Telegram Web Link
(مَّا یَفۡتَحِ ٱللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحۡمَةࣲ فَلَا مُمۡسِكَ لَهَاۖ وَمَا یُمۡسِكۡ فَلَا مُرۡسِلَ لَهُۥ مِنۢ بَعۡدِهِۦۚ وَهُوَ ٱلۡعَزِیزُ ٱلۡحَكِیمُ﴾

ثم ذكر انفراده تعالى بالتدبير والعطاء والمنع فقال: ﴿مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ﴾ من رحمته عنهم ﴿فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ﴾ فهذا يوجب التعلق باللّه تعالى، والافتقار إليه من جميع الوجوه، وأن لا يدعى إلا هو، ولا يخاف ويرجى، إلا هو.
﴿وَهُوَ الْعَزِيزُ﴾ الذي قهر الأشياء كلها ﴿الْحَكِيمُ﴾ الذي يضع الأشياء مواضعها وينزلها منازلها

تفسير السعدي

#مختارات تفسيرية
أخرج الدارمي في مسنده عَنْ سُفْيَانَ قَالَ : كَانَ يُقَالُ : الْعُلَمَاءُ ثَلَاثَةٌ : عَالِمٌ بِاللَّهِ يَخْشَى اللَّهَ لَيْسَ بِعَالِمٍ بِأَمْرِ اللَّهِ، وَعَالِمٌ بِاللَّهِ عَالِمٌ بِأَمْرِ اللَّهِ يَخْشَى اللَّهَ، فَذَاكَ الْعَالِمُ الْكَامِلُ، وَعَالِمٌ بِأَمْرِ اللَّهِ لَيْسَ بِعَالِمٍ بِاللَّهِ لَا يَخْشَى اللَّهَ، فَذَلِكَ الْعَالِمُ الْفَاجِرُ.
وأخرج الإمام أحمد في مسنده عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَا أَخْشَى عَلَيْكُمُ الْفَقْرَ، وَلَكِنْ أَخْشَى عَلَيْكُمُ التَّكَاثُرَ، وَمَا أَخْشَى عَلَيْكُمُ الْخَطَأَ وَلَكِنْ أَخْشَى عَلَيْكُمُ الْعَمْدَ ".
ولذلك ختم الله عز وجل قصة اصحاب الاخدود الذين أحرقوا بالنيران على يد اعدائهم الكافرين بقوله ( ان الذين امنوا وعملوا الصالحات لهم جنات تجري من تحتها الانهار ذلك الفوز الكبير ) مع انه في ظاهر نظرة الناس الدنيوية خسارة،لانه خسر أعظم ما يملك، وهي روحه التي بين جنبيه، ولكنه بالمنظور الشرعي فوز كبير لانه فاز بالجنة، والنعيم المقيم، ومثل ذلك ختم ايه المبايعة التي اشترى فيها الله عز وجل من المؤمنين انفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة لأنهم يقاتلون في سبيله فيقتلون عدوهم، ويقتلهم عدوهم، فقال: ( وذلك هو الفوز العظيم )..
ذلك لأن الدنيا ممر والآخر مقر، ولأن الدنيا لهو ولعب، والآخرة هي الحيوان.. فمن فهم ذلك وأيقن به، علم معيار الربح والخسارة، والنصر والهزيمة، في الإسلام..
لكن المطلوب ممن بقي حياً ألا يضعف ولا يستكين، بل يقتدي بحال الأنبياء الذي قاتلوا هم والربيون من أصحابهم وقتلوا، فكانوا كما قال الله: (فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين)..
اللهم استعملنا في طاعتك..

https://www.tg-me.com/Prof_AhmadAlsalloom
أشد الأشياء على الناس الخوف والهم والمرض والفقر.
وأشدها كلها إيلاماً للنفس الهم للفقد من المحبوب وتوقع المكروه، ثم المرض، ثم الخوف ثم الفقر. ودليل ذلك ان الفقر يستعجل ليطرد به الخوف، فيبذل المرء ماله كله ليامن، والخوف والفقر يستعجلان ليطردبهما ألم المرض فيغرر الإنسان في طلب الصحة ويبذل ماله فيها إذا أشفق من الموت ويود عند تيقنه به لو بذل ماله كله ويسلم ويفيق.
والخوف يستهل ليطرد به الهم، فيغرر المرء بنفسه ليطرد عنها الهم. وأشد الأمراض لها ألماً وجع ملازم في عضو ما بعينه. وأما النفوس الكريمة فالذل عندها أشد من كل ما ذكرنا وهو أسهل المخوفات عند ذوي النفوس اللئيمة.

رسائل ابن حزم
2025/10/20 01:26:38
Back to Top
HTML Embed Code: