Telegram Web Link
"الإيضاح والبيان لما تضمنه كلام الشيخ ربيع بن هادي المدخلي رحمه الله تعالى وما فيه من إصلاح وجمع الكلمة بين أهل السنة في كل مكان"

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين محمد بن عبد الله الصادق الأمين صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين.

أما بعد : قال شيخ الإسلام ‏ابن تيمية رحمه الله "من القواعد العظيمة التي هي من جماع الدين: تأليف القلوب، واجتماع الكلمة، وصلاح ذات البين؛ فإن الله تعالى يقول: (فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم) ويقول: (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا)" #مجموع الفتاوى ( جـ٢٨صـ٥١ )

من فضل الله تعالى أن يسر لنا زيارة شيخنا العلامة ربيع بن هادي المدخلي رحمه الله أنا والأخ أبا المجد بن محمد  حفظه الله في يوم الجمعة 21 ربيع الأول لعام 1445 هـ
وبعد السلام عليه قلنا له نحن من طلاب الشيخ يحيى الحجوري فاستبشر وقال : كيف حاله الشيخ يحيى وأين ساكن ؟
وعندما قلنا له بأن شيخنا يحيى في حضرموت فقال : بلغه سلامي الله يبارك فيه وينفع به، بلغه سلامي الجزيل الله يبارك فيهم وينفع بهم، وذكرت له أن المحرشين هم سبب الفرقة أعني هم الذين أفسدوا بينك وبين شيخنا يحيى قال تعالى:{مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي}.

فقال الشيخ ربيع بعدها رحمه الله: ما حصل بيننا إلا المحبة والأخوة نحن متسامحون دائما، قولوا له الشيخ ربيع يحبك في الله ولا يزال يزداد قل له.

ودعا لنا وله رحمه الله تعالى بدعوات مباركة بأن يبارك الله لنا وينفع بنا ويزيدنا من العلم النافع والعمل الصالح، وختم دعاءه لنا ولأهل السنة أن يوفق هذه المحبة بيننا وبين الناس وكل السلفيين انتهى. رحمه الله رحمة واسعة .

والمقصد من زيارة الشيخ ربيع رحمه الله هو : جمع الكلمة والإصلاح لا التحريش والنميمة والله تعالى يعلم المصلح من المفسد.

ومن أعظم الصلح أن يكون بين علماء أهل السنة الذين هم حملة الدين وحصل في هذا اللقاء نفع كبير يكفي أنه زالت الوحشة وطابت النفوس وعزاه وترحم عليه بعد موته خلق كثير من مشايخ السنة وطلاب العلم.

وهذه لم تكن أول زيارة له
بل قبلها بسنوات زرت الشيخ ربيعا رحمه الله أنا وأحد الإخوة في المسجد الذي يصلي فيه بعد صلاة المغرب في المدينة النبوية، حين كان شيخنا يحيى الحجوري حفظه الله يدرس في مكة، وأهديناه بعض كتب شيخنا يحيى الحجوري حفظه الله، مثل: تحقيق السنن الصغير للإمام البيهقي وكتب غيرها فقبل الشيخ ربيع الهدية وقال: أنتم ضيوفي اللية،
فحاول من بجواره الإعتذار بأن الشيخ متعب وو..إلخ فحاولنا نعتذر  منه ونذهب فقال الشيخ مغضبًا على من بجانبه: ضيوفي ضيوفي،
وقال لنا الشيخ ربيع رحمه الله : ننتظركم بعد صلاة العشاء.
وبعد مجيئه من صلاة العشاء ينادي أين طلاب الشيخ يحيى مرارا ودخلنا بيته فأجلسنا بجواره وأكرمنا غاية الإكرام جزاه الله خيرا، وطلابه ينظرون والشيخ يسأل عن حال الشيخ يحيى ودعوته وعن دروسه ويثني عليه وعلى طلابه، فقلنا له الشيخ في مكة يدرس في أحد المساجد في بطحاء قريش والخير حاصل ولله الحمد وأخذ كتب شيخنا يحيى وأثنى عليها وقال: والله ما أريد أن يكون بيني وبين الشيخ يحيى مثقال ذرة من الخلاف دعوتنا دعوة واحدة على الكتاب والسنة ودعا له بالتوفيق.
وقال بيتي مفتوح له في أي وقت ليلا أو نهارا .
قلت له قد كان جاء إليك لكن قدر الله وما شاء فعل. 
فقال الشيخ ربيع الآن يأتي على العين وعلى الرأس وأشار بيده إليهما وكرر ذلك وقال يأتي في أي وقت وأبلغوه سلامي.
وزد على ذلك أن ثناء ودعاء الشيخ ربيع رحمه الله لشيخنا يحيى والسلام عليه والترحيب به أمام طلاب وزوار له كان في مجلسه طلاب كثر، طلاب من الكويت وغيرهم وحذر من أبي الحسن والتعاون معه وأعطى أحد الزائرين رسالة فيها النصح والتحذير من جماعة الإخوان وأصحاب أبي الحسن ، وكانت الزيارة السابقة في أواخر تدريس شيخنا يحيى في مسجد التقوى بمكة المكرمة حرسها الله لعام 1438 تقريبا وقد نشرت هذا الكلام قبل موت شيخنا ربيع رحمه الله وانتشرت في الآفاق (١)
وماسمعنا أحد إنتقدها إلا أهل التحريش والشغب بدون دليل لإيغار صدور علماء أهل السنة بالتحريش والنميمة كما هو ديدنهم.

وتراجع الشيخ ربيع رحمه الله أكثر من مرة من بعد الحصار الأول، وهكذا بعد دخول شيخنا يحيى المملكة وإن حصل خلاف ذلك فهو قديم وسببه التحريش.

وما ينقله أصحاب الإبانة هداهم الله بين الفينة والأخرى بأن الشيخ ربيعا تكلم في الشيخ يحيى ولم يعلم له تراجع، وتارة يقولون تراجعه ليس بتراجع !!! وهذا غير صحيح وخالي من الأدلة والبراهين وفيه زيادة الفجوة وإيغار الصدور والفتنة.
وأما نشر ما سمعته من الشيخ ربيع ففيه إصلاح وجمع كلمة ووحدة الصف بين أهل السنة وعالمين من علمائها والأيات في ذلك كثير .

ولما رأينا تكرار الثناء والدعاء لشيخنا يحيى وطلابه من قبل الشيخ ربيع كل من زاره يثني عليه وعلى دعوته ويسلم عليه ويدعوا له وطلابه وهذا جدير بأن ينشر.

قَالَ الله تَعَالَى: {لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ}[النساء:114]

فعن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي ﷺ أنه قال: "إِن من الناس مفاتيح للخير مغاليق للشر، وإن من الناس مفاتيح للشر مغاليق للخير؛ فطوبى لمن جعل الله مفاتيح الخير على يديه، وويل لمن جعل الله مفاتيح الشر على يديه"
حسنة العلامة الألباني

نسأل الله لنا ولجميع المسلمين الهداية والتوفيق والثبات على الكتاب والسنة حتى الممات.

(١) تنبيه الزيارة الأخيرة كانت في يوم الجمعة ٢١ من شهر ربيع الأول لعام ١٤٤٥ه‍.

والزيارة السابقة في أواخر تدريس شيخنا يحيى في مسجد التقوى بمكة المكرمة حرسها الله لعام 1438 تقريبا.

ولشيخنا ربيع رحمه الله تعالى كلام جميل في نصرة أهل دماج عند الحصار والحرب عليهم وحصل الاتصال مع الشيخ يحيى وأتى بكلام جميل ومحبته للشيخ يحيى وطلابه والصوتية منشورة.

ولشيخنا ربيع رحمه الله صوتية بعدها مشهورة ومنشورة وهو يقول: المشاكل الذي بيني وبين الشيخ يحيى الحجوري انتهت وإلى الأبد.

فنقول للعقلاء والمنصفين فماذ بعد هذا البيان والحق الواضح إلا الضلال والاستمرار في التحريش.

فعَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ أَيِسَ أَنْ يَعْبُدَهُ الْمُصَلُّونَ فِي جَزِيرَةِ الْعَرَبِ، وَلَكِنْ فِي التَّحْرِيشِ بَيْنَهُمْ» رواه مسلم.
قال النووي: " هذا الحديث من المعجزات النبوية، ومعناه: آيس أن يعبده أهل جزيرة العرب، ولكنه يسعى في التحريش بينهم بالخصومات والشحناء والحروب والفتن ونحوها"

وإنما أردت أن أبين للقارئ طرقهم وسعيهم في التحريش بين أهل العلم
من بداية الفتنة إلى يومهم هذا بدون خوف من الله ولا ورع نسأل الله لنا ولهم ولجميع المؤمنين الهداية.

قال ابن عبدالبر: "والتحريش بين الآدميين حوب كبير! وأبغض الخلق إلى الله وأبعدهم من رسول الله المشاؤون بالنميمة المفرقون بين الأحبة!". كتاب الكافي في فقه أهل المدينة.

واعلموا رحمكم الله : أن من بركة العلم الإنصاف.
قال الإمام مالك رحمه الله في القرن الثاني الهجري : ما في زماننا شيءٌ أقل من الإنصاف" قال القرطبي رحمه الله في القرن السادس الهجري معلقًا على كلام مالك :
" هذا في زمن مالكٍ، فكيف في زمانِنا اليوم الذي عمَّ فينا الفساد، وكثُر فيه الطغام، وطُلِب فيه العلم للرياسة لا للدراية، بل للظهور في الدنيا، وغلَبةِ الأقران بالمِراء والجدال الذي يقسِّي القلب، ويُورث الضغن؛ وذلك مما يحمل على عدم التقوى وتركِ الخوف من الله تعالى " الجامع لأحكام القرآن (1/286 - 287)

الإنصافُ يدعو إلى الألفة وقلةُ الإنصافِ تَجُرُّ إلى التقاطعِ .

يقول الله تعالى : { یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ كُونُوا۟ قَوَّ ٰ⁠مِینَ بِٱلۡقِسۡطِ شُهَدَاۤءَ لِلَّهِ وَلَوۡ عَلَىٰۤ أَنفُسِكُمۡ أَوِ ٱلۡوَ ٰ⁠لِدَیۡنِ وَٱلۡأَقۡرَبِینَۚ إِن یَكُنۡ غَنِیًّا أَوۡ فَقِیرࣰا فَٱللَّهُ أَوۡلَىٰ بِهِمَاۖ فَلَا تَتَّبِعُوا۟ ٱلۡهَوَىٰۤ } [سُورَةُ النِّسَاءِ: ١٣٥]

وهذه كلمة نفيسة تكتب بماء الذهب للعلامة عبدالرحمن المعلّمي ـ قالها في كتابه المشهور "التنكيل بما في تأنيب الكوثري من الأباطيل (3 / 252) ـ حول مسالك الهوى الخفية
قال رحمه الله : "فمسالك الهوى أكثر من أن تحصى! وقد جربتُ نفسي: أنني ربما أنظر في القضية زاعماً أنه لا هوى لي فيلوح لي فيها معنى، فأقرره تقريراً يعجبني، ثم يلوح لي ما يخدش في ذاك المعنى، فأجدني أتبرم بذاك الخادش و تنازعني نفسي إلى تكلف الجواب عنه وغض النظر عن مناقشة ذاك الجواب، وإنما هذا لأني لما قررت ذاك المعنى أولاً تقريراً أعجبني صرت أهوى صحته، هذا مع أنه لا يعلم بذلك أحد من الناس، فكيف إذا كنت قد أذعته في الناس ثم لاح لي الخدش؟ فكيف لو لم يلح لي الخدش و لكن رجلاً آخر أعترض علي به؟ فكيف كان المعترض ممن أكرهه؟" انتهى

أسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يهدينا وإياكم صراطه المستقيم، وأن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، وأن يصلح قلوبنا وأعمالنا، وأن يعيذنا وإياكم من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا. والحمد لله رب العالمين

كتبه الفقير إلى عفو ربه أبو عبد الرحمن حمود الثوابي عفا الله عنه السبت الموافق ١٧ من شهر الله المحرم ١٤٤٧ه‍
#قناة_أبي_خالد_الدعوية
https://www.tg-me.com/AbuKhlid3320/56570
2025/07/13 20:53:06
Back to Top
HTML Embed Code: