أدب_الرسائل pinned «"مواقع التواصل الاجتماعي أفرزت لنا إنسانًا مشغولاً بلا شغل، يتابع كل شيء، ويتحدث في كل شيء، ويشكو من ضيق وقته، وازدحام يومه، وهو أكسل من الكسل! ضجيجٌ وصخبٌ بلا طحين، ولا منتج؛ كالمضارب بلا ربح. أعمار تفنى، وأوقات تضيع، وطاقات تهدر. أفرزت إنسانًا يريد التغيير…»
كتَبتْ:
أسلم الله قلبك من غوائل الدّهر وصروفه، وأيقظ في نفسك حبّ العلم وطلبه؛ فإنه سلوتك ومؤنتك وحَصانك، سلوةٌ من همّ الحياة ونكد العيش، ومؤنةٌ من طمع النفس وجزع الفؤاد، وما استوحش من استوحش إلا لتعلق قلبه بكل فانٍ لا يدوم، واستبدل الأدنى بالذي هو خير.
وما عند الله خيرٌ وأبقى
#أدب_الرسائل
"المرءُ على دين خليله .. "

وخليل اليوم اتسع مُدّه وحده، وطال أمده وبُعده، ولم يعد أثره على من حوله، بل تجاوز الواقع إلى هذه المواقع شرقًا وغربًا، فصار من نوافذ قنواته يجالس ويخالط ويؤثر؛ وإن كان لا يراك أيها المشاهد والمتابع؛ فإنك تراه، فأنت جليسه وإن لم يجالسك، وتصحبه وإن لم يصحبك، وتتأثر به وإن لم يتأثر بك، ويصل إليك وإن لم تصل إليه!
وهكذا تتكون بيئة أخرى لك على بيئتك التي أنت فيها من خلال شاشة جوالك، ومنافذ تصفحك لتكون جزء من كيانك وتكوينك.

".. فلينظر أحدكم من يُخالل"
وصف أبو عليّ محمد بن الحسن (الليل) وما فيه من معاني السكون فقال:

فيه تَجُمُّ الأذهانُ، وتنقطع الأشغال، ويصحّ النظر، وتؤلّف الحكمة، وتدرّ الخواطرَ، ويتسع مَجَالُ القلب، والليل أَضْوَأ في مذاهب الفكر، وأَخْفى لعمل البر، وأعون على صَدَقة السّرّ، وأصحّ لتلاوة الذكر، ومُدبِّرُو الأمور يختارون الليلَ على النهار، فيما لم تصف فيه الأناة لرياضة التدبيرِ وسياسة التقدير، في دَفْع الملّم، وإمضاء المهمّ، وإنشاء الكتب، وتصحيح المعاني، وتقويم المباني، وإظهار الْحُجَج، وإيضاح المَنْهَج، وإصابة نَظْمِ الكلام، وتقريبه من الأفهام.

- زهر الآداب وثمر الألباب للحصري
من لَان نال، ومن ترفّق توفّق
لأنك الله ٢.pdf
15.7 MB
الجزء الثاني من كتاب: لأنك الله
-
المُسلمون والقضايا الكُبرى!


ستظل قضية فلسطين من القضايا الكُبرى التي توقظ نفوس المسلمين من حينٍ لآخر كلما ضعفت فيهم روح الأخوة الإيمانية، وتُجدد في نفوسهم عقيدة الولاء والبراء لله ولرسوله، وأن المسلمين تتكافأ دماؤهم، ويسعى بذمتهم أدناهم، وهم يدٌ على من سواهم!

هذه المشاهد التي تحدث في غزة وما حولها اليوم خير شاهد على هذا؛ ليميز الله الخبيث من الطيب.
تتفطر الأكباد ألمًا ووجعًا لما يراه المسلم في أخيه المسلم من مواجع وفواجع ولا يد له في رفع ودفع الضر عنه إلا بما يقتضيه واجب الحال وذلك أضعف الإيمان!

هذه المشاهد تعيد لنا حقيقة المكر الغاشم من أعداء الملة والدين على المسلمين في تمزيقهم وإضعاف شوكتهم؛ بل ومحاولةً في تعرية عُروتهم وأخوتهم، وميثاقهم الغليظ بكافة الوسائل والسُّبل.

هذه المشاهد تحيي في نفس المسلم الحر الغيور أن يتفرغ لواجبه تجاه نفسه وأمته، ويراقب نفسه أين يجب أن يكون وكيف يكون؟
والموفق من وفقه الله باعتدال موقفه، وصدق توجهه، وأدرك بِهَمِّه ما يهمّه من حاله ومقاله ووقته.

اللهم أنت حسبنا ونعم الوكيل
اللهم أنت حسبنا ونعم الوكيل
-
لا تشح بوجهك عن هذه الفاجعة التاريخية وما ترى فيها من طغيان اليهود والعاَلم معهم على إخوانك بحجة ضعف قلبك وقلة حيلتك!
أيقظ ضميرك بهذه المشاهد المروّعة، والآلام الموجعة؛ لتعرف وتتذكر بها حقيقة العالَم من حولك، مدعي الإنسانية المزيفة والحضارة الكاذبة!

انطرح بين يدي الله بيقين الطلب وصدق الالتجاء، ولا تقضي هذه الليلة إلا في محراب الضراعة والدعاء.

‏اللهم منزل الكتاب، ومجري السحاب، وهازم الأحزاب، اهزم اليهود المجرمين، واقذف الرعب في قلوبهم، واجعلهم يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين.
ليس وقتٌ أحرى بربط الجأش وتقوية العزائم من هذا الوقت، فلا تأسَوا، ولا تجزعوا ﴿وَلا تَهِنوا وَلا تَحزَنوا وَأَنتُمُ الأَعلَونَ إِن كُنتُم مُؤمِنينَ﴾.

ولا يذهبّن بكم الحزن كل مذهب، فإنما كان ما كان ﴿لِيَعلَمَ اللَّهُ الَّذينَ آمَنوا وَيَتَّخِذَ مِنكُم شُهَداءَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الظّالِمينَ ۝ وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذينَ آمَنوا وَيَمحَقَ الكافِرينَ﴾.

وإيّاكم أن يتملك الإياسُ من قلوبكم، وأن يقعد بكم الشعور بالعجز حيثُ أنتَم، فإنه وإن قصرت الأيادي عن غرس الخناجر؛ لم تخرس عن الدعاء الحناجر .. والدعاء ما الدعاء! وهل نسيتم ﴿إِذ تَستَغيثونَ رَبَّكُم فَاستَجابَ لَكُم﴾؟!

فيا رب إليك لا إلى غيرك المفزع، وبك لا بسواك الأمن، ومنك لا من عَداك النصرة .. اللهم اقطع دابر اليهود واستأصل شأفتهم وفرق كلمتهم، واقصم قامتهم وعجل بدمارهم؛ اللهم شردهم في البلاد، واجعلهم عبرة للحاضر والباد، وأهلكهم بما أهلكت به ثمود وعاد وفرعون ذي الأوتاد الذين طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد، إنك لهم لبالمرصاد.
-
"كان الواجب أن نعمل من يوم الوعد (وعد بلفور) لما ينقض الوعد، فنجمع الشمل المشتت، والهوى المتفرق، ونحارب الواعد والموعود بالسلاح الذي يحاربوننا به، و نعلم أن اليهود لا يكاثروننا بالرجال فرجالنا أكثر، ولا يكاثروننا بالشجاعة فشجاعتنا أوفر، و إنما يكاثروننا بالمال و العلم و الصناعة، فلو كنا ممن يفكر ويقدر و يأخذ بالأحوط الأحزم، لبدأنا من أول يوم بالإعداد و الاستعداد، فأعددنا المال و أعددنا العلم، و استعددنا بالصناعة، وإن في ثلاثين سنة ما يكفي لأن نستعدّ كما استعدّوا، وأكثر مما استعدوا، لا بالأقوال والاحتجاجات التي هي سلاح الضعفاء، ولكن بمصانع العقول وهي مدارس العلم، وبمعامل الأسلحة و العتاد، وبمصايد المال وهي الشركات التجارية، ولو فعلنا لانجحر صهيون في وجاره، وانكمش من يؤازره اليوم من أنصاره، و لو فعلنا لما كانت مماطلة الأمس وتقسيم ودعم اليوم.
أما وإننا لم نفعل فلنعتبر أن صدمة فلسطين هي تأديب إلهي ينقي من هممنا الوهن و الزعل، وينفي من صفوفنا الكل والوكل، و إن الأمم التي تصاب بمثل تأخرنا وتخاذلنا وغفلتنا لمحتاجة إلى أحداث ترجّها رجّا، وتزجّها في المضايق زجّا لتنفض عنها أطمار الخمول والضعة، وتطهّرها من أدران الخور والفسولة"
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
أيها المثقل بوطأة العجز، المكلوم بمرارة الحال،؛ افزع إلى الله من حينك داعيًا وراجيًا ومستغيثًا بقلب صادق لحوح، فوالله لا يعجز عن الدعاء إلا عاجز، ولا يخذل إخوانه في هذا الموطن ولو بالدعاء والقيام إلا مخذول!

اللهم أنت رب المستضعفين ومالك يوم الدين، نسألك بعظمتك وجبروتك وكبريائك وقدرتك أن تنصر المستضعفين في غزة وبلاد المسلمين من الكفرة الملحدين والصهاينة المعتدين إنك على كل شيء قدير.
اللهم أنت حسبنا ونعم الوكيل لا حول ولا قوة إلا بك، لا ناصر لهم ولا معين إلا أنت.
-
الصهيونية أداة الغرب في المنطقة


"والمفهوم الصهيوني لعالمنا العربي يتفق تمام الاتفاق مع المفهوم الغربي، فالصهاينة يشيرون إلى فلسطين باعتبارها أرضًا بلا شعب، وإلى الضفة الغربية باعتبارها يهوداً والسامرة، وهي مصطلحات تلغي التاريخ تمامًا وهم يشيرون إلى الشرق الأوسط على أنه "المنطقة" وهي اصطلاح يشبه في كثير من الوجوه اصطلاح الفراغ الذي ساد في الخطاب السياسي الأمريكي في الخمسينيات.
فكلاهما يؤكد فكرة أن عالمنا العربي مكان بلا زمان، وجغرافية بلا تاريخ، أو مساحة تسكنها شعوب أو أقوام عديدة متفرقة متناثرة.
والصهيونية في نهاية الأمر وليدة التراث الفكري الاستعماري الغربي في القرنين التاسع وعشر والعشرين وهي أداته في المنطقة."

|-
عبدالوهاب المسيري- الثقافة والمنهج
-
اللهم قد انقطع الرجاء إلا بك، وخابت الآمال إلا فيك، وانسدت الطرق إلا إليك، وأغلقت الأبواب إلا بابك، ولا أمل اليوم لنا في أحد سواك.
اللهم أنت المستعان، وبك المستغاثُ، وإليك المشتكى، وعليك التَّكْلانُ، ولاحول ولاقوة إلا بك.
اللهم أنْج عبادك المستضعفين في غزة، وكن لهم معينًا ونصيرا، ومؤيدًا وظهيرا.
اللهم واشدد وطأتَك على يهود.
فل حدهم، واهزم جندهم، وأوهن كيدهم، واقطع حبلهم، واجعل دائرة السوء عليهم، فإنهم لا يعجزونك يا قوي يا عزيز
‏-
إن تغيير مجرى التاريخ ثمنه مكلف، وصدمة الوعي بدأت، والتغيير لن نراه الآن بل سنراه في السنوات القريبة، والأثر تراكمي، واستدارة الزمان حاصلة لا محالة، وما كان ثابتًا قديمًا بدأت أركانه تقتلع، الحقائق تتحدث، الوقائع تفرض نفسها، والعقول تتغير، والمواقف لم تعد كما كانت، ودماء الأبرياء لن تذهب سدى، وذاكرة التاريخ لن ترحم، والزلازل تحرّك ما كان يائسًًا أن يتحرك، إنها عملية جراحية كبرى كشفاء خرج من رحم ألم.
‏⁧
- أُسامة الجامع
-
شُغل بتعليم النشء وتربية الأجيال، فأمضى فيه وقته وعُمره، وأضنى به جسده وروحه، وعلم أن تغيير الواقع لا يكون إلا بتغيير النفوس؛ ولم يرض لنفسه بشغل دونه، ولما سئل عن عدم تأليفه للكتب؛ قال عبارته المأثورة وكلمته المشهورة:
شُغلنا بتأليف الرجال عن تأليف الكُتب.

عن مصلح الجرائز المجاهد الصابر في وجه المستعمر الجائر: عبدالحميد بن باديس رحمه الله
جدول رمضاني للمتابعة.pdf
6.8 MB
يا مُوفّق:

رمضان مزرعة العاملين وسوقُ العابدين..


إذا مدَّ الله في عُمُرِك وبلّغك رمضان، فاحمدِ الله حمدًا كثيرًا، لأنّها نعمة حُرِمَها الكثير، فإنّه " لو قيل لأهل القبور تمنّوا، لتمنّوا يومًا من رمضان "
فأَرِ الله منك خيرًا في هذا الشهر الفضيل، واجعله بداية تغييرٍ لقلبك والإقبال على الله وعلى كتابه..
وانوِ الخير، فإنّك لا تزال بخيرٍ ما نويتَ الخير..
والله معنا على قدرِ جهادنا فيه { والذين جاهدوا فينا لنهدينّهم سُبُلَنا }
- كُن أبخل النّاس على وقتِك من أن يضيع منه نفسٌ في غيرِ طاعةٍ وقربة، وتذكّر {أيًّامًا معدودات}
- إن وجدتَّ نفسك في قراءة الختمات فالزم ذلك، وإن وجدتّ نفسك في الحفظ فافعل، وإن وجدتّ نفسك في التّدبُّر فاجتهد، فالقرآن كلّه خير وبركة
- نَظِّم وقتك من الآن، قُل سأنام من ساعة كذا إلى ساعة كذا، وهكذا في جميع أمور يومِك، فَمَن تركَ نفسه بلا جدول؛ جدولته المُلهيات، والعشوائيّة هي مقبرة الإنجاز
- إن استطعتَ أن تجتهِد في كلِّ رمضان فافعل، فإنّها غنيمة الأيّام، وإلّا فاقتَصِد في الاجتهاد في أوّله، ثم زِد في أوسطِه، ثمّ بالغ في الاجتهاد في آخره
- أخيرًا: ادعُ الله وألِحَّ عليه وتضرّع بين يديه أن يجعلك في رمضان من المرحومين لا مِن المحرومين، وألّا يحرِمَك خير ما عنده بسوء ما عندك، فالمعاصي تحرم العبد من التّوفيق، وأعظمُ التّوفيق أن تُوفّقَّ للطّاعات، وأعظمُ الطاعات ما كان في فاضلِ الأوقات، وأعظمُ الغَبن، أن تُحرم من الطاعات في أوقات السِّباق، وما حُرِمتَ إلّا بسببِ ذنوبك ومعاصيك ..
وسَلْ من ربِّك الإعانة والتّوفيق، فإنّك لن تنال ما عند الله إلّا إذا أعانك الله، وأكثِر من قول " لا حول ولا قوّة إلّا بالله" قُلها بإخلاصٍ ويقين أنّك مفتقرٌ كلَّ الفقر إلى عون الله ومدَدِه
بلّغنا الله وإيّاكم رمضان ونحن في خيرٍ وعافية، وجعلنا وإيّاكم فيه من المقبولين وأعاننا على الصّيامِ والقيام .. آمين


مرفق جدول المتابعة اليومية في رمضان.
ربما يكون عونًا ووسيلةً لحفظ الوقت وتنظميه واستغلاله الاستغلال الأمثل
العيدُ قطعةٌ من الزمن خُصّصتْ لنسيان الهموم، واطراح الكُلف، واستجمام القوى الجاهدة في الحياة!

محمد البشير الإبراهيمي.

كل عام وأنتم بخير وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال
-
"حينما يشتغل الإنسان بالسخيف التافه من الأمور، وبالعابر الخاطف من الصور، يذهل عن الحقيقة الكبيرة الثابتة ويشغل نفسه عن المصير المحتوم، وفي حين يحتفل الناس بصيحات الأغرار من بني البشر ينسون صيحةَ النذير وبشارة البشير، وبينما يحتفلون بفكرة شخصٍ محدودِ الفكر والعمر، يهملون بلاغ ربّ العالمين الذي أحسنَ كل شيء خلقه ثمّ هدى، والذي وَسِع كل شيء علمًا . . "
-
"شبابنا في حاجة إلى قراءة القديم النافع، والجديد العامر، وفي حاجة إلى الإرشاد الخالص إليهما.. ومن حقهم علينا أن نرشدهم إلى تنظيم القراءة، وأن نبيّن لهم ما يُقرأ وما لا يُقرأ؛ لأن أوقاتهم محدودة، ولأن دراهمهم معدودة"

البشير الإبراهيمي
| الآثار ٢/ ٣٩٧
2024/05/02 07:24:07
Back to Top
HTML Embed Code: