Telegram Web Link
[في المسبوق يدرك الإمام ساجدًا؛ يسجد، وجالسًا يتشهد؛ فيجلس ويتشهد، ولا يعتد بتلك الركعة]

قال الترمذي في جامعه:

باب ما ذكر في الرجل يدرك الإمام وهو ساجد كيف يصنع

591 - حدثنا هشام بن يونس الكوفي قال: حدثنا المحاربي، عن الحجاج بن أرطاة، عن أبي إسحاق، عن هبيرة، عن علي، وعن عمرو بن مرة، عن ابن أبي ليلى، عن معاذ بن جبل، قالا: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا أتى أحدكم الصلاة والإمام على حال فليصنع كما يصنع الإمام».

وفي مسند الإمام أحمد (22124) من حديث عمرو بن مرة، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن معاذ قال: «أحيلت الصلاة ثلاثة أحوال ... » فذكر الحديث إلى أن قال:
وكانوا يأتون الصلاة، وقد سبقهم ببعضها النبي صلى الله عليه وسلم قال: فكان الرجل يشير إلى الرجل إذا جاء كم صلى؟ فيقول: واحدة أو اثنتين فيصليها، ثم يدخل مع القوم في صلاتهم قال: فجاء معاذ فقال: لا أجده على حال أبدًا إلا كنت عليها، ثم قضيت ما سبقني. قال: فجاء وقد سبقه النبي صلى الله عليه وسلم ببعضها قال: فثبت معه، فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاته قام فقضى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنه قد سن لكم معاذ فهكذا فاصنعوا».

والحديث فيه ضعف انظر «العلل» للدارقطني (976).

قال الترمذي عقب الحديث:
والعمل على هذا عند أهل العلم قالوا: إذا جاء الرجل والإمام ساجد فليسجد ولا تجزئه تلك الركعة إذا فاته الركوع مع الإمام، واختار عبد الله بن المبارك أن يسجد مع الإمام، وذكر عن بعضهم فقال: لعله لا يرفع رأسه في تلك السجدة حتى يغفر له.

قال ابن أبي شيبة في المصنف:

من قال : إذا دخلت والإمام ساجد فاسجد

2616- حدثنا جرير ، عن عبد العزيز بن رفيع ، عن رجل من أهل المدينة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ؛ أنه سمع خفق نعلي وهو ساجد ، فلما فرغ من صلاته ، قال : من هذا الذي سمعت خفق نعله ؟ قال : أنا يا رسول الله ، قال : فما صنعت ؟ قال : وجدتك ساجدا فسجدت ، قال : فهكذا فاصنعوا ولا تعتدوا بها ، من وجدني راكعا أو ساجدا أو قائما فليكن معي على حالي التي أنا عليها.

2617- حدثنا أبو بكر بن عياش ، عن عبد العزيز بن رفيع ، عن رجل من الأنصار ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ؛ بمثله.

[وهذا الحديث فيه اختلاف والصواب فيه عن عبد العزيز بن رفيع، قال: حدثني شيخ من الأنصار مرسلًا، عن النبي صَلى الله عَليه وسَلم. قال ذلك الدارقطني في «العلل» (975).]

2618- حدثنا عبد الأعلى ، عن معمر ، عن الزهري ، عن سالم ، عن ابن عمر وزيد بن ثابت ، قالا : إن وجدهم وقد رفعوا رؤوسهم من الركوع كبر وسجد ولم يعتد بها.

2619- حدثنا هشيم ، عن يونس ، عن الحسن.
ومغيرة ، عن إبراهيم ؛ في الرجل ينتهي إلى الإمام وهو ساجد ، قالا : يتبعه ويسجد معه ولا يخالفه ولا يعتد بالسجود إلا أن يدرك الركوع.

2620- حدثنا هشيم ، قال : أخبرنا مغيرة ، عن إبراهيم ، قال : على أي حال أدركت الإمام فلا تخالفه.

2621- حدثنا معتمر ، عن سلم بن أبي الذيال ، عن قتادة ، قال : إذا أدركتهم وهم سجود فاسجد معهم ولا تعتد بتلك الركعة.

2622- حدثنا ابن أبي عدي ، عن داود ، عن الشعبي ، قال : إذا وجدتهم سجودا فاسجد معهم ولا تعتد بها ، وقال أبو العالية : اسجد معهم واعتد بها.

2623- حدثنا ابن إدريس ، عن عبيد الله بن عمر ، عن نافع ، عن ابن عمر ، قال : على أي حال وجدت الإمام فاصنع كما يصنع.

2624- حدثنا ابن إدريس ، عن الحسن بن عبيد الله ، عن إبراهيم ، قال : على أي حال وجدت الإمام فاصنع كما يصنع.

2625- حدثنا ابن أبي عدي ، عن ابن عون ، عن محمد ، قال : كان يستحب أن لا يدرك القوم على حال في الصلاة إلا دخل معهم فيها.

2626- حدثنا ابن علية ، عن داود ، عن الشعبي ؛ في الرجل ينتهي إلى القوم وهم سجود ، قال : يسجد معهم.

2627- حدثنا يزيد بن هارون ، عن هشام ، عن الحسن وابن سيرين قالا : لا يقوم الرجل قائمًا منتصبًا والقوم قد وضعوا رؤوسهم.

2628- حدثنا زيد بن الحباب ، عن حماد بن سلمة ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه : أنه كان يكره للرجل إذا جاء والإمام ساجد أن يتمثل قائمًا حتى يتبعه.

2629- حدثنا حماد بن خالد ، عن عبد الرحمن بن أبي الموالي ، عن عمر بن أبي مسلم ، قال : كان عروة بن الزبير يقول : إذا جاء أحدكم والإمام ساجد فليسجد مع الناس ولا يعتد بها.

2630- حدثنا يحيى بن آدم , قال : حدثنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن هبيرة ، عن علي ، قال : لا يعتد بالسجود إذا لم يدرك الركوع.

2631- حدثنا يحيى بن آدم , قال : حدثنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن أبي الأحوص وهبيرة ، عن عبد الله ، قال : إذا لم تدرك الركوع فلا تعتد بالسجود.

وقال عبد الرزاق في المصنف:

3375 - عن ابن جريج، عن عطاء قال: «إذا ركعت قبل أن يرفع الإمام رأسه فقد أدركت، فإن رفع قبل أن تركع فقد فاتتك، فإن أدركته ساجدا فاسجد، وجالسا يتشهد فاجلس وتشهد، ولا تعتد بذلك».
[ إياك واحتقار الذنوب! ]

عن سهل بن سعد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
«إياكم ومحقرات الذنوب، فإنما مثل محقرات الذنوب كمثل قوم نزلوا بطن وادٍ فجاء ذا بعودٍ وذا بعودٍ، حتى جمعوا ما أنضجوا به خبزهم، وإن محقرات الذنوب متى يؤخذ بها صاحبها تهلكه».
[ رواه الإمام أحمد ]

وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
«يا عائشة، إياك ومحقرات الذنوب، فإن لها من الله عز وجل طالبًا».
[ رواه الإمام أحمد ]

وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال:
مثل محقرات الذنوب كمثل قوم سفر نزلوا بأرض قفر معهم طعام لا يصلحهم إلا النار، فتفرقوا فجعل هذا يجيء بالروثة، ويجيء هذا بالعظم، ويجيء هذا بالعود حتى جمعوا من ذلك ما أصلحوا به طعامهم، فكذلك صاحب المحقرات، يكذب الكذبة، ويذنب الذنب، ويجمع من ذلك ما لعله أن يكبه الله به على وجهه في نار جهنم.
[ رواه معمر بن راشد في الجامع ]

وقال ابن مسعود رضي الله عنه:
إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف أن يقع عليه، وإن الفاجر يرى ذنوبه ‌كذباب مر على أنفه، فقال به هكذا. قال أبو شهاب -راوي الحديث- بيده فوق أنفه.
[ صحيح البخاري ]

وعن أبي أيوب الأنصاري، رضي الله عنه قال: إن الرجل ليعمل بالحسنة، فيتكل عليها، ويعمل بالمحقرات حتى يأتي الله، وقد أحطن به، وإن الرجل ليعمل بالسيئة فيفرق منها حتى يلقى الله آمنا.
[ التوبة لابن أبي الدنيا ]

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
إياكم ومحقرات الأعمال، فإنها تراكم أمثال الجبال وتحصي أعمالكم.
[ الزهد لأبي داود ]

وعن الحسن البصري قال:
أدركنا أقوامًا إذا أصاب واحد منهم الذنب الذي تحقرونه كبُر عليهم واستغفروا، ثم أدركنا أقوامًا إذا أصاب أحدهم الذنب العظيم فما يكترث عليه.
[ التاريخ الكبير للبخاري ]

وعن قتادة السدوسي، في قوله تعالى:
{ مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلا أَحْصَاهَا }، قال:
اشتكى القوم -كما تسمعون- الإحصاء، ولم يشتك أحد ظلما، فإياكم والمحقَّرات من الذنوب، فإنها تجتمع على صاحبها حتى تهلكه. ذُكر لنا أن نبيَّ الله صلى الله عليه وسلم كان يضرب لها مثلاً يقول: «كمثل قوم انطلقوا يسيرون حتى نـزلوا بفلاة من الأرض، وحضر صنيع القوم، فانطلق كلُّ رجل يحتطب، فجعل الرجل يجيء بالعود، ويجيء الآخر بالعود، حتى جمعوا سوادا كثيرا وأجَّجوا نارا، فإن الذنب الصغير، يجتمع على صاحبه حتى يهلكه».
[ رواه الطبري في التفسير ]

وعن كعب بن ماتع قال:
إن العبد ليذنب الذنب الصغير فيحقره، ولا يندم عليه، ولا يستغفر منه، فيعظم عند الله حتى يكون مثل الطود، ويعمل الذنب العظيم فيندم عليه، ويستغفر منه فيصغر عند الله، حتى يغفر له.
[ التوبة لابن أبي الدنيا ]

وقال بلال بن سعد:
لا تنظر إلى صغر الخطيئة، ولكن انظر ‌من ‌عصيت.
[ الزهد لابن المبارك ]

وقال الأوزاعي:
كان يقال: ‌من ‌الكبائر ‌أن ‌يعمل ‌الرجل ‌الذنب ‌فيحتقره.
[ التوبة لابن أبي الدنيا ]

وروي بلفظ: الإصرار أن يعمل الرجل الذنب ‌فيحتقره. [ شعب الإيمان ]

وقال الفضيل بن عياض:
بقدر ما يصغر الذنب عندك كذا يعظم عند الله وبقدر ما يعظم عندك كذا يصغر عند الله.
[ التوبة لابن أبي الدنيا ]

وعن ابن السماك قال: أصبحت الخليقة على ثلاثة أصناف:
صنف من الذنب تائب موطن نفسه على هجران ذنبه لا يريد أن يرجع إلى شيء من سيئة هذا المبرز،
وصنف يذنب، ثم يندم، ويذنب ويحزن، ويذنب ويبكي، هذا يُرجى له، ويُخاف عليه،
وصنف يذنب، ولا يندم، ويذنب ولا يحزن، ويذنب ولا يبكي، فهذا الخائن الجائر عن طريق الجنة إلى النار.
[ التوبة لابن أبي الدنيا وشعب الإيمان ]

وفي الباب من الأخبار غير ما ذكرت ومن ‌اكتفى باليَسير استغنى ‌عن ‌الكثير والسعيد من وُفِّق للاتباع جعلنا الله كذلك.
‌‌تثبيت_خلافة_علي_بن_أبي_طالب_رضي_الله_عنه_أمير_المؤمنين_حقًا_حقًا.pdf
472.3 KB
‌‌تثبيت خلافة أمير المؤمنين الخليفة الراشد علي بن أبي طالب رضي الله عنه من كتاب "السنة" لأبي بكر الخلال الحنبلي

وفيه الرد على السفهاء الأغرار الذين أخذوا على عاتقهم الطعن فيه رضي الله عنه وفي خلافته والتعلق بالمتشابهات والتلبيس على عامة الناس

وصدق الإمام أحمد حيث قال: يُفحش على من لم يقل إنه خليفة.اهـ
وقال: من لم يُربع بعلي بن أبي طالب في الخلافة فلا تكلموه ولا تناكحوه.اهـ

فهؤلاء أجدر بهم أن يهجروا وأن يغلظ عليهم.
أنشد أبو سعد بن أبي بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي :

إني ادخرتُ ليوم ورد منيتي
عند الإله من الأمور خطيرا

وهو اليقين بأنه الأحد الذي
ما زلت فيه بفضله مغمورا

وشهادتي أن النبي محمدا
كان الرسول مبشراً ونذيرا

وبراءتي من كل شرك قاله
من لا يقر بفعله مقدورا

ومحبتي آل النبي وصحبه
كلاً أراه بالجميل جديرا

وتمسكي بالشافعي وعلمه
ذاك الذي فتق العلوم بحورا

وجميل ظني بالإله لما جنت
نفسي وإن حرمت علي سرورا

إن الظلوم لنفسه إن يأتهِ
مستغفرا يجد الإله غفورا

فاشهد إلهي إنني مستغفر
لا أستطيع لما مننت شكورا

هذا الذي أعددته لشدائدي
وكفي بربي هادياً ونصيرا

[ تاريخ جرجان ص 148 ]
Forwarded from قناة أبي حمزة
عن إبراهيم النخعي قال: يقام في قنوت الوتر قدر ﴿إذا السماء انشقت﴾. [رواه عبد الرزاق وابن أبي شيبة]

قال أبو داود: سمعت أحمد سُئِلَ عن قول إبراهيم في القنوت قدر ﴿إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ﴾؟ قال: هذا قليل، يعجبني أن يزيد.
[مسائل أبي داود]
Forwarded from قناة أبي حمزة
كان أيوب السختياني رحمه الله يدعو في القنوت يقول:

(اللهم إياك نعبد)، ثم ذكر الدعاء إلى قوله: (ملحق).

اللهم استعملنا بسنة نبينا وتوفنا على ملته، وأوزعنا بهديه، وارزقنا مرافقته، وعرفنا وجهه في رضوانك والجنة.

اللهم خذ بنا سبيله وسنته، نعوذ بك أن نخالف سبيله وسنته، اللهم أقر عينيه بتبعته من أمته واجعلنا منهم

اللهم أوردنا حوضه واسقنا مشربا رويا لا نظمأ بعده أبدا.

اللهم ألحقنا بنبينا غير خزايا ولا نادمين، ولا خارجين ولا فاسقين، ولا مبدلين ولا مرتابين
مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقا
ذلك الفضل من الله، وكفى بالله عليما

اللهم أفضل به علينا

ثم يدعو بعد بدعاء من القرآن: اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار

ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا، ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا
ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به، واعف عنا، واغفر لنا، وارحمنا، أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا، وهب لنا من لدنك رحمة، إنك أنت الوهاب
ربنا اغفر لنا ذنوبنا وقنا عذاب النار، ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا، وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين
ربنا زحزحنا عن النار، وادخلنا الجنة برحمتك، واجعلنا من الفائزين
ربنا آمنا فاغفر لنا ذنوبنا وقنا عذاب النار، ربنا وأتنا ما وعدتنا على رسلك، ولا تخزنا يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد
ربنا توفنا مسلمين، وألحقنا بالصالحين

ربنا اصرف عنا الفواحش ما ظهر منها وما بطن
ربنا حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان، واجعلنا من الراشدين
ربنا اجعلنا من عبادك الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون، قالوا: سلاما
واجعلنا من الذين يبيتون لربهم سجدا وقياما
ربنا اصرف عنا عذاب جهنم إن عذابها كان غراما، إنها ساءتمستقرا ومقاما
واجعلنا من الذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما
واجعلنا من الذين لا يدعون مع الله إلها آخر، ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون، ومن يفعل ذلك يلق أثاما
واجعلنا من الذين لا يشهدون الزور، وإذا مروا باللغو مروا كراما
واجعلنا من الذين إذا ذكروا بآيات ربهم لم يخروا عليها صما وعميانا

ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين، واجعلنا للمتقين إماما
ربنا اغفر لنا ما تقدم من ذنوبنا وما تأخر، وأتم نعمتك علينا، واهدنا إليك صراطا مستقيما
ربنا تقبل منا أحسن ما نعمل، وتجاوز عن سيئاتنا في أصحاب الجنة وعد الصدق الذي كانوا يوعدون
وقنا برحمتك العذاب الأدنى والعذاب الأكبر
ربنا وأوزعنا أن نشكر نعمتك التي أنعمت علينا وعلى من ولدنا، وأن نعمل صالحا ترضاه
وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.

[مسائل أبي داود ص99-101]
قال علي بن معبد الرقي في كتابه «الطاعة والمعصية»: حدثنا إسماعيل بن عياش، عن عقيل بن مدرك، عن الوليد بن عامر، [عن] كعب قال: ليقرأن القرآن رجالٌ هم به أحسن أصواتًا من العازفات ومن حداة الإبل، لا ينظر الله إليهم يوم القيامة.
وقال ابن معبد: حدثنا جعفر بن هارون، عن زيد بن أبي الزرقاء، قال: إن من المعاصي معاصٍ، ليست عقوبتها القتل ولا الخسف، ولكن تكون عقوبتها الحيرة.اهـ

ومعنى الحيرة هنا -فيما يظهر- هو الخذلان وأن يوكل العاصي لنفسه ويحرم التوفيق والهداية فيقعد في حيرة والله أعلم.
عن محمد بن عمرو قال: سمعت وهب بن منبه يقول: وجدت في بعض الكتب أن الله تعالى يقول:

«إن ‌عبدي ‌إذا ‌أطاعني فإني أستجيب له قبل أن يدعوني، وأعطيه من قبل أن يسألني،

وإن ‌عبدي ‌إذا ‌أطاعني فلو أجلب عليه أهل السموات وأهل الأرض جعلت له المخرج من ذلك،

وإن عبدي إذا عصاني فإني أقطع يديه من أبواب السموات، وأجعله في الهواء لا ينتصر من شيء من خلقي».

[ الزهد لابن المبارك ]
باب الاجتهاد في العبادة في العشر الاواخر عموما وترك ما يلهي عنها

• قال مسلم في صحيحه (١١٧٥): حدثنا قتيبة بن سعيد، وأبو كامل الجحدري كلاهما، عن عبد الواحد بن زياد، قال قتيبة: حدثنا عبد الواحد، عن الحسن بن عبيد الله، قال: سمعت إبراهيم يقول، سمعت الأسود بن يزيد، يقول: قالت عائشة رضي الله عنها: « كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره ».

• وقال (١١٧٤): حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، وابن أبي عمر جميعا، عن ابن عيينة، قال إسحاق: أخبرنا سفيان بن عيينة، عن أبي يعفور، عن مسلم بن صبيح، عن مسروق، عن عائشة رضي الله عنها، قالت: « كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذا دخل العشر أحيا الليل، وأيقظ أهله، وجد، وشد المئزر ».
- ورواه البخاري (٢٠٢٤).

• قال ابن أبي شيبة في مصنفه ت الشثري (٩٧٩٩): « قيل لأبي بكر بن عياش: ما رفع المئزر؟ قال: اعتزال النساء ».

• قال عبد الرزاق في مصنفه ط التأصيل (٧٩٤٣): « يقول سفيان الثوري: شد المئزر: لا يقرب النساء ».

• قال ابن نصر المروزي في مختصر قيام الليل (١/‏٢٤٧): وقال غيره: قال الشاعر:
قوم إذا حاربوا شدوا مآزرهم ... دون النساء ولو باتت بأطهار

• قال ابن أبي شيبة في مصنفه ت الشثري (٩٨٠٠): حدثنا ابن فضيل، عن يزيد، عن مجاهد، عن ابن عمر، قال: « كان يوقظ أهله في العشر الأواخر ».

• وقال (٩٨٠٢): حدثنا أبو أسامة، عن عيينة بن عبد الرحمن، عن أبيه، قال: « كان أبو بكرة يصلي في رمضان كصلاته في سائر السنة فإذا دخلت العشر اجتهد ».

• قال عبد الرزاق في مصنفه ط التأصيل (٧٩٤٦): عن هشيم، عن العوام بن حوشب، عن إبراهيم النخعي أنه: « كان يختم القرآن في شهر رمضان في كل ثلاث، فإذا دخلت العشر ختم في ليلتين، واغتسل كل ليلة ».

• قال ابن نصر المروزي في مختصر قيام الليل (٢٥٩/١): وكان قتادة « يختم القرآن في كل سبع ليال مرة، فإذا دخل رمضان ختم في كل ثلاث ليال مرة، فإذا دخل العشر ختم كل ليلة مرة ».

• وقال (١/‏٢٢١): قال ورقاء بن إياس: « كان سعيد بن جبير يصلي بنا في رمضان من أول الشهر إلى عشرين ليلة ست ترويحات، فإذا دخل العشر زاد ترويحة ».

• قال ابن أبي الدنيا في فضائل رمضان (٥٣): حدثنا شجاع بن مخلد، قال: ثنا هشيم، قال منصور: أنبا الحسن، قال: « كانوا يصلون عشرين ركعة، فإذا كانت العشر الأواخر زاد ترويحة شفعين ».

• قال سفيان الثوري كما في لطائف المعارف ت عوض الله (١/‏٣٣١): « أحب إلي إذا دخل العشر الأواخر أن يتهجد بالليل، ويجتهد فيه، وينهض أهله وولده إلى الصلاة إن أطاقوا ذلك ».

#رمضان
#ليلة_القدر
قال ابن القيم رحمه الله:

وَكَانَ النبي صلى الله عليه وسلم إِذَا اعْتَكَفَ دَخَلَ قُبَّتَهُ وَحْدَهُ، وَكَانَ لَا يَدْخُلُ بَيْتَهُ فِي حَالِ اعْتِكَافِهِ إِلَّا لِحَاجَةِ الْإِنْسَانِ، وَكَانَ يُخْرِجُ رَأْسَهُ مِنَ الْمَسْجِدِ إِلَى بَيْتِ عائشة، فَتُرَجِّلُهُ، وَتَغْسِلُهُ وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ وَهِيَ حَائِضٌ، وَكَانَتْ بَعْضُ أَزْوَاجِهِ تَزُورُهُ وَهُوَ مُعْتَكِفٌ. فَإِذَا قَامَتْ تَذْهَبُ قَامَ مَعَهَا يَقْلِبُهَا، وَكَانَ ذَلِكَ لَيْلًا، وَلَمْ يُبَاشِرِ امْرَأَةً مِنْ نِسَائِهِ وَهُوَ مُعْتَكِفٌ لَا بِقُبْلَةٍ وَلَا غَيْرِهَا، وَكَانَ إِذَا اعْتَكَفَ طُرِحَ لَهُ فِرَاشُهُ، وَوُضِعَ لَهُ سَرِيرُهُ فِي مُعْتَكَفِهِ، وَكَانَ إِذَا خَرَجَ لِحَاجَتِهِ مَرَّ بِالْمَرِيضِ وَهُوَ عَلَى طَرِيقِهِ، فَلَا يَعْرُجْ عَلَيْهِ وَلَا يَسْأَلْ عَنْهُ. وَاعْتَكَفَ مَرَّةً فِي قُبَّةٍ تُرْكِيَّةٍ، وَجَعَلَ عَلَى سُدَّتِهَا حَصِيرًا، كُلُّ هَذَا تَحْصِيلًا لِمَقْصُودِ الِاعْتِكَافِ وَرُوحِهِ، عَكْسُ مَا يَفْعَلُهُ الْجُهَّالُ مِنِ اتِّخَاذِ الْمُعْتَكَفِ مَوْضِعَ عِشْرَةٍ وَمَجْلَبَةٍ لِلزَّائِرِينَ، وَأَخْذِهِمْ بِأَطْرَافِ الْأَحَادِيثِ بَيْنَهُمْ، فَهَذَا لَوْنٌ، وَالِاعْتِكَافُ النَّبَوِيُّ لَوْنٌ. وَاللَّهُ الْمُوَفِّقُ.

[ زاد المعاد ]
Forwarded from قناة أبي حمزة
قال ابن رجب رحمه الله في لطائف المعارف:

و قال ابن جرير : كانوا يستحبون أن يغتسلوا كل ليلة من ليالي العشر الأواخر .

و كان النخعي يغتسل في العشر كل ليلة و منهم من كان يغتسل و يتطيب في الليالي التي تكون أرجى لليلة القدر فأمر زر بن حبيش بالاغتسال ليلة سبع و عشرين من رمضان.

و روي عن أنس بن مالك رضي الله عنه : أنه إذا كان ليلة أربع و عشرين اغتسل و تطيب و لبس حلة إزار أو رداء فإذا أصبح طواهما فلم يلبسهما إلى مثلها من قابل.

و كان أيوب السختياني يغتسل ليلة ثلاث و عشرين و أربع و عشرين و يلبس ثوبين جديدين و يستجمر و يقول : ليلة ثلاث و عشرين هي ليلة أهل المدينة و التي تليها ليلتنا يعني البصريين.

و قال حماد بن سلمة : كان ثابت البناني و حميد الطويل يلبسان أحسن ثيابهما و يتطيبان و يطيبون المسجد بالنضوح و الدخنة في الليلة التي ترجى فيها ليلة القدر.

و قال ثابت : كان لتميم الداري حلة اشتراها بألف درهم و كان يلبسها في الليلة التي ترجى فيها ليلة القدر


فتبين بهذا أنه يستحب في الليالي التي ترجى فيها ليلة القدر التنظف و التزين و التطيب بالغسل و الطيب و اللباس الحسن كما يشرع ذلك في الجمع و الأعياد و كذلك يشرع أخذ الزينة بالثياب في سائر الصلوات كما قال تعالى : { خذوا زينتكم عند كل مسجد }

و قال ابن عمر : الله أحق أن يتزين له . و روي عنه مرفوعا.

و لا يكمل التزين الظاهر إلا بتزين الباطن بالتوبة و الإنابة إلى الله تعالى و تطهيره من أدناس الذنوب و أوضارها فإن زينة الظاهر مع خراب الباطن لا تغني شيئا .

قال الله تعالى : { يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يواري سوآتكم و ريشا و لباس التقوى ذلك خير }.
من آداب تلاوة القرآن الكريم أن يُقبل القارئ عليه بكامل تركيزه، وألا يقطعه بكلام غير ضروري، سواء كان ذلك عبر الحديث المباشر أو من خلال وسائل الاتصال الحديثة.

روى الإمام أبو عبيد القاسم بن سلام في كتاب «فضائل القرآن» / باب: القارئ يقرأ آي القرآن من مواضع مختلفة أو يفصل القراءة بالكلام:


عن ابن عون قال: كان ابن سيرين يكره أن يقرأ الرجل القرآن، إلا كما أنزل؛ يكره أن يقرأ، ثم يتكلم، ثم يقرأ.

وعن نافع، قال: كان ابن عمر رضي الله عنهما إذا قرأ لم يتكلم حتى يفرغ مما يريد أن يقرأه، قال: فدخل يوما فقال: أمسك علي سورة البقرة فأمسكها عليه. فلما أتى على مكان منها قال: أتدري فيم أنزلت؟ قلت: لا. قال: في كذا وكذا. ثم مضى في قراءته.

قال أبو عبيد: إنما رخص ابن عمر في هذا لأن الذي تكلم به من تأويل القرآن وسببه , كالذي ذكرناه عن ابن مسعود أن أصحابه كانوا ينشرون المصحف فيقرأون، ويفسر لهم،
ولو كان الكلام من أحاديث الناس وأخبارهم كان عندي مكروها أن تقطع القراءة به.اهـ

والانشغال بأمور أخرى أثناء التلاوة قد يُعد من سوء الأدب مع كلام الله تعالى. ولذلك، فمن المستحب أن يكون وقت قراءة القرآن مخصصًا له وحده، دون أن يشغله شيء من أمور الدنيا.

كما أنه لا يليق بالقارئ أن يلهو أو يعبث أو ينظر إلى ما يشغله أثناء التلاوة، بل ينبغي أن يكون في حالة من الخشوع والتدبر. ومما يعين على ذلك أن يبتعد عن الأجهزة التي قد تصله منها إشعارات أو تنبيهات تقطع عليه تركيزه، فلا يقرأ من هاتفه بينما الاتصالات مفتوحة، لأن ذلك يؤدي إلى تشتت الذهن وانقطاع التدبر.

ولهذا، فإن الأولى بمن أراد أن يتلو كتاب الله حق تلاوته أن يخصص له وقتًا خالصًا، بعيدًا عن كل ما قد يقطع عليه تلاوته أو يشوش عليه تدبره.

وانظر هنا : [ آداب تلاوة القرآن ]
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:

أبخل الناس الذي يبخل بالسلام وإن أعجز الناس من عجز بالدعاء.

وعنه أيضاً رضي الله عنه قال:

أبخل الناس من بخل بالسلام والمغبون من لم يرده، وإن حالت بينك وبين أخيك شجرة فان استطعت أن تبدأه بالسلام لا يبدأك فافعل.


[ الأدب المفرد للحافظ البخاري ]
قال أبو عبد الله محمد بن نصر المروزي: 

وأما ما يهيج من الحياء عند ذكر دوام النعم،
وكثرة الإحسان،
وتضييع الشكر،

وذلك موجود في الفطر أن من دام إحسانه إليك،
وكثرت أياديه عندك،
وقلت مكافأتك له
غضضت طرفك إذا رأيته حياء منه،

فكيف بمن خلقك ولم تك شيئا،
ولم يزل محسنا إليك منذ خلقك،
يتبغض إليه العبد،
ويتهتك فيما بينه وبينه،
وهو يستر عليه حتى كأنه لا ذنب له لم يتهاون بنظره،

وإن تغير العبد أو لم يتغير فنعم الله تعالى عليه دائمة،
وإحسانه إليه متواصل،
وذلك كله مع تضييع الشكر،

بل ما رضى بالتقصير عن الشكر،
حتى نال معاصي ربه بنعمه،
واستعان على مخالفته بأياديه،

فإذا ذكر المستحي دوام النعم،
وتضييع الشكر،
وكثرة الإساءة،
مع فقره إلى الله تعالى،
وإحسان  الله تعالى إليه هاج منه الحياء،
والحصر من ربه عز وجل حتى كاد أن يذوب حياء منه،

فإذا هاج ذلك منه استعظم كل نعمة وإن صغرت،
إذ عرف تضييعه للشكر فيستكثر ويستعظم أقل النعم له،

إذ علم أنه أهل أن يزال عنه النعم
فكيف بأن يدام عليه،
ويزداد فيها لأن من أسأت إليه فعلمت أنك قد استأهلت منه الغضب،

فألطفك لكلمة استكثرتها،
لعلمك بما قد استوجبت منه من الغضب والعقوبة،

فإن سأل الله تعالى دوام النعم والزيادة فيها،
سأله بحياء وانكسار قلب،

لولا معرفته بجوده وكرمه وتفضله ما سأله،
فيكاد أن ينقطع عن الدعاء حياء من الله تعالى،

ثم يذكر تفضله وجوده وكرمه،
فيدعوه بقلب منكسر من الحياء،
خوفا أن لا يجاب،

ويبعثه ذلك على الشكر لما لزم قلبه الحياء من تضييع الشكر،
فإذا لزمت هذه الذكور قلبه، و

أهجن الحياء منه فاستعملهن كما وصفت لك،
فقد استحيى من الله تعالى بحقيقة الحياء،

وإن كان لا غاية لحقيقة الحياء،
إذ المستحيى منه لا غاية لعظمته عند المستحيي منه ألا ترى إلى ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: 

«استحيوا من الله حق الحياء» 

قالوا: إنا لنستحي والحمد لله، 

فقال: «ليس ذاك» 

فدل أن للحياء حقيقة فوق ما أوتوا من الحياء، 
فقال: ليس ذاك حق الحياء، ولكنه حياء دون الحقيقة، 

ثم قال: «ولكن الحياء من الله حق الحياء أن لا تنسوا المقابر والبلى» 
فأخبر أن الحياء حق الحياء أن يستحي العبد من الله تعالى أن يراه ناسيا للمقابر والبلى،
فإذا استحيى من ذلك دام منه الذكر للمقابر والبلى لا ينسى ذلك حياء من ربه تعالى، 

وقال: «وليحفظ الرأس وما وعى» 
يعني ما احتوى عليه الرأس من سمع وبصر ولسان 

«وليحفظ البطن وما حوى» ، 
وقال بعضهم: «الجوف وما وعى» 
وذلك يجمع كل ما أضمر عليه العبد، وكل ما دخل جوفه،

فقد اجتمع في الحياء من الله تعالى الخير كله من الفرض والتطوع جميعا،

وذلك كله من الإيمان. 

[ كتاب تعظيم قدر الصلاة ]
أربع من كن فيه كن له وثلاث من كن فيه كن عليه

• قال أبو نعيم في الحلية (٥/‏١٨١): حدثنا عثمان بن محمد بن عثمان، ثنا محمد بن عمرو البغدادي، ثنا محمد بن إسماعيل السلمي، ثنا أبو صالح، ثنا معاوية بن صالح، عن العلاء بن الحارث، عن مكحول قال:

« أربع من كن فيه كن له، وثلاث من كن فيه كن عليه، فأما الأربع اللاتي له: فالشكر، والإيمان، والدعاء والاستغفار، قال الله تعالى: ﴿ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم﴾، وقال: ﴿وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون﴾، وقال: ﴿ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم﴾،

وأما الثلاث اللاتي عليه: فالمكر، والبغي، والنكث، قال الله تعالى: ﴿ومن نكث فإنما ينكث على نفسه﴾، وقال: ﴿ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله﴾، وقال: ﴿إنما بغيكم على أنفسكم﴾ ».

#تفسير
من الظواهر المؤسفة التي باتت شائعة في الحرم المكي انشغال كثيرٍ من الزوار بتوثيق لحظاتهم عبر الهواتف، حتى طغى التصوير على روح العبادة وأضعف معاني الخشوع والإخلاص.

فتجد بعض الطائفين يقطعون طوافهم لالتقاط الصور للحجر الأسود أو مقام إبراهيم أو باب الكعبة، بينما ينشغل آخرون بتصوير مشاهد الزحام، وكأنهم في معلم سياحي لا في بيت الله الحرام. بل انتشر مؤخرا نقل المعتمر مناسك العمرة عبر البث المباشر لأهله وأقاربه وأصحابه أثناء طوافه وسعيه! متشاغلا بذلك عن ما شرعت العمرة لأجله.

بل إن الأمر تجاوز ذلك إلى ممارسات غريبة؛ فمنهم من يطلب من رفيقه أن يصوره وهو يدعو، فيرفع يديه متظاهراً بالتضرع، لا ابتغاء وجه الله، بل ليُخلّد صورته أمام الكعبة! وآخر يمسك المصحف في هيئة خشوع مصطنع، فقط ليؤخذ له صورة وهو يقرأ القرآن! بل ومن النساء من تكشف وجهها خصيصًا ليصورها زوجها! أو حتى تطلب هي أو زوجها من غيرهما من الرجال أن يلتقطوا لهما صورة.

إن هذا السلوك يعكس ضعف استشعار قدسية المكان، فالمسجد الحرام لم يكن يومًا موضعًا للاستعراض والتصوير، بل هو محضنٌ للعبادة والخضوع والخشوع لله وحده. فأين الإخلاص الذي ينبغي أن يكون ركنًا أصيلًا في كل طاعة؟ وأين التذلل والانكسار بين يدي الله في بيته العتيق؟

لقد تحوّل الحرم عند بعض الناس من موطنٍ للتعبد والتقرب إلى الله إلى ساحة لالتقاط الصور ونشرها، وكأنها غاية في ذاتها، فهل من متّعظ؟ وهل من ناصحٍ يُذكّر بأن الإخلاص هو جوهر العبادة؟ ولا حول ولا قوة إلا بالله.

بل قد رأيت منذ أيام مقطعا لأحد الأئمة في أحد بلاد الإسلام يصلي التراويح بالناس وقد وضع جواله أمامه ونقل صلاته عبر بث مباشر في أحد تطبيقات البثوث وظل يختلس النظر ليرى تفاعل الناس معه.

فالله المستعان على ما آلت إليه الأمور فنسأله العصمة من مثل هذا بمنه ورحمته.
Forwarded from قناة أبي حمزة
❖لا تُجزِئُ القِيمَة في زكاةِ الفِطرِ❖

❒- عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما:
«أنّ رسولَ الله ﷺ فَرَضَ زكاة الفِطرِ مِن رمضان على كل نفسٍ مِن المُسلمين؛ حُرٍّ أو عَبد، أو رجُل أو امرأة، صغير أو كبير: صاعا مِن تَمر، أو صاعا مِن شعير» ①

❒- قال أبو سعيد الخدري رضي الله عنه:
«كنّا نُخرِجُ إذ كان فينا رسولُ الله ﷺ زكاة الفطر عن كل صغير وكبير، حُرِّ أو مملوك: صاعا مِن طعام، أو صاعا مِن شعير، أو صاعا مِن تمر، أو صاعا مِن زبيب» ②

❒- قال الإمام المطلبي الشافعي رحمه الله:
«أخبرنا مالك، عن نافع، عن ابن عمر، أن رسول الله ﷺ فَرَضَ زكاة الفِطرِ مِن رمضان ... أخبرنا إبراهيم بن محمد، عن جعفر بن محمد، عن أبيه: أن رسول الله ﷺ فَرَضَ زكاة الفِطرِ ... أخبرنا مالك، عن زيد بن أسلم، عن عياض بن عبد الله بن سعد بن أبي السرح، أنه سَمِعَ أبا سعيد الخدري يقول: كنّا نُخرِجُ زكاة الفِطرِ ... قال الشافعي: وبهذا كلّه نأخُذ، وفي حديث نافع دلالة على أن رسول الله ﷺ لم يفرضها إلا على المسلمين، وذلك موافقة لكتاب الله عز وجل، فإنه جَعَلَ الزكاةَ للمسلمين طهورا؛ والطهور لا يكون إلا للمسلمين» ③

قلت: والقيمة لا تجزئ في الكفارة، مثل كفارة الظّهار، قال الله ﷻ: ﴿فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا﴾ وكفارة اليمين، قال الله: ﴿فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ﴾ وغير ذلك.

❒- قال الإمام أحمد ابن حنبل رحمه الله:
«توضعُ السُّنَنُ على مواضعها! قال الله: ﴿فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا﴾ ولم يأمرنا بالقيمة ولا الشيء، نُعطي ما أُمِرنا به، وحديث ابن عمر: (فرضَ رسول الله ﷺ صَدَقَة الفِطرِ ...) فيُعطى ما فَرَضَ رسولُ الله ﷺ - وقال: لم يلتفت أبو سعيد ولا ابن عمر إلى قيمة مقومة»④
وقال رحمه الله أيضا: «لا يُعطى قِيمَتُه - قيل له: يقولون عمر بن عبد العزيز كان يأخذُ القيمة، قال: يدعونَ قولَ رسول الله ﷺ ويقولون قال فلان؟! قال ابن عمر رضي الله عنه: (فَرَضَ رسول الله ﷺ ...) وقال الله: ﴿أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ﴾ وقال قوم يردون السُّنَن: قال فلان وقال فلان!» ⑤

ونص على أن إعطاءَ القيمة خلاف السُّنّة ⑥

❒- قال الإمام مالك بن أنس رحمه الله:
«لا يُجزئ أن يجعلَ الرَّجُلُ مكان زكاة الفِطرِ عرضا مِن العروض، وليس كذلك أمَرَ النبي عليه الصلاة والسلام» ⑦

قلت: وكذا فإن الأصناف المذكورة وغيرها مِن الأقوات متباينة فيما بينها بالقيمة، فبعضها أعلى قيمة مِن بعض، والكيل متفق، وفي ذلك دلالة على أن القيمة لا تجزئ ⑧

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
⑴. الصحيحين، واللفظ لمسلم: (٩٨٤).
⑵. الصحيحين، واللفظ لمسلم: (٩٨٥).
⑶. كتاب الأم للشافعي: (جـ٢ صـ٦٧).
⑷. مسائل صالح بن أحمد: (١٢٣٦).
⑸. كتاب المُغني: (جـ٢ صـ٣٥٢).
⑹. مسائل أبي داود: (جـ١ صـ١٢٣).
⑺. المدونة الكبرى: (جـ٢ صـ٣٨٥).
⑻. النوادر والزيادات: (جـ٢ صـ٣٠١).
عن أبي عمران الأنصاري عن أم الدرداء أنها أعطته يوم الفطر ثلاث تمرات فقالت: يا سليمان، كُلهنَّ وخالف أهل الكتاب فإنهم لا يأكلون في أعيادهم حتى يصلوا. [ «تاريخ دمشق لابن عساكر» (56/ 287) ]

أم الدرداء هي الصغرى التابعية الفقيهة زوجة أبي الدرداء رضي الله عنه ، وأبو عمران الأنصاري هو سليمان بن عبد الله، مولى أم الدرداء وقائدها.

وهذا الخبر في غير المظان، وفيه فائدة أن هذا الفعل فيه مخالفة لأهل الكتاب.

وانظر هنا [ باب في سنة الأكل قبل الذهاب للصلاة يوم الفطر ]
هذا ضوء القرآن

عن نصر بن داود بن منصور الخلنجي قال: سمعت أبا عمر الدوري يقول: رأيت الكِسائي في المنام في بيتٍ مظلم يدخل عليه منه ضوءٌ. فقال: كل ما كنا فيه هباء غير القرآن، هذا ضوء القرآن.

[ المنتخب لأبي بكر أحمد بن سعيد الأخميمي نقله عنه الغافقي في اللمحات ]
2025/10/25 07:19:18
Back to Top
HTML Embed Code: