” فتح الإسكندر بلادًا رأى فيها اليونان ألوانًا من العادات والأخلاق، ولما تُوفّي وتمزق مُلكه وراح اليونان يتقاتلون كان من جرّاء انحطاطهم السياسي تخاذُل الهمَم وتعاظُم حاجة العقلاء للراحة؛ فقامت إلى جانب المدارس القديمة النظرية مدارس توجهت إلى طلب الطمأنينة والسعادة أولاً وقبل كل شيء على ما رأينا، وكانت منها المدرسة الشكيّة. لم يكن الشاك في هذا الدور نافيًا متهكّما كالسفسطائي، ولكنه رجل مغلوب على أمره فَقَد الإيمان بالحق والخير في بيئة تبلبلت فيها الأفكار وفسدت الأخلاق إلى حدٍّ بعيد؛ فانعزل في نفسه لا يُوجِب ولا ينفي، وإنما يقول: لا أدري. “
➖️ يوسف كرم (تـ 1959م)
#فلسفة
➖️ يوسف كرم (تـ 1959م)
#فلسفة
” وما من حُجّة من حُجَج الشُّكاك إلا وهي مردودة، ولم يكونوا ليغترّوا بها لو أنهم نظروا نظرًا جديًا في تفنيد أفلاطون وأرسطو دعاوى السفسطائيين والميغاريين، ولكن الناس كما أنّهم لا يتّعظون بحوادث التاريخ أو ينسَونَها فكثيرا ما لا ينظرون في آراء من تقدَّمَهم، بحيث إن الفلسفة كالتاريخ تُعيد نفسها. “
➖️ يوسف كرم (تـ 1959م)
➖️ يوسف كرم (تـ 1959م)
” قال ابن الخطيب يتغزّل، وفيه معنًى غريب:
إن اللِّحاظ هي السيوف حقيقةً
ومَن استَرابَ فحُجّتي تكفيهِ
لم يُدْعَ غِمدُ السّيف جفنًا باطلا
إلا لشِبـه اللَّحـظ يُغمَـد فيـهِ
قيل: وأحسن منه قولُ غيره:
إن العيون النُّجْل أمضى موقِعا
من كل هـنـديٍّ وكلّ يَـمـانِ
فضلُ العُيون على السُّيوف بأنها
قتلَتْ ولم تخرُج من الأجفانِ
وأصل ما قال ابن الخطيب قول الآخر:
بين السيوف وعينَيْه مشاركةٌ
من أجلها قيل للأغماد أجفان “
➖️ العلامة أبو العباس أحمد المقري التلمساني (تـ 1041هـ)
إن اللِّحاظ هي السيوف حقيقةً
ومَن استَرابَ فحُجّتي تكفيهِ
لم يُدْعَ غِمدُ السّيف جفنًا باطلا
إلا لشِبـه اللَّحـظ يُغمَـد فيـهِ
قيل: وأحسن منه قولُ غيره:
إن العيون النُّجْل أمضى موقِعا
من كل هـنـديٍّ وكلّ يَـمـانِ
فضلُ العُيون على السُّيوف بأنها
قتلَتْ ولم تخرُج من الأجفانِ
وأصل ما قال ابن الخطيب قول الآخر:
بين السيوف وعينَيْه مشاركةٌ
من أجلها قيل للأغماد أجفان “
➖️ العلامة أبو العباس أحمد المقري التلمساني (تـ 1041هـ)
” ما مِن معنًى لتقليدٍ إلا ضمن سياق اجتماعي مخصوص. فإذا ما تغيّر السّياق، وحُوفِظ على الرغم من ذلك على ذلك التقليد، فلا يمكن تفادي ضرورة إعادة تأويله وفقاً للسياق الجديد. هكذا يكون كل تقليد محل معالجة مستمرة، بل يمكن أن يكون قد انقرض وأُعيد ابتِداعُه، ولكن أ يتعلّق الأمر عندئذ بالتقليد ذاته؟ خادعة هي الظواهر! بما أن الوضعية لم تعُد هي ذاتُها فإن الوظيفة لم تعُد هي ذاتها “
➖️ دنيس كوش (Denys Cuche)
➖️ دنيس كوش (Denys Cuche)
” يقدّم ريتشارد ميرفين هَيْر (R. M. Hare) مصطلحا يُعدّ من أكثر المصطلحات التي دخلت مَجال الجدَل فِي فلسفة الدّين عُلوقا بالذاكرة؛ وهو مُصْطَلَحُ البْـلِـك BLIK. ويعني هَيْر بمصطلح "البلِك" منظورا نمتلكه، "مُعطًى" لِنَظرَتِنا.
يقدّم هَير مثالا: فهو يقود سيارة ويتصرّف بمُقتضى البلِك الذي يُفيدُ أن السيارةَ ستستجيب للحركات التي يُبديها مِن خِلالِ مِقود السيارة. فهو يعلم أن هذا ربما لا يجري على وفق المُرادِ –فآلية تشغيل المِقوَد قد تتعطل أحيانًا– بَيدَ أن هَيْر يتصرف على الرغم من ذلك بِمُقتضى بلِك القيادة المبنيّ على افتراض أن المِقوَد يمكن الاعتماد عليه. وبالإمكان تصوُّرُ أن يكونَ للمرء بلِك آخر؛ بلك يتضمن سيارات وآليات تَشغيلٍ لمقود السيارة غالبا ما تتوقّف عن العمل. وقد يُوَلِّدُ هذا البلِك بلِكا آخر يتجلى في النفور من السيارات. على أنّ هَيْر يعتقد أن ليس بإمكاننا تغيير بلِكنا. فما كان هير ليغيّر بلِكَّه وإن تعطلت عجلة القيادة في مناسبة معينة، بل بعكس ذلك، يمكن القول إن الشخص الذي بلِكُهُ عدم الثقة بأي مقود لا تغيِّر رأيَه هذا جمِيعُ المرات التي يعمل فيها على النحو المطلوب.
وبذلك يستنتج هَيْر أنه في نظراتنا وأمزجتنا: «تكون جميع تعاملاتنا مع العالم معتمدةً على بلِكنا تُجاه العالَم، وأَن الاختلافات في البلِكات تجاه العالم لا يُمكِن حَسمها بمُلاحظة ما يحدُث في العالم». “
➖️ ستيفن لوكستن (Stephen Loxton)
يقدّم هَير مثالا: فهو يقود سيارة ويتصرّف بمُقتضى البلِك الذي يُفيدُ أن السيارةَ ستستجيب للحركات التي يُبديها مِن خِلالِ مِقود السيارة. فهو يعلم أن هذا ربما لا يجري على وفق المُرادِ –فآلية تشغيل المِقوَد قد تتعطل أحيانًا– بَيدَ أن هَيْر يتصرف على الرغم من ذلك بِمُقتضى بلِك القيادة المبنيّ على افتراض أن المِقوَد يمكن الاعتماد عليه. وبالإمكان تصوُّرُ أن يكونَ للمرء بلِك آخر؛ بلك يتضمن سيارات وآليات تَشغيلٍ لمقود السيارة غالبا ما تتوقّف عن العمل. وقد يُوَلِّدُ هذا البلِك بلِكا آخر يتجلى في النفور من السيارات. على أنّ هَيْر يعتقد أن ليس بإمكاننا تغيير بلِكنا. فما كان هير ليغيّر بلِكَّه وإن تعطلت عجلة القيادة في مناسبة معينة، بل بعكس ذلك، يمكن القول إن الشخص الذي بلِكُهُ عدم الثقة بأي مقود لا تغيِّر رأيَه هذا جمِيعُ المرات التي يعمل فيها على النحو المطلوب.
وبذلك يستنتج هَيْر أنه في نظراتنا وأمزجتنا: «تكون جميع تعاملاتنا مع العالم معتمدةً على بلِكنا تُجاه العالَم، وأَن الاختلافات في البلِكات تجاه العالم لا يُمكِن حَسمها بمُلاحظة ما يحدُث في العالم». “
➖️ ستيفن لوكستن (Stephen Loxton)
” لا نُنكر أنه لا بد في حصول التواتُر من تأمُّلٍ في حال المُخبِرين والمُخبَر عنه، لكن ذلك ليس باستدلالٍ بأوساطٍ ومقدّمات، وإنما هو تفطُّن لتحقُّق الأسباب العادية، فإن الضروري ينقسم إلى ما لا يتوقف على سببٍ كالأوّليات، وإلى ما يتوقف على سبب كالحسّيات، والتجربيّات، وغيرها؛ فإن رؤية الهلال الخفيّ لا بد في العلم به من معرفة الجهة، وتحديق البصر نحوَ المرئي، وترديده في الجهة، وذلك لا يُخرجه عن كونه ضرورياً. “
➖️ الإمام أبو محمد عبد الله الفهري المصري؛ ابن التلمساني (تـ 644هـ)
➖️ الإمام أبو محمد عبد الله الفهري المصري؛ ابن التلمساني (تـ 644هـ)
” النُّحاة يُعبّرون بالزائد عمّا هو من المعاني، لأنّ المعاني محَطّ نظر البلاغي لا النحوي؛ فبالنسبة للنحاة لا فرق أن تقول: «ليس زيد قائما» أو «ليس زيد بـقائم»، لأنه كله جملة سليمة، تقتضي نفي وقوع هذا الفعل، وتأليفها النحوي سليم، ومن هنـا كان النحاة يعتبرون هذه الباء زائدةً لأن حصولَ معنى الجملة والنفيِ الواقعِ فيها مفهومٌ في الصيغتين. وأما البلاغي فينظر إلى المعنى، ويقول: المعنى ليس واحدا؛ هذا آكَـدُ مـن هـذا، و«لیس زيد قائما» تخاطِب بها من هو خالي الذهن، وتخاطب المتردد والطالب مؤكِّدًا.
وكثير من أهل العلم يقول إنه لا ينبغي أن يُقال لفظة "زائد" في كتاب الله تعالى وسنة رسوله ﷺ، لأنه يقتضي جواز الاستغناء عن بعض ألفاظ الوحي، وليس الأمر كذلك، لأن الصناعة النحوية قد يجوز فيها ذلك، لكن البلاغيّين لا يسلّمون لهم الأمر “
➖️ الشيخ محمد محمود الشيخ الشنقيطي
وكثير من أهل العلم يقول إنه لا ينبغي أن يُقال لفظة "زائد" في كتاب الله تعالى وسنة رسوله ﷺ، لأنه يقتضي جواز الاستغناء عن بعض ألفاظ الوحي، وليس الأمر كذلك، لأن الصناعة النحوية قد يجوز فيها ذلك، لكن البلاغيّين لا يسلّمون لهم الأمر “
➖️ الشيخ محمد محمود الشيخ الشنقيطي
” قال الأفوه الأودي، وهو أول من نطق بهذا المعنى:
وترى الطير على آثارنا
رأيَ عينٍ ثقةً أنْ ستُمـارُ
فأخذه النابغة الذبياني فقال:
جوانِحَ قد أيقنَّ أن قبيلَه
إذا ما التقى الجمعان أوّلُ غالِبِ
إذا ما غزا بالجيش حلّق فوقهم
عصائبُ طيرٍ تهتدي بعصائبِ
لَهُنَّ عليهم عادةٌ قد عرَفنَها
إذا عُرِّضَ الخَطّيُّ فوق الكتائبِ
فأخذه أبو نواس الحكمي فقال:
تتأبّی الطيرُ غُدوَته
ثقةً بالشِّبَع من جَزرِه
فأخذه مسلم بن الوليد فقال:
قَدْ عَوَّدَ الطَّيرَ عاداتٍ وثِقنَ بها
فَهُنَّ يَتْبَعْنَهُ فِي كُلِّ مُرْتَحَلِ
فأخذه أبو تمام حبيب فقال:
وقَدْ ظُلِّلَت عِقْبانُ أعلامه ضُحًى
بعِقبانِ طَيْرٍ في الدماءِ نَواهِلِ
أقامَتْ مع الرايات حتى كأنها
مِنَ الجَيْشِ إِلَّا أَنَّهَا لَمْ تُقَاتِلِ
فكلُّهم قصر عن النابغة لأنه زاد في المعنى وأحسن التركيب ودلّ على أن الطير إنما أكلت أعداء الممدوح، وكلامُهم كلّهم مشترك يحتمل ضد ما نواه الشاعر، وإن كان أبو تمام قد زاد في المعنى على أن الطير إذا شبعت ما تسأل أي القبيلين الغالب. “
➖️ الإمام أبو القاسم ابن منجب الصيرفي المصري (تـ 542هـ)
وترى الطير على آثارنا
رأيَ عينٍ ثقةً أنْ ستُمـارُ
فأخذه النابغة الذبياني فقال:
جوانِحَ قد أيقنَّ أن قبيلَه
إذا ما التقى الجمعان أوّلُ غالِبِ
إذا ما غزا بالجيش حلّق فوقهم
عصائبُ طيرٍ تهتدي بعصائبِ
لَهُنَّ عليهم عادةٌ قد عرَفنَها
إذا عُرِّضَ الخَطّيُّ فوق الكتائبِ
فأخذه أبو نواس الحكمي فقال:
تتأبّی الطيرُ غُدوَته
ثقةً بالشِّبَع من جَزرِه
فأخذه مسلم بن الوليد فقال:
قَدْ عَوَّدَ الطَّيرَ عاداتٍ وثِقنَ بها
فَهُنَّ يَتْبَعْنَهُ فِي كُلِّ مُرْتَحَلِ
فأخذه أبو تمام حبيب فقال:
وقَدْ ظُلِّلَت عِقْبانُ أعلامه ضُحًى
بعِقبانِ طَيْرٍ في الدماءِ نَواهِلِ
أقامَتْ مع الرايات حتى كأنها
مِنَ الجَيْشِ إِلَّا أَنَّهَا لَمْ تُقَاتِلِ
فكلُّهم قصر عن النابغة لأنه زاد في المعنى وأحسن التركيب ودلّ على أن الطير إنما أكلت أعداء الممدوح، وكلامُهم كلّهم مشترك يحتمل ضد ما نواه الشاعر، وإن كان أبو تمام قد زاد في المعنى على أن الطير إذا شبعت ما تسأل أي القبيلين الغالب. “
➖️ الإمام أبو القاسم ابن منجب الصيرفي المصري (تـ 542هـ)
وكم عَزمةٍ منّيتُ نفسيَ صَرْفها
وقد عرَفَت منّي مَواعِد ليّانِ*
إلى الله نشكوها نفوسا أبيّة
تحيد عن الباقي وتغترُّ بالفاني
➖️ الفقيه الأديب أبو عبد الله محمد بن يوسف، ابن زَمرك الغرناطي (تـ بعد 790هـ)
* الليان: المطل
وقد عرَفَت منّي مَواعِد ليّانِ*
إلى الله نشكوها نفوسا أبيّة
تحيد عن الباقي وتغترُّ بالفاني
➖️ الفقيه الأديب أبو عبد الله محمد بن يوسف، ابن زَمرك الغرناطي (تـ بعد 790هـ)
* الليان: المطل
Forwarded from زكرياء بودراع
إن الثمن العظيم والآلام الكبيرة التي أصابتنا ونشعر بها ونتألم منها مع شعبنا لهي ثمن لنصر عظيم وفتح مبارك واقع لا محالة وحينها سنعلم وتعلمون أن كل قطرة دم سالت على هذه الأرض هي أثمن من ملء الأرض ذهبا إذ كانت ثمنا لتحرير الأرض والإنسان والمقدسات
- الملثم
- الملثم
أيها العبد كُن لما لست ترجو
من نجاحٍ أرجى لِما أنت راجِ
إن موسى مضى ليقبِس نارًا
من ضياءٍ رآه والليلُ داجِ
فأتى أهلَه وقد كلّم اللــ
ــهَ وناجاه وهو خير مُناجِ
وكذا الكربُ كلما اشتدّ بالعبـْ
ــدِ دنَت منه راحة الانفراجِ
➖️ لقائلها، وللصاحب بن عباد أبيات قريبة منها
[سراج الملوك]
من نجاحٍ أرجى لِما أنت راجِ
إن موسى مضى ليقبِس نارًا
من ضياءٍ رآه والليلُ داجِ
فأتى أهلَه وقد كلّم اللــ
ــهَ وناجاه وهو خير مُناجِ
وكذا الكربُ كلما اشتدّ بالعبـْ
ــدِ دنَت منه راحة الانفراجِ
➖️ لقائلها، وللصاحب بن عباد أبيات قريبة منها
[سراج الملوك]
” حُسن الخلُق استصغار ما منك، واستِعظام ما إليك “
➖️ العارف أبو محمد عبد الله بن محمد الرازي (تـ 383هـ)
➖️ العارف أبو محمد عبد الله بن محمد الرازي (تـ 383هـ)
” كثيراً ما سمعت شيخنا أبا عبد الله بنَ عتاب –رضي الله عنه– يقول: الفتيا صَنعة، وقد قالها قبله أبو صالح أيوب بن سليمان –رحمه الله–؛ قال: الفتيا دُربة. وحضرتُ الشورى في مجالس الحكّام ما درَيتُ ما أقول في أوّل مجلسٍ شاورني سليمان بن أسود، وأنا أحفظ المدوّنة والمُستخرَجة الحفظَ المُتقَن. ومن تفقّد هذا المعنى من نفسه ممن جعله الله إماماً يُلجأ إليه ويُعوِّل الناسُ في مسائلهم عليه وجَدَ ذلك حقاً وألفاهُ ظاهرا وصدّق ووقف عليه عياناً وعلِمه خُبْراً. والتجربة أصل في كل فن ومعنًى مُفتقَر إليه في كل علم “
➖️ الإمام أبو الأصبغ عيسى بن سهل الجيّاني القرطبي (تـ 486هـ)
➖️ الإمام أبو الأصبغ عيسى بن سهل الجيّاني القرطبي (تـ 486هـ)
” لسنا نَقدِر أن نقول إن فاعل ذلك التصديق بالنتيجة [في التواتر] يحصُل على المقدمات، أو على جهة ما نقول إن المعقولات الأُوَل تحصل عن الحسّ. ومن ظنَّ أن الحال في التواتر كالحال في المقدمات التجريبية، وهي التي يحصُل اليقين بكلّيّتها عند التعمُّد لإحساس جزئياتها، فمُخطئ قطعا. بل التصديق الحاصل عن التواتر من فعل النفس “
➖️ القاضي أبو الوليد بن رشد (تـ 595هـ)
➖️ القاضي أبو الوليد بن رشد (تـ 595هـ)
” هَهُنا قرائن تُضعف الظنّ الواقع بالأخبار حتى يكاد في بعض المواضيع يُقطعُ بكذبها؛ كمن أخبر بقتل ملك البلدة في السوق ثم مرّ أهل السوق ولم يتحدّثوا بذلك. ومن هذا الجنس ردُّ أبي حنيفة رحمه الله أخبارَ الآحاد فيما تعمّ به البلوى من الأحكام، لأنه يرى أنّ حقّ ما تعمّ به البلوى أن يُنقل نقلاً مُستفيضاً، وكذلك ردُّ مالك لكثير من الأحاديث إذا لم يصْحَبها العمل “
➖️ القاضي أبو الوليد بن رشد (تـ 595هـ)
➖️ القاضي أبو الوليد بن رشد (تـ 595هـ)
زيد اولاد زيان
” النّهيُ فُهوَ أصعَب من الأمر، لأن الأمر يأتي على الإيجاب، وعلى التّرغيب، وعلى الأدَب في الشّيء، والنّهي إذا جاء فهو أصعب وأحرى ألّا تكُون فيه هذه الوُجوه إلا أن يأتِيَ موضِع يتبيّن فيه أنّه على غير الإيجاب. • حدثنا علي بن عبد الله، قال: حدثنا سفيان، قال:…
” قال أصحاب الظاهر وبعض أهل الحديث: أوامر رسول الله ﷺ فرض، ونواهيه حرام، جعلوا قوله كالقرآن.
وقال آخرون: نواهيه أشدُّ من أوامره، وفي أوامره فرض وغيرُ فرض، أوامره على ما تلقّاها العلماء، فما حملوا على الفرض فهو فرض، وما حملوا على السنّة أو على النّدب فهو كذلك، ونواهيه حرام.
وهذا مذهب أصحاب مالك، ويؤيد ذلك أن النبي ﷺ قال: «إذا استيقظ أحدكم من نومه فليغسل يده ثلاثا قبل أن يُدخلها في وَضوئه، فإن أحدكم لا يدري أين باتت يده»، وقوله عليه السلام: «من توضأ فليستنثر، ومن استجمر فليوتر»؛ وليس غسل اليدين عند القيام من النوم ولا الاستنثار بفرض عند أكثر العلماء.
ومثل هذا من أوامره عليه السلام كثير ليست فرضًا كقوله: «وإذا قال الإمام سمع الله لمن حمده فقولوا: ربنا ولك الحمد»، وفي حديث آخر: «إذا أمّن الإمام فأمِّنوا» و«إذا سمعتم المؤذن يؤذن فقولوا مثل ما يقول المؤذن»، وكأمره بإغلاق الباب، وإيكاء السقاء، وإكفاء الإناء، وإطفاء المصباح، وكقوله: «أعطوا السائل وإن جاء على فرس»، وكقوله: «إذا انتعل أحدكم فليبدأ باليمين»؛ إنّما هي آداب ورغائب، وأن النبي ﷺ قال: إذا أمرتُكم بأمر –أو قال: بشيء– فأتوا منه ما استطعتُم، وإذا نهَيتُكم عن شيءٍ فانتَهوا عنه کله».
وممّا يؤيّد مذهب مالك رحمه الله أن أوامر النبي ﷺ على ما تلقاها الصحابة –رضي الله عنهم– ما رواه أبو هريرة عن النبي ﷺ: «لا يمنعْ أحدكم جارَه خشبة يغرزها في جداره»، ثم يقول أبو هريرة: مالي أراكم عنها مُعرضين، والله لأرميَنّ بها بين أكتافكم، وأمرُه عليه السلام بغسل الجمعة، ولم يتلقَّ ذلك الصحابةُ على الفرض. “
➖️ الحافظ الفقيه المُشاوَر أبو عبد الله محمد بن فرج مولى ابن الطلاع (تـ 497هـ)
وقال آخرون: نواهيه أشدُّ من أوامره، وفي أوامره فرض وغيرُ فرض، أوامره على ما تلقّاها العلماء، فما حملوا على الفرض فهو فرض، وما حملوا على السنّة أو على النّدب فهو كذلك، ونواهيه حرام.
وهذا مذهب أصحاب مالك، ويؤيد ذلك أن النبي ﷺ قال: «إذا استيقظ أحدكم من نومه فليغسل يده ثلاثا قبل أن يُدخلها في وَضوئه، فإن أحدكم لا يدري أين باتت يده»، وقوله عليه السلام: «من توضأ فليستنثر، ومن استجمر فليوتر»؛ وليس غسل اليدين عند القيام من النوم ولا الاستنثار بفرض عند أكثر العلماء.
ومثل هذا من أوامره عليه السلام كثير ليست فرضًا كقوله: «وإذا قال الإمام سمع الله لمن حمده فقولوا: ربنا ولك الحمد»، وفي حديث آخر: «إذا أمّن الإمام فأمِّنوا» و«إذا سمعتم المؤذن يؤذن فقولوا مثل ما يقول المؤذن»، وكأمره بإغلاق الباب، وإيكاء السقاء، وإكفاء الإناء، وإطفاء المصباح، وكقوله: «أعطوا السائل وإن جاء على فرس»، وكقوله: «إذا انتعل أحدكم فليبدأ باليمين»؛ إنّما هي آداب ورغائب، وأن النبي ﷺ قال: إذا أمرتُكم بأمر –أو قال: بشيء– فأتوا منه ما استطعتُم، وإذا نهَيتُكم عن شيءٍ فانتَهوا عنه کله».
وممّا يؤيّد مذهب مالك رحمه الله أن أوامر النبي ﷺ على ما تلقاها الصحابة –رضي الله عنهم– ما رواه أبو هريرة عن النبي ﷺ: «لا يمنعْ أحدكم جارَه خشبة يغرزها في جداره»، ثم يقول أبو هريرة: مالي أراكم عنها مُعرضين، والله لأرميَنّ بها بين أكتافكم، وأمرُه عليه السلام بغسل الجمعة، ولم يتلقَّ ذلك الصحابةُ على الفرض. “
➖️ الحافظ الفقيه المُشاوَر أبو عبد الله محمد بن فرج مولى ابن الطلاع (تـ 497هـ)
تعلم اللغة في جزء كبير منه هو تمرين للنفس على وقع الكلمات، لذلك إذا سمعنا اللغة التي لا نفهمها أبدا لا نُحسّ إزاءها بشيء، في حين أيضا أن عدم تمكُّننا من لغةٍ –كالعربية مثلا– يجعلنا في حاجة للرجوع إلى القواعد دوما ليكون للكلام وقع ومعنى يرتسم بعمق في النفس، كأن نعيد قراءة الكلام الواحد ونحن نستحضر معاني العموم أو الاستثناء أو التوكيد الموجودة فيه.. فاللغة فِعل في النفس هو حصول المعاني بتمامها.
تعريب العلوم يتطلب –على الأقل– أمرين: الأول بناء معجم عربي للمصطلحات العلميّة، والثاني إشاعة هذا المعجم حتى يكون ثمة سنَد عُرفيّ للتخاطُب به.
ألا يكون هذان الشرطان متوافران، ولا يكون هناك وعي بهما، ولا جهود كثيرة للاشتغال عليهما، ثم يكون ثمة نقد كثير جزئي لبعض الاصطلاحات التي نجحت في أن تدخل حيّز التداول العرفي؛ يكاد يكون النقد ها هُنا له مفعول الهدم.
ألا يكون هذان الشرطان متوافران، ولا يكون هناك وعي بهما، ولا جهود كثيرة للاشتغال عليهما، ثم يكون ثمة نقد كثير جزئي لبعض الاصطلاحات التي نجحت في أن تدخل حيّز التداول العرفي؛ يكاد يكون النقد ها هُنا له مفعول الهدم.
زيد اولاد زيان
تعريب العلوم يتطلب –على الأقل– أمرين: الأول بناء معجم عربي للمصطلحات العلميّة، والثاني إشاعة هذا المعجم حتى يكون ثمة سنَد عُرفيّ للتخاطُب به. ألا يكون هذان الشرطان متوافران، ولا يكون هناك وعي بهما، ولا جهود كثيرة للاشتغال عليهما، ثم يكون ثمة نقد كثير جزئي…
يبدو أن السياق مرتبط:
التعريب هو أيضا له غاية الانخراط في النقاش الفكري العالمي المعاصر، بما يعنيه من الترجمة والتفاعل مع النصوص التأسيسية الغربية في الفلسفة والعلوم.
من هذا المنطلق، كان د. عبد السلام شدادي –المؤرخ المترجم المتخصص في ابن خلدون–، قد اشتغل على الترجمات اليابانية لِـروسو، فلاحظ أمرا له دلالة: الترجمات اليابانية لأعمال روسو تربو على الأربعين، في مقابل أربع ترجمات في العربية!
التعريب هو أيضا له غاية الانخراط في النقاش الفكري العالمي المعاصر، بما يعنيه من الترجمة والتفاعل مع النصوص التأسيسية الغربية في الفلسفة والعلوم.
من هذا المنطلق، كان د. عبد السلام شدادي –المؤرخ المترجم المتخصص في ابن خلدون–، قد اشتغل على الترجمات اليابانية لِـروسو، فلاحظ أمرا له دلالة: الترجمات اليابانية لأعمال روسو تربو على الأربعين، في مقابل أربع ترجمات في العربية!
Forwarded from إبراهيم المنوفي
مما استحسنه هارون الرشيد من حِكَم علي بن عبيدة الريحاني، قوله: «الطمأنينة بذلة المتحابين».
أي أن أسمى ما يبذله المتحابون لبعضهم هو الطمأنينة، وأنفس ما تجود به نفس المحب على حبيبه أن يؤمِّنه جانبه، فلا يخشى منه سوءا.
ومنه قول المتنبي:
[كَفَتكَ المُروءةُ ما تَتَّقي •• وَآمَنَكَ الوُدُّ ما تَحذَرُ].
أي أن أسمى ما يبذله المتحابون لبعضهم هو الطمأنينة، وأنفس ما تجود به نفس المحب على حبيبه أن يؤمِّنه جانبه، فلا يخشى منه سوءا.
ومنه قول المتنبي:
[كَفَتكَ المُروءةُ ما تَتَّقي •• وَآمَنَكَ الوُدُّ ما تَحذَرُ].