنا ومعاملاتنا ؟
كيف هي حياتنا مع القرآن والصلاة والصيام والذكر والدعاء ؟
هل قمنا بواجباتنا تجاه ديننا وأمتنا وأوطاننا ؟
ماذا أنجزنا من أعمال صالحة تبيض وجوهنا يوم تبيض وجوه وتسود وجوه ..؟؟
قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه: إنكم تغدون وتروحون إلى اجل قد غيب عنكم علمه ، فان استطعتم ألا يمضي هذا الأجل إلا وانتم في عمل صالح فافعلوا )...
وقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه: " حَاسِبُوا أَنْفُسَكُمْ قَبْلَ أَنْ تُحَاسَبُوا ، وَزِنُوا أَنْفُسَكُمْ قَبْلَ أَنْ تُوزَنُوا ، فَإِنَّهُ أَهْوَنُ عَلَيْكُمْ فِي الْحِسَابِ غَدًا أَنْ تُحَاسِبُوا أَنْفُسَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَتَزَيَّنُوا لِلْعَرْضِ الأَكْبَرِ { يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ ، لا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ } ( الحاقة / 18 ) ...
وكان الحسن البصري رحمه الله يقول : يا ابن آدم إنما أنت بين مطيتين يوضعانك ، يوضعك النهار إلى الليل و الليل إلى النهار ، حتى يسلمانك إلى الآخرة ، فمن اعظم منك يا ابن آدم خطرا ؟) ...
ولو راجع كل واحد منا فاتورة أعماله خلال عام مضى لوجد عجب عجاب.
فكم من صلاة أضعتها؟ ..
وكم جمعة تهاونت بها؟ ..
كم صيام تركته؟ …
كم زكاة بخلت بها؟ …
كم حج فوته ؟ …
كم معروف تكاسلت عنه؟ …
كم منكر سكت عليه؟ …
كم نظرة محرمة أصبتها؟ …
كم كلمة فاحشة تكلمت بها؟ …
كم أغضبت والديك ولم ترضهما؟ …
كم قسوت على ضعيف ولم ترحمه؟ ..
كم من الناس ظلمته؟ …
كم من الناس أخذت ماله؟ ..
وكم من ظالم ناصرته؟ ..
وكم من معروف طمسته ؟ ..
وكم من شهادة كتمتها ؟ ..
وكم من دماء للمسلمين شاركت في سفكها بالفعل او القول او التشفي والرضى؟ ..
وكم من أخوة مع المسلمين حولك قطعتها بسبب خلاف في وجهات النظر أو بسبب عصبية جاهلية ذميمة أو بسبب موقف تافه وعابر ؟ ...
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أتدرون من المفلس؟ قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع؟
فقال: (إن المفلس من أمتي يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي قد شتم هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيعطي هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه، أخذ من خطاياهم فطرحت عليه، ثم طرح في النار) [مسلم]...
إنا لنفرح بالأيام نقطـــعها ***
وكل يوم مضى يدني من الأجـــــل ...
فاعمل لنفسك قبل الموت مجتهداً ***
فإنما الربح والخسران في العمل ...
وبالمقابل هناك من يعيش في فاتورة إنجازه خلال عام مضى...
أعمال تفتج لها أبواب السماء فقد قاموا بما أفترض الله عليهم وأدوا واجباتهم ,, صبروا في مرضات الله واستقاموا على الصراط وادركوا حقيقة الدنيا وتزودوا للرحلة واستفادوا من أعمارهم وعاشوا حياتهم لله في السراء والضراء والعسر واليسر. ولذلك يكون الجزاء في الدنيا والآخرة عظيم ففي الدنيا معونة الله وتثبيته لهم ،
وفي الآخرة قال الله تعالى (فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ *إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ * فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ * قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ *كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ) (الحاقة 19_24) ...
وربما لم تكن أعمال كثيرة ولكنها أعمال توفر فيها الإخلاص والصدق وطلب مرضات الله فيها مع خوف من الله واستصغارها فكتب الله لها القبول ..
قال أحد الحكماء : «من أمضى يوماً من عمره في غير حقٍّ قضاه، أو فرضٍ أدّاه،أو مجدٍ أثَّله، أو حمدٍ حصَّله، أو خير أسَّسه، أو علمٍ اقتبسه فقد عقَّ يومَه، وظلَم نفسَه»...
وفي هذا يقول الإمام الشّافعيُّ -رحمه الله-:
إِذَا هَجَعَ النُّوَّامُ أَسْبَلْتُ عَبْرَتِي ***
وَأَنْشَدتُّ بَيْتاً وَهْوَ مِنْ أَلْطَفِ الشِّعْرِ ...
أَلَيْسَ مِنَ الْخُسْرَانِ أَنَّ لَيَالِــياً ***
تَمـُرُّ بِـلَا عِلْمٍ وَتُحـْسَبُ مِنْ عُمْرِي ..!!
وقال الشّاعر:
إِذَا مَرَّ بِي يَوْمٌ وَلَمْ أَصْطَنِعْ يَداً ***
وَلَمْ أَسْتَفِدْ عِلْماً فَمَا هُوَ مِنْ عُمْرِي ...
قال عبد الرحمن بن مهدي : لو قيل لحماد بن سلمة : إنك تموت غداً ، ما قدر أن يزيد في العمل ـ الصالح ـ شيئا .ـ
وعن وكيع قال : كان الأعمش قريباً من سبعين سنة لم تفته التكبيرة الأولى ، وجلست إليه أكثر من ستين سنة فما رأيته يقضي ركعة ..
وكان الربيع بن خثيم يُقاد إلى الصلاة وبه الفالج ـ الشلل ـ فقيل له : قد رُخِّص لك .. قال : إني أسمع حي على الصلاة ، فإن استطعتم أن تأتوها ولو حبواً ...
وكان في الأمة العلماء وطلبة العلم والقادة والمرابطين على الثغور ،
وكان منهم التجار والقضاة وعلماء الطبيعة والرياضيات والكيمياء والطب ، وبهم أزدهرت هذه الأمة وانتشر الإسلام ، وحفظت كرامة المسلم وتعلمت واستفادت أمم الأرض من حولنا عندما كان من الآسباب استثمار الأوقات وبلوغ الغايات وتحقيق الأهداف...
أيها المسلمون /عبــــــاد اللـه :
يرحل عام من حياتنا فما هي فاتورة الإنجاز لأمة الإسلام خلال هذا العام في دولهم وجماعاتهم ومؤسساتهم ؟؟!!
لا شك أن هناك أعمال واجتهادات ومحاولات لتحسين العمل والأداء من بلد لآخر ومن جماعة ومؤسسة لأخرى في العالم كله ..
لكن .. !! ولﻷسف الناتج العام لأمة الإسلام خلال العام دون مستوى المسئولية والتحدي،
وهناك فاتورة فادحة قدمتها هذه الأمة .. من دمائها وابنائها ومقدراتها ..!!
بسبب البعد عن منهج الله وتدخل الأعداء من الشرق والغرب ،
فأوغروا العداوة بين أبناء هذه اﻷمة ونشروا ثقافة العصبية والطائفية والمذهبية ليستمر الخلاف والشقاق فيما بيننا،،،
ولذلك قامت الحروب والصراعات وسفكت الدماء وهدمت المدن والقرى وظهر الظلم والبغي واحتكم الناس إلى ثقافة الغابة،
ولجأوا إلى العنف والقوة والاستكبار،
وتشرد الناس في الملاجئ والمخيمات،
وماتوا في الصحاري والقفار والبحار بحثاً عن النجاة، وعادى المسلم أخاه المسلم ووالى أعداء الأمة ،،،
والله تعالى يقول (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ ۘ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) (المائدة 51) ..
لقد أصبحنا أضحوكة العالم، ومثارًا لسخرية الشعوب حولنا،
فنحن أمة الإسلام أمة القرآن، الأمة الواحدة بدينها وعباداتها وشعارها،
الأمة التي من واجباتها دعوة الأمم وتربية الشعوب ودعوة العالم من حولنا إلى الإسلام والعدل والتعايش والتسامح والتواضع وبذل المعروف ..!!
أصبح بأسنا بيننا شديدًا، وأصبح لا يطيق بعضنا بعضاً بسبب خلافات تافهة وأطماع شيطانية ونوازع خبيثة ، ليست من الدين في شيء،
وضاقت علينا الأرض بما رحبت، وخبثت نفوسنا، وساءت أعمالنا، ونسينا ديننا وآخرتنا ولقاء ربنا، وتركنا الكثير من تعاليم ديننا،
فأنزل الله عقوبته علينا حتى نعود إلى الحق والخير الذي أمرنا به؛
قال تعالى: (قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِّن فَوْقِكُمْ أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُم بَأْسَ بَعْضٍ ? انظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ) [الأنعام: 65]...
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، ، ،
قلت ما سمعتم واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه ...
-:(( الخطبة الثانية )): -
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين...
أما بعد:
عبــــــاد اللـه :
وربما لم تكن أعمال كثيرة ولكنها أعمال توفر فيها الإخلاص والصدق وطلب مرضات الله فيها مع خوف من الله واستصغارها فكتب الله لها القبول ..
قال أحد الحكماء : «من أمضى يوماً من عمره في غير حقٍّ قضاه، أو فرضٍ أدّاه،أو مجدٍ أثَّله، أو حمدٍ حصَّله، أو خير أسَّسه، أو علمٍ اقتبسه فقد عقَّ يومَه، وظلَم نفسَه»...
وفي هذا يقول الإمام الشّافعيُّ -رحمه الله-:
إِذَا هَجَعَ النُّوَّامُ أَسْبَلْتُ عَبْرَتِي ***
وَأَنْشَدتُّ بَيْتاً وَهْوَ مِنْ أَلْطَفِ الشِّعْرِ ...
أَلَيْسَ مِنَ الْخُسْرَانِ أَنَّ لَيَالِــياً ***
تَمـُرُّ بِـلَا عِلْمٍ وَتُحـْسَبُ مِنْ عُمْرِي ..!!
وقال الشّاعر:
إِذَا مَرَّ بِي يَوْمٌ وَلَمْ أَصْطَنِعْ يَداً ***
وَلَمْ أَسْتَفِدْ عِلْماً فَمَا هُوَ مِنْ عُمْرِي ...
قال عبد الرحمن بن مهدي : لو قيل لحماد بن سلمة : إنك تموت غداً ، ما قدر أن يزيد في العمل ـ الصالح ـ شيئا .ـ
وعن وكيع قال : كان الأعمش قريباً من سبعين سنة لم تفته التكبيرة الأولى ، وجلست إليه أكثر من ستين سنة فما رأيته يقضي ركعة ..
وكان الربيع بن خثيم يُقاد إلى الصلاة وبه الفالج ـ الشلل ـ فقيل له : قد رُخِّص لك .. قال : إني أسمع حي على الصلاة ، فإن استطعتم أن تأتوها ولو حبواً ...
وكان في الأمة العلماء وطلبة العلم والقادة والمرابطين على الثغور ،
وكان منهم التجار والقضاة وعلماء الطبيعة والرياضيات والكيمياء والطب ، وبهم أزدهرت هذه الأمة وانتشر الإسلام ، وحفظت كرامة المسلم وتعلمت واستفادت أمم الأرض من حولنا عندما كان من الآسباب استثمار الأوقات وبلوغ الغايات وتحقيق الأهداف...
أيها المسلمون /عبــــــاد اللـه :
يرحل عام من حياتنا فما هي فاتورة الإنجاز لأمة الإسلام خلال هذا العام في دولهم وجماعاتهم ومؤسساتهم ؟؟!!
لا شك أن هناك أعمال واجتهادات ومحاولات لتحسين العمل والأداء من بلد لآخر ومن جماعة ومؤسسة لأخرى في العالم كله ..
لكن .. !! ولﻷسف الناتج العام لأمة الإسلام خلال العام دون مستوى المسئولية والتحدي،
وهناك فاتورة فادحة قدمتها هذه الأمة .. من دمائها وابنائها ومقدراتها ..!!
بسبب البعد عن منهج الله وتدخل الأعداء من الشرق والغرب ،
فأوغروا العداوة بين أبناء هذه اﻷمة ونشروا ثقافة العصبية والطائفية والمذهبية ليستمر الخلاف والشقاق فيما بيننا،،،
ولذلك قامت الحروب والصراعات وسفكت الدماء وهدمت المدن والقرى وظهر الظلم والبغي واحتكم الناس إلى ثقافة الغابة،
ولجأوا إلى العنف والقوة والاستكبار،
وتشرد الناس في الملاجئ والمخيمات،
وماتوا في الصحاري والقفار والبحار بحثاً عن النجاة، وعادى المسلم أخاه المسلم ووالى أعداء الأمة ،،،
والله تعالى يقول (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ ۘ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) (المائدة 51) ..
لقد أصبحنا أضحوكة العالم، ومثارًا لسخرية الشعوب حولنا،
فنحن أمة الإسلام أمة القرآن، الأمة الواحدة بدينها وعباداتها وشعارها،
الأمة التي من واجباتها دعوة الأمم وتربية الشعوب ودعوة العالم من حولنا إلى الإسلام والعدل والتعايش والتسامح والتواضع وبذل المعروف ..!!
أصبح بأسنا بيننا شديدًا، وأصبح لا يطيق بعضنا بعضاً بسبب خلافات تافهة وأطماع شيطانية ونوازع خبيثة ، ليست من الدين في شيء،
وضاقت علينا الأرض بما رحبت، وخبثت نفوسنا، وساءت أعمالنا، ونسينا ديننا وآخرتنا ولقاء ربنا، وتركنا الكثير من تعاليم ديننا،
فأنزل الله عقوبته علينا حتى نعود إلى الحق والخير الذي أمرنا به؛
قال تعالى: (قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِّن فَوْقِكُمْ أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُم بَأْسَ بَعْضٍ ? انظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ) [الأنعام: 65]...
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، ، ،
قلت ما سمعتم واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه ...
-:(( الخطبة الثانية )): -
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين...
أما بعد:
عبــــــاد اللـه :
أكثروا من الأعمال الصالحة، وثقوا بربكم وقوموا بواجبكم،
واحفظوا دماءكم وأموالكم وأعراضكم، وكونوا عباد الله إخوانًا،
واستشعروا مسئولياتكم تجاه دينكم وأوطانكم ومجتمعاتكم،
واحذروا الدعوات الضالة والعصبيات الجاهلية والشعارات الزائفة والدعوات الباطلة، وأصلحوا ذات بينكم،
وادعوا ربكم وتضرعوا بين يديه،
واحذروا الفتن بكل صورها وتراحموا بينكم يبدل الله سيئاتكم حسنات ويغير أحوالكم إلى أحسن حال ويؤلف بين قلوبكم وينصركم على عدوكم..
واعلموا أن أمة الإسلام تُبتلى وتمرض ولكنها لا تموت ... دينها خالد، وعقيدتها راسخة. والإسلام يعلو ولا يعلى عليه ،
والحق دائماً منتصر ولو انتفش الباطل وظهر فإنه إلى زوال،
وعلينا جميعاً أن نستغل ما بقى من أعمارنا فيما يرضي الله تعالى ...
سأل الفضيل بن عياض رجل فقال له كم عمرك ؟: قال : ستون سنة .
قال : فأنت منذ ستين سنة تسير إلى ربك يوشك أن تبلغ .
فقال الرجل : إنا لله و إنا إليه راجعون .
قال الفضيل : أتعرف تفسيره تقول : إنا لله و إنا إليه راجعون !!
فمن علم انه لله عبد وانه إليه راجع فليعلم انه موقوف ، ومن علم انه موقوف ، فليعلم انه مسئول ، فليعد للسؤال جوابا،
فقال الرجل : فما الحيلة ؟
قال : يسيرة . قال: ما هي ؟
قال : تحسن فيما بقي يغفر لك فيما مضى ، فانك إن أسأت فيما بقى ، أخذت بما مضى وما بقى والأعمال بالخواتيم ...
نسأل الله أن يحسن ختامنا ، وأن يختم لنا بجنة عرضها السماوات والأرض.
اللهُمَّ إنَّا نسألُك إيمانًا يُباشرُ قُلوبنا، ويقينًا صادقًا، وتوبةً قبلَ الموتِ، وراحةً بعد الموتِ،
ونسألُكَ لذةَ النظرِ إلى وجهكَ الكريمِ، والشوق إلى لقائِكَ، في غيِر ضراءَ مُضرة، ولا فتنةً مُضلة...
اللهم جنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن، واحفظنا بحفظك الذي لا يرام، واحرسنا بعينك التي لا تنام، ، ،
هـــذا ﻭﺻﻠﻮﺍ ﻭﺳﻠﻤﻮﺍ ﺭﺣﻤﻜﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﺍﻟﻤﻬﺪﺍﺓ، ﻭﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﺍﻟﻤﺴﺪﺍﺓ ،
النبي المصطفى والرسول المجتبى ،
ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻭﺇﻣﺎﻣﻨﺎ ﻭﻗﺪﻭﺗﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ بن عبد المطلب صاحب الحوض والشفاعة.
ﻓﻘﺪ ﺃﻣﺮﻛﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻘﻮﻟﻪ: {ﺇِﻥَّ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻭَﻣَﻼﺋِﻜَﺘَﻪُ ﻳُﺼَﻠُّﻮﻥَ ﻋَﻠَﻰ ﺍﻟﻨَّﺒِﻲِّ ﻳَﺎ ﺃَﻳُّﻬَﺎ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺁﻣَﻨُﻮﺍ ﺻَﻠُّﻮﺍ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠِّﻤُﻮﺍ ﺗَﺴْﻠِﻴﻤًﺎ} [ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ: 56].
فأكثروا من الصلاة والسلام على نبيكم، يُعظِم الله لكم بها أجرا، وتؤدوا شيئاً من حقوق نبيّكم عليكم، وتمتثلوا أمر الله عزّ وجل لكم.
اللهم صلّ وسلّم على عبدك ورسولك محمد
اللهم ارزقنا محبته، وارزقنا اتباعه ظاهراً وباطنا، اللهم ارزقنا تقديم هديه على كل هدي، وقوله على كل قول يا ربّ العالمين.
اللهم توفنا على مِلّته
اللهم احشرنا في زُمرته
اللهم أدخلنا في شفاعته
اللهم أسقنا من حوضه
اللهم اجمعنا به في جنات النعيم، مع الذين أنعمتَ عليهم من النبيّين والصدّيقين والشهداء والصالحين.
اللهم ارضَ عن خلفائه الراشدين، وعن زوجاته أمّهات المؤمنين، وعن الصحابة أجمعين، وعن التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺃﻋﺰ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، ﻭﺃﺫﻝ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻭﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ، ﻭﺍﺣﻢ ﺣﻮﺯﺓ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻭﺍﺟﻌﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﺁﻣﻨﺎً ﻣﻄﻤﺌﻨﺎً ﻭﺳﺎﺋﺮ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻳﺎ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ..
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺁﻣﻨﺎ ﻓﻲ ﺃﻭﻃﺎﻧﻨﺎ ﻭﺃﺻﻠﺢ ﺃﺋﻤﺘﻨﺎ ﻭﻭﻻﺓ ﺃﻣﻮﺭﻧﺎ، ﻭﺍﺟﻌﻞ ﻭﻻﻳﺘﻨﺎ ﻓﻴﻤﻦ ﺧﺎﻓﻚ ﻭﺍﺗﻘﺎﻙ ﻭﺍﺗﺒﻊ ﺭﺿﺎﻙ ﻳﺎ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ...
ﺍﻟﻠـﻬﻢ ﺇﻥ ﺃﺭﺩﺕ ﺑﺎﻟﻨﺎﺱ ﻓﺘﻨﺔ ﻓﺎﻗﺒﻀﻨﺎ ﺇﻟﻴﻚ ﻏﻴﺮ ﺧﺰﺍﻳﺎ ﻭﻻ ﻣﻔﺘﻮﻧﻴﻦ ، ﻭﻻ ﻣﻐﻴﺮﻳﻦ ﻭﻻ ﻣﺒﺪﻟﻴﻦ ﺑﺮﺣﻤﺘﻚ ﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ ﺍﻟﺮﺍﺣﻤﻴﻦ ...
ﺍﻟﻠـﻬﻢ ﻻ ﺗﺪﻉ ﻷﺣﺪ ﻣﻨﺎ ﻓﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻘﺎﻡ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺫﻧﺒﺎً ﺇﻻ ﻏﻔﺮﺗﻪ ﻭﻻ ﻣﺮﻳﻀﺎ ﺇﻟﻰ ﺷﻔﻴﺘﻪ ﻭﻻ ﺩﻳﻨﺎً ﺇﻻ ﻗﻀﻴﺘﻪ ، ﻭﻻ ﻫﻤﺎً ﺇﻟﻰ ﻓَﺮَّﺟْﺘﻪ ، ﻭﻻﻣﻴﺘﺎ ﺇﻻ ﺭﺣﻤﺘﻪ ، ﻭﻻ ﻋﺎﺻﻴﺎ ﺇﻻ ﻫﺪﻳﺘﻪ ، ﻭﻻ ﻃﺎﺋﻌﺎ ﺇﻻ ﺳﺪﺩﺗﻪ ، ﻭﻻ ﺣﺎﺟﺔ ﻟﻚ فيها ﺭﺿﺎً ﻭﻟﻨﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺻﻼﺡ ﺇﻻ ﻗﻀﻴﺘﻬﺎ ﻳﺎ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ,...
ﺍﻟﻠـﻬﻢ ﺍﺟﻌﻞ ﺟﻤﻌﻨﺎ ﻫﺬﺍ ﺟﻤﻌﺎً ﻣﺮﺣﻮﻣﺎً ، ﻭﺗﻔﺮﻗﻨﺎً ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻩ ﺗﻔﺮﻗﺎ ﻣﻌﺼﻮﻣﺎ ﻭﻻ ﺗﺠﻌﻞ ﻓﻴﻨﺎ ﻭﻻ ﻣﻨﺎ ﻭﻻ ﻣﻌﻨﺎ ﺷﻘﻴﺎً ﺃﻭ ﻣﺤﺮﻭﻣﺎً ,
اللهم لا تخرجنا من هذا المكان إلا بذنب مغفور وسعى مشكور وتجارةٍ لن تبور ..
اللهم إرحم ضعفنا ، وإرحم بكاءنا ، وارحم بين يديك ذلنا وعجزنا وفقرنا ..
اللهم لا تفضحنا بخفى ما أطلعت عليه من اسرارنا
ولا بقبيح ما تجرأنا به عليك فى خلواتنا ،
يا رب إغفر الذنوب التى تهتك العصم،
وأغفر لنا الذنوب التى تنزل النقم ،
واغفر لنا الذنوب التى تحبس الدعاء ،
وأغفر لنا الذنوب التى تقطع الرجاء،
وأغفر لنا الذنوب التى تنزل البلاء ،
يا من ذكره دواء ، وطاعته غناء ، إرحم من رأس مالهم الرجاء ، وسلاحهم البكاء برحمتك يا أرحم الراحمين ...
اللهم إرحم موتانا وموتى المسلمين ،
وإشفى مرضانا ومرضى المسلمين ،
اللهم جدد آمالهم ، وأذهب آلآمهم
اللهم تقبل منا وأقبلنا إنك أنت التواب الرحيم..
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻧﺴﺄﻟﻚ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻭﻣﺎ ﻗﺮﺏ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﻮﻝٍ ﻭﻋﻤﻞ،ﻭﻧﻌﻮﺫ ﺑﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭﻣﺎ ﻗﺮﺏ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﻮﻝ ﻭﻋﻤﻞ ﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ ﺍﻟﺮﺍﺣﻤﻴﻦ،
واحفظوا دماءكم وأموالكم وأعراضكم، وكونوا عباد الله إخوانًا،
واستشعروا مسئولياتكم تجاه دينكم وأوطانكم ومجتمعاتكم،
واحذروا الدعوات الضالة والعصبيات الجاهلية والشعارات الزائفة والدعوات الباطلة، وأصلحوا ذات بينكم،
وادعوا ربكم وتضرعوا بين يديه،
واحذروا الفتن بكل صورها وتراحموا بينكم يبدل الله سيئاتكم حسنات ويغير أحوالكم إلى أحسن حال ويؤلف بين قلوبكم وينصركم على عدوكم..
واعلموا أن أمة الإسلام تُبتلى وتمرض ولكنها لا تموت ... دينها خالد، وعقيدتها راسخة. والإسلام يعلو ولا يعلى عليه ،
والحق دائماً منتصر ولو انتفش الباطل وظهر فإنه إلى زوال،
وعلينا جميعاً أن نستغل ما بقى من أعمارنا فيما يرضي الله تعالى ...
سأل الفضيل بن عياض رجل فقال له كم عمرك ؟: قال : ستون سنة .
قال : فأنت منذ ستين سنة تسير إلى ربك يوشك أن تبلغ .
فقال الرجل : إنا لله و إنا إليه راجعون .
قال الفضيل : أتعرف تفسيره تقول : إنا لله و إنا إليه راجعون !!
فمن علم انه لله عبد وانه إليه راجع فليعلم انه موقوف ، ومن علم انه موقوف ، فليعلم انه مسئول ، فليعد للسؤال جوابا،
فقال الرجل : فما الحيلة ؟
قال : يسيرة . قال: ما هي ؟
قال : تحسن فيما بقي يغفر لك فيما مضى ، فانك إن أسأت فيما بقى ، أخذت بما مضى وما بقى والأعمال بالخواتيم ...
نسأل الله أن يحسن ختامنا ، وأن يختم لنا بجنة عرضها السماوات والأرض.
اللهُمَّ إنَّا نسألُك إيمانًا يُباشرُ قُلوبنا، ويقينًا صادقًا، وتوبةً قبلَ الموتِ، وراحةً بعد الموتِ،
ونسألُكَ لذةَ النظرِ إلى وجهكَ الكريمِ، والشوق إلى لقائِكَ، في غيِر ضراءَ مُضرة، ولا فتنةً مُضلة...
اللهم جنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن، واحفظنا بحفظك الذي لا يرام، واحرسنا بعينك التي لا تنام، ، ،
هـــذا ﻭﺻﻠﻮﺍ ﻭﺳﻠﻤﻮﺍ ﺭﺣﻤﻜﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﺍﻟﻤﻬﺪﺍﺓ، ﻭﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﺍﻟﻤﺴﺪﺍﺓ ،
النبي المصطفى والرسول المجتبى ،
ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻭﺇﻣﺎﻣﻨﺎ ﻭﻗﺪﻭﺗﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ بن عبد المطلب صاحب الحوض والشفاعة.
ﻓﻘﺪ ﺃﻣﺮﻛﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻘﻮﻟﻪ: {ﺇِﻥَّ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻭَﻣَﻼﺋِﻜَﺘَﻪُ ﻳُﺼَﻠُّﻮﻥَ ﻋَﻠَﻰ ﺍﻟﻨَّﺒِﻲِّ ﻳَﺎ ﺃَﻳُّﻬَﺎ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺁﻣَﻨُﻮﺍ ﺻَﻠُّﻮﺍ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠِّﻤُﻮﺍ ﺗَﺴْﻠِﻴﻤًﺎ} [ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ: 56].
فأكثروا من الصلاة والسلام على نبيكم، يُعظِم الله لكم بها أجرا، وتؤدوا شيئاً من حقوق نبيّكم عليكم، وتمتثلوا أمر الله عزّ وجل لكم.
اللهم صلّ وسلّم على عبدك ورسولك محمد
اللهم ارزقنا محبته، وارزقنا اتباعه ظاهراً وباطنا، اللهم ارزقنا تقديم هديه على كل هدي، وقوله على كل قول يا ربّ العالمين.
اللهم توفنا على مِلّته
اللهم احشرنا في زُمرته
اللهم أدخلنا في شفاعته
اللهم أسقنا من حوضه
اللهم اجمعنا به في جنات النعيم، مع الذين أنعمتَ عليهم من النبيّين والصدّيقين والشهداء والصالحين.
اللهم ارضَ عن خلفائه الراشدين، وعن زوجاته أمّهات المؤمنين، وعن الصحابة أجمعين، وعن التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺃﻋﺰ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، ﻭﺃﺫﻝ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻭﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ، ﻭﺍﺣﻢ ﺣﻮﺯﺓ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻭﺍﺟﻌﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﺁﻣﻨﺎً ﻣﻄﻤﺌﻨﺎً ﻭﺳﺎﺋﺮ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻳﺎ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ..
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺁﻣﻨﺎ ﻓﻲ ﺃﻭﻃﺎﻧﻨﺎ ﻭﺃﺻﻠﺢ ﺃﺋﻤﺘﻨﺎ ﻭﻭﻻﺓ ﺃﻣﻮﺭﻧﺎ، ﻭﺍﺟﻌﻞ ﻭﻻﻳﺘﻨﺎ ﻓﻴﻤﻦ ﺧﺎﻓﻚ ﻭﺍﺗﻘﺎﻙ ﻭﺍﺗﺒﻊ ﺭﺿﺎﻙ ﻳﺎ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ...
ﺍﻟﻠـﻬﻢ ﺇﻥ ﺃﺭﺩﺕ ﺑﺎﻟﻨﺎﺱ ﻓﺘﻨﺔ ﻓﺎﻗﺒﻀﻨﺎ ﺇﻟﻴﻚ ﻏﻴﺮ ﺧﺰﺍﻳﺎ ﻭﻻ ﻣﻔﺘﻮﻧﻴﻦ ، ﻭﻻ ﻣﻐﻴﺮﻳﻦ ﻭﻻ ﻣﺒﺪﻟﻴﻦ ﺑﺮﺣﻤﺘﻚ ﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ ﺍﻟﺮﺍﺣﻤﻴﻦ ...
ﺍﻟﻠـﻬﻢ ﻻ ﺗﺪﻉ ﻷﺣﺪ ﻣﻨﺎ ﻓﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻘﺎﻡ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺫﻧﺒﺎً ﺇﻻ ﻏﻔﺮﺗﻪ ﻭﻻ ﻣﺮﻳﻀﺎ ﺇﻟﻰ ﺷﻔﻴﺘﻪ ﻭﻻ ﺩﻳﻨﺎً ﺇﻻ ﻗﻀﻴﺘﻪ ، ﻭﻻ ﻫﻤﺎً ﺇﻟﻰ ﻓَﺮَّﺟْﺘﻪ ، ﻭﻻﻣﻴﺘﺎ ﺇﻻ ﺭﺣﻤﺘﻪ ، ﻭﻻ ﻋﺎﺻﻴﺎ ﺇﻻ ﻫﺪﻳﺘﻪ ، ﻭﻻ ﻃﺎﺋﻌﺎ ﺇﻻ ﺳﺪﺩﺗﻪ ، ﻭﻻ ﺣﺎﺟﺔ ﻟﻚ فيها ﺭﺿﺎً ﻭﻟﻨﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺻﻼﺡ ﺇﻻ ﻗﻀﻴﺘﻬﺎ ﻳﺎ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ,...
ﺍﻟﻠـﻬﻢ ﺍﺟﻌﻞ ﺟﻤﻌﻨﺎ ﻫﺬﺍ ﺟﻤﻌﺎً ﻣﺮﺣﻮﻣﺎً ، ﻭﺗﻔﺮﻗﻨﺎً ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻩ ﺗﻔﺮﻗﺎ ﻣﻌﺼﻮﻣﺎ ﻭﻻ ﺗﺠﻌﻞ ﻓﻴﻨﺎ ﻭﻻ ﻣﻨﺎ ﻭﻻ ﻣﻌﻨﺎ ﺷﻘﻴﺎً ﺃﻭ ﻣﺤﺮﻭﻣﺎً ,
اللهم لا تخرجنا من هذا المكان إلا بذنب مغفور وسعى مشكور وتجارةٍ لن تبور ..
اللهم إرحم ضعفنا ، وإرحم بكاءنا ، وارحم بين يديك ذلنا وعجزنا وفقرنا ..
اللهم لا تفضحنا بخفى ما أطلعت عليه من اسرارنا
ولا بقبيح ما تجرأنا به عليك فى خلواتنا ،
يا رب إغفر الذنوب التى تهتك العصم،
وأغفر لنا الذنوب التى تنزل النقم ،
واغفر لنا الذنوب التى تحبس الدعاء ،
وأغفر لنا الذنوب التى تقطع الرجاء،
وأغفر لنا الذنوب التى تنزل البلاء ،
يا من ذكره دواء ، وطاعته غناء ، إرحم من رأس مالهم الرجاء ، وسلاحهم البكاء برحمتك يا أرحم الراحمين ...
اللهم إرحم موتانا وموتى المسلمين ،
وإشفى مرضانا ومرضى المسلمين ،
اللهم جدد آمالهم ، وأذهب آلآمهم
اللهم تقبل منا وأقبلنا إنك أنت التواب الرحيم..
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻧﺴﺄﻟﻚ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻭﻣﺎ ﻗﺮﺏ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﻮﻝٍ ﻭﻋﻤﻞ،ﻭﻧﻌﻮﺫ ﺑﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭﻣﺎ ﻗﺮﺏ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﻮﻝ ﻭﻋﻤﻞ ﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ ﺍﻟﺮﺍﺣﻤﻴﻦ،
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺇﻧﺎ ﻧﺴﺄﻟﻚ ﺃﻟﺴﻨﺔ ﺫﺍﻛﺮﺓ ﺻﺎﺩﻗﺔ، ﻭﻗﻠﻮﺑﺎً ﺳﻠﻴﻤﺔ، ﻭﺃﺧﻼﻗﺎً ﻣﺴﺘﻘﻴﻤﺔ ﺑﺮﺣﻤﺘﻚ ﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ ﺍﻟﺮﺍﺣﻤﻴﻦ..
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺍﺧﺘﻢ ﻟﻨﺎ ﺑﺨﺎﺗﻤﺔ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ، ﻭﺍﺟﻌﻠﻨﺎ ﻣﻤﻦ ﻛﺘﺒﺖ ﻟﻬﻢ ﺍﻟﺤﺴﻨﻰ ﻭﺯﻳﺎﺩﺓ، ﻳﺎ ﻛﺮﻳﻢ ﻳﺎ ﺭﺣﻴﻢ.
ﺭﺑﻨﺎ ﺁﺗﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺣﺴﻨﺔ ﻭﻓﻲ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﺣﺴﻨﺔ ﻭﻗﻨﺎ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻟﻨﺎﺭ...
عبــاد الله:
{ﺇِﻥَّ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻳَﺄْﻣُﺮُ ﺑِﺎﻟْﻌَﺪْﻝِ ﻭَﺍﻹِﺣْﺴَﺎﻥِ ﻭَﺇِﻳﺘَﺎﺀِ ﺫِﻱ ﺍﻟْﻘُﺮْﺑَﻰ ﻭَﻳَﻨْﻬَﻰ ﻋَﻦِ ﺍﻟْﻔَﺤْﺸَﺎﺀِ ﻭَﺍﻟْﻤُﻨْﻜَﺮِ ﻭَﺍﻟْﺒَﻐْﻲِ ﻳَﻌِﻈُﻜُﻢْ ﻟَﻌَﻠَّﻜُﻢْ ﺗَﺬَﻛَّﺮُﻭﻥَ}. (ﺍﻟﻨﺤﻞ: 90)
فاذكروا الله العظيم يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون...
والحمد لله رب العالمين ...
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺍﺧﺘﻢ ﻟﻨﺎ ﺑﺨﺎﺗﻤﺔ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ، ﻭﺍﺟﻌﻠﻨﺎ ﻣﻤﻦ ﻛﺘﺒﺖ ﻟﻬﻢ ﺍﻟﺤﺴﻨﻰ ﻭﺯﻳﺎﺩﺓ، ﻳﺎ ﻛﺮﻳﻢ ﻳﺎ ﺭﺣﻴﻢ.
ﺭﺑﻨﺎ ﺁﺗﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺣﺴﻨﺔ ﻭﻓﻲ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﺣﺴﻨﺔ ﻭﻗﻨﺎ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻟﻨﺎﺭ...
عبــاد الله:
{ﺇِﻥَّ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻳَﺄْﻣُﺮُ ﺑِﺎﻟْﻌَﺪْﻝِ ﻭَﺍﻹِﺣْﺴَﺎﻥِ ﻭَﺇِﻳﺘَﺎﺀِ ﺫِﻱ ﺍﻟْﻘُﺮْﺑَﻰ ﻭَﻳَﻨْﻬَﻰ ﻋَﻦِ ﺍﻟْﻔَﺤْﺸَﺎﺀِ ﻭَﺍﻟْﻤُﻨْﻜَﺮِ ﻭَﺍﻟْﺒَﻐْﻲِ ﻳَﻌِﻈُﻜُﻢْ ﻟَﻌَﻠَّﻜُﻢْ ﺗَﺬَﻛَّﺮُﻭﻥَ}. (ﺍﻟﻨﺤﻞ: 90)
فاذكروا الله العظيم يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون...
والحمد لله رب العالمين ...
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚:
🎤
*خطـبـــة جمـعــة بعـنــــوان :*
*وقفات.في.وداع.العام.الهجري.tt*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
*الخطبـــــة.الأولــــى.tt*
ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺧﻠﻖ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻓﻘﺪﺭﻩ ﺗﻘﺪﻳﺮﺍً،
ﻭﺗﺒﺎﺭﻙ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﺧﻠﻔﺔ ﻟﻤﻦ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﺬﻛﺮ ﺃﻭ ﺃﺭﺍﺩ ﺷﻜﻮﺭﺍً.
ﺃﺣﻤﺪﻩ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺃﺷﻜﺮﻩ، ﻭﺃﺗﻮﺏ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﺃﺳﺘﻐﻔﺮﻩ، ﻭﺃﻟﺘﺠﺊ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﻛﺎﻥ ﺷﺮﻩ ﻣﺴﺘﻄﻴﺮﺍً.
ﻭﺃﺷﻬﺪ ﺃﻥ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺣﺪﻩ ﻻ ﺷﺮﻳﻚ ﻟﻪ،
ﻭﺃﺷﻬﺪ ﺃﻥ ﻣﺤﻤﺪﺍً ﻋﺒﺪﻩ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ، ﺑﻌﺜﻪ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻱ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﻣﺒﺸﺮﺍً ﻭﻧﺬﻳﺮﺍً، ﻭﺩﺍﻋﻴًّﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺈﺫﻧﻪ ﻭﺳﺮﺍﺟﺎً ﻣﻨﻴﺮﺍً،
ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭﺻﺤﺒﻪ ﻭﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ ﻟﻬﻢ ﺑﺈﺣﺴﺎﻥ ﻭﺳﻠﻢ ﺗﺴﻠﻴﻤﺎً ﻛﺜﻴﺮﺍً...
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آل عمران: 102]
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) [النساء:1] ؛
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) [الأحزاب:70-71]،...
أمـــــا ﺑﻌـــــﺪ :
ﻓﻠﻴﺲ ﻟﻠﺘﻘﻮﻯ ﺯﻣﻦ ﻣﺤﺪﻭﺩ ﻭﻻ ﻣﻮﺳﻢ ﻣﺨﺼﻮﺹ ﻣﻌﺪﻭﺩ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻫﻲ ﺣﻖ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺪﺍﺋﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺒﻴﺪ،
ﻳﻌﻤﺮﻭﻥ ﺑﻬﺎ ﺃﻭﻗﺎﺗﻬﻢ، ﻭﻳﺴﺘﻌﻤﻠﻮﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﺑﺪﺍﻧﻬﻢ، ﻭﻳﻘﻀﻮﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻋﻤﺎﺭﻫﻢ.
ﻭﺍﻟﻤﻐﺒﻮﻥ ﻣﻦ ﻟﻢ ﻳﻌﺮﻑ ﺭﺑﻪ ﺇﻻ ﻓﻲ ﺃﻳﺎﻡ ﻣﻌﻠﻮﻣﺔ، ﺃﻭ ﺳﺎﻋﺎﺕ ﻣﻌﺪﻭﺩﺓ، ﺛﻢ ﻳﻌﻮﺩ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻐﻲ ﻭﺍﻟﻐﻔﻠﺔ، ﻭﻳﻨﺘﻜﺲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﻲ ﻭﺍﻟﺸﻬﻮﺓ، ﻭﻳﺮﺗﻜﺲ ﻓﻲ ﺍﻵﺛﺎﻡ ﻭﺍﻟﻌﺼﻴﺎﻥ، ﻧﻌﻮﺫ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺬﻻﻥ.
عباد الله :
ﺍﻋﻠﻤﻮﺍ ﺃﻥ ﻛﻞ ﺁﺕٍ ﻗﺮﻳﺐ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺍﻟﺒﻌﻴﺪ ﻣﺎ ﻟﻴﺲ ﺑﺂﺕٍ. ﻭﻣﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻄﻴﺘﻪ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﺳﻴﺮ ﺑﻪ ﻭﺇﻥ ﻟﻢ ﻳﺴﺮ،
ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﻣﻄﻴﺘﺎﻥ ﺗﻘﺮﺑﺎﻥ ﻛﻞ ﺑﻌﻴﺪ ﻭﺗﺒﻠﻴﺎﻥ ﻛﻞ ﺟﺪﻳﺪ، ﻭﺗﺄﺗﻴﺎﻥ ﺑﻜﻞ ﻣﻮﻋﻮﺩ.
ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﻠﻴﺎﻟﻲ ﻭﺍﻷﻳﺎﻡ ﻭﺍﻟﺸﻬﻮﺭ ﻭﺍﻷﻋﻮﺍﻡ ﻣﻮﺍﻗﻴﺖ ﻟﻸﻋﻤﺎﻝ، ﻭﻣﻘﺎﺩﻳﺮ ﻟﻶﺟﺎﻝ، ﻓﻬﻲ ﺗﻨﻘﻀﻲ ﺟﻤﻴﻌﺎً ﻭﺗﻤﻀﻲ ﺳﺮﻳﻌﺎً، ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺃﻭﺟﺪﻫﺎ ﺑﺎﻕٍ ﻻ ﻳﺰﻭﻝ، ﻭﺩﺍﺋﻢ ﻻ ﻳﺤﻮﻝ...
ﻣﻦ ﻇﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺧﻠﻖ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ﻭﺍﻷﺭﺽ ﻭﻣﺎ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﺑﻼ ﺣﻜﻤﺔ ﻓﻘﺪ ﺍﻓﺘﺮﻯ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﻭﻛﺬّﺏ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ (ﻭَﻣَﺎ ﺧَﻠَﻘْﻨَﺎ ﺍﻟﺴَّﻤَﺎﺀَ ﻭَﺍﻟْﺄَﺭْﺽَ ﻭَﻣَﺎ ﺑَﻴْﻨَﻬُﻤَﺎ ﻻﻋِﺒِﻴﻦَ) [ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ:16] .
ﻭﻣﻦ ﺍﻋﺘﻘﺪ ﺃﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺧﻠﻖ ﻟﻐﻴﺮ ﻣﻬﻤﺔ ﻓﻘﺪ ﺟﺎﺀ ﺑﺰﻭﺭ ﻭﺑﻬﺘﺎﻥ (ﺃَﻳَﺤْﺴَﺐُ ﺍﻹِﻧْﺴَﺎﻥُ ﺃَﻥْ ﻳُﺘْﺮَﻙَ ﺳُﺪﻯً) [ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ:36]،
(ﺃَﻓَﺤَﺴِﺒْﺘُﻢْ ﺃَﻧَّﻤَﺎ ﺧَﻠَﻘْﻨَﺎﻛُﻢْ ﻋَﺒَﺜﺎً ﻭَﺃَﻧَّﻜُﻢْ ﺇِﻟَﻴْﻨَﺎ ﻻ ﺗُﺮْﺟَﻌُﻮﻥَ) [ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻮﻥ:115].
ﻭﻗﻔﺎﺕ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻮﺩﺍﻉ ..
ﻭﻧﺤﻦ ﻧﻮﺩﻉ ﻋﺎﻣﺎً ﻫﺠﺮﻳًّﺎ ﻣﻀﻰ ﻣﻦ ﺃﻋﻤﺎﺭﻧﺎ، ﻭﻧﺴﺘﻘﺒﻞ ﻋﺎﻣﺎً ﺟﺪﻳﺪﺍً، ﻳﻠﺰﻡ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﻨﺎ ﺃﻥ ﻳﻘﻒ ﻭﻗﻔﺔ ﺗﺴﺎﺅﻝ، ﻭﺗﺄﻣﻞ ﻭﺗﺪﺑﺮ، ﺗﻌﻘﺒﻬﺎ ﻭﻗﻔﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻳﺤﺎﺳﺐ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻧﻔﺴﻪ ﻋﻤﺎ ﺍﻗﺘﺮﻓﻪ ﺧﻼﻝ ﻋﺎﻡ ﻛﺎﻣﻞ ﻣﻦ ﻋﻤﺮﻩ، ﻋﺎﻡ ﻣﻀﻰ ﻭﺍﻧﻘﻀﻰ، ﻻ ﻧﺪﺭﻱ ﻣﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﺎﻧﻊ ﻓﻴﻪ، ﺛﻢ ﻭﻗﻔﺔ ﺍﺳﺘﻌﺪﺍﺩ ﻻﻧﻄﻼﻗﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻋﺎﻡ ﻧﺴﺘﻘﺒﻠﻪ ﻻ ﻧﺪﺭﻱ ﻣﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻗﺎﺽ ﻓﻴﻪ...
1 ـ ﻭﻗﻔﺔ ﺗﺄﻣﻞ ﻭﺗﺪﺑﺮ:
ﺇﻥ ﺃﻭﻝ ﻣﺎ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻠﻔﺖ ﺍﻧﺘﺒﺎﻫﻨﺎ ﺍﻟﺴﺮﻋﺔ ﺍﻟﻌﺠﻴﺒﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﺮﺕ ﺑﻬﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻨﺔ، ﻓﺒﺎﻷﻣﺲ ﺍﻟﻘﺮﻳﺐ ﻛﻨﺎ ﻧﺴﺘﻘﺒﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﻡ،
ﻭﻫﺎ ﻧﺤﻦ ﻭﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﺴﺮﻋﺔ ﻧﻮﺩﻋﻪ، ﻭﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻳﺪﻝ ﺃﻭﻟﻲ ﺍﻷﻟﺒﺎﺏ ﻋﻠﻰ ﺳﺮﻋﺔ ﺍﻧﻘﻀﺎﺀ ﺍﻷﻋﻤﺎﺭ، ﻭﺳﺮﻋﺔ ﻓﻨﺎﺀ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﺍﺭ،
ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺍﻟﻘﻬﺎﺭ: (ﺇِﻥَّ ﻓِﻲ ﺧَﻠْﻖِ ﺍﻟﺴَّﻤَﺎﻭَﺍﺕِ ﻭَﺍﻷَﺭْﺽِ ﻭَﺍﺧْﺘِﻼﻑِ ﺍﻟﻠَّﻴْﻞِ ﻭَﺍﻟﻨَّﻬَﺎﺭِ ﻵﻳﺎﺕٍ ﻷُﻭﻟِﻲ ﺍﻷَﻟْﺒَﺎﺏِ) [ﺁﻝ ﻋﻤﺮﺍﻥ:190].
ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻮﻻﺩﺓ ﻭﺍﻟﻜﻬﻮﻟﺔ، ﻭﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻭﺍﻟﺸﻴﺨﻮﺧﺔ، ﻭﺍﻟﻬﺮﻡ ﺛﻢ ﺍﻟﻤﻮﺕ، ﻳﻨﺘﻬﻲ ﺷﺮﻳﻂ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻓﻲ ﻋﺠﺎﻟﺔ، ﻭﻳﻄﻮﻯ ﺳﺠﻞ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﻛﺄﻧﻬﺎ ﻏﻤﻀﺔ ﻋﻴﻦ، ﺃﻭ ﻭﻣﻀﺔ ﺑﺮﻕ،
ﻓﻴﺎﻋﺠﺒﺎ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻛﻴﻒ ﺧﺪﻉ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻭﻏﺮﻫﻢ ﻃﻮﻝ ﺍﻷﻣﻞ ﻓﻴﻬﺎ،
ﻭﻫﻲ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻴﻬﺎ: (ﻟَﻌِﺐٌ ﻭَﻟَﻬْﻮٌ ﻭَﺯِﻳﻨَﺔٌ ﻭَﺗَﻔَﺎﺧُﺮٌ ﺑَﻴْﻨَﻜُﻢْ ﻭَﺗَﻜَﺎﺛُﺮٌ ﻓِﻲ ﺍﻷَﻣْﻮَﺍﻝِ ﻭَﺍﻷَﻭْﻻﺩِ) [ﺍﻟﺤﺪﻳﺪ:20]،
(ﻭَﺍﺿْﺮِﺏْ ﻟَﻬُﻢْ ﻣَﺜَﻞَ ﺍﻟْﺤَﻴَﺎﺓِ ﺍﻟﺪُّﻧْﻴَﺎ ﻛَﻤَﺎﺀٍ ﺃَﻧْﺰَﻟْﻨَﺎﻩُ ﻣِﻦَ ﺍﻟﺴَّﻤَﺎﺀِ ﻓَﺎﺧْﺘَﻠَﻂَ ﺑِﻪِ ﻧَﺒَﺎﺕُ ﺍﻷَﺭْﺽِ ﻓَﺄَﺻْﺒَﺢَ ﻫَﺸِﻴﻤﺎً ﺗَﺬْﺭُﻭﻩُ ﺍﻟﺮِّﻳَﺎﺡُ) [ﺍﻟﻜﻬﻒ:45]...
(ﺇِﻧَّﻤَﺎ ﻣَﺜَﻞُ ﺍﻟْﺤَﻴَﺎﺓِ ﺍﻟﺪُّﻧْﻴَﺎ ﻛَﻤَﺎﺀٍ ﺃَﻧْﺰَﻟْﻨَﺎﻩُ ﻣِﻦَ ﺍﻟﺴَّﻤَﺎﺀِ ﻓَﺎﺧْﺘَﻠَﻂَ ﺑِﻪِ ﻧَﺒَﺎﺕُ ﺍﻷَﺭْﺽِ ﻣِﻤَّﺎ ﻳَﺄْﻛُﻞُ ﺍﻟﻨَّﺎﺱُ ﻭَﺍﻷَﻧْﻌَﺎﻡُ ﺣَﺘَّﻰ ﺇِﺫَﺍ ﺃَﺧَﺬَﺕِ ﺍﻷَﺭْﺽُ ﺯُﺧْﺮُﻓَﻬَﺎ ﻭَﺍﺯَّﻳَّﻨَﺖْ ﻭَﻇَﻦَّ ﺃَﻫْﻠُﻬَﺎ ﺃَﻧَّﻬُﻢْ ﻗَﺎﺩِﺭُﻭﻥَ ﻋَﻠَﻴْﻬَﺎ ﺃَﺗَﺎﻫَﺎ ﺃَﻣْﺮُﻧَﺎ ﻟَﻴْﻼً ﺃَﻭْ ﻧَﻬَﺎﺭﺍً ﻓَﺠَﻌَﻠْﻨَﺎﻫَﺎ ﺣَﺼِﻴﺪﺍً ﻛَﺄَﻥْ ﻟَﻢْ ﺗَﻐْﻦَ ﺑِﺎﻟْﺄَﻣْﺲِ ﻛَﺬَﻟِﻚَ ﻧُﻔَﺼِّﻞُ ﺍﻵﻳﺎﺕِ ﻟِﻘَﻮْﻡٍ ﻳَﺘَﻔَﻜَّﺮُﻭﻥَ) [ﻳﻮﻧﺲ:24]...
🎤
*خطـبـــة جمـعــة بعـنــــوان :*
*وقفات.في.وداع.العام.الهجري.tt*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
*الخطبـــــة.الأولــــى.tt*
ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺧﻠﻖ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻓﻘﺪﺭﻩ ﺗﻘﺪﻳﺮﺍً،
ﻭﺗﺒﺎﺭﻙ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﺧﻠﻔﺔ ﻟﻤﻦ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﺬﻛﺮ ﺃﻭ ﺃﺭﺍﺩ ﺷﻜﻮﺭﺍً.
ﺃﺣﻤﺪﻩ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺃﺷﻜﺮﻩ، ﻭﺃﺗﻮﺏ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﺃﺳﺘﻐﻔﺮﻩ، ﻭﺃﻟﺘﺠﺊ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﻛﺎﻥ ﺷﺮﻩ ﻣﺴﺘﻄﻴﺮﺍً.
ﻭﺃﺷﻬﺪ ﺃﻥ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺣﺪﻩ ﻻ ﺷﺮﻳﻚ ﻟﻪ،
ﻭﺃﺷﻬﺪ ﺃﻥ ﻣﺤﻤﺪﺍً ﻋﺒﺪﻩ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ، ﺑﻌﺜﻪ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻱ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﻣﺒﺸﺮﺍً ﻭﻧﺬﻳﺮﺍً، ﻭﺩﺍﻋﻴًّﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺈﺫﻧﻪ ﻭﺳﺮﺍﺟﺎً ﻣﻨﻴﺮﺍً،
ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭﺻﺤﺒﻪ ﻭﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ ﻟﻬﻢ ﺑﺈﺣﺴﺎﻥ ﻭﺳﻠﻢ ﺗﺴﻠﻴﻤﺎً ﻛﺜﻴﺮﺍً...
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آل عمران: 102]
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) [النساء:1] ؛
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) [الأحزاب:70-71]،...
أمـــــا ﺑﻌـــــﺪ :
ﻓﻠﻴﺲ ﻟﻠﺘﻘﻮﻯ ﺯﻣﻦ ﻣﺤﺪﻭﺩ ﻭﻻ ﻣﻮﺳﻢ ﻣﺨﺼﻮﺹ ﻣﻌﺪﻭﺩ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻫﻲ ﺣﻖ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺪﺍﺋﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺒﻴﺪ،
ﻳﻌﻤﺮﻭﻥ ﺑﻬﺎ ﺃﻭﻗﺎﺗﻬﻢ، ﻭﻳﺴﺘﻌﻤﻠﻮﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﺑﺪﺍﻧﻬﻢ، ﻭﻳﻘﻀﻮﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻋﻤﺎﺭﻫﻢ.
ﻭﺍﻟﻤﻐﺒﻮﻥ ﻣﻦ ﻟﻢ ﻳﻌﺮﻑ ﺭﺑﻪ ﺇﻻ ﻓﻲ ﺃﻳﺎﻡ ﻣﻌﻠﻮﻣﺔ، ﺃﻭ ﺳﺎﻋﺎﺕ ﻣﻌﺪﻭﺩﺓ، ﺛﻢ ﻳﻌﻮﺩ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻐﻲ ﻭﺍﻟﻐﻔﻠﺔ، ﻭﻳﻨﺘﻜﺲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﻲ ﻭﺍﻟﺸﻬﻮﺓ، ﻭﻳﺮﺗﻜﺲ ﻓﻲ ﺍﻵﺛﺎﻡ ﻭﺍﻟﻌﺼﻴﺎﻥ، ﻧﻌﻮﺫ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺬﻻﻥ.
عباد الله :
ﺍﻋﻠﻤﻮﺍ ﺃﻥ ﻛﻞ ﺁﺕٍ ﻗﺮﻳﺐ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺍﻟﺒﻌﻴﺪ ﻣﺎ ﻟﻴﺲ ﺑﺂﺕٍ. ﻭﻣﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻄﻴﺘﻪ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﺳﻴﺮ ﺑﻪ ﻭﺇﻥ ﻟﻢ ﻳﺴﺮ،
ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﻣﻄﻴﺘﺎﻥ ﺗﻘﺮﺑﺎﻥ ﻛﻞ ﺑﻌﻴﺪ ﻭﺗﺒﻠﻴﺎﻥ ﻛﻞ ﺟﺪﻳﺪ، ﻭﺗﺄﺗﻴﺎﻥ ﺑﻜﻞ ﻣﻮﻋﻮﺩ.
ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﻠﻴﺎﻟﻲ ﻭﺍﻷﻳﺎﻡ ﻭﺍﻟﺸﻬﻮﺭ ﻭﺍﻷﻋﻮﺍﻡ ﻣﻮﺍﻗﻴﺖ ﻟﻸﻋﻤﺎﻝ، ﻭﻣﻘﺎﺩﻳﺮ ﻟﻶﺟﺎﻝ، ﻓﻬﻲ ﺗﻨﻘﻀﻲ ﺟﻤﻴﻌﺎً ﻭﺗﻤﻀﻲ ﺳﺮﻳﻌﺎً، ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺃﻭﺟﺪﻫﺎ ﺑﺎﻕٍ ﻻ ﻳﺰﻭﻝ، ﻭﺩﺍﺋﻢ ﻻ ﻳﺤﻮﻝ...
ﻣﻦ ﻇﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺧﻠﻖ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ﻭﺍﻷﺭﺽ ﻭﻣﺎ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﺑﻼ ﺣﻜﻤﺔ ﻓﻘﺪ ﺍﻓﺘﺮﻯ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﻭﻛﺬّﺏ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ (ﻭَﻣَﺎ ﺧَﻠَﻘْﻨَﺎ ﺍﻟﺴَّﻤَﺎﺀَ ﻭَﺍﻟْﺄَﺭْﺽَ ﻭَﻣَﺎ ﺑَﻴْﻨَﻬُﻤَﺎ ﻻﻋِﺒِﻴﻦَ) [ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ:16] .
ﻭﻣﻦ ﺍﻋﺘﻘﺪ ﺃﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺧﻠﻖ ﻟﻐﻴﺮ ﻣﻬﻤﺔ ﻓﻘﺪ ﺟﺎﺀ ﺑﺰﻭﺭ ﻭﺑﻬﺘﺎﻥ (ﺃَﻳَﺤْﺴَﺐُ ﺍﻹِﻧْﺴَﺎﻥُ ﺃَﻥْ ﻳُﺘْﺮَﻙَ ﺳُﺪﻯً) [ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ:36]،
(ﺃَﻓَﺤَﺴِﺒْﺘُﻢْ ﺃَﻧَّﻤَﺎ ﺧَﻠَﻘْﻨَﺎﻛُﻢْ ﻋَﺒَﺜﺎً ﻭَﺃَﻧَّﻜُﻢْ ﺇِﻟَﻴْﻨَﺎ ﻻ ﺗُﺮْﺟَﻌُﻮﻥَ) [ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻮﻥ:115].
ﻭﻗﻔﺎﺕ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻮﺩﺍﻉ ..
ﻭﻧﺤﻦ ﻧﻮﺩﻉ ﻋﺎﻣﺎً ﻫﺠﺮﻳًّﺎ ﻣﻀﻰ ﻣﻦ ﺃﻋﻤﺎﺭﻧﺎ، ﻭﻧﺴﺘﻘﺒﻞ ﻋﺎﻣﺎً ﺟﺪﻳﺪﺍً، ﻳﻠﺰﻡ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﻨﺎ ﺃﻥ ﻳﻘﻒ ﻭﻗﻔﺔ ﺗﺴﺎﺅﻝ، ﻭﺗﺄﻣﻞ ﻭﺗﺪﺑﺮ، ﺗﻌﻘﺒﻬﺎ ﻭﻗﻔﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻳﺤﺎﺳﺐ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻧﻔﺴﻪ ﻋﻤﺎ ﺍﻗﺘﺮﻓﻪ ﺧﻼﻝ ﻋﺎﻡ ﻛﺎﻣﻞ ﻣﻦ ﻋﻤﺮﻩ، ﻋﺎﻡ ﻣﻀﻰ ﻭﺍﻧﻘﻀﻰ، ﻻ ﻧﺪﺭﻱ ﻣﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﺎﻧﻊ ﻓﻴﻪ، ﺛﻢ ﻭﻗﻔﺔ ﺍﺳﺘﻌﺪﺍﺩ ﻻﻧﻄﻼﻗﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻋﺎﻡ ﻧﺴﺘﻘﺒﻠﻪ ﻻ ﻧﺪﺭﻱ ﻣﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻗﺎﺽ ﻓﻴﻪ...
1 ـ ﻭﻗﻔﺔ ﺗﺄﻣﻞ ﻭﺗﺪﺑﺮ:
ﺇﻥ ﺃﻭﻝ ﻣﺎ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻠﻔﺖ ﺍﻧﺘﺒﺎﻫﻨﺎ ﺍﻟﺴﺮﻋﺔ ﺍﻟﻌﺠﻴﺒﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﺮﺕ ﺑﻬﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻨﺔ، ﻓﺒﺎﻷﻣﺲ ﺍﻟﻘﺮﻳﺐ ﻛﻨﺎ ﻧﺴﺘﻘﺒﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﻡ،
ﻭﻫﺎ ﻧﺤﻦ ﻭﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﺴﺮﻋﺔ ﻧﻮﺩﻋﻪ، ﻭﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻳﺪﻝ ﺃﻭﻟﻲ ﺍﻷﻟﺒﺎﺏ ﻋﻠﻰ ﺳﺮﻋﺔ ﺍﻧﻘﻀﺎﺀ ﺍﻷﻋﻤﺎﺭ، ﻭﺳﺮﻋﺔ ﻓﻨﺎﺀ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﺍﺭ،
ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺍﻟﻘﻬﺎﺭ: (ﺇِﻥَّ ﻓِﻲ ﺧَﻠْﻖِ ﺍﻟﺴَّﻤَﺎﻭَﺍﺕِ ﻭَﺍﻷَﺭْﺽِ ﻭَﺍﺧْﺘِﻼﻑِ ﺍﻟﻠَّﻴْﻞِ ﻭَﺍﻟﻨَّﻬَﺎﺭِ ﻵﻳﺎﺕٍ ﻷُﻭﻟِﻲ ﺍﻷَﻟْﺒَﺎﺏِ) [ﺁﻝ ﻋﻤﺮﺍﻥ:190].
ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻮﻻﺩﺓ ﻭﺍﻟﻜﻬﻮﻟﺔ، ﻭﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻭﺍﻟﺸﻴﺨﻮﺧﺔ، ﻭﺍﻟﻬﺮﻡ ﺛﻢ ﺍﻟﻤﻮﺕ، ﻳﻨﺘﻬﻲ ﺷﺮﻳﻂ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻓﻲ ﻋﺠﺎﻟﺔ، ﻭﻳﻄﻮﻯ ﺳﺠﻞ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﻛﺄﻧﻬﺎ ﻏﻤﻀﺔ ﻋﻴﻦ، ﺃﻭ ﻭﻣﻀﺔ ﺑﺮﻕ،
ﻓﻴﺎﻋﺠﺒﺎ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻛﻴﻒ ﺧﺪﻉ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻭﻏﺮﻫﻢ ﻃﻮﻝ ﺍﻷﻣﻞ ﻓﻴﻬﺎ،
ﻭﻫﻲ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻴﻬﺎ: (ﻟَﻌِﺐٌ ﻭَﻟَﻬْﻮٌ ﻭَﺯِﻳﻨَﺔٌ ﻭَﺗَﻔَﺎﺧُﺮٌ ﺑَﻴْﻨَﻜُﻢْ ﻭَﺗَﻜَﺎﺛُﺮٌ ﻓِﻲ ﺍﻷَﻣْﻮَﺍﻝِ ﻭَﺍﻷَﻭْﻻﺩِ) [ﺍﻟﺤﺪﻳﺪ:20]،
(ﻭَﺍﺿْﺮِﺏْ ﻟَﻬُﻢْ ﻣَﺜَﻞَ ﺍﻟْﺤَﻴَﺎﺓِ ﺍﻟﺪُّﻧْﻴَﺎ ﻛَﻤَﺎﺀٍ ﺃَﻧْﺰَﻟْﻨَﺎﻩُ ﻣِﻦَ ﺍﻟﺴَّﻤَﺎﺀِ ﻓَﺎﺧْﺘَﻠَﻂَ ﺑِﻪِ ﻧَﺒَﺎﺕُ ﺍﻷَﺭْﺽِ ﻓَﺄَﺻْﺒَﺢَ ﻫَﺸِﻴﻤﺎً ﺗَﺬْﺭُﻭﻩُ ﺍﻟﺮِّﻳَﺎﺡُ) [ﺍﻟﻜﻬﻒ:45]...
(ﺇِﻧَّﻤَﺎ ﻣَﺜَﻞُ ﺍﻟْﺤَﻴَﺎﺓِ ﺍﻟﺪُّﻧْﻴَﺎ ﻛَﻤَﺎﺀٍ ﺃَﻧْﺰَﻟْﻨَﺎﻩُ ﻣِﻦَ ﺍﻟﺴَّﻤَﺎﺀِ ﻓَﺎﺧْﺘَﻠَﻂَ ﺑِﻪِ ﻧَﺒَﺎﺕُ ﺍﻷَﺭْﺽِ ﻣِﻤَّﺎ ﻳَﺄْﻛُﻞُ ﺍﻟﻨَّﺎﺱُ ﻭَﺍﻷَﻧْﻌَﺎﻡُ ﺣَﺘَّﻰ ﺇِﺫَﺍ ﺃَﺧَﺬَﺕِ ﺍﻷَﺭْﺽُ ﺯُﺧْﺮُﻓَﻬَﺎ ﻭَﺍﺯَّﻳَّﻨَﺖْ ﻭَﻇَﻦَّ ﺃَﻫْﻠُﻬَﺎ ﺃَﻧَّﻬُﻢْ ﻗَﺎﺩِﺭُﻭﻥَ ﻋَﻠَﻴْﻬَﺎ ﺃَﺗَﺎﻫَﺎ ﺃَﻣْﺮُﻧَﺎ ﻟَﻴْﻼً ﺃَﻭْ ﻧَﻬَﺎﺭﺍً ﻓَﺠَﻌَﻠْﻨَﺎﻫَﺎ ﺣَﺼِﻴﺪﺍً ﻛَﺄَﻥْ ﻟَﻢْ ﺗَﻐْﻦَ ﺑِﺎﻟْﺄَﻣْﺲِ ﻛَﺬَﻟِﻚَ ﻧُﻔَﺼِّﻞُ ﺍﻵﻳﺎﺕِ ﻟِﻘَﻮْﻡٍ ﻳَﺘَﻔَﻜَّﺮُﻭﻥَ) [ﻳﻮﻧﺲ:24]...
ﻫﺬﻩ ﻫﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺴﺘﻐﺮﻕ ﻓﻴﻬﺎ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻳﻀﻴﻌﻮﻥ ﻣﻦ ﺃﺟﻠﻬﺎ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﻟﻴﻨﺎﻟﻮﺍ ﺑﻌﺾ ﻣﺘﺎﻋﻬﺎ ﻭﻳﺘﻤﺘﻌﻮﺍ ﺑﺒﻌﺾ ﻣﻠﺬﺍﺗﻬﺎ ﻭﺷﻬﻮﺍﺗﻬﺎ،
ﻫﻲ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺳﺮﺍﺏ ﺧﺎﺩﻉ، ﻭﺑﺮﻳﻖ ﻻﻣﻊ،
ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺳﻴﻒ ﻗﺎﻃﻊ، ﻭﺻﺎﺭﻡ ﺳﺎﻃﻊ،
ﻛﻢ ﺃﺫﺍﻗﺖ ﺑؤﺳﺎً، ﻭﺟﺮﻋﺖ ﻏﺼﺼﺎً،
ﻛﻢ ﺃﺣﺰﻧﺖ ﻓﺮﺣﺎً، ﻭﺃ
ﺑﻜﺖ ﻣﺮﺣﺎً،
ﻛﻢ ﻫﺮﻡ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺻﻐﻴﺮ، ﻭﺫﻝ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺃﻣﻴﺮ، ﻭﺍﺭﺗﻔﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺣﻘﻴﺮ، ﻭﺍﻓﺘﻘﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻏﻨﻲ، ﻭﺍﻏﺘﻨﻰ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻓﻘﻴﺮ، ﻭﻣﺎﺕ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺻﻐﻴﺮ ﻭﻛﺒﻴﺮ، ﻭﻋﻈﻴﻢ ﻭﺣﻘﻴﺮ، ﻭﺃﻣﻴﺮ ﻭﻭﺯﻳﺮ، ﻭﻏﻨﻲ ﻭﻓﻘﻴﺮ...
ﻓﺎﻋﻠﻤﻮﺍ ﺭﺣﻤﻜﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺃﻳﺎﻡ ﻣﺤﺪﻭﺩﺓ، ﻭﺃﻧﻔﺎﺱ ﻣﻌﺪﻭﺩﺓ، ﻭﺁﺟﺎﻝ ﻣﻀﺮﻭﺑﺔ، ﻭﺃﻋﻤﺎﻝ ﻣﺤﺴﻮﺑﺔ، ﻫﻲ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻗﺼﻴﺮﺓ، ﻭﺇﻥ ﻃﺎﻟﺖ ﻓﻲ ﻋﻴﻦ ﺍﻟﻤﺨﺪﻭﻋﻴﻦ ﺑﺰﺧﺮﻓﻬﺎ، ﻭﺣﻘﻴﺮﺓ ﻭﺇﻥ ﺟﻠﺖ ﻓﻲ ﻗﻠﻮﺏ ﺍﻟﻤﻔﺘﻮﻧﻴﻦ ﺑﺸﻬﻮﺍﺗﻬﺎ...
(ﻳَﺎ ﺃَﻳُّﻬَﺎ ﺍﻟﻨَّﺎﺱُ ﺇِﻥَّ ﻭَﻋْﺪَ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﺣَﻖٌّ ﻓَﻼ ﺗَﻐُﺮَّﻧَّﻜُﻢُ ﺍﻟْﺤَﻴَﺎﺓُ ﺍﻟﺪُّﻧْﻴَﺎ) [ﻓﺎﻃﺮ:5]، (ﻳَﺎ ﻗَﻮْﻡِ ﺇِﻧَّﻤَﺎ ﻫَﺬِﻩِ ﺍﻟْﺤَﻴَﺎﺓُ ﺍﻟﺪُّﻧْﻴَﺎ ﻣَﺘَﺎﻉٌ ﻭَﺇِﻥَّ ﺍﻵﺧِﺮَﺓَ ﻫِﻲَ ﺩَﺍﺭُ ﺍﻟْﻘَﺮَﺍﺭِ) [ﻏﺎﻓﺮ:39].
ﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻗﺎﻝ: "ﺃﺧﺬ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺑﻤﻨﻜﺒﻲ ﻭﻗﺎﻝ: ﻛﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻛﺄﻧﻚ ﻏﺮﻳﺐ ﺃﻭ ﻋﺎﺑﺮ ﺳﺒﻴﻞ". ﻭﻛﺎﻥ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﻳﻘﻮﻝ: "ﺇﺫﺍ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻓﻼ ﺗﻨﺘﻈﺮ ﺍﻟﻤﺴﺎﺀ، ﻭﺇﺫﺍ ﺃﻣﺴﻴﺖ ﻓﻼ ﺗﻨﺘﻈﺮ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ"...
ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﺃﺻﻞ ﻓﻲ ﻗﺼﺮ ﺍﻷﻣﻞ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ، ﻭﻛﺄﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺟﻨﺎﺡ ﺳﻔﺮ ﻓﻬﻮ ﻳﺘﺄﻫﺐ ﻟﻠﺮﺣﻴﻞ...
ﺭﻭﻯ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ﻭﻏﻴﺮﻩ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ: "ﻣﺎﻟﻲ ﻭﻟﻠﺪﻧﻴﺎ ﻣﺎ ﺃﻧﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺇﻻ ﻛﺮﺍﻛﺐ ﺍﺳﺘﻈﻞ ﺗﺤﺖ ﺷﺠﺮﺓ ﺛﻢ ﻗﺎﻡ ﻭﺗﺮﻛﻬﺎ".
ﻗﺎﻝ ﻋﻴﺴﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻷﺻﺤﺎﺑﻪ: "ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻗﻨﻄﺮﺓ، ﺍﻋﺒﺮﻭﻫﺎ ﻭﻻ ﺗﻌﻤﺮﻭﻫﺎ". ﻭﻗﺎﻝ: "ﻣﻦ ﺫﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺒﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺝ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺩﺍﺭﺍً، ﺗﻠﻜﻢ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻓﻼ ﺗﺘﺨﺬﻭﻫﺎ ﻗﺮﺍﺭﺍً".
ﻗﺎﻝ ﻋﻠﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ: "ﺇﻥ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻗﺪ ﺍﺭﺗﺤﻠﺖ ﻣﺪﺑﺮﺓ، ﻭﺇﻥ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﻗﺪ ﺍﺭﺗﺤﻠﺖ ﻣﻘﺒﻠﺔ، ﻭﻟﻜﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﺑﻨﻮﻥ، ﻓﻜﻮﻧﻮﺍ ﻣﻦ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻵﺧﺮﺓ، ﻭﻻ ﺗﻜﻮﻧﻮﺍ ﻣﻦ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻋﻤﻞ ﻭﻻ ﺣﺴﺎﺏ، ﻭﻏﺪﺍً ﺣﺴﺎﺏ ﻭﻻ ﻋﻤﻞ".
ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﻨﻮﻭﻱ:
ﺇﻥ ﻟﻠﻪ ﻋﺒﺎﺩﺍً ﻓﻄﻨﺎً .. .. ..
ﻃﻠﻘﻮﺍ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺧﺎﻓﻮﺍ ﺍﻟﻔـﺘﻨﺎ
ﻧﻈﺮﻭﺍ ﻓﻴﻬﺎ ﻓﻠﻤﺎ ﻋﻠﻤﻮﺍ.. .. ..
ﺃﻧﻬﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﻟﺤﻲٍ ﻭﻃـﻨﺎ
ﺟﻌﻠﻮﻫﺎ ﻟﺠﺔ ﻭﺍﺗﺨﺬﻭﺍ .. .. ..
ﺻﺎﻟﺢ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﻓﻴﻬﺎ ﺳﻔﻨﺎ
ﻭﻗﻴﻞ ﻟﻨﻮﺡ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ: "ﻳﺎ ﺃﻃﻮﻝ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻤﺮﺍً ﻛﻴﻒ ﻭﺟﺪﺕ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ؟ ﻗﺎﻝ: ﻛﺪﺍﺭٍ ﻟﻬﺎ ﺑﺎﺑﺎﻥ، ﺩﺧﻠﺖ ﻣﻦ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﻭﺧﺮﺟﺖ ﻣﻦ ﺍﻵﺧﺮ".
ﻫﺬﺍ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﺎﺵ ﻧﺤﻮﺍً ﻣﻦ ﺃﻟﻒ ﻋﺎﻡ، ﻓﻜﻴﻒ ﺑﺼﺎﺣﺐ ﺍﻟﺴﺘﻴﻦ ﺃﻭ ﺍﻟﺴﺒﻌﻴﻦ؟
ﺧﻄﺐ ﻋﺘﺒﺔ ﺑﻦ ﻏﺰﻭﺍﻥ ﻓﺤﻤﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺃﺛﻨﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺛﻢ ﻗﺎﻝ: "ﺃﻣﺎ ﺑﻌﺪ .. ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻗﺪ ﺁﺫﻧﺖ ﺑﺼﺮﻡ، ﻭﻭﻟﺖ ﺣﺬّﺍﺀ ، ﻭﻟﻢ ﻳﺒﻖ ﻣﻨﻬﺎ ﺇﻻ ﺻﺒﺎﺑﺔ ﻛﺼﺒﺎﺑﺔ ﺍﻹﻧﺎﺀ ﻳﺘﺼﺎﺑﻬﺎ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ، ﻭﺇﻧﻜﻢ ﻣﻨﺘﻘﻠﻮﻥ ﻣﻨﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺩﺍﺭ ﻻ ﺯﻭﺍﻝ ﻟﻬﺎ ﻓﺎﻧﺘﻘﻠﻮﺍ ﺑﺨﻴﺮ ﻣﺎ ﺑﺤﻀﺮﺗﻜﻢ، ﻓﺈﻧﻪ ﻗﺪ ﺫﻛﺮ ﻟﻨﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﺠﺮ ﻳﻠﻘﻰ ﻣﻦ ﺷﻔﺔ ﺟﻬﻨﻢ ﻓﻴﻬﻮﻱ ﻓﻴﻬﺎ ﺳﺒﻌﻴﻦ ﻋﺎﻣﺎً ﻻ ﻳﺪﺭﻙ ﻣﻘﺮﻫﺎ. ﻭﻭﺍﻟﻠﻪ ﻟﺘﻤﻸﻥ.
ﺧﻄﺐ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻘﺎﻝ: "ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﺇﻥ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﺑﺪﺍﺭ ﻗﺮﺍﺭ، ﻛﺘﺐ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻔﻨﺎﺀ، ﻭﻛﺘﺐ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻠﻬﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻈﻌﻦ، ﻓﻜﻢ ﻣﻦ ﻋﺎﻣﺮ ﻋﻤﺎ ﻗﻠﻴﻞ ﻳﺨﺮﺏ، ﻭﻛﻢ ﻣﻦ ﻣﻘﻴﻢ ﻋﻤﺎ ﻗﻠﻴﻞ ﻳﻈﻌﻦ".
ﺇﻧﺎ ﻟﻨﻔــﺮﺡ ﺑﺎﻷﻳﺎﻡ ﻧﻘﻄﻌﻬـﺎ.. .. ..
ﻭﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﻣﻀﻰ ﻳﺪﻧﻲ ﻣﻦ ﺍﻷﺟﻞ
ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺗﻜﻠﻒ ﺑﺎﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﻗﺪ ﻋﻠﻤﺖ.. .. ..
ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻼﻣﺔ ﻓﻴﻬـﺎ ﺗﺮﻙ ﻣﺎ ﻓﻴﻬﺎ
ﻓﻼ ﺍﻹﻗﺎﻣﺔ ﺗﻨﺠﻲ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻣﻦ ﺗﻠﻒ.. .. ..
ﻭﻻ ﺍﻟﻔﺮﺍﺭ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﻳﻨﺠﻴﻬﺎ
ﻭﻛﻞ ﻧﻔﺲ ﻟﻬــﺎ ﺩﻭﺭ ﻳﺼﺒﺤﻬﺎ.. .. ..
ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﻴــﺔ ﻳﻮﻣﺎً ﺃﻭ ﻳﻤﺴﻴـﻬﺎ
.
2 ـ ﻭﻗﻔﺔ ﻣﺤﺎﺳﺒﺔ:
ﻭﺍﻷﺻﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: (ﻳَﺎ ﺃَﻳُّﻬَﺎ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺁﻣَﻨُﻮﺍ ﺍﺗَّﻘُﻮﺍ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻭَﻟْﺘَﻨْﻈُﺮْ ﻧَﻔْﺲٌ ﻣَﺎ ﻗَﺪَّﻣَﺖْ ﻟِﻐَﺪٍ ﻭَﺍﺗَّﻘُﻮﺍ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﺇِﻥَّ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﺧَﺒِﻴﺮٌ ﺑِﻤَﺎ ﺗَﻌْﻤَﻠُﻮﻥَ) [ﺍﻟﺤﺸﺮ:18]...
ﻭﻗﻮﻟﻪ: (ﻭَﻧَﻀَﻊُ ﺍﻟْﻤَﻮَﺍﺯِﻳﻦَ ﺍﻟْﻘِﺴْﻂَ ﻟِﻴَﻮْﻡِ ﺍﻟْﻘِﻴَﺎﻣَﺔِ ﻓَﻼ ﺗُﻈْﻠَﻢُ ﻧَﻔْﺲٌ ﺷَﻴْﺌﺎً ﻭَﺇِﻥْ ﻛَﺎﻥَ ﻣِﺜْﻘَﺎﻝَ ﺣَﺒَّﺔٍ ﻣِﻦْ ﺧَﺮْﺩَﻝٍ ﺃَﺗَﻴْﻨَﺎ ﺑِﻬَﺎ ﻭَﻛَﻔَﻰ ﺑِﻨَﺎ ﺣَﺎﺳِﺒِﻴﻦَ) [ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ:47].
ﻭﻗﻮﻟﻪ: (ﻭَﻭُﺿِﻊَ ﺍﻟْﻜِﺘَﺎﺏُ ﻓَﺘَﺮَﻯ ﺍﻟْﻤُﺠْﺮِﻣِﻴﻦَ ﻣُﺸْﻔِﻘِﻴﻦَ ﻣِﻤَّﺎ ﻓِﻴﻪِ ﻭَﻳَﻘُﻮﻟُﻮﻥَ ﻳَﺎ ﻭَﻳْﻠَﺘَﻨَﺎ ﻣَﺎﻝِ ﻫَﺬَﺍ ﺍﻟْﻜِﺘَﺎﺏِ ﻻ ﻳُﻐَﺎﺩِﺭُ ﺻَﻐِﻴﺮَﺓً ﻭَﻻ ﻛَﺒِﻴﺮَﺓً ﺇِﻻَّ ﺃَﺣْﺼَﺎﻫَﺎ ﻭَﻭَﺟَﺪُﻭﺍ ﻣَﺎ ﻋَﻤِﻠُﻮﺍ ﺣَﺎﺿِﺮﺍً ﻭَﻻ ﻳَﻈْﻠِﻢُ ﺭَﺑُّﻚَ ﺃَﺣَﺪﺍً) [ﺍﻟﻜﻬﻒ:49].
ﻭﻗﻮﻟﻪ: (ﻳَﻮْﻡَ ﻳَﺒْﻌَﺜُﻬُﻢُ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﺟَﻤِﻴﻌﺎً ﻓَﻴُﻨَﺒِّﺌُﻬُﻢْ ﺑِﻤَﺎ ﻋَﻤِﻠُﻮﺍ ﺃَﺣْﺼَﺎﻩُ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻭَﻧَﺴُﻮﻩُ ﻭَﺍﻟﻠَّﻪُ ﻋَﻠَﻰ ﻛُﻞِّ ﺷَﻲْﺀٍ ﺷَﻬِﻴﺪٌ) [ﺍﻟﻤﺠﺎﺩﻟﺔ:6].
ﻭﻗﻮﻟﻪ: (ﻳَﻮْﻣَﺌِﺬٍ ﻳَﺼْﺪُﺭُ ﺍﻟﻨَّﺎﺱُ ﺃَﺷْﺘَﺎﺗﺎً ﻟِﻴُﺮَﻭْﺍ ﺃَﻋْﻤَﺎﻟَﻬُﻢْ * ﻓَﻤَﻦْ ﻳَﻌْﻤَﻞْ ﻣِﺜْﻘَﺎﻝَ ﺫَﺭَّﺓٍ ﺧَﻴْﺮﺍً ﻳَﺮَﻩُ * ﻭَﻣَﻦْ ﻳَﻌْﻤَﻞْ ﻣِﺜْﻘَﺎﻝَ ﺫَﺭَّﺓٍ ﺷَﺮّﺍً ﻳَﺮَﻩُ) [ﺍﻟﺰﻟﺰﻟﺔ:6 - 8].
ﻭﻗﻮﻟﻪ: (ﻳَﻮْﻡَ ﺗَﺠِﺪُ ﻛُﻞُّ ﻧَﻔْﺲٍ ﻣَﺎ ﻋَﻤِﻠَﺖْ ﻣِﻦْ ﺧَﻴْﺮٍ ﻣُﺤْﻀَﺮﺍً ﻭَﻣَﺎ ﻋَﻤِﻠَﺖْ ﻣِﻦْ ﺳُﻮﺀٍ ﺗَﻮَﺩُّ ﻟَﻮْ ﺃَﻥَّ ﺑَﻴْﻨَﻬَﺎ ﻭَﺑَﻴْﻨَﻪُ ﺃَﻣَﺪﺍً ﺑَﻌِﻴﺪﺍً ﻭَﻳُﺤَﺬِّﺭُﻛُﻢُ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻧَﻔْﺴَﻪ) [ﺁﻝ ﻋﻤﺮﺍﻥ:30].
ﻭﻗﻮﻟﻪ: (ﻭَﺍﻋْﻠَﻤُﻮﺍ ﺃَﻥَّ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻳَﻌْﻠَﻢُ ﻣَﺎ ﻓِﻲ ﺃَﻧْﻔُﺴِﻜُﻢْ ﻓَﺎﺣْﺬَﺭُﻭﻩُ) [ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ:235].
ﻫﻲ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺳﺮﺍﺏ ﺧﺎﺩﻉ، ﻭﺑﺮﻳﻖ ﻻﻣﻊ،
ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺳﻴﻒ ﻗﺎﻃﻊ، ﻭﺻﺎﺭﻡ ﺳﺎﻃﻊ،
ﻛﻢ ﺃﺫﺍﻗﺖ ﺑؤﺳﺎً، ﻭﺟﺮﻋﺖ ﻏﺼﺼﺎً،
ﻛﻢ ﺃﺣﺰﻧﺖ ﻓﺮﺣﺎً، ﻭﺃ
ﺑﻜﺖ ﻣﺮﺣﺎً،
ﻛﻢ ﻫﺮﻡ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺻﻐﻴﺮ، ﻭﺫﻝ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺃﻣﻴﺮ، ﻭﺍﺭﺗﻔﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺣﻘﻴﺮ، ﻭﺍﻓﺘﻘﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻏﻨﻲ، ﻭﺍﻏﺘﻨﻰ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻓﻘﻴﺮ، ﻭﻣﺎﺕ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺻﻐﻴﺮ ﻭﻛﺒﻴﺮ، ﻭﻋﻈﻴﻢ ﻭﺣﻘﻴﺮ، ﻭﺃﻣﻴﺮ ﻭﻭﺯﻳﺮ، ﻭﻏﻨﻲ ﻭﻓﻘﻴﺮ...
ﻓﺎﻋﻠﻤﻮﺍ ﺭﺣﻤﻜﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺃﻳﺎﻡ ﻣﺤﺪﻭﺩﺓ، ﻭﺃﻧﻔﺎﺱ ﻣﻌﺪﻭﺩﺓ، ﻭﺁﺟﺎﻝ ﻣﻀﺮﻭﺑﺔ، ﻭﺃﻋﻤﺎﻝ ﻣﺤﺴﻮﺑﺔ، ﻫﻲ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻗﺼﻴﺮﺓ، ﻭﺇﻥ ﻃﺎﻟﺖ ﻓﻲ ﻋﻴﻦ ﺍﻟﻤﺨﺪﻭﻋﻴﻦ ﺑﺰﺧﺮﻓﻬﺎ، ﻭﺣﻘﻴﺮﺓ ﻭﺇﻥ ﺟﻠﺖ ﻓﻲ ﻗﻠﻮﺏ ﺍﻟﻤﻔﺘﻮﻧﻴﻦ ﺑﺸﻬﻮﺍﺗﻬﺎ...
(ﻳَﺎ ﺃَﻳُّﻬَﺎ ﺍﻟﻨَّﺎﺱُ ﺇِﻥَّ ﻭَﻋْﺪَ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﺣَﻖٌّ ﻓَﻼ ﺗَﻐُﺮَّﻧَّﻜُﻢُ ﺍﻟْﺤَﻴَﺎﺓُ ﺍﻟﺪُّﻧْﻴَﺎ) [ﻓﺎﻃﺮ:5]، (ﻳَﺎ ﻗَﻮْﻡِ ﺇِﻧَّﻤَﺎ ﻫَﺬِﻩِ ﺍﻟْﺤَﻴَﺎﺓُ ﺍﻟﺪُّﻧْﻴَﺎ ﻣَﺘَﺎﻉٌ ﻭَﺇِﻥَّ ﺍﻵﺧِﺮَﺓَ ﻫِﻲَ ﺩَﺍﺭُ ﺍﻟْﻘَﺮَﺍﺭِ) [ﻏﺎﻓﺮ:39].
ﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻗﺎﻝ: "ﺃﺧﺬ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺑﻤﻨﻜﺒﻲ ﻭﻗﺎﻝ: ﻛﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻛﺄﻧﻚ ﻏﺮﻳﺐ ﺃﻭ ﻋﺎﺑﺮ ﺳﺒﻴﻞ". ﻭﻛﺎﻥ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﻳﻘﻮﻝ: "ﺇﺫﺍ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻓﻼ ﺗﻨﺘﻈﺮ ﺍﻟﻤﺴﺎﺀ، ﻭﺇﺫﺍ ﺃﻣﺴﻴﺖ ﻓﻼ ﺗﻨﺘﻈﺮ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ"...
ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﺃﺻﻞ ﻓﻲ ﻗﺼﺮ ﺍﻷﻣﻞ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ، ﻭﻛﺄﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺟﻨﺎﺡ ﺳﻔﺮ ﻓﻬﻮ ﻳﺘﺄﻫﺐ ﻟﻠﺮﺣﻴﻞ...
ﺭﻭﻯ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ﻭﻏﻴﺮﻩ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ: "ﻣﺎﻟﻲ ﻭﻟﻠﺪﻧﻴﺎ ﻣﺎ ﺃﻧﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺇﻻ ﻛﺮﺍﻛﺐ ﺍﺳﺘﻈﻞ ﺗﺤﺖ ﺷﺠﺮﺓ ﺛﻢ ﻗﺎﻡ ﻭﺗﺮﻛﻬﺎ".
ﻗﺎﻝ ﻋﻴﺴﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻷﺻﺤﺎﺑﻪ: "ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻗﻨﻄﺮﺓ، ﺍﻋﺒﺮﻭﻫﺎ ﻭﻻ ﺗﻌﻤﺮﻭﻫﺎ". ﻭﻗﺎﻝ: "ﻣﻦ ﺫﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺒﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺝ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺩﺍﺭﺍً، ﺗﻠﻜﻢ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻓﻼ ﺗﺘﺨﺬﻭﻫﺎ ﻗﺮﺍﺭﺍً".
ﻗﺎﻝ ﻋﻠﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ: "ﺇﻥ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻗﺪ ﺍﺭﺗﺤﻠﺖ ﻣﺪﺑﺮﺓ، ﻭﺇﻥ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﻗﺪ ﺍﺭﺗﺤﻠﺖ ﻣﻘﺒﻠﺔ، ﻭﻟﻜﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﺑﻨﻮﻥ، ﻓﻜﻮﻧﻮﺍ ﻣﻦ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻵﺧﺮﺓ، ﻭﻻ ﺗﻜﻮﻧﻮﺍ ﻣﻦ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻋﻤﻞ ﻭﻻ ﺣﺴﺎﺏ، ﻭﻏﺪﺍً ﺣﺴﺎﺏ ﻭﻻ ﻋﻤﻞ".
ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﻨﻮﻭﻱ:
ﺇﻥ ﻟﻠﻪ ﻋﺒﺎﺩﺍً ﻓﻄﻨﺎً .. .. ..
ﻃﻠﻘﻮﺍ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺧﺎﻓﻮﺍ ﺍﻟﻔـﺘﻨﺎ
ﻧﻈﺮﻭﺍ ﻓﻴﻬﺎ ﻓﻠﻤﺎ ﻋﻠﻤﻮﺍ.. .. ..
ﺃﻧﻬﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﻟﺤﻲٍ ﻭﻃـﻨﺎ
ﺟﻌﻠﻮﻫﺎ ﻟﺠﺔ ﻭﺍﺗﺨﺬﻭﺍ .. .. ..
ﺻﺎﻟﺢ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﻓﻴﻬﺎ ﺳﻔﻨﺎ
ﻭﻗﻴﻞ ﻟﻨﻮﺡ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ: "ﻳﺎ ﺃﻃﻮﻝ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻤﺮﺍً ﻛﻴﻒ ﻭﺟﺪﺕ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ؟ ﻗﺎﻝ: ﻛﺪﺍﺭٍ ﻟﻬﺎ ﺑﺎﺑﺎﻥ، ﺩﺧﻠﺖ ﻣﻦ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﻭﺧﺮﺟﺖ ﻣﻦ ﺍﻵﺧﺮ".
ﻫﺬﺍ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﺎﺵ ﻧﺤﻮﺍً ﻣﻦ ﺃﻟﻒ ﻋﺎﻡ، ﻓﻜﻴﻒ ﺑﺼﺎﺣﺐ ﺍﻟﺴﺘﻴﻦ ﺃﻭ ﺍﻟﺴﺒﻌﻴﻦ؟
ﺧﻄﺐ ﻋﺘﺒﺔ ﺑﻦ ﻏﺰﻭﺍﻥ ﻓﺤﻤﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺃﺛﻨﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺛﻢ ﻗﺎﻝ: "ﺃﻣﺎ ﺑﻌﺪ .. ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻗﺪ ﺁﺫﻧﺖ ﺑﺼﺮﻡ، ﻭﻭﻟﺖ ﺣﺬّﺍﺀ ، ﻭﻟﻢ ﻳﺒﻖ ﻣﻨﻬﺎ ﺇﻻ ﺻﺒﺎﺑﺔ ﻛﺼﺒﺎﺑﺔ ﺍﻹﻧﺎﺀ ﻳﺘﺼﺎﺑﻬﺎ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ، ﻭﺇﻧﻜﻢ ﻣﻨﺘﻘﻠﻮﻥ ﻣﻨﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺩﺍﺭ ﻻ ﺯﻭﺍﻝ ﻟﻬﺎ ﻓﺎﻧﺘﻘﻠﻮﺍ ﺑﺨﻴﺮ ﻣﺎ ﺑﺤﻀﺮﺗﻜﻢ، ﻓﺈﻧﻪ ﻗﺪ ﺫﻛﺮ ﻟﻨﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﺠﺮ ﻳﻠﻘﻰ ﻣﻦ ﺷﻔﺔ ﺟﻬﻨﻢ ﻓﻴﻬﻮﻱ ﻓﻴﻬﺎ ﺳﺒﻌﻴﻦ ﻋﺎﻣﺎً ﻻ ﻳﺪﺭﻙ ﻣﻘﺮﻫﺎ. ﻭﻭﺍﻟﻠﻪ ﻟﺘﻤﻸﻥ.
ﺧﻄﺐ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻘﺎﻝ: "ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﺇﻥ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﺑﺪﺍﺭ ﻗﺮﺍﺭ، ﻛﺘﺐ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻔﻨﺎﺀ، ﻭﻛﺘﺐ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻠﻬﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻈﻌﻦ، ﻓﻜﻢ ﻣﻦ ﻋﺎﻣﺮ ﻋﻤﺎ ﻗﻠﻴﻞ ﻳﺨﺮﺏ، ﻭﻛﻢ ﻣﻦ ﻣﻘﻴﻢ ﻋﻤﺎ ﻗﻠﻴﻞ ﻳﻈﻌﻦ".
ﺇﻧﺎ ﻟﻨﻔــﺮﺡ ﺑﺎﻷﻳﺎﻡ ﻧﻘﻄﻌﻬـﺎ.. .. ..
ﻭﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﻣﻀﻰ ﻳﺪﻧﻲ ﻣﻦ ﺍﻷﺟﻞ
ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺗﻜﻠﻒ ﺑﺎﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﻗﺪ ﻋﻠﻤﺖ.. .. ..
ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻼﻣﺔ ﻓﻴﻬـﺎ ﺗﺮﻙ ﻣﺎ ﻓﻴﻬﺎ
ﻓﻼ ﺍﻹﻗﺎﻣﺔ ﺗﻨﺠﻲ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻣﻦ ﺗﻠﻒ.. .. ..
ﻭﻻ ﺍﻟﻔﺮﺍﺭ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﻳﻨﺠﻴﻬﺎ
ﻭﻛﻞ ﻧﻔﺲ ﻟﻬــﺎ ﺩﻭﺭ ﻳﺼﺒﺤﻬﺎ.. .. ..
ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﻴــﺔ ﻳﻮﻣﺎً ﺃﻭ ﻳﻤﺴﻴـﻬﺎ
.
2 ـ ﻭﻗﻔﺔ ﻣﺤﺎﺳﺒﺔ:
ﻭﺍﻷﺻﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: (ﻳَﺎ ﺃَﻳُّﻬَﺎ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺁﻣَﻨُﻮﺍ ﺍﺗَّﻘُﻮﺍ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻭَﻟْﺘَﻨْﻈُﺮْ ﻧَﻔْﺲٌ ﻣَﺎ ﻗَﺪَّﻣَﺖْ ﻟِﻐَﺪٍ ﻭَﺍﺗَّﻘُﻮﺍ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﺇِﻥَّ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﺧَﺒِﻴﺮٌ ﺑِﻤَﺎ ﺗَﻌْﻤَﻠُﻮﻥَ) [ﺍﻟﺤﺸﺮ:18]...
ﻭﻗﻮﻟﻪ: (ﻭَﻧَﻀَﻊُ ﺍﻟْﻤَﻮَﺍﺯِﻳﻦَ ﺍﻟْﻘِﺴْﻂَ ﻟِﻴَﻮْﻡِ ﺍﻟْﻘِﻴَﺎﻣَﺔِ ﻓَﻼ ﺗُﻈْﻠَﻢُ ﻧَﻔْﺲٌ ﺷَﻴْﺌﺎً ﻭَﺇِﻥْ ﻛَﺎﻥَ ﻣِﺜْﻘَﺎﻝَ ﺣَﺒَّﺔٍ ﻣِﻦْ ﺧَﺮْﺩَﻝٍ ﺃَﺗَﻴْﻨَﺎ ﺑِﻬَﺎ ﻭَﻛَﻔَﻰ ﺑِﻨَﺎ ﺣَﺎﺳِﺒِﻴﻦَ) [ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ:47].
ﻭﻗﻮﻟﻪ: (ﻭَﻭُﺿِﻊَ ﺍﻟْﻜِﺘَﺎﺏُ ﻓَﺘَﺮَﻯ ﺍﻟْﻤُﺠْﺮِﻣِﻴﻦَ ﻣُﺸْﻔِﻘِﻴﻦَ ﻣِﻤَّﺎ ﻓِﻴﻪِ ﻭَﻳَﻘُﻮﻟُﻮﻥَ ﻳَﺎ ﻭَﻳْﻠَﺘَﻨَﺎ ﻣَﺎﻝِ ﻫَﺬَﺍ ﺍﻟْﻜِﺘَﺎﺏِ ﻻ ﻳُﻐَﺎﺩِﺭُ ﺻَﻐِﻴﺮَﺓً ﻭَﻻ ﻛَﺒِﻴﺮَﺓً ﺇِﻻَّ ﺃَﺣْﺼَﺎﻫَﺎ ﻭَﻭَﺟَﺪُﻭﺍ ﻣَﺎ ﻋَﻤِﻠُﻮﺍ ﺣَﺎﺿِﺮﺍً ﻭَﻻ ﻳَﻈْﻠِﻢُ ﺭَﺑُّﻚَ ﺃَﺣَﺪﺍً) [ﺍﻟﻜﻬﻒ:49].
ﻭﻗﻮﻟﻪ: (ﻳَﻮْﻡَ ﻳَﺒْﻌَﺜُﻬُﻢُ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﺟَﻤِﻴﻌﺎً ﻓَﻴُﻨَﺒِّﺌُﻬُﻢْ ﺑِﻤَﺎ ﻋَﻤِﻠُﻮﺍ ﺃَﺣْﺼَﺎﻩُ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻭَﻧَﺴُﻮﻩُ ﻭَﺍﻟﻠَّﻪُ ﻋَﻠَﻰ ﻛُﻞِّ ﺷَﻲْﺀٍ ﺷَﻬِﻴﺪٌ) [ﺍﻟﻤﺠﺎﺩﻟﺔ:6].
ﻭﻗﻮﻟﻪ: (ﻳَﻮْﻣَﺌِﺬٍ ﻳَﺼْﺪُﺭُ ﺍﻟﻨَّﺎﺱُ ﺃَﺷْﺘَﺎﺗﺎً ﻟِﻴُﺮَﻭْﺍ ﺃَﻋْﻤَﺎﻟَﻬُﻢْ * ﻓَﻤَﻦْ ﻳَﻌْﻤَﻞْ ﻣِﺜْﻘَﺎﻝَ ﺫَﺭَّﺓٍ ﺧَﻴْﺮﺍً ﻳَﺮَﻩُ * ﻭَﻣَﻦْ ﻳَﻌْﻤَﻞْ ﻣِﺜْﻘَﺎﻝَ ﺫَﺭَّﺓٍ ﺷَﺮّﺍً ﻳَﺮَﻩُ) [ﺍﻟﺰﻟﺰﻟﺔ:6 - 8].
ﻭﻗﻮﻟﻪ: (ﻳَﻮْﻡَ ﺗَﺠِﺪُ ﻛُﻞُّ ﻧَﻔْﺲٍ ﻣَﺎ ﻋَﻤِﻠَﺖْ ﻣِﻦْ ﺧَﻴْﺮٍ ﻣُﺤْﻀَﺮﺍً ﻭَﻣَﺎ ﻋَﻤِﻠَﺖْ ﻣِﻦْ ﺳُﻮﺀٍ ﺗَﻮَﺩُّ ﻟَﻮْ ﺃَﻥَّ ﺑَﻴْﻨَﻬَﺎ ﻭَﺑَﻴْﻨَﻪُ ﺃَﻣَﺪﺍً ﺑَﻌِﻴﺪﺍً ﻭَﻳُﺤَﺬِّﺭُﻛُﻢُ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻧَﻔْﺴَﻪ) [ﺁﻝ ﻋﻤﺮﺍﻥ:30].
ﻭﻗﻮﻟﻪ: (ﻭَﺍﻋْﻠَﻤُﻮﺍ ﺃَﻥَّ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻳَﻌْﻠَﻢُ ﻣَﺎ ﻓِﻲ ﺃَﻧْﻔُﺴِﻜُﻢْ ﻓَﺎﺣْﺬَﺭُﻭﻩُ) [ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ:235].
ﻭﻗﻮﻟﻪ: (ﺛُﻢَّ ﺗُﻮَﻓَّﻰ ﻛُﻞُّ ﻧَﻔْﺲٍ ﻣَﺎ ﻛَﺴَﺒَﺖْ ﻭَﻫُﻢْ ﻻ ﻳُﻈْﻠَﻤُﻮﻥَ) [ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ:281].
ﻓﺒﻬﺬﻩ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﻭﺃﺷﺒﺎﻫﻬﺎ ﺍﺳﺘﺪﻝ ﺃﺭﺑﺎﺏ ﺍﻟﺒﺼﺎﺋﺮ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻟﻬﻢ ﺑﺎﻟﻤﺮﺻﺎﺩ، ﻭﺃﻧﻬﻢ ﺳﻴﻨﺎﻗﺸﻮﻥ ﺍﻟﺤﺴﺎﺏ، ﻭﻳﻄﺎﻟﺒﻮﻥ ﺑﻤﺜﺎﻗﻴﻞ ﺍﻟﺬﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻄﺮﺍﺕ ﻭﺍﻟﻠﺤﻈﺎﺕ،
ﻓﺘﺤﻘﻘﻮ
ﺍ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﻨﺠﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺧﻄﺎﺭ ﺇﻻ ﻟﺰﻭﻡ ﺍﻟﻤﺤﺎﺳﺒﺔ ﻭﺻﺪﻕ ﺍﻟﻤﺮﺍﻗﺒﺔ، ﻭﻣﻄﺎﻟﺒﺔ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻓﻲ ﺃﻧﻔﺎﺳﻬﺎ ﻭﺣﺮﻛﺎﺗﻬﺎ ﻭﻣﺤﺎﺳﺒﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﻄﺮﺍﺗﻬﺎ ﻭﻟﺤﻈﺎﺗﻬﺎ...
ﻓﻤﻦ ﺣﺎﺳﺐ ﻧﻔﺴﻪ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺤﺎﺳﺐ ﺧﻒ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﺣﺴﺎﺑﻪ، ﻭﺣﻀﺮ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺟﻮﺍﺑﻪ، ﻭﺣﺴﻦ ﻣﻨﻘﻠﺒﻪ ﻭﻣﺂﺑﻪ،
ﻭﻣﻦ ﺗﺮﻙ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻫﻮﺍﻫﺎ، ﻭﺳﻌﻰ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻣﻨﺎﻫﺎ ﻭﺗﺮﻛﻬﺎ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﻣﺆﺍﺧﺬﺓ ﻭﻻ ﻣﺤﺎﺳﺒﺔ، ﺩﺍﻣﺖ ﺣﺴﺮﺍﺗﻪ ﻭﻃﺎﻟﺖ ﻓﻲ ﻋﺮﺻﺎﺕ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻭﻗﻔﺎﺗﻪ، ﻭﻗﺎﺩﺗﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺨﺰﻱ ﻭﺍﻟﻤﻘﺖ ﺳﻴﺌﺎﺗﻪ...
ﻓﻤﻦ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﺨﻒ ﺣﺴﺎﺑﻪ ﻏﺪﺍ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻱ ﺭﺑﻪ ﻓﻠﻴﺤﺎﺳﺐ ﻧﻔﺴﻪ ﺍﻵﻥ....
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﺼﻄﻔﻰ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: "ﺍﻟﻜﻴﺲ ﻣﻦ ﺩﺍﻥ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﻋﻤﻞ ﻟﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻤﻮﺕ، ﻭﺍﻟﻌﺎﺟﺰ ﻣﻦ ﺃﺗﺒﻊ ﻧﻔﺴﻪ ﻫﻮﺍﻫﺎ ﻭﺗﻤﻨﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻷﻣﺎﻧﻲ" ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ﻭﺣﺴﻨﻪ...
ﻭﻗﺎﻝ ﻋﻤﺮ: "ﺣﺎﺳﺒﻮﺍ ﺃﻧﻔﺴﻜﻢ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﺤﺎﺳﺒﻮﺍ، ﻭﺯﻧﻮﺍ ﺃﻋﻤﺎﻟﻜﻢ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﻮﺯﻥ ﻋﻠﻴﻜﻢ، ﻭﺗﺰﻳﻨﻮﺍ ﻟﻠﻌﺮﺽ ﺍﻷﻛﺒﺮ (ﻳَﻮْﻣَﺌِﺬٍ ﺗُﻌْﺮَﺿُﻮﻥَ ﻻ ﺗَﺨْﻔَﻰ ﻣِﻨْﻜُﻢْ ﺧَﺎﻓِﻴَﺔٌ) [ﺍﻟﺤﺎﻗﺔ:18]،
ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻳﺨﻒ ﺍﻟﺤﺴﺎﺏ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺣﺎﺳﺐ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ.
ﻳﻘﻮﻝ ﻣﻴﻤﻮﻥ ﺑﻦ ﻣﻬﺮﺍﻥ: "ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺗﻘﻴﺎً ﺣﺘﻰ ﻳﺤﺎﺳﺐ ﻧﻔﺴﻪ ﻛﻤﺎ ﻳﺤﺎﺳﺐ ﺍﻟﺸﺮﻳﻚ ﺍﻟﺸﺤﻴﺢ ﺷﺮﻳﻜﻪ: ﻣﻦ ﺃﻳﻦ ﻣﻄﻌﻤﻪ ﻭﻣﻠﺒﺴﻪ؟".
ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺤﺴﻦ: ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﻗﻮﺍﻡ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ ﻳﺤﺎﺳﺒﻬﺎ ﻟﻠﻪ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺷﻖ ﺍﻟﺤﺴﺎﺏ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻡ ﺃﺧﺬﻭﺍ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﻣﺤﺎﺳﺒﺔ.
ﺇﻥ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﻟﻴﻔﺮﻁ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﻓﻴﺮﺟﻊ ﺇﻟﻰ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻴﻘﻮﻝ: ﻣﺎﺫﺍ ﺃﺭﺩﺕ ﺑﻬﺬﺍ ؟ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻻ ﺃﻋﺬﺭ ﺑﻬﺬﺍ، ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻻ ﺃﻋﻮﺩ ﻟﻬﺬﺍ ﺃﺑﺪﺍً ﺇﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ.
ﻓﻬﻠﻤﻮﺍ ﺑﻨﺎ ﻭﻧﺤﻦ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺳﻨﺘﻨﺎ ﻧﺘﺴﺎﺀﻝ ﻋﻦ ﻋﺎﻣﻨﺎ ﻛﻴﻒ ﻗﻀﻴﻨﺎﻩ، ﻭﻋﻦ ﻭﻗﺘﻨﺎ ﻓﻴﻪ ﻛﻴﻒ ﺃﻣﻀﻴﻨﺎﻩ، ﻭﻋﻦ ﻣﺎﻟﻨﺎ ﻣﻦ ﺃﻳﻦ ﺍﻛﺘﺴﺒﻨﺎﻩ ﻭﻓﻴﻤﺎ ﺃﻧﻔﻘﻨﺎﻩ،؟؟!!
ﻭﻧﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ ﺃﻋﻤﺎﻟﻨﺎ ﻟﻨﺮﻯ ﻣﺎ ﻓﻴﻪ ﺳﻄﺮﻧﺎﻩ،
ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻥ ﺧﻴﺮﺍً ﺣﻤﺪﻧﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺷﻜﺮﻧﺎﻩ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﺗﺒﻨﺎ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﺍﺳﺘﻐﻔﺮﻧﺎﻩ...
ﻭﺍﻋﻠﻤﻮﺍ ﺭﺣﻤﻨﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺇﻳﺎﻛﻢ ﺃﻥ ﻣﻦ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﺤﺎﺳﺒﺔ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻠﻚ ﺯﻣﺎﻣﻬﺎ ﻭﺧﻒ ﺣﺴﺎﺑﻪ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ،
ﻭﻣﻦ ﺗﺮﻙ ﻧﻔﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﻫﻮﺍﻫﺎ ﻓﻮﺟﺊ ﺑﻐﺪﺭﺍﺗﻪ ﻭﺧﻄﻴﺌﺎﺗﻪ، ﻭﻛﺜرت ﻫﻨﺎﺗﻪ ﻭﺯﻻﺗﻪ، ﻓﺤﺒﺴﻪ ﻫﻮﻝ ﻣﺎﻳﺮﻯ ﻣﻦ ﺳﻮﺀ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﺃﻥ ﻳﺠﺪ ﻟﻠﻪ ﺟﻮﺍﺑﺎ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ، ﻓﺜﻘﻞ ﺣﺴﺎﺑﻪ، ﻭﺳﺎﺀ ﻣﺂﻟﻪ ﻭﻣﺂﺑﻪ،
ﻓﺎﻟﻠﻬﻢ ﺇﻧﺎ ﻧﺴﺄﻟﻚ ﺣﺴﺎﺑﺎً ﻳﺴﻴﺮﺍً...
اللهم بصرنا بعيوبنا وأصلح ما فسد من أحوالنا وردنا إلى دينك رداً جميلاَ...
قلت ما سمعتم واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه...
*الخطــــبة.الثانــية.tt*
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده،،،
أما بعد: عبـــــاد الله :-
الوقفة الثالثة :
3- ﺗﻮﺑﺔ ﻭﺍﺳﺘﻐﻔﺎﺭ.
ﺍﻋﻠﻤﻮﺍ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻷﺣﺒﺔ ﺃﻥ ﻣﻦ ﺛﻮﺍﺑﺖ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺃﻥ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺑﺎﻟﺨﻮﺍﺗﻴﻢ ﻛﻤﺎ ﺛﺒﺖ ﻓﻲ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﻤﺼﻄﻔﻰ ﺍﻷﻣﻴﻦ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: "ﻭﺍﻥ ﺃﺣﺪﻛﻢ ﻟﻴﻌﻤﻞ ﺑﻌﻤﻞ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺣﺘﻰ ﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻨﻬﺎ ﺇﻻ ﺫﺭﺍﻉ ﻓﻴﺴﺒﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻓﻴﻌﻤﻞ ﺑﻌﻤﻞ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻓﻴﺪﺧﻠﻬﺎ"
ﻭﻣﻦ ﺃﺻﻮﻝ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﺍﺳﺘﺤﺒﺎﺏ ﺍﻻﺳﺘﻐﻔﺎﺭ ﻭﻛﺜﺮﺓ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺍﻟﻐﻔﺎﺭ ﻓﻲ ﺃﻋﻘﺎﺏ ﺍﻟﻄﺎﻋﺎﺕ ﻭﺍﻟﻘﺮﺑﺎﺕ...
ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ: (ﻓَﺈِﺫَﺍ ﺃَﻓَﻀْﺘُﻢْ ﻣِﻦْ ﻋَﺮَﻓَﺎﺕٍ ﻓَﺎﺫْﻛُﺮُﻭﺍ ﺍﻟﻠَّﻪَ) [ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ:198] ..
(ﻓَﺈِﺫَﺍ ﻗَﻀَﻴْﺘُﻢْ ﻣَﻨَﺎﺳِﻜَﻜُﻢْ ﻓَﺎﺫْﻛُﺮُﻭﺍ ﺍﻟﻠَّﻪَ) [ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ:200]. (ﻓَﺈِﺫَﺍ ﻗَﻀَﻴْﺘُﻢُ ﺍﻟﺼَّﻼﺓَ ﻓَﺎﺫْﻛُﺮُﻭﺍ ﺍﻟﻠَّﻪَ) [ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ:103]. (ﺷَﻬْﺮُ ﺭَﻣَﻀَﺎﻥَ ﺍﻟَّﺬِﻱ ﺃُﻧْﺰِﻝَ ﻓِﻴﻪِ ﺍﻟْﻘُﺮْﺁﻥُ ﻫُﺪﻯً ﻟِﻠﻨَّﺎﺱِ ﻭَﺑَﻴِّﻨَﺎﺕٍ ﻣِﻦَ ﺍﻟْﻬُﺪَﻯ ﻭَﺍﻟْﻔُﺮْﻗَﺎﻥِ ﻓَﻤَﻦْ ﺷَﻬِﺪَ ﻣِﻨْﻜُﻢُ ﺍﻟﺸَّﻬْﺮَ ﻓَﻠْﻴَﺼُﻤْﻪُ ﻭَﻣَﻦْ ﻛَﺎﻥَ ﻣَﺮِﻳﻀﺎً ﺃَﻭْ ﻋَﻠَﻰ ﺳَﻔَﺮٍ ﻓَﻌِﺪَّﺓٌ ﻣِﻦْ ﺃَﻳَّﺎﻡٍ ﺃُﺧَﺮَ ﻳُﺮِﻳﺪُ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﺑِﻜُﻢُ ﺍﻟْﻴُﺴْﺮَ ﻭَﻻ ﻳُﺮِﻳﺪُ ﺑِﻜُﻢُ ﺍﻟْﻌُﺴْﺮَ ﻭَﻟِﺘُﻜْﻤِﻠُﻮﺍ ﺍﻟْﻌِﺪَّﺓَ ﻭَﻟِﺘُﻜَﺒِّﺮُﻭﺍ ﺍﻟﻠَّﻪَ) [ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ:185]...
ﻭﻛﺎﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﻘﻮﻝ ﻋﻘﺐ ﺍﻟﺼﻼﺓ: "ﺃﺳﺘﻐﻔﺮ ﺍﻟﻠﻪ (ﺛﻼﺛﺎً) ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺃﻧﺖ ﺍﻟﺴﻼﻡ..."
ﺇﺫﺍ ﺛﺒﺖ ﻫﺬﺍ ﻓﻌﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﻓﻲ ﺧﺘﺎﻡ ﺳﻨﺘﻪ ﺃﻥ ﻳﺘﻮﺏ ﺇﻟﻴﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻋﻤﺎ ﺑﺪﺭ ﻣﻨﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﺳﺒﻖ، ﻭﺃﻥ ﻳﻜﺜﺮ ﻣﻦ ﺫﻛﺮﻩ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻘﻰ، ﻓﺈﻥ ﻣﻦ ﺗﺎﺏ ﻭﺃﺻﻠﺢ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻘﻰ ﻏﻔﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻪ ﺑﻤﻨﻪ ﻭﻓﻀﻠﻪ ﻣﺎ ﻣﻀﻰ ﻭﻣﺎ ﺑﻘﻰ، ﻭﻣﻦ ﺃﺳﺎﺀ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻘﻰ ﺃﺧﺬﻩ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻤﺎ ﻣﻀﻰ ﻭﻣﺎ ﺑﻘﻰ...
عباد الله :
ﺍﺣﺬﺭﻭﺍ ﺃﻋﺪﺍﺀﻛﻢ
ﺇﻧﻨﺎ ﻧﺄﻣﻞ ﻭﻧﺤﻦ ﻧﻮﺩﻉ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺃﻥ ﺗﻌﻤﻞ ﺍﻷﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻮﺩﻳﻊ ﺃﻭﺿﺎﻋﻬﺎ ﺍﻟﻤﺄﺳﻮﻳﺔ، ﻭﻣﻌﺎﻟﺠﺔ ﺟﺮﺍﺣﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﻤﺘﻌﺪﺩﺓ ﻓﻲ ﺟﺴﺪﻫﺎ ﺍﻟﻤﺜﺨﻦ ﺑﺎﻟﺠﺮﺍﺣﺎﺕ ﻭﺍﻵﻻﻡ.
ﺇﻥ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﻋﻠﻰ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻷﻣﺔ ﻭﻗﺎﺩﺗﻬﺎ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ﻭﺍﻹﺩﺭﺍﻙ ﺍﻟﺸﺎﻣﻞ ﺑﻤﺨﺎﻃﺮ ﺃﻋﺪﺍﺋﻬﺎ ﻭﻣﺨﻄﻄﺎﺗﻬﻢ، ، ،
ﻓﻜﻢ ﺗﻐﻠﻲ ﻗﻠﻮﺏ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻷﻋﺪﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺣﻘﺪﺍً !!؟؟
ﻭﻛﻢ ﻳﻌﻀﻮﻥ ﺍﻷﻧﺎﻣﻞ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻏﻴﻈﺎً!!؟؟
ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﻗﻄﻊ ﺩﺍﺑﺮ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻛﻲ ﺗﺨﻮﺭ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﻭﻳُﺘﺒﻊ ﺍﻟﻬﻮﻯ ﻭﺗﻌﻢ ﺍﻟﺒﻠﻮﻯ (ﻭَﺩُّﻭﺍ ﻟَﻮْ ﺗَﻜْﻔُﺮُﻭﻥَ ﻛَﻤَﺎ ﻛَﻔَﺮُﻭﺍ ﻓَﺘَﻜُﻮﻧُﻮﻥَ ﺳَﻮَﺍﺀً ﻓَﻼ ﺗَﺘَّﺨِﺬُﻭﺍ ﻣِﻨْﻬُﻢْ ﺃَﻭْﻟِﻴَﺎﺀَ) [ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ:89].
ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﺃﻻ ﻳﻌﺰ ﺇﺳﻼﻡ، ﻭﻻ ﻳﻘﻮﻯ ﻳﻘﻴﻦ، ﻭﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﺗﻤﻜﻴﻦ، ، ،
ﻓﺒﻬﺬﻩ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﻭﺃﺷﺒﺎﻫﻬﺎ ﺍﺳﺘﺪﻝ ﺃﺭﺑﺎﺏ ﺍﻟﺒﺼﺎﺋﺮ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻟﻬﻢ ﺑﺎﻟﻤﺮﺻﺎﺩ، ﻭﺃﻧﻬﻢ ﺳﻴﻨﺎﻗﺸﻮﻥ ﺍﻟﺤﺴﺎﺏ، ﻭﻳﻄﺎﻟﺒﻮﻥ ﺑﻤﺜﺎﻗﻴﻞ ﺍﻟﺬﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻄﺮﺍﺕ ﻭﺍﻟﻠﺤﻈﺎﺕ،
ﻓﺘﺤﻘﻘﻮ
ﺍ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﻨﺠﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺧﻄﺎﺭ ﺇﻻ ﻟﺰﻭﻡ ﺍﻟﻤﺤﺎﺳﺒﺔ ﻭﺻﺪﻕ ﺍﻟﻤﺮﺍﻗﺒﺔ، ﻭﻣﻄﺎﻟﺒﺔ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻓﻲ ﺃﻧﻔﺎﺳﻬﺎ ﻭﺣﺮﻛﺎﺗﻬﺎ ﻭﻣﺤﺎﺳﺒﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﻄﺮﺍﺗﻬﺎ ﻭﻟﺤﻈﺎﺗﻬﺎ...
ﻓﻤﻦ ﺣﺎﺳﺐ ﻧﻔﺴﻪ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺤﺎﺳﺐ ﺧﻒ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﺣﺴﺎﺑﻪ، ﻭﺣﻀﺮ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺟﻮﺍﺑﻪ، ﻭﺣﺴﻦ ﻣﻨﻘﻠﺒﻪ ﻭﻣﺂﺑﻪ،
ﻭﻣﻦ ﺗﺮﻙ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻫﻮﺍﻫﺎ، ﻭﺳﻌﻰ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻣﻨﺎﻫﺎ ﻭﺗﺮﻛﻬﺎ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﻣﺆﺍﺧﺬﺓ ﻭﻻ ﻣﺤﺎﺳﺒﺔ، ﺩﺍﻣﺖ ﺣﺴﺮﺍﺗﻪ ﻭﻃﺎﻟﺖ ﻓﻲ ﻋﺮﺻﺎﺕ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻭﻗﻔﺎﺗﻪ، ﻭﻗﺎﺩﺗﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺨﺰﻱ ﻭﺍﻟﻤﻘﺖ ﺳﻴﺌﺎﺗﻪ...
ﻓﻤﻦ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﺨﻒ ﺣﺴﺎﺑﻪ ﻏﺪﺍ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻱ ﺭﺑﻪ ﻓﻠﻴﺤﺎﺳﺐ ﻧﻔﺴﻪ ﺍﻵﻥ....
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﺼﻄﻔﻰ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: "ﺍﻟﻜﻴﺲ ﻣﻦ ﺩﺍﻥ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﻋﻤﻞ ﻟﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻤﻮﺕ، ﻭﺍﻟﻌﺎﺟﺰ ﻣﻦ ﺃﺗﺒﻊ ﻧﻔﺴﻪ ﻫﻮﺍﻫﺎ ﻭﺗﻤﻨﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻷﻣﺎﻧﻲ" ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ﻭﺣﺴﻨﻪ...
ﻭﻗﺎﻝ ﻋﻤﺮ: "ﺣﺎﺳﺒﻮﺍ ﺃﻧﻔﺴﻜﻢ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﺤﺎﺳﺒﻮﺍ، ﻭﺯﻧﻮﺍ ﺃﻋﻤﺎﻟﻜﻢ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﻮﺯﻥ ﻋﻠﻴﻜﻢ، ﻭﺗﺰﻳﻨﻮﺍ ﻟﻠﻌﺮﺽ ﺍﻷﻛﺒﺮ (ﻳَﻮْﻣَﺌِﺬٍ ﺗُﻌْﺮَﺿُﻮﻥَ ﻻ ﺗَﺨْﻔَﻰ ﻣِﻨْﻜُﻢْ ﺧَﺎﻓِﻴَﺔٌ) [ﺍﻟﺤﺎﻗﺔ:18]،
ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻳﺨﻒ ﺍﻟﺤﺴﺎﺏ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺣﺎﺳﺐ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ.
ﻳﻘﻮﻝ ﻣﻴﻤﻮﻥ ﺑﻦ ﻣﻬﺮﺍﻥ: "ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺗﻘﻴﺎً ﺣﺘﻰ ﻳﺤﺎﺳﺐ ﻧﻔﺴﻪ ﻛﻤﺎ ﻳﺤﺎﺳﺐ ﺍﻟﺸﺮﻳﻚ ﺍﻟﺸﺤﻴﺢ ﺷﺮﻳﻜﻪ: ﻣﻦ ﺃﻳﻦ ﻣﻄﻌﻤﻪ ﻭﻣﻠﺒﺴﻪ؟".
ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺤﺴﻦ: ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﻗﻮﺍﻡ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ ﻳﺤﺎﺳﺒﻬﺎ ﻟﻠﻪ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺷﻖ ﺍﻟﺤﺴﺎﺏ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻡ ﺃﺧﺬﻭﺍ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﻣﺤﺎﺳﺒﺔ.
ﺇﻥ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﻟﻴﻔﺮﻁ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﻓﻴﺮﺟﻊ ﺇﻟﻰ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻴﻘﻮﻝ: ﻣﺎﺫﺍ ﺃﺭﺩﺕ ﺑﻬﺬﺍ ؟ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻻ ﺃﻋﺬﺭ ﺑﻬﺬﺍ، ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻻ ﺃﻋﻮﺩ ﻟﻬﺬﺍ ﺃﺑﺪﺍً ﺇﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ.
ﻓﻬﻠﻤﻮﺍ ﺑﻨﺎ ﻭﻧﺤﻦ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺳﻨﺘﻨﺎ ﻧﺘﺴﺎﺀﻝ ﻋﻦ ﻋﺎﻣﻨﺎ ﻛﻴﻒ ﻗﻀﻴﻨﺎﻩ، ﻭﻋﻦ ﻭﻗﺘﻨﺎ ﻓﻴﻪ ﻛﻴﻒ ﺃﻣﻀﻴﻨﺎﻩ، ﻭﻋﻦ ﻣﺎﻟﻨﺎ ﻣﻦ ﺃﻳﻦ ﺍﻛﺘﺴﺒﻨﺎﻩ ﻭﻓﻴﻤﺎ ﺃﻧﻔﻘﻨﺎﻩ،؟؟!!
ﻭﻧﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ ﺃﻋﻤﺎﻟﻨﺎ ﻟﻨﺮﻯ ﻣﺎ ﻓﻴﻪ ﺳﻄﺮﻧﺎﻩ،
ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻥ ﺧﻴﺮﺍً ﺣﻤﺪﻧﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺷﻜﺮﻧﺎﻩ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﺗﺒﻨﺎ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﺍﺳﺘﻐﻔﺮﻧﺎﻩ...
ﻭﺍﻋﻠﻤﻮﺍ ﺭﺣﻤﻨﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺇﻳﺎﻛﻢ ﺃﻥ ﻣﻦ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﺤﺎﺳﺒﺔ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻠﻚ ﺯﻣﺎﻣﻬﺎ ﻭﺧﻒ ﺣﺴﺎﺑﻪ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ،
ﻭﻣﻦ ﺗﺮﻙ ﻧﻔﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﻫﻮﺍﻫﺎ ﻓﻮﺟﺊ ﺑﻐﺪﺭﺍﺗﻪ ﻭﺧﻄﻴﺌﺎﺗﻪ، ﻭﻛﺜرت ﻫﻨﺎﺗﻪ ﻭﺯﻻﺗﻪ، ﻓﺤﺒﺴﻪ ﻫﻮﻝ ﻣﺎﻳﺮﻯ ﻣﻦ ﺳﻮﺀ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﺃﻥ ﻳﺠﺪ ﻟﻠﻪ ﺟﻮﺍﺑﺎ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ، ﻓﺜﻘﻞ ﺣﺴﺎﺑﻪ، ﻭﺳﺎﺀ ﻣﺂﻟﻪ ﻭﻣﺂﺑﻪ،
ﻓﺎﻟﻠﻬﻢ ﺇﻧﺎ ﻧﺴﺄﻟﻚ ﺣﺴﺎﺑﺎً ﻳﺴﻴﺮﺍً...
اللهم بصرنا بعيوبنا وأصلح ما فسد من أحوالنا وردنا إلى دينك رداً جميلاَ...
قلت ما سمعتم واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه...
*الخطــــبة.الثانــية.tt*
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده،،،
أما بعد: عبـــــاد الله :-
الوقفة الثالثة :
3- ﺗﻮﺑﺔ ﻭﺍﺳﺘﻐﻔﺎﺭ.
ﺍﻋﻠﻤﻮﺍ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻷﺣﺒﺔ ﺃﻥ ﻣﻦ ﺛﻮﺍﺑﺖ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺃﻥ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺑﺎﻟﺨﻮﺍﺗﻴﻢ ﻛﻤﺎ ﺛﺒﺖ ﻓﻲ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﻤﺼﻄﻔﻰ ﺍﻷﻣﻴﻦ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: "ﻭﺍﻥ ﺃﺣﺪﻛﻢ ﻟﻴﻌﻤﻞ ﺑﻌﻤﻞ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺣﺘﻰ ﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻨﻬﺎ ﺇﻻ ﺫﺭﺍﻉ ﻓﻴﺴﺒﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻓﻴﻌﻤﻞ ﺑﻌﻤﻞ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻓﻴﺪﺧﻠﻬﺎ"
ﻭﻣﻦ ﺃﺻﻮﻝ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﺍﺳﺘﺤﺒﺎﺏ ﺍﻻﺳﺘﻐﻔﺎﺭ ﻭﻛﺜﺮﺓ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺍﻟﻐﻔﺎﺭ ﻓﻲ ﺃﻋﻘﺎﺏ ﺍﻟﻄﺎﻋﺎﺕ ﻭﺍﻟﻘﺮﺑﺎﺕ...
ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ: (ﻓَﺈِﺫَﺍ ﺃَﻓَﻀْﺘُﻢْ ﻣِﻦْ ﻋَﺮَﻓَﺎﺕٍ ﻓَﺎﺫْﻛُﺮُﻭﺍ ﺍﻟﻠَّﻪَ) [ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ:198] ..
(ﻓَﺈِﺫَﺍ ﻗَﻀَﻴْﺘُﻢْ ﻣَﻨَﺎﺳِﻜَﻜُﻢْ ﻓَﺎﺫْﻛُﺮُﻭﺍ ﺍﻟﻠَّﻪَ) [ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ:200]. (ﻓَﺈِﺫَﺍ ﻗَﻀَﻴْﺘُﻢُ ﺍﻟﺼَّﻼﺓَ ﻓَﺎﺫْﻛُﺮُﻭﺍ ﺍﻟﻠَّﻪَ) [ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ:103]. (ﺷَﻬْﺮُ ﺭَﻣَﻀَﺎﻥَ ﺍﻟَّﺬِﻱ ﺃُﻧْﺰِﻝَ ﻓِﻴﻪِ ﺍﻟْﻘُﺮْﺁﻥُ ﻫُﺪﻯً ﻟِﻠﻨَّﺎﺱِ ﻭَﺑَﻴِّﻨَﺎﺕٍ ﻣِﻦَ ﺍﻟْﻬُﺪَﻯ ﻭَﺍﻟْﻔُﺮْﻗَﺎﻥِ ﻓَﻤَﻦْ ﺷَﻬِﺪَ ﻣِﻨْﻜُﻢُ ﺍﻟﺸَّﻬْﺮَ ﻓَﻠْﻴَﺼُﻤْﻪُ ﻭَﻣَﻦْ ﻛَﺎﻥَ ﻣَﺮِﻳﻀﺎً ﺃَﻭْ ﻋَﻠَﻰ ﺳَﻔَﺮٍ ﻓَﻌِﺪَّﺓٌ ﻣِﻦْ ﺃَﻳَّﺎﻡٍ ﺃُﺧَﺮَ ﻳُﺮِﻳﺪُ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﺑِﻜُﻢُ ﺍﻟْﻴُﺴْﺮَ ﻭَﻻ ﻳُﺮِﻳﺪُ ﺑِﻜُﻢُ ﺍﻟْﻌُﺴْﺮَ ﻭَﻟِﺘُﻜْﻤِﻠُﻮﺍ ﺍﻟْﻌِﺪَّﺓَ ﻭَﻟِﺘُﻜَﺒِّﺮُﻭﺍ ﺍﻟﻠَّﻪَ) [ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ:185]...
ﻭﻛﺎﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﻘﻮﻝ ﻋﻘﺐ ﺍﻟﺼﻼﺓ: "ﺃﺳﺘﻐﻔﺮ ﺍﻟﻠﻪ (ﺛﻼﺛﺎً) ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺃﻧﺖ ﺍﻟﺴﻼﻡ..."
ﺇﺫﺍ ﺛﺒﺖ ﻫﺬﺍ ﻓﻌﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﻓﻲ ﺧﺘﺎﻡ ﺳﻨﺘﻪ ﺃﻥ ﻳﺘﻮﺏ ﺇﻟﻴﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻋﻤﺎ ﺑﺪﺭ ﻣﻨﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﺳﺒﻖ، ﻭﺃﻥ ﻳﻜﺜﺮ ﻣﻦ ﺫﻛﺮﻩ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻘﻰ، ﻓﺈﻥ ﻣﻦ ﺗﺎﺏ ﻭﺃﺻﻠﺢ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻘﻰ ﻏﻔﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻪ ﺑﻤﻨﻪ ﻭﻓﻀﻠﻪ ﻣﺎ ﻣﻀﻰ ﻭﻣﺎ ﺑﻘﻰ، ﻭﻣﻦ ﺃﺳﺎﺀ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻘﻰ ﺃﺧﺬﻩ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻤﺎ ﻣﻀﻰ ﻭﻣﺎ ﺑﻘﻰ...
عباد الله :
ﺍﺣﺬﺭﻭﺍ ﺃﻋﺪﺍﺀﻛﻢ
ﺇﻧﻨﺎ ﻧﺄﻣﻞ ﻭﻧﺤﻦ ﻧﻮﺩﻉ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺃﻥ ﺗﻌﻤﻞ ﺍﻷﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻮﺩﻳﻊ ﺃﻭﺿﺎﻋﻬﺎ ﺍﻟﻤﺄﺳﻮﻳﺔ، ﻭﻣﻌﺎﻟﺠﺔ ﺟﺮﺍﺣﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﻤﺘﻌﺪﺩﺓ ﻓﻲ ﺟﺴﺪﻫﺎ ﺍﻟﻤﺜﺨﻦ ﺑﺎﻟﺠﺮﺍﺣﺎﺕ ﻭﺍﻵﻻﻡ.
ﺇﻥ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﻋﻠﻰ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻷﻣﺔ ﻭﻗﺎﺩﺗﻬﺎ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ﻭﺍﻹﺩﺭﺍﻙ ﺍﻟﺸﺎﻣﻞ ﺑﻤﺨﺎﻃﺮ ﺃﻋﺪﺍﺋﻬﺎ ﻭﻣﺨﻄﻄﺎﺗﻬﻢ، ، ،
ﻓﻜﻢ ﺗﻐﻠﻲ ﻗﻠﻮﺏ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻷﻋﺪﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺣﻘﺪﺍً !!؟؟
ﻭﻛﻢ ﻳﻌﻀﻮﻥ ﺍﻷﻧﺎﻣﻞ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻏﻴﻈﺎً!!؟؟
ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﻗﻄﻊ ﺩﺍﺑﺮ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻛﻲ ﺗﺨﻮﺭ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﻭﻳُﺘﺒﻊ ﺍﻟﻬﻮﻯ ﻭﺗﻌﻢ ﺍﻟﺒﻠﻮﻯ (ﻭَﺩُّﻭﺍ ﻟَﻮْ ﺗَﻜْﻔُﺮُﻭﻥَ ﻛَﻤَﺎ ﻛَﻔَﺮُﻭﺍ ﻓَﺘَﻜُﻮﻧُﻮﻥَ ﺳَﻮَﺍﺀً ﻓَﻼ ﺗَﺘَّﺨِﺬُﻭﺍ ﻣِﻨْﻬُﻢْ ﺃَﻭْﻟِﻴَﺎﺀَ) [ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ:89].
ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﺃﻻ ﻳﻌﺰ ﺇﺳﻼﻡ، ﻭﻻ ﻳﻘﻮﻯ ﻳﻘﻴﻦ، ﻭﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﺗﻤﻜﻴﻦ، ، ،
ﺇﻧﻬﻢ ﻳﺼﺮﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺗﻤﺰﻳﻖ ﺃﻫﻞ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺣﺘﻰ ﻳﺼﺒﺤﻮﺍ ﻭﺑﻠﺪﺍﻧﻪ ﻗﻄﻌﺎﻧﺎً ﻓﻲ ﺑﻘﺎﻉ ﺍﻷﺭﺽ، ﻻ ﻣﺮﻋﻰ ﻳﺠﻮﺩ ﻭﻻ ﺭﺍﻉ ﻳﺰﻭﺩ، ﻭﻻ ﺩﻭﻟﺔ ﺗﺆﻭﻱ،
ﺷﺮﺍﺫﻡ ﻳﻌﺎﻣﻠﻮﻧﻬﻢ ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﺍﻷﺭﻗﺎﺀ، ﻓﻼ ﻳﻨﺎﻟﻮﻥ ﺣﻘﻮﻗﻬﻢ ﺇﻻ ﺑﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﻭﺍﻻﺳﺘﺠﺪﺍﺀ،
ﻭﻗﺪ ﻋﻠﻤﻮﺍ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺴﺘﺠﺪﻱ ﻳﺴﺄﻝ ﻭﻻ ﻳﻔﺎﻭﺽ، ﻭﻳﻘﺒﻞ ﻭﻻ ﻳﻌﺎﺭﺽ...
ﺇﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻗﺎﺩﺓ ﻭﻣﻘﻮﺩﻳﻦ، ﻭﺭﺅﺳﺎﺀ ﻭﻣﺮﺅﻭﺳﻴﻦ، ﺃﻥ ﻳﻌﻠﻤﻮﺍ ﺃﻥ ﻣﻌﺮﻛﺘﻬﻢ ﻣﻊ ﻋﺪﻭﻫﻢ ﻫﻲ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﺩﻳﻦ ﻭﻋﻘ
ﻴﺪﺓ، ﻭﻣﻌﺮﻛﺔ ﻗﻴﻢ ﻭﺃﺧﻼﻕ ﻭﻣﺒﺎﺩﺉ، ﻣﻬﻤﺎ ﺣﺎﻭﻝ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﺃﻥ ﻳﺨﻔﻮﺍ ﺣﻘﺪﻫﻢ ﻭﻳﻈﻬﺮﻭﺍ ﻟﻨﺎ ﻭﺩﻫﻢ ﻭﺣﺒﻬﻢ. ﻭﻟﻨﻘﺮﺃ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻓﺈﻥ ﻓﻴﻪ ﻋﺒﺮﺓ ﻟﻜﻞ ﻣﻌﺘﺒﺮ ...
ﺃﻋﻮﺫ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺍﻟﺮﺟﻴﻢ ،
ﺑﺴﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ : "ﺇﻥ ﻫﻮ ﺇﻻ ﺫﻛﺮ ﻟﻠﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ﻭﻟﺘﻌﻠﻤﻦ ﻧﺒﺄﻩ ﺑﻌﺪ ﺣﻴﻦ" ...
اللهُمَّ إنَّا نسألُك إيمانًا يُباشرُ قُلوبنا ويقينًا صادقًا وتوبةً قبلَ الموتِ وراحةً بعد الموتِ، ونسألُكَ لذةَ النظرِ إلى وجهكَ الكريمِ والشوق إلى لقائِكَ في غيِر ضراءَ مُضرة ولا فتنةً مُضلة...
اللهُمَّ زينَّا بزينةِ الإيمانِ، واجعلنا هُداةً مُهتدين، لا ضاليَن ولا مُضلين، بالمعروفِ آمرين، وعن المُنكرِ ناهين يا ربَّ العالمين..
اللهم وفقنا للأعمال الصالحات، وترك المنكرات،
اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان،
اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى..
اللهم احقنا دمائنا واحفظ بلادنا وسائر بلاد المسلمين وردنا إلى دينك رداً جميلا...
هـــذا ﻭﺻﻠﻮﺍ ﻭﺳﻠﻤﻮﺍ ﺭﺣﻤﻜﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﺍﻟﻤﻬﺪﺍﺓ، ﻭﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﺍﻟﻤﺴﺪﺍﺓ ،
النبي المصطفى والرسول المجتبى ،
ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻭﺇﻣﺎﻣﻨﺎ ﻭﻗﺪﻭﺗﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ بن عبد المطلب صاحب الحوض والشفاعة.
ﻓﻘﺪ ﺃﻣﺮﻛﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻘﻮﻟﻪ: {ﺇِﻥَّ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻭَﻣَﻼﺋِﻜَﺘَﻪُ ﻳُﺼَﻠُّﻮﻥَ ﻋَﻠَﻰ ﺍﻟﻨَّﺒِﻲِّ ﻳَﺎ ﺃَﻳُّﻬَﺎ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺁﻣَﻨُﻮﺍ ﺻَﻠُّﻮﺍ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠِّﻤُﻮﺍ ﺗَﺴْﻠِﻴﻤًﺎ} [ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ: 56].
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺻﻞِّ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺑﺎﺭﻙ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ، صاحب الوجه الأنور والجبين الأزهر،
ﻭﺍﺭﺽَ ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻋﻦ ﺧﻠﻔﺎﺋﻪ ﺍﻟﺮﺍﺷﺪﻳﻦ،
أبي بكر و عمر و عثمان و علي ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ، ﻭﻣﻦ ﺗﺒﻌﻬﻢ ﺑﺈﺣﺴﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻭﻋﻨﺎ ﻣﻌﻬﻢ ﺑﻤﻨﻚ ﻭﺭﺣﻤﺘﻚ ﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ الراحمين ..
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداءك أعداء الدين، واحم حوزة الدين يا رب العالمين..
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺯﺩﻧﺎ ﻭﻻ ﺗﻨﻘﺼﻨﺎ، ﻭﺃﻛﺮﻣﻨﺎ ﻭﻻ ﺗﻬﻨﺎ، ﻭﺃﻋﻄﻨﺎ ﻭﻻ ﺗﺤﺮﻣﻨﺎ، ﻭﺁﺛﺮﻧﺎ ﻭﻻ ﺗﺆﺛﺮ ﻋﻠﻴﻨﺎ، ﻭﺍﺭﺽ ﻋﻨﺎ ﻭﺃﺭﺿﻨﺎ،
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺍﺟﻌﻞ ﺯﺍﺩﻧﺎ ﺍﻟﺘﻘﻮﻯ، ﻭﺯﺩﻧﺎ ﺇﻳﻤﺎﻧﺎً ﻭﻳﻘﻴﻨﺎً ﻭﻓِﻘﻬﺎً ﻭﺗﺴﻠﻴﻤﺎً،
اللهم احقن دمائنا واحفظ بلادنا وألف بين قلوبنا ... ومن أرادنا أو أراد بلادنا بسوء أو مكروه فرد كيده في نحره واجعل تدبيره تدميراً عليه ..
اللهم إنا نعوذ بك من همزات الشياطين وَنعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ ..
اللهم اغفر ذنوبنا واستر عيوبنا وتولى أمرنا وردنا إلى دينك رداً جميلاً ...
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺇﻧﺎ ﻧﺴﺄﻟﻚ ﻣﻮﺟﺒﺎﺕ ﺭﺣﻤﺘﻚ، ﻭﻋﺰﺍﺋﻢ ﻣﻐﻔﺮﺗﻚ، ﻭﺍﻟﺴﻼﻣﺔ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺇﺛﻢ، ﻭﺍﻟﻐﻨﻴﻤﺔ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺑﺮ، ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺇﻧﺎ ﻧﺴﺄﻟﻚ ﺍﻟﻔﻮﺯ ﺑﺎﻟﺠﻨﺔ ﻭﺍﻟﻨﺠﺎﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ ،
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻻ ﺗﺪﻉ ﻟﻨﺎ ﺫﻧﺒﺎً ﺇﻻ ﻏﻔﺮﺗﻪ، ﻭﻻ ﻫﻤﺎً ﺇﻻ ﻓﺮﺟﺘﻪ، ﻭﻻ ﺩﻳﻨﺎً ﺇﻻ ﻗﻀﻴﺘﻪ، ﻭﻻ ﻣﺮﻳﻀﺎً ﺇﻻ ﺷﻔﻴﺘﻪ، ﻭﻻ ﺣﺎﺟﺔً ﺇﻻ ﻗﻀﻴﺘﻬﺎ ﻭﻳﺴّﺮﺗﻬﺎ ﻳﺎ ﺭﺏّ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ،
ﺭﺑﻨﺎ ﺁﺗﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺣﺴﻨﺔ ﻭﻓﻲ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﺣﺴﻨﺔ ﻭﻗﻨﺎ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻟﻨﺎﺭ...
عبــاد الله:
{ﺇِﻥَّ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻳَﺄْﻣُﺮُ ﺑِﺎﻟْﻌَﺪْﻝِ ﻭَﺍﻹِﺣْﺴَﺎﻥِ ﻭَﺇِﻳﺘَﺎﺀِ ﺫِﻱ ﺍﻟْﻘُﺮْﺑَﻰ ﻭَﻳَﻨْﻬَﻰ ﻋَﻦِ ﺍﻟْﻔَﺤْﺸَﺎﺀِ ﻭَﺍﻟْﻤُﻨْﻜَﺮِ ﻭَﺍﻟْﺒَﻐْﻲِ ﻳَﻌِﻈُﻜُﻢْ ﻟَﻌَﻠَّﻜُﻢْ ﺗَﺬَﻛَّﺮُﻭﻥَ}. (ﺍﻟﻨﺤﻞ: 90)
فاذكروا الله العظيم يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.....
والحمد لله رب العالمين ...
*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولاتبخل على نفسك بهذا الأجر العظيم*
=========================
ـــــــــــــــ🕋 زاد.الــخــطــيــب.tt 🕋ــــــــــــــ
منــبرالحكـمـــةوالمــوعـظــةالحســنـة.tt
رابط القناة تليجرام👈 www.tg-me.com/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.tt 730155153
ﺷﺮﺍﺫﻡ ﻳﻌﺎﻣﻠﻮﻧﻬﻢ ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﺍﻷﺭﻗﺎﺀ، ﻓﻼ ﻳﻨﺎﻟﻮﻥ ﺣﻘﻮﻗﻬﻢ ﺇﻻ ﺑﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﻭﺍﻻﺳﺘﺠﺪﺍﺀ،
ﻭﻗﺪ ﻋﻠﻤﻮﺍ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺴﺘﺠﺪﻱ ﻳﺴﺄﻝ ﻭﻻ ﻳﻔﺎﻭﺽ، ﻭﻳﻘﺒﻞ ﻭﻻ ﻳﻌﺎﺭﺽ...
ﺇﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻗﺎﺩﺓ ﻭﻣﻘﻮﺩﻳﻦ، ﻭﺭﺅﺳﺎﺀ ﻭﻣﺮﺅﻭﺳﻴﻦ، ﺃﻥ ﻳﻌﻠﻤﻮﺍ ﺃﻥ ﻣﻌﺮﻛﺘﻬﻢ ﻣﻊ ﻋﺪﻭﻫﻢ ﻫﻲ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﺩﻳﻦ ﻭﻋﻘ
ﻴﺪﺓ، ﻭﻣﻌﺮﻛﺔ ﻗﻴﻢ ﻭﺃﺧﻼﻕ ﻭﻣﺒﺎﺩﺉ، ﻣﻬﻤﺎ ﺣﺎﻭﻝ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﺃﻥ ﻳﺨﻔﻮﺍ ﺣﻘﺪﻫﻢ ﻭﻳﻈﻬﺮﻭﺍ ﻟﻨﺎ ﻭﺩﻫﻢ ﻭﺣﺒﻬﻢ. ﻭﻟﻨﻘﺮﺃ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻓﺈﻥ ﻓﻴﻪ ﻋﺒﺮﺓ ﻟﻜﻞ ﻣﻌﺘﺒﺮ ...
ﺃﻋﻮﺫ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺍﻟﺮﺟﻴﻢ ،
ﺑﺴﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ : "ﺇﻥ ﻫﻮ ﺇﻻ ﺫﻛﺮ ﻟﻠﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ﻭﻟﺘﻌﻠﻤﻦ ﻧﺒﺄﻩ ﺑﻌﺪ ﺣﻴﻦ" ...
اللهُمَّ إنَّا نسألُك إيمانًا يُباشرُ قُلوبنا ويقينًا صادقًا وتوبةً قبلَ الموتِ وراحةً بعد الموتِ، ونسألُكَ لذةَ النظرِ إلى وجهكَ الكريمِ والشوق إلى لقائِكَ في غيِر ضراءَ مُضرة ولا فتنةً مُضلة...
اللهُمَّ زينَّا بزينةِ الإيمانِ، واجعلنا هُداةً مُهتدين، لا ضاليَن ولا مُضلين، بالمعروفِ آمرين، وعن المُنكرِ ناهين يا ربَّ العالمين..
اللهم وفقنا للأعمال الصالحات، وترك المنكرات،
اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان،
اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى..
اللهم احقنا دمائنا واحفظ بلادنا وسائر بلاد المسلمين وردنا إلى دينك رداً جميلا...
هـــذا ﻭﺻﻠﻮﺍ ﻭﺳﻠﻤﻮﺍ ﺭﺣﻤﻜﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﺍﻟﻤﻬﺪﺍﺓ، ﻭﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﺍﻟﻤﺴﺪﺍﺓ ،
النبي المصطفى والرسول المجتبى ،
ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻭﺇﻣﺎﻣﻨﺎ ﻭﻗﺪﻭﺗﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ بن عبد المطلب صاحب الحوض والشفاعة.
ﻓﻘﺪ ﺃﻣﺮﻛﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻘﻮﻟﻪ: {ﺇِﻥَّ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻭَﻣَﻼﺋِﻜَﺘَﻪُ ﻳُﺼَﻠُّﻮﻥَ ﻋَﻠَﻰ ﺍﻟﻨَّﺒِﻲِّ ﻳَﺎ ﺃَﻳُّﻬَﺎ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺁﻣَﻨُﻮﺍ ﺻَﻠُّﻮﺍ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠِّﻤُﻮﺍ ﺗَﺴْﻠِﻴﻤًﺎ} [ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ: 56].
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺻﻞِّ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺑﺎﺭﻙ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ، صاحب الوجه الأنور والجبين الأزهر،
ﻭﺍﺭﺽَ ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻋﻦ ﺧﻠﻔﺎﺋﻪ ﺍﻟﺮﺍﺷﺪﻳﻦ،
أبي بكر و عمر و عثمان و علي ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ، ﻭﻣﻦ ﺗﺒﻌﻬﻢ ﺑﺈﺣﺴﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻭﻋﻨﺎ ﻣﻌﻬﻢ ﺑﻤﻨﻚ ﻭﺭﺣﻤﺘﻚ ﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ الراحمين ..
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداءك أعداء الدين، واحم حوزة الدين يا رب العالمين..
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺯﺩﻧﺎ ﻭﻻ ﺗﻨﻘﺼﻨﺎ، ﻭﺃﻛﺮﻣﻨﺎ ﻭﻻ ﺗﻬﻨﺎ، ﻭﺃﻋﻄﻨﺎ ﻭﻻ ﺗﺤﺮﻣﻨﺎ، ﻭﺁﺛﺮﻧﺎ ﻭﻻ ﺗﺆﺛﺮ ﻋﻠﻴﻨﺎ، ﻭﺍﺭﺽ ﻋﻨﺎ ﻭﺃﺭﺿﻨﺎ،
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺍﺟﻌﻞ ﺯﺍﺩﻧﺎ ﺍﻟﺘﻘﻮﻯ، ﻭﺯﺩﻧﺎ ﺇﻳﻤﺎﻧﺎً ﻭﻳﻘﻴﻨﺎً ﻭﻓِﻘﻬﺎً ﻭﺗﺴﻠﻴﻤﺎً،
اللهم احقن دمائنا واحفظ بلادنا وألف بين قلوبنا ... ومن أرادنا أو أراد بلادنا بسوء أو مكروه فرد كيده في نحره واجعل تدبيره تدميراً عليه ..
اللهم إنا نعوذ بك من همزات الشياطين وَنعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ ..
اللهم اغفر ذنوبنا واستر عيوبنا وتولى أمرنا وردنا إلى دينك رداً جميلاً ...
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺇﻧﺎ ﻧﺴﺄﻟﻚ ﻣﻮﺟﺒﺎﺕ ﺭﺣﻤﺘﻚ، ﻭﻋﺰﺍﺋﻢ ﻣﻐﻔﺮﺗﻚ، ﻭﺍﻟﺴﻼﻣﺔ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺇﺛﻢ، ﻭﺍﻟﻐﻨﻴﻤﺔ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺑﺮ، ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺇﻧﺎ ﻧﺴﺄﻟﻚ ﺍﻟﻔﻮﺯ ﺑﺎﻟﺠﻨﺔ ﻭﺍﻟﻨﺠﺎﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ ،
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻻ ﺗﺪﻉ ﻟﻨﺎ ﺫﻧﺒﺎً ﺇﻻ ﻏﻔﺮﺗﻪ، ﻭﻻ ﻫﻤﺎً ﺇﻻ ﻓﺮﺟﺘﻪ، ﻭﻻ ﺩﻳﻨﺎً ﺇﻻ ﻗﻀﻴﺘﻪ، ﻭﻻ ﻣﺮﻳﻀﺎً ﺇﻻ ﺷﻔﻴﺘﻪ، ﻭﻻ ﺣﺎﺟﺔً ﺇﻻ ﻗﻀﻴﺘﻬﺎ ﻭﻳﺴّﺮﺗﻬﺎ ﻳﺎ ﺭﺏّ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ،
ﺭﺑﻨﺎ ﺁﺗﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺣﺴﻨﺔ ﻭﻓﻲ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﺣﺴﻨﺔ ﻭﻗﻨﺎ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻟﻨﺎﺭ...
عبــاد الله:
{ﺇِﻥَّ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻳَﺄْﻣُﺮُ ﺑِﺎﻟْﻌَﺪْﻝِ ﻭَﺍﻹِﺣْﺴَﺎﻥِ ﻭَﺇِﻳﺘَﺎﺀِ ﺫِﻱ ﺍﻟْﻘُﺮْﺑَﻰ ﻭَﻳَﻨْﻬَﻰ ﻋَﻦِ ﺍﻟْﻔَﺤْﺸَﺎﺀِ ﻭَﺍﻟْﻤُﻨْﻜَﺮِ ﻭَﺍﻟْﺒَﻐْﻲِ ﻳَﻌِﻈُﻜُﻢْ ﻟَﻌَﻠَّﻜُﻢْ ﺗَﺬَﻛَّﺮُﻭﻥَ}. (ﺍﻟﻨﺤﻞ: 90)
فاذكروا الله العظيم يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.....
والحمد لله رب العالمين ...
*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولاتبخل على نفسك بهذا الأجر العظيم*
=========================
ـــــــــــــــ🕋 زاد.الــخــطــيــب.tt 🕋ــــــــــــــ
منــبرالحكـمـــةوالمــوعـظــةالحســنـة.tt
رابط القناة تليجرام👈 www.tg-me.com/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.tt 730155153
Telegram
زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚
الـشـبـكـة الـدعـــويــة الـرائـــدة
المتخصصة بالخطـب والمحاضرات
🌧 سـاهـم بالنشـر تؤجـر بـإذن اللـّـه
•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•
للتواصل مع إدارة القناة
إضغط على الرابط التالي
@majd321
المتخصصة بالخطـب والمحاضرات
🌧 سـاهـم بالنشـر تؤجـر بـإذن اللـّـه
•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•
للتواصل مع إدارة القناة
إضغط على الرابط التالي
@majd321
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
🎤
*خطـبـة جمعة بعــنـوان :*
*عــلمــتــنـي.الـهــجــــــــرة.tt*
29-ذو الحجة1445هـ 5-يوليو 2024م
*جـمــع/ : مـحــمـــد الـجـرافــي*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
*الخطبـــة.الاولـــى.cc*
الحمد لله الذي نشر بقدرته البشر، وصرَّف بحكمته وقدَّر، وابتعث محمدًا إلى كافة أهل البدو والحضر، فدعا إلى الله، فعاداه مَن كفر، فاختفى واستتر، إلى أن أعز الله الإسلام برجال كأبي بكر وعمر. فصلوات الله عليه، وعلى جميع أصحابه الميامين الغرر، وعلى تابعيهم بإحسان على السنة والأثر. صلوات الله عليه ما هطلت الغمائم بهتَان المطر، وهَدَلت الحمائم على أفنان الشجر، وسلم تسليمًا كثيرًا على سيد البشر. عباد الله اوصيكم ونفسي الآثمة بتقوى الله قال تعالى (ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون)
أما بعد عباد الله: يدور العام، وينتهي ، ويجيء آخر جديد ويبتدي، نستلهم من خلاله قيما من قيم الهجرة العظام ، ودروسًا من دروسها الضخام ، ومعانيَ من معانيها الجسام ، والمتأمل لأحداث الهجرة المباركة يجد فيها الدروس العظام
وهنا نحاول أن نقترب من معين هاتيك الدروس، ونشتم عبق النبوة، ونغترف من فيض عطائها المِدْرار
فالهجرة ليست انتقال من بلد بعيد إلي بلد قريب، او من ارض مجدبة إلي ارض خصبة أو من ريف ألي حضر.. كلا إنها هجرة النفوس قبل البيوت، إنها هجرة القلوب قبل القصور إنها هجرة الأرواح قبل الأشباح
فلا عجب أن يتخذ الهجرة الفاروق رضي الله عنه بداية للتاريخ الهجري يسير علي دربه ويهتدي بهداه ويستضيء بسناه السالكون إلي يوم الدين!! عبقرية عمر أنه جعل الهجرة بداية تاريخ جديد للإنسانية، فوجود دولة للإسلام هو النجاة للبشرية.
*عباد الله حينما ينظر المرء حوله في هذا الواقع المرير ربما دخل اليأس القلوب. واستولي علي النفوس القنوط. وظن البعض أنه لا قيام للدين مرة أخري. ولعل هذه تكون الحالقة. عند ذلك تأتي الهجرة بأحداثها لتحيي في القلوب الأمل وتزرع في نفوس اليائسين الرجاء تأتي ذكري الهجرة لتجدد فينا الأمل وتخبرنا بأنه ما بعد الضيق إلا الفرج. وما بعد العسر إلا اليسر
إن من أعظم دروس الهجرة وأجل عبرها الأمل، نعم إن الهجرة تعلم المؤمنين الأمل. الأمل في موعود الله، الأمل في نصر الله، الأمل في مستقبل مشرق لـ«لا إله إلا الله»، الأمل في الفرج بعد الشدة، والعزة بعد الذلة، والنصر بعد الهزيمة. نعم فلا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس، ولأنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون، هذا ما جاء به الإسلام، علينا أن نثق في نصر الله.. مهما ترادفت الخطوب، ومهما تراكمت الغيوم، ومهما تكاثرت الظلمات....
*ومن الدروس من الهجرة النبي في مكة مطارد حلال الدم عند أهلها… وحفل الاستقبال يُعَد له في المدينة فالعدو يمعن في الحصار، والله يهيئ لنبيه أرحب دار وقرار. … فلا تيأس فالله يدبر الأمر ووراء الغيوم كثير مطر. "
*علمتني الهجرة أنه لولا محارق مكة ما كانت مشارق الدنيا. ونشر الإسلام .بعد خروجه بعامين قُتِل جُل من أخرجوه ببدر الطغاة يستعجلون هلكة أنفسهم!! بإخراج الصالحين "وإن يهلكون إلا أنفسهم وما يشعرون"
*عباد الله استقبل الأنصار الرسول ﷺ وصحبه من المهاجرين، وآثروهم بأموالهم وما يملكون، بل وبأنفسهم أيضا.
لنتعلم:
-وجوب نصرة أخيك المسلم الذى جاء إليك فارا بدينه، ودعمه بكل الامكانات المتاحة، فهذا حقه عليك وليس تفضلا منك.
-لن يكتمل إيمانك بالله إلا بموالاة إخوانك ونصرتهم، فهذا أصل في عقيدة الولاء والبراء. ﴿إِنَّمَا ٱلۡمُؤۡمِنُونَ إِخۡوَةࣱ﴾ الحجرات10
*علمتني الهجرة أنك لا غنى لك عن صاحب كأبي بكر حتى ولو كان المهاجرون أنبياء الأخوَّة قبل الهجرة، والرفيق قبل الطريق، والأنيس قبل الغار… الطريق موحشة بغير ما صاحب… … (ليتنا نعض على كل أبي بكر رزقنا الله أخوته بالنواجذ!!).
*في الهجرة وحرها الشديد في خيمة أم معبد أسقى أبو بكر لبنا لرسول الله ﷺ وقال: "شرب رسول الله حتى رضيت" وفي رواية حتى ارتويت
لنتعلم:
-لن يكتمل إيماننا إلا بحب رسول ﷺ وتقديمه على النفس، والأهل أجمعين.
-شدة حب سيدنا أبي بكر الصديق لسيدنا رسول الله ﷺ.
-دليل الإيمان العميق؛ أن تجعل هواك ورضاك في إيثار رسول الله ﷺ بعد مماته، كالصحابة في حياته.
-سبق أبو بكر الأمة كلها، بيقينه وإيمانه قبل تضحياته وجهاده، في سبيل نصرة الله ورسوله ﷺ.
*علمتني الهجرة أن أروع العطايا أن يكون بيتك كله من أهل الله ... كذلك كان بيت الصديق ... أب يرافق الحبيب وأم تتعهد العيال وابن يأتي بالأخبار، وبنت تحمل الطعام للغار .. ما أروعه من بيت!!
*علمتني الهجرة أن الإعداد قبل الإمداد، وأن مقام النبوة العظيم لم يمنع من الإعداد القديم!!
*خطـبـة جمعة بعــنـوان :*
*عــلمــتــنـي.الـهــجــــــــرة.tt*
29-ذو الحجة1445هـ 5-يوليو 2024م
*جـمــع/ : مـحــمـــد الـجـرافــي*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
*الخطبـــة.الاولـــى.cc*
الحمد لله الذي نشر بقدرته البشر، وصرَّف بحكمته وقدَّر، وابتعث محمدًا إلى كافة أهل البدو والحضر، فدعا إلى الله، فعاداه مَن كفر، فاختفى واستتر، إلى أن أعز الله الإسلام برجال كأبي بكر وعمر. فصلوات الله عليه، وعلى جميع أصحابه الميامين الغرر، وعلى تابعيهم بإحسان على السنة والأثر. صلوات الله عليه ما هطلت الغمائم بهتَان المطر، وهَدَلت الحمائم على أفنان الشجر، وسلم تسليمًا كثيرًا على سيد البشر. عباد الله اوصيكم ونفسي الآثمة بتقوى الله قال تعالى (ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون)
أما بعد عباد الله: يدور العام، وينتهي ، ويجيء آخر جديد ويبتدي، نستلهم من خلاله قيما من قيم الهجرة العظام ، ودروسًا من دروسها الضخام ، ومعانيَ من معانيها الجسام ، والمتأمل لأحداث الهجرة المباركة يجد فيها الدروس العظام
وهنا نحاول أن نقترب من معين هاتيك الدروس، ونشتم عبق النبوة، ونغترف من فيض عطائها المِدْرار
فالهجرة ليست انتقال من بلد بعيد إلي بلد قريب، او من ارض مجدبة إلي ارض خصبة أو من ريف ألي حضر.. كلا إنها هجرة النفوس قبل البيوت، إنها هجرة القلوب قبل القصور إنها هجرة الأرواح قبل الأشباح
فلا عجب أن يتخذ الهجرة الفاروق رضي الله عنه بداية للتاريخ الهجري يسير علي دربه ويهتدي بهداه ويستضيء بسناه السالكون إلي يوم الدين!! عبقرية عمر أنه جعل الهجرة بداية تاريخ جديد للإنسانية، فوجود دولة للإسلام هو النجاة للبشرية.
*عباد الله حينما ينظر المرء حوله في هذا الواقع المرير ربما دخل اليأس القلوب. واستولي علي النفوس القنوط. وظن البعض أنه لا قيام للدين مرة أخري. ولعل هذه تكون الحالقة. عند ذلك تأتي الهجرة بأحداثها لتحيي في القلوب الأمل وتزرع في نفوس اليائسين الرجاء تأتي ذكري الهجرة لتجدد فينا الأمل وتخبرنا بأنه ما بعد الضيق إلا الفرج. وما بعد العسر إلا اليسر
إن من أعظم دروس الهجرة وأجل عبرها الأمل، نعم إن الهجرة تعلم المؤمنين الأمل. الأمل في موعود الله، الأمل في نصر الله، الأمل في مستقبل مشرق لـ«لا إله إلا الله»، الأمل في الفرج بعد الشدة، والعزة بعد الذلة، والنصر بعد الهزيمة. نعم فلا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس، ولأنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون، هذا ما جاء به الإسلام، علينا أن نثق في نصر الله.. مهما ترادفت الخطوب، ومهما تراكمت الغيوم، ومهما تكاثرت الظلمات....
*ومن الدروس من الهجرة النبي في مكة مطارد حلال الدم عند أهلها… وحفل الاستقبال يُعَد له في المدينة فالعدو يمعن في الحصار، والله يهيئ لنبيه أرحب دار وقرار. … فلا تيأس فالله يدبر الأمر ووراء الغيوم كثير مطر. "
*علمتني الهجرة أنه لولا محارق مكة ما كانت مشارق الدنيا. ونشر الإسلام .بعد خروجه بعامين قُتِل جُل من أخرجوه ببدر الطغاة يستعجلون هلكة أنفسهم!! بإخراج الصالحين "وإن يهلكون إلا أنفسهم وما يشعرون"
*عباد الله استقبل الأنصار الرسول ﷺ وصحبه من المهاجرين، وآثروهم بأموالهم وما يملكون، بل وبأنفسهم أيضا.
لنتعلم:
-وجوب نصرة أخيك المسلم الذى جاء إليك فارا بدينه، ودعمه بكل الامكانات المتاحة، فهذا حقه عليك وليس تفضلا منك.
-لن يكتمل إيمانك بالله إلا بموالاة إخوانك ونصرتهم، فهذا أصل في عقيدة الولاء والبراء. ﴿إِنَّمَا ٱلۡمُؤۡمِنُونَ إِخۡوَةࣱ﴾ الحجرات10
*علمتني الهجرة أنك لا غنى لك عن صاحب كأبي بكر حتى ولو كان المهاجرون أنبياء الأخوَّة قبل الهجرة، والرفيق قبل الطريق، والأنيس قبل الغار… الطريق موحشة بغير ما صاحب… … (ليتنا نعض على كل أبي بكر رزقنا الله أخوته بالنواجذ!!).
*في الهجرة وحرها الشديد في خيمة أم معبد أسقى أبو بكر لبنا لرسول الله ﷺ وقال: "شرب رسول الله حتى رضيت" وفي رواية حتى ارتويت
لنتعلم:
-لن يكتمل إيماننا إلا بحب رسول ﷺ وتقديمه على النفس، والأهل أجمعين.
-شدة حب سيدنا أبي بكر الصديق لسيدنا رسول الله ﷺ.
-دليل الإيمان العميق؛ أن تجعل هواك ورضاك في إيثار رسول الله ﷺ بعد مماته، كالصحابة في حياته.
-سبق أبو بكر الأمة كلها، بيقينه وإيمانه قبل تضحياته وجهاده، في سبيل نصرة الله ورسوله ﷺ.
*علمتني الهجرة أن أروع العطايا أن يكون بيتك كله من أهل الله ... كذلك كان بيت الصديق ... أب يرافق الحبيب وأم تتعهد العيال وابن يأتي بالأخبار، وبنت تحمل الطعام للغار .. ما أروعه من بيت!!
*علمتني الهجرة أن الإعداد قبل الإمداد، وأن مقام النبوة العظيم لم يمنع من الإعداد القديم!!
رغم أنه مؤيَّد بالوحي، إلا أنه خطط للهجرة بإحكام… لا مكان للسذاجة وأنت تعامل خبثاء الأرض!! فأي عمل للإسلام ودعوة الله يٌرْجَى له الاستمرار لا بد له من تخطيط ، ودراسة، ورؤية، ووسائل، وآليات، ونظرات مرحلية ، وإعادة نظر ، وتداول رَأي ، وأخذ بالشورى ، ولملمة للمتناثر ، وكفكفة للدمع ، ويد حانية تُجَمِّع ، ونفس طموح تمضي، وعزم لا يلين، بل يتجدد.
*علمتني الهجرة أن الدعوة تحتاج للفدائي الشاب كعلي، وللمهاجر في العلن كعمر، ولصاحب السهام كصهيب...فدعوة بلا شوكة ضعيفة الجناح وإن كانت بالملايين!!
*علمتني الهجرة يشاء الله أن يحمي ظهر النبي الكريم وقت هجرته وشدته رجل من ضعفة القوم كعامر بن فهيرة، وامرأة أبوها مطلوب كأسماء بنت الصديق… فالكل في العمل للدين وقت حصاره له قدر وقيمة… المهم ألا يستصغر أو يستقلَّ نفسه.
* علمتني الهجرة كفار قريش يقدمون مائة ناقة لمن يدل عليه، ودليله رجل مشرك من المشركين يرفض نوقهم مكتفيا بأجرته من الدراهم القليلة… سبحان الله لولا أهل المروءات لهلك الناس وفسدت الأرض!!
* علمتني الهجرة نزل ﷺ في خيمة أم معبد هُنَيْهَةَ فوضع يده الشريفة على الشاة العجفاء فامتلأت لبنا .. فشربوا جميعا، إنه الرجل المبارك في نفسه، ودينه، وشريعته، زمانا ومكانا صلوا عليه وسلموا تسليما-
*هنيئا لك يا أم معبد الخزاعيِّة أشبَعتِ عيناك برؤية المصطفى ﷺ فرويت أفضل حديث في وصف الحبيب ﷺ. لقد وهب الله أم معبد براعة البيان، ودقة البلاغة، من أجل مشهد واحد في هجرة النبي ﷺ.
والسؤال المهم: وأنت يا عبد الله ما هي المواهب التي وهبها الله لك لنصرة الإسلام؟؟
قلت ما سمعتم واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه انه غافر الذنوب والخطيئات
*الخطبـــة.الثانيـــة.cc*
الحمد لله لا مانع لما أعطى ولا معطي لما منع والصلاة والسلام على أشرف خلق الله محمد بن عبد الله وبعـــد:
*عباد الله من دروس الهجرة لكل أبي جهل حد في التعقب والإيذاء… لكن لطف الله لا حدود له. فإذا ضاقت عليك الأرض بما رحبت، واجتمعتْ عليكَ أطرافُ الدُّنيا فادخل غارَ إيمانك وإسلامك ( فإنك في غار حراء )
وإذا حاربك أهل الباطل وتبعوك بسيوف منكرهم ، فلا تحزن ( فأنت في غار ثور )
وإذا خفتَ أن يُنال منك، فأوِ إلى كهف العناية، ينشر لك الله من رحمته ويهيئ لك من أمرك يسرا ..
وإذا تلجلج قلبُك واضطرب فالجأ إلى محراب ذكرِ الله فإنه بذكر الله تطمئن القلوب .
ولا تخف… فبعد كل مرحلة تقطعها في سبيل الله خيمة لأم معبد تنتظرك باللبن والماء والظل… لن يضيع الله باذلا في سبيله!! عبد الله اصدق الله في هجرتك وسيكفيك الله أمر كل سراقة!!
*علمتني الهجرة أن في المرأة عاطفة جياشة، وطاقة جبارة ... إذا أحسن توظيفها لصالح الإسلام.
انظروا لذات النطاقين بنت الصّديق فقد هاجر النبي ﷺ. وقد أَسرج خيله بِنطَاقيْ أسماء؛ كيْ يَصنع جَيشاً تمهرهُ تضْحياتُ النِّساء! حيثُ تُنذر المَرأة وهْجها، وقِلادتها، ونِطاق خصْرها؛ لصهيلِ الخيل!
كانت أسماء تُخبرنا أنّ زينةَ النِّساء هَشّة؛ الا إذا تَوَشّحت بها أعناق الفَاتحين! وارتَفعت أسماء بِزينة المَرأة الى خلودِ الجِنان ( نِطاقَين في الجَنّة )!
*علمتني الهجرة رسول الله وأصحابه كان يعذب في مكة ... والله تعالى يفتح له قلوب الناس في الحبشة ... ابتلاء هنا وفرج هناك. فابشر ولا تيأس
*علمتني الهجرة ابن أريقط المشرك دلهم على الطريق ... وسراقة المشرك ضلل قريشا عنهم ... عندما يأذن الله بالنصر ... سينصر دينه ولو برجل كافر!! .. الله قادر.
*علمتني الهجرة صهيب الرومي ضحى بماله يوم الهجرة من أجل الله فاشتراه الله منه بآية نتلوها إلى يوم القيامة." ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله" فهنيئا لكل صهيب على أثره.
* علمتني الهجرة لسعات سياط المعذَّبين في مكة ... هيجتهم على العمل لدين الله حتى يفتحوا مكة!! فكل ألم في الله لا تتبعه همة...لم تستفد منه الأمة.
*
* علمتني الهجرة واهِمٌ. من يَظنُّ أنَّ خُطى الأنبياء لمْ تزاحِمها العَذابات! والابتلاءات
واهِمٌ .. من يَظنُّ أنّ طَريق الهِجرة لمْ تَعصِف فيه غُبار الذِّكريات وحب الأوطان
هاجر مُحمَّد ﷺ للهجرة في بدء الخَمسين من عُمره! قلبٌ تَجاوز عُمْر الشّباب؛ يُزهِر بالأملِ، ويَحمل الغَيم لِطَيبة،
يا للهِ. كيفَ يَكتب الأنبياء مِن جراحهم تواريخَ مِيلادنا
فلا وقتَ للأحزان .. ها هُو النَّبي ﷺ يمدُّ بصره ؛ فيَرى سُراقة بِعين النَّبي ﷺ ما لا يرى .. يرى سُفن الإسلام على مَرافئ الفُرس .. وعلى بِساط كِسرى!
عباد الله يظَنُّ بعضُ الناس؛ أنَّ خطوة الرَّكب في الهجرة عاثِرة! فقَد كان طريقُ الهجرة فارغاٍ الا مِن مُحَمَّد ﷺ وأبي بكر لا فقد كان النَّبي ﷺ حينها ذاهبا؛ كيْ يَصنع زِحام العَودة! والفتح لمكة كان النَّبي ﷺ ذاهباً كيْ يصنع في أصواتِ العائِدين؛ ( جاءَ الحَقُّ وزَهَق الباطِل )
*علمتني الهجرة أن الدعوة تحتاج للفدائي الشاب كعلي، وللمهاجر في العلن كعمر، ولصاحب السهام كصهيب...فدعوة بلا شوكة ضعيفة الجناح وإن كانت بالملايين!!
*علمتني الهجرة يشاء الله أن يحمي ظهر النبي الكريم وقت هجرته وشدته رجل من ضعفة القوم كعامر بن فهيرة، وامرأة أبوها مطلوب كأسماء بنت الصديق… فالكل في العمل للدين وقت حصاره له قدر وقيمة… المهم ألا يستصغر أو يستقلَّ نفسه.
* علمتني الهجرة كفار قريش يقدمون مائة ناقة لمن يدل عليه، ودليله رجل مشرك من المشركين يرفض نوقهم مكتفيا بأجرته من الدراهم القليلة… سبحان الله لولا أهل المروءات لهلك الناس وفسدت الأرض!!
* علمتني الهجرة نزل ﷺ في خيمة أم معبد هُنَيْهَةَ فوضع يده الشريفة على الشاة العجفاء فامتلأت لبنا .. فشربوا جميعا، إنه الرجل المبارك في نفسه، ودينه، وشريعته، زمانا ومكانا صلوا عليه وسلموا تسليما-
*هنيئا لك يا أم معبد الخزاعيِّة أشبَعتِ عيناك برؤية المصطفى ﷺ فرويت أفضل حديث في وصف الحبيب ﷺ. لقد وهب الله أم معبد براعة البيان، ودقة البلاغة، من أجل مشهد واحد في هجرة النبي ﷺ.
والسؤال المهم: وأنت يا عبد الله ما هي المواهب التي وهبها الله لك لنصرة الإسلام؟؟
قلت ما سمعتم واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه انه غافر الذنوب والخطيئات
*الخطبـــة.الثانيـــة.cc*
الحمد لله لا مانع لما أعطى ولا معطي لما منع والصلاة والسلام على أشرف خلق الله محمد بن عبد الله وبعـــد:
*عباد الله من دروس الهجرة لكل أبي جهل حد في التعقب والإيذاء… لكن لطف الله لا حدود له. فإذا ضاقت عليك الأرض بما رحبت، واجتمعتْ عليكَ أطرافُ الدُّنيا فادخل غارَ إيمانك وإسلامك ( فإنك في غار حراء )
وإذا حاربك أهل الباطل وتبعوك بسيوف منكرهم ، فلا تحزن ( فأنت في غار ثور )
وإذا خفتَ أن يُنال منك، فأوِ إلى كهف العناية، ينشر لك الله من رحمته ويهيئ لك من أمرك يسرا ..
وإذا تلجلج قلبُك واضطرب فالجأ إلى محراب ذكرِ الله فإنه بذكر الله تطمئن القلوب .
ولا تخف… فبعد كل مرحلة تقطعها في سبيل الله خيمة لأم معبد تنتظرك باللبن والماء والظل… لن يضيع الله باذلا في سبيله!! عبد الله اصدق الله في هجرتك وسيكفيك الله أمر كل سراقة!!
*علمتني الهجرة أن في المرأة عاطفة جياشة، وطاقة جبارة ... إذا أحسن توظيفها لصالح الإسلام.
انظروا لذات النطاقين بنت الصّديق فقد هاجر النبي ﷺ. وقد أَسرج خيله بِنطَاقيْ أسماء؛ كيْ يَصنع جَيشاً تمهرهُ تضْحياتُ النِّساء! حيثُ تُنذر المَرأة وهْجها، وقِلادتها، ونِطاق خصْرها؛ لصهيلِ الخيل!
كانت أسماء تُخبرنا أنّ زينةَ النِّساء هَشّة؛ الا إذا تَوَشّحت بها أعناق الفَاتحين! وارتَفعت أسماء بِزينة المَرأة الى خلودِ الجِنان ( نِطاقَين في الجَنّة )!
*علمتني الهجرة رسول الله وأصحابه كان يعذب في مكة ... والله تعالى يفتح له قلوب الناس في الحبشة ... ابتلاء هنا وفرج هناك. فابشر ولا تيأس
*علمتني الهجرة ابن أريقط المشرك دلهم على الطريق ... وسراقة المشرك ضلل قريشا عنهم ... عندما يأذن الله بالنصر ... سينصر دينه ولو برجل كافر!! .. الله قادر.
*علمتني الهجرة صهيب الرومي ضحى بماله يوم الهجرة من أجل الله فاشتراه الله منه بآية نتلوها إلى يوم القيامة." ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله" فهنيئا لكل صهيب على أثره.
* علمتني الهجرة لسعات سياط المعذَّبين في مكة ... هيجتهم على العمل لدين الله حتى يفتحوا مكة!! فكل ألم في الله لا تتبعه همة...لم تستفد منه الأمة.
*
* علمتني الهجرة واهِمٌ. من يَظنُّ أنَّ خُطى الأنبياء لمْ تزاحِمها العَذابات! والابتلاءات
واهِمٌ .. من يَظنُّ أنّ طَريق الهِجرة لمْ تَعصِف فيه غُبار الذِّكريات وحب الأوطان
هاجر مُحمَّد ﷺ للهجرة في بدء الخَمسين من عُمره! قلبٌ تَجاوز عُمْر الشّباب؛ يُزهِر بالأملِ، ويَحمل الغَيم لِطَيبة،
يا للهِ. كيفَ يَكتب الأنبياء مِن جراحهم تواريخَ مِيلادنا
فلا وقتَ للأحزان .. ها هُو النَّبي ﷺ يمدُّ بصره ؛ فيَرى سُراقة بِعين النَّبي ﷺ ما لا يرى .. يرى سُفن الإسلام على مَرافئ الفُرس .. وعلى بِساط كِسرى!
عباد الله يظَنُّ بعضُ الناس؛ أنَّ خطوة الرَّكب في الهجرة عاثِرة! فقَد كان طريقُ الهجرة فارغاٍ الا مِن مُحَمَّد ﷺ وأبي بكر لا فقد كان النَّبي ﷺ حينها ذاهبا؛ كيْ يَصنع زِحام العَودة! والفتح لمكة كان النَّبي ﷺ ذاهباً كيْ يصنع في أصواتِ العائِدين؛ ( جاءَ الحَقُّ وزَهَق الباطِل )
ذاهبا ..كيْ يشدَّ الصَّحب أقواساً لبدر وفَتْح مكّة!
ذاهبا. كيْ يَصنع رجالاً؛ يتَّكئ الإسلام عليهم،
ذاهبا في سنواتٍ عَشر يبذر لهذا الدين وينشره في الآفاق نحنُ يا رسولَ الله.. مَن نَقصمُ ظُهورنا بالعَجزِ .. ولو فَقِهنا فِكرة الهِجرة؛ ودروسها لَمَا نبَت لنا في الطَّريق الطُّغاة!
*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بهذا الأجر العظيم*
=========================
ـــــــــــــــــــ🕋 زاد.الــخــطــيــب.tt 🕋ــــــــــــــــــ
منــبرالحـكـمــــــةوالمــوعـظــــةالحســـــنـة.tt
رابط القناة ع التليجرام👈 www.tg-me.com/ZADI2
للإشـتراك بمجموعات زاد الخطيب الدعـوي
ارسل.اسمك.واتساب.للرقم.730155153.
ذاهبا. كيْ يَصنع رجالاً؛ يتَّكئ الإسلام عليهم،
ذاهبا في سنواتٍ عَشر يبذر لهذا الدين وينشره في الآفاق نحنُ يا رسولَ الله.. مَن نَقصمُ ظُهورنا بالعَجزِ .. ولو فَقِهنا فِكرة الهِجرة؛ ودروسها لَمَا نبَت لنا في الطَّريق الطُّغاة!
*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بهذا الأجر العظيم*
=========================
ـــــــــــــــــــ🕋 زاد.الــخــطــيــب.tt 🕋ــــــــــــــــــ
منــبرالحـكـمــــــةوالمــوعـظــــةالحســـــنـة.tt
رابط القناة ع التليجرام👈 www.tg-me.com/ZADI2
للإشـتراك بمجموعات زاد الخطيب الدعـوي
ارسل.اسمك.واتساب.للرقم.730155153.
Telegram
زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚
الـشـبـكـة الـدعـــويــة الـرائـــدة
المتخصصة بالخطـب والمحاضرات
🌧 سـاهـم بالنشـر تؤجـر بـإذن اللـّـه
•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•
للتواصل مع إدارة القناة
إضغط على الرابط التالي
@majd321
المتخصصة بالخطـب والمحاضرات
🌧 سـاهـم بالنشـر تؤجـر بـإذن اللـّـه
•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•
للتواصل مع إدارة القناة
إضغط على الرابط التالي
@majd321
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
🎤
*خـطـبــة جـمــعــة بعـنــوان :*
*بـين.عـامــين.محــاســبـة.وتـذكـــر.tt*
27 ذو الحجة 1439هـ 7 سبتمبر2018م
*جمـع وإعداد الشيخ/ محمـد الجــرافـي*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
*الخطبـــة.الاولـــى.cc*
الحمد لله، تفرد بالحول والقدرة، وعظم فلا يقدر أحد قدره، خلق الإنسان من نطفة، وأحصى عمره، وقضى عليه بالموت، فأراه قبل مماته قبره.
أحمده سبحانه، فكم أقال من عثرة، وأنزل القرآن موعظة وذكرى فكم أسالت آياته من عبرة. وأشهد أنْ لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة من قلب وجل يترقب أن ينجو بها من سؤال الحفرة، ويدخرها ليستظل بها في ظلال عرش يوم الحسرة.
وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، بعثه بالهدى ودين الحق، ليظهره على الدين كله، فضمن له نصره، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه المهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة، ومن سار على نهجهم وترسَّم خطاهم، فلم يتجاوزوا نَهيه واتَّبعوا أمره، وسلم تسليمًا.
أمـــَّا بعـــدُ: فأوصيكم - عباد الله -
ونفسي بتقوى الله - عز وجل .
عباد الله: جمعتكم هذه هي آخر جمعة من هذا العام الهجري فبعد أيام قلائل عام سيطوى وعمل يبقى فهنيئاً لمن أحسن فيه واستقام. وويل لمن أساء وارتكب الإجرام.
هلم عباد الله نتساءل عن هذا العام كيف قضيناه؟ ولنفتش كتاب أعمالنا كيف أمليناه. فإن كان خيراً حمدنا الله وشكرناه. وإن كان شراً تبنا إلى الله واستغفرناه.
بالأمس القريب ودعنا شهر رمضان الذي مضى وكأنّه حلم جميل ما أتى إلاّ وقد آذن بانصرام.. ثم مضى بعده موسم الحج وكأنّه طيف خيال أو عابر سبيل مرَّ مرور الكرام وانصرف.
واليوم نحن في وداع عامٍ كامل من أعمارنا وفي استقبال عام جديد.. سنة كاملة من عمر الإنسان قد تهيأت للرحيل.. ماذا أدينا فيها من أعمال؟! وماذا قدَّمنا من طاعات؟ وماذا اكتسبنا فيها من أجور وحسنات؟
عباد الله: إن أهم ما نودع فيه هذا العام ونستقبل آخر، هو محاسبة النفس فنتصفّح ما صدر من أفعالنا، فإن كانت محمودةً أمضيناها وأتبعناها بمثلها حسنات وقربات وإن كانت مذمومةً استدركناها بالتوبة وانتهينا عن مثلها في المستقبل﴿ إنَّ الَذِينَ اتَّقَوْا إذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإذَا هُم مُّبْصِرُونَ ﴾الأعراف201] نحاسب أنفسنا على الماضي وعلى المستقبل من قبل أن تأتي ساعة الحساب.
فلا بد من وقفة محاسبة: نندم فيها على ما ارتكبنا من أخطاء. لا بد من وقفة محاسبة: ننهض فيها ونستدرك ما فات. قال الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون * ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون}.
فالمحاسبة تزكي النفس وتطهرها وتلزمها أَمْر ربها فيفلح صاحبها ويفوز برحمة الله ورضوانه، قال تعالى ﴿ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا ﴾الشمس9، 10 .
والمحاسبة تنمي عند المسلم الشعور بالمسؤولية والتصرف وفق ميزان الشرع الدقيق.
*عباد الله لمحاسبة النَّفْس فوائد جمة، منها:
في المحاسبة نجاة للأمة :ـ إن غياب المحاسبة نذير غرق الأمة في لجج من بحار الفساد والتيه المنتهية بنار وقودها الناس والحجارة، وأن الفساد في الدنيا إنما يكون ظاهراً جلياً حينما لا يتوقع المجتمع أو الفرد حساباً، لا يتوقع حساباً من رب قاهر أو من ولي حاكم أو من مجتمع محكوم أو من نفس لوامة، وحينما لا يتوقع المجتمع والفرد حساباً على تصرفاتهم فإنهم ينطلقون في حركاتهم كما يحبون ويموجون كما يشتهون وكما تهوى أنفسهم فيتقلبون على الحياة ودروبها بلا زمام ولا خطام فيتشبهون بأهل النار من حيث يشعرون أو لا يشعرون إِنَّهُمْ كَانُواْ لاَ يَرْجُونَ حِسَاباً وَكَذَّبُواْ بِـئَايَـٰتِنَا كِذَّاباً [النبأ:27-28].
*ومن فوائد المحاسبة الاطِّلاع على عيوبِ النفس. من اطلع على عيوب نفسه، أنزل نفسه المنزلة الحقيقة لا سيما إن جنحت إلى الكبر والتغطـرس. وما من شك أنّ معرفـة العبد قدر نفسه يورثه تذلّلاً لله وعبودية عظيمة لله عز وجل، فلا يمنّ بعمله مهمـا عظم، ولا يحتقر ذنبه مهما صغر.
*- ثالثا التَّوبة والنَّدم، وتدارك ما فات في زمنِ الإمكان.
*- معرفة حقِّ الله - تعالى - فإنَّ أصلَ محاسبة النَّفْس هو محاسبتُها على تفريطها في حقِّ الله تعالى.
*- كذلك انكسار العَبدِ وذِلَّته بين يدي ربِّه - تبارك وتعالى.
*- معرفة كَرَم الله - سبحانه وتعالى - وعفوه ورحمته بعِباده كونه لم يُعَجِّلْ عقوبتَهم على ذنوبهم.
*- مَقْت النفْس، والتخلُّص مِنَ العُجْب. *- الاجتهاد في الطاعة وترْك العصيان لتسهلَ عليه المحاسبةُ فيما بعدُ.
*- ردُّ الحقوق إلى أهلها وحُسْن الخُلُق وهذه من أعظمِ ثمرات محاسبة النفْس.
عبد الله إن الله تعالى جعل خاتمة كلِّ عام وفاتحته شهراً محرماً وم
*خـطـبــة جـمــعــة بعـنــوان :*
*بـين.عـامــين.محــاســبـة.وتـذكـــر.tt*
27 ذو الحجة 1439هـ 7 سبتمبر2018م
*جمـع وإعداد الشيخ/ محمـد الجــرافـي*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
*الخطبـــة.الاولـــى.cc*
الحمد لله، تفرد بالحول والقدرة، وعظم فلا يقدر أحد قدره، خلق الإنسان من نطفة، وأحصى عمره، وقضى عليه بالموت، فأراه قبل مماته قبره.
أحمده سبحانه، فكم أقال من عثرة، وأنزل القرآن موعظة وذكرى فكم أسالت آياته من عبرة. وأشهد أنْ لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة من قلب وجل يترقب أن ينجو بها من سؤال الحفرة، ويدخرها ليستظل بها في ظلال عرش يوم الحسرة.
وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، بعثه بالهدى ودين الحق، ليظهره على الدين كله، فضمن له نصره، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه المهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة، ومن سار على نهجهم وترسَّم خطاهم، فلم يتجاوزوا نَهيه واتَّبعوا أمره، وسلم تسليمًا.
أمـــَّا بعـــدُ: فأوصيكم - عباد الله -
ونفسي بتقوى الله - عز وجل .
عباد الله: جمعتكم هذه هي آخر جمعة من هذا العام الهجري فبعد أيام قلائل عام سيطوى وعمل يبقى فهنيئاً لمن أحسن فيه واستقام. وويل لمن أساء وارتكب الإجرام.
هلم عباد الله نتساءل عن هذا العام كيف قضيناه؟ ولنفتش كتاب أعمالنا كيف أمليناه. فإن كان خيراً حمدنا الله وشكرناه. وإن كان شراً تبنا إلى الله واستغفرناه.
بالأمس القريب ودعنا شهر رمضان الذي مضى وكأنّه حلم جميل ما أتى إلاّ وقد آذن بانصرام.. ثم مضى بعده موسم الحج وكأنّه طيف خيال أو عابر سبيل مرَّ مرور الكرام وانصرف.
واليوم نحن في وداع عامٍ كامل من أعمارنا وفي استقبال عام جديد.. سنة كاملة من عمر الإنسان قد تهيأت للرحيل.. ماذا أدينا فيها من أعمال؟! وماذا قدَّمنا من طاعات؟ وماذا اكتسبنا فيها من أجور وحسنات؟
عباد الله: إن أهم ما نودع فيه هذا العام ونستقبل آخر، هو محاسبة النفس فنتصفّح ما صدر من أفعالنا، فإن كانت محمودةً أمضيناها وأتبعناها بمثلها حسنات وقربات وإن كانت مذمومةً استدركناها بالتوبة وانتهينا عن مثلها في المستقبل﴿ إنَّ الَذِينَ اتَّقَوْا إذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإذَا هُم مُّبْصِرُونَ ﴾الأعراف201] نحاسب أنفسنا على الماضي وعلى المستقبل من قبل أن تأتي ساعة الحساب.
فلا بد من وقفة محاسبة: نندم فيها على ما ارتكبنا من أخطاء. لا بد من وقفة محاسبة: ننهض فيها ونستدرك ما فات. قال الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون * ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون}.
فالمحاسبة تزكي النفس وتطهرها وتلزمها أَمْر ربها فيفلح صاحبها ويفوز برحمة الله ورضوانه، قال تعالى ﴿ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا ﴾الشمس9، 10 .
والمحاسبة تنمي عند المسلم الشعور بالمسؤولية والتصرف وفق ميزان الشرع الدقيق.
*عباد الله لمحاسبة النَّفْس فوائد جمة، منها:
في المحاسبة نجاة للأمة :ـ إن غياب المحاسبة نذير غرق الأمة في لجج من بحار الفساد والتيه المنتهية بنار وقودها الناس والحجارة، وأن الفساد في الدنيا إنما يكون ظاهراً جلياً حينما لا يتوقع المجتمع أو الفرد حساباً، لا يتوقع حساباً من رب قاهر أو من ولي حاكم أو من مجتمع محكوم أو من نفس لوامة، وحينما لا يتوقع المجتمع والفرد حساباً على تصرفاتهم فإنهم ينطلقون في حركاتهم كما يحبون ويموجون كما يشتهون وكما تهوى أنفسهم فيتقلبون على الحياة ودروبها بلا زمام ولا خطام فيتشبهون بأهل النار من حيث يشعرون أو لا يشعرون إِنَّهُمْ كَانُواْ لاَ يَرْجُونَ حِسَاباً وَكَذَّبُواْ بِـئَايَـٰتِنَا كِذَّاباً [النبأ:27-28].
*ومن فوائد المحاسبة الاطِّلاع على عيوبِ النفس. من اطلع على عيوب نفسه، أنزل نفسه المنزلة الحقيقة لا سيما إن جنحت إلى الكبر والتغطـرس. وما من شك أنّ معرفـة العبد قدر نفسه يورثه تذلّلاً لله وعبودية عظيمة لله عز وجل، فلا يمنّ بعمله مهمـا عظم، ولا يحتقر ذنبه مهما صغر.
*- ثالثا التَّوبة والنَّدم، وتدارك ما فات في زمنِ الإمكان.
*- معرفة حقِّ الله - تعالى - فإنَّ أصلَ محاسبة النَّفْس هو محاسبتُها على تفريطها في حقِّ الله تعالى.
*- كذلك انكسار العَبدِ وذِلَّته بين يدي ربِّه - تبارك وتعالى.
*- معرفة كَرَم الله - سبحانه وتعالى - وعفوه ورحمته بعِباده كونه لم يُعَجِّلْ عقوبتَهم على ذنوبهم.
*- مَقْت النفْس، والتخلُّص مِنَ العُجْب. *- الاجتهاد في الطاعة وترْك العصيان لتسهلَ عليه المحاسبةُ فيما بعدُ.
*- ردُّ الحقوق إلى أهلها وحُسْن الخُلُق وهذه من أعظمِ ثمرات محاسبة النفْس.
عبد الله إن الله تعالى جعل خاتمة كلِّ عام وفاتحته شهراً محرماً وم
Telegram
زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚
الـشـبـكـة الـدعـــويــة الـرائـــدة
المتخصصة بالخطـب والمحاضرات
🌧 سـاهـم بالنشـر تؤجـر بـإذن اللـّـه
•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•
للتواصل مع إدارة القناة
إضغط على الرابط التالي
@majd321
المتخصصة بالخطـب والمحاضرات
🌧 سـاهـم بالنشـر تؤجـر بـإذن اللـّـه
•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•
للتواصل مع إدارة القناة
إضغط على الرابط التالي
@majd321
وطنًا يغتنمه العبد للتوبة وإصلاح الحال والزيادة في الخير، فإنَّه إذا افتتح السنة بالطاعة وختمها بالطاعة يرجى أن يكون ممن قضوا كل عامهم في طاعة الله .
فتزودوا - عباد الله - من الأعمال الصالحة، ولا تغتروا بهذه الدنيا الفانية، واعلموا أنكم راحلون عما قريب ومفارقون لهذه الدنيا، وليست الغبطة بطول العمر، وإنما الغبطة بما أمضاه العبد في طاعة مولاه وخير الناس من طال عمره وحسن عمله وشر الناس من طال عمره وساء عمله.
﴿ وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُءُوسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ * وَلَوْ شِئْنَا لَآَتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ * فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا إِنَّا نَسِينَاكُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [السجدة: 12 - 14]
فذوقوا بما نسيتم لقاء يومكم هذا اي بغفلتكم عنه وعدم محاسبة انفسكم وحينئذ يرتفع صياح الظلمة والعصاة ويأكلون أيديهم بعد أن شعروا بالخيبة كيف لا، وقد ضيعوا أوامر الله، كيف لا وقد ضيعوا الصلوات، كيف لا وقد تعاملوا بالربا، كيف لا وهم قد قطعو الارحام واكلوا اموال اليتامى حينئذ يعضون على أيديهم ولكن هيهات هيهات: ﴿ وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا * يَا وَيْلَتَا لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا ﴾ [الفرقان: 27 - 29].
حينها ترتفع العبرات، وتشتد الزفرات، وتتردد الحسرات، وتعلوا الصيحات، فاتعظوا يا عباد الله.. إن كنتم تسمعون وتأملوا تقلب الأحوال إن كنتم تبصرون .
فبادر قبل أن يُبادر بك فيا أخي الحبيب! هل أعددت لهذا اليوم عُدَّته؟ وهل سعيت فيما ينجيك من هوله وكربته؟ وهل حاسبت نفسك على ما بدر منك من أقوال وأعمال؟ وهل اجتهدت في طاعة مولاك ذي الجلال والإكرام؟ أم أنّك في غفلتك سادر.. وفي طريق الغيِّ سائر؟
انْدُبْ زَماناً سلَفا سوّدْتَ فيهِ الصُّحُفا ولمْ تزَلْ مُعتكِفا على القبيحِ الشّنِعِ كمْ ليلَةٍ أودَعْتَها مآثِماً أبْدَعْتَها لشَهوَةٍ أطَعْتَها في مرْقَدٍ ومَضْجَعِ وكمْ خُطًى حثَثْتَها في خِزْيَةٍ أحْدَثْتَها وتوْبَةٍ نكَثْتَها لمَلْعَبٍ ومرْتَعِ وكمْ تجرّأتَ على ربّ السّمَواتِ العُلى ولمْ تُراقِبْهُ ولا صدَقْتَ في ما تدّعي فالْبَسْ شِعارَ النّدمِ واسكُبْ شآبيبَ الدّمِ قبلَ زَوالِ القدَمِ وقبلَ سوء المصْرَعِ فَيا مَفازَ المتّقي ورِبْحَ عبْدٍ قد وُقِي سوءَ الحِسابِ الموبِقِ وهوْلَ يومِ الفزَعِ ويا خَسارَ مَنْ بغَى ومنْ تعدّى وطَغى وشَبّ نيرانَ الوَغى لمَطْعَمٍ أو مطْمَعِ يا مَنْ عليْهِ المتّكَلْ قدْ زادَ ما بي منْ وجَلْ لِما اجتَرَحْتُ من زلَلْ في عُمْري المُضَيَّعِ فاغْفِرْ لعَبْدٍ مُجتَرِمْ وارْحَمْ
فتزودوا - عباد الله - من الأعمال الصالحة، ولا تغتروا بهذه الدنيا الفانية، واعلموا أنكم راحلون عما قريب ومفارقون لهذه الدنيا، وليست الغبطة بطول العمر، وإنما الغبطة بما أمضاه العبد في طاعة مولاه وخير الناس من طال عمره وحسن عمله وشر الناس من طال عمره وساء عمله.
﴿ وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُءُوسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ * وَلَوْ شِئْنَا لَآَتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ * فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا إِنَّا نَسِينَاكُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [السجدة: 12 - 14]
فذوقوا بما نسيتم لقاء يومكم هذا اي بغفلتكم عنه وعدم محاسبة انفسكم وحينئذ يرتفع صياح الظلمة والعصاة ويأكلون أيديهم بعد أن شعروا بالخيبة كيف لا، وقد ضيعوا أوامر الله، كيف لا وقد ضيعوا الصلوات، كيف لا وقد تعاملوا بالربا، كيف لا وهم قد قطعو الارحام واكلوا اموال اليتامى حينئذ يعضون على أيديهم ولكن هيهات هيهات: ﴿ وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا * يَا وَيْلَتَا لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا ﴾ [الفرقان: 27 - 29].
حينها ترتفع العبرات، وتشتد الزفرات، وتتردد الحسرات، وتعلوا الصيحات، فاتعظوا يا عباد الله.. إن كنتم تسمعون وتأملوا تقلب الأحوال إن كنتم تبصرون .
فبادر قبل أن يُبادر بك فيا أخي الحبيب! هل أعددت لهذا اليوم عُدَّته؟ وهل سعيت فيما ينجيك من هوله وكربته؟ وهل حاسبت نفسك على ما بدر منك من أقوال وأعمال؟ وهل اجتهدت في طاعة مولاك ذي الجلال والإكرام؟ أم أنّك في غفلتك سادر.. وفي طريق الغيِّ سائر؟
انْدُبْ زَماناً سلَفا سوّدْتَ فيهِ الصُّحُفا ولمْ تزَلْ مُعتكِفا على القبيحِ الشّنِعِ كمْ ليلَةٍ أودَعْتَها مآثِماً أبْدَعْتَها لشَهوَةٍ أطَعْتَها في مرْقَدٍ ومَضْجَعِ وكمْ خُطًى حثَثْتَها في خِزْيَةٍ أحْدَثْتَها وتوْبَةٍ نكَثْتَها لمَلْعَبٍ ومرْتَعِ وكمْ تجرّأتَ على ربّ السّمَواتِ العُلى ولمْ تُراقِبْهُ ولا صدَقْتَ في ما تدّعي فالْبَسْ شِعارَ النّدمِ واسكُبْ شآبيبَ الدّمِ قبلَ زَوالِ القدَمِ وقبلَ سوء المصْرَعِ فَيا مَفازَ المتّقي ورِبْحَ عبْدٍ قد وُقِي سوءَ الحِسابِ الموبِقِ وهوْلَ يومِ الفزَعِ ويا خَسارَ مَنْ بغَى ومنْ تعدّى وطَغى وشَبّ نيرانَ الوَغى لمَطْعَمٍ أو مطْمَعِ يا مَنْ عليْهِ المتّكَلْ قدْ زادَ ما بي منْ وجَلْ لِما اجتَرَحْتُ من زلَلْ في عُمْري المُضَيَّعِ فاغْفِرْ لعَبْدٍ مُجتَرِمْ وارْحَمْ