ناجون لا ضحايا!
تقولُ الطبيبةُ النَّفسيّةُ الأمريكية "آنا ليمبيكي" في كتابها الرّائع "أُمَّةُ الدوبامين" :
خلالَ أكثر من عشرينَ عامًا كطبيبةٍ نفسيَّةٍ، وأنا أستمعُ إلى عشراتِ الآلافِ من قصصِ المرضى، تكوَّنَتْ لديَّ قناعةٌ بأنَّ الطريقةَ التي نروي بها قصصنا الشخصيَّةَ هي علامةٌ ومؤشِّرٌ على الصِّحّةِ العقليَّةِ!
المرضى الذين يروون قصصًا غالبًا ما يكونون فيها الضَّحيَّة، ونادرًا ما يتحملونَ المسؤوليةَ عن النتائج السيئةِ لسلوكهم، في الغالبِ لا يبدُو عليهم أيُّ تحسُنٍّ ويبقون في دائرةِ الألمِ، إنهم مشغولون جدًا بإلقاءِ اللومِ على الآخرينَ بحيث لا يمكنهُم التركيزُ على عِلَّتِهم ومحاولةُ التَّعافي منها.
وعلى النَّقيضِ من ذلك، عندما يبدأُ مرضايَ في سَرْدِ القصص التي تُصوِّرُ مسؤوليتهم بدقةٍ، أعلمُ أنهم يتحسنون!
برأيي، ليس بالضَّرورةِ أنَّ من حلَّتْ به فاجعةٌ يتحمّلُ مسؤوليتها، أو جزءاً من المسؤولية، للأسفَ نحن في هذه الحياة نُؤذَى أحياناً ليس لأننا كُنّا سيّئين، وإنما لأننا كُنّا جيّدين أكثر مما ينبغي!
وبغضِّ النّظرِ عن الأسباب التي أدّت إلى الفاجعةِ التي ذُقنا مرارتها، نحن نهاية المطاف أمام فاجعةٍ قد حصلتْ! وسواءً كُنّا نتحمّلُ المسؤوليّة كاملةً، أو جزءاً منها على اعتبار أنّ الآخرين لا يمتطون ظهورنا إلا بموافقتنا، أو لا ذَنْبَ لنا ولا جريرة كما أُلقيَ يوسفُ عليه السّلام في الجُبِّ لأنه كان جميلاً جداً وأبوه يُحبُّه! فإنّ ما حصل قد حصل، وحَبْسُ الإنسان نفسَه في الأسباب يطيلُ أمدَ الفاجعة!
الأمورُ السّيئة تقعُ دوماً، هذه الدُّنيا مليئةٌ بالغادرين وقليلي الأصل، زاخرة بالمرضى النفسيين الذي لا يتعالجون وإنما يتعالجُ ضحاياهم! إلا أننا أمام خيارين لا ثالث لهما: إما أن نعيش كضحايا أو كناجين!
الشّخصُ الذي يختارُ أن يعيشَ ضحيّةً سيبقى سجين ماضيه، سيمرُّ العمرُ عليه وساعته الزّمنيّة متوقّفة على توقيتِ جرحه! سيبكي دون فائدة، وسيطيل العتبَ الذي لا طائل منه، وكلما جفّ جرحه قليلاً سيعمدُ إلى قشرته وينزعها ليبقى غضّاً طريّاً! فلا هو قادرٌ على أن يُعيد الحكاية من أولها ليأخذ حِذره، ولا هو قادرٌ على أن يطوي الصّفحة ويمضي! سيتعَبُ ويُتعِبُ من معه، لن يُعطيَ فرصةً لنفسه ليُحِبَّ ويُحَبُّ مجدداً، لن يكون قادراً على الثّقة بأحدٍ، ومن تبعاتِ هذه أن لا يكون مصدر ثقةٍ لأحدٍ، لأنّ الحُبّ والثّقة بَذْرٌ أولاً ثم حصاد، ولا حصادَ إلا لباذرٍ!
أما الشّخصُ الذي يختارُ أن يعيش كناجٍ فسيطوي الصّفحة ويمضي، سيتعلّمُ الدّرس من الفاجعة، وسيكون حَذِراً لا شَكَّاكاً، سيتقدَّمُ بعقله ويتراجعُ بقلبه، وسيحمدُ اللهَ أنّ الأمور السّيئة التي وقعتْ كان بالإمكان أن تكون أسوأ، وأنّ الصّفعة ثمنٌ عادل مقابل أن يستيقظ، فإنها فاجعة أخرى أن يبقى المرءُ مُغفّلاً وأُلعوبة!
النّاجي يعلمُ أنّ ما حدثَ كان بسوء اختياره، وأنّ الدُّنيا مليئةٌ بالأشخاص الجيّدين كما هي مليئةٌ بالأشخاص السّيئين! جُرْحُ الحُبّ يُداويه حُبٌّ جديد وإنْ بحذرٍ هذه المرّة، لأنّ الفرصة الثانية مخيفة أكثر من الفرصة الأولى، لأنّ المرء يعلمُ مقدار ما يُخاطرُ به، إنّه قلبه!
صديقٌ نَذْلٌ سيطويه صديقٌ طيّب، وجُرْحُ الثّقةِ سيندملُ مع شخصٍ وفيٍّ!
تجاوزوا السّيئين، لا تسمحوا لهم أن يُفسدوا حاضركم كما أفسدوا ماضيكم، لا أحدَ يستحِقُّ أن تهبه عمركَ مرّتين!
لا تسترِقوا النّظر إلى حياةِ جارحيكم، تخلّصوا من هذا الفضول الذّميم! ادفنوهم، وأهليوا عليهم التراب وتابعوا حياتكم، أَشرِقُوا مجدداً، أثبتُوا لأنفسكم أولاً ولهم ثانياً أنّ الحياة لا تتوقفُ على أحد، وأنّ من كان لائقاً بقلوبنا أحببناه، ومن كان نذلاً لم نكرهه، إنه أقلّ شأناً أن نمنحه شعوراً مهما كان نوعه!
أدهم شرقاوي
تقولُ الطبيبةُ النَّفسيّةُ الأمريكية "آنا ليمبيكي" في كتابها الرّائع "أُمَّةُ الدوبامين" :
خلالَ أكثر من عشرينَ عامًا كطبيبةٍ نفسيَّةٍ، وأنا أستمعُ إلى عشراتِ الآلافِ من قصصِ المرضى، تكوَّنَتْ لديَّ قناعةٌ بأنَّ الطريقةَ التي نروي بها قصصنا الشخصيَّةَ هي علامةٌ ومؤشِّرٌ على الصِّحّةِ العقليَّةِ!
المرضى الذين يروون قصصًا غالبًا ما يكونون فيها الضَّحيَّة، ونادرًا ما يتحملونَ المسؤوليةَ عن النتائج السيئةِ لسلوكهم، في الغالبِ لا يبدُو عليهم أيُّ تحسُنٍّ ويبقون في دائرةِ الألمِ، إنهم مشغولون جدًا بإلقاءِ اللومِ على الآخرينَ بحيث لا يمكنهُم التركيزُ على عِلَّتِهم ومحاولةُ التَّعافي منها.
وعلى النَّقيضِ من ذلك، عندما يبدأُ مرضايَ في سَرْدِ القصص التي تُصوِّرُ مسؤوليتهم بدقةٍ، أعلمُ أنهم يتحسنون!
برأيي، ليس بالضَّرورةِ أنَّ من حلَّتْ به فاجعةٌ يتحمّلُ مسؤوليتها، أو جزءاً من المسؤولية، للأسفَ نحن في هذه الحياة نُؤذَى أحياناً ليس لأننا كُنّا سيّئين، وإنما لأننا كُنّا جيّدين أكثر مما ينبغي!
وبغضِّ النّظرِ عن الأسباب التي أدّت إلى الفاجعةِ التي ذُقنا مرارتها، نحن نهاية المطاف أمام فاجعةٍ قد حصلتْ! وسواءً كُنّا نتحمّلُ المسؤوليّة كاملةً، أو جزءاً منها على اعتبار أنّ الآخرين لا يمتطون ظهورنا إلا بموافقتنا، أو لا ذَنْبَ لنا ولا جريرة كما أُلقيَ يوسفُ عليه السّلام في الجُبِّ لأنه كان جميلاً جداً وأبوه يُحبُّه! فإنّ ما حصل قد حصل، وحَبْسُ الإنسان نفسَه في الأسباب يطيلُ أمدَ الفاجعة!
الأمورُ السّيئة تقعُ دوماً، هذه الدُّنيا مليئةٌ بالغادرين وقليلي الأصل، زاخرة بالمرضى النفسيين الذي لا يتعالجون وإنما يتعالجُ ضحاياهم! إلا أننا أمام خيارين لا ثالث لهما: إما أن نعيش كضحايا أو كناجين!
الشّخصُ الذي يختارُ أن يعيشَ ضحيّةً سيبقى سجين ماضيه، سيمرُّ العمرُ عليه وساعته الزّمنيّة متوقّفة على توقيتِ جرحه! سيبكي دون فائدة، وسيطيل العتبَ الذي لا طائل منه، وكلما جفّ جرحه قليلاً سيعمدُ إلى قشرته وينزعها ليبقى غضّاً طريّاً! فلا هو قادرٌ على أن يُعيد الحكاية من أولها ليأخذ حِذره، ولا هو قادرٌ على أن يطوي الصّفحة ويمضي! سيتعَبُ ويُتعِبُ من معه، لن يُعطيَ فرصةً لنفسه ليُحِبَّ ويُحَبُّ مجدداً، لن يكون قادراً على الثّقة بأحدٍ، ومن تبعاتِ هذه أن لا يكون مصدر ثقةٍ لأحدٍ، لأنّ الحُبّ والثّقة بَذْرٌ أولاً ثم حصاد، ولا حصادَ إلا لباذرٍ!
أما الشّخصُ الذي يختارُ أن يعيش كناجٍ فسيطوي الصّفحة ويمضي، سيتعلّمُ الدّرس من الفاجعة، وسيكون حَذِراً لا شَكَّاكاً، سيتقدَّمُ بعقله ويتراجعُ بقلبه، وسيحمدُ اللهَ أنّ الأمور السّيئة التي وقعتْ كان بالإمكان أن تكون أسوأ، وأنّ الصّفعة ثمنٌ عادل مقابل أن يستيقظ، فإنها فاجعة أخرى أن يبقى المرءُ مُغفّلاً وأُلعوبة!
النّاجي يعلمُ أنّ ما حدثَ كان بسوء اختياره، وأنّ الدُّنيا مليئةٌ بالأشخاص الجيّدين كما هي مليئةٌ بالأشخاص السّيئين! جُرْحُ الحُبّ يُداويه حُبٌّ جديد وإنْ بحذرٍ هذه المرّة، لأنّ الفرصة الثانية مخيفة أكثر من الفرصة الأولى، لأنّ المرء يعلمُ مقدار ما يُخاطرُ به، إنّه قلبه!
صديقٌ نَذْلٌ سيطويه صديقٌ طيّب، وجُرْحُ الثّقةِ سيندملُ مع شخصٍ وفيٍّ!
تجاوزوا السّيئين، لا تسمحوا لهم أن يُفسدوا حاضركم كما أفسدوا ماضيكم، لا أحدَ يستحِقُّ أن تهبه عمركَ مرّتين!
لا تسترِقوا النّظر إلى حياةِ جارحيكم، تخلّصوا من هذا الفضول الذّميم! ادفنوهم، وأهليوا عليهم التراب وتابعوا حياتكم، أَشرِقُوا مجدداً، أثبتُوا لأنفسكم أولاً ولهم ثانياً أنّ الحياة لا تتوقفُ على أحد، وأنّ من كان لائقاً بقلوبنا أحببناه، ومن كان نذلاً لم نكرهه، إنه أقلّ شأناً أن نمنحه شعوراً مهما كان نوعه!
أدهم شرقاوي
❤98👍9😢4🔥3👏2
رسالة إلى أهل غزَّة!
أعرف أن القلم مهما تطاول في قامته فلن يصل إلى كعب البندقية، وأن الحبر مهما قال بلاغةً فسيبدو ركيكا في حضرة الدم! ولكنها كلمات جاشتْ في صدري فأردتُ أن أكتبها، وقد قال غسّان قبلي: إن كل كلامنا هو تعويض صفيق لغياب البندقية!
يا تيجان الرؤوس:
إنها المعركة الأولى في التاريخ التي تسبق نتيجتُها نهايتَها! فهنيئا لكم هذا النصر الذي لن يُغيّره توقيت نهاية المعركة! لقد أحدثتم في روح هذا الكيان شرخا لن يُرمَّمَ أبدا، ودققتُم في نعشه مسمارا لن يستطيع نزعه، وأعدتم إلى الأمة كلها روحا كانت قد فقدتها، فكأنها نفخة إسرافيل في الناس الميتة أن قوموا!.. ثمة مشاعر عِزَّة زرعتموها فينا أنتم لا تعلمون شيئا عنها، فالعصفور لا يعلم ما يُحدِثه صوتُه في قلوب سامعيه، والوردة لا تستطيع أن تشم شذاها.
يا تيجان الرؤوس:
إن الله تعالى لا يختار لأنقى معاركه إلا أنقى جنوده، وإننا والله نغبطكم على هذا الاصطفاء؛ وإن الله تعالى تأذَّن أن يبعث على أحفاد القردة عبادا له يسومونهم سوء العذاب، فكنتم عباده الذين اختارهم؛ وإن النبي ﷺ أخبرنا أن خير الرباط رباط عسقلان، وقد رأينا الكتائب تجتاحها!
يكفيكم والله شرفا أن تكونوا تفسير الآيات في المصحف، وموعود النبي ﷺ في كتب الحديث، فنتقوّى ونزداد إيمانا على إيماننا أن هذا الدين حقٌّ، وأنه لا غالب إلا الله، وأنتم أهله وصفوته، وإنكم لغالبون بإذنه.
يا تيجان الرؤوس:
نعلم أنكم نهاية المطاف بشر، وأن الحرب موجعة، والقصف أليم، والتهجير مضنٍ، وفقد الأحبة غربة! ولكن الله لا يضع ثمارا على غصن لا يستطع حملها، وإنه سبحانه يُكلِّف بالممكن لا بالمستحيل، وإن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون.. وقد مضت سُنَّة الله في الصراع بين الحقِ والباطل أنّه لا تمكين بلا امتحان، ولا أمنَ إلا ويسبقه فزع!
في غزوة الخندق بلغت قلوب الصحابة الحناجر؛ فالأحزاب من الخارج، واليهود والمنافقون من الداخل، وقد راهنوا جميعا أنها أيام الإسلام الأخيرة!. وبعد عشر سنوات من غزوة الخندق كان الصحابة يدكُّون إمبراطوريتي الروم والفرس!
وإنكم اليوم تُعبِّدون الطريق إلى المسجد الأقصى، فوالله ما هي إلا سنوات لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة، إلا ونحن نصلي في المسجد الأقصى، محرَّرا بفضل الله ثم بفضل جهادكم وثباتكم!
يا تيجان الرؤوس:
لستم وحدكم، وإن بدا المشهد كذلك.. من ورائكم أُمّة تغلي، ومارد محبوس في قمقمه دبَّتْ فيه الروح، وأحيته مشاعر العِزّة وشوَّقته إلى زمن الفتوحات، ولَيُغيّرنَّ الله الحال إلى حال أخرى بإذنه وكرمه!
فإن خذلتكم الجيوش فقد أكبرتكم الشعوب، وإن لم تساندكم الطائرات فقد ظللتكم الدّعوات.
ثمّ ألستم الظاهرين على الحقِّ في بيت المقدس وأكنافه؟. ألستم الموعودين بالخذلان من قبل أن تُولَدوا، ولكنكم المبشَّرون بالثبات حتى يأتيكم أمر الله وأنتم كذلك؟!
طبتم، وطاب جهادُكم، وقبلاتي لأقدامكم قبل رؤوسكم.. والسلام!
أعرف أن القلم مهما تطاول في قامته فلن يصل إلى كعب البندقية، وأن الحبر مهما قال بلاغةً فسيبدو ركيكا في حضرة الدم! ولكنها كلمات جاشتْ في صدري فأردتُ أن أكتبها، وقد قال غسّان قبلي: إن كل كلامنا هو تعويض صفيق لغياب البندقية!
يا تيجان الرؤوس:
إنها المعركة الأولى في التاريخ التي تسبق نتيجتُها نهايتَها! فهنيئا لكم هذا النصر الذي لن يُغيّره توقيت نهاية المعركة! لقد أحدثتم في روح هذا الكيان شرخا لن يُرمَّمَ أبدا، ودققتُم في نعشه مسمارا لن يستطيع نزعه، وأعدتم إلى الأمة كلها روحا كانت قد فقدتها، فكأنها نفخة إسرافيل في الناس الميتة أن قوموا!.. ثمة مشاعر عِزَّة زرعتموها فينا أنتم لا تعلمون شيئا عنها، فالعصفور لا يعلم ما يُحدِثه صوتُه في قلوب سامعيه، والوردة لا تستطيع أن تشم شذاها.
يا تيجان الرؤوس:
إن الله تعالى لا يختار لأنقى معاركه إلا أنقى جنوده، وإننا والله نغبطكم على هذا الاصطفاء؛ وإن الله تعالى تأذَّن أن يبعث على أحفاد القردة عبادا له يسومونهم سوء العذاب، فكنتم عباده الذين اختارهم؛ وإن النبي ﷺ أخبرنا أن خير الرباط رباط عسقلان، وقد رأينا الكتائب تجتاحها!
يكفيكم والله شرفا أن تكونوا تفسير الآيات في المصحف، وموعود النبي ﷺ في كتب الحديث، فنتقوّى ونزداد إيمانا على إيماننا أن هذا الدين حقٌّ، وأنه لا غالب إلا الله، وأنتم أهله وصفوته، وإنكم لغالبون بإذنه.
يا تيجان الرؤوس:
نعلم أنكم نهاية المطاف بشر، وأن الحرب موجعة، والقصف أليم، والتهجير مضنٍ، وفقد الأحبة غربة! ولكن الله لا يضع ثمارا على غصن لا يستطع حملها، وإنه سبحانه يُكلِّف بالممكن لا بالمستحيل، وإن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون.. وقد مضت سُنَّة الله في الصراع بين الحقِ والباطل أنّه لا تمكين بلا امتحان، ولا أمنَ إلا ويسبقه فزع!
في غزوة الخندق بلغت قلوب الصحابة الحناجر؛ فالأحزاب من الخارج، واليهود والمنافقون من الداخل، وقد راهنوا جميعا أنها أيام الإسلام الأخيرة!. وبعد عشر سنوات من غزوة الخندق كان الصحابة يدكُّون إمبراطوريتي الروم والفرس!
وإنكم اليوم تُعبِّدون الطريق إلى المسجد الأقصى، فوالله ما هي إلا سنوات لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة، إلا ونحن نصلي في المسجد الأقصى، محرَّرا بفضل الله ثم بفضل جهادكم وثباتكم!
يا تيجان الرؤوس:
لستم وحدكم، وإن بدا المشهد كذلك.. من ورائكم أُمّة تغلي، ومارد محبوس في قمقمه دبَّتْ فيه الروح، وأحيته مشاعر العِزّة وشوَّقته إلى زمن الفتوحات، ولَيُغيّرنَّ الله الحال إلى حال أخرى بإذنه وكرمه!
فإن خذلتكم الجيوش فقد أكبرتكم الشعوب، وإن لم تساندكم الطائرات فقد ظللتكم الدّعوات.
ثمّ ألستم الظاهرين على الحقِّ في بيت المقدس وأكنافه؟. ألستم الموعودين بالخذلان من قبل أن تُولَدوا، ولكنكم المبشَّرون بالثبات حتى يأتيكم أمر الله وأنتم كذلك؟!
طبتم، وطاب جهادُكم، وقبلاتي لأقدامكم قبل رؤوسكم.. والسلام!
❤135🫡18👍7🥰4
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
اللهُمَّ تقبل السَّادة القادة برحمتك 💚
❤113💔1
هذه رسائلُ من عُمرَ بن الخطَّابِ رضي الله عنه!
الرَّجلُ الذي لا يوجدُ منه نسخةٌ ثانيةٌ في التَّاريخ، ما زال وسيبقى هذا الفريد الذي لا يتكرَّرُ أبداً!
الرَّجلُ الذي حملَ الإسلامَ على كتفيه منذ أن نطقَ الشَّهادتين في دارِ الأرقمِ، إلى أن ارتقى شهيداً في المحراب!
الرَّجلُ الذي كان إسلامه عِزّاً، وهجرته فتحاً، وخلافته رحمة!
الرَّجلُ الحكيمُ، المُلهَمُ، المُحدَّثُ، هذه بعض أقواله ومواقفه في الحياة، والعقيدة، والبيوت، والعلاقات، والحُبِّ، والمعاملات!
الرَّجلُ الذي لا يوجدُ منه نسخةٌ ثانيةٌ في التَّاريخ، ما زال وسيبقى هذا الفريد الذي لا يتكرَّرُ أبداً!
الرَّجلُ الذي حملَ الإسلامَ على كتفيه منذ أن نطقَ الشَّهادتين في دارِ الأرقمِ، إلى أن ارتقى شهيداً في المحراب!
الرَّجلُ الذي كان إسلامه عِزّاً، وهجرته فتحاً، وخلافته رحمة!
الرَّجلُ الحكيمُ، المُلهَمُ، المُحدَّثُ، هذه بعض أقواله ومواقفه في الحياة، والعقيدة، والبيوت، والعلاقات، والحُبِّ، والمعاملات!
❤95🔥33🥰3
هذه رسائلُ من عليِّ بن أبي طالبٍ رضي الله عنه!
الفارسُ الشُّجاعُ في مواطن لا تُحصى، فدى النَّبيَّ ﷺ يوم الهجرة، وبارزَ يوم بدرٍ، وقتلَ عمرو بن ودٍّ يوم الخندق، وجندلَ مَرحباً يوم خيبر، فكان من الذين حملوا الإسلام على أكتافهم!
القاضي الفذّ الذي ينظرُ في المسائلِ بطريقةٍ لا ينظرُ إليها أحد!
الخليفةُ العادل، والإمام الشَّهيدُ، والصَّاحبُ الوفيُّ، والزَّوجُ المُحبُّ، والأبُ القُدوة!
الرَّجلُ الحكيمُ، صاحبُ المقولاتِ التي تأخذُ بالقلب، هذه بعض أقواله ومواقفه في الحياة، والعقيدة، والبيوت، والعلاقات، والحُبِّ، والمعاملات!
الفارسُ الشُّجاعُ في مواطن لا تُحصى، فدى النَّبيَّ ﷺ يوم الهجرة، وبارزَ يوم بدرٍ، وقتلَ عمرو بن ودٍّ يوم الخندق، وجندلَ مَرحباً يوم خيبر، فكان من الذين حملوا الإسلام على أكتافهم!
القاضي الفذّ الذي ينظرُ في المسائلِ بطريقةٍ لا ينظرُ إليها أحد!
الخليفةُ العادل، والإمام الشَّهيدُ، والصَّاحبُ الوفيُّ، والزَّوجُ المُحبُّ، والأبُ القُدوة!
الرَّجلُ الحكيمُ، صاحبُ المقولاتِ التي تأخذُ بالقلب، هذه بعض أقواله ومواقفه في الحياة، والعقيدة، والبيوت، والعلاقات، والحُبِّ، والمعاملات!
❤116🔥36😢6👍3💔1
"نحنُ أصغر من أن نفهم حكمتك
لا نعترضُ ولا نخوضُ فيما تراهُ وتقضيه
أنتَ أعلمُ، أنتَ أدرى
أنتَ ربّنا وربّ أحزاننا ومصائبنا وأوجاعنا وأقدارِنا
سُبحانك ما علِمنا ما تعلم، سُبحانك نرضى بكلّ ما تقضي
سبحانكَ رضينَا، سبحانك آمنا"
لا نعترضُ ولا نخوضُ فيما تراهُ وتقضيه
أنتَ أعلمُ، أنتَ أدرى
أنتَ ربّنا وربّ أحزاننا ومصائبنا وأوجاعنا وأقدارِنا
سُبحانك ما علِمنا ما تعلم، سُبحانك نرضى بكلّ ما تقضي
سبحانكَ رضينَا، سبحانك آمنا"
❤148👏6
كلما رأيتَ أمانيكَ في وادٍ
والظُّروف في وادٍ
اِقْرأْ على قلبِكَ
﴿لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَٰلِكَ أَمْرًا﴾ ❤️
والظُّروف في وادٍ
اِقْرأْ على قلبِكَ
﴿لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَٰلِكَ أَمْرًا﴾ ❤️
❤148👍8
على سبيل الطمأنينة:
"فسَيَكْفِيكَهُم اللهُ"
:
وعلى سبيل التسليم:
"وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى الله"
:
وعلى سبيل النُصرة:
"إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا"
:
وعلى سبيل المغفرة:
"إنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ"
:
وعلى سبيل الوعيد:
"وما كانَ ربُّكَ نسيّاً"
"فسَيَكْفِيكَهُم اللهُ"
:
وعلى سبيل التسليم:
"وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى الله"
:
وعلى سبيل النُصرة:
"إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا"
:
وعلى سبيل المغفرة:
"إنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ"
:
وعلى سبيل الوعيد:
"وما كانَ ربُّكَ نسيّاً"
❤84🥰11👍7👏1
إنَّ أشرس معركةٍ يخوضها الإنسان
هي معركة الحفاظ على نقاء قلبه
هذه الحياة مُتلِفَةٌ للقلوب
فمهما خسرتَ إياك أن تخسر قلبكَ
من يخسر قلبه مهزوم ولو ربح الدنيا كلها !
.
#السلام_عليك_يا_صاحبي
هي معركة الحفاظ على نقاء قلبه
هذه الحياة مُتلِفَةٌ للقلوب
فمهما خسرتَ إياك أن تخسر قلبكَ
من يخسر قلبه مهزوم ولو ربح الدنيا كلها !
.
#السلام_عليك_يا_صاحبي
❤121👏7😢5👍4
أرض الملحمة!
1. كل الحروب إذا اشتعلتْ فلابد أن تنطفئ، ولكن المعارك التي أشعلتْ هذه الحروب لن تتوقف حتى تنتهي أسبابها.
2. أيام الله لا يمكنك أن تراها بعين كليلةٍ قصيرة المدى، فهي فضاء محيطٌ يغيّر ما حولك ليغيّر ما أصابك من لزوم السوء، وأحاط بك من لؤم الحصار، وسيفتح لك رصيداً أعلى ومساراً أوعَى وأقوى وأخطر وأغنى وأنفَذ.
3. وارتقِبوا! فإن الحرب لم تتوقف، وإنما ينتقل ميدانُها إلى أرض أخرى قريبة، ثم إلى ما يليها حتى يكتمل مشروع الأوغاد، ولن تهدأ ملاحم هذه الأرض المباركة حتى تتقدّس وتتطهّر.
4. هذا العدوّ فاجرٌ ختّار، وما زال في غرور علوّه واستكباره، وهو ملوّث بأحقاد الدنيا، وعلى شعوب المنطقة أن تَلْبس لَأْمتها، وأن تشحذ سيوفها المغمدة، وأن تساعد حكامها على تجاوز حالة الجزع والخور والمداهنة والعجز الذي يتملّكُها، فإن حرب التوسّع العدوانيّة على الأبواب، وإلا تسببت هذه الحكومات الغافلة المنطفئة الهمّة في خراب الديار وهلاك الناس، ولاتَ ساعةَ مندم.
5. إذا لم ينسحب العدو من الأرض التي سيطر عليها فإن السيوف ما زالت مُشرعة، والعيون يقظة، وخيل الله ستصهل كل يوم بينهم، وسيخرج العدوّ رغم أنفه مدحوراً مذؤوماً كما خرج من قبلُ.
6. سُنّة الله في هذه الأرض ألا يعيش عليها إلا الأقوياء، فلذلك جعل الله بركتها في رسوخ الثابتين عليها، الراعين لها بأشطان أفراسهم كما رأيتم في أهل الثغر.
7. الإنسان الراسخ القويّ هو الاستثمار الأكمل للإنسانيّة، وهذا الإنسانُ مجتمَعٌ لا يخذلك، ولا ينقلب عليك، ولا يفرّ عنك، رغم عظم التكلفة وفداحة الثمن وعظيم البلاء، ولذلك هو يستحق غاية التكريم، وغاية الراحة.
8. أرادونا أن نستسلم جميعاً، وأن نسلّم أقواسَنا، ونكسر سهامنا، وأن ننزح كلّنا، وأن نترك أرضنا وراءنا، وأجلَبوا خيلَهم ورجلَهم وحملاتهم علينا، وأغلقوا علينا كلّ باب للرحمة، لكن شعبنا لم يعطِهم شيئاً مما طمع فيه وطمَح إليه، وترى اليوم عدوّنا الذي أخذ كل فرصته، وقد ناله من سوء الوجه في العالم ما ناله، وما يزال.
9. هذه الأرض خاضت كل هذه الحرب غريبةً وحيدةً في الميدان، وبدأت ملحمتها بيوم عظيم لن ينساه التاريخ، ولم يكن معها ظهرٌ ولا ظهيرٌ، ولا سند ولا مدد، ولا جيش، ولا عمق ولا امتداد، وهذا يعني أن المدد لو كان ممدوداً، والعمق لو كان مفتوحاً لكُنّا الآنَ نطارد الأوغاد إلى ما وراء جُدُرهم في قراهم المحصّنة.
10. لا يحتجَّ علينا أحدٌ بعد الآن بحجّة الوعي، فقد ضخّت لنا هذه الأيام وعياً لا مثيل له، وفرضت علينا الإعداد بما نستطيع على الفور لا التراخي، وكل الوقت الآن للتجهيز والانخراط.
د. أسامة الأشقر
1. كل الحروب إذا اشتعلتْ فلابد أن تنطفئ، ولكن المعارك التي أشعلتْ هذه الحروب لن تتوقف حتى تنتهي أسبابها.
2. أيام الله لا يمكنك أن تراها بعين كليلةٍ قصيرة المدى، فهي فضاء محيطٌ يغيّر ما حولك ليغيّر ما أصابك من لزوم السوء، وأحاط بك من لؤم الحصار، وسيفتح لك رصيداً أعلى ومساراً أوعَى وأقوى وأخطر وأغنى وأنفَذ.
3. وارتقِبوا! فإن الحرب لم تتوقف، وإنما ينتقل ميدانُها إلى أرض أخرى قريبة، ثم إلى ما يليها حتى يكتمل مشروع الأوغاد، ولن تهدأ ملاحم هذه الأرض المباركة حتى تتقدّس وتتطهّر.
4. هذا العدوّ فاجرٌ ختّار، وما زال في غرور علوّه واستكباره، وهو ملوّث بأحقاد الدنيا، وعلى شعوب المنطقة أن تَلْبس لَأْمتها، وأن تشحذ سيوفها المغمدة، وأن تساعد حكامها على تجاوز حالة الجزع والخور والمداهنة والعجز الذي يتملّكُها، فإن حرب التوسّع العدوانيّة على الأبواب، وإلا تسببت هذه الحكومات الغافلة المنطفئة الهمّة في خراب الديار وهلاك الناس، ولاتَ ساعةَ مندم.
5. إذا لم ينسحب العدو من الأرض التي سيطر عليها فإن السيوف ما زالت مُشرعة، والعيون يقظة، وخيل الله ستصهل كل يوم بينهم، وسيخرج العدوّ رغم أنفه مدحوراً مذؤوماً كما خرج من قبلُ.
6. سُنّة الله في هذه الأرض ألا يعيش عليها إلا الأقوياء، فلذلك جعل الله بركتها في رسوخ الثابتين عليها، الراعين لها بأشطان أفراسهم كما رأيتم في أهل الثغر.
7. الإنسان الراسخ القويّ هو الاستثمار الأكمل للإنسانيّة، وهذا الإنسانُ مجتمَعٌ لا يخذلك، ولا ينقلب عليك، ولا يفرّ عنك، رغم عظم التكلفة وفداحة الثمن وعظيم البلاء، ولذلك هو يستحق غاية التكريم، وغاية الراحة.
8. أرادونا أن نستسلم جميعاً، وأن نسلّم أقواسَنا، ونكسر سهامنا، وأن ننزح كلّنا، وأن نترك أرضنا وراءنا، وأجلَبوا خيلَهم ورجلَهم وحملاتهم علينا، وأغلقوا علينا كلّ باب للرحمة، لكن شعبنا لم يعطِهم شيئاً مما طمع فيه وطمَح إليه، وترى اليوم عدوّنا الذي أخذ كل فرصته، وقد ناله من سوء الوجه في العالم ما ناله، وما يزال.
9. هذه الأرض خاضت كل هذه الحرب غريبةً وحيدةً في الميدان، وبدأت ملحمتها بيوم عظيم لن ينساه التاريخ، ولم يكن معها ظهرٌ ولا ظهيرٌ، ولا سند ولا مدد، ولا جيش، ولا عمق ولا امتداد، وهذا يعني أن المدد لو كان ممدوداً، والعمق لو كان مفتوحاً لكُنّا الآنَ نطارد الأوغاد إلى ما وراء جُدُرهم في قراهم المحصّنة.
10. لا يحتجَّ علينا أحدٌ بعد الآن بحجّة الوعي، فقد ضخّت لنا هذه الأيام وعياً لا مثيل له، وفرضت علينا الإعداد بما نستطيع على الفور لا التراخي، وكل الوقت الآن للتجهيز والانخراط.
د. أسامة الأشقر
❤97👍13🫡12