Telegram Web Link
لعلك ترزق به

• قال الترمذي في جامعه (٢٣٤٥): حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا أبو داود الطيالسي، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس بن مالك، قال: « كان أخوان على عهد النبي ﷺ، فكان أحدهما يأتي النبي ﷺ، والآخر يحترف، فشكى المحترف أخاه إلى النبي ﷺ، فقال: لعلك ترزق به ». هذا حديث حسن صحيح.

- ورواه ابن عبد البر في جامع بيان العلم (٣٠١)، من طريق محمود بن غيلان، عن أبي داود به، بلفظ: « أن أخوين، كانا على عهد رسول الله ﷺ كان أحدهما يحضر حديث النبي ﷺ ومجلسه، وكان الآخر يقبل على صنعته، فقال: يا رسول الله، أخي لا يعينني بشيء، فقال رسول الله ﷺ: فلعلك ترزق به ».

* وفي الحديث فوائد منها:

« أن الإنسان يرزق بسبب من يعيلهم، وقد جاء في صحيح مسلم (٢٦٩٩): عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه ».

وأن العبد يرزق بغيره، كما جاء في صحيح البخاري (٢٨٩٦): عن مصعب بن سعد، قال: « رأى سعد رضي الله عنه أن له فضلا على من دونه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: هل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم؟ ».

وأن طالب العلم إن أخلص في الطلب وتوكل على الله حق توكله، فإن الله عز وجل يتكفل به ويرزقه من حيث لا يحتسب، كما جاء في سنن الترمذي (٢٣٤٤)، عن عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله ﷺ: « لو أنكم كنتم توكلون على الله حق توكله لرزقتم كما يرزق الطير، تغدو خماصا وتروح بطانا ».

وفيه الترغيب بالإنفاق على طلبة العلم وإعانتهم، وقد روى البيهقي في الشعب (١٦٢٦)، عن حبان بن موسى قال: « عوتب ابن المبارك فيما يفرق المال في البلدان، ولا يفعل في أهل بلده، فقال: إني لأعرف مكان قوم لهم فضل وصدق، وطلبوا الحديث فأحسنوا الطلب للحديث، حاجة الناس إليهم شديدة وقد احتاجوا. فإن تركناهم ضاع علمهم، وإن أغنيناهم بثوا العلم لأمة محمد ﷺ، فلا أعلم بعد النبوة درجة أفضل من بث العلم ».


#العلم
#الرزق
#التوكل
قال محمد بن طاهر المقدسي (٥٠٧هـ):

وَأُثْبِتُ مِنْ بَعْدِ الخِلَافَةِ بَيْعَةً ... لِخَالِ جَمِيعِ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِي خَبَر
مُعَاوِيَةَ الْمَنْعُوتِ بِالْحِلْمِ وَالسَّخَا ... أَمِينِ رَسُولِ اللهِ لِلْوَحْيِ وَالزُّبُر
بِإِجْمَاعِ أَهْلِ الْحَلِّ وَالْعَقْدِ مِنْهُمُ ... فَلَسْتُ بِقَوَّالٍ بِقَوْلِ الَّذِي نَفَرَ

قال ابن طاهر:
اعلم أن معاوية خال المؤمنين، وكاتب الوحي المبين، المنزل من عند رب العالمين، على رسوله محمد الأمين، صلوات الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.
روى عنه جماعة من الصحابة، توفي سنة ستين من الهجرة في رجب.
اعلم -أحسن الله لنا ولك- أن الاعتماد في خلافته رضي الله عنه على ما فعله الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه؛ لأنه كان أكبر أولاد علي، وأجمع أصحاب أبيه عليه بعده، فسار إلى معاوية بالجيوش، فلما نظر في عاقبة الأمر وما يؤول إليه خلع نفسه وسلم الأمر إلى معاوية وبايع له، فصار ذلك إجماعاً صحيحاً من غير تأويل ولا قتال، وكان هذا الفعل من الحسن رضي الله عنه أحد ما استدل به المسلمون على صحة نبوة محمد صلى الله عليه وسلم؛ لأنه أخبر عما يكون فكان كما قال، وذلك قوله صلى الله عليه وسلم: «إن ابني هذا سيد، وعسى الله تعالى أن يصلح به بين فئتين من المسلمين».
ثم إن فضائل معاوية ومناقبه مجموعة عند أهل العلم في أجزاء، إلا أنا أوردنا هاهنا ما تقوم به الحجة على المخالف، ولما ظهر اليوم من الخلاف بين العوام في ذلك، والله يعصمنا من الخطأ والزلل بمنه ورأفته.

[ «الحجة على تارك المحجة» مطبوع ضمن «أربع قصائد في السنة والاعتقاد» ص٣٥١ ]
قال التابعي الجليل أبو العالية: مَن مات على السُّنَّةِ مسْتُورًا فهو صِدّيقٌ، ويقال: الاعتصام بالسُّنَّة نَجَاة. (شرح السُّنَّةِ للبربهاري)

وقال الإمام مالك بن أنس: من مات على السنة فليبشر، من مات على السنة فليبشر، من مات على السنة فليبشر. (ذم الكلام واهله للهروي)

وقال المروذي: قلت لأبي عبد الله يعني الإمام أحمد بن حنبل: من مات على الإسلام والسُّنَّة مات على خير؟ فقال لي: اسكت، من مات على الإسلام والسُّنَّة مات على الخير كله. (المناقب لابن الجوزي)
مُت إذا شئت!

روى الذهبي في سيره عن يحيى بن عون قال: ”دخلت مع سحنون على ابن القصار وهو مريض، فقال: ما هذا القلق؟ قال له:

الموت والقدوم على الله.

قال له سحنون: ألست مصدقًا بالرسل والبعث والحساب، والجنة والنار، وأنَّ أفضل هذه الأمة أبو بكر ثم عمر، والقرآن كلام الله غير مخلوق، وأنَّ الله يُرى يوم القيامة، وأنَّه على العرش استوى، ولا تخرج على الأئمة بالسيف، وإن جاروا.

قال: إي والله.

فقال: مت إذا شئت، مت إذا شئت.“

هذا الأخ رأيت الإخوة ينشرون نعيه -رحمه الله وغفر له- وليس من معارفي ولكن أحسب أنه على خير.. وسرَّني أن انتشر عنه هذه التغريدة الطيبة..

وتذكرت كلام سحنون فشاركته..

وأحب دائما أن أنشر نعي إخواننا، إخوان العقيدة، يجدون من يترحم عليهم، عسى الله ييسر من يصنع بي صنيعي بإخواننا هؤلاء!

فـ ”القرابة الدينية أعظم من القرابة الطينية“ كما يقول شيخ الإسلام.
صاحب قناة «أبي حذيفة المالكي»

أحد إخواننا طلبة العلم الأثريين

توفّاه الله شابًّا غريقًا، نسأل الله تعالى أن يتقبله في جملة الشهداء

روى الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ ما تعدون الشهيد فيكم؟ فقالوا: يا رسول الله، من قتل في سبيل الله، فهو شهيد.

فقال: إن شهداء أمتي إذا لقليل، قالوا: فمن هم يا رسول الله؟ قال: من قتل في سبيل الله فهو شهيد، ومن مات في سبيل الله فهو شهيد، ومن مات في الطاعون فهو شهيد، ومن مات في البطن فهو شهيد.

قال ابن مقسم: أشهد على أبيك أنه قال: والغريق شهيد.

رحمه الله تعالى وغفر له وأسكنه فسيح جناته، وصبّر قلب ذويه وأصحابه وألهمهم الصبر والسلوان.

ولا حول ولا قوة إلا بالله
وإنا لله وإنا إليه راجعون
في قولهم: «علماء حيض ونفاس» تحقيرا للعلماء.

أقول: هذا الكلام لا يصدر من مسلم معظم لله عز وجل ودينه، فأحكام الحيض والنفاس قد أنزلها الله عز وجل من فوق سبع سماوات في كتابه الكريم، وتكلم فيها سيد ولد آدم النبي ﷺ وعلمها أمته.

وهذه الأحكام متعلقة بالنكاح وحفظ الأنساب، والطهارة التي هي شطر الإيمان، المتعلقة بالصلاة عمود الدين وأعظم الأعمال عند الله عز وجل.

فعلم هذه الأحكام من أشرف العلوم وأعلاها، وقد كان السلف رضي الله عنهم، يفنون السنين من أعمارهم في تعلمها، ويمدحون العالم بها ويعظمونه:

• قال ابن زنجويه في طبقات الفقهاء والمحدثين (١٩٤/١): حدثنا سليمان بن حرب، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن يونس بن عبيد، قال: « سمعته ذكر الحسن، فقال: كان والله من الفقهاء في الفروج والدماء والأحكام ».

• وجاء في طبقات الحنابلة لابن أبي يعلى (١/‏٢٦٨): عن أحمد بن حنبل، قال: « كنت في كتاب الحيض تسع سنين، حتى فهمته ».

وما كان يطعن في العلماء بهذا الأمر إلا الزنادقة وأهل البدع وأصحاب الهوى والدنيا:

• قال العقيلي في الضعفاء الكبير (٣/‏٢٨٥): حدثنا هارون بن العباس الهاشمي قال: حدثنا مؤمل بن هشام قال: حدثنا إسماعيل ابن علية قال: حدثني اليسع أبو سعدة قال: تكلم واصل يوما، فقال عمرو بن عبيد: « اسمعوا، فما كلام الحسن وابن سيرين والنخعي والشعبي عندما تسمعون إلا خرق حيض مطروحة ».

• وجاء في الاعتصام للشاطبي ت الهلالي (٢/‏٧٤٢): « وروي أن زعيما من زعماء أهل البدعة كان يريد تفضيل الكلام على الفقه، فكان يقول: إن علم الشافعي .. جملته لا يخرج من سراويل امرأة ».

فانظر كيف عاب هؤلاء الضلال والزنادقة أجلة التابعين والعلماء بعلم هذه الأحكام العظيمة، التي فيها طهارة القلوب والأبدان ورضا الرحمن!

وما يذكرني هذا إلا بقوم لوط لما عابوا لوطا عليه السلام وآله فقالوا: {أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون} [النمل ٥٦]، والله المستعان.

#العلم
#العلماء
روى مُحمَّد بن مَسْلَمَة اليَمَامي، عن مَعْرُوفٍ الكرخي العابد، أَنَّهُ قال:

توكل على الله تعالى، حَتَّى يَكُون هُو مُعلِّمَك وأنيسك وموضع شَكْوَاك. وليكن ذكر الموتِ جَلِيسَك. واعلم أن الشفاء من كلِّ أمرٍ نَزَل بك من بَلَاءٍ أو مُصيبة كتمانُهُ؛ فَإِنَّ النَّاسَ لا يمنعُوك ولا يُعطوك ولا ينفعوك ولا يضُرُّوك.

[ رواه ابن السماك ]
تشوق العلماء إلى رؤية الله عز وجل عند الممات

• قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (١/‏٣٤٦): سمعت أحمد بن إسماعيل ابن عم أبي زرعة، يقول سمعت أبا زرعة يقول في مرضه الذي مات فيه: « اللهم إني أشتاق إلى رؤيتك، فإن قال لي بأي عمل اشتقت إلي؟ قلت: برحمتك يا رب ».

• جاء في طبقات علماء الحديث (٤/‏١٥٥): قال الضياء: سمعت أبا موسى -بن عبد الغني المقدسي- يقول: « مرض والدي أياما، ووضأته وقت الصبح، فقال: يا عبد الله، صل بنا وخفف. فصليت بالجماعة، وصلى معنا جالسا، ثم قال: اقرأ عند رأسي ﴿يس﴾، فقرأتها، وقلت: هنا دواء تشربه؟ فقال: ما بقي إلا الموت. فقلت: ما تشتهي شيئا؟ قال: أشتهي النظر إلى وجه الله ».

* قلت: وإنا لنرجوا أن يكون هؤلاء الأئمة ممن أحب الله عز وجل لقائهم كما جاء في الحديث الذي رواه البخاري (٦٥٠٨)، ومسلم (٢٦٨٦)، عن أبي موسى رضي الله عنه، عن النبي ﷺ قال: « من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه .. ».

- قال ابن القيم في حادي الأرواح ط عطاءات العلم (٢/‏٦٠٨): « وأجمع أهل اللسان على أن اللقاء متى نسب إلى الحي السليم من العمى والمانع؛ اقتضى المعاينة والرؤية ».

#الرؤية
#أهل_الحديث
عن عبد الله بن أبي الهذيل، قال: ضرى بختنصر ‌أسدين، فألقاهما في جب، وجاء بدانيال، فألقاه عليهما فلم يهيجاه، فمكث ما شاء الله، ثم اشتهى ما يشتهي الآدميون من الطعام والشراب، فأوحى الله عز وجل إلى إرميا، وهو بالشام: أن أعدد طعاما وشرابا لدانيال، فقال: يا رب، أنا بأرض المقدسة ودانيال بأرض بابل من أرض العراق، فأوحى الله عز وجل إليه: أن أعدد ما أمرناك، فإنا سنرسل إليك من يحملك ويحمل ما أعددت، ففعل، فأرسل الله تبارك وتعالى من حمله وحمل ما أعد، حتى وقف على رأس الجب، فقال ‌دانيال: من هذا؟ قال: أنا إرميا، قال: ما جاء بك؟ قال: أرسلني إليك ربك، قال: وقد ذكرني؟ قال: نعم، فقال ‌دانيال: الحمد لله الذي لا ينسى من ذكره، والحمد لله الذي لا يخيب من دعاه، والحمد لله الذي من وثق به لم يكله إلى غيره، والحمد لله الذي يجزي بالإحسان إحسانا، والحمد لله الذي يجزي بالصبر نجاة، والحمد لله الذي هو يكشف ضرنا بعد كربنا، والحمد لله الذي هو ثقتنا حين يسوء ظننا بأعمالنا، والحمد لله الذي هو رجاؤنا حين تنقطع الحيل عنا.

عبد الله بن أبي الهذيل العنزي العابد، أبو المغيرة الكوفي. من كبار التابعين.

(ضرَّى) يعني عوَّدهما على الافتراس، يقال: ‌ضَرِيَ الكلب بالصيد ضرواة أي: تعود، وأضراه صاحبه أي: عوده.
(يهيجاه) أي لم يَثُورا أو يَهجما عليه.

[ رواه ابن أبي الدنيا في «الفرج بعد الشدة» (78) ومن طريقه التنوخي في «الفرج بعد الشدة» (1/79) وابن عساكر (8/32) وعبد الغني المقدسي في «التوكل» (50). ورواه ابن أبي الدنيا في «الشكر» (176) من طريق أبي البختري الطائي، عن علي بن أبي طالب. ]
عن عبدالرحمن بن خنيس الأسدي قال :

رَأيْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ نَظِيفَ الثَّوْبِ طَيِّبَ الرِّيحِ.

[الزهد للإمام أحمد - الجزء الثالث عشر - زوائد ابنه عبدالله].
الوالد توفاه الله دعواتكم له يا إخوة
ينبغي أن يكون الرجل عند زوجته وأهله كالصبي

~ قال أبو عبيد في الأمثال (١٥٩/١): « قال الأصمعي: من أمثالهم: كل امرئ في بيته صبي.
قال أبو عبيد: يعني في حسن الخلق والمفاكهة واللهو ونحوه، وقد جاءنا مثله أو نحوه عن عمر بن الخطاب وزيد بن ثابت رحمهما الله ».

• قال الدينوري في المجالسة وجواهر العلم (١٠٣٨): نا إبراهيم بن دازيل الهمذاني، نا أبو حذيفة، عن الثوري، عن أبيه، عن إبراهيم التيمي؛ قال: « كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: ينبغي للرجل أن يكون في أهله مثل الصبي، فإذا التمس ما عنده وُجِد رجلا ».

- قال ابن رسلان في شرح سنن أبي داود (١١/‏١١٤): « ويدخل في الأهل الزوجة والولد والخادم، لكن لا ينبسط في الدعابة معهم وموافقتهم باتباع هواهم إلى حد يفسد خلقهم ويسقط بالكلية هيبته عندهم، بل يراعي الاعتدال فلا يدع الهيبة والانقباض مهما رأى منكرا ».

• قال ابن أبي شيبة في مصنفه ت الشثري (٢٦٩٦٩): حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن ثابت بن عبيد، قال: « كان زيد بن ثابت من أفكه الناس إذا خلا مع أهله، وأزمته إذا جلس مع القوم ».

- قوله: (أفكه) أي: المازح، والاسم منه الفكاهة، وهي المزاحة قاله أبو عبيد في غريب الحديث (٨٢٢).
قوله: (وأزمته) أي: من أرزنهم وأوقرهم قاله الأزهري في تهذيب اللغة (١٣/‏١٢٩).

• قال ابن القاص في فوائد حديث أبي عمير (١/‏١٦): « وفيه دليل على أنه يجوز أن يختلف حال المؤمن في المنزل من حاله إذا برز، فيكون في المنزل أكثر مزاحا، وإذا خرج أكثر سكينة ووقارا إلا من طريق الرياء، كما روي في بعض الأخبار: كان زيد بن ثابت من أفكه الناس إذا خلا بأهله، وأزمتهم عند الناس ».

* وهذا يشبه ما في حديث أم زرع الطويل في الصحيحين: « زوجي إن دخل فهد، وإن خرج أسد ».
فوصفت زوجها باللين والسكون إذا كان معها في البيت، وبالأسد إذا خرج لتيقظه وشدته، ينظر: الاشتقاق لابن دريد (١/‏٤٣٥)، وتهذيب اللغة (٦/‏١٢٠).

#الآداب
#العشرة
سؤال الله عز وجل الهداية لما اختلف فيه من الحق

• روى مسلم في الصحيح (٧٧٠) وغيره، من طريق عكرمة بن عمار، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف قال: « سألت عائشة أم المؤمنين بأي شيء كان نبي الله ﷺ يفتتح صلاته إذا قام من الليل؟ قالت: كان إذا قام من الليل افتتح صلاته: اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل، فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون. اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم ».

• قال ابن تيمية في اقتضاء الصراط (٢/‏٣٩٨):
« فليجتهد المؤمن في تحقيق العلم والإيمان، وليتخذ الله هاديا ونصيرا، وحاكما ووليا، فإنه نعم المولى ونعم النصير، وكفى بربك هاديا ونصيرا. وإن أحب دعا بالدعاء الذي رواه مسلم وأبو داود وغيرهما -ثم ذكر الحديث- ».
- وقال في الحموية (١/‏٥٥٢): « فإذا افتقر العبد إلى الله ودعاه، وأدمن النظر في كلام الله وكلام رسوله وكلام الصحابة والتابعين وأئمة المسلمين: انفتح له طريق الهدى ».


• قال ابن القيم في إغاثة اللهفان (٢/‏٨٤٤):
« فتوسل -يعني النبي ﷺ- إليه سبحانه بربوبيته العامة والخاصة لهؤلاء الأملاك الثلاثة الموكلين بالحياة: فجبريل موكل بالوحي الذي به حياة القلوب والأرواح، وميكائيل موكل بالقطر الذي به حياة الأرض والنبات والحيوان، وإسرافيل موكل بالنفخ في الصور الذي به حياة الخلق بعد مماتهم، فسأله رسوله بربوبيته لهؤلاء أن يهديه لما اختلف فيه من الحق بإذنه، لما في ذلك من الحياة النافعة ».


#الدعاء
#الهداية
عن الحسن البصري ،
عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال :

صَحِبْنَا النَّبِيَّ ﷺ وَسَمِعْنَاهُ يَقُولُ : "إنَّ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ فِتَنًا كَأنَّهَا قِطَعُ اللَّيْلِ المُظْلِمِ يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيهَا مُؤْمِنًا ثُمَّ يُمْسِي كَافِرًا وَيُمْسِي مُؤْمِنًا ثُمَّ يُصْبِحُ كَافِرًا يَبِيعُ أقْوَامٌ خَلَاقَهُمْ بِعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا يَسِيرٍ".

قال الحسن : وَاللهِ لَقَدْ رَأيْنَاهُمْ صُوَرًا وَلَا عُقُولَ أجْسَامًا وَلَا أحْلَامَ ، فَرَاشُ نَارٍ وَذِبَّانُ طَمَعٍ ، يَغْدُونَ بِدِرْهَمَيْنِ وَيَرُوحُونَ بِدِرْهَمَيْنِ ، يَبِيعُ أحَدُهُمْ دِينَهُ بِثَمَنِ العَنْزِ.

[مسند الإمام أحمد].
ليس من هؤلاء من يسب هؤلاء

• قال ابن مردويه في تفسيره (٧٥٨): حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم، حدثنا عبيد الله بن أحمد، حدثنا الحسن ابن عرفة، حدثنا أبو بدر، عن ليث بن أبي سليم، عن نافع أو مجاهد، عن ابن عمر -رضي الله عنهما-:

« أنه سمع رجلا وهو يتناول بعض المهاجرين، فقرأ عليه هذه الآية: ﴿للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم ...﴾ حتى فرغ من الآية، ثم قال: هؤلاء للمهاجرين، أفمنهم أنت؟ قال: لا.

قال: ثم قرأ عليه: ﴿والذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ...﴾ حتى فرغ من الآية، ثم قال: هؤلاء الأنصار، أفمنهم أنت؟ قال: لا.

قال: ثم قرأ عليه هذه الآية: ﴿والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ...﴾ إلى آخر الآية، ثم قال: أفمن هؤلاء أنت؟ قال: أرجو، قال: لا؛ ليس من هؤلاء من يسب هؤلاء ».

#تفسير
#الصحابة
Forwarded from قناة أبي حمزة
[ ينشر لأول مرة ]

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبيه الأمين محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد، فهذان جزآن لطيفان ينشران لأول مرة، أحدهما للفقيه الحنبلي القاضي أبي يعلى محمد بن الحسين بن محمد بن الفراء المتوفى سنة (٤٥٨ هـ) والآخر لشيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية (٧٢٨هـ).

أما الكتاب الأول:
فعنوانه كما جاء في نسخته الخطية: «جزءٌ في بيان ما يلزم أهل الذمة فعله ليقع الفرق به المميز بينهم وبين المسلمين في ملابسهم وغير ذلك» تصنيف الشيخ الجليل أبي يعلى محمد بن الحسين بن محمد بن الفراء سماع أحمد بن عبد القادر بن محمد بن يوسف. ونسخته الخطية نسخة عتيقة نفيسة مقابلة بأصل المصنف في حياته فيما أحسب، وعليها سماعات لعلماء معروفين، وسيأتي التعريف بها مفصلاً.


وأما الكتاب الثاني:
فعنوانه كما في نسخته الخطية: «نسخة الدَّرْج الذي قُرِئ بدار الإمارة بدمشق على الأمراء والعلماء والملوك والقضاة سابع شعبان سنة سبعمائة في إقامة الشروط العمرية على أهل الذمة» من كلام الشيخ الإمام الرباني شيخ مشايخ الإسلام إمام الأئمة الأعلام بحر العلوم تقي الدين أبي العباس أحمد بن عبد الحليم بن تيمية رضي الله عنه.


وهذان الكتابان لم يطبعا من قبل، ولم يريا النور بعد في حد علمي، فانتهزت الفرصة في نشرهما لتعم الفائدة منهما.

إن وقفت -أخي القارئ- على غلط في هذا الكتاب، دقَّ أو جلَّ فلا تستنكف عن مراسلتي لتصويبه واستدراكه. أسأل الله أن يبارك في هذا العمل، وأن يغفر ما فيه من النقص والزلل، وأن يجعله خالصًا لوجهه الكريم ويثيبني عليه إنه جواد كريم، وأن ينفع به الإسلام والمسلمين. وأسأله أن يرد المسلمين إليه رداً جميلاً، وأن ‌يعيد ‌للأمة مجدها وعزتها وكرامتها بالإسلام والسنة وعلوها على سائر الأمم إنه على كل شيء قدير.

https://www.tg-me.com/abu0hamza/2831
إعادة نشر للفائدة
قناة أبي حمزة
يحيى بن معين
عن عبد الله بن أحمد بن حنبل قال:
كنا عند عبيد الله بن عمر القواريري يوم نُعي إليه يحيى بن معين، فبكى واسترجع، ثم روى عن بعض شيوخه عن هشام بن حسان عن الحسن أنه قال: إن من أعظم الناس مصيبة عليك، من إذا رأيته ‌وجدت ‌عنده ‌نصيحة، فبينا أنت كذلك إذ فقدته. وإن أبا زكريا من أعظم الناس مصيبة عندنا به.
قال عبد الله: ثم مات بعده بأيام سنة ثلاث وثلاثين. [ «الإرشاد في معرفة علماء الحديث للخليلي» ]

وخبر الحسن مروي بنحوه في «المجالسة» للدينوري و «الروضة» لابن حبان
قال ابن تيمية:

الشيخ الإمام أبو بكر محمد بن الحسين الآجري صاحب المصنفات المعروفة ؛ فإنَّه قال: أنشدنا أبو بكر ابن أبي داود السجستاني لنفسه:

وَلَا تَكُ مِن قَوْمٍ تَلَهَوْا بِدِينِهِم ... فَتَطْعَنَ فِي أَهْلِ الحَدِيثِ وَتَقْدَحَ

قال الآجُرِّيُّ: (إنَّما أراد ابن أبي داود بهذا القول - والله أعلم - جميع هذه الفرق التي تخالف أهل السُّنَّة، يسمون أصحاب الحديث وأهل السنة: «الحشوية»، ويهزؤون بهم، ويطعنون عليهم).

قال ابن تيمية: فقد أخبر الآجري أنَّ المبتدعة المخالفة لأهل السنة والحديث يسمونهم «حشوية».اهـ

[قاعدة في تفضيل مذهب أحمد]

وهذا النقل عن أبي بكر الآجري عزيز نفيس و يبدو أنه من شرحه على حائية ابن أبي داود وهو في عداد المفقود:

قال الذهبي في «العلو للعلي الغفار»: هذه القصيدة متواترة عن ناظمها رواها ‌الآجري وصنف لها ‌شرحا.
Forwarded from فوائد فقهية
٧٨ - مما يسن الدعاء به للميت:

١. عن عوف بن مالك الأشجعي قال: «سمعت النبي ﷺ (وصلى على جنازة) يقول: اللهم اغفر له وارحمه واعف عنه وعافه وأكرم نزله ووسع مدخله واغسله بماء، وثلج، وبرد، ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، وأبدله دارا خيرا من داره، وأهلا خيرا من أهله، وزوجا خيرا من زوجه، وقه فتنة القبر، وعذاب النار، قال عوف: فتمنيت أن لو كنت أنا الميت لدعاء رسول الله ﷺ على ذلك الميت». [أخرجه مسلم]

٢. عن عمير بن سعيد، قال: صليت مع علي على يزيد بن المكفف فكبر عليه أربعا، ثم مشى حتى أتاه فقال: «اللهم عبدك وابن عبدك نزل بك اليوم فاغفر له ذنبه، ووسع عليه مدخله، فإنا لا نعلم منه إلا خيرا وأنت أعلم به» [أخرجه ابن أبي شيبة]

٣. عن عبد الله بن أبي بكر، قال: كان أنس بن مالك إذا سوى على الميت قبره قام عليه فقال: «اللهم عبدك رد إليك فارأف به وارحمه، اللهم جاف الأرض عن جنبيه، وافتح أبواب السماء لروحه، وتقبله منك بقبول حسن، اللهم إن كان محسنا فضاعف له في إحسانه، أو قال: فزد في إحسانه، وإن كان مسيئا فتجاوز عنه» [أخرجه ابن أبي شيبة]

٤. عن أبي سلمة، قال: قال عبد الله بن سلام: «الصلاة على الجنازة أن يقول: اللهم اغفر لحينا وميتنا، وصغيرنا وكبيرنا، وذكرنا وأنثانا، وشاهدنا وغائبنا، اللهم من توفيته منهم فتوفه على الإيمان، ومن أبقيته منهم فأبقه على الإسلام» [أخرجه ابن أبي شيبة]

٥. عن ابن لحي الهوزني، أنه شهد جنازة شرحبيل بن السمط فقدم عليها حبيب بن مسلمة، وأقبل علينا كالمشرف علينا من طوله فقال: «اجتهدوا لأخيكم في الدعاء، وليكن فيما تدعون له اللهم اغفر لهذه النفس الحنيفية المسلمة، واجعلها من الذين تابوا، واتبعوا سبيلك، وقها عذاب الجحيم، واستنصروا الله على عدوكم» [أخرجه ابن أبي شيبة]

٦. عن نافع، عن ابن عمر، أنه كان يقول في الجنازة إذا صلى عليها: «اللهم بارك فيه، وصل عليه، واغفر له، وأورده حوض رسولك ﷺ» قال: في قيام كثير، وكلام كثير لم أفهم منه غير هذا. [أخرجه أبن أبي شيبة]

٧. عن سعيد بن المسيب، قال: كان عمر يقول في الصلاة عليه إن كان أمسى، قال: «اللهم أمسى عبدك»، وإن كان صباحا، قال: «اللهم أصبح عبدك قد تخلى من الدنيا، وتركها لأهلها، واستغنت عنه، وافتقر إليك، كان يشهد أن لا إله إلا أنت وأن محمدا عبدك ورسولك فاغفر ذنوبه» [أخرجه ابن أبي شيبة]

٨. عن الأزرق بن قيس، قال: سأل مروان بن الحكم أبا هريرة عن الدعاء للميت؟ فقال: «اللهم أنت خلقته، وأنت أحييته، وأنت أمته، وأنت أعلم به، جئناك شفعاء له، فاغفر له». [أخرجه الطبري في تهذيب الآثار]
2025/10/31 02:29:58
Back to Top
HTML Embed Code: