ذكر ابن العربي (ت543هـ) في المراد بالثِّقل من قوله تعالى: ﴿إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا﴾ عدة أقوال؛ قال: "السَّادس: ثِقَلُه أنه لا يبُوءُ بعبئه إلَّا من أُيِّدَ بقوَّة سماوية، وكذلك هو، ما أعلم من حصَّله بعد الصحابة والتابعين إلَّا محمد بن جرير الطبري"!! (سراج المريدين 4/ 431)

حرمة الأشهر الحرم عند العرب!

قال الإمام الواحدي رحمه الله:
" ومعنى الحرم: أنه يعظم انتهاك المحارم فيها، بأشد  مما يعظم في غيرها، وكانت العرب تعظمها، حتى لو لقي الرجل منهم قاتل أبيه: لم يُهِجْه".

[البسيط ١٠/ ٤٠٩]

فالمسلم أولى به أن يعظّم هذه الأشهر، فلا ينتهك فيها المحارم، حيث نهى الله عباده، فقال في الأشهر الحرم: {فلا تظلموا فيهن أنفسكم}.

فائدة عزيزة مستنبطة من قول الله تعالى:
﴿وَمِنۡهُم مَّن یَسۡتَمِعُ إِلَیۡكَ حَتَّىٰۤ إِذَا خَرَجُوا۟ مِنۡ عِندِكَ قَالُوا۟ لِلَّذِینَ أُوتُوا۟ ٱلۡعِلۡمَ مَاذَا قَالَ ءَانِفًاۚ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ ٱلَّذِینَ طَبَعَ ٱللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمۡ وَٱتَّبَعُوۤا۟ أَهۡوَاۤءَهُمۡ﴾ [محمد ١٦]
للشيخ عبدالكريم الخضير شفاه الله. آمين

كتاب الرقاق من مسند الدارمي رحمه الله
رائع للقراءة مع الرفيقات

قال الشماخ بن ضرار في زائيته -قال الأصمعي: هي أفضل زائية قالتها العرب-:

وكلُّ خليلٍ غيرُ هاضمِ نفسه … لوصل خليل صارِمٌ أو مُعارِزُ.

صارم: قاطع.
معارز: منقبض، وقيل: مجانب..

ومن الأمثال السائرة قول زهير بن جناب الكلبي (جاهلي):

إذا ما شئت أن تسلى حبيبا … ‌فأكثر ‌دونه ‌عدد ‌الليالي!

أما مَن محبته لله؛ فلا يضرها قلة اللقاء؛ لأنه أيضا يحب من لم يلق، ومن لا يعرفه، ومن عاش قبله بقرون.

وقال الإمام أحمد لأبي عبيد القاسم بن سلام: «إن لي إخوانا ما ألقاهم في كل سنة إلا مرة، أَنا ‌أَوثق ‌في مودتهم ممن أَلقى كل يوم».
«طبقات الحنابلة» ٢١٢/٢.

وأنا -والله- كذلك!

( الأصل الأكبر لطالب العلم )

قال ابن الجوزي-وهو يكشف حقيقة العلم والعلماء الربانيين-:

"لقيت مشايخ أحوالهم مختلفةٌ ، يتفاوتون في مقاديرهم في العلم ،وكان أنفعهم لي في صحبةٍ :العاملُ منهم بعلمه ، وإن كان غيره أعلم منه .
ولقيت جماعةً من أهل الحديث يحفظون، ويعرفون، ولكنهم كانوا يتسامحون في غيبةٍ يخرجونها مخرج جرحٍ وتعديلٍ ، ويأخذون على قراءة الحديث أجراً ، ويُسرعون بالجواب؛لئلاَّ ينكسر الجاه ، وإن وقع خطأ.
ولقيت عبدالوهَّاب الأنماطي، فكان على قانون السلف ؛ لم يُسْمَع في مجلِسهِ غيبةٌ ، ولا كان يطلبُ أجراً على إسماع الحديث ، وكنتُ إذا قرأتُ عليه أحاديث الرقائق؛بكى،واتَّصل بكاؤه، فكان - وأنا صغير السنِّ حينئذٍ – يعملُ بكاؤه في قلبي ، ويبني قواعد، وكان على سمت المشايخ الذين سمعنا أوصافهم في النقل .
ولقيت أبا منصور الجواليقي، فكان كثير الصمت ، شديد التحرِّي فيما يقول ، متقناً محقِّقاً ، ورُبَّما سُئل المسألة الظاهرة ، -التي يبادر بجوابها بعض غلمانه-،فيتوقَّف فيها؛ حتى يتيقَّن،وكان كثير الصوم، والصمت؛ فانتفعت بهذين الرجلين أكثر من انتفاعي بغيرهما.
ففهمتُ من هذه الحالة :
*أنَّ الدليل بالفعل أرشد من الدليل بالقول.*
فالله الله في العمل بالعلم فإنه الأصل الأكبر ،
والمسكين كل المسكين؛ من ضاع عمره في علمٍ لم يعمل به ؛ ففاته لذات الدنيا ، وخيرات الآخرة ؛ فقدم مفلساً مع قوَّة الحجَّة عليه ."

"صيد الخاطر" ص(١٣٨).

#فرائد_الفوائد

https://www.tg-me.com/dr_abdalib

..
#من_لآلي_التفسير

﴿ٱلَّذِینَ هُمۡ یُرَاۤءُونَ﴾ [الماعون ٦]

ذكر القرطبي حَقِيقَةَ الرِّيَاءِ وعدد مظاهره بقوله (بتصرف):

هُوَ طَلَبُ مَا فِي الدُّنْيَا بِالْعِبَادَةِ، وَأَصْلُهُ طَلَبُ الْمَنْزِلَةِ فِي قُلُوبِ النَّاسِ.
وأما مظاهره:
١- تَحْسِينُ السَّمْتِ وَيُرِيدُ بِذَلِكَ الْجَاهَ وَالثَّنَاءَ.

٢- الرِّيَاءُ بِالثِّيَابِ الْقِصَارِ وَالْخَشِنَةِ، لِيَأْخُذَ بذلك هيئة الزُّهْدِ فِي الدُّنْيَا.

٣- الرِّيَاءُ بِالْقَوْلِ:
  - بِإِظْهَارِ التَّسَخُّطِ عَلَى أَهْلِ الدُّنْيَا.
   - إِظْهَارِ الْوَعْظِ وَالتَّأَسُّفِ عَلَى مَا يَفُوتُ مِنَ الْخَيْرِ وَالطَّاعَةِ.

٤- الرِّيَاءُ:
  - بِإِظْهَارِ الصَّلَاةِ وَالصَّدَقَةِ.
  - أَوْ بِتَحْسِينِ الصَّلَاةِ لِأَجْلِ رُؤْيَةِ النَّاسِ.

ثم ختم بمسألة: "وَلَا يَكُونُ الرَّجُلُ مُرَائِيًا بِإِظْهَارِ الْعَمَلِ الصَّالِحِ إِنْ كَانَ فَرِيضَةً، فَمِنْ حَقِّ الْفَرَائِضِ الْإِعْلَانُ بِهَا وَتَشْهِيرُهَا"

https://www.tg-me.com/Aya_shahid

#مشكاة نبوية

عَنِ ابْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ :

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :

" مَا ذِئْبَانِ جَائِعَانِ أُرْسِلَا فِي غَنَمٍ بِأَفْسَدَ لَهَا مِنْ حِرْصِ الْمَرْءِ عَلَى الْمَالِ وَالشَّرَفِ لِدِينِهِ ".

‎⁨ما ذئبان جائعان
الشيخ خالد السبت⁩

عن أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ :

أَرْسَلَتِ ابْنَةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْهِ : إِنَّ ابْنًا لِي قُبِضَ، فَأْتِنَا فَأَرْسَلَ يُقْرِئُ السَّلَامَ، وَيَقُولُ :

" إِنَّ لِلَّهِ مَا أَخَذَ، وَلَهُ مَا أَعْطَى، وَكُلٌّ عِنْدَهُ بِأَجَلٍ مُسَمًّى، فَلْتَصْبِرْ وَلْتَحْتَسِبْ ".

فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ تُقْسِمُ عَلَيْهِ لَيَأْتِيَنَّهَا فَقَامَ وَمَعَهُ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ، وَمَعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، وَأُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ وَرِجَالٌ، فَرُفِعَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصَّبِيُّ وَنَفْسُهُ تَتَقَعْقَعُ،

قَالَ : حَسِبْتُهُ أَنَّهُ قَالَ : كَأَنَّهَا شَنٌّ ، فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ، فَقَالَ سَعْدٌ :

يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا هَذَا ؟

فَقَالَ : " هَذِهِ رَحْمَةٌ جَعَلَهَا اللَّهُ فِي قُلُوبِ عِبَادِهِ، وَإِنَّمَا يَرْحَمُ اللَّهُ مِنْ عِبَادِهِ الرُّحَمَاءَ ".


من وُفّق لرحمة الخلق فإنه موفق لرحمة الخالق عز وجل لقوله صلى الله عليه وسلم : إنما يرحم الله من عباده الرحماء، ولهذا ينبغي لك أن تعوّد قلبك على رحمة الخلق، وأن تجعل مافي الخلق كأنما أصابك أنت أو أهلك، فترحمهم وتقدر أحوالهم التي هم عليها.
الشيخ العثيمين رحمه الله.

قال السهيلي: ومما أجاد فيه كعب بن زهير قوله يمدح رسول الله ﷺ:
تجري به الناقة الأدماء معتجرا * بالبرد كالبدر جلى ليلة الظلم

ففي عطافيه أو أثناء بردته * ما يعلم الله من دين ومن كرم

البداية والنهاية.

صلى الله عليه وسلم

قال القيرواني في زهر الآداب :
أصدق بيت قالته العرب وأمدحه في رسول الله صلى الله عليه وسلم، قائله كعب بن زهير.

الشيخ أحمد الأسدي.

مَن فَقه مقام الاعتبارات خفت عنه كثير من الإشكالات.

الشيخ: يوسف الغفيص