Telegram Web Link
https://www.instagram.com/reel/DEiEnZFCqcM/?igsh=aXc1ZDNqYXJhdGMz

لماذا لا نتذكر 2015 ^_^ حديث عن التضاعف الوجودي
لا شك في أن الأسود لون الحداد في ثقافتنا. إذ ينظر إليه بوصفه غياباً للنور، وانطفاء للحياة، وعدم نقاء أصلي. وخلف التوابيت المغطاة بالأقمشة السوداء، تمشي بهوادة حشود المعزين المتشحة بالسواد، الذين يُفترض أن ليس في أذهانهم سوى الخواطر السوداء، وتأملات حول قصر حياة أحبابهم وموتهم الحتمي.

وعلى المقلب الآخر، فإننا على علم أيضاً بأن هذا السواد غالباً ما يحمل مزاحاً يجلب معه مسحة من الخلاص. وما علينا في هذا السياق إلا أن ننظر إلى القصص المضحكة التي تُروى عن الجنازات المشؤومة، والمآدب التي تليها، والثرثرة الغبية التي تساعد على تمضية الوقت المرهق في الجنازة. إذ يقوم كل ذلك بلا شك مقام التعويذة أو الحماية من ويلات الأسود-الأسود الذي يلون كينونتنا الفانية.
…..

الأسود - فلسفة اللالون
ألان باديو
ت: جلال بدلة

-منقول من حساب الناقد محمد العباس
الريحُ طرقت، كأنها رجلٌ متعب
ببطءٍ، وقفتْ عند نافذتي،
نظرتْ إليّ بعينٍ رمادية،
ثم جلستْ على كرسيّي.

لم تقل شيئًا…
فقط نظرت إلى الزهر،
وقطفتَ زهرةً صفراء،
ووضعَتها فوق صدري.

ثم نهضتْ، ومضتْ مبتعدة،
لا وداع، ولا وعد بالعودة…
كانت كضيفٍ جاء بلا موعد،
وغادر بلا صوت.


اميلي ديكنسون
يا للخطأ
حين يبدو طوق نجاة
من الصدق


لقد أكل الصادقون حياتي.



| علي إبراهيم الياسري
لماذا أنتِ فقط؟
على الرب أن يكون عادلاً
ويمنحُ قدرةَ السيرِ لكل الزهور!



| أكرم الأمير
الأغنية التي جئت الحياة لكي أغنيها
لم تُغَنَّ بعد.


لقد قضيت كلّ أيامي في شد أوتار آلتي وفكها.


|طاغور
المثقف محمود عبد الوهاب

في سبعينات القرن العشرين حضرتُ ندوة للقاص الراحل محمود عبد الوهاب في ما كان يسمى بـ "دور الثقافة الجماهيرية" في البصرة. أظن عنوان الندوة كان "مقدمة في تعريف الثقافة والمثقف"، أو شيئاً قريباً من هذا. وبعد استهلال سريع تطرق فيه المحاضر الى المعنى اللغوي لكلمة "مثقف" ("مُثَقَّف" أي "مُعَدَّل" أو "مُقَوَّم"، ومنه تسمية الرمح بـ "المُثَقَّف"، إلخ)— أقول بعد هذا الإستهلال السريع ركَّز الراحل على أهمية التفريق بين المثقف و"العارف"، واشترط أن يكون المثقف ذا موقف تقدمي من الحياة والعالم، وأن تكون الثقافة مرتبطة بالتغيير. هذا كان فحوى كلامه، لا نصّه طبعاً. وقد ذكَّرني ذلك في حينه بمقولة شهيرة لماركس، في "أطروحات حول فيورباخ"، يقول فيها: "إن الفلاسفة لم يفعلوا شيئاً سوى أنهم فسّروا العالم بطرقٍ مختلفة، بينما المهم هو تغييره."

تلك الندوة وحدها كانت كافية لتخليد محمود عبد الوهاب في ذاكرتي. فأنا لم أتتلمذ عليه بصورة مباشرة، ولم أقرأ كتبه—حين غادرتُ العراق لم يكن قد أصدر كتباً. لم أقرأ سوى قصته المسمّاة "القطار الصاعد الى بغداد". قرأتها في السبعينات وأعجبت بها. ولكنني لا أستطيع أن أثق بانطباعٍ كوّنْتُه قبل أكثر من أربعين سنة. لذا لا أستطيع الإدعاء أن محمود عبد الوهاب كان معلمي. فقد كان الراحل مثقفاً ذائع الصيت (في البصرة على الأقل). وكنت أراه في أوقات متباعدة. وقد دخل علينا ذات مرة درس اللغة العربية في إعدادية الكفاح بالعشار. دخل فجأة بوصفه مفتشاً في التربية، وجلس في آخر الصف صامتاً. وقبل مغادرته سأل الصف سؤالاً أو سؤالين وصحح معلومةً معينة ثم خرج.

كان محمود عبد الوهاب يحكّم المسابقات الأدبية الطلابية التي كانت تقيمها مديرية التربية سنوياً حينذاك، وكنت أشارك فيها. وكان معه الشاعر محمود البريكان، الذي كان يجلس صامتاً صمتاً لا يعكّره شيء.

في أيار 2011، في زيارتي الأولى للبصرة بعد عشرين سنة من مغادرتي العراق، التقيت بمحمود عبد الوهاب على ظهر عوامة في شط العرب، في مهرجان المربد. وقد بدا لي للوهلة الأولى أنني أرى شخصاً آخر، فكأن الشيخوخة قد انقضّت عليه فجأة واحتلت جسمه كله. لكنها عجزت عن احتلال عينيه. كانتا نفس العينين النافذتين اللتين كنت سأعرفه بهما حتى لو أخفقت في تمييز ملامحه الأخرى جميعاً. بلى، كانتا نفس العينين اللتين تقولان لك ببساطة: "لا يمكنك أن تخفي شيئاً عني". وأدهشني أنه لم يَحْتَجْ الى وسيط ليتعرف عليّ.

في اليوم التالي، أو الذي يليه، جمعتنا الصدفة (أهي الصدفة وحدها؟) في مكتب الصديق الشاعر علي أبو عراق. وتحدثنا ساعة. ذكّرته بأيام المسابقات الأدبية لمديرية التربية. سألته: "لِمَ كنتم تُكثرون علينا الأسئلة بعد قراءتنا لقصائدنا؟" قال ما معناه: "لكي نمّيز بين المنتحِل والأصيل".

لم أطّلع على كتب محمود عبد الوهاب بعد. لم أدخل معه في نقاش فكري. لا أعرف ماذا يعرف. لا يعرف ماذا أعرف. لكنني أذكره كلما وقفت مشدوهاً منبهراً أمام "مثقف" يتحدث بطلاقة عن هابرماس وغدامر وفوكو ودريدا ولاكان وفرويد ورولان بارت وكأنهم أصدقاؤه الشخصيون، بينما تجده في أفضل أحواله يسلك سلوك الفرد العادي، غير المثقف، غير العارف، غير المتعلم، غير المبالي. أما في أسوأ أحواله فلا يبدو "المثقف" أكثر من خازنٍ للمعارف، مكدِّسٍ للمهارات، ثم موظِّفٍ لها في خدمة من يدفع أكثر.

سلاماً محمود عبد الوهاب! تلك الكلمات القليلة التي سمعتها منك في سبعينات القرن الماضي كافية لإبقائك حيّاً في ذاكرتي.

| حيدر الكعبي
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
يجيئون ويذهبون

دون أن يعرفوا

أنهم تركوا المحبةَ وحيدةً في الطريق.





| زيزي شوشة
أحيانا يكون التخلي عن الذات هو الطريقة الوحيدة لكي لا يموت المرء، أو لكي ينجو مما هو أشد سوءا من الموت. لا يعود الأمر يتعلق بالانزلاق على غرار "الأنا آخر". وإنما على غرار "أنا موجود في مكان آخر، إلا أن ذلك لا يهمني". إنها محاولة للاستمرار في العيش بالتخلص من مجهود العيش، وهي تعبر عن مسافة، وعياء، وليس عن رغبة في الموت. إنه الخروج عن الذات من أجل التقاط الأنفاس، ألا يكون هنا، ولكن مع الاحتفاظ بالعودة إن أمكن.


اختفاء الذات عن نفسها |
دافيد لوبروتون
ت: زكية البدور
صورة .. ومقطعان ( من أرشيف البدايات )
الصورة لي وأنا أقرأ قصيدتي " في الطريق الى الآخرين " في قاعة عتبة بن غزوان ( التربية سابقاً ) في العشّار بالبصرة عام 1971
والمقطعان من القصيدة ذاتها دون أيّ تعديل تقتضيه الضرورة :

.
" إمتدّتِ الأسوارُ من حولي ،
وكانت في دمي تحتشد الطيورْ
حاولتُ أنْ أعبرَ هذا السورْ
لم أستطعْ ،
تخشّبتْ أصابعي ،
وامتدّ ظِلُّ السورْ ،
سرتُ ،
وكانتْ في دمي تحترقُ العصورْ . "
.
***

" علّمتموني وقفةَ الطائعِ والمُطاع ،
صرختُ في وجوهكم ،
هربتُ من وجوهكم ،
وعندما توحّدتْ أنيابكم في جسدي
وانتصبَ الميزانْ
جنايةً وشاهداً
عرفتُ أنّي بينكم إنسان . "

.
علي نويّر
لو أنك أصبحتِ زوجتي
لما كنتُ بهذا الحزن الكثيف
وما كنتُ سأكتب كل هذا الشعر عنك ...
لم أكن لأعشقَ مرة أخرى
أو أفكر بالحبِ على أنه
سلوك .....
صدقي ذلك
لا يناسبني أن أكونَ راضيًا
أن يكون كل شيء بخير
لأننا نخاف !!
أحبكِ وأنتِ تشبهينَ
نجمةً
أراك بالمصادفة
و أنسى أين وقفتُ سابقا
عندما أود رؤيتك من جديد
هكذا يليق بي أن أظل
محترقًا
العناقاتُ والقبلُ المكررة
لا تنفعُ رجلًا يدقُ
قلبُهُ أضعاف حاجته
السعادةُ في الفخاخ يا حبيبتي
السعادة التي لا توصف
عندما لا نخطط لشيء
يحدث فقط !!!
ألم أخبرك أني أمقتُ
الذين يعاملون الانسان كآلة
أمقتُ السعادة عبر كتب
التنمية ومواعظ الفلاسفة
أحبُ الأفلام التي تتحدثُ
عن كلبٍ يموت
وصاحبه يشعر بالفقد !!
هذه المشاعرُ التي تصورُ
الرفقةَ على أنها
أرقى علاقة بين الكائنات .....
ألم أخبركِ أننا أجمل
في الصور
لقد كان ثمنًا باهظًا
الاحتراق على مهل ....
أنتِ تنجبينَ الأطفال
وأنا أصبحتُ
شاعرًا .

| مهند الخيكاني
إن كلمات رجل ميت
يتم تحويرها
في أحشاء الأحياء

(أودن)
2025/07/06 16:34:05
Back to Top
HTML Embed Code: