Telegram Web Link
زينبتي العطرة تطل بالأبيض

بالأمس كان زفاف أختي الحبيبة الغالية زينب صلاح، وأشهد أنها نعم الأخت ونعم الرفيقة..كم أحبها لولا أن لساني ينعقد في المحبة لكتبت المطولات💕
أسأل الله في عليائه أن يسعدها يارب وأن يرزقها هناءة العيش وصفائه
بارك الله لهما وبارك عليهما وجمع بينهما في خير
أسألكم الدعاء لها ولزوجها بالبركة والسعادة والعافية..


دعاء
47👍4
أَدِيـمْ .. pinned «زينبتي العطرة تطل بالأبيض بالأمس كان زفاف أختي الحبيبة الغالية زينب صلاح، وأشهد أنها نعم الأخت ونعم الرفيقة..كم أحبها لولا أن لساني ينعقد في المحبة لكتبت المطولات💕 أسأل الله في عليائه أن يسعدها يارب وأن يرزقها هناءة العيش وصفائه بارك الله لهما وبارك عليهما…»
Forwarded from أَدِيـمْ .. (زينب صلاح)
زاد المسير..
______


كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم الصحابة الأذكار وفضائلها، وأزمنتها، وأماكنها، وأعدادها، وأجورها الأخروية. كان يعلمهم أن بعض الأذكار تعين على الهموم البدنية، وبعضها تعين على الانفعالات النفسية من غضب وهمّ وغيرها، وبعضها تعين على تيسير ما استصعب، وبعضها يحفظ الله به من المكروهات..

بعضها سنّ فيه العدد، وبعضها أطلقه وحث فيه على الاستزادة..

بعضها حرص فيه على لفظه المحدد، وبعضها ورد عنه بعبارات متعددة لها معان متقاربة.

وتكرار هذه المواقف وتعددها في السنة النبوية يدل على أن ذكر الله سبحانه ليس أمرا فرعيا في حياة المسلم. وهو لا يفعله أيضا للأجر الأخروي فقط، وإنما يستعين به على الأحداث الجارية له في يومه وليلته.

ترى هذا واضحا فيما يسمى بالأذكار الموظفة، أي التي تقال في زمان أو مكان.. وهي وحدها كفيلة بأن يكون اليوم كله محفوفا بالذكر. فقبل النوم هناك دعاء، وعند التقلب من النوم هناك دعاء، وعند الاستيقاظ هناك دعاء.. قبل دخول الخلاء، قبل الوضوء وبعده، عند الخروج من الخلاء، بعد الصلاة، قبل الأكل وبعده، عند ارتداء الثوب، عند الخروج من المنزل وعند دخوله، عند الصعود والنزول، عند ركوب الدابة، إذا رأيت مبتلى، إذا خفت من الرياء، إذا هبت ريح، عند سماع الأذان، إذا استصعبت أمرا، إذا عطست، إذا أصبت بمصيبة، إذا رأيت ما يعجبك، إذا تعجبت من شيء، إذا أصابك هم، إذا غضبت، إذا مرضت، إذا أصابك كرب، إذا سمعت صوت الحمار أو نباح الكلب أو صياح الديك.. إلى غير ذلك من الأذكار.

والمداومة والكثرة من الأوصاف المطلوبة في هذه العبادة الجليلة، وليس أن يكون الذكر شيئا عابرا، فإن الله سبحانه يقول: "يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا". ويقول: "إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا". ويقول: "واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون". ويقول: "والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما".

ويقول عن المنافقين: "ولا يذكرون الله إلا قليلا".

إن ذكر الله هو زاد المسلم في مسيره إلى ربه سبحانه، وهو من أعظم ما يعين على أمور الدنيا والآخرة. ونحن قد لا ندرك قدر أبواب الخير الموصدة التي يمكن أن تفتح لنا، ولا قدر المصائب والفتن التي يمكن أن تنصرف عنا، ولا قدر الأجور الأخروية التي يمكن أن ننالها، بكثرة ذكرنا لله عز وجل.

اللهم طمئن قلوبنا ورطب ألسنتنا بذكرك، وافتح لنا أبواب رحمتك.
6👍3
خزائن الهبات
____

منذ فترة قريبة وأنا أتأمل في اسم الله تعالى "الوهاب"، وأحاول أن أقترب من الآيات الكريمة التي ذكر فيها هذا الاسم أو ذكر فيها فعل الوهب "وهب، يهب، هب، وهبنا..".
والذي وجدته في الآيات أنه يأتي مع أربع هبات: الرحمة، والحكم، والملك، والأهل والولد.
ومن سياق هذه الآيات يتبين أن هذا الاسم أو سؤال الله هبة من عنده يأتي في حال من الاختصاص والعظمة. أما الاختصاص: فإن الهبة لا تكون عامة لجميع الناس، وإنما لشخص معين أو أناس معينين. وأما العظمة: فإن الهبة في نفسها لا تكون شيئا اعتاده الناس من النعم، بل تكون عظيمة، وأحيانا عجيبة.

وقد حاولت كتابة ما يسر الله سبحانه لي تدبره من الآيات مرات كثيرة، ولكن في كل مرة كانت تطول الكتابة جدا، وتحتاج مني تحريرا حتى لا يكون الكلام بلا مستند، وخشيت أن هذا قد لا يصلح كمنشور في القناة.

لكني وددت أن أشارككم آيتين عظيمتين من كتاب الله في معنى الرحمة:
الأولى هي قول الله تعالى على لسان الراسخين في العلم:
"ربنا لا تزغ قلوبنا بعدئذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب".

والثانية هي قول الله تعالى ردا على المشركين الحاسدين رسول الله صلى الله عليه وسلم على ما وهبه الله من النبوة:

"أم عندهم خزائن رحمة ربك العزيز الوهاب".

في الآية الأولى يتجلى الاختصاص بقولهم "لنا، من لدنك". فلم يقولوا مثلا: ارحمنا. بل قالوا "هب لنا .. رحمة". وهي رحمة من عند الله دون النظر إلى سبب أو واسطة، رحمة لدنيَّة إن جاز التعبير، ولهذا قالوا: "وهب لنا من لدنك". وهي أيضا رحمة عظيمة، ولهذا لم تعرَّف. وهي رحمة لا ترجى من مخلوق، ولذلك قالوا "إنك أنت الوهاب" فأكدوا ذلك بحرف التوكيد وبالضمير الظاهر.

وفي الآية الثانية، لفت انتباهي هذا التعبير البديع "خزائن رحمة ربك". إن الله سبحانه يهب من خزائن رحمته لمن يشاء من عباده، وخزائن الله سبحانه لا تنفد. وتلك الرحمة المذكورة هنا، فسرها كثير من أهل العلم بأنها النبوة. فقد كانت نبوته صلى الله عليه وسلم مما وهبه الله له من خزائن الرحمة. ولكن خزائن رحمة ربنا ليست قاصرة على شيء بعينه، بل هي واسعة كثيرة. وهو عزيز لا يغالبه أحد في أمر أمضاه، وهو وهّاب كثير العطاء العظيم الخاص من غير مقابل.

في الآيات الأخرى المتعلقة بالحكم والملك والذرية، وخصوصا الذرية، معان جليلة جدا. ولكني أكتفي بهذا حتى لا نطيل.

والله تعالى أعلم.

ربنا هب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب 🌸🤍
16👍6
ولولا رجائي واتكالي على الذي ** توحَّد لي بالصنع كهلا وناشيا

لما ساغ لي عذبٌ من الماء باردٌ ** ولا طاب لي عيش ولا زلتُ باكيا

على إثر ما قد كان مني صبابةً ** لياليَ فيها كنتُ لله عاصيا

فإني جدير أن أخاف وأتقي ** وإن كنتُ لم أشرك بذي العرش ثانيا

وأدّخر التقوى بمجهود طاقتي ** وأركب في رشدي خلاف هوائيا

أبو تمام.
3😢3👍2
خلق الله سبحانه الإنسان وفي قلبه فطرة سليمة يحب بها الخير ويميل إلى الحق ويعظم العدل والأمانة ويكره الظلم والخيانة. ولكن هذه القيم الأصيلة تتصف بوصفين مهمين:

الأول: أنها يعتريها التغير بسبب جانب آخر مركب في الإنسان وهو ما زين له من حب الشهوات، وبسبب مكر الشياطين وكيدهم. ولهذا فإنها بحاجة دوما إلى التذكير بها.

والثاني: أنها مركبة في الإنسان بصورة مجملة، يصعب الفصل فيها في كل الأحوال. ولهذا فإنها بحاجة دوما إلى التفصيل فيها.

وقد جاء الوحي الشريف بما يسد هاتين الحاجتين على أكمل الوجوه وأتمها. فكثيرا ما يصف الله الوحي بأنه ذكرى، وتذكرة، وبأنه تفصيل، ومفصل؛ وأن من أهم مقاصد آيات القرآن العظيم تحقيق معنى التذكر، والتفصيل.

قال الله سبحانه: "كتاب أنزل إليك فلا يكن في صدرك حرج منه لتنذر به وذكرى للمؤمنين * اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء قليلا ما تذكرون".

وقال سبحانه: "ولقد جئناهم بكتاب فصلناه على علم هدى ورحمة لقوم يؤمنون".

وقال سبحانه: "وهذا صراط ربك مستقيما قد فصلنا الآيات لقوم يذكرون".

إلى غير ذلك من الآيات.

هذا جزء مهم من الرؤية التي يقدمها الإسلام للقيم، والذي إذا فهمناه جيدا ستنحل كثير من الإشكالات الشائعة حول ادعاءات عديدة غالبها متفرع عن هاتين النقطتين.

فمثلا: من يزعم أن القيم لا أصل لها بسبب تغيرها لدى بعض المجتمعات في بعض الأزمان، لديه إشكال في الجانب الأول. فهو يتصور أنه لو كانت هذه القيم أصيلة في النفس لما تغيرت أبدا، وهذا ليس صحيحا.

ومن يعترض على تفاصيل الأوامر الشرعية المتفرعة عن القيم، كتفاصيل إخفاء زينة المرأة المسلمة -وهو متفرع عن قيمة الستر والاحتشام-، وكتفاصيل الحدود الشرعية -المنبثقة من العدل في مختلف الصور- وغير ذلك.. لديه إشكال في الجانب الثاني. فهو يتصور أن القيمة المجملة المغروسة في النفس كافية وحدها لضبط النفوس، وهذا أيضا ليس صحيحا.

وفي الحقيقة، تؤسس كثير من الأديان -السماوية والوثنية- لهذين الجانبين تأسيسا مختلفا (في جانب التفصيل تحديدا). فيا عجبا لمسلم أو مسلمة يقال له: هذا ما حده لك ربك صدقا وعدلا، فيقول: هناك بديل آخر من كذا وكذا. وما درى أن البدائل لا تنتهي، ولكن كُلًّا يختار لنفسه من يذكّره، ومن يفصل له!


رضينا بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا.

اللهم يا ولي الإسلام وأهله، مسكنا بالإسلام حتى نلقاك.
8👍4
"نعم، إن عهد الشباب نفيس حقا وثمين جدا، وهو نعمة إلهية عظمى، ونشوة لذيذة لمن عرف واجبه الإسلامي ولمن لم يسئ استعماله، ولكن الشباب إن لم تصحبه الاستقامة ولم ترافقه العفة والتقوى، فدونه المهالك الوبيلة؛ إذ يُصدّع طيشُه ونزواته سعادة صاحبه الأبدية وحياته الأخروية، وربما يحطم حياته الدنيا أيضا فيجرّعه الآلام غصصا طوال فترة الهرم والشيخوخة لما أخذه في بضع سنين من أذواق ولذائذ".

[سعيد النورسي - مرشد الشباب للنجاة من يوم الحساب ص ٧٢ - ٧٣]
12
Forwarded from أَدِيـمْ .. (زينب صلاح)
منجاة من الكروب ومغفرة للذنوب وصفاء للقلوب
______

لطالما كان يشغلني معنى حول الدعاء في الأزمات حينما أردد دعاء الكرب، فقد جاء في الصحيحين من حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول عند الكرب: "لا إله إلا الله العظيم الحليم. لا إله إلا الله رب العرش العظيم. لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض رب العرش الكريم".

كنت أتأمل هذا الدعاء الجليل وأتعجب.. ما علاقة هذه الكلمات بالكرب وتفريجه؟
إننا في هذا الدعاء لا نطلب حصول شيء، ولا صرف شيء.. كل ما نفعله هو أننا نردد كلمة التوحيد ثلاث مرار، مشفوعة ببعض أسماء الله وصفاته.

لكن هذه الأسماء والصفات فيها ملاءمة عجيبة لحال العبد المكروب لمن تأمل.. فاسم الله العظيم مشعر بحقارة المشكلة في جناب الله، لو شاء صرفها عن عبده وأبدله بها فرجا ورحمة.
واسم الله الحليم مذكّر بأحد أهم أسباب العقوبات وهو اقتراف الذنوب، فكأن في ذكر حلم الله هنا تذكيرا بأن ما في هذه الأزمة ما هو إلا قطرات من سيل ذنوبنا التي لم يعاجلنا الله بعقوبتها بل غمرنا بحلمه، لكيلا نغترّ فنتمادى.
وإذا كان الله مالك العرش العظيم فما أهون مصائبنا في مُلك الله، وإذا كان الله رب السماوات ورب الأرض فما لمصابنا الذي بينهما من كاشف سواه.

إن التركيز الأعظم في هذا الدعاء ليس على ذكر الأزمة، بل على ذكر العظيم الذي بيده تفريج الأزمة، وعلى توحيد اللجوء إليه دون ما سواه، وعلى الإقرار بألوهيته وربوبيته وأسمائه وصفاته.

وإذا كان هذا حال النبي صلى الله عليه وسلم في نفسه، فإنه ليس مقتصرا عليه -بأبي- بل هو أيضا عين إرشاده لصحابته عند الكروب.. ففي حديث أسماء بنت عميس رضي الله عنها قالت: علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمات أقولهن عند الكرب: الله الله ربي لا أشرك به شيئا".

إن في هذا الحديث الجليل تثبيتا للمعنى السابق، وهو أن أفضل ما يلجأ به العبد لربه طلبا لتفريج كرباته هو توحيده لله، وتبرؤه من الشرك..

وهذا مصداق قول الله سبحانه عن يونس عليه السلام: "فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين * فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننج المؤمنين".

فالإقرار بتوحيد الله سبحانه وخضوعنا له هو السبيل الأمثل لتفريج الكروب.

تذكرت هذا المعنى في ليلتنا هذه: ليلة النصف من شعبان.. إذ يطلع الله سبحانه فيغفر لأهل الأرض إلا لمشرك أو مشاحن.

وقد قال الله سبحانه: "إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء"..

وتأملت كيف يمكن أن يتقرب العبد إلى الله في هذه الليلة، فإذا أعظم العمل لنيل المغفرة هو أن يجتهد كل منا في تحقيق توحيد الله سبحانه، وحسن الالتجاء إليه وحده لا شريك له، اعتقادا بالقلب وقولا باللسان وعملا بالجوارح. وإذا صورة بالغة الوضوح من صور مزاحمة التوحيد في القلب هي صورة التشاحن.
فكيف يمكن أن يصفو القلب لتوحيد الله وهو ممتليء بالبغضاء لعباده بلا وجه حق؟

إن من امتلأ قلبه بتوحيد الرب سبحانه فإنه يعلم أن الملك بيده، والرزق بيده، والأمور لا تجري إلا بحكمه.. ولا يحسد ولا يحقد إلا بنقصان حصل في هذا الجانب.

ومن امتلأ قلبه بتوحيد القصد للإله الحق سبحانه فإنه لا يبغض إلا فيه كما لا يحب إلا فيه، ولهذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله".. ولا يبغض العبدُ العبدَ لغير الله إلا بنقصان حصل له في هذا الجانب.

ومن آمن باسم الله الرزاق، والوهاب، والملك، والغني، والهادي، والرحمن، البَرّ وغيرها من أسماء الله الحسنى.. فإنه لا يشاحن إلا بنقصان حصل في هذا الجانب.

وعلى خلاف هذا فإن حصول تمام التوحيد في قلب العبد يصفي قلبه لعباد الله، بل ويدعوه إلى رجاء الخير لهم، وأعظم الخير هو مغفرة الذنوب له ولإخوانه، ولعل هذا مصداق قول الله سبحانه: "فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات"

قال الشيخ السعدي رحمه الله في الاستغفار للمؤمنين والمؤمنات:

"فإنهم -بسبب إيمانهم- كان لهم حق على كل مسلم ومسلمة.
ومن جملة حقوقهم أن يدعو لهم ويستغفر لذنوبهم، وإذا كان مأمورا بالاستغفار لهم المتضمن لإزالة الذنوب وعقوباتها عنهم، فإن من لوازم ذلك النصح لهم، وأن يحب لهم من الخير ما يحب لنفسه، ويكره لهم من الشر ما يكره لنفسه، ويأمرهم بما فيه الخير لهم، وينهاهم عما فيه ضررهم، ويعفو عن مساويهم ومعايبهم، ويحرص على اجتماعهم اجتماعا تتألف به قلوبهم، ويزول ما بينهم من الأحقاد المفضية للمعاداة والشقاق، الذي به تكثر ذنوبهم ومعاصيهم." اهـ

فانظر كيف يباعد تمام التوحيد بين العبد وبين الشقاق، وانظر كيف يقرب التوحيدُ العبد من النجاة والمغفرة والصفاء.. ولا تغفل عن تحقيقه وتجديده في قلبك، فإنه دعوة الحق، ورسالة الأنبياء.
11👍2
"وخذ نفسك أنت بالغوص في طلب أسراره البيانية على ضوء هذا المصباح، فإن عمي عليك وجه الحكمة في كلمة منه أو حرف فإياك أن تعجل كما يعجل هؤلاء الظانون، ولكن قل قولا سديدا هو أدنى إلى الأمانة والإنصاف، قل: الله أعلم بأسرار كلامه، ولا علم لنا إلا بتعليمه. ثم إياك أن تركن إلى راحة اليأس فتقعد عن استجلاء تلك الأسرار قائلا: أين أنا من فلان وفلان؟!.. كلا؛ فرب صغير مفضول قد فطن إلى ما لم يفطن له الكبير الفاضل، ألا ترى إلى قصة ابن عمر في الأحجية المشهورة؟.. فجدَّ في الطلب وقل رب زدني علما؛ فعسى الله أن يفتح لك بابا من الفهم تكشف به شيئا مما عمي على غيرك، والله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور" 🤍

النبأ العظيم.
8
Forwarded from أَدِيـمْ ..
وصايا رمضانية
___
اللهم بلغنا رمضان والعتق فيه والقبول يارب العالمين،
أقبلت الأيام الجميلة بنفحاتها واقترب شهر الخير، نسأل الله ألا يحرمنا،
وإليكم عدة وصايا لعل فيها ما يفيد، نسردها في نقاط:

١) لابد من تجنب التفكير في رمضان على أنه شهر سباق في عدد الختمات والركعات وأوراد الذكر، أو أنه يجب أن يحولك إلى شخص آخر بالكلية وفي طرفة عين، فالتفكير بهذه الطريقة يجعل من رمضان حملا ثقيلا وينتهي بالعبد في الغالب إلى شعور عارم بخيبة الأمل.. والحق أن هذا الشهر العظيم هو الفرصة العظمى لحصول المغفرة والرحمة لكل واحد منا بعينه، ليكون أفضل من ذي قبل ولو قليلا.. فقط ما دام يحاول قدر طاقته.
فالله سبحانه يعتق من عباده في كل ليلة من رمضان، ويعتق في آخر ليلة كما يعتق في الشهر كله، وفيه ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، وفيه تفتح أبواب الجنة وتغلق أبواب النار وتصفد الشياطين ومردة الجن.. والله سبحانه لا يتعاظمه شيء ولا يعجز عن شيء ورحمته وسعت كل شيء وهو عند ظن عبده، فما ظنكم برب العالمين؟
افرحوا بهذا الزمان العظيم ولا تحزنوا على التقصير حزنا يقعدكم عن العمل.. وطالما أن الإنسان يجاهد نفسه لفعل الطاعة وترك المعصية فهو على خير، والمقصد الأعظم هو القبول عند الله، فأقبلوا على الله وحده لا على معايير الناس.

٢) أعظم طاعة تستقبل بها شهر رمضان هي الافتقار إلى الله سبحانه، وسجود القلب على عتبة العبودية.. فاخرج من حولك وقوتك إلى حول الله وقوته، واطلب منه وحده المدد والتوفيق، ومن صدق في طلب شيء فهو نائله.. أنت تتعامل مع أغنى الأغنياء وأكرم الأكرمين.

٣) الوقت الوقت!.. من عرف عظمة هذا الشهر حقا فعليه أن يحرص على كل ثانية فيه.. ومن يضيع وقته في رمضان ففي أي زمان سيحرص؟.. كل لحظة قد تكون سبب سعادتك الأبدية إن اغتنمتها حقا، فلا تغفل عن طاعة تستطيعها.

٤) للنساء: لا تضجري من أعباء البيت المعتادة، بل احتسبي كل شيء حتى الشوكة.. واجعلي العزائم في الأيام التي لا تصومين فيها إن استطعت، واشغلي وقت إعداد الطعام إما بالذكر من قرآن ودعاء وإما بسماع محاضرات مفيدة، ويفضل أن تكون متعلقة بتدبر القرآن وبما يجدد الإيمان في قلبك.. وعلى هامش هذا، فأوقات إعداد الطعام كنز حقيقي.. يمكنك إنهاء سلاسل مسموعة بأكملها إن اغتنمتها بشكل عام.

٥) لا تضجر من الطواريء التي تخلّ بجدولك المدروس، بل احتسب في كل لحظة، وحوّل كل طاريء إلى عبادة بتجديد النية والاحتساب.

٦) للأمهات: هوني عليك هم انشغالك بأطفالك، فهذه فترة طارئة، وما لا تستطيعين فعله اليوم احتسبيه بالنية، وسلي الله العون فيما تملكين، لييسر لك ما لا تملكين.. واحرصي على ديمومة العمل مهما قلّ في نظرك، ولا يثبطنك الشيطان فتتوقفي.. ولا يحبطنك كثرة عمل من حولك فتيأسي.. الله أرحم من تصورك، وأكرم من أن يردك صفرا ما دمتِ تحاولين.

٧) مما انتفعت به في رمضان الماضي، فكرة كتابة الدعوات، فالإنسان لا يجتمع له قلبه ولا يتذكر كل شيء طوال الوقت.. فتكتب أمنياتك ودعواتك وتدعو بها في مواطن الإجابة وتكررها في كل وقت تستطيعه، وتدعو لأهلك وأحبابك، وتضيف إلى تلك القائمة كلما جد لك مطلب.. فيوفر ذلك عليك كثيرا من الوقت.

٨) مما يقاس به اتزانك الفكري والقلبي في رمضان= حرصك على الفرائض.. وصلاة الظهر بالتحديد، لا تفرط في الفريضة حتى لو كان ذلك بسبب حرصك على نافلة جليلة.. فالفريضة آكد وأهم.

٩) إياك والذنوب الخفية، كالإعجاب بالعمل، واحتقار المسلمين، وإفساد الصوم بالغيبة وسوء القول.. وتذكر دوما أن الموازين عند الله مختلفة، فلا تغتر.

١٠) احرص على تدبر القرآن حرصك على أنفاسك، واستعد بالاستماع والقراءة في التدبر من الآن، واحرص على كتابة الآيات التي يفتح الله لك فيها فائدة.. ليكن لك في كل يوم ولو آية تستحضر معناها وتعيشه وتجتهد في العمل به، واعلم أن الوقت الذي تقضيه بصحبة القرآن هو أجلّ أوقاتك، وأن اليوم الذي تتدبر فيه القرآن هو يوم فلاح وبركة وخير، فلا تبخل على نفسك.

١١) صل التراويح في المكان الذي يريحك وتستجمع فيه قلبك، لا تصل في مسجد بعيد عن بيتك إلا إذا كنت تحسن استغلال وقت الذهاب والعودة، ولا تصل خلف إمام لا يساعدك على حضور قلبك لأن فلانا أو فلانا يصلون خلفه.. احرص على ما ينفعك أنت.

١٢) احرص على الصدقة كل يوم ولو بالقليل، وكذا الجود بشكل عام، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود ما يكون، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يأتيه جبريل فيدارسه القرآن.. كان أجود من الريح المرسلة.. فليظهر أثر القرآن علينا جودا ماديا ومعنويا..

١٣) للآباء: ابذلوا جهدكم ليحب أطفالكم رمضان، واجمعوهم على القرآن والدعاء برفق، وحدثوهم عن الجنة ورجاء المغفرة مع تعريفهم بالصوم وتدريبهم عليه بما يناسب أعمارهم.

١٤) احرص على أن تقرأ أو تسمع شيئا مختصرا في أحكام الصيام قبل دخول الشهر، حتى لا تقع في محظور أو تفوّت خيرا.

والله المسؤول أن يعاملنا بلطفه وأن يكتبنا من عتقائه ومن المقبولين.
20👍1
أَدِيـمْ .. pinned «وصايا رمضانية ___ اللهم بلغنا رمضان والعتق فيه والقبول يارب العالمين، أقبلت الأيام الجميلة بنفحاتها واقترب شهر الخير، نسأل الله ألا يحرمنا، وإليكم عدة وصايا لعل فيها ما يفيد، نسردها في نقاط: ١) لابد من تجنب التفكير في رمضان على أنه شهر سباق في عدد الختمات…»
مبارك عليكم الشهر الفضيل 🌷

اللهم سلمنا لرمضان وسلم رمضان لنا وتسلمه منا متقبلا.. جعله الله شهر خير وبركة وسكينة ورضا علينا جميعا وجعلنا فيه من عتقائه ومن المقبولين🍃
1
"وإن كتاب الله أوثق شافع .. وأغنى غناء واهبا متفضلا
وخير جليس لا يُملّ حديثه .. وترداده يزداد فيه تجمُّلا
وحيث الفتى يرتاع في ظلماته .. من القبر يلقاه سنا متهللا
هنالك يهنيه مقيلا وروضة .. ومن أجله في ذروة العز يُجتلى
يناشد في إرضائه لحبيبه .. وأجدر به سؤلا إليه موصلا"

🤍🌷
12👍1
"وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به"

هذه صفة سيئة من صفات أهل النفاق، فإنهم لا يسمعون الخبر حتى يبدأوا بنشره من دون تثبت، فتنتشر بسببهم الشائعات.
وقد قال الله سبحانه في سورة النور أيضا: "إذا تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم".

ولعل هاتين الآيتين توضحان قول النبي صلى الله عليه وسلم: "آية المنافق ثلاث: إذا حدَّث كذَب.."

وإذاعة الأخبار دون تثبت تدخل في الكذب. فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع".

والملاحظ في هذه الآية أيضا أن هناك صفة أخرى لهم، وهي أنهم كثيرا ما يتكلمون فيما لا يخصهم وينشغلون بما ليس من شأنهم. ولذلك جاء بعدها: "ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم" أي: من أولي الأمر.

فالمنافقون من أكثر الناس اجتراء على الكلام من جهتين: أنهم يذيعون ما يسمعون دون تثبت، وأن الذي يتكلمون به ليس من اختصاصهم أصلا أن يتحدثوا فيه.

وفي هذه الأيام والليالي المباركات، علينا أن ننتبه إلى هذه الآفات، خصوصا مع كثرة الأخبار وتتابعها واتساع مساحات الكلام. فإن الصوم جُنّة كجُنّة القتال ما لم نخرقها كما يقول النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم. ومن أعظم ما تنخرق به جنة الصيام: قول الزور والعمل به. فقد جاء في صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه".

وإذا انتبه العبد إلى فقره من العمل، وعرف أنه ليس كمن يسمع أخبارهم من العُبّاد أو العلماء أو المجاهدين ممن يتداركون التقصير بالجدّ، لم يقل: قد فعل مثل فعلي فلان وفلان. بل عرف أن مثلهم ومثله كالغني الذي إذا سقطت منه بضعة قروش عوضها بالآلاف، ولكنه فقير إذا سقطت منه تلك القروش سيصبح مفلسا. والكل من شأنه أن يحرص على تجويد عمله لربه وصيانته عن أسباب الضياع.. فإن الجنة أقرب إلى أحدنا من شراك نعله، والنار مثل ذلك!

اللهم اكتبنا في هذه الليلة من عتقائك من النار ومن المقبولين.
12👍6
Forwarded from أَدِيـمْ ..
الليلة العظيمة حقا، هي تلك الليلة التي يعتق فيها المرء من النار.. فيعفو الله عنه، ويبدأ حياته من جديد.. حياة نظيفة تماما، بلا ملوثات الماضي وأدرانه.. ولكل واحد من العباد ليلته.

ليلتك العظيمة هي التي تقدم فيها التوبة إلى الله من كل ما فات، وتصدق في إنابتك إليه.. فيعفو عنك.
فتصبح بعدها وقد أشرقت شمسك من بعد القتام.. وكل ليلة هي فرصة لاختصاصك، فلا تكسل أبدا، فلربما تفوز بتسبيحة أو تحميدة، أو آية تتلوها في كتاب الله مقبلا، أو سجدة تضع فيها أثقال العمر وأنفك في الأرض تستجير وجلا: "أعوذ برضاك من سخطك!"

ومن تأمل في أن نبينا الكريم أخبرنا أن ربنا الرحمن الرحيم يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل.. وأنه يتنزل في ثلث الليل الآخر فينادي: هل من مستغفر فأغفر له؟ هل من سائل فأعطيه؟، وأن ذلك في كل ليلة.

من تأمل في هذا عرف أن ليالي رمضان، وأعظمها العشر الأواخر، ليست مناسبة أبدا للإحباط بسبب التقصير الفائت.. بل هي ليال ينبغي أن يتعاظم فيها التذلل لله تعالى والرجاء فيما عنده أكثر من الأيام الأخرى. لأنها موسم عظيم لتنزل الرحمة على العباد، وعتقهم من عذاب النار، والعفو عنهم.

أرأيت سيدا قد أخبر مملوكيه أنه يعاقب بذنوب عرفها لهم، وحذرهم منها، وأمهلهم، وأرشدهم لسبيل النجاة من شراكها، ومع ذلك فإنهم قارفوها وتجاسروا عليها.. ثم أعلن لهم موسما للعفو.. أتراهم ينظرون لموسمهم هذا نظرة يغالبها اليأس أم الرجاء؟

إن الخائب الخاسر هو الذي لا يُغفر له في رمضان، ليس لكثرة ذنوبه، ولكن لأنه لم يسلك سبيل المغفرة في زمان لا توهب في غيره المغفرة كما توهب فيه.

اللهم لا تحرمنا خير ما عندك بسوء ما عندنا..
اللهم اغفر لنا ذنوبنا أجمعين..
اللهم اكتبنا في ليلتنا هذه من عتقائك من النار ومن المقبولين..
اللهم أعطنا سؤلنا يا من بيده الخزائن، ولا تكلنا إلى أنفسنا فنهلك، ولا إلى أحد من خلقك فنضيع..
أنت حسبنا ونعم الوكيل، أنت مولانا فنعم المولى ونعم النصير..
اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفُ عنا..
11👍6👎1
(ألا بذكر الله تطمئن القلوب)

قال ابن القيم رحمه الله في تفسير هذه الآية:

"والقول الثاني: أن ذكر الله هاهنا القرآن، وهو ذكره الذي أنزله على رسوله، به طمأنينة قلوب المؤمنين. فإن القلب لا يطمئن إلا بالإيمان واليقين.
ولا سبيل إلى حصول الإيمان واليقين إلا من القرآن.

فإن سكون القلب وطمأنينته من يقينه، واضطرابه وقلقه من شكه. والقرآن هو المحصل لليقين الدافع للشكوك والظنون والأوهام. فلا تطمئن قلوب المؤمنين إلا به. وهذا القول هو المختار."

وقال في كتاب الروح:

"فإن طمأنينة القلب: سكونه واستقراره بزوال القلق والانزعاج والاضطراب عنه، وهذا لا يتأتى بشيء سوى الله تعالى وذكره البتة. وأما ما عداه فالطمأنينة إليه غرور، والثقة به عجز.

قضى الله سبحانه وتعالى قضاء لا مرد له أن من اطمأن إلى شيء سواه أتاه القلق والانزعاج والاضطراب من جهته كائنا من كان، بل لو اطمأن العبد إلى علمه وحاله وعمله سُلبَه وزايله.

وقد جعل سبحانه نفوس المطمئنين إلى سواه أغراضا لسهام البلاء؛ ليعلم عباده وأولياؤه أن المتعلق بغيره مقطوع، والمطمئن إلى سواه عن مصالحه ومقاصده مصدود وممنوع".
15
2025/10/27 14:47:40
Back to Top
HTML Embed Code: