Telegram Web Link
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
المعارضة بالمثل(4): الأوصاف التيمية للمعطل: بالتفريط وترك النظر والإعراض عن البينات الشرعية، والضرورة الفطرية العقلية.


مبدئيا: تمام البيان للدلائل:
[1]- قال الشيخ-رحمه الله-:((كلما كان الناس أحوج إلى معرفة الشيء، فإن الله يوسع عليهم دلائل معرفته؛ كدلائل معرفة نفسه، ودلائل نبوة رسوله، ودلائل ثبوت قدرته وعلمه وغير ذلك، فإنها دلائل كثيرة قطعية))[درء التعارض، ج١٠، ١٢٩].

الإعراض الأول: عن النصوص الشرعية القطعية:
[2]- قال-رحمه الله-:((ينبغي أن يُعرف أن عامة منْ ضل في هذا الباب[=أصول الدين]، أو عجز فيه عن معرفة الحق؛ فإنما هو:
- لتفريطه في اتباع ما جاء به الرسولﷺ،
- وترك النظر والاستدلال الموصول إلى معرفته؛ فلما أعرضوا عن كتاب الله ضلوا.. وقوله﴿ قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى* وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى﴾. قال ابن عباس: «تكفل الله لمن قرأ القرآن وعمل بما فيه أن لا يضل في الدنيا، ولا يشقي في الآخرة»، ثم قرأ هذه الآية))[درء التعارض، ج١، ص٥٤]

[3]- وقال أيضا:((وإنما قدمت هذه المقدمة؛ لأن من استقرت هذه المقدمة عنده علم طريق الهدى أين هو في هذا الباب وغيره؛ عُلم أن الضلال والتهوك إنما استولى على كثير من المتأخرين:
- بنبذهم كتاب الله وراء ظهورهم،
- وإعراضهم عما بعث الله به محمداﷺ، من البينات والهدى، وتركهم البحث عن طريقة السابقين والتابعين))[الفتاوى، ج٥، ص١٢]


⎯الإعراض الثاني: عن دلالة الفطرة والعقل الضرورية:
[4]- قال-رحمه الله-:((فيقولون: ليس هو في العالم كما ليس خارجا عنه؛أو يقولون: هو وجود المخلوقات دون أعيانها أو يقولون: هو الوجود المطلق فيثبتونه فيما يثبتون إذا كانت قلوبهم متشابهة في النفي والتعطيل وهو إنكار موجود حقيقي مباين للمخلوقات عال عليها. وإنما يفترقون فيما يثبتونه ويكرهون فطرهم وعقولهم على قبول المحال المتناقض)[الفتاوى، ج٤، ص٦٠]

[5]- وقال:((وهذا التناقض في إثبات هذا الموجود الذي ليس بخارج عن العالم ولا هو العالم الذي ترده فطرهم وشهودهم وعقولهم؛ غير ما في الفطرة من الإقرار بصانع فوق العالم فإن هذا إقرار الفطرة بالحق المعروف وذاك إنكار الفطرة بالباطل المنكر))[المصدر السابق، ج٤، ص٦١]


.
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
بيان عدم اتساق حجج السلفي في دفاعه عن المعطلة مع أصول مدرسته السلفية الزاعم اتباعها(8)

- التسليم بأن أهل البدع والأهواء متأولة ضرورة، وعدم تأثير تأويلاتهم في تضلالهم وذمهم؛ لأنها غير سائغة وناتجة عن هوى لا هدى.

1- الفُرقة واقعة لا محالة لقوله اللهﷺ:«وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين ملة، كلهم في النار إلا ملة واحدة»[الترمذي].
والأصل في المفترقين الزائغين الهلاك لقولهﷺ:
«تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك»[السنن]. وفُرقة أهل القبلة شبيه بفُرقة فرق أهل الكتاب السابقين، وقد افتراقوا بتأويلات.
قال ابن القيم:((وإذا تأملت دين المسيح وجدت النصارى إنما تطرقوا إلى إفساده بالتأويل بما لا يكاد يوجد مثله في شيء من الأديان، ودخلوا إلى ذلك من باب التأويل))[إعلام الموقعين، 188/5]. ولاتباع سَنن أهل الكتاب كانت فرقة أهل القبلة بتأويل أيضا.
قال ابن تيمية:((ولما كان النبيﷺ قد أخبر: أن هذه الأمة تتبع سنن من قبلها حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه: وجب أن يكون فيهم من يحرف الكلم عن مواضعه فيغير معنى الكتاب والسنة))[الفتاوى، ج٢٥، ص١٣١]

2- لا وجود لفرقة دون تأويلات، لأن أهل البدع الذي عندهم شبهات، وسميت الشبهة شبهة لاشتباها بالحق وحقيقتها باطل؛ و((لَا يُنْفَقُ الْبَاطِلِ فِي الْوُجُودِ إلَّا بِشَوْبِ مِنْ الْحَقِّ))[ابن تيمية، الفتاوى، 190/35].
وقال ابن القيم:((جميع هذه الطوائف تنزل القرآن على مذاهبها وبدعها وآرائها فالقرآن عند؛ الجهمية جهمي، وعند المعتزلة معتزلي، وعند القدرية قدري، وعند الرافضة رافضي، وكذلك هو عند جميع أهل الباطل:﴿وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ ۚ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ﴾))[شفاء العليل].

فلا عبرة بتأويلاتهم وغير شافعة لهم؛ عن عمر بن الخطاب-رضي الله عنه-قال:((لا عذر لأحدٍ في ضلالةٍ ركبها حسبها هدى، ولا في هدى تركه حسبه ضلالةً، فقد بُيِّنت الأمور، وثبتت الحجَّة، وانقطع العذر))[شرح السنة].
وقال ابن أبي زيد القيرواني:((ومن قول أهل السنة أنه لا يعذر من أداه اجتهاده إلى بدعة لأن الخوارج اجتهدوا في التأويل فلم يعذروا))[الجامع].

3- ولم تُعتبر لأنها تحريف وفُرقة واتباع للهوى؛ لذلك غير مانعة لذمهم وغير سائغة. قال ابن تيمية:((إن قلتم:كلُ من تأول بدليل على القواعد سوغناه له، وإن كان قد يخطىء. قلنا: فيكون تأويلُ الجهمية والقدرية والخوارج والروافض والوعيدية والباطنية والفلاسفة كلّها سائغة وإِن كانت خطأً، وهذا ما عُلم بالإجماع القديم بل بالاضطرار من دين الإسلام أنّ جميع هذه التأويلات ليست سائغة))[جامع المسائل، م٥، ص٧٧]

وهي لتقرير وتسويغ ضلالاتهم، قال ابن تيمية:((وفي رواية عنه قال[=محمد بن إسحاق] متشابهات في الصدق لهن تصريف وتحريف وتأويل ابتلى الله فيهن العباد كما ابتلاهم في الحلال والحرام ألا:يصرفن إلى الباطل، ولا يحرفن عن الحق، فأما الذين في قلوبهم زيغ: ﴿فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة﴾أي: ما تحرف منه ومتصرف ابتغاء الفتنة إلى اللبس وابتغاء تأويله، وما تأولوا وزينوا من الضلالة ليجيء لهم الذي في أيديهم من البدعة ليكون لهم به حجة على من خالفهم للتصريف والتحريف الذي ابتلوا به بمثل الأهواء وزيغ القلوب والتنكيب عن الحق الذي أحدثوا من البدعة))[بيان تلبيس الجهمية]

4- الفرقة الناجية في مسائل الافتراق؛ على حق موضوعي ظاهر جلي لا تُعتبر مخالفة مخالفيهم من الفرق وتأويلاتها؛ وما عليه أهل البدع هوى لا هدى عند السلف. قال ابن القيم: ((كان السلف يسمون الآراء المخالفة للسنة وما جاء به الرسولﷺ في مسائل العلم الخبرية، ومسائل الأحكام العملية؛ يسمونهم: أهل الشبهات والأهواء؛ لأن الرأي المخالف للسنة: جهل لا علم وهوى لا دين، فصاحبه ممن اتبع هواه بغير هدى من الله واتبع هواه بغير علم))[إغاثة اللهفان]. وقال ابن تيمية:((أصول البدع التي نردها نحن في هذا المقام لأن المخالف للسنة: يرد بعض ما جاء به الرسولﷺ، أو يعارض قول الرسولﷺ؛ بما يجعله نظيرا له من رأي..))[الفتاوى، ج٤، ص٧٨]

5- أهل البدع قد زين لهم الشيطان أعمالهم مع إعراضهم عن الحق، فهم مع تأويلاتهم ضُلال لإعراضِهم عن اتِّباع داعي الهدى. قال ابن القيم:((كل من أعرض عن الاهتداء بالوَحي الذي هو ذِكرُ اللهِ، فلا بُدَّ أن يقول هذا يوم القيامة أي:﴿يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ﴾، فإن قيل: فهل لهذا عُذرٌ في ضلالِه إذا كان يحسَبُ أنَّه على هُدًى، كما قال تعالى:﴿وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ﴾؟ قيل: لا عُذرَ لهذا وأمثالِه مِنَ الضُّلَّالِ الذين منشَأُ ضَلالِهم الإعراضُ عن الوَحْيِ الذي جاء بهﷺ، ولو ظَنَّ أنَّه مُهتَدٍ؛ فإنَّه مُفَرِّطٌ بإعراضِه عن اتِّباعِ داعي الهُدى، فإذا ضَلَّ فإنَّما أُتِيَ من تفريطِه وإعراضِه))[مفتاح دار السعادة]


.
2025/10/21 12:55:47
Back to Top
HTML Embed Code: