بيان عدم اتساق حجج السلفي في دفاعه عن المعطلة مع أصول مدرسته السلفية الزاعم اتباعها(8)
- التسليم بأن أهل البدع والأهواء متأولة ضرورة، وعدم تأثير تأويلاتهم في تضلالهم وذمهم؛ لأنها غير سائغة وناتجة عن هوى لا هدى.
1- الفُرقة واقعة لا محالة لقوله اللهﷺ:«وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين ملة، كلهم في النار إلا ملة واحدة»[الترمذي].
والأصل في المفترقين الزائغين الهلاك لقولهﷺ:
«تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك»[السنن]. وفُرقة أهل القبلة شبيه بفُرقة فرق أهل الكتاب السابقين، وقد افتراقوا بتأويلات.
قال ابن القيم:((وإذا تأملت دين المسيح وجدت النصارى إنما تطرقوا إلى إفساده بالتأويل بما لا يكاد يوجد مثله في شيء من الأديان، ودخلوا إلى ذلك من باب التأويل))[إعلام الموقعين، 188/5]. ولاتباع سَنن أهل الكتاب كانت فرقة أهل القبلة بتأويل أيضا.
قال ابن تيمية:((ولما كان النبيﷺ قد أخبر: أن هذه الأمة تتبع سنن من قبلها حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه: وجب أن يكون فيهم من يحرف الكلم عن مواضعه فيغير معنى الكتاب والسنة))[الفتاوى، ج٢٥، ص١٣١]
2- لا وجود لفرقة دون تأويلات، لأن أهل البدع الذي عندهم شبهات، وسميت الشبهة شبهة لاشتباها بالحق وحقيقتها باطل؛ و((لَا يُنْفَقُ الْبَاطِلِ فِي الْوُجُودِ إلَّا بِشَوْبِ مِنْ الْحَقِّ))[ابن تيمية، الفتاوى، 190/35].
وقال ابن القيم:((جميع هذه الطوائف تنزل القرآن على مذاهبها وبدعها وآرائها فالقرآن عند؛ الجهمية جهمي، وعند المعتزلة معتزلي، وعند القدرية قدري، وعند الرافضة رافضي، وكذلك هو عند جميع أهل الباطل:﴿وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ ۚ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ﴾))[شفاء العليل].
فلا عبرة بتأويلاتهم وغير شافعة لهم؛ عن عمر بن الخطاب-رضي الله عنه-قال:((لا عذر لأحدٍ في ضلالةٍ ركبها حسبها هدى، ولا في هدى تركه حسبه ضلالةً، فقد بُيِّنت الأمور، وثبتت الحجَّة، وانقطع العذر))[شرح السنة].
وقال ابن أبي زيد القيرواني:((ومن قول أهل السنة أنه لا يعذر من أداه اجتهاده إلى بدعة لأن الخوارج اجتهدوا في التأويل فلم يعذروا))[الجامع].
3- ولم تُعتبر لأنها تحريف وفُرقة واتباع للهوى؛ لذلك غير مانعة لذمهم وغير سائغة. قال ابن تيمية:((إن قلتم:كلُ من تأول بدليل على القواعد سوغناه له، وإن كان قد يخطىء. قلنا: فيكون تأويلُ الجهمية والقدرية والخوارج والروافض والوعيدية والباطنية والفلاسفة كلّها سائغة وإِن كانت خطأً، وهذا ما عُلم بالإجماع القديم بل بالاضطرار من دين الإسلام أنّ جميع هذه التأويلات ليست سائغة))[جامع المسائل، م٥، ص٧٧]
وهي لتقرير وتسويغ ضلالاتهم، قال ابن تيمية:((وفي رواية عنه قال[=محمد بن إسحاق] متشابهات في الصدق لهن تصريف وتحريف وتأويل ابتلى الله فيهن العباد كما ابتلاهم في الحلال والحرام ألا:يصرفن إلى الباطل، ولا يحرفن عن الحق، فأما الذين في قلوبهم زيغ: ﴿فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة﴾أي: ما تحرف منه ومتصرف ابتغاء الفتنة إلى اللبس وابتغاء تأويله، وما تأولوا وزينوا من الضلالة ليجيء لهم الذي في أيديهم من البدعة ليكون لهم به حجة على من خالفهم للتصريف والتحريف الذي ابتلوا به بمثل الأهواء وزيغ القلوب والتنكيب عن الحق الذي أحدثوا من البدعة))[بيان تلبيس الجهمية]
4- الفرقة الناجية في مسائل الافتراق؛ على حق موضوعي ظاهر جلي لا تُعتبر مخالفة مخالفيهم من الفرق وتأويلاتها؛ وما عليه أهل البدع هوى لا هدى عند السلف. قال ابن القيم: ((كان السلف يسمون الآراء المخالفة للسنة وما جاء به الرسولﷺ في مسائل العلم الخبرية، ومسائل الأحكام العملية؛ يسمونهم: أهل الشبهات والأهواء؛ لأن الرأي المخالف للسنة: جهل لا علم وهوى لا دين، فصاحبه ممن اتبع هواه بغير هدى من الله واتبع هواه بغير علم))[إغاثة اللهفان]. وقال ابن تيمية:((أصول البدع التي نردها نحن في هذا المقام لأن المخالف للسنة: يرد بعض ما جاء به الرسولﷺ، أو يعارض قول الرسولﷺ؛ بما يجعله نظيرا له من رأي..))[الفتاوى، ج٤، ص٧٨]
5- أهل البدع قد زين لهم الشيطان أعمالهم مع إعراضهم عن الحق، فهم مع تأويلاتهم ضُلال لإعراضِهم عن اتِّباع داعي الهدى. قال ابن القيم:((كل من أعرض عن الاهتداء بالوَحي الذي هو ذِكرُ اللهِ، فلا بُدَّ أن يقول هذا يوم القيامة أي:﴿يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ﴾، فإن قيل: فهل لهذا عُذرٌ في ضلالِه إذا كان يحسَبُ أنَّه على هُدًى، كما قال تعالى:﴿وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ﴾؟ قيل: لا عُذرَ لهذا وأمثالِه مِنَ الضُّلَّالِ الذين منشَأُ ضَلالِهم الإعراضُ عن الوَحْيِ الذي جاء بهﷺ، ولو ظَنَّ أنَّه مُهتَدٍ؛ فإنَّه مُفَرِّطٌ بإعراضِه عن اتِّباعِ داعي الهُدى، فإذا ضَلَّ فإنَّما أُتِيَ من تفريطِه وإعراضِه))[مفتاح دار السعادة]
.
- التسليم بأن أهل البدع والأهواء متأولة ضرورة، وعدم تأثير تأويلاتهم في تضلالهم وذمهم؛ لأنها غير سائغة وناتجة عن هوى لا هدى.
1- الفُرقة واقعة لا محالة لقوله اللهﷺ:«وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين ملة، كلهم في النار إلا ملة واحدة»[الترمذي].
والأصل في المفترقين الزائغين الهلاك لقولهﷺ:
«تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك»[السنن]. وفُرقة أهل القبلة شبيه بفُرقة فرق أهل الكتاب السابقين، وقد افتراقوا بتأويلات.
قال ابن القيم:((وإذا تأملت دين المسيح وجدت النصارى إنما تطرقوا إلى إفساده بالتأويل بما لا يكاد يوجد مثله في شيء من الأديان، ودخلوا إلى ذلك من باب التأويل))[إعلام الموقعين، 188/5]. ولاتباع سَنن أهل الكتاب كانت فرقة أهل القبلة بتأويل أيضا.
قال ابن تيمية:((ولما كان النبيﷺ قد أخبر: أن هذه الأمة تتبع سنن من قبلها حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه: وجب أن يكون فيهم من يحرف الكلم عن مواضعه فيغير معنى الكتاب والسنة))[الفتاوى، ج٢٥، ص١٣١]
2- لا وجود لفرقة دون تأويلات، لأن أهل البدع الذي عندهم شبهات، وسميت الشبهة شبهة لاشتباها بالحق وحقيقتها باطل؛ و((لَا يُنْفَقُ الْبَاطِلِ فِي الْوُجُودِ إلَّا بِشَوْبِ مِنْ الْحَقِّ))[ابن تيمية، الفتاوى، 190/35].
وقال ابن القيم:((جميع هذه الطوائف تنزل القرآن على مذاهبها وبدعها وآرائها فالقرآن عند؛ الجهمية جهمي، وعند المعتزلة معتزلي، وعند القدرية قدري، وعند الرافضة رافضي، وكذلك هو عند جميع أهل الباطل:﴿وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ ۚ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ﴾))[شفاء العليل].
فلا عبرة بتأويلاتهم وغير شافعة لهم؛ عن عمر بن الخطاب-رضي الله عنه-قال:((لا عذر لأحدٍ في ضلالةٍ ركبها حسبها هدى، ولا في هدى تركه حسبه ضلالةً، فقد بُيِّنت الأمور، وثبتت الحجَّة، وانقطع العذر))[شرح السنة].
وقال ابن أبي زيد القيرواني:((ومن قول أهل السنة أنه لا يعذر من أداه اجتهاده إلى بدعة لأن الخوارج اجتهدوا في التأويل فلم يعذروا))[الجامع].
3- ولم تُعتبر لأنها تحريف وفُرقة واتباع للهوى؛ لذلك غير مانعة لذمهم وغير سائغة. قال ابن تيمية:((إن قلتم:كلُ من تأول بدليل على القواعد سوغناه له، وإن كان قد يخطىء. قلنا: فيكون تأويلُ الجهمية والقدرية والخوارج والروافض والوعيدية والباطنية والفلاسفة كلّها سائغة وإِن كانت خطأً، وهذا ما عُلم بالإجماع القديم بل بالاضطرار من دين الإسلام أنّ جميع هذه التأويلات ليست سائغة))[جامع المسائل، م٥، ص٧٧]
وهي لتقرير وتسويغ ضلالاتهم، قال ابن تيمية:((وفي رواية عنه قال[=محمد بن إسحاق] متشابهات في الصدق لهن تصريف وتحريف وتأويل ابتلى الله فيهن العباد كما ابتلاهم في الحلال والحرام ألا:يصرفن إلى الباطل، ولا يحرفن عن الحق، فأما الذين في قلوبهم زيغ: ﴿فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة﴾أي: ما تحرف منه ومتصرف ابتغاء الفتنة إلى اللبس وابتغاء تأويله، وما تأولوا وزينوا من الضلالة ليجيء لهم الذي في أيديهم من البدعة ليكون لهم به حجة على من خالفهم للتصريف والتحريف الذي ابتلوا به بمثل الأهواء وزيغ القلوب والتنكيب عن الحق الذي أحدثوا من البدعة))[بيان تلبيس الجهمية]
4- الفرقة الناجية في مسائل الافتراق؛ على حق موضوعي ظاهر جلي لا تُعتبر مخالفة مخالفيهم من الفرق وتأويلاتها؛ وما عليه أهل البدع هوى لا هدى عند السلف. قال ابن القيم: ((كان السلف يسمون الآراء المخالفة للسنة وما جاء به الرسولﷺ في مسائل العلم الخبرية، ومسائل الأحكام العملية؛ يسمونهم: أهل الشبهات والأهواء؛ لأن الرأي المخالف للسنة: جهل لا علم وهوى لا دين، فصاحبه ممن اتبع هواه بغير هدى من الله واتبع هواه بغير علم))[إغاثة اللهفان]. وقال ابن تيمية:((أصول البدع التي نردها نحن في هذا المقام لأن المخالف للسنة: يرد بعض ما جاء به الرسولﷺ، أو يعارض قول الرسولﷺ؛ بما يجعله نظيرا له من رأي..))[الفتاوى، ج٤، ص٧٨]
5- أهل البدع قد زين لهم الشيطان أعمالهم مع إعراضهم عن الحق، فهم مع تأويلاتهم ضُلال لإعراضِهم عن اتِّباع داعي الهدى. قال ابن القيم:((كل من أعرض عن الاهتداء بالوَحي الذي هو ذِكرُ اللهِ، فلا بُدَّ أن يقول هذا يوم القيامة أي:﴿يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ﴾، فإن قيل: فهل لهذا عُذرٌ في ضلالِه إذا كان يحسَبُ أنَّه على هُدًى، كما قال تعالى:﴿وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ﴾؟ قيل: لا عُذرَ لهذا وأمثالِه مِنَ الضُّلَّالِ الذين منشَأُ ضَلالِهم الإعراضُ عن الوَحْيِ الذي جاء بهﷺ، ولو ظَنَّ أنَّه مُهتَدٍ؛ فإنَّه مُفَرِّطٌ بإعراضِه عن اتِّباعِ داعي الهُدى، فإذا ضَلَّ فإنَّما أُتِيَ من تفريطِه وإعراضِه))[مفتاح دار السعادة]
.
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
((من أسباب عدم اهتمام الحركيين بمحاربة العدو الداخلي-مع أنهم بين ظهرانيهم- وحمل هم كف شر أعظم ما يغضب الباريﷻ ويخلد في النار؛ ومباينة النصوص لما ذهبوا إليه من أوهام.
الحركيون من أدبياتهم؛ التأصيل لتوسيع العذر وجعله أصلا، والظاهر به يمنون أنفسهم في عدم اشتغالهم بمحاربة مظاهر الشرك والـkفـ.ـر "الداخلي"؛كالصوفية القبورية والأشعرية معطلة الصفات وأضرابهم.
ويشغلون أنفسهم بـ"النهضة، والعدو الخارجي"
-بزعمهم-أما العدو الداخلي الذي يعيش معهم في بلدانهم ويفسد عقائد الناس-والذي أولوية محاربته راجحة-؛ فشماعة توسيع العذر موجودة؛ من تمشعر أو تصوف..إلخ؛ يحتم عذره ابتداء. وبهذا السبب[¹]-وغيره-: يتجاهل أو يهمل؛ الاهتمام بمحاربة التصوف والتمشعر والبدع كما ينبغي.
هذه بعض الأحاديث النبوية في نقض دعاوى توسيع العذر وجعله أصلا:
1— عن ثوبان-رضي الله عنه- قال رسوله اللهﷺ:((إنما أخاف على أمتي الأئمة المضلين))[جامع الترمذي]
= س: لو كان الأصل العذر والكل معذور كما تصور الحركية؛ ما الذي يخيفهﷺ؟ لم يخاف والأصل العذر؟
2— وقالﷺ:((تركتُكم على البيضاءِ ليلِها كنهارِها لا يزيغُ عنها بعدي إلا هالِكٌ))[الترمذي]
= س: لو كان العذر أصلا؛ كما تصور الحركية؛ لم يجعل الهلاك وعدم النجاة أصلا في مخالفة البيضاء بعده؟
3— وقالﷺ:((إنَّ اللَّهَ نَظَرَ إلى أَهْلِ الأرْضِ، فَمَقَتَهُمْ عَرَبَهُمْ وَعَجَمَهُمْ، إلَّا بَقَايَا مِن أَهْلِ الكِتَابِ))[صحيح مسلم]
= س: الذين مقتهم الرب-سبحانه- في أزمنة فترة ومقتهم؛ على ضلالهم وفساد حالهم؛ وهم في أزمنة فترات؛ كيف بمن أعذر إليهم بإرسال الرسل-عليهم السلام-؟
وقد قالﷺ:((وليس أحد أحب إليه العذر من الله، من أجل ذلك أنزل الكتاب وأرسل الرسل))[رواه الشيخان].
4— وقالﷺ:((من دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا))[رواه مسلم]، وقالﷺ:((ومن سن سنة شر فاتبع عليها، كان عليه وزره ومثل أوزار من اتبعه غير منقوص من أوزارهم شيئا))[جامع الترمذي]
= س: لو كان الأمر كما يصوره الحركيون لمَ لم يشفع الاتباع الأعمى للمقلدة في الباطل البين؟
5- قال ابن تيمية -رحمه الله-:(فالداعي إلى الكفر والبدعة: وإن كان أضل غيره: فذلك الغير يعاقب على ذنبه؛ لكونه قبل من هذا واتبعه، وهذا عليه وزره ووزر من اتبعه إلى يوم القيامة مع بقاء أوزار أولئك عليهم)[الفتاوى]))
— التقويم التيمي لبوصلة الجيل الصاعد(٩).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[¹]- وهذا السبب ولَّده؛ مبدأ نبذ الاشتغال
ببعضنا لكي تنفرغ للنهضة.
.
الحركيون من أدبياتهم؛ التأصيل لتوسيع العذر وجعله أصلا، والظاهر به يمنون أنفسهم في عدم اشتغالهم بمحاربة مظاهر الشرك والـkفـ.ـر "الداخلي"؛كالصوفية القبورية والأشعرية معطلة الصفات وأضرابهم.
ويشغلون أنفسهم بـ"النهضة، والعدو الخارجي"
-بزعمهم-أما العدو الداخلي الذي يعيش معهم في بلدانهم ويفسد عقائد الناس-والذي أولوية محاربته راجحة-؛ فشماعة توسيع العذر موجودة؛ من تمشعر أو تصوف..إلخ؛ يحتم عذره ابتداء. وبهذا السبب[¹]-وغيره-: يتجاهل أو يهمل؛ الاهتمام بمحاربة التصوف والتمشعر والبدع كما ينبغي.
هذه بعض الأحاديث النبوية في نقض دعاوى توسيع العذر وجعله أصلا:
1— عن ثوبان-رضي الله عنه- قال رسوله اللهﷺ:((إنما أخاف على أمتي الأئمة المضلين))[جامع الترمذي]
= س: لو كان الأصل العذر والكل معذور كما تصور الحركية؛ ما الذي يخيفهﷺ؟ لم يخاف والأصل العذر؟
2— وقالﷺ:((تركتُكم على البيضاءِ ليلِها كنهارِها لا يزيغُ عنها بعدي إلا هالِكٌ))[الترمذي]
= س: لو كان العذر أصلا؛ كما تصور الحركية؛ لم يجعل الهلاك وعدم النجاة أصلا في مخالفة البيضاء بعده؟
3— وقالﷺ:((إنَّ اللَّهَ نَظَرَ إلى أَهْلِ الأرْضِ، فَمَقَتَهُمْ عَرَبَهُمْ وَعَجَمَهُمْ، إلَّا بَقَايَا مِن أَهْلِ الكِتَابِ))[صحيح مسلم]
= س: الذين مقتهم الرب-سبحانه- في أزمنة فترة ومقتهم؛ على ضلالهم وفساد حالهم؛ وهم في أزمنة فترات؛ كيف بمن أعذر إليهم بإرسال الرسل-عليهم السلام-؟
وقد قالﷺ:((وليس أحد أحب إليه العذر من الله، من أجل ذلك أنزل الكتاب وأرسل الرسل))[رواه الشيخان].
4— وقالﷺ:((من دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا))[رواه مسلم]، وقالﷺ:((ومن سن سنة شر فاتبع عليها، كان عليه وزره ومثل أوزار من اتبعه غير منقوص من أوزارهم شيئا))[جامع الترمذي]
= س: لو كان الأمر كما يصوره الحركيون لمَ لم يشفع الاتباع الأعمى للمقلدة في الباطل البين؟
5- قال ابن تيمية -رحمه الله-:(فالداعي إلى الكفر والبدعة: وإن كان أضل غيره: فذلك الغير يعاقب على ذنبه؛ لكونه قبل من هذا واتبعه، وهذا عليه وزره ووزر من اتبعه إلى يوم القيامة مع بقاء أوزار أولئك عليهم)[الفتاوى]))
— التقويم التيمي لبوصلة الجيل الصاعد(٩).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[¹]- وهذا السبب ولَّده؛ مبدأ نبذ الاشتغال
ببعضنا لكي تنفرغ للنهضة.
.
بيان عدم اتساق حجج السلفي في دفاعه عن المعطلة مع أصول مدرسته السلفية الزاعم اتباعها(9)
التطبيق على الأصل المتقدم:
عدم اعتبار الحق الموضوعي —بيِّن في نفسه شبهات الباطل لا تكافئ أدلته، الأصل الزائغ عنه هالك، كما تقدم بيانه— واشتراط عدم التأويل في أعيان الفرق قبل ذمهم والحكم عليهم؛ يقضي بعدم ذم أي معين من أعيان الفرق الضالة؛ وهذا خلاف أصل الهلاك الذي جاء في الحديث عنهﷺ:«لا يزيغ عنها إلا هالك» وهم كأهل التنديد:﴿لَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ﴾.
وعلى هذا النهج مثلا؛ الرافضي الذي يسب ويلعن الصحابة على هذا القول يجب ألا يذم:
١— لعدم وجود حق موضوعي-اكتسب أحقيته من ظهوره، التأويل لا يعتبر فيه-.
٢— ولتأويلات الرافضي لنصوص عدالة الصحابة وفضائلهم. قال ابن القيم:
((كلُّ صاحبِ باطلٍ قد جعل ما تأوَّله المتأولون عذرًا له فيما تأوَّله هو، وقال: ما الذي حرَّم عليَّ التأويل وأباحه لكم؟ فتأولت الطائفة المنكرة للمعاد نصوص المعاد[...] وكذلك فعلت الرافضة في أحاديث فضائل الخلفاء الراشدين وغيرهم من الصحابة. وكذلك فعلت المعتزلة في تأويل أحاديث الرؤية والشفاعة، وكذلك القدرية في نصوص القدر..))[إعلام الموقعين، ج٥،ص١٦٠]
= فعلى هذا المذهب الذي لا يعتبر أصل الهلاك في الفرق ولا يرفع رأسا بالحق الموضوعي وعنده التأويل التحريفي يشفع لهم؛ لا يصح ذم الرافضي الذي يسب الصحابة-كمثال فقط، والأمر على كل أعيان الفرق، والتفريق بينها تفريق بين متماثلات-.
وهذا عكس اعتباره-الحق الموضوعي-؛ فإن اعتباره يقضي بذم الرافضي بمجرد وقوعه في الصحابة، لا يشترط خلوه من التأويل؛ وحال الزائغين متأولة ضرورة ومع ذلك وصفهم النبيﷺ بالهلاك.
الخلاصة: تأويلات أهل الأهواء لا تشفع لهم لأنها ناتجة عن زيغ عن صراط الله والحيد عن ظواهر النصوص؛ وهي جناية ودليل إدانة لتحريف الكلم عن مواضعه-كما تقدم-. وهذا حال الفرق من قبل في الحيد عما تركهم عليه أنبياؤهم واتباع الأهواء؛ قال ابن تيمية-رحمه الله-:
((والذين يُخالفون الأنبياء؛ من أهل الكفر، وأهل البدع؛ كالسحرة، والكهان، وسائر أنواع الكفّار؛ وكالمُبتدعين من أهل الملل؛ أهل العلم، وأهل العبادة: فهؤلاء مخالفون للأدلة السمعية والعقلية؛ للسماعية والعيانية، مخالفون لصريح المعقول، وصحيح المنقول؛ كما أخبر الله عنهم بقوله: ﴿كُلَّما أُلْقِيَ فيها فَوْجٌ سألهم خَزَنَتُها أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ﴾. فهؤلاء يُخالفون أقوال الأنبياء؛ إما بالتكذيب، وإما بالتحريف من التأويل، وإما بالإعراض عنها))[النبوات، ج٢، ص١٠٩٢]
= لذا فمِن عدم اتساق المنتسب للسلفية مع أصول مدرسته؛ بحثه عن العذر بالتأويل لرفع التبديع(¹) والذم عن أئمة أعيان الفرق الضالة، وبصنيعه يجرد الخلق من اتباع الأهواء[=بعناد أو إعراض وتفريط]، ويجردهم من حرية الاختيار[=هديناه النجدين]، ويغفل عن وجود بينات جلية فيها ما يدفع باطل الضال الذي اعتنقه، مع تصوير الزائغ الجاني كالضحية وهو مكلف عاقل.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[¹]-وهذا الصنيع يتجلى في قول:”لا تضره أشعريته“-”كان جهميا-رحمه الله-“وغيرها من عبارات نزع الملامة عن الزائغ.
.
التطبيق على الأصل المتقدم:
عدم اعتبار الحق الموضوعي —بيِّن في نفسه شبهات الباطل لا تكافئ أدلته، الأصل الزائغ عنه هالك، كما تقدم بيانه— واشتراط عدم التأويل في أعيان الفرق قبل ذمهم والحكم عليهم؛ يقضي بعدم ذم أي معين من أعيان الفرق الضالة؛ وهذا خلاف أصل الهلاك الذي جاء في الحديث عنهﷺ:«لا يزيغ عنها إلا هالك» وهم كأهل التنديد:﴿لَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ﴾.
وعلى هذا النهج مثلا؛ الرافضي الذي يسب ويلعن الصحابة على هذا القول يجب ألا يذم:
١— لعدم وجود حق موضوعي-اكتسب أحقيته من ظهوره، التأويل لا يعتبر فيه-.
٢— ولتأويلات الرافضي لنصوص عدالة الصحابة وفضائلهم. قال ابن القيم:
((كلُّ صاحبِ باطلٍ قد جعل ما تأوَّله المتأولون عذرًا له فيما تأوَّله هو، وقال: ما الذي حرَّم عليَّ التأويل وأباحه لكم؟ فتأولت الطائفة المنكرة للمعاد نصوص المعاد[...] وكذلك فعلت الرافضة في أحاديث فضائل الخلفاء الراشدين وغيرهم من الصحابة. وكذلك فعلت المعتزلة في تأويل أحاديث الرؤية والشفاعة، وكذلك القدرية في نصوص القدر..))[إعلام الموقعين، ج٥،ص١٦٠]
= فعلى هذا المذهب الذي لا يعتبر أصل الهلاك في الفرق ولا يرفع رأسا بالحق الموضوعي وعنده التأويل التحريفي يشفع لهم؛ لا يصح ذم الرافضي الذي يسب الصحابة-كمثال فقط، والأمر على كل أعيان الفرق، والتفريق بينها تفريق بين متماثلات-.
وهذا عكس اعتباره-الحق الموضوعي-؛ فإن اعتباره يقضي بذم الرافضي بمجرد وقوعه في الصحابة، لا يشترط خلوه من التأويل؛ وحال الزائغين متأولة ضرورة ومع ذلك وصفهم النبيﷺ بالهلاك.
الخلاصة: تأويلات أهل الأهواء لا تشفع لهم لأنها ناتجة عن زيغ عن صراط الله والحيد عن ظواهر النصوص؛ وهي جناية ودليل إدانة لتحريف الكلم عن مواضعه-كما تقدم-. وهذا حال الفرق من قبل في الحيد عما تركهم عليه أنبياؤهم واتباع الأهواء؛ قال ابن تيمية-رحمه الله-:
((والذين يُخالفون الأنبياء؛ من أهل الكفر، وأهل البدع؛ كالسحرة، والكهان، وسائر أنواع الكفّار؛ وكالمُبتدعين من أهل الملل؛ أهل العلم، وأهل العبادة: فهؤلاء مخالفون للأدلة السمعية والعقلية؛ للسماعية والعيانية، مخالفون لصريح المعقول، وصحيح المنقول؛ كما أخبر الله عنهم بقوله: ﴿كُلَّما أُلْقِيَ فيها فَوْجٌ سألهم خَزَنَتُها أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ﴾. فهؤلاء يُخالفون أقوال الأنبياء؛ إما بالتكذيب، وإما بالتحريف من التأويل، وإما بالإعراض عنها))[النبوات، ج٢، ص١٠٩٢]
= لذا فمِن عدم اتساق المنتسب للسلفية مع أصول مدرسته؛ بحثه عن العذر بالتأويل لرفع التبديع(¹) والذم عن أئمة أعيان الفرق الضالة، وبصنيعه يجرد الخلق من اتباع الأهواء[=بعناد أو إعراض وتفريط]، ويجردهم من حرية الاختيار[=هديناه النجدين]، ويغفل عن وجود بينات جلية فيها ما يدفع باطل الضال الذي اعتنقه، مع تصوير الزائغ الجاني كالضحية وهو مكلف عاقل.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[¹]-وهذا الصنيع يتجلى في قول:”لا تضره أشعريته“-”كان جهميا-رحمه الله-“وغيرها من عبارات نزع الملامة عن الزائغ.
.
التقويم التيمي لبوصلة الجيل الصاعد(13)!
جعل الأولوية لغير قضية الأنبياء الكبرى، ومرور الكرام على التحذير من الشرك أو التحذير منه على نسق الحداثيين...
الدعوة إلى التوحيد ومحاربة الشرك؛ قضية الأنبياء وقضية القضايا؛ لم يتعامل الأنبياء معها؛ بـ”مرور الكرام“ و”تحلة القسم“؛ وبالاكتفاء بالمجملات وترك التفصيل، وجعل أولية لما دونها في الأهمية وتجنيد الخلق لذلك وتناسيها، وهي قضية القرآن الكبرى:((إن كل آية في القرآن فهي متضمنة للتوحيد، شاهدة به، داعية إليه))[ابن القيم _مدارج السالكين،ج٤، ص٤٤٩].
تقرير التوحيد ومحاربة الشرك ليلا ونهارا؛ هو الهم الأهم الأول الأوحد للأنبياء طيلة سنين حياتهم:((التوحيد أصل صلاح الناس والإشراك أصل فسادهم))[ابن تيمية _الفتاوى، ج١٨، ص١٦٥]. وبهداهم يُقتدى في جعله الهم الأكبر.
قال تعالى:﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا ﴾. جاء في تفسير ابن جرير-رحمه الله-:
((﴿فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا﴾«أرسَلناه إلى قومِه، فلبِثَ فيهم ألفَ سنة إلا خمسين عاما؛ يدعوهم إلى توحيدِ الله وفِراق الآلهةِ والأوثان»))[جامع البيان].
1- إمام المصلحين نبيناﷺ في فراش الموت؛ عن عائشة-رضي الله عنها- قالت:(قال رسول اللهﷺ في مرضه الذي لم يقم منه: لعن الله اليهود والنصارى، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد قالت: فلولا ذاك أبرز قبره، غير أنه خشي أن يتخذ مسجدا)[صحيح مسلم]
2- إمام المصلحينﷺ في الغاية من انتصاراته وتمكينه: عن ابن مسعود-رضي الله عنه- قال:(دخل النبيﷺ مكة، وحول الكعبة ثلاث مئة وستون نصبا، فجعل يطعنها بعود في يده، وجعل يقول:﴿جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ﴾) [صحيح البخاري]
3- إمام المصلحينﷺ في إرسال الدعاة إلى البلدان: لما بعث معاذا إلى اليمن قال لهﷺ:((فليكن أول ما تدعوهم إلى أن يوحدوا الله تعالى))[صحيح البخاري]
4- إمام المصلحينﷺ في قيادته لجيشه؛ عن أبي واقد الليثي-رضي الله عنه-:(أن رسول اللهﷺ لما خرج إلى حنين، مر بشجرة للمشركين يقال لها: ذات أنواط، يعلقون عليها أسلحتهم، فقالوا: يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط، فقال النبيﷺ: سبحان الله! هذا كما قال قوم موسى﴿اجعل لنا إلها كما لهم آلهة﴾ والذي نفسي بيده، لتركبن سنة من كان قبلكم)[جامع الترمذي]
=وغيرها من مواقفهﷺ:((وقد كان النبيﷺ يحقق هذا التوحيد لأمته ويحسم عنهم مواد الشرك))[ابن تيمية _لفتاوى] وبهداه يقتدى المصلح لا أن يجعل همه الأول غير هم من يزعم اليتأسى به: ((أول الدين وآخره وظاهره وباطنه هو؛ التوحيد))[ابن تيمية_الفتاوى، ج١٠، ص٢٧٤]. فالتحذير من الشرك أصل أصيل في دعوة الانبياء-عليهم السلام-.
وفي ظل فشو انتهاك توحيد الباري بالقبورية؛ الأمر يتطلب نفير محاربة وتجنيد الجيل الصاعد لمواجهة أعداء توحيد ربهم الذي ينتهك.
لا أن يتعامل مع الأمر بمرور الكرام والرجوع لجعل الأولوية لغيره: ((فإن عبادة غير الله والدعوة إلى غيره والشرك به هو أعظم الفساد في الأرض بل فساد الأرض في الحقيقة إنما هو الشرك بالله))[ابن تيمية، الفتاوى، ج١٥، ص٢٤].
أول الفساد وأعظمه وأعظم ما يغضب ربكم هو الشرك:((لا شيء أحب إلى الله من التوحيد ولا شيء أبغض إليه من الشرك))[ابن تيمية_الاستقامة، ج٢، ص٥٨].
والتمكين الذي يُتغنى به إنما يُحمد لمحاربة الشرك؛ الذي تتيسر محاربته الآن وتجنيد الجيل الصاعد له —لا لنرى الغرب أننا أقوياء وأصحاب أمجاد—:﴿الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ﴾ و:((ورأس المعروف هو التوحيد ورأس المنكر هو الشرك))[ابن تيمية_الفتاوى، ج٤٧، ص٤٤٢]
= وبمحاربة الشرك يمكن الله لعباده:﴿ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا﴾
.
جعل الأولوية لغير قضية الأنبياء الكبرى، ومرور الكرام على التحذير من الشرك أو التحذير منه على نسق الحداثيين...
الدعوة إلى التوحيد ومحاربة الشرك؛ قضية الأنبياء وقضية القضايا؛ لم يتعامل الأنبياء معها؛ بـ”مرور الكرام“ و”تحلة القسم“؛ وبالاكتفاء بالمجملات وترك التفصيل، وجعل أولية لما دونها في الأهمية وتجنيد الخلق لذلك وتناسيها، وهي قضية القرآن الكبرى:((إن كل آية في القرآن فهي متضمنة للتوحيد، شاهدة به، داعية إليه))[ابن القيم _مدارج السالكين،ج٤، ص٤٤٩].
تقرير التوحيد ومحاربة الشرك ليلا ونهارا؛ هو الهم الأهم الأول الأوحد للأنبياء طيلة سنين حياتهم:((التوحيد أصل صلاح الناس والإشراك أصل فسادهم))[ابن تيمية _الفتاوى، ج١٨، ص١٦٥]. وبهداهم يُقتدى في جعله الهم الأكبر.
قال تعالى:﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا ﴾. جاء في تفسير ابن جرير-رحمه الله-:
((﴿فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا﴾«أرسَلناه إلى قومِه، فلبِثَ فيهم ألفَ سنة إلا خمسين عاما؛ يدعوهم إلى توحيدِ الله وفِراق الآلهةِ والأوثان»))[جامع البيان].
1- إمام المصلحين نبيناﷺ في فراش الموت؛ عن عائشة-رضي الله عنها- قالت:(قال رسول اللهﷺ في مرضه الذي لم يقم منه: لعن الله اليهود والنصارى، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد قالت: فلولا ذاك أبرز قبره، غير أنه خشي أن يتخذ مسجدا)[صحيح مسلم]
2- إمام المصلحينﷺ في الغاية من انتصاراته وتمكينه: عن ابن مسعود-رضي الله عنه- قال:(دخل النبيﷺ مكة، وحول الكعبة ثلاث مئة وستون نصبا، فجعل يطعنها بعود في يده، وجعل يقول:﴿جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ﴾) [صحيح البخاري]
3- إمام المصلحينﷺ في إرسال الدعاة إلى البلدان: لما بعث معاذا إلى اليمن قال لهﷺ:((فليكن أول ما تدعوهم إلى أن يوحدوا الله تعالى))[صحيح البخاري]
4- إمام المصلحينﷺ في قيادته لجيشه؛ عن أبي واقد الليثي-رضي الله عنه-:(أن رسول اللهﷺ لما خرج إلى حنين، مر بشجرة للمشركين يقال لها: ذات أنواط، يعلقون عليها أسلحتهم، فقالوا: يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط، فقال النبيﷺ: سبحان الله! هذا كما قال قوم موسى﴿اجعل لنا إلها كما لهم آلهة﴾ والذي نفسي بيده، لتركبن سنة من كان قبلكم)[جامع الترمذي]
=وغيرها من مواقفهﷺ:((وقد كان النبيﷺ يحقق هذا التوحيد لأمته ويحسم عنهم مواد الشرك))[ابن تيمية _لفتاوى] وبهداه يقتدى المصلح لا أن يجعل همه الأول غير هم من يزعم اليتأسى به: ((أول الدين وآخره وظاهره وباطنه هو؛ التوحيد))[ابن تيمية_الفتاوى، ج١٠، ص٢٧٤]. فالتحذير من الشرك أصل أصيل في دعوة الانبياء-عليهم السلام-.
وفي ظل فشو انتهاك توحيد الباري بالقبورية؛ الأمر يتطلب نفير محاربة وتجنيد الجيل الصاعد لمواجهة أعداء توحيد ربهم الذي ينتهك.
لا أن يتعامل مع الأمر بمرور الكرام والرجوع لجعل الأولوية لغيره: ((فإن عبادة غير الله والدعوة إلى غيره والشرك به هو أعظم الفساد في الأرض بل فساد الأرض في الحقيقة إنما هو الشرك بالله))[ابن تيمية، الفتاوى، ج١٥، ص٢٤].
أول الفساد وأعظمه وأعظم ما يغضب ربكم هو الشرك:((لا شيء أحب إلى الله من التوحيد ولا شيء أبغض إليه من الشرك))[ابن تيمية_الاستقامة، ج٢، ص٥٨].
والتمكين الذي يُتغنى به إنما يُحمد لمحاربة الشرك؛ الذي تتيسر محاربته الآن وتجنيد الجيل الصاعد له —لا لنرى الغرب أننا أقوياء وأصحاب أمجاد—:﴿الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ﴾ و:((ورأس المعروف هو التوحيد ورأس المنكر هو الشرك))[ابن تيمية_الفتاوى، ج٤٧، ص٤٤٢]
= وبمحاربة الشرك يمكن الله لعباده:﴿ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا﴾
.
كناشة أبي الخليل
التقويم التيمي لبوصلة الجيل الصاعد(13)! جعل الأولوية لغير قضية الأنبياء الكبرى، ومرور الكرام على التحذير من الشرك أو التحذير منه على نسق الحداثيين... الدعوة إلى التوحيد ومحاربة الشرك؛ قضية الأنبياء وقضية القضايا؛ لم يتعامل الأنبياء معها؛ بـ”مرور الكرام“…
Telegram
كناشة أبي الخليل
- https://www.tg-me.com/c/1269314107/205787
- https://www.tg-me.com/c/1269314107/267171
.
- https://www.tg-me.com/c/1269314107/267171
.
بيان عدم اتساق حجج السلفي في دفاعه عن المعطلة مع أصول مدرسته السلفية الزاعم اتباعها(1)
https://www.tg-me.com/abualkhlil/4052
بيان عدم اتساق حجج السلفي في دفاعه عن المعطلة مع أصول مدرسته السلفية الزاعم اتباعها(2)
https://www.tg-me.com/abualkhlil/4104
بيان عدم اتساق حجج السلفي في دفاعه عن المعطلة مع أصول مدرسته السلفية الزاعم اتباعها(3)
https://www.tg-me.com/abualkhlil/4110
بيان عدم اتساق حجج السلفي في دفاعه عن المعطلة مع أصول مدرسته السلفية الزاعم اتباعها(4)
https://www.tg-me.com/abualkhlil/4118
بيان عدم اتساق حجج السلفي في دفاعه عن المعطلة مع أصول مدرسته السلفية الزاعم اتباعها(5)
https://www.tg-me.com/abualkhlil/4122
بيان عدم اتساق حجج السلفي في دفاعه عن المعطلة مع أصول مدرسته السلفية الزاعم اتباعها(6)
https://www.tg-me.com/abualkhlil/4828
بيان عدم اتساق حجج السلفي في دفاعه عن المعطلة مع أصول مدرسته السلفية الزاعم اتباعها(7)
https://www.tg-me.com/abualkhlil/4832
بيان عدم اتساق حجج السلفي في دفاعه عن المعطلة مع أصول مدرسته السلفية الزاعم اتباعها(8)
https://www.tg-me.com/abualkhlil/4854
بيان عدم اتساق حجج السلفي في دفاعه عن المعطلة مع أصول مدرسته السلفية الزاعم اتباعها(9)
https://www.tg-me.com/abualkhlil/4859
متجددة..
.
https://www.tg-me.com/abualkhlil/4052
بيان عدم اتساق حجج السلفي في دفاعه عن المعطلة مع أصول مدرسته السلفية الزاعم اتباعها(2)
https://www.tg-me.com/abualkhlil/4104
بيان عدم اتساق حجج السلفي في دفاعه عن المعطلة مع أصول مدرسته السلفية الزاعم اتباعها(3)
https://www.tg-me.com/abualkhlil/4110
بيان عدم اتساق حجج السلفي في دفاعه عن المعطلة مع أصول مدرسته السلفية الزاعم اتباعها(4)
https://www.tg-me.com/abualkhlil/4118
بيان عدم اتساق حجج السلفي في دفاعه عن المعطلة مع أصول مدرسته السلفية الزاعم اتباعها(5)
https://www.tg-me.com/abualkhlil/4122
بيان عدم اتساق حجج السلفي في دفاعه عن المعطلة مع أصول مدرسته السلفية الزاعم اتباعها(6)
https://www.tg-me.com/abualkhlil/4828
بيان عدم اتساق حجج السلفي في دفاعه عن المعطلة مع أصول مدرسته السلفية الزاعم اتباعها(7)
https://www.tg-me.com/abualkhlil/4832
بيان عدم اتساق حجج السلفي في دفاعه عن المعطلة مع أصول مدرسته السلفية الزاعم اتباعها(8)
https://www.tg-me.com/abualkhlil/4854
بيان عدم اتساق حجج السلفي في دفاعه عن المعطلة مع أصول مدرسته السلفية الزاعم اتباعها(9)
https://www.tg-me.com/abualkhlil/4859
متجددة..
.
Forwarded from طَالِبُ عِلْمٍ
كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ
• عن أبي العالية الرِّياحِيّ -من طريق الربيع بن أنس- في قوله: ﴿تأمرون بالمعروف﴾ قال: بالتوحيد، ﴿وتنهون عن المنكر﴾ قال: عن الشرك.
• عن سعيد بن جبير -من طريق عطاء- قوله: ﴿وتؤمنون بالله﴾، يعني: تصدقون توحيد الله.
• عن أبي العالية الرِّياحِيّ -من طريق الربيع بن أنس- في قوله: ﴿تأمرون بالمعروف﴾ قال: بالتوحيد، ﴿وتنهون عن المنكر﴾ قال: عن الشرك.
• عن سعيد بن جبير -من طريق عطاء- قوله: ﴿وتؤمنون بالله﴾، يعني: تصدقون توحيد الله.
