Telegram Web Link
"فَوِّضْ أمُورَكَ لِلرَّحْمَنِ في ثِقَةٍ
‏فَلَم تَخِبْ عِنْدَ رَبِّ العَرْشِ آمَالُ"
18
إِستَقبلوا أقداركم بنفسٍ راضية
فَـ الله يعلم وأَنتُم لاتعلمون ♥️"
21
{رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ }
قد يسيء بعض الناس بك الظن
وقد يظنّك آخرون أطهر من ماء الغمام
ولن ينفعك هؤلاء ولن يضرك أولائك
المهم هو حقيقتك وما يعلمه الله عنك
فأصلح ما بينك وبين الله ثم امضِ مطمئناً،،
30
غاية الخلق

إن عدم وجود غرض يعود إليه تعالى لا يعني عبثية الخلق والتي تنافي الحكمة الإلهية، قال تعالى ﴿أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ﴾2، والعبث يطلق على الشيء الذي لا غاية حقيقية له، وهو يأتي في قبال الحكمة. إن الإنكار هنا بمعنى أنكم حسبتم أن لا حكمة في خلقكم، وأن ليس هناك غاية حكيمة.

إن أي فعل ـ نركز عليه ـ لا بدّ أن يكون باتجاه هدف معين، وطبيعي أن بعثة الأنبياء كانت تستهدف تكميل الإنسان. ومما صرحت به الشرائع أن الأنبياء جاؤوا ليعينوا الإنسان، ويأخذوا بيده إلى الكمال.

إن في حياة الإنسان  في الواقع نوعاً من الخلل والنقص لا يمكن للإنسان الفردي، بل وحتى الإنسان الاجتماعي أن يسده بمعونة طاقات الأفراد العاديين، فيتعين عليه أن يستعين بالوحي.

ويلزمنا حينئذ أن نعود إلى القرآن الكريم ليحدثنا ـ بشكل أكثر تفصيلاً وأشد تعييناً ـ عن هدف الإنسان، وهل تحدث عن الهدف من خلق الإنسان؟ وهل ذكرنا الهدف من بعثة الأنبياء؟ وهل تحدث عن الهدف الذي يعيش له الإنسان؟
10
العبادة هدف

القرآن الكريم يصرح في موضع منه: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾أي أن غاية خلق الإنسان والموجود الآخر المسمى بـ(الجن) هي العبادة.

فما معنى هذا الهدف؟ وما هي الفائدة التي تعود بها العبادة على الله؟ وهي حتماً ليست بذات فائدة له، لأن الله غني عن العالمين، لكن ما هي فائدتها العائدة على البشر ليخلق البشر لأجل العبادة.

وفي التوحيد بإسناده عن ابن أبي عمير قال: قلت لأبي الحسن موسى بن جعفر عليه السلام: ما معنى قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "اعملوا فكلٌّ ميسّر لما خلق له؟" فقال: إن الله عز وجل خلق الجن والإِنس ليعبدوه ولم يخلقهم ليعصوه وذلك قوله عز وجل: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ فيسَّر كلاً لما خلق له فويل لمن استحبَّ العمى على الهدى.

وفي العلل بإسناده إلى أبي عبد الله عليه السلام قال: خرج الحسين بن علي عليه السلام على أصحابه فقال: "إن الله عز وجل ما خلق العباد إلا ليعرفوه، فإذا عرفوه عبدوه، فإذا عبدوه استغنوا بعبادته عن عبادة من سواه".

الجدير بالذكر أن هناك إشارات وردت في آيات عديدة من القرآن الكريم تبين الهدف من خلق الإنسان أو الكون، وقد تبدو مختلفة، ولكن بالنظرة الدقيقة نلاحظ أنها ترجع إلى حقيقة واحدة:
10
1- في الآية (56) من سورة الذاريات

يعتبر "العبادة" هي الهدف من خلق الجن والإنس ﴿
وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾.

2- وفي الآية (7) من سورة هود يضع امتحان الإنسان وتمحيصه كهدف لخلق السماوات والأرض: ﴿
هُوَ الَّذِي خَلَق السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاء لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً﴾.

3 - في الآية (119) من سورة هو د يقول: إن الرحمة الإلهية هي الهدف ﴿
وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ﴾.

4- وفي الآية (12) من سورة الطلاق اعتبر العلم والمعرفة بصفات الله هي الهدف ﴿
اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاَطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماًْ﴾.
إن تدقيقا بسيطاً في هذه الآيات يرينا أن بعضها مقدمة للبعض الآخر، فالعلم والمعرفة مقدمة للعبودية، والعبادة هي الأخرى مقدمة للامتحان وتكامل الإنسان، وهذا مقدمة للاستفادة من رحمة الله.
11
الطاعة والمعصية يعودان على الإنسان نفسه

إن المتأمل في أمور الحياةِ وشؤون الأحياءِ يجِد فئاتٍ مِن النّاس تعيش ألوانًا من التعبِ والشقاء وتنفث صدورُها أنواعًا مِن الضّجَر والشّكوى، ضجرٌ وشقاء يعصِف بالأمانِ والاطمِئنان، ويُفقِد الراحةَ والسعادة، ويتلاشى معه الرّضا والسّكينة، نفوسٌ منغمِسةٌ في أضغانِها وأحقادِها وبؤسها وأنانيتها، ويعود المتأمل مرة أخرى ليرى فئات من الناس قد نعمت بهنيء العيش وفيوض الخير، كريمةٌ على نفوسها، كريمة على النّاس، طيّبة القلبِ سليمة الصدر طليقة المحيا. ما الذي فرق بين هاتين الفئتين؟ إنها الطاعة والمعصية.

فالطاعة سكينة ورضا وحلاوة، والمعصية قلق ولا استقرار وتأفف، والطاعة سعة في الرزق ومحبة في قلوب المؤمنين، والمعاصي خلاف ذلك.
7
اختلاف الناس في المواهب والرزق

ورد في النص القرآني ما يشير إلى ذلك التفاوت: ﴿وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً رَّجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لاَ يَقْدِرُ عَلَىَ شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّههُّ لاَ يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَن يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ﴾6 والمعنى أنّ الله عز وجل نفى التساوي بين الأفراد الذين خلقهم. ولا شك أنّ التفاضل في الرزق، والتفاوت في القدرة على التصرف بالمال يعتبران من السنن التكوينية وجزءاً لا يتجزأ من التصميم الإلهي للخلق والتكوين. ولكن هذا التفاضل التكويني، والاختلاف في القدرات العقلية والجسدية إنما تؤديان ثمارهما العملية على الصعيد الاجتماعي، إذا التزم الأفراد بتطبيق مفردات الشريعة الإسلامية فحسب؛ وإلاّ أصبحت تلك الاختلافات من موارد انعدام العدالة الاجتماعية.

وفي ضوء ذلك، جعل الإسلام في أموال الأغنياء حقاً ثابتاً للفقراء، وبذلك فهو لم يلغِ التفاضل الاجتماعي، بل وضع له ضريبة ثابتة تدخل في دائرة منفعة الأفراد الذين لم يوفقوا اقتصادياً واجتماعياً.

إن الاخـتلاف في الاستعدادات ينبغي أن يوظف لخدمة مسيرة البناء، كما في اخـتـلاف طـبيعة أعضاء بدن الإنسان أو أجزاء الوردة، فمع تفاوتها إلا أنها ليست متزاحمة، بل إن البعض يعاضد البعض الآخر وصولا للعمل التام على أكمل وجه.

وإلى هذا الأمر في خلق الله أشار أمير المؤمنين بقوله "وقسّم بينهم معيشتهم" وما يعيشون به في الحياة الدّنيا من أنواع الرّزق والخير والمنافع والنعماء، ووضع كلا منهم موضعه من الفقر واليسار والغنى والافتقار والسعة والإقتار على ما يقتضيه حكمته البالغة وتوجبه المصلحة الكاملة كما أشير إليه في قوله عزّ وجلّ ﴿نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَات﴾.
11
وَرجـائي ألّا تتركني ، لِنفسي الضعيفة
فأهلك ، وآنا دُونَ عونك هالك 🦋.
17
طمئن قلبك وردد عليه
- وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَىٰ .
20
“أعظم المعارك في الحياة، تلك التي تدور في داخل النفس💙.
17
“كل جرح في قلبك يُشفى، إلا جرح المعصية، لا يُشفى إلا بتوبة صادقة💙
26
للتوبة النصوح، يجب تحقيق أربعة أمور أساسية:

الندم على الذنب، والإقلاع عن المعصية، والعزم على عدم العودة إليها، ورد المظالم إذا كانت تتعلق بحقوق الآخرين. بالإضافة إلى ذلك، يُستحب الإكثار من الاستغفار والدعاء لطلب المغفرة. 
16
شرح مفصل:

1. الندم على الذنب:
يجب أن يشعر التائب بالأسف والندم الشديد على ما فعله من معصية، ويتمنى لو لم يرتكبها. 



2. الإقلاع عن المعصية:
يجب على التائب أن يترك المعصية التي كان يرتكبها، سواء كانت متعلقة بحق الله أو بحق مخلوق. 



3. العزم على عدم العودة:
يجب على التائب أن يعقد العزم الصادق على عدم العودة إلى تلك المعصية مرة أخرى، وأن يجاهد نفسه في سبيل ذلك. 



4. رد المظالم:
إذا كانت المعصية تتعلق بحق شخص آخر، فيجب على التائب أن يرد هذا الحق إلى صاحبه، سواء كان ذلك برد المال أو طلب المسامحة والعفو. 



5. الإكثار من الاستغفار:
الاستغفار هو طلب المغفرة من الله، وهو من أهم الأمور التي تعين على التوبة. 


6. الدعاء:
يجب على التائب أن يكثر من الدعاء إلى الله، وأن يطلب منه العون والتوفيق في التوبة والبعد عن المعاصي. 


أهمية التوبة: 🌿
التوبة هي طريق العودة إلى الله تعالى، وهي باب الأمل والرحمة للمذنبين. بالتوبة، يطهر القلب وتزول آثار الذنوب، وتتحقق السعادة في الدنيا والآخرة. 

التوبة النصوح:
التوبة النصوح هي التي تتوفر فيها الشروط السابقة، وهي التي تقبل عند الله تعالى. 
14
مواعظ حسنة
قال تعالى :(
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)
7
🌱التوبة باب الله الآمن، الذي فتحه الله إلى ساحة عفوه "إلهي أنت الذي فتحت لعبادك باباً إلى عفوك سمّيته التوبة"
9
فالتوبة دعوة ربّانية مفتوحة وموجّهة لكل المذنبين في الأرض، والمذنبون جميعاً مدعوون لقبول هذه الضيافة الإلهية، من أجل أن يضعوا حدّاً لفسادهم وغيِّهم وتساقطهم وراء الملذّات الدنيوية الرخيصة، وأن لا ييأسوا من رحمة الله.
يقول تعالى: ﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾
10
قال أمير المؤمنين عليه السلام: "مَنْ أُعْطِيَ أَرْبَعاً لَمْ يُحْرَمْ أَرْبَعاً مَنْ أُعْطِيَ الدُّعَاءَ لَمْ يُحْرَمِ الْإِجَابَةَ وَمَنْ أُعْطِيَ التَّوْبَةَ لَمْ يُحْرَمِ الْقَبُولَ وَمَنْ أُعْطِيَ الِاسْتِغْفَارَ لَمْ يُحْرَمِ الْمَغْفِرَةَ وَمَنْ أُعْطِيَ الشُّكْرَ لَمْ يُحْرَمِ الزِّيَادَةَ"
12
ومعناها حسب ما ورد في الروايات عن أهل البيت عليهم السلام هي التوبة التي لا يعود فيها التائب إلى الذنب الذي تاب عنه، على ما ورد عن الإمام الصادق عليه السلام .
(التوبة النصوح)
9
وروي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه خطب يوماً بالمسلمين فقال: "أيها الناس توبوا إلى الله توبة نصوحاً قبل أن تموتوا بادروا بالأعمال الصالحة قبل أن تشغلوا..."
10
2025/10/24 15:11:24
Back to Top
HTML Embed Code: