Telegram Web Link
📝

تنظيم قاعدة الجهاد في بلاد المغرب الإسلامي
بيانٌ بعنوان:
(وارتاعت يهود لقرب الوعود)

صـ [2/2]


=وإلى أسود الإسلام في الضفة الغربية عرين الإيمان، اعلموا يا أهلنا وأحبابنا أن الله سائلكم عن هذه اللحظة المصيرية في عمر القضية الفلسطينية؛ قضيتنا وقضيتكم وقضية كل المسلمين، فسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والأرض، وأشعلوا الضفة الغربية نارا تحت أقدام يهود، باغتوهم من كل بيت وحارة وشارع، ولا تجعلوهم يستفردون بإخواننا وإخوانكم في قطاع غزة، الذين تكاد زحوف صناديدهم تصلكم وهي تنطلق في أراضينا المحتلة تقتلع أرواح اليهود الكفرة اقتلاعا، فهبوا لملاقاتهم وقاتلوا يهود ومن يحمي يهود، لا تترددوا في أن تجتثوا من طريقكم كل من يريد لضفة العياش أن تخمد تحت مسمى "التنسيق الأمني"، فإنها والله الخيانة بلا رتوش، وما عاد الوقت يسمح بالتريث، فأسمعوا العالم كله صوت زئيركم من قلب عرينكم يا أسُود.

وإلى أمتنا الغالية أمة الإسلام، هاهم أبناؤكم على أرض الرباط قد نفضوا عنهم وعنكم غبارا من الذل لازمنا عقودا طويلة، وشرّفهم الله أن كان لهم قصب السبق إلى ذلك، بعد أن استنسر البغاث واستأسد أحفاد القرود يهود في أكناف بيت المقدس، تحميهم جيوش الاحتلال العلماني لدول المسلمين، وتحيط دويلةَ يهودٍ المسخ بأسوار الحماية؛ تحرسهم من غضبة أمة الإسلام، فاعرفوا أيها المسلمون عدوكم، وهبوا لنصرة إخوانكم المسلمين في فلسطين، وكونوا معهم أمواجا لطوفانِ هادر يقتلع الأذى من بيت المقدس وأكنافها؛ يهود ومن ولَاهم من بني جلدتنا، فإن بيتهم أوهن من بيت العنكبوت، وما بيننا وبين تحرير بيت المقدس إلا هدم حدود "سايكس وبيكو" التي فرّقت أمتنا، والالتحام بمجاهدي أرض الرباط لنصلي صلاة الفتح بعد ساعات معدودة، وما رأيناه في غزوة طوفان الأقصى بالأمس خير دليل؛ وشاهدٌ حيُّ عَدلٌ لا يكذب.

يا أمتنا الغالية، لقد هبت ريح الجنة في أراضينا المحتلة بعد عقود من فيح نتن يهود، فلا تتركوا إخواننا المجاهدين في فلسطين وحدهم، وليعمل كلٌّ على شاكلته التي يرضاها الله لنصرتهم، وأن لا نتركهم لوعود الرافضة الكاذبة ومحور الشر الإيراني ليتاجروا بانتصاراتهم ببعض مال الخمس الرافضي المغصوب، فهاهم قد تركوهم وحدهم، ولو شاركوهم لن ينفعوهم، فإن بيت المقدس التي فتحها سيدنا الفاروق عمر لن يحررها لاعنوه وشانئوه، فسابقوا الرافضة إلى هذا الشرف الذي لن يبلغوه ولو أنفقوا أموال الأرض، واكفوهم مؤونة معونة الرافضة.



اللَّهُمَّ مُنْزِلَ الكِتَابِ، ومُجْرِيَ السَّحَابِ، وهَازِمَ الأحْزَابِ، اهْزِمْهُمْ وانْصُرْنَا عليهم

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
تنظيم قاعدة الجهاد في بلاد المغرب الإسلامي
الجمعة
28 ربيع الأول 1445 هـ
13 أكتوبر 2023 مـ
📝


إنّا لله وإنّا إليه راجعون


أهنئ الأخ الحبيب والصديق العزيز المهاجر المجاهد المرابط المظلوم "أحمد زكي الطهراوي" باستشهاد أهله وذويه على أيدي يهودٍ الأنجاس الأرجاس الأشقياء المغضوب عليهم، وارتقائهم شهداء كما نحسبهم؛ صابرين مرابطين محتسبين، وأخونا بعيدٌ عنهم في دار الهجرة.

اصبر أيها الأخ العزيز، اصبر فلقد صَنعك الله لهذه اللحظة على عينه؛ كما نحسبك، بعد معاناة الأسر والهجرة والغربة، والرباط والقتال والإصابة، فلقد رافقتُك في الأسر وكنت صابرا محتسبا، وودعناك مهاجرا إلى أرض الشام تريد نصرة المستضعفين فيها، بكل نبل وشهامة؛ منذ بداية ثورتها الجهادية المباركة، ثم لاقيتَ صنوف الابتلاء، وعَضّتك رماح الظلم من ذوي القربى، نحسبك خرجت منها مأجورا جَلدًا صبورا، واليوم تَفقدُ أهلك في طريقك إلى الله، فاصبر واحتسب ولا تجزع، فما بقي إلا القليل في هذه الدنيا، ثم يَجمعك الله بأهلك في جناتٍ ونهر؛ ويَجمعنا جميعا بإذن الله الكريم الرحيم.


والحمد لله رب العالمين..



18/10/2023
@abomoaaz83
ينبغي السعي في قضاء الدَّينِ عن كل شهيـ.ـدٍ مدين، ويُسارَع في ذلك ما أمكن؛ فإن الشـ.ـهيـ.ـد محبوسٌ عن مقامه الكريم عند ربه حتى يُقضى عنه دينُه.

وهذا أمرٌ أعلم أن الخطب الآن أشد منه وأكبر، وأنه قد يُشوش على بعض النفوس، ويشق على أكثر العائلات.. إلا أن باعث التذكير به أنه لمصلحة الشـ.ـهـ.ـيد الذي لا ينبغي أن يُؤَخَّرَ عن مقامه عند ربه من أجله وقد أجاب نفير الجـ.ـهـ.ـاد وقد جاء بغتة.

وأكتفي من الأحاديث -بما تحمله من شِدَّةٍ في هذا الباب بحكم أن الدَّينَ من حقوق العباد- بما روى النسائي في سننه عن محمد بن جحش رضي الله عنه قال: كنا جلوسًا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فرفع رأسه إلى السماء ثم وضع راحته على جبهته ثم قال: "سبحان الله ماذا نُزِّلَ من التشديد"!
فسكتنا وفزعنا.
فلما كان من الغد سألته: يا رسول الله ما هذا التشديد الذي نُزِّل؟
فقال: "والذي نفسي بيده لو أن رجلًا قُتِلَ في سبيل الله ثم أُحْيِيَ ثم قتل ثم أحيي ثم قتل وعليه دينٌ ما دخل الجنة حتى يُقضَى عنه دينُه" صححه الألباني.

فإن لم يتيسر قضاء الدين عن الشـ.ـهـ.ـيد أثناء المعركة فلا ينبغي أن يطول الأمد بعدها، وينبغي لقيادة الكتائب المجـ.ـاهـ.ـدة أن يكون لها مشاركةٌ كريمةٌ في ذلك، ويمكن أن يتاح الباب لفضلاء المسلمين ومياسيرهم من داخل البلد وخارجها للمشاركة الكريمة في ذلك، وهو معدودٌ من الجـ.ـهـ.ـاد في سبيل الله.

وأسأل الله أن يتجاوز عن عباده الشـ.ـهـ.ـداء الذين خرجوا في سبيله في هذه الغزوة العظيمة يثخنون في أعداء الله ويغيظونه لتكون كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا هي السفلى.
🔹 العدد ٥٤ من مجلة #بلاغ مميز بوجود مقال ضمن العدد مرسل
من أرض #غزة الحبيبة
من أرض العز والشرف والإباء والنخوة
من أرض المجاهدين الأبطال الأسود
من أرض بدأ فيها طوفان الأقصى الذي سيقتلع المحتلين فيها وفي أنحاء المنطقة والعالم
من أرض الإثخان والنكاية في بني صهيون
سطرت أحرفه بين الأشلاء والدماء والركام
وتحت أزيز الرصاص وقصف المدافع والطائرات

👈 الأستاذ: الزبير أبو معاذ الفلسطيني
⚡️ العنوان: غزواتُ المسلمين المعاصِرة.. تشابهٌ والْتِقاء.. غزوة طوفان الأقصى وغزوة الحادي عشر من سبتمبر المباركتيْن..

 

اضغط على عنوان المقال
أو على الصورة في الأسفل لقراءة النص
📝


غزواتُ المسلمين المعاصِرة.. تشابهٌ والْتِقاء..
غزوة طوفان الأقصى وغزوة الحادي عشر من سبتمبر المباركتيْن
*


*مقال منشور ضمن العدد 54 لمجلة "بلاغ" الشهرية

صـ [7/1]



تواصل معي الإخوة القائمون على "مجلة بلاغ" الشهرية لأتشرف بالعودة إلى الكتابة بينهم مرة أخرى؛ بعد انقطاعي السابق لظروفٍ خاصة، وقد جاء هذا التواصل الكريم في ظل المعركة القائمة بعد غزوة طوفان الأقصى، ليُفسحوا مكانا بينهم لأهل قطاع غزة ليُوصلوا صوتَهم ورسالتَهم إلى قراء المجلة، وقد سُررت بهذا التواصل وشَرُفتُ بهذه الدعوة، وبعد أن طلبتُ منهم مهلةً لإرسال ما يفتح الله به انقطع الانترنت ولم يعد بإمكاني الاطلاع على الأخبار والمستجدات، وبالتالي لا أستطيع التحدث عن المشهد السياسي للمعركة القائمة، ثم بعد انقطاع الانترنت انشغلتُ بشدة بين مهجّرين ونازحين، للمشاركة في تأمين المياه والطعام قدر الاستطاعة، وآهٍ على حال المسلمين، أوضاعٌ صعبةٌ جدا يلاقيها المهجّرون في غزة الصغيرة، أكثر من مليون مهجّر -في أيام معدودة- إلى بقعة صغيرة جنوب القطاع؛ في ظل شبه انعدامٍ لأساسيات الحياة، والحمد لله رب العالمين على كل حال.

وبعد انقطاع الانترنت لم أجد فرصةً للاعتذار عن المقال، ومع الانشغال مع المهجّرين أصبحت الكتابة ترفا، خاصة في ظل انقطاع الكهرباء تماما منذ بداية المعركة، فأحد فصول المعاناة اليومية محاولةُ الحصول على فرصةٍ لشحن الأجهزة الالكترونية الخاصة من أنظمة الطاقة البديلة؛ إن توفرت، وفي ظل هذا الحال الذي لا أستطيع فيه الحديث عن المعركة الدائرة لعدم اطلاعي؛ مع شدة الانشغال؛ إضافةً إلى فوات وقت الاعتذار= عزمتُ على استغلال أيّ وقتٍ يتوفر للكتابة عن قضيةٍ لفتت انتباهي في غزوة طوفان الأقصى المباركة، وإن وَجد الإخوة القائمون على "مجلة بلاغ" أنّ الموضوع مناسبٌ للنشر على صفحات مجلتهم الطيبة وِفق سياساتهم التي يرتضونها= فيشرفني ذلك، وأرجو أن أجد فرصةً لإرسال المقال قبل موعد النشر، والقضيةُ التي أعنيها هي تشابه غزوتي طوفان الأقصى والحادي عشر من سبتمبر في العديد من الجوانب؛ رغم بُعد المسافة الزمنية بينهما.


يُتبَع صـ [7/2]
📝



غزواتُ المسلمين المعاصِرة.. تشابهٌ والْتِقاء..
غزوة طوفان الأقصى وغزوة الحادي عشر من سبتمبر المباركتيْن


صـ [7/2]



أبدأ من النقطة الأولى وهي أن كلا الغزوتين المباركتين هجومٌ انتقاميٌّ ردا على الجرائم والمجازر التي ارتكبها ويرتكبها أعداء الله اليهود المحتلون في فلسطين والأمريكان الصليبيون، فلقد سبق غزوة طوفان الأقصى المباركة ازدياد تغوّل اليهود في فلسطين، من تدنيسٍ للمسجد الأقصى بوتيرة متسارعة ومتزايدة؛ أكثر من السابق، مع إعلانهم الصريح هذه المرة لقرب إقامتهم سلسلة من الطقوس التوراتية المزعومة تنتهي بهدم المسجد الأقصى، إضافة إلى الهجمات والاغتيالات المستمرة في قطاع غزة والضفة الغربية، وحصار ظالم خانق لقطاع غزة منذ سنوات طويلة دون أن يتدخل العالم الظالم، وتوحشٍ لقطعان اليهود المستوطنين؛ وارتفاع في معدل جرائمهم ضد المسلمين في الضفة الغربية، ناهيك عن دعم اليهود الخفي للمافيات الإجرامية داخل الأراضي المحتلة عام 48 لقتل الفلسطينيين هناك وإلصاق القضية ضد مجهول، ولقد ارتفعت معدلات هذه الجرائم خلال العام الحالي إلى أرقام غير مسبوقة، أما غزوة الحادي عشر من سبتمبر فلقد سبقها أعوام طويلة من إجرام الأمريكيين الصليبيين في حق المسلمين، كان آخرها قبل الغزوة قتلُ مليون طفل عراقي تحت الحصار الأمريكي في العراق بسبب نقص الأدوية والعلاج، إضافة إلى جريمة أمريكا الأكثر امتدادا عبر تاريخها الدموي وهي دعم ونصرة ومساندة الاحتلال اليهودي في فلسطين؛ بكل أنواع الدعم، وعلى مرأى ومسمع أمة الملياري مسلم، وهذا يقودنا إلى النقطة الثانية.

النقطة الثانية في أوجه التشابه أن كلا الغزوتين سببهما الرئيسي احتلال فلسطين، فلولا احتلال بلادنا من اليهود الصهاينة بدعم الصليبيين الأمريكان والأوربيين فما الذي سيدفعنا لمباغتة قطعانهم والإغارة عليهم؟ فالمعادلة بسيطة وليست معقدة، لو رحلوا عن ديارنا لن نباغتهم بالقتال والقتل، فالأمر إذن في أيدي أعدائنا أن يتركوا المسلمين وشأنهم ويوقفوا احتلال فلسطين ويرحلوا إلى بلادهم ليعيشوا هناك كما يحلوا لهم بين الموبقات والشذوذ والزنا والربا والإلحاد وقتل الأجنّة وهدم الأسرة، نحن نريد أن نعيش في ديارنا بإسلامنا وتوحيدنا وأخلاقنا وفطرتنا السويّة، كلُّ أمّةٍ في شأنها؛ فهل يوجد أبسط من ذلك؟ ورحم الله إمام الجهاد المعاصر الشيخ أسامة بن لادن عندما قال لأمريكا مُقسِما بعد غزوة الحادي عشر من سبتمبر ( لن تحلم أمريكا ولا من يعيش في أمريكا بالأمن حتى نعيشه واقعا في فلسطين وحتى تَخرج جميع الجيوش الصليبية من جزيرة محمد صلى الله عليه وسلم )، ثم عاد الشيخُ أسامة بعد أعوامٍ ليقول للأمريكيين مرة أخرى بعد محاولة البطل عمر النيجيري تفجير طائرةٍ أخرى في أمريكا؛ عاد ليقول لهم ( لو أنّ رسائلنا إليكم تَحملُها الكلمات ما أرسلناها إليكم بالطائرات، وليس من العدل أن تَهنئوا بالعيش وإخواننا في غزة في أنكد عيش )، فهذه هي معادلة المجاهدين المسلمين باختصار.


يُتبَع صـ [7/3]
📝



غزواتُ المسلمين المعاصِرة.. تشابهٌ والْتِقاء..
غزوة طوفان الأقصى وغزوة الحادي عشر من سبتمبر المباركتيْن


صـ [7/3]


ومن أوجه التشابه أنّ الذي قام بغزوتي طوفان الأقصى والحادي عشر من سبتمبر المباركتين هم مجاهدون مسلمون من أهلِ السنة والجماعة، فأهلُ السنة والجماعة هم من يقاتل دفاعا عن أمة الإسلام جميعها، في حين تنشغل الفرق الأخرى بعيدا عن واجب العصر؛ وأعني الجهاد في سبيل الله، ولولا أن هدف هذا المقال هدفٌ توعويٌّ دعويٌّ لاستطردتُ في ذِكر حال هذه الفِرَق؛ وكيف أن بعضها أصبح جزءا أصيلا من أنظمة الاحتلال العلمانية في بلادنا، والتي تحاربنا نيابة عن أمريكا الصليبية لحماية مصالح الصليبيين وحراسة دويلة اليهود؛ في دورٍ وظيفي شديد السفور والفجور والقُبح، إنما سأخُصّ الرافضة بالاستطراد هنا، رغم اعتقادي أنها فرقةٌ مارقة عن الإسلام، لكنّ انخداع الكثير من المسلمين بها خاصة في فلسطين يدفعنا لسؤال المخدوعين: أين الرافضة من معارك المسلمين؟ بل أين هم الآن من المعركة الدائرة في قطاع غزة بعد غزوة طوفان الأقصى؟ هل لازال المخدوعون بالدعم الإيراني يرون الرافضة إخوةً لهم؟ إن كان لم يَكفهِم لينير بصائرَهُم جرائمُ الرافضة ومحور الشر الإيراني في العراق وسوريا واليمن ولبنان والأحواز طيلة عَقدين من الزمن والتي فاقت بأضعافٍ جرائم اليهود في فلسطين طيلة ثمانين عاما= فهل يكفيهم اليومَ غدرُ الرافضة بنا في قطاع غزة؟! نعم، لقد غدر الرافضة بحركة حماس وتركوها وتركوا قطاع غزة وحده، وهذا ثابتٌ عندي ويعلَمه كل من له شيء من الاطلاع، فحركة حماس السُّنيّة كانت تريد التعامل مع الرافضة على أساس أنهم "مُكَوّنٌ من مكونات الأمة" وصدّقوهم في وعودهم بالمشاركة في معركة طوفان الأقصى، ثم أدار الرافضة ظهورهم بكل خسة، لأن قضية فلسطين ليست قضيتَهُم؛ بكل بساطةٍ ووضوح، إنما هي وسيلةٌ يستغلونها لتمرير مشاريعهم في المنطقة، بل بقاء احتلال فلسطين هو الذي يَصبُّ في صالحهم، وأرجو العودة إلى مقالٍ كنتُ قد كتبتُه عن مُراد الرافضة من دعم التنظيمات الفلسطينية في قطاع غزة؛ تحت عنوان (حماس وإيران؛ وجدلية العلاقة: هل هي تقاطع مصالح أم تحالف أم تبعية!) وهو منشور ضمن العدد 20 لمجلة "بلاغ" الشهرية، وفيه استطرادٌ أرجو أنه نافعٌ لتوضيح هذه القضية، وسَتكشف الأيام حقيقة خيانة الرافضة وغدرهم بنا في قطاع غزة، وعَوْدًا على ذي بِدء، أقول أن الجهاد المعاصر والنكاية في أعداء الله قد تَصدّر قمته مجاهدو أهل السنة والجماعة في كل مكان، وإنْ استثنينا أفغانستان لانتشار الفِرقة الماتوردية إلا أنّ أهلَ السنة والجماعة كان لهم دور محوري بارزٌ أيضا في الجهاد الأفغاني إلى جانب المسلمين هناك من الماتورديين.

ومن أوجه التشابه بين غزوتي طوفان الأقصى والحادي عشر من سبتمبر المباركتين أن كلا الغزوتين كانتا ضربةً استباقية لمخططات الأعداء باستهداف أفغانستان في حينه وقطاع غزة اليوم، فلقد صرّح بعضُ قادة حركة حماس بعد الغزوة الأخيرة أنها كانت استباقا لهجومٍ يخطط له اليهود ضد قطاع غزة، وصرّح بذلك أيضا بعض مسؤولي الاستخبارات الأمريكية الصليبية على وسائل إعلامهم أن اليهود كانوا يخططون لاستهداف قطاع غزة بأكثر من 500 هدف في لحظةٍ واحدة، فجاءت هذه الغزوة المباركة لقلب الطاولة وخلط الأوراق، كي لا يتحصل الأعداء على عنصر المباغتة والمفاجأة، ولتحقيق أكبر قدر من النكاية فيهم، وهذا نفس الذي حصل في غزوة الحادي عشر من سبتمبر، حيث أكد قادة تنظيم قاعدة الجهاد فيما بعد أن الغزوة جاءت استباقية لمخططات غزو أفغانستان والإطاحة بالإمارة الإسلامية هناك، وحتى لا تتمكن أمريكا من مخططاتها وهي تنعم بالهدوء؛ بأن يتم جرّها إلى الاستعجال ليحصل لها الارتباك والتخبط، وهذا ما حصل، ولقد صرّح عدو الله "دونالد رامسيلفد" وزير الدفاع الأمريكي في تلك الأيام بأن احتلال أفغانستان كان ضمن مخططات البنتاغون قبل الحادي عشر من سبتمبر، ثم خرجت أمريكا الصليبية وجيوش الغزو من أفغانستان أذلةً صاغرين، وهذا ما سيحصل قريبا في فلسطين؛ بإذن الله تحقيقا لا تعليقا.

ومن أوجه التشابه بين غزوتي طوفان الأقصى والحادي عشر من سبتمبر المباركتين أن كليهما حققتا نتائج دموية غير مسبوقة في الأعداء، وأوقعتا بفضل الله في اليهود والصليبيين مَقتلة عظيمة لم تتكرر في التاريخ الحديث، وهذا محض فضل الله الذي شفى صدور المؤمنين من أعدائهم بعد أن أسالوا دماء المسلمين أنهارا دون رادع يردعهم، ولقد تحقق في كلا الغزوتين معنى الإرهاب الشرعي المحمود الذي أمرنا الله به، وهو القتال والقتل دفاعا عن ديننا وديارنا وأعراضنا، وأن يكون معاملةً بالمثل لردع الأعداء وليس حبا وتشهيا للدماء.


يُتبَع صـ [7/4]
📝



غزواتُ المسلمين المعاصِرة.. تشابهٌ والْتِقاء..
غزوة طوفان الأقصى وغزوة الحادي عشر من سبتمبر المباركتيْن


صـ [7/4]


ومن أوجه التشابه بين غزوتي طوفان الأقصى والحادي عشر من سبتمبر المباركتين أن كلا الغزوتين تحقق فيهما التقسيم الشرعي للأعداء عند القتال، وليس التقسيم الذي شرَعته الأمم المتحدة الملحدة بين "مدنيين وعسكريين"؛ وتابعها في ذلك سواد كبير في الأمة بجهلٍ أو نفاق، ففي شرْعنا ينقسم الكافرون إلى أربعة أقسام (أهل الذمة، والمستأمَنون، والمعاهَدون، والمحارِبون) الأقسام الثلاثة الأولى دماؤهم معصومة بالعهود التي بيننا وبينهم، أما المحارِبون فهُم كل من ليس بينهم وبين المسلمين عقدُ ذمةٍ أو أمان أو معاهَدة، وعليه فدماءُ المحارِبين ليست معصومة، تحديدا كل بالغٍ عاقلٍ قادرٍ على حمل السلاح وإن لم يقاتِل، ولا فرق بين مدني وعسكري في ديننا، ويُستثنَى مِنْ تَقصُّدِ القتلِ النساءُ والأطفال والعجزة والرهبان في صوامعِهم؛ مالم يقاتِلوا، فإنهم يَخرجون من الاستثناء إن قاتَلوا، ويجوز تقصُّدهُم بالقتل حينها، أما إن لم يقاتِلوا ثم سَقطوا في القتال بغير قصدٍ كأن يُقتلوا بالصواريخ مثلا فلا ضير، فإنهم يُقتلون تَبَعًا لا قَصدا، وعلى هذا التقسيم تكاثرت الأدلة الشرعية؛ عَلِمها من عَلِمها وجهِلِها من جهِلِها، وفي غزوة طوفان الأقصى المباركة ظهرَت أخلاق المسلمين في الحرب والقتال، فلَم يَقتلوا امرأةً لم تقاتِل، ولم يَقتلوا طفلا ولا عاجزا، بل خرجت المقاطع المصورة تُظهر مراعاتهُم للأطفال والنساء والعجزة، أما في غزوة الحادي عشر من سبتمبر فلقد كانت الأهداف "مدنيةً" في شريعة الأمم المتحدة الملحدة، لكنها أهدافٌ شرعيةٌ في شريعة الله، ومَن قُتِل في هذه الغزوة مِن الفئات التي لا يجوز تقصُّدُها بالقتل كالنساء والعجزة فإنّ هذا داخلٌ في عدم تقصُّد القتل؛ المباح عند القتال، والطائرات المستخدمة في غزوة الحادي عشر من سبتمبر هي من جنس الصواريخ المستخدمة الآن في فلسطين، لا يُلتفت إلى ما يَتلف ويُقتل مِن أثر استخدامها في القتال، فإنه داخلٌ في القتل والإتلاف تَبَعا لا قصدًا، ناهيك أن في الشرع الحنيف مندوحةٌ للاعتداء بالمِثل، فكما يَقتُلنا الكافرون نقتُلهم، وكما يقصفوننا نقصفُهم، وكما يَستهدفون الآمنين منا نستهدف آمِنِيهم، وفي غزوة الحادي عشر من سبتمبر سقط ما يَقرب من ثلاثة آلاف قتيل أمريكي صليبي، ولقد سَبَق الغزوة قتْلُ مليون طفل مسلم عراقي بسبب حصار أمريكا الصليبية للعراق، وعليه فإنه لا زال لنا مع أمريكا مليونٌ إلا ثلاثة آلاف لَم نقتلهم معاملةً بالمِثل؛ في قضية أطفال العراق فقط، وما على المحسنين من سبيل، وأما مَن يحتج بأن اليهود محتلون لفلسطين ويختلفون عن المدنيين في الدول الأخرى فهذا التقسيم المختلَق لا تعترف به الأمم المتحدة الملحدة؛ التي قسّمت الناس في الحروب إلى مدنيين وعسكريين، ومِن شَرْعِها هذا يَحتج هؤلاء المحتجون، إضافةً إلى أنّ الشريعة لم يَرد فيها اختصاصُ المحتلين للأرض دُون غيرِهِم عند استهداف غيرِ المقاتلين مِنَ الكافرين المحارِبين، فهذه هي شريعتنا التي نحتجّ بها ونعمل بمقتضاها وننطلق منها ونَكفر بكل شرعٍ سِواها.

ومن أوجه التشابه بين غزوتي طوفان الأقصى والحادي عشر من سبتمبر المباركتين هو حجم الرد الكبير الذي قام به الكافرون انتقاما لِما أحدثنا فيهم من مَقتلةٍ عظيمة، حيث اجتاح الصليبيون أفغانستان بعد غزوة الحادي عشر من سبتمبر وقتلوا النساء والأطفال، وهدموا البيوت على رؤوس الآمنين، ودمروا المشافي والمؤسسات، وبعد غزوة طوفان الأقصى كذلك، صبّ اليهود بمعونة أمريكا الصليبية ودول أوروبا الملعونة حمم غضبهم وغيظهم على رؤوس الآمنين في قطاع غزة، وقتّلوا الآلاف؛ نساءً وأطفالًا وشيوخا، ودمروا المشافي والمباني والأبراج السكنية، وأحرقوا الأرض وهجّروا المسلمين، ولازالوا يَفعلون حتى لحظة كتابة هذه الكلمات؛ التي أكتبُها تحت أزيز الطائرات وأصوات الانفجارات وقتلِ العُزّل، ولا أعلم هل أُكمِلها وترى النور أم يَسبِقُ الأجل، ولا ضير، فقتلانا في الجنة بإذن الله وقتلاهم في النار، وإنهم يألمون أكثر مما نألم، ونرجو من الله ما لا يرجون، وهذه هي ضريبة الجهاد والكرامة والتحرير، ولو زادوا لازددنا صبرا إلى أن يفصل الله بيننا وبينهم، ولو أن المسلمون حَسِبوا حساب الأذى والقتل ما جاهدوا ولا قاتلوا، فهذا هو قَدرُنا، وفي هذا عِزّنا، والنصر والعاقبة لأمة الإسلام.


يُتبَع صـ [7/5]
📝



غزواتُ المسلمين المعاصِرة.. تشابهٌ والْتِقاء..
غزوة طوفان الأقصى وغزوة الحادي عشر من سبتمبر المباركتيْن


صـ [7/5]



ومن أوجه التشابه بين غزوتي طوفان الأقصى والحادي عشر من سبتمبر المباركتين كَثرة التأويلات والتحليلات والافتراضات الجدلية بعد الغزوتين، فغزوة الحادي عشر من سبتمبر لازال بيننا من يُصدّق أنها مؤامرة افتعلها اليهود والأمريكان! في إلغاءٍ تام للعقل واستسلام مهين لنظرية المؤامرة؛ التي تريح العقول القاصرة من عناء التفكير، فما حدث في أمريكا من قتلٍ وتدمير وانهيارٍ اقتصادي في ذلك الوقت يستحيل معه التصديق أن الأمريكان يَقفون خلف تدمير أنفسهم بهذه الطريقة، فلو أنهم كانوا قطعانا من الحيوانات البرية التي لا تَعقل ما فعلوا في أنفسِهم ذلك، خاصة أن أمريكا يومَها لم تكن في حاجةٍ لافتعال الذرائع كي تتقصد المسلمين بالأذى، فلقد كانت في أوج قوتها وتجبرها، ولا يوجد قوة على وجه الأرض يمكن أن تتحدى أمريكا إلا المجاهدون، فمن السخف الشديد جدا افتراض نظرية المؤامرة في هذه الغزوة، وأصحاب هذه النظرية المحسوبون على أمة الإسلام إنما يفترضونها لأنهم يتعاملون مع أمريكا كإله لا يمكن أن يهزمه أحد؛ أو يتحداه، ولا زالوا إلى يومنا هذا يُلغون عقولهم ويستسلمون للانهزام النفسي الذي يسيطر عليهم، فيفترضون أن غزوة طوفان الأقصى تمت بمعرفةٍ مسبقةٍ من اليهود، وأنهم استدرجوا مجاهدي كتائب الشهيد عز الدين القسام لكي يقوموا بها لافتعال حجةٍ لتدمير قطاع غزة وتهجير من فيه! وكأن اليهود يحتاجون هذه الحجة في ظل وجود طواغيت وجيوش أنظمة الاحتلال العلماني الطاغوتي لبلاد المسلمين؛ الذين يحمون ويحرسون دولة اليهود الكفرة، ولله في خلقه شؤون، ولو أن الناس جميعا تقودهم عقولهم ما احتجنا بذل هذا الجهد لتوضيح هذه الواضحات، إنما خَلق الله للحرب رجالَها، وخلق لنظرية المؤامرة أقواما وأنعاما، والحمد لله على نعمة العقل.

ومن أوجه التشابه بين غزوتي طوفان الأقصى والحادي عشر من سبتمبر المباركتين افتراضُ بعض من لا يفقه أنها لم يكن لها ما يبررها، أو لم تكن في وقتها المناسب، لأنها ضيّعت حالة الهدوء والاستقرار التي كانت قبل هذه الغزوات المباركات، وهذه اعتراضاتٌ لمجرد الاعتراض، وهي داخلةٌ في نفس السفه الذي يَغرق فيه أصحاب نظرية المؤامرة، وكأن أهل الجهاد تغيب عنهم هذه الاعتراضات الجدلية؛ وهُم أهل الميدان وخاصّتُه، فمن البداهة معرفة أن أخْذ العدو على حين غرة يجب أن تسبقها فترات الهدوء والاستقرار، ومن البداهة معرفة أن الهجوم الناجح يحتاج نجاحا مسبقا في استثمار الهدوء والاستقرار، ومن البداهة والنباهة والفقه أن يَعلم المسلمون أنهم لم يُخلقوا لحياة الدعة والأمن في ظل احتلال الديار وضياع الدين وغياب حكم الإسلام، بل الواجب هو المجاهدة والمجالدة والمثابرة والمصابرة، وتقحُّم الخطوب والحتوف ومواجهة الطعن والطعان حتى تعود دولة الإسلام وينعم المسلمون تحت ظلال الإيمان بالأمن والأمان.


يُتبَع صـ [7/6]
📝




غزواتُ المسلمين المعاصِرة.. تشابهٌ والْتِقاء..
غزوة طوفان الأقصى وغزوة الحادي عشر من سبتمبر المباركتيْن


صـ [7/6]



ومن أوجه التشابه بين غزوتي طوفان الأقصى والحادي عشر من سبتمبر المباركتين أن أمريكا الصليبية قد اجتمع عليها الألم في الغزوتين، ففي غزوة الحادي عشر من سبتمبر استُهدِفَت أمريكا مباشَرةً فتألمت، وفي غزوة طوفان الأقصى استُهدِفَت ابنتها من سِفاح دويلة اليهود؛ فتألمت أمريكا أكثر، بل جاءت بقوتها وقواتها ومقاتليها وأسلحتها وحاملات طائراتها لدعم اليهود ومساندتهم والقتال معهم صفا واحدا، وهذا يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أنّ السياسة التي انتهجها المجاهدون في تنظيم قاعدة الجهاد المتمثلةُ في ضرب رأس الأفعى أمريكا الصليبية للقضاء على الذنب دويلة اليهود في فلسطين= سياسةٌ صحيحةٌ تماما، فلقد أثبتت غزوة طوفان الأقصى صحةَ سياسة ورؤية وأهداف غزوة الحادي عشر من سبتمبر، فإن دويلة اليهود باقيةٌ ما بَقيت قوة أمريكا الصليبية، وإنْ زالت أو ضعُفت أو تقهقرت الأخيرة فالأُولى تحصيلٌ حاصل، ومهما طالت مرحلة العداء مع أمريكا فهذا ليس مما يُلتفت إليه في عمر الأمم، لأن العاقبة للمتقين قولا واحدا.

ومن أوجه التشابه بين غزوتي طوفان الأقصى والحادي عشر من سبتمبر المباركتين أنّ من قام بكليهما جماعاتٌ مجاهِدةٌ مستضعفةٌ؛ وبأقل الإمكانيات والقدرات، ورغم الضعف وقلة الحيلة إلا أن كِلا الغزوتين قد حققتا بالغ النكاية في أعداء الله، وشفت صدور المؤمنين في أصقاع المعمورة، ولَم نرَ عُشر معشار هذه النكاية من جيوش الأنظمة العربية مجتمعةً ضد أعداء الأمة؛ منذ سقوط الخلافة العثمانية إلى يومنا هذا، رغم ما تَملكه هذه الجيوش الطاغوتية من عتاد وسلاح وطائرات بمئات مليارات الدولارات، لتؤكد هذه الغزوات المباركات أن أعداء الأمة ليس اليهود والصليبيون فقط، بل أيضا الأنظمة العلمانية المحتلة لجميع ديار المسلمين؛ عربا وعجما، ولولا هذه الأنظمة العلمانية العميلة الخائنة المتولية لليهود والصليبيين لكانت جموع المسلمين اليوم تَشُدّ الرحال إلى المسجد الأقصى منذ زمن، وهذه الحقيقة لا يجادل فيها إلا أخرق أحمق أو منافق زنديق.

ومن أوجه التشابه بين غزوتي طوفان الأقصى والحادي عشر من سبتمبر المباركتين أن كلا الغزوتين أظهرتا الوجه الحقيقي للحضارة الغربية المزعومة؛ وكيف تَنظر للمسلمين بعداءٍ وحقدٍ شديد، وكيف يجتمعون جميعا تقودهم أحقادهم الدفينة للانتقام من المسلمين عندما يحاول المسلمون رَدّ شيءٍ يسيرٍ من فاتورة الدم المسلم التي يُهرقها اليهود والصليبيون في كل مكان، فبعد غزوة طوفان الأقصى تداعى الصليبيون من أمريكا وأوروبا بكل وقاحة وبجاحة؛ بأموالهم وأسلحتهم ودعمهم المفتوح لمساندة دويلة اليهود ودعمها في قتل آلاف المسلمين في قطاع غزة وتهجيرهم أمام أنظار العالم الظالم أجمع، تماما كما فعلوا في أفغانستان بعد غزوة الحادي عشر من سبتمبر، في حين أن هذا الغرب الكافر بمؤسساته الدولية المجرمة كانوا ولا زالوا يشاهدون الجرائم والمجازر التي تُرتكب ضد المسلمين في أصقاع الأرض ولم يحركوا ساكنا، ولم نرى لحقوق الإنسان المزعومة إلا الشعارات المكذوبة التي لا يعتقدون أنها تنطبق على المسلمين، فماذا فعل الغرب الكافر أمام مجازر البوذيين في بورما ضد مسلمي الروهينجا؟! وماذا فعلوا أمام مجازر الهندوس ضد مسلمي الهند؟! وماذا فعلوا أمام مجازر الشيوعيين الصينيين ضد مسلمي تركستان الشرقية؟! وماذا فعلوا أمام مجازر النصيرية في سوريا ضد المسلمين؛ الأكثرية فيها؟! كل هذه المجازر في السنوات الأخيرة فقط، والتي وصلت حدّ التطهير العرقي والإبادة الجماعية وِفق حقوق الإنسان المزعومة التي تدعي الدفاعَ عنها الأممُ الملحدة المتحدة، ناهيك عن جرائم الصليبيين الأمريكان والأوربيين أنفسهم ضد المسلمين في الشرق الأوسط وأفريقيا، طيلة عقودٍ طويلةٍ خلت، واضطهادهم السافر الوقح ضد المسلمين في أوروبا، حتى مسلمو أوروبا لَم يَسلموا من أحقاد الصليبيين، فمجازر البوسنة والهرسك وكوسوفو لازال العالم إلى اليوم يتحدث عنها، لذا فإن غزوات المسلمين ستتواصل إلى أن يفصل الله بيننا وبين القوم الكافرين، ولن يُسلّم المجاهدون لشرائع الغرب الكافر التي يخادعون بها رعاع الأمم، فشرع الله لا سِواه هو الحَكم بيننا إلى أن نُكبّر فوق أسوار البيت الأسود في واشنطن وعواصم أوروبا اللعينة.


يُتبَع صـ [7/7]
📝



غزواتُ المسلمين المعاصِرة.. تشابهٌ والْتِقاء..
غزوة طوفان الأقصى وغزوة الحادي عشر من سبتمبر المباركتيْن


صـ [7/7]



ومن أوجه التشابه بين غزوتي طوفان الأقصى والحادي عشر من سبتمبر المباركتين هو الخذلان الشديد من أمةِ الإسلام بعد كلا الغزوتين؛ لأفغانستان سابقا وقطاع غزة اليوم، أمةُ الإسلام المقهورةُ المغلوبةُ على أمرِها من طواغيت العلمانية وجيوشهم الذين يَحكمونها بالحديد والنار لمنعها من أن تنتصر لبعضها وتتداعى إلى نُصرة المظلومِ مِن شعوبِها، لتَكشِف هذه الغزوات المباركات العدو الحقيقي لأمة الإسلام، وهُم أعداؤها مِن داخلِها؛ حكامُها مِن بني جلدتها الذين استحبوا الكفر على الإيمان، فجعلوا من أنفسِهِم وجيوشِهِم وشُرَطِهِم ومؤسساتهِم القضائية والإعلامية والعُلمائِية أسوارا تحمي مصالح الصليبيين وتَحرس دويلة اليهود، فإن لم يكن من بركات هذه الغزوات المباركات إلا كشف هذه الحقيقة بجلاءٍ بَيِّنٍ بحيث تَنقطع حُجج المنافقين لكَفَت.

أخيرا.. فإنّ من أبرز وجوه التشابه بين غزوتي طوفان الأقصى والحادي عشر من سبتمبر المباركتين أنّ ما قَبلهُما يَختلف عمّا بعدهُما، بحيث تَنكشف وجوه جميع الأعداء وتتمايز عن صفوفنا قطعان الأدعياء، فبعد غزوة الحادي عشر من سبتمبر انقسم العالم إلى فسطاطين، ما بين قوًى كافرةٍ متكبرةٍ متجبرةٍ تداعت مجتمعةً عربًا وعجمًا يريدون القضاء على جماعاتٍ مُسلمةٍ مجاهِدَةٍ مستضعَفةٍ؛ تَرفع لواء المدافعة والمغالبة والدفاع عن الإسلام، ومِن خَلف هذه الجماعات المجاهدةِ المستضعفةِ أمةٌ مستضعفةٌ تدعو لمجاهديها، ولا تملك إلا سلاح الدعاء أمام أعتى أسلحة الدمار والتدمير والتفجير، لتنتهي هذه الحقبة من عمر الأمة بخزي فسطاط الكفر وانكسارهم مهزومين مدحورين يَجرّون أذيال الخيبة والفشل من أفغانستان، واليوم كذلك بعد غزوة طوفان الأقصى تجتمع ملل الكفر عربا وعجما على قطاع غزة الصغير المحاصَر يريدون اجتثاث الإسلام منه، ولا يَجد أهلُ الإسلام في هذه البقعة الصغيرة في أكناف بيت المقدس نصيرا لهم إلا بقيةُ أمة الإسلام المستضعفة؛ بسلاح الدعاء، وسيندحر فسطاط الكفر ويَخرج من ديارنا فلسطين ونحرر أقصانا قريبا بإذن الله، كما أكرَمنا الله بفضله في أفغانستان وجعلنا نرى انتصار إخواننا المسلمين هناك؛ ليُسلّينا ويُصبّرنا ويَمُدّنا بمزيدٍ مِنَ الإيمان بقرب النصر في فلسطين وجميع ديار المسلمين.


وإلى هنا هذه أربعةُ عشرَ وجهًا وجدتُ فيها تشابها بين الغزوتين المباركتين، أربعةُ عشرَ وجهًا تحمل معانٍ وحقائق كالبدر في تمامِه اتّضاحًا؛ ليلةَ الرابع عشر من كل شهرٍ هجري، بثثتها في هذه السطور؛ تحت أزيز الطائرات وأصوات الانفجارات وانتظار الموت في كل لحظة، وبين معاناة المهجّرين وعناء الأطفال والنساء، وقلة حيلة المستضعفين والعاجزين؛ إلا من ربٍّ رحيم كريم، وبين حطام الحاضر؛ مع أملٍ كبير ويقين تام وإيمان مطلق أن المستقبل للإسلام والمسلمين.



قل متى هو قل عسى أن يكون قريبا..
ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون..
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين..





26/10/2023
@abomoaaz83
📝



بعد معاناةٍ -كالعادة خلال الحرب- استطعتُ دخول شبكة "الانترنت"؛ لأتابعَ شيئا من الأخبار السياسية، ويا خسارةَ الدقائق الثمينة! فعندما كنتُ أقرأُ -مع شعورٍ بالغثيان- تعبيراتِ مندوبي العرب في الأمم المتحدة الملحدة وهُم يَصِفون حجم الكارثة في غزة بعد غزوة طوفان الأقصى المباركة؛ في محاولةٍ لاستعطاف بقية أعضاء هذه الجمعية الطاغوتية مِنَ الغربيين الصليبيين= حاولتُ قراءَتَها -أي هذه التعبيرات- بعيون الغربيين أنفسِهِم، تُرى ماذا يقولون في قرارة أنفسِهم وهم يَستمعون إلى حُثالاتِنا هؤلاء في مجلسِهم الملعون؟!

بالتأكيد يَعتبرون قتل آلاف الأطفال والنساء مبرَّرًا، بل مجرد أصفارٍ على اليسار بلا قيمة؛ أمام "المجزرة" التي ارتكبها مجاهدو كتائب القسام يوم السابع من أكتوبر.

وهذا طبيعيٌّ جدا، ولو أننا كنا أصحاب القوة وجاء حثالات اليهود المستضعَفون يستعطفوننا وهم يقرأون في السيرة قتْلَ الفتية الذين لم يَرفعوا السلاح يوم "مجزرة" بني قريظة= هل كنا سنتعاطف معهم؟!.. لا، بل سنرد قائلين بكل تكبرٍ وكبرياء: ذلك ما جنته أيدِيكم.

فهذه هي الحروب، وهكذا هو صراع الحضارات بين الأمم، إنما الفَرق بيننا وبين أعدائنا يَكمُن في أخلاقنا الحربية، أما كمية الدماء فهي ميدانٌ نتبارى فيه، نَسفك منهم قدْر استطاعتنا بأخلاقنا النبيلة وشريعتِنا العادلة، ويَسفكون منا قدْر استطاعتهم بأخلاقهم المنحطة وشرائعِهِم الظالمة، إلى أن تَعلوا أمةٌ على الأخرى؛ ثم تَفرِضَ شروط المنتصِر، ولن تَعلوا إلا راية أمة محمد صلى الله عليه وسلم بإذن الله تحقيقا لا تعليقا.

فقولوا لمرتدي العرب ومنافقي الأمة وفّروا دموعَكم المزيَّفة وتعبيراتكم المنكسِرةَ ادّعاءً؛ وأرقامَ مآسينا، فلن تَشفع لكم عندنا، ولن تستدِرّ عواطفَ أعدائِنا؛ الذين هُم أسيادُكُم.





1/11/2023
@abomoaaz83
📝


هل تعلمون الفَرق بين الخِذلان والغدر؟!

صـ [4/1]



طيب سأحدثكم قليلا هذا الحديث من تحت حمم الموت وأزيز الطائرات المستمر؛ مع أصوات الانفجارات الذي لا ينقطع، وترقّب الموت قتلا تحت الردم في كل لحظة، نعم بلا مبالغة؛ في كل لحظة، حتى هذه الكلمات أكتبُها بلا أي ثقةٍ أنها قد تَكتَمِل ثم تَجِدُ فرصةً للنشر، وصدقوني لا يوجد أي مبالغة في كلامي، هو كما تقرأونَه نعيشُه واقعا، سأحدثكم من قلب غزة التي والله وبالله لا أتمنى أنني لو كنتُ خارجها الآن، ولن أخرج منها بإذن الله المُعين، فلا تَستَثقِل القراءةَ أخي المسلم، اقرأ، فما نكتبه لك الآن مدادُه دِمَانا، لا تَستَثقِل القراءة، فهذه الكلمات بين حروفِها آلامٌ وأوجاع وجراح، وانتظار الموت، وخوفُ الإماء والذراري، اقرأ، لعلك تَعرِف بكلماتنا ما عرَفناه بدمائنا.

بسم الله رب جنود الطوفان..

هل تعلمون ما الذي حدث؟
سأخبركم مختصر القصة.

وقبل ذلك سأعطيكم تصورا سريعا عن طبيعة المعارك مع يهود في فلسطين؛ كيف تَدور وما الذي يُشعلها ويُطيلُ أمدَها؛ أو يوقِفُها ويُخمدُها بأمر الله، وسأقتبس نُتَفًا مما كنتُ كتبتُه سابقا فيما يَخصّ موضوعي هذا؛ من مقالَيْن سابقيْن، الأول بعنوان (حماس التي نُنكِر عليها وحماس التي نَنصُرُها) والثاني بعنوان (وقفاتٌ بعد معركة سيف القدس الأخيرة) وكلاهما منشورٌ عبر مجلة "بلاغ" ضمن العددين 24 و25، وهما منشوران على قناتي الصغيرة هذه في "تلجرام".

أقول: لقد مرّت على قطاع غزة خلال السنوات المنصرمة معارك عديدة، أبرزُها أربعة: عام 2008، وعام 2012، وعام 2014، وعام 2021، بينهم أمورٌ مختلفات وأُخَرُ متشابهات؛ سأذكُرُها، لكنّ أمرًا مُلفِتًا جمع بين المعارك الأربعة مع المعركة الدائرة اليوم بعد غزوة طوفان الأقصى المباركة؛ أنها جميعا تمت في عهد الحزب الديمقراطي الأمريكي، حتى معركة عام 2008 بدأت مباشرَةً بعد خسارة الجمهوريين للانتخابات وفوز الديمقراطيين؛ في مرحلة تسليم السلطة، وهذا أمرٌ لفت انتباهي مِن قَبل، ولعنة الله على الحزبَين.

أما أبرزُ ما يَخُصّ المعاركَ الأربعة الأبرز فيَجمع كلَّ معركتين ضمن إطارٍ منفصلٍ عن الأُخرَيَين؛ كما سيأتي:

المعركتان الأولى والثالثة (2008 و2014) متشابتهان في المدة الزمنية والكثافة النارية وكمّ الدمار والقتل المتخلف عنهما، حيث طالت المعركتان واقتربتا من شهرين كاملين، وقَتَّلَت يهودُ خلالهما آلاف المسلمين، ودمّرت غزة دمارا هائلا، ولم تجد غزة نُصرةً إلا من الله، فلَم يكن ثمة حرص من الدول الغربية أو دول الإقليم الوظيفية لأجل وقف عدوان يهود خلال تلك المعارك؛ إلا تصريحات إعلامية جوفاء لذر الرماد في العيون، ويوم أن تنتهي يهود من بنك أهدافها تتدخل القوى الدولية والوسطاء المأجورون لتثبيت "وقف إطلاق النار" بعد أن يصل المسلمون في قطاع غزة إلى مرحلة الإنهاك، وذلك كي تَخرج يهود بلا شروطٍ ملزِمة.

فما هي علة هذا التشابه بين كلا المعركتين؟

خلال معركة عام 2008 كانت الأنظمة العلمانية المحتلة لبلاد المسلمين مستقرةً؛ خاصة دولُ الطوق حول فلسطين، وذلك قبل الثورات الشعبية، فلَم يَكن ثمة خوفٌ من أي تهديد من قِبَل الشعوب، لأن وكلاء يهود يُطْبِقون الخناق على الشعوب بكل تفانٍ وإخلاص، بل من شدة إخلاص الطواغيت وجيوشِهِم أعلَنت يهودُ الحربَ حينها من قلب القاهرة، في مؤتمرٍ مشترك بين وزيرة الخارجية الصهيونية "تسيبي ليفني" مع وزير الخارجية المصري الصهيوني "أبو الغيط"، الذي "كرّموه" فيما بعد ليُصبح الأمينَ العام لجامعة الطواغيت العربية، وهي الوظيفة الرسمية للخائن العام للعرب.

وخلال معركة عام 2014 كانت الأنظمة العلمانية المحتلةُ لبلاد المسلمين قد عادت إلى مرحلة الاستقرار مجددا بعد الثورات المضادة؛ التي انقضّت على ثورات الشعوب وآمالِها، وأعادت الأمل مجددا ليهود بأنّ جُدُرَ الحماية حوْلَ دويلتها بخير، خاصة في مصر، لذا لم تدخر يهود وُسعا في حربها علينا حينها، تماما كما حدث عام 2008.

أما المعركتان الثانية والرابعة (2012 و2021) فكانتا أقل بكثير في الدمار والقتل المتخلف عن معركتي (2008 و2014)، وفي كليهما استطاعت كتائب الشهيد عز الدين القسام أن تَخرج من المعركتين بزهوٍ كبير لم تستطع يهود منعَ تحقُقّه، أو لم تكن مكترثةً بتحققه أمام ضرورة إيقاف كلا المعركتين.

فما العلة هنا؟


يُتبَع صـ [4/2]
📝

صـ [4/2]



=خلال معركة عام 2012 كانت نتائج الثورات الشعبية لا زالت في أوج ألَقِها، وكانت مصرُ تحديدا -بوابةُ الشام الجنوبية- في أيدٍ ليست أمينة بالنسبة ليهود، أي جماعة الإخوان، رغم إعلان الإخوان في أكثر من مناسبة أنهم ملتزمون بالاتفاقيات الموقعة -والتي من بينها كامب ديفيد- إلا أنه عندما جاء وقتُ إثبات صِدق هذا الالتزام لم تكن جماعة الإخوان "عند حجم المسؤولية الملقاة على عاتقها" فخرج الرئيس المصري حينها الدكتور محمد مرسي رحمه الله ليقول (نحن مع غزة) وأرسل المساعدات وفتح المعبر وسمح بالمظاهرات العارمة، في مشهدٍ غريبٍ جدا عن مصر الرسمية، مشهدٍ لا يتكرر في الجيل الواحد مرتين، أو ربما تتعاقبُ أجيالٌ دُونَ أن يَشهدوا مِثله، عِلما أنّ هذا في ميزان النصرة لا يَزن شيئا من ناحيةٍ شرعية، فالأصل في الشريعةِ قتالُ المسلمينَ صفا واحدا حتى تَكتمل الكفاية، هكذا تَكونُ النصرة شرعا، لكنه في ميزان يهود طعنةٌ نجلاء في الخاصرة، وأعلى مراتب الخطر على دويلتهم الهشة، فمتى ما تململت الجماهير المسلمة حول هذه الدويلة أحست بالاختناق الشديد، فكيف لو تحركت؟ بل كيف لو اقتحمت الحدود؟ لكُم أن تتخيلوا، لذا انتهت حربُ عام 2012 سريعا خلال 8 أيام فقط.

أما معركةُ عام 2021 فكانت حكايةً وحدَها، لأول مرة في تاريخ القضية الفلسطينية تنتفض فلسطين كلها؛ وتلتهب، اشتعلت القدس، وبدأت الضفة الغربية في التفلت من قبضة السلطة الفلسطينية العلمانية الصهيونية، ثم دخل قطاع غزة برعب صواريخه، وإذ بالمناطق المحتلة عام 48 تَلحق بالجميع، وخلال هذا المشهد المُرهِب المرعب ليهود تحركت الجماهير المسلمة في الأردن ووصلت الحدود، لم تقتحمها، فقط وصَلَتها، أمام هذا المشهد يومَها الشبيه بيوم القيامة بالنسبة ليهود سارعَ رئيسُ الولايات الأمريكية الصليبية المتحدة بشحمه ولحمه ليُديرَ مفاوضات وقف إطلاق النار، نعم، كلب الروم "بايدن" الذي يدير الحرب اليوم على قطاع غزة بعد غزوة طوفان الأقصى هو الذي كان خلال معركة عام 2021 يدير باتصالاتٍ مكثفة المحاولات المستميتة لوقف المعركة، ويتنقل باتصالاته العديدة خلال أيامٍ قليلة ما بين يهود في فلسطين وعملاء يهود في مصر وكلاب حراسة يهود في رام الله، وهذا لم يحدُث من قبلُ في أيّ معركةٍ سابقة، إلى أن أعلن هو بنفسه -قاتله الله- عن وقف القتال؛ مع وعدٍ بإعادة إعمار غزة، وانتهت المعركة بعد 10 أيام فقط؛ للأسف، هذه المعركة التي كانت فرصةً تاريخية استطاعت الوساطات السياسيةُ الخائنةُ إخمادَها؛ وإقناع حركة حماس بالتوقف؛ مع وعودٍ لم يتحقق منها شيءٌ ذو قيمة، كانت هَبّةً شاملةً وانتفاضةً كبرى آذت يهود جدا؛ وفتحت عليها أبواب الجحيم من كل مكان في فلسطين، وأظهرت عجز دويلتهم أمام أهل فلسطين وحدَهُم عندما بدأوا في التململ، فكيف لو ثَبتَت تلك الانتفاضة واستعرَت وزاد اشتعالُها؟ بل كيف لو تحركت الشعوب في أنظمة الطوق الأربعة حول دويلة يهود؟ بل كيف لو تحركت أمة الإسلام؟

إن هذه الدويلة المسخ دويلة كرتونية هشة، لو خُلِّيَ بين أهل فلسطين فقط وبإمكانياتهم البسيطة وبين هذه الدويلة فلن تَبقَى على وجه الأرض شهرا آخر، لكن أعداءنا نجحوا في زراعة أنظمةٍ وحكوماتٍ تحمي هذه الدويلة اللعينة، بل زرعوا جسما سرطانيا داخل فلسطين أطلقوا عليه اسم "السلطة الفلسطينية" وهي والله سلطةٌ علمانيةٌ صهيونيةٌ مُتَوَلِّيَةٌ ليهود، لا غاية من وجودها إلا حماية دويلتهم المسخ.

فهل اتضحت الصورة عندك أخي المسلم؟

هل علمتَ ما الذي يُرعب يهود؟ لدرجة أنها بعد غزوة طوفان الأقصى ومن شدة الألم والوجع تداعت لها الروم من أمريكا وأوروبا لكي تستطيع يهود ردّ اعتبارها وإرجاع بعضٍ من هيبتها التي مرّغها في التراب مجاهدو الإسلام من كتائب القسام، وتداعِي الروم الصليبيين ليس إلا لغايةٍ واحدةٍ معلَنةٍ دُون مواربة ومداراة: أن لا تتسع المعركةُ في أكثر من بقعة، وأن لا تنتشر في أكثر من ساحة، هذا هو المطلب الأهم لهم الآن، لأن اتساع رقعة الصراع خارج قطاع غزة مع استمراريته معناه بداية نهاية دويلة يهود؛ دون أي مبالغة.

لأجل ذلك جاء الروم الصليبيون برؤسائهم ومندوبيهم إلى الضفة الشرقية في الأردن والضفة الغربية في فلسطين ومصر للتأكد من جاهزية وكلائِهم الخونة وقُدرتهِم على السيطرة؛ كلٌّ في ساحته التي ولّاه الكفرةُ عليها، كما تأكدوا من سقف التصعيد مع إيران وأدواتِها في المنطقة وتبادلوا الرسائل فيما بينهم عبر الوسطاء لتحديد هذا السقف؛ كما أكد وزير الخارجية الإيراني الرافضي بنفسِه، وكما قال رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبناني بالحرف: "الأمور تحت السيطرة وضمن شروط اللعبة".



يُتبَع صـ [4/3]
📝


صـ [4/3]


=فإن علمتَ أخي المسلم ما هي خيرُ وسيلةٍ لنصرة قطاع غزة فإنك الآن غير معذور، فمن كان من دول الطوق حول فلسطين -خاصة الأردن- عليه أن يعمل بكل ما يستطيع لتحريض المسلمين لكي يتجهوا إلى ما يسمى حدودَ فلسطين؛ ويتجه معهم، ومن كان من دولٍ أخرى عليه واجب التركيز على هذه الجزئية وتحريض المسلمين حول فلسطين للاتجاه نحو الحدود المصطنعة، نريد الآن أن يصل المسلمون إلى هذه المرحلة فقط، لا نريد مددا ولا سلاحا، فقط أن يزعجَ المسلمونَ يهود على الحدود الزائلة قريبا بإذن الله.

أما المسلمون داخل فلسطين -خاصة الضفة الغربية- فعليهم واجب الانتفاضة الآن، يجب أن تشتعل فلسطين مرة أخرى لمنع يهود من الاستفراد بقطاع غزة، فلتشتبك الجماهير في انتفاضةٍ جديدة في كل نقاط الاشتباك، بالحجارة والإطارات المشتعلة لمن لا يملك سلاحا، أما من يملك السلاح فليمتشقه وليجعل ليل يهودٍ نارا ونهارا، ولا يهم الإثخان بقدر ما يهم الانتشار، ومن حاول منعكم فمُرُّوا على جثته العفنة واستمروا في إشعال هذه الانتفاضة.

وليَستشعر كل مسلمٍ الآن أنه يَخذل إخوانه في قطاع غزة؛ وأنه شريك في إثم التقصير، فالمهمة التي نريدها منكم أن تشاغلوا يهود في بقية الساحات، ركزوا على هذا وحرّضوا عليه ودَعوكم من سواه.

فإنْ عرَفتُم الذي يرعب يهود وعرَفتُم الواجب عليكم؛ الذي يَمنع يهود من الاستفراد بإخوانكم= فلقد عرَفتُم الخذلان لنا متى وكيف يَكون.


أما عن الغدر فتعالوا أحدثكم كيف حصل، وما هو مختصر القصة.

لقد أرادت الفصائل الفلسطينية الحصول على دعم دولة الاحتلال الإيراني ليواجهوا دولة الاحتلال اليهودي، في ظل شُح دعم المسلمين لإخوانهم في فلسطين، لكن الفصائل الفلسطينية لم تكن على قدرٍ كافٍ من القوة والوعي لتواجه مطالب الرافضة الإيرانيين؛ فترفُضَ ما يمكن رفضُه، حيث أن إيران تحتاج هذه العلاقة كما تحتاجها الفصائل الفلسطينية، بل وأكثر، ويمكن الرجوع إلى مقالٍ سابقٍ كتبتُه تحت عنوان (حماس وإيران؛ وجدلية العلاقة: هل هي تقاطع مصالح أم تحالف أم تبعية!) وهو منشور عبر قناتي هذه وضمن العدد 20 لمجلة "بلاغ"، وفيه توضيح أوسع؛ أرجو أنه نافع.

ودون الدخول في تفاصيلٍ يمكن الرجوع إلى مظانها= أصبحت الفصائل الفلسطينية جزءا من محور إيران في المنطقة، واعتقدَت الفصائل أنها بهذا التماهي مع محور إيران فإنها تعطِ مشروع مقاومة الاحتلال اليهودي لفلسطين زخما ودَفعا إلى الأمام، حتى وصلت الفصائل إلى قناعةٍ -أعلنوا عنها- أنّ "حلفاءَهُم" في هذا المحور الخبيث على استعدادٍ تام للدخول معهم في معاركهم مع يهود، ووثقوا فيهم تماما؛ للأسف، لدرجة أن القيادي البارز في حركة حماس يحيى السنوار قد صرّح بعد معركة عام 2021 مباشرةً أنّ المعركة لو طالت فإنه متأكد أنّ "محور المقاومة" كما أسماه كان سيدخل معهم ويقاتل إلى جانب الفلسطينيين، بل وصل الأمر أنّ بعضَ الفصائل الفلسطينية صرّحت بأنها لن تقف متفرجةً إن تعرضت إيران ومحورُها لأي اعتداء.

لقد استطاعت إيران خداع كل هذه الفصائل، واستغلّتها جيدا لخدمة مشروعها التوسعي في المنطقة -وليُراجَع المقالُ المذكورُ آنفًا- وكانت الفصائل الفلسطينية تظن أنها تحصلت على حليف "صادقٍ" قوي، لدرجة أنها لم تجد نفسها قد خذلت الشعوبَ المسلمةَ التي قتّلت وهجّرت إيرانُ منها ملايين المسلمين، وربما أكثر مِن تعداد كل الفلسطينيين في الداخل والشتات، لم تجد الفصائل الفلسطينية نفسها كذلك لأنها اعتبرت المصلحة مع إيران وأدواتِها مصلحةً أكبر في المعركة مع يهود.

إيران عداؤُها مع دويلة يهود عداءٌ حقيقي، لكنه عداءٌ سياسي قائم على صراع النفوذ في المنطقة، وليس كصراعنا مع يهود الذي هو صراعٌ عقائدي؛ إما نحن أو هم، ولا يوجد منطقةٌ وسط لنلتقي فيها، أما إيران فيمكن أن تصل إلى مرحلة التفاهمات المشتركة مع دويلة يهود ليتقاسموا المصالح، ولو بصورةٍ سرية كما حصل إبان حكم الخميني لعنه الله، أو على الأقل يمكنهم أن يتفقوا على سقف العَداء، وهذا يَحصل بين الدول المتصارعة على النفوذ، المهم والخلاصة أن قضية فلسطين ليست قضية إيران وأدواتِها وشِيعتها، قضيةُ احتلال فلسطين وسيلةٌ يستغلونها لتمرير مشاريعهم في المنطقة، بل بقاؤُها محتلةً يخدم أهدافهم.

وبما أنهم لم يَصلوا بعد إلى تفاهمات مشتركة فإن العداء قائم، ولقد تصاعد خلال فترة حكم كلب الروم "جو بايدن" ووصل إلى التهديد الصريح بضرب المشروع النووي الإيراني وأدوات إيران على حدود دويلة يهود، أي حزب الشيطان اللبناني تحديدا، والأمريكان هم الذين يؤجلون هذه العمليات العسكرية طمعا في الوصول إلى تفاهمات سياسية، والرافضة يَعلمون ذلك جيدا، لذا فهُم يمتصون ضربات يهود لهم في سوريا والعراق بل وفي قلب إيران؛ لكي يعطوا الأمريكان كامل الفرصة لتأجيل أي صدام عسكري.


يُتبَع صـ [4/4]
📝


صـ [4/4]


=أما يهود فهي تفترض الأسوأ وتَبني عليه، وتتحضر لمعركة عسكرية مع إيران وحزبِها اللبناني، وأهم خطوات هذا التحضيرِ العملُ على إخراج قطاع غزة في الجنوب من أي معركةٍ مع إيران في الشمال، لأن يهود لا تُطيق القتال على أكثر من جبهة، فهي تريد إن اندلعت معركةُ الشمال أن تؤمّن ظهرَها في الجنوب، ولأجل ذلك خاضت عدة معارك سريعة في قطاع غزة خلال السنوات القليلة الماضية، وكانت تركز على حركة الجهاد الفلسطينية تحديدا؛ والتي تُعتبَر أشدَّ الفصائل الفلسطينية تَبعيّةً لإيران، والهدف هو "تقليم أظافر" الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة تحضيرا للمعركةِ المتوقعة، وإيران وحزبُها يَعرفون ذلك ويراقبونه جيدا.

فماذا فعلت إيران وحزبُها اللبناني ومحورُها؟

بكل بساطة جعلتنا في قطاع غزة طُعما وهدفا ليهود، كي تَطول فترة تأجيل المعركة معها ومع أدواتها من ناحية؛ بانشغال يهود في معركة غزة التي يبدو أنها سَتطول فعلا، ومن ناحيةٍ أخرى لكي تَدخل على خط الصراع كطرفٍ مؤثرٍ على حركة حماس في أي مفاوضاتٍ لوقف إطلاق النار في المعركة الدائرة؛ لتَفرض إيران شروطَها التي تتقاسم فيها النفوذ مع يهود في المنطقة؛ بموافقةٍ ورعايةٍ أمريكية، وقناعتي كاملةٌ أنه لو لم تكن دويلة يهود موجودةً لكانت دولة الرافضة إيران هي وكيل الغرب في المنطقة، فهو صراع وكلاء الغرب لتقاسم النفوذ، وقد استعملت إيران قطاع غزة كمحرقةٍ لتحصيل مصالحها.

لقد خدعت إيرانُ وحزبُها حركةَ حماس، وأدخلوها المعركةَ وحدَها بعد اتفاقٍ بالقتال المشترك من جبهتين؛ الجنوب والشمال، فمستحيلٌ قولا واحدا أن تُقدِم حماس على معركةٍ بحجم غزوة طوفان الأقصى لولا أنها معركةٌ مشتركة؛ بخطةٍ مشتركة، وما أقوله هنا أكبر من مجرد تحليل، وسَتكشف الأيام حقيقة ما حصل، وإلا ما الذي جاء بكل قيادة حماس السياسية في الخارج وجمَعهُم في الضاحية الجنوبية ليلة السابع من أكتوبر؟ وما الذي جعل القائد أبا خالد الضيف حفظه الله ينشرُ تسجيلا صوتيا بعد ساعتين فقط من بدء الغزوة يؤكد فيه أنّ هذه "معركةُ التحرير وكل الساحات"؟ والكثيرُ من الشواهد والأحداث والأدلة التي لم تَظهر بعد تؤكدُ هذا، وها هي إيران الآن وحزبها اللبناني واليمني يديرون مشاهدَ مسرحية النُصرة المزعومة باحترافٍ، فهُم يعرفون جيدا ما الذي يُدخلهم المعركةَ لو أرادوا دخولها، لكنهم حددوا سقف أعمالهم العسكرية بحيث لا تتجاوز تصعيدا مدروسا يمكن السيطرة عليه في أيّ لحظة -ذرا للرماد في العيون- دُون أن يَصلوا إلى مرحلةِ حربٍ مفتوحة، وهذا باتفاقٍ مع يهود؛ مباشِرٍ أو غير مباشر؛ سيّان، فيهود تَعلم وتُراقب، وقد قَبِلت بهذه المسرحية من إيران وأدواتِها وشاركت فيها بنفس السقف لتستطيع مواصلة تدمير قطاع غزة.

حماس لو أنها أرادت القيام بهذه الغزوة وحدَها فأقصى ما يمكن أن تفكر فيه هو الهجوم على الثكنات العسكرية على الشريط الحدودي الفاصل للإثخان في الجنود انتقاما للأقصى؛ وخطفُ ما يتيسر لها خطفُه منهم مفاداةً للأسرى، دون التوغل داخل المستوطنات بمئات المقاتلين، لأنهم لن يعودوا، وهذا يعرِفه أصغر قائد عسكري في فلسطين، حماس لن تفرط في جنودها بهذه الأعداد الضخمة والذين درّبتهم طوال سنيّ الحصار بألمٍ وأملٍ= لمجرد الإثخان في المستوطنين، حماس تفعل ذلك في معركة التحرير فقط، وهذا هو الصواب، وهذا ما حصل، لكن تبيّن أنها لم تكن معركةَ التحرير بعد.

ولا ضير، فقتلانا شهداء بإذن الله، وإنْ خذلت الأرضُ كلُّها كتائبَ القسام وبقية المجاهدين فإنّ الله لا يخذلُهم، لن يخذل اللهُ مَن آمن به وبرسولِه وكتابِه ويَجعل عليهم سبيلا لِمن كفَر به وحارب عبادَه، هذه قناعةٌ راسخةٌ ثابتة، فهي معركةٌ بين الإسلام والكُفر، والتوحيد والشرك، وما ندفعه اليوم من فاتورةٍ ضخمة هو قدَرُنا الذي رضيناه، فنحن راضون عن ربنا، وراضون أن نكون الشعلة التي تحترق لتنير الطريق للأمة الإسلامية، شرط أن تَعبُر الأمةُ هذا الطريق، وراضون أن تَكون دماؤنا الوسيلة التي تَعرف الأمة بها أعداءَها، خاصة الرافضةُ الغَدَرة.

وإني أرتقب مَكر اللهِ فيهم وفي يهود، فلن تنفعَهُم مؤامراتُهُم، وسنرى عمّا قريبٍ الحرب تشتعل بينهم بأسبابٍ يُقدّرها الله؛ ليضرِبهم ببعضهم، وساعتها أسأل الله أن لا يَبقى حجرٌ على أخيه في الضاحية الجنوبية.

فهل عرَفتم الآن قصتنا؟ وهل عرَفتم الغدر الذي تعرضنا له من أين أتانا؟ إنهم الرافضة شرُّ من دبَّ على الأرض، إنهم الذين أسالوا دماء المسلمين أنهارا في العراق وسوريا واليمن؛ وهجّروا الملايين منّا، وقبل ذلك حرّفوا كتاب ربنا وطعنوا في عِرض رسولنا صلى الله عليه وسلم، هؤلاء لا خير فيهم ولا رجاء، ولو حرروا الأقصى وكل فلسطين؛ وما هُم بفاعلين حتى يلِج الجمل في سَمّ الخِياط.


وللحديث بقيةٌ إنْ كان في العمر بقية..
إن أراد الله..



2/11/2023
@abomoaaz83
📝


اللهم إنْ بقينا أحياءً لَيَكُونَنّ واحدًا من مشاغلنا بعد المعركة فضحُ كلاب الرافضة في بلادنا، فمنذ هذه اللحظة على كل مسلمٍ فلسطينيٍّ غزّيٍّ يَحمل داخل جُمجمتِه عضوا يُشبه المخ ويَعقِلُ به شيئا يسيرًا= أن يَبصُق على خونةِ دمائِنا في الشام وفي غزة؛ الذين جعلوا من أقلامهم الرخيصة وألسنتِهِم الوسخة وأنفسِهِم الخبيثة أبواقا لتلميع مشروع الاحتلال الإيراني في بلادنا فلسطين.

إنْ كان بعضُ ما نحن فيه بلاءٌ بذنوبنا فهؤلاء المجرمون الخونة سَقطُ المتاع من بني جلدتنا هُم سببه؛ بما يفعلونه من تعليقِ المسلمين في غزة بالرافضة شرِّ الدواب، ولا أعلم أخبث من هؤلاء إلا أسيادُهم الرافضة الذين شروهم بثمن بخس.

قبل هذه المعركة وخلالَها وإلى اليوم وهم يهللون ويعظّمون محور الشرك الإيراني الرافضي في عيون المسلمين، ويُمنُّون المستضعفين في غزة بقُرب "النُصرة القادمة من الشمال التي ستُغيّرُ وجه المعركة"، فهذا "محلل سياسي" وهذا "صحفي" وهذا "خبير عسكري" وهذا "مستشار" وهذا "شاعر" وهذه قنوات إخبارية، أغلبهم تَجمعهم غرفة إدارة واحدة؛ كما تبيّن خلال المعركة، ليتضح أنهم أُجَراء حقراء يَعملون تحت إمرة رافضيٍّ نجسٍ يُسيّرهُم من الضاحية الجنوبية في لبنان.

تابعتُهم قبل المعركة وخلالَها، وشُغلهم الشاغل تجميل موقف الرافضة الملاعين من معركتنا في غزة، لا يَعنيهم أنهم كذبة فجرة، ولا يهمُّهم أنهم يُعظّمون من شأن من طعن في عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويَعتبرون دماء المسلمين ماءً؛ والتي سالت أنهارا في العراق وسوريا واليمن بأيدي أسيادِهم الروافض المجوس.

أعرف واحدا كان شديد الدفاع عن محور الشرك الإيراني قبل المعركة، ويُقدَّم دائما بصفةِ "محلل سياسي وخبير أمني"، وبعد أن اندلعت المعركة بأيامٍ قليلة قتلته يهود هو وعائلتُه جميعا، فكان مِن أوائل ضحايا غدر الرافضة، أسأل الله أن يرحم أهله ويتقبلهم في الشهداء.

وهاهو اليوم حسن نصر الشيطان دجال لبنان وسافِكُ دماء المسلمين وقاتلُ أطفالِهم ومغتِصب نسائِهم= يَخرج علينا ليبيع المسلمين كلاما؛ كان ياسر عرفات وجمال عبدالناصر أبلغ منه فيه، وتبيّن أنّ جُلّ همه في خطابِه اللعين التأكيد على أنّ المعركةَ فلسطينيةٌ خالصة، كأنه يقول "ما فعلناه على حدودِنا أكثر مما ينبغي لكم أيها الفلسطينيون، فهي معركتكم"، ولم ينسَ اللعين الزنيم أن يتاجر بدمائنا ويَتسلّق على معركتنا ليُمجّد محوره المجوسي في لبنان والعراق واليمن وإيران وسوريا، فهذه هي قضية فلسطين بالنسبة لهم؛ مجردُّ جسرٍ يَعبرون عليه لسفكِ مزيدٍ من دمائنا.

وبعد كلمة هذا الوسِخ خَرِست ألسنةُ المأجورين من بني جلدتنا، أخرَسهم شدة الوقاحة والسفالة في خطابِه؛ الذي ما فتِئوا يُحمسّون المسلمين له طيلة الأيام الماضية، وكأن عصر يوم الجمعة هذا سينزل جبريل عليه السلام من السماء ومعه مئة ألفٍ من الملائكة مردفين!

أخرس ألسنتَهُم الوسخة قَتْلُ الجرحى والمصابين والنساء والعجزة والأطفال على بوابة مستشفى الشفاء في غزة في نفس اللحظة التي يُرسل لنا فيها حسن نصر الشيطان صواريخَه الكلامية ويَبيعنا الوهم، خرِسوا لأن الدماء على بوابة مستشفى الشفاء صَرخت حتى وصل صراخُها عنان السماء وهي تنادي (يا الله يا مغيث لا ناصر لنا إلّاك).

والله أكتُبُ كلماتي هذه وقلبي يتميز من الغيظ قهرا على شيبنا وشبابنا ونسائنا وأطفالنا الذين قتّلتهم يهود بغدر الرافضة، ويكاد ينفجر صدري من شدة الغضب من كل مأجورٍ حقيرٍ باع دينَه ودماءَ المسلمين وشارك في خداع المستضعفين ليُعلِّقهُم بِالرافضة شَرِّ من وَطِئ الحصى.


اللهم انصر المجاهدين في سبيلك في غزة وكل مكان..
اللهم سخّر لكتائب القسام والمجاهدين في سبيلك جندا من السماء..
اللهم انقطع الرجاء إلا منك..
اللهم عجّل بنصرك الذي وعدتَ يا الله..
اللهم إنّا مغلوبون فانتصر..
اللهم ذرارينا يا رب يا الله..
اللهم اجعلنا غضبك ونقمتك على يهود ومن ولَاهم..
اللهم مَكّنا من أكتافِهم ورقابِهم وأقرّ عيوننا برؤية أشلائِهم ودمائِهم بين أيدينا يا قوي يا منتقم يا جبّار..



3/11/2023
@abomoaaz83
📝


الآن.. أصواتُ الانفجارات من حولِنا والاشتباكاتُ والطائرات بصواريخها إلى جانب صواريخ المجاهدين تَقُض المضاجع وتُحِيل الليل نهارا، لكن والله وبالله وتالله أنّ السكينةَ تَلُفّ هذا كلَّه لَفًّا؛ وتحوطُه حتى تكاد تَجعله أهوَن ما يَكون.

وأكثرُ ما يَجعلُ المرءَ رَاضٍ عن ربِّه وساكنَ النفسِ هانِيها أنّ هذا المُقام الذي نحن فيه الآن يتمناه ملايين المسلمين في أصقاع الأرض، بل لا أشك أنّ منهم أقواما لو مَلَك أحدُهم الأموالَ الطائلة ثم خُيِّرَ بينها وبين هذا المُقام لاختاره؛ ولو ليلةً واحدة، وهذا حالُنا وحالُ أغلبِنا هنا، لو ثُقِّل هذا المُقام بمِثله ذهبا ما قَبِلنا، وإني أعلَم هذا من نَفسي مستعينا بربي، وأظنُّ ظن اليقين أنّ سوادا كبيرا مِن أهلِ غزةَ العزة مِثلي.

فالحمد لله على هذه النعمة العظيمة..
واللهم ثَبّتنا في مُقامِنا على أرض غزة..
وزِد مَقامَنا بك أنت وحدَك عِزة..



5/11/2023
@abomoaaz83
📝



صـ [2/1]



وفي عام خمسة وأربعين وأربعمائة وألف للهجرة اجتمعت جيوش الروم الصليبيين ويهود على حرب ألفي ألف مسلم في غزة؛ تلك البقعة الصغيرة جنوب بلاد الشام والتي اشتُهِرت وذاع صيتها في العالمين منذ تلك الموقعة، جاؤوا بقدّهم وقديدهم وقضّهم وقضيضِهم وعَدّهِم وعديدِهم من أقطار الأرض وعَسْكَروا في قلب الشام وعلى ضفافِها وقتّلوا المسلمين دون تفرقةٍ بين صغير وكبير وامرأةٍ وعاجز، ودفنوا عوائل كاملة تحت ركام أبياتِهم، واستهدفوا بالتفجير والتدمير مَشافيهِم وأماكن انحياز عوائلِهم وذراريهم، ومنعوا عنهم الماء والزاد والدواء، يوم أن كانت أمةُ الإسلام ألفي ألف ألف، أو بتعبيراتهم يومَها ملياري مسلم، والمسلمون جميعا يشاهدون ويسمعون بلا حراك؛ وبكل سُكون، ولا يجرأون أن يُلبّوا دعوات الاجتماع في بلدانهم للهتاف والصراخ والنُواح؛ في الساحات والنوادي والنَواح، وليس للقتال وحمْل السلاح، وإن اجتمعوا فقليل، والقليل لا يصبرون، وينقطعون عن حيلة العاجزين تلك ولا يواصلون، وذاك يومَها كان زعمُ المسلمين أنه أبلغ ما يطيقون، إلا أنهم ومع ذلك لم يستطيعوه.

وكانت هذه الموقعة بعد أن غزا فرسان غزة قطعان يهود؛ الذين طال مُقامُهم على الأرض المباركة، كما طال رُقاد المسلمين دُون نكير أو نفير، فما كان من فرسان المسلمين في غزة أمام طول هذا الرُقاد إلا أن سلّوا سيوفهم وصبّحوا عدوّ الله وعدوّهم كالعادِيَات المغِيرات، وأعادوا أمجاد صحابة رسول الله عليه الصلاة والسلام وما فعلوه في بني قريظة، فأغاروا عليهم يوم سَبتهم، ونكّلوا بهم وأسَروا منهم، وجعلوهم مسبّةً بين الأمم، وشفوا منهم صدور المؤمنين، وأعادوا الأمل لعُناة المسلمين في سجون يهود، ومن شدة ما وجدت يهود من حرّ سيف المسلمين تداعت دويلتهم كبيت العنكبوت، وكاد فرسان المسلمين أن يفتحوا البلاد بعد طول استعباد، ولأجل ذلك تداعت الروم وأمةُ الصليب لنصرة يهود؛ ومعهم كَفرة العرب ومَن ارتد من أمة المسلمين.

فإن ملوك العرب والمسلمين كان لهم يومها دورُ النصرةِ لعدو المسلمين؛ وتولِّي الكافرين، ومساعدتهم في حربهم على المستضعفين في غزة جنوب بلاد الشام، فأغلق حدودَ مصرَ في وجوه المسلمين في غزة فرعونُ مصرَ؛ عاملُ الروم ويهود عليها حينها، والذي كان يُدعى السيسي، وقطع مساعدتهم بالدواء والطعام والكساء، ومنَع تطبيب جرحاهم المثخنَين بالجراحات، أما عاملُ الروم ويهود في الضفة الشرقية لنهر الأردن والذي كان يُدعى بعبد الله بن الحسين ويسميه أهل زمانه بابن الانجليزية فلقد فتح بلدة الأردن لأرتال الصليبيين؛ تَخرج من قواعدها الحربية لحرب المسلمين في غزة، ثم ادّعى هذا الطاغوت ابن الطاغوت أنه أرسل مساعداتٍ أنزلها في قلب غزة، وفي جوف الليل، وفي ليلة كانت أشد ليالي المعركة على المسلمين، في استهانةٍ مؤذيةٍ بعقول المسلمين، واستغفالٍ أشدَّ لهم، فإنه ومِن قبْلِه أباه اللعين قد كانوا من أشد أعوان الكافرين، أما عامل الروم ويهود في الضفة الغربية لنهر الأردن والذي كان يُدعى عباس، وكان اسمه يطابق مسمّاه، فهو عبّاسٌ في وجوه المؤمنين، بسّامٌ في وجوه أسياده الكافرين، فلقد تولّى حماية أمن يهود في الضفة الغربية، ومنَع نصرة مسلميها لإخوانهم في غزة، مستعينا بجنوده المرتدين؛ الذين باعوا دينهُم بأموالٍ سحتٍ من يهود والصليبيين؛ لقاء خيانتِهم للمسلمين، وأخلصوا في ذلك مبلغ الإخلاص، وكانت قادة الروم تُثني على صنيع عاملِهِم عباس وجنودِه أمام المسلمين؛ في احتقار وامتهان لأمة القرآن، كأن الروم ويهود عرَفت أن المسلمين يومها كغثاء السيل، فلَم تَجد ضُرًّا من شُكر خونتِهِم أمامَهُم والمَيل عليهم في المهانة أشدَّ مَيْل، أما عاملُ الروم ويهود على بلاد الحرمين والذي كان يُدعى بابن سَلمان فلقد أمر بإقامة الأفراح والليالي الملاح في احتفالاتٍ ماجنات والمسلمون في غزة يُقتّلون جماعاتٍ جماعات، ونَصَب منصات جيشه الدفاعية لاعتراض صواريخ جماعة الشيعة الحوثية؛ المنطلِقة من بلاد اليمن نحو يهود في فلسطين، والشيعةُ في يمن الحكمة والإيمان ما أطلقوها إلا وهُم متحققون عدم وصولها لتنال من أهل الكُفران، إنما ذرا للرماد في العيون، وتسلقا على مآسي المسلمين، كما كان يفعل حينها بنو ملتهم الشيعة في قلب الشام؛ شمال فلسطين، في البلدة التي كانت تسمى لبنان؛ قبل هدم الحدود وتوحيد بلاد أمة القرآن، أما عاملُ الروم ويهود في أقصى شرق الجزيرة العربية في بلدةٍ صغيرةٍ يومها تسمَّى قَطر فلقد أطلق يد الصليبيين من هذه البلدة لتنطلق طائراتُهم من قاعدة حربية تسمى العِديد؛ تَغدو تُزوّد بالوقود طائرات الصليبيين ويهود، ويسعى جاهدا لفكاك أُسارَى الكافرين وتخليصِهم من أيدي المسلمين، دون اكتراثٍ بأحوال عُناة المسلمين الذين طالت سِنيّ عنائِهم في سجون الكافرين.



يُتبَع صـ [2/2]
📝


صـ [2/2]


=أما عامل الروم ويهود الآخَرُ في شرق الجزيرة العربية في بلدةٍ محتقرةٍ من المسلمين يومها تسمى الإمارات إلى الشمال من بلدة عُمان فأظهر السرور والحبور بمصاب المسلمين، والحزن والألم لمصاب يهود الكافرين، وأرسل طائراته الحربية تَنصر الروم ويهود، وعوّض هلكى يهود وأغدق عليهم الأموال والنقود، أما سلطان الترك يومها ويُدعى أردوغان فلقد كان حليف أهل الصلبان في حلفٍ يسمَّى الناتو، وعرَفه أهلُ زمانه أنه ماهرٌ في البيان وعليمُ اللسان إلا أنه شديد الخذلان لأهل الميدان، وبقيت هذه عادتُه لم يرَ منه المستضعفون في غزة سِواها، بل شارك أحلاف المعتدين على المسلمين وتَركهم يَنطلقون من قاعدة حربية تسمى انجرليك لمهاجمة المسلمين المستضعفين في غزة، وبقيةُ ملوك العرب والمسلمين يومها مع من تقدَّم ذِكرهُم بقوا على حبل الود مع الروم الصليبيين ويهود، فلَم يقطعوا علاقاتِهم بهم ولم يَطردوا رعاياهم وسفراءهم، وأمنّوهم في بلاد المسلمين.

وبعد أن تحزّبت الأحزاب من كفرة العرب والعجم على المسلمين المستضعفين في غزة؛ وبلغت قلوبهم الحناجر وزُلزلوا زلزالا شديدا= جاء نصر الله والفتح، ورَدّ اللهُ الكافرين بغيظهم لم ينالوا خيرا، ومكّن المسلمين منهم فانتقموا منهم انتقاما شفى صدورهم وأذهب غيظ قلوبهم، وجعلوا انتقامَهم ذِكرَى رعبٍ مريرٍ تتناقلها أجيالٌ متعاقبة من الروم ويهود، ولازالوا إلى يومنا هذا ينتظرون خروج الدجال؛ ليُعيدوا الكَرّة على المسلمين.



من مجلد تاريخ أمجاد المسلمين
باب فضائل غزة
فصل العزة
صفحة 7-10






6/11/2023
@abomoaaz83
2024/06/10 06:11:41
Back to Top
HTML Embed Code: