"حتى أحلامك لها حُسَّاد
اُنْظُرْ إلى قول الله تعالى
لا تُقصُصْ رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيداً"
اُنْظُرْ إلى قول الله تعالى
لا تُقصُصْ رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيداً"
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
جبلٌ من الصَّبرِ يا أبا هارون،
أستاذ في العقيدة قولاً وعملاً،
أتعبتم من بعدكم والله
كتبَ الله أجركم، وجهادكم، وثباتكم
أستاذ في العقيدة قولاً وعملاً،
أتعبتم من بعدكم والله
كتبَ الله أجركم، وجهادكم، وثباتكم
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
التُّهمة : كيس طحين!
لطفك يا الله، لطفك
لطفك يا الله، لطفك
"يا الله :
نسألُكَ البِشَارَاتَ التي نُحِب
والأيامَ التي تَسُرُّ
والرّحمَاتِ التي تتوالى
والعَافيةَ التي تَدُوم
والخيرَ الذي لا ينقطع
ورِضاكَ قبل كل شي يا الله، رضاك!" ❤️
نسألُكَ البِشَارَاتَ التي نُحِب
والأيامَ التي تَسُرُّ
والرّحمَاتِ التي تتوالى
والعَافيةَ التي تَدُوم
والخيرَ الذي لا ينقطع
ورِضاكَ قبل كل شي يا الله، رضاك!" ❤️
Forwarded from مكتبة اقرٲ الٳلكترونية pdf 📚
أكثر الخلق ، بل كلهم إلا من شاء الله يظنون بالله غير الحق ظن السوء ، فإن غالب بني آدم يعتقد أنه مبخوس الحق ناقص الحظ ، وأنه يستحق فوق ما أعطاه الله ، ولسان حاله يقول : ظلمني ربي ومنعني ما استحقه ، ونفسه تشهد عليه بذلك ، وهو بلسانه ينكره ولا يتجاسر على التصريح به ، ومن فتش نفسه وتغلغل في معرفة دفائنها وطواياها رأى ذلك كامنا كمون النار في الزناد ، فاقدح زناد من شئت ينبئك شراره عما في زناده ، ولو فتشت من فتشت لرأيت عنده تعتبا على القدر ، وملامة له ، واقتراحا عليه خلاف ما جرى به ، وأنه ينبغي أن يكون كذا وكذا ، فمستقل ومستكثر ، وفتش نفسك هل أنت سالم من ذلك ...
فليعتن اللبيب الناصح لنفسه بهذا الموضع ، وليتب إلى الله تعالى ، وليستغفره كل وقت من ظنه بربه ظن السوء ، وليظن السوء بنفسه التي هي مأوى كل سوء ، ومنبع كل شر ، المركبة على الجهل والظلم ،فهي أولى بظن السوء من أحكم الحاكمين وأعدل العادلين وأرحم الراحمين ، الغني الحميد الذي له الغنى التام والحمد التام والحكمة التامة ، المنزه عن كل سوء في ذاته وأفعاله وأسمائه ، فذاته لها الكمال المطلق من كل وجه ، وصفاته كذلك ، وأفعاله كذلك ، كلها حكمة ومصلحة ورحمة وعدل ، وأسماؤه كلها حسنى "
.
ـ ابن القيم
فليعتن اللبيب الناصح لنفسه بهذا الموضع ، وليتب إلى الله تعالى ، وليستغفره كل وقت من ظنه بربه ظن السوء ، وليظن السوء بنفسه التي هي مأوى كل سوء ، ومنبع كل شر ، المركبة على الجهل والظلم ،فهي أولى بظن السوء من أحكم الحاكمين وأعدل العادلين وأرحم الراحمين ، الغني الحميد الذي له الغنى التام والحمد التام والحكمة التامة ، المنزه عن كل سوء في ذاته وأفعاله وأسمائه ، فذاته لها الكمال المطلق من كل وجه ، وصفاته كذلك ، وأفعاله كذلك ، كلها حكمة ومصلحة ورحمة وعدل ، وأسماؤه كلها حسنى "
.
ـ ابن القيم
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
اللهمَّ من خذلهم فاخذله
ومن قتلهم فاقتله
ومن جوَّعهم فجوّعه
ومن أظمأهم فأظمئه
ومن خوّفهم فخوّفه
اللهم عدلكَ وانتقامك لغزَّة!
ومن قتلهم فاقتله
ومن جوَّعهم فجوّعه
ومن أظمأهم فأظمئه
ومن خوّفهم فخوّفه
اللهم عدلكَ وانتقامك لغزَّة!
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
طال بلاؤهم يا الله،
وأنتَ أرحم الرَّاحمين
وأنتَ أرحم الرَّاحمين
إنَّها بدايةُ عامٍ هجريٍّ جديدٍ!
1. إنَّها بداية عامٍ هجريٍّ جديد فتذكَّرْ وأنتَ تخطوه أنَّ العلاقاتِ خُلقَتْ للراحة، والمواساة، والدعم، والاستناد!
كُلُّ من يسرقُ سلامَكَ الدَّاخليِّ لا يلزمُكَ!
كُلُّ مُتقلب ودٍّ لا تحتاجه!
كُلُّ مُتاحٍ هنا وهناكَ دعكَ منه!
لا تكُنْ فرصةً ثانية، ولا خَياراً على اللائحة، كُنْ مع من يجعلكَ دوماً قبل الجميع!
الانفصام في الشّّخصية مكانه العيادات النفسيّة وليس حياتَكَ!
2. إنّها بدايةُ عامٍ هجريٍّ جديدٍ فأصلِحْ علاقتكَ مع النّاسِ، حبيبٌ هجرتَه، وأخٌ قطعتَه، وصديقٌ جافيته، وجارٌ خاصمته!
الدُّنيا أقصر من أن نقضيها بالنأي والهجران، وأتفه أساساً من أن نختصمَ عليها!
ماذا ننتظرُ أن نُشيّعهم إلى قبورهم مكسوري الخاطر ثم نقف في الجنائز نتقبّلُ عزاءهم؟!
ما فائدة الدُّموع في الجنائز والحياة كانت هجراناً!
بالمناسبة هذه النقطة لا تتعارض مع التي قبلها!
كلنا أن نعرف أنَّ العلاقات كالبيوت، بعضها يصلح للترميم، وبعضها يجب أن يُهدم!
3. إنَّها بدايةُ عامٍ هجريٍّ جديدٍ فتذكَّرْ أنَّ هذا الدّين منتصرٌ بكَ أو بدونكَ!
إذا هجرتَ المساجد سيعمُرها غيرُكَ،
وإن تركتَ القرآن سيتلوه غيرُكَ،
القافلة ماضيةٌ إلى الله ولن تتوقّف إلا على باب الجنّة، وحدكَ الخاسرُ إن لم تكُنْ فيها!
4. إنّها بدايةُ عامٍ هجريٍّ جديدٍ فتذكَّرْ أن الصِّراع بين الحقِّ والباطلِ سيبقى مستعراً حتى ينفخَ إسرافيلُ في الصُّور، وإنَّ الباطل مهما كان قوياً فلن ينتصر، وإنَّ الحقَّ مهما بدا ضعيفاً فلن يُهزم، فخُذْ موقعكَ، لا يوجد أحمق ممن يبيعُ آخرته بدنياه إلا الذي يبيعُ آخرته بدنيا غيره!
5. إنّها بدايةُ عامٍ هجريٍّ جديدٍ فأصلِحْ علاقتكَ مع اللهِ، إن كان لك ذنبٌ أنتَ عليه مقيم، وكلُّنا صاحب ذَنْبٍ، فاليوم فرصة لتبدأ تأريخاً لتوبة!
6. إنَّها بدايةُ عامٍ هجريٍّ جديدٍ فاتَّخِذْ لكَ من القرآن جزءاً يومياً تُقسمُ أنكَ لن تتركه ولو تخطّفتكَ الطير! واتَّخِذْ من التّسبيح وِرْداً تتعهَّدُ أن لا تفتُرَ عنه مهما زاحمتكَ الأعمالُ، وأخذتْكَ المشاغلُ!
7. إنَّها بدايةُ عامٍ هجريٍّ جديدٍ فاجعلْ لكَ فيه سَريرةً، صدقةً قليلةً ولو رغيف خُبْزٍ ولا تُخبر به أحداً، عُلبة دواءٍ دائمٍ لمريضٍ تتعهّدُ بها ولا يدري بها أحدٌ غير الله، ركعتي ضُحىً دون أن يراك أحدٌ لا تتركهما طوال العام، وركعتي قيامٍ تتسللُ فيها إلى اللهِ بعيداً حتى عن عيون أهلك!
8. إنّها بدايةُ عامٍ هجريٍّ جديدٍ فاتّخِذْ لكَ شيئاً نافعاً، كتبٌ تقرؤها، برامج قيّمة تُشاهدها، دورة علميّة تنتسبُ إليها، مشروعٌ مجتمعيٌّ تلتزمُ فيه، عملٌ تطوعيّ تُقبلُ عليه!
9. إنَّها بداية عامٍ هجريٍّ جديد فتذكَّرْ أنَّ الكثيرين يتحدَّثون عن انتظار الشَّخص المناسب، ولكن قلّة منهم يعملون على أنفسهم ليكونوا الشَّخص المناسب! النَّاس جميعاً يُحبُّون مواسم حصاد الغلال، ولكن قلة منهم هي التي تحرثُ وتبذرُ وتسقي وترعى! فكُنْ من هذه القلّة التي تُصبح أحلاماً للآخرين، ولا تكن من هذه الكثرة التي تقبعُ مكانها تحلم!
10. إنَّها بداية عامٍ هجريٍّ جديد فتذكَّر أنَّ كلَّ الذين ماتوا في العام الماضي، كانوا يعتقدون أنَّ الموت بعيد جداً!
فكما أُمرنا أن نُصلّي صلاة مودِّع لأنها قد تكون الصَّلاة الأخيرة، فعشه عام مودِّع فقد يكون عامك الأخير!
أدهم شرقاوي / صحيفة الوطن القطرية
1. إنَّها بداية عامٍ هجريٍّ جديد فتذكَّرْ وأنتَ تخطوه أنَّ العلاقاتِ خُلقَتْ للراحة، والمواساة، والدعم، والاستناد!
كُلُّ من يسرقُ سلامَكَ الدَّاخليِّ لا يلزمُكَ!
كُلُّ مُتقلب ودٍّ لا تحتاجه!
كُلُّ مُتاحٍ هنا وهناكَ دعكَ منه!
لا تكُنْ فرصةً ثانية، ولا خَياراً على اللائحة، كُنْ مع من يجعلكَ دوماً قبل الجميع!
الانفصام في الشّّخصية مكانه العيادات النفسيّة وليس حياتَكَ!
2. إنّها بدايةُ عامٍ هجريٍّ جديدٍ فأصلِحْ علاقتكَ مع النّاسِ، حبيبٌ هجرتَه، وأخٌ قطعتَه، وصديقٌ جافيته، وجارٌ خاصمته!
الدُّنيا أقصر من أن نقضيها بالنأي والهجران، وأتفه أساساً من أن نختصمَ عليها!
ماذا ننتظرُ أن نُشيّعهم إلى قبورهم مكسوري الخاطر ثم نقف في الجنائز نتقبّلُ عزاءهم؟!
ما فائدة الدُّموع في الجنائز والحياة كانت هجراناً!
بالمناسبة هذه النقطة لا تتعارض مع التي قبلها!
كلنا أن نعرف أنَّ العلاقات كالبيوت، بعضها يصلح للترميم، وبعضها يجب أن يُهدم!
3. إنَّها بدايةُ عامٍ هجريٍّ جديدٍ فتذكَّرْ أنَّ هذا الدّين منتصرٌ بكَ أو بدونكَ!
إذا هجرتَ المساجد سيعمُرها غيرُكَ،
وإن تركتَ القرآن سيتلوه غيرُكَ،
القافلة ماضيةٌ إلى الله ولن تتوقّف إلا على باب الجنّة، وحدكَ الخاسرُ إن لم تكُنْ فيها!
4. إنّها بدايةُ عامٍ هجريٍّ جديدٍ فتذكَّرْ أن الصِّراع بين الحقِّ والباطلِ سيبقى مستعراً حتى ينفخَ إسرافيلُ في الصُّور، وإنَّ الباطل مهما كان قوياً فلن ينتصر، وإنَّ الحقَّ مهما بدا ضعيفاً فلن يُهزم، فخُذْ موقعكَ، لا يوجد أحمق ممن يبيعُ آخرته بدنياه إلا الذي يبيعُ آخرته بدنيا غيره!
5. إنّها بدايةُ عامٍ هجريٍّ جديدٍ فأصلِحْ علاقتكَ مع اللهِ، إن كان لك ذنبٌ أنتَ عليه مقيم، وكلُّنا صاحب ذَنْبٍ، فاليوم فرصة لتبدأ تأريخاً لتوبة!
6. إنَّها بدايةُ عامٍ هجريٍّ جديدٍ فاتَّخِذْ لكَ من القرآن جزءاً يومياً تُقسمُ أنكَ لن تتركه ولو تخطّفتكَ الطير! واتَّخِذْ من التّسبيح وِرْداً تتعهَّدُ أن لا تفتُرَ عنه مهما زاحمتكَ الأعمالُ، وأخذتْكَ المشاغلُ!
7. إنَّها بدايةُ عامٍ هجريٍّ جديدٍ فاجعلْ لكَ فيه سَريرةً، صدقةً قليلةً ولو رغيف خُبْزٍ ولا تُخبر به أحداً، عُلبة دواءٍ دائمٍ لمريضٍ تتعهّدُ بها ولا يدري بها أحدٌ غير الله، ركعتي ضُحىً دون أن يراك أحدٌ لا تتركهما طوال العام، وركعتي قيامٍ تتسللُ فيها إلى اللهِ بعيداً حتى عن عيون أهلك!
8. إنّها بدايةُ عامٍ هجريٍّ جديدٍ فاتّخِذْ لكَ شيئاً نافعاً، كتبٌ تقرؤها، برامج قيّمة تُشاهدها، دورة علميّة تنتسبُ إليها، مشروعٌ مجتمعيٌّ تلتزمُ فيه، عملٌ تطوعيّ تُقبلُ عليه!
9. إنَّها بداية عامٍ هجريٍّ جديد فتذكَّرْ أنَّ الكثيرين يتحدَّثون عن انتظار الشَّخص المناسب، ولكن قلّة منهم يعملون على أنفسهم ليكونوا الشَّخص المناسب! النَّاس جميعاً يُحبُّون مواسم حصاد الغلال، ولكن قلة منهم هي التي تحرثُ وتبذرُ وتسقي وترعى! فكُنْ من هذه القلّة التي تُصبح أحلاماً للآخرين، ولا تكن من هذه الكثرة التي تقبعُ مكانها تحلم!
10. إنَّها بداية عامٍ هجريٍّ جديد فتذكَّر أنَّ كلَّ الذين ماتوا في العام الماضي، كانوا يعتقدون أنَّ الموت بعيد جداً!
فكما أُمرنا أن نُصلّي صلاة مودِّع لأنها قد تكون الصَّلاة الأخيرة، فعشه عام مودِّع فقد يكون عامك الأخير!
أدهم شرقاوي / صحيفة الوطن القطرية
إنه قد شَهِدَ بدراً!
كانتْ مكَّةُ على موعدٍ قريبٍ مع الفتح، رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قد حسم أمره بالسيرِ إليها، وأخبرَ الجيش بالاستعداد، ولأنَّ الحرب خِدعة، ولأنَّ من يملك عنصر المفاجأة نادراً ما يُهزم، أمر النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة بكتمان أمر المسير إلى مكة.
كان كل شيء يسير كما هو مُخطط له، الصحابة من أهل مكة يحلمون باللحظة التي سيُقبِّلون فيها ترابها، والصحابة من أهل المدينة ما زالوا يحلمون بعُمرةٍ رُدُّوا عنها يوم الحُديبية! وبقية الصحابة من جزيرة العرب يحلمون باللحظة التي سيرتفع فيها أذان مكة مُعلِناً أنَّ الله أكبر!
غير أنَّ شيئاً لم يكن بالحسبان قد وقع… يستدعي النبيُّ صلى الله عليه وسلم الفرسان الثلاثة علي والزبير والمقداد ويأمرهم بالتوجه على الفور إلى "روضة خاخ" حيث هناك امرأة تحملُ رسالةً عليهم إحضارها إليه مهما كلَّف الأمر!
توجَّه الثلاثة مُسرعين فوجدوا المرأة هناك، فطلبوا منها أن تُعطيهم الرسالة، فأنكرتْ وجودها، فقالوا لها: إما أن تُخرجي الكِتاب أو لنضعنَّ الثياب!
فلما علمتْ أنهم عازمون على تفتيشها، أعطتهم الرسالة وعادوا بها إلى المدينة، وهناك فتح النبيُّ صلى الله عليه وسلم الرسالة فإذا هي من حاطب بن أبي بلتعة إلى قريش يُعلِمهم فيها بعزم النبي صلى الله عليه وسلم السير إلى مكة لفتحها!
خرقٌ أمني خطير!
وإن شئتَ فقُلْ: خيانة عُظمى!
ويُبرر حاطبٌ فعلته بأنَّ له أهلاً ضعفاء في مكة، وأنه ما أراد برسالته غير أن تكُفَّ قريش أذاها عنهم!
ويقبلُ النبيُّ صلى الله عليه وسلم عُذره… غير أن عمر بن الخطاب بحزمه المعتاد، وشراسته المتوقعة إذا ما تعلَّق الأمر بهذا الدين يقول: يا رسول الله ائذن لي أن أضربَ عنق هذا المنافق!
فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يا عمر، إنه قد شهد بدراً، وما أدراك لعلَّ الله قد اطلعَ على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرتُ لكم!
إنه قد شهد بدراً!
يا تُرى هل نتذكر ماضي الناس المشرق عندما يقعُ منهم خطأ، أم أننا ننسى كل المعروف، واللحظات الحلوة، والمشاعر الجميلة التي عشناها عند أول زلة قدم؟!
في حياة كل إنسان "بدر قد شهدها" فلماذا لا نمحو الخطأ ببدر تلك بدل أن نمحو بدراً بهذا الخطأ!
لماذا نُريد من الناس أن يكونوا ملائكة على الدوام؟! أليس لكل جواد كبوة، ولكل قدم زلة، ولا بد للنبيل أحياناً أن يخونه نُبله، وقد قال علي بن الجهم:
ومن ذا الذي تُرجى سجاياه كلها
كفى المرءُ نُبلاً أن تُعدَّ معايبه!
تجد الزوجة تخوضُ كل يومٍ بدراً، تربيةً للأولاد، وطبخاً ونفخاً، وتدريساً واهتماماً، وعند أول خطأ ينسى الزوج ذلك كله وكان بإمكانه أن يقفز عنه!
وتجدُ الزوجَ محباً حنوناً رحيماً فإذا أخطأ قامت الدنيا ولم تقعد، تنسى الزوجة عُمراً من المعروف بموقف كان بإمكانها التغاضي عنه!
لماذا على المدير أن ينسى كل ماضي الموظف المشرق عند خطأ عابر، وعلى الموظف أن ينسى لُطف المدير السابق عند أول موقف حزم!
لماذا ينسى الوالدان سنوات ابن في البِر لموقف عقوق واحد، وينسى الأولاد إحسان الدهر من الوالدين للحظة ضعف إنساني واحد!
احفظوا لكل أَحدٍ "بدره" ولا تمحوا كل المعروف بموقف واحد!
أدهم شرقاوي / سُطور
كانتْ مكَّةُ على موعدٍ قريبٍ مع الفتح، رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قد حسم أمره بالسيرِ إليها، وأخبرَ الجيش بالاستعداد، ولأنَّ الحرب خِدعة، ولأنَّ من يملك عنصر المفاجأة نادراً ما يُهزم، أمر النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة بكتمان أمر المسير إلى مكة.
كان كل شيء يسير كما هو مُخطط له، الصحابة من أهل مكة يحلمون باللحظة التي سيُقبِّلون فيها ترابها، والصحابة من أهل المدينة ما زالوا يحلمون بعُمرةٍ رُدُّوا عنها يوم الحُديبية! وبقية الصحابة من جزيرة العرب يحلمون باللحظة التي سيرتفع فيها أذان مكة مُعلِناً أنَّ الله أكبر!
غير أنَّ شيئاً لم يكن بالحسبان قد وقع… يستدعي النبيُّ صلى الله عليه وسلم الفرسان الثلاثة علي والزبير والمقداد ويأمرهم بالتوجه على الفور إلى "روضة خاخ" حيث هناك امرأة تحملُ رسالةً عليهم إحضارها إليه مهما كلَّف الأمر!
توجَّه الثلاثة مُسرعين فوجدوا المرأة هناك، فطلبوا منها أن تُعطيهم الرسالة، فأنكرتْ وجودها، فقالوا لها: إما أن تُخرجي الكِتاب أو لنضعنَّ الثياب!
فلما علمتْ أنهم عازمون على تفتيشها، أعطتهم الرسالة وعادوا بها إلى المدينة، وهناك فتح النبيُّ صلى الله عليه وسلم الرسالة فإذا هي من حاطب بن أبي بلتعة إلى قريش يُعلِمهم فيها بعزم النبي صلى الله عليه وسلم السير إلى مكة لفتحها!
خرقٌ أمني خطير!
وإن شئتَ فقُلْ: خيانة عُظمى!
ويُبرر حاطبٌ فعلته بأنَّ له أهلاً ضعفاء في مكة، وأنه ما أراد برسالته غير أن تكُفَّ قريش أذاها عنهم!
ويقبلُ النبيُّ صلى الله عليه وسلم عُذره… غير أن عمر بن الخطاب بحزمه المعتاد، وشراسته المتوقعة إذا ما تعلَّق الأمر بهذا الدين يقول: يا رسول الله ائذن لي أن أضربَ عنق هذا المنافق!
فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يا عمر، إنه قد شهد بدراً، وما أدراك لعلَّ الله قد اطلعَ على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرتُ لكم!
إنه قد شهد بدراً!
يا تُرى هل نتذكر ماضي الناس المشرق عندما يقعُ منهم خطأ، أم أننا ننسى كل المعروف، واللحظات الحلوة، والمشاعر الجميلة التي عشناها عند أول زلة قدم؟!
في حياة كل إنسان "بدر قد شهدها" فلماذا لا نمحو الخطأ ببدر تلك بدل أن نمحو بدراً بهذا الخطأ!
لماذا نُريد من الناس أن يكونوا ملائكة على الدوام؟! أليس لكل جواد كبوة، ولكل قدم زلة، ولا بد للنبيل أحياناً أن يخونه نُبله، وقد قال علي بن الجهم:
ومن ذا الذي تُرجى سجاياه كلها
كفى المرءُ نُبلاً أن تُعدَّ معايبه!
تجد الزوجة تخوضُ كل يومٍ بدراً، تربيةً للأولاد، وطبخاً ونفخاً، وتدريساً واهتماماً، وعند أول خطأ ينسى الزوج ذلك كله وكان بإمكانه أن يقفز عنه!
وتجدُ الزوجَ محباً حنوناً رحيماً فإذا أخطأ قامت الدنيا ولم تقعد، تنسى الزوجة عُمراً من المعروف بموقف كان بإمكانها التغاضي عنه!
لماذا على المدير أن ينسى كل ماضي الموظف المشرق عند خطأ عابر، وعلى الموظف أن ينسى لُطف المدير السابق عند أول موقف حزم!
لماذا ينسى الوالدان سنوات ابن في البِر لموقف عقوق واحد، وينسى الأولاد إحسان الدهر من الوالدين للحظة ضعف إنساني واحد!
احفظوا لكل أَحدٍ "بدره" ولا تمحوا كل المعروف بموقف واحد!
أدهم شرقاوي / سُطور
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
يا الله :
كلّ من جوَّعهم
أو شارك في تجويعهم،
أو كان قادراً على أن يرفع الجوع عنهم ولم يفعل،
فلا تُمته حتى يشتهي اللقمة ولا يجدها!
كلّ من جوَّعهم
أو شارك في تجويعهم،
أو كان قادراً على أن يرفع الجوع عنهم ولم يفعل،
فلا تُمته حتى يشتهي اللقمة ولا يجدها!