أكتبُ لكن لا شيء عندي لأقوله
ليس عندي ما أقول سوى هذا اللاشيء
لكنني
أكتبهُ بإصرار.
|جوزيه أكلان|
ليس عندي ما أقول سوى هذا اللاشيء
لكنني
أكتبهُ بإصرار.
|جوزيه أكلان|
علاقتي بهذه الرواية لا تنتهي، أثناء قراءتي الثانية لها شعرتُ بمتعة مضاعفة؛ لا أدري كيف يكتب محمود عبدالوهاب هذا الصدق الحياتي كله دون أن يجرح لغته السردية.
في هذا المشهد، يتحدث الساردُ عن صورة فوتوغرافية _وجدها داخل كتاب قديم _لأخٍ له كان قد مات (بعد أن فقد البصر) :
• كما لو أن سهما انطلق من الصورة واخترقني، كانت عينا أخي هي النقطة البراقة التي وخزتني، إنه يطل من الصورة كما لو كان يريد أن يخرج منها، نظراته تقيدني. لماذا لايرفع عينيه عني..؟
لستُ أنا الرائي للصورة بل أنا الذات المرئية. تسمّرت في مكاني خشية أن يناديني إذا ما ابتعدت، تلك كانت إحدى عاداته.
لا تعرض الصورة ما هو موجود فيها دائما، قد تعرض ما هو خارجٌ عنها، لا تكتفي الصورة بسرد ما هو مرئي فيها، إنها تستعيد الغائب: أبي وأمي وأخوتي وأخواتي.
• كان بريق عيني أخي يزداد تألقاً كلما تأملته مدة أطول، كما لو أن عينيه اللتين فقدتا البصر بسبب الارتفاع المفاجئ لضغط الدم كانتا تحاولان أن تمسكا بأكبر قدر من المشاهد والصور والمرئيات قبل أن تقع محنته.
حدث ذلك في صباح أحد الأيام، بعد سنين من تاريخ الصورة. فجأة وهو يصب الماء على وجهه من حنفية المغسلة تحت السلّم ناداني مرتبكا:
-تعال..؟
تقدمتُ إليه..
كانت يداه تتلمسان سطح المغسلة البارد، وتتعثران بالحنفية والجدار والصابونة.
_قلتُ لك تعال
_أنا وراءك
بامتعاض قال:
_ مازلتَ عنيدا..
تهدّج صوته واتكأ بمرفقيه على حافتي المغسلة ضاغطا بكفّيه على جانبي وجهه في صمت، كنتُ خلال ذلك أسمع الصوت وهو يتسرب من شقوق الباب.
_ المسني حتى أراك.
اقتربت منه ، وضعتُ كفي على كتفه. شعرتُ بحرارة تشتعل في قماشة بجامته.
سألته:
_ ماذا بك..؟ ماذا ترى..؟
_كيف تريدني أن أصفَ لكَ أشياء لا أراها..؟
_كيف..؟
_ إنك لا تصدق. أين ذهبت تلك الألوان من عيني..؟
لا أدري كيف استسلمتُ لمصيره من دون ضجة. تناولتُ ذراعه وسرنا معاً، أنا أمامه، وهو منقادٌ إليّ بانكسار متخذاً في مشيتهِ هيئةَ مَنْ ألفَ عماه من سنين.
تاريخ المنشور: ٧/ أيلول/ ٢٠٢٠
في هذا المشهد، يتحدث الساردُ عن صورة فوتوغرافية _وجدها داخل كتاب قديم _لأخٍ له كان قد مات (بعد أن فقد البصر) :
• كما لو أن سهما انطلق من الصورة واخترقني، كانت عينا أخي هي النقطة البراقة التي وخزتني، إنه يطل من الصورة كما لو كان يريد أن يخرج منها، نظراته تقيدني. لماذا لايرفع عينيه عني..؟
لستُ أنا الرائي للصورة بل أنا الذات المرئية. تسمّرت في مكاني خشية أن يناديني إذا ما ابتعدت، تلك كانت إحدى عاداته.
لا تعرض الصورة ما هو موجود فيها دائما، قد تعرض ما هو خارجٌ عنها، لا تكتفي الصورة بسرد ما هو مرئي فيها، إنها تستعيد الغائب: أبي وأمي وأخوتي وأخواتي.
• كان بريق عيني أخي يزداد تألقاً كلما تأملته مدة أطول، كما لو أن عينيه اللتين فقدتا البصر بسبب الارتفاع المفاجئ لضغط الدم كانتا تحاولان أن تمسكا بأكبر قدر من المشاهد والصور والمرئيات قبل أن تقع محنته.
حدث ذلك في صباح أحد الأيام، بعد سنين من تاريخ الصورة. فجأة وهو يصب الماء على وجهه من حنفية المغسلة تحت السلّم ناداني مرتبكا:
-تعال..؟
تقدمتُ إليه..
كانت يداه تتلمسان سطح المغسلة البارد، وتتعثران بالحنفية والجدار والصابونة.
_
_
بامتعاض قال:
_ مازلتَ عنيدا..
تهدّج صوته واتكأ بمرفقيه على حافتي المغسلة ضاغطا بكفّيه على جانبي وجهه في صمت، كنتُ خلال ذلك أسمع الصوت وهو يتسرب من شقوق الباب.
_ المسني حتى أراك.
اقتربت منه ، وضعتُ كفي على كتفه. شعرتُ بحرارة تشتعل في قماشة بجامته.
سألته:
_ ماذا بك..؟ ماذا ترى..؟
_كيف تريدني أن أصفَ لكَ أشياء لا أراها..؟
_كيف..؟
_ إنك لا تصدق. أين ذهبت تلك الألوان من عيني..؟
لا أدري كيف استسلمتُ لمصيره من دون ضجة. تناولتُ ذراعه وسرنا معاً، أنا أمامه، وهو منقادٌ إليّ بانكسار متخذاً في مشيتهِ هيئةَ مَنْ ألفَ عماه من سنين.
تاريخ المنشور: ٧/ أيلول/ ٢٠٢٠
(أصفار كثيرة)
يقف المدرس صامتا
قبالة فصل من الصغار
مغلقي الشفاه الشاحبين
خلف السبورة
في سوادة السماء
على بعد سنوات ضوئية
من الأرض.
هو الصمتُ الذي يهيم به المدرس،
ومذاق الخلود الذي فيه.
النجوم كأنها آثار أسنان على
أقلام الصغار الخشبية.
يقول في سعادة، أنصتوا إليه.
|تشارلز سيميك|
يقف المدرس صامتا
قبالة فصل من الصغار
مغلقي الشفاه الشاحبين
خلف السبورة
في سوادة السماء
على بعد سنوات ضوئية
من الأرض.
هو الصمتُ الذي يهيم به المدرس،
ومذاق الخلود الذي فيه.
النجوم كأنها آثار أسنان على
أقلام الصغار الخشبية.
يقول في سعادة، أنصتوا إليه.
|تشارلز سيميك|
اليوم ذهبت إلى الطبيبة ـ
الطبيبة قالت إنني أحتضر
ليس بهذه الصيغة،
ولكن حينما قلتها أنا
لم تنفها هي
سكوتها يقول ما هذا الذي جنيته على جسمك
نحن منحناك إياه،
وانتظرنا نرى ماذا ستفعل فيه،
وكيف ستؤذيه
تقول أنا لا أقصد السجائر وحدها
ولكن نظامك السيئ في الأكل والشرب.
هي شابة، جسمها مختف في المعطف الأبيض.
شعرها مصفف إلى الخلف، في تلك الجدائل الأنثوية
تكبحها شريطة داكنة.
ليست مرتاحة هنا، خلف مكتبها
ومن فوق رأسها شهادتها
تقرأ أعمدة من الأرقام المصفوفة
كي تشد انتباهها.
ظهرها أيضا منتصب، خال من أي شعور.
لم يعلمني أحد كيف أعتني بجسمي.
يحدث أن تكبر وأنت تشاهد أمك وجدتك.
وما أن تخلص منهما، حتى تتولاك زوجتك، لكنها عصبية،
لا تغالي كثيرا.
وهكذا فإن جسمي هذا
الذي تلومني عليه الطبيبة ـ كان دائما في عهدة النساء
وأقول لكم، لقد تغاضين عن كثير.
تنظر الطبيبة لي ـ
بيننا كومة من الكتب والملفات.
وباستثنائنا، العيادة خاوية.
يوجد هنا باب سحري، وخلف ذلك الباب،
يوجد بلد الموتى. والأحياء يدفعونك عبره
يريدون أن تذهب أنت أولا، قبلهم.
والطبيبة تعرف هذا. عندها كتبها،
وعندي سجائري.
وأخيرا
تكتب شيئا على قصاصة من ورق.
تقول إن هذا سيحسِّن ضغط دمك.
وأضعها في جيبي، علامة على الذهاب.
وما أن أخرج، أمزقها، كأنها تذكرة إلى العالم الآخر.
كان جنونا منها أن تأتي إلى هنا
في مكان لا تعرف فيه أحدا.
هي وحيدة، لا ترتدي خاتم زواج.
تعود وحدها إلى البيت خارج القرية.
عندها زجاجة من النبيذ كل يوم،
وعشاؤها ليس عشاء.
وتخلع معطفعها الأبيض،
بين المعطف وجسمها
طبقة خفيفة من القطن لا أكثر.
وعند لحظة معينة، تخلعها هي الأخرى.
تولد، فيعقد جسمك معاهدة مع الموت،
ومنذ تلك اللحظة، كل ما يحاوله هو الخداع
تذهب وحيدا إلى فراشك. فقد تنام، وقد تبقى يقظان.
ولكنك لوقت طويل تظل تسمع كل صوت.
إن هي إلا ليلة كأي ليلة صيف،
حيث العتمة لا تحل.
|لويز غليك|
الطبيبة قالت إنني أحتضر
ليس بهذه الصيغة،
ولكن حينما قلتها أنا
لم تنفها هي
سكوتها يقول ما هذا الذي جنيته على جسمك
نحن منحناك إياه،
وانتظرنا نرى ماذا ستفعل فيه،
وكيف ستؤذيه
تقول أنا لا أقصد السجائر وحدها
ولكن نظامك السيئ في الأكل والشرب.
هي شابة، جسمها مختف في المعطف الأبيض.
شعرها مصفف إلى الخلف، في تلك الجدائل الأنثوية
تكبحها شريطة داكنة.
ليست مرتاحة هنا، خلف مكتبها
ومن فوق رأسها شهادتها
تقرأ أعمدة من الأرقام المصفوفة
كي تشد انتباهها.
ظهرها أيضا منتصب، خال من أي شعور.
لم يعلمني أحد كيف أعتني بجسمي.
يحدث أن تكبر وأنت تشاهد أمك وجدتك.
وما أن تخلص منهما، حتى تتولاك زوجتك، لكنها عصبية،
لا تغالي كثيرا.
وهكذا فإن جسمي هذا
الذي تلومني عليه الطبيبة ـ كان دائما في عهدة النساء
وأقول لكم، لقد تغاضين عن كثير.
تنظر الطبيبة لي ـ
بيننا كومة من الكتب والملفات.
وباستثنائنا، العيادة خاوية.
يوجد هنا باب سحري، وخلف ذلك الباب،
يوجد بلد الموتى. والأحياء يدفعونك عبره
يريدون أن تذهب أنت أولا، قبلهم.
والطبيبة تعرف هذا. عندها كتبها،
وعندي سجائري.
وأخيرا
تكتب شيئا على قصاصة من ورق.
تقول إن هذا سيحسِّن ضغط دمك.
وأضعها في جيبي، علامة على الذهاب.
وما أن أخرج، أمزقها، كأنها تذكرة إلى العالم الآخر.
كان جنونا منها أن تأتي إلى هنا
في مكان لا تعرف فيه أحدا.
هي وحيدة، لا ترتدي خاتم زواج.
تعود وحدها إلى البيت خارج القرية.
عندها زجاجة من النبيذ كل يوم،
وعشاؤها ليس عشاء.
وتخلع معطفعها الأبيض،
بين المعطف وجسمها
طبقة خفيفة من القطن لا أكثر.
وعند لحظة معينة، تخلعها هي الأخرى.
تولد، فيعقد جسمك معاهدة مع الموت،
ومنذ تلك اللحظة، كل ما يحاوله هو الخداع
تذهب وحيدا إلى فراشك. فقد تنام، وقد تبقى يقظان.
ولكنك لوقت طويل تظل تسمع كل صوت.
إن هي إلا ليلة كأي ليلة صيف،
حيث العتمة لا تحل.
|لويز غليك|
إنني رأيتك تمسدين بيد مرتجفة خوذة دون رأس
فأحسست أن تاريخي يرتجف.
|خضر حسن خلف|
فأحسست أن تاريخي يرتجف.
|خضر حسن خلف|
لا تتعمد العمى
لأن صوتكَ عينٌ
ولأن يدي
كصوتك أيضا
لكَ أنا في كل ظلمة..
نادني: الآنسة عين
من فضلك
فتاريخي قصير
فقدت عيني
مذ ولدت..
لكنني أخذتكَ
من وحدتكَ
إلى بقايا العالم المنظور.
|عمار إبراهيم|
لأن صوتكَ عينٌ
ولأن يدي
كصوتك أيضا
لكَ أنا في كل ظلمة..
نادني: الآنسة عين
من فضلك
فتاريخي قصير
فقدت عيني
مذ ولدت..
لكنني أخذتكَ
من وحدتكَ
إلى بقايا العالم المنظور.
|عمار إبراهيم|
أمضي دائما ولا أصل
أدور في نفسِ الفراغ و العتمةِ
تماما كما لو أنّني خارطةٌ مُمزّقة.
|إبراهيم مبارك|
أدور في نفسِ الفراغ و العتمةِ
تماما كما لو أنّني خارطةٌ مُمزّقة.
|إبراهيم مبارك|
تراودك دائماً
بقاياك التي لا تشيخ
لحظة تغفو في أرقٍ مشاكس
تلك الرغباتُ التي تتراكم مثل أخطاء بريئة
بانتظار توبةٍ ليست أخيرة..
|عبد الأمير محسن|
بقاياك التي لا تشيخ
لحظة تغفو في أرقٍ مشاكس
تلك الرغباتُ التي تتراكم مثل أخطاء بريئة
بانتظار توبةٍ ليست أخيرة..
|عبد الأمير محسن|
لأنهم دائماً على سفر
لا يحملون
سوى
أوقات
ضائعة
في
حقائب مكتظة.
|عبد الأمير محسن|
لا يحملون
سوى
أوقات
ضائعة
في
حقائب مكتظة.
|عبد الأمير محسن|
يعرفون أن ذكرياتنا التي لا تنحني للتجاعيد
تتعطرُ لمواعيدهِم المؤجلة..
.
.
يعرفون أيضاً
أن ساعاتهم القديمة
لا تهمس ما يكفي للوقت
ليلسعَ مرةً أخرى
تقاويمنا الصامتة.
.
.
ولأنهم
خلاصةٌ لا تنتهي
مِن أجوبةٍ خاطئة
لا أوراقَ لهم في مسودة السماء
لا أسماءَ لهم
حتى في أوراقنا البيضاء
|عبد الأمير محسن|
تتعطرُ لمواعيدهِم المؤجلة..
.
.
يعرفون أيضاً
أن ساعاتهم القديمة
لا تهمس ما يكفي للوقت
ليلسعَ مرةً أخرى
تقاويمنا الصامتة.
.
.
ولأنهم
خلاصةٌ لا تنتهي
مِن أجوبةٍ خاطئة
لا أوراقَ لهم في مسودة السماء
لا أسماءَ لهم
حتى في أوراقنا البيضاء
|عبد الأمير محسن|
عندما تكتشف أن كاتباً استثنائيا.. بقيمة موراكامي.. يأكل فكرة بشكل "لا إرادي ربّما" كان قد نظّر لها عالم الاجتماع البولندي باومان..
تدرك حينها، أن التناص، قد يكون دليلا على حقيقة الفكرة ومكانتها..
فقد قِيل في النقد على سبيل المثال: إنّ أعظم الشعر ما تناص.
لكن هل هذا الجملة الطويلة التي كتبها موراكامي تعد تناصاً أم تعكزاً؟ هذا ما ستعرفه حين تقرأ "كافكا على الشاطئ"..
تدرك حينها، أن التناص، قد يكون دليلا على حقيقة الفكرة ومكانتها..
فقد قِيل في النقد على سبيل المثال: إنّ أعظم الشعر ما تناص.
لكن هل هذا الجملة الطويلة التي كتبها موراكامي تعد تناصاً أم تعكزاً؟ هذا ما ستعرفه حين تقرأ "كافكا على الشاطئ"..
(كامرأة نصف ناضجة)
•
•
عند كل صباح ينتابني قلق الأحذية التي عبرت هنا
أكياس القمامة المركونة
تبدو ضجرة وغير مستعدة للخروج من حالة اليأس
الرصيف الممتد على طول الطريق
لاينوي التدخل فيما لايعنيه
كأن يبصق في وجه بائع الأسلحة
الكلب الذي يقضي حاجته في الحديقة
لايهتم بنظرات الأطفال
المشهد اليومي الذي أراه
لايعطيني فرصة للتفكير
بتلميع حذائي
أو شراء غيره
ولا يمكنني أيضا
من دراسة مستقبل المدينة
وحواريها المتسخة بالطفولة
ثم كيف لي أن أثق بسائق (الباص)
وهناك كراسي عديمة الأخلاق
تتحرش بمؤخرات الركاب
............
لقد كبرت دون قصد
صرت أشبهك كثيرا
حتى وأنا مستلقية على السرير
أبقى منطفئة
كما أنت أغلب الأوقات
جسدي هو الآخر
يعرف مامعنى الوحدة
........
لهذا سوف أفكر بإنجاب طفل وسيم
خارج هذا المشهد
وأعلمه أنا
لن أتركه يلعب في الأماكن المعتمة
ويعود بذاكرة متسخة
.....
آه لقد نسيت أنني لم أتزوج بعد
وأن حبيبي الذي كان في بالي
مات داخل هذا النص
مات مسموما بشراب محلي الصنع
سوف أعيد التفكير
وأرسم حبيبي على الورق
ربما نلتقي في مدينة أخرى
ونتزوج
حينها فقط
سأهتم بنظافة الشارع
وأحكي لأمي
عن أهمية النهوض باكرا
كامرأة نصف ناضجة!
•
•
•
بدرية محمد الناصر |اليمن
•
•
عند كل صباح ينتابني قلق الأحذية التي عبرت هنا
أكياس القمامة المركونة
تبدو ضجرة وغير مستعدة للخروج من حالة اليأس
الرصيف الممتد على طول الطريق
لاينوي التدخل فيما لايعنيه
كأن يبصق في وجه بائع الأسلحة
الكلب الذي يقضي حاجته في الحديقة
لايهتم بنظرات الأطفال
المشهد اليومي الذي أراه
لايعطيني فرصة للتفكير
بتلميع حذائي
أو شراء غيره
ولا يمكنني أيضا
من دراسة مستقبل المدينة
وحواريها المتسخة بالطفولة
ثم كيف لي أن أثق بسائق (الباص)
وهناك كراسي عديمة الأخلاق
تتحرش بمؤخرات الركاب
............
لقد كبرت دون قصد
صرت أشبهك كثيرا
حتى وأنا مستلقية على السرير
أبقى منطفئة
كما أنت أغلب الأوقات
جسدي هو الآخر
يعرف مامعنى الوحدة
........
لهذا سوف أفكر بإنجاب طفل وسيم
خارج هذا المشهد
وأعلمه أنا
لن أتركه يلعب في الأماكن المعتمة
ويعود بذاكرة متسخة
.....
آه لقد نسيت أنني لم أتزوج بعد
وأن حبيبي الذي كان في بالي
مات داخل هذا النص
مات مسموما بشراب محلي الصنع
سوف أعيد التفكير
وأرسم حبيبي على الورق
ربما نلتقي في مدينة أخرى
ونتزوج
حينها فقط
سأهتم بنظافة الشارع
وأحكي لأمي
عن أهمية النهوض باكرا
كامرأة نصف ناضجة!
•
•
•
بدرية محمد الناصر |اليمن
لا تخشي شحوبي
فما زلت أميز مكاني من الطيف
ولم تنفرط بعد حبات ذاكرتي
تمرين أم حاضنة خشوعي
وتشكين تاريخ خشوعي
وسوى أصابعك الرقيقة
لن تفلح العقاقير
سأشيع وحدتي
ولنتمحور معا تأملاً وضوءاً
كيف لا تمهد الروح لعزلتها تحت الجلد
كيف لا تصغي لحيرتها خلف سطوة الوقت
وأنا محض حلم متعثر
سأبدأ من فوضى القصائد
في الطرق الموحلة وأنتِ معي
ولا أثر للضجيج سوى كلماتي/وغنجك المثير
نستشعر حشد القلق الخفي
في كل الأشياء
•
•
•
|خضر حسن خلف|
فما زلت أميز مكاني من الطيف
ولم تنفرط بعد حبات ذاكرتي
تمرين أم حاضنة خشوعي
وتشكين تاريخ خشوعي
وسوى أصابعك الرقيقة
لن تفلح العقاقير
سأشيع وحدتي
ولنتمحور معا تأملاً وضوءاً
كيف لا تمهد الروح لعزلتها تحت الجلد
كيف لا تصغي لحيرتها خلف سطوة الوقت
وأنا محض حلم متعثر
سأبدأ من فوضى القصائد
في الطرق الموحلة وأنتِ معي
ولا أثر للضجيج سوى كلماتي/وغنجك المثير
نستشعر حشد القلق الخفي
في كل الأشياء
•
•
•
|خضر حسن خلف|