اعلم أنّ مَن اسمه جابر بن عبدالله في الصحابة فيما وقفتُ عليه أربعة:

١- جابر بن عبدالله بن رِياب -بكسر الراء، ثم مثنّاة تحت مخففة، وفي آخره موحّدة -.

٢- وجابر بن عبدالله بن عمرو بن حرام - راوي الحديث -.

٣- وجابر بن عبدالله العبدي.

٤- وجابر بن عبدالله الراسبي، نزيل البصرة.

والرواية لابن عبدالله بن عمرو بن حرام، والباقون لا أعلم لهم رواية.

📚الحافظ سبط ابن العَجَمي في نور النبراس٨٢/٣
. •|[ زر غِبًّا تزدَدْ حُبًّا

تردَّد ثقيلٌ على ظريفٍ وأطال تردادَه عليه حتى سئم منه، فقال له الثقيل: «من تراه أشعر الشعراء؟» فأجاب الظريف: «هو ابن الورديِّ بقوله:

غِبْ وَزُرْ غِبًّا تَزِدْ حُبًّا فَمَنْ * أَكْثَرَ التَّرْدَادَ أَضْنَاهُ المَلَلْ»

فقال الثقيل: «أخطأتَ، فإنَّ النجَّاريَّ أشعرُ منه بقوله:

إِذَا حَقَّقْتَ مِنْ خِلٍّ وِدَادًا * فَزُرْهُ وَلَا تَخَفْ مِنْهُ مَلَالَا

وَكُنْ كَالشَّمْسِ تَطْلُعُ كُلَّ يَوْمٍ * وَلَا تَكُ فِي زِيَارَتِهِ هِلَالَا»

فأجاب الظريف: «إنَّ الحريريَّ أشعر منه بقوله:

لَا تَزُرْ مَنْ تُحِبُّ فِي كُلِّ شَهْرٍ * غَيْرَ يَوْمٍ وَلَا تَزِدْهُ عَلَيْهِ

وإن لم تصدِّقْني فقد وهبتُك الدارَ بما فيها»، وخرج وهو يقول:

«إِذَا حَلَّ الثَّقِيلُ بِأَرْضِ قَوْمٍ * فَمَا لِلسَّاكِنِينَ سِوَى الرَّحِيلِ»

[«العقد الفريد» لابن عبد ربِّه (١/ ٣٩)]
وَرُوِيَ بِإِسْنَادٍ ضَعِيفٍ مَرْفُوعًا «زُرْ غِبًّا تَزْدَدْ حُبًّا» أَخَذَهُ الشَّاعِرُ فَقَالَ:
إذَا شِئْت أَنْ تُقْلَى فَزُرْ مُتَوَاتِرَا ... وَإِنْ شِئْت أَنْ تَزْدَادَ حُبًّا فَزُرْ غِبَّا

وَلِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ الْكَاتِبِ:

إنِّي رَأَيْتُك لِي مُحِبَّا ... وَلِي حِينَ أَغِيبُ صَبَّا

فَهَجَرْت لَا لِمَلَالَةٍ ... حَدَثَتْ وَلَا اسْتَحْدَثْتُ ذَنْبَا

إلَّا لِقَوْلِ نَبِيِّنَا ... زُورُوا عَلَى الْأَيَّامِ غِبَّا

وَلِقَوْلِهِ مَنْ زَارَ غِبَّا ... مِنْكُمْ يَزْدَادُ حُبَّا

وَقَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ

فَضَعْ الزِّيَارَةَ حَيْثُ لَا يُزْرِي بِنَا ... كَرَمُ الْمَزُورِ وَلَا يُعَابُ الزَّائِرُ

وَقَالَ ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ وَلِبَعْضِ أَهْلِ هَذَا الْعَصْرِ:

أَزُورُ خَلِيلِي مَا بَدَا لِي هَشُّهُ ... وَقَابَلَنِي مِنْهُ الْبَشَاشَةُ وَالْبِشْرُ

فَإِنْ لَمْ يَكُنْ هَشٌّ وَبَشٌّ تَرَكْتُهُ ... وَلَوْ كَانَ فِي اللُّقْيَا الْوِلَايَةُ وَالْبِشْرُ

وَحَقُّ الَّذِي يَنْتَابُ دَارِي زَائِرًا ... طَعَامٌ وَبِرٌّ قَدْ تَقَدَّمَهُ بِشْرُ

... وَأَنْشَدَ الْمُبَرِّدُ:

عَلَيْكَ بِإِقْلَالِ الزِّيَارَةِ إنَّهَا ... تَكُونُ إذَا دَامَتْ إلَى الْهَجْرِ مَسْلَكَا

فَإِنِّي رَأَيْت الْقَطْرَ يُسْأَمُ دَائِمًا ... وَيُسْأَلُ بِالْأَيْدِي إذَا هُوَ أَمْسَكَا

وَقَالَ أَبُو تَمَّامٍ:

وَطُولُ لِقَاءِ الْمَرْءِ فِي الْحَيِّ مُخْلِقٌ ... لِدِيبَاجَتَيْهِ فَاغْتَرِبْ تَتَجَدَّدْ

فَإِنِّي رَأَيْت الشَّمْسَ زِيدَتْ مَحَبَّةً ... عَلَى النَّاسِ أَنْ لَيْسَتْ عَلَيْهِمْ بِسَرْمَدِ

وَقَالَ ابْنُ وَكِيعٍ:

إنْ كَانَ قَدْ بَعُدَ اللِّقَاءُ فَوُدُّنَا ... بَاقٍ وَنَحْنُ عَلَى النَّوَى أَحْبَابُ

كَمْ قَاطِعٍ لِلْوَصْلِ يُؤْمَنُ وُدُّهُ ... وَمُوَاصِلٌ بِوِدَادِهِ مَنْ تَابَ

وَقَالَ الطَّائِيُّ:

وَلَئِنْ جَفَوْتُك فِي الْعِيَادَةِ إنَّنِي ... لِبَقَاءِ جِسْمِك فِي الدُّعَاءِ لَجَاهِدُ

وَلَرُبَّمَا تَرَكَ الْعِيَادَةَ مُشْفِقٌ ... وَطَوَى عَلَى غِلِّ الضَّمِيرِ الْعَائِدُ

وَلَهُ أَيْضًا:

ذُو الْفَضْلِ لَا يَسْلَمُ مِنْ قَدْحٍ ... وَإِنْ غَدَا أَقْوَمَ مِنْ قَدْحٍ

وَفِي نَوَادِرِ ابْنِ الصَّيْرَفِيِّ الْحَنْبَلِيِّ أَنْشَدُوا:

لَا تُضْجِرَنَّ عَلِيلًا فِي مُسَاءَلَةٍ ... إنَّ الْعِيَادَةَ يَوْمًا بَيْنَ يَوْمَيْنِ

بَلْ سَلْهُ عَنْ حَالِهِ وَادْعُ الْإِلَهَ لَهُ ... وَاجْلِسْ بِقَدْرِ فُوَاقٍ بَيْنَ حَلْبَيْنِ

مَنْ زَارَ غِبًّا أَخًا دَامَتْ مَوَدَّتُهُ ... وَكَانَ ذَاكَ صَلَاحًا لِلْخَلِيلَيْنِ


[ الآداب الشرعية والمنح المرعية ]
Forwarded from خَبَرُ الكِتاب (مكتبة المحجة البيضاء)
تفريغ شرح ذخيرة الإخوان في اختصار الاستغناء بالقرآن

شرح الشيخ عبدالرزاق البدر حفظه الله

https://www.tg-me.com/abofawzan3/2051
عَسَى مَا تَرَى أَنْ لَا يَدُومَ وَأَنْ تَرَى
لَهُ فَرَجًا مِمَّا أَلَحَّ بِهِ الدَّهْرُ

عَسَى فَرَجٌ يَأْتِي بِهِ اللَّهُ إِنَّهُ
لَهُ كُلَّ يَوْمٍ فِي خَلِيقَتِهِ أَمْرُ

إِذَا لَاحَ عُسْرٌ فَارْجُ يُسْرًا فَإِنَّهُ
قَضَى اللَّهُ أَنَّ الْعُسْرَ يَتْبَعُهُ الْيَسَرُ
أَلا يأيها الْمَرْء ... الَّذِي الْهم بِهِ برح
إِذا ضَاقَ بك الْأَمر ... ففكر فِي ألم نشرح
فَإِن الْعسر مقرون ... بيسرين فَلَا تَبْرَح
منظومة محبة الله جل جلاله والأسباب الجالبة لها من كلا ابن القيم
✍️ قَالَ الْفضل بن سهل :

« إِن فِي الْعِلَل لنعما لَا يَنْبَغِي للعاقل أَن يجهلها: تمحيص للذنب، وَتعرض لثواب الصَّبْر، وإيقاظ من الْغَفْلَة، وإذكار بِالنعْمَةِ فِي حَال الصِّحَّة، واستدعاء للمثوبة، وحض على الصَّدَقَة، وَفِي قَضَاء الله وَقدره بعد، الْخِيَار».
•|[ إِنَّمَا يبتلى الصالحون

وَكتب مُحَمَّد بن الْحَنَفِيَّة، إِلَى عبد الله بن عَبَّاس، حِين سيره ابْن الزبير
عَن مَكَّة، إِلَى الطَّائِف: أما بعد، فَإِنَّهُ بَلغنِي أَن ابْن الزبير سيرك إِلَى الطَّائِف، فأحدث الله عز وجل لَك بذلك أجرا، وَحط بِهِ عَنْك وزرا، يَابْنَ عَم، إِنَّمَا يبتلى الصالحون، وتعد الْكَرَامَة للْأَخْبَار، وَلَو لم تؤجر إِلَّا فِيمَا تحب، لقل الْأجر، وَقد قَالَ: الله تَعَالَى: ﴿وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ﴾ [الْبَقَرَة: ٢١٦] عزم الله لنا وَلَك، بِالصبرِ على الْبلَاء، وَالشُّكْر على النعماء، وَلَا أشمت بِنَا وَبِك الْأَعْدَاء، وَالسَّلَام.
•|[ النِّعْمَة والعافية تبطران الْإِنْسَان

كتب بعض الْكتاب إِلَى صديق لَهُ فِي محنة لحقته: إِن الله تَعَالَى ليمتحن العَبْد، ليكْثر التَّوَاضُع لَهُ، والاستعانة بِهِ، ويجدد الشُّكْر على مَا يوليه من كِفَايَته، وَيَأْخُذ بِيَدِهِ فِي شدته، لِأَن دوَام النعم والعافية، يبطران الْإِنْسَان، حَتَّى يعجب بِنَفسِهِ، ويعدل عَن ذكر ربه، وَقد قَالَ الشَّاعِر:

لَا يتْرك الله عبدا لَيْسَ يذكرهُ
مِمَّن يؤدبه أَو من يؤنبه

أَو نعْمَة تَقْتَضِي شكرا يَدُوم لَهُ
أَو نقمة حِين ينسى الشُّكْر تنكبه
قَالَ الْحسن الْبَصْرِيّ: الْخَيْر الَّذِي لَا شَرّ فِيهِ، هُوَ الشُّكْر مَعَ الْعَافِيَة، وَالصَّبْر عِنْد المحنة، فكم من منعم عَلَيْهِ غير شَاكر، وَكم مبتلى بمحنة وَهُوَ غير صابر.
كَانَ ابْن شبْرمَة إِذا نزلت بِهِ شدَّة، يَقُول: سَحَابَة ثمَّ تنقشع.
روي عن علي رضي الله عنه، أنه قَالَ:

عِنْد تناهي الشدَّة، تكون الفرجة، وَعند تضايق الْبلَاء، يكون الرخَاء، وَمَعَ الْعسر، يكون الْيُسْر.

وَذكر عَنهُ ، أَنه قَالَ: مَا أُبَالِي بالعسر رميت، أَو باليسر، لِأَن حق الله تَعَالَى فِي الْعسر الرِّضَا وَالصَّبْر، وَفِي الْيُسْر الْحَمد وَالشُّكْر.
إِذا لم يكن عون من الله للفتى ... فَأول مَا يجني عَلَيْهِ اجْتِهَاده
كَانَ عَمْرو بن أحيحة الأوسي يَقُول: عِنْد تناهي الشدَّة، تكون الفرجة، وَعند تضايق الْبلَاء، يكون الرخَاء، وَلَا أُبَالِي أَي الْأَمريْنِ نزل بِي عسر أم يسر، لِأَن كل وَاحِد مِنْهُمَا يَزُول بِصَاحِبِهِ.
‏« من علامات محبة الله: إن الإنسان يديم ذكر الله؛ يذكر ربه دائما بقلبه ولسانه وجوارحه »

ابن عثيمين | شرح رياض الصالحين (٥١٦/٣)
• تعظيم الأضرحة وإقامة الموالد ليس من الإسلام.

- قال الشيخ حمود التويجري رحمه الله:

- (إن تعظيم الأضرحة وإقامة الموالد للصوفية ليس هو من المظاهر الإسلامية وإنما هو من مظاهر الوثنية والبدع المضلة،
وهل وقع الشرك وعبادة القبور قديماً وحديثاً إلا بسبب الغلو في الأولياء أو من تظن الولاية فيه, والعكوف على قبورهم وتعظيمها بالبناء والكتابة عليها والتمسح بها واتخاذها مساجد, وغير ذلك مما نهى عنه الشرع المطهر، ومن عجيب أمر المصنف وقبيح جهله قوله عن احترام أضرحة الأولياء وإقامة الموالد للصوفية أن فيه أعظم تأييد للدين، وهذا من قلبه للحقيقة, فإن هذه الأمور من أعظم هوادم الدين كما لا يخفى على من له أدنى علم وفهم. وهذا مولد البدوي الذي تقيمه الصوفية وأمثالهم من الطغام في كل عام, ويحضره مئات الألوف من الناس الذين لا يسمعون ولا يعقلون إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا من الأنعام، ويحصل فيه من أنواع الشرك والبدع والمنكرات العظيمة ما لا يعد ولا يحصى.
هل يقول مسلم إنه من المظاهر الإسلامية وإن فيه تأييداً للدين؟
كلا. لا يقول هذا مسلم، وإنما يقوله من طبع الله على قلبه فصار يرى الحق في صورة الباطل والباطل في صورة الحق، عياذاً بالله من رين الذنوب وانتكاس القلوب).

📚 [إيضاح المحجة ص: 184].
تمنى العلامة محمد علي آدم الأثيوبي- رحمه الله رحمة واسعة و أسكنه فسيح جناته- أن يتم ‏كتاب إتحاف الطالب الأحوذي بشرح جامع الإمام الترمذي


" هو كتاب جليل آخر من كتب فضيلة الشيخ في شرح جامع الإمام أبي عيسى، محمد بن عيسى بن سورة الترمذي رحمه الله، (المتوفى: 279هـ)

قال في مقدمته:
ابتدأت في كتابة شرح جامع الإمام الترمذي رحمه الله المسمّى «إتحاف الطالب الأحوذي بشرح جامع الإمام الترمذي» بعد صلاة الصبح يوم الأحد السادس من شهر شوال العاشر من سنة (١٤٣٢ه).
اسأل الله أن يمن عليّ ببلوغ الأمل من هذا الكتاب المبجّل دون كسل أو فتور أو ملل إنه جواد كريم بعباده رؤوف رحيم.

غير أن هذا الكتاب لم يكتمل بعد، فالمطبوع منه 18 مجلدا، انتهى الشيخ فيها إلى

15 - أَبْوَابُ الْحُدُودِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "

من موقع الشيخ

https://www.aletioupi.com/showbook.php?idbook=24
2025/10/22 07:52:41
Back to Top
HTML Embed Code: