Telegram Web Link
لا أحد يعلم كيف كنتُ أحبكِ…
لا أحد رأى ضعفي حين كنتِ الدواء والعلّة معًا.
كنتِ وجعي، وراحتي،
صمتي، وكلمتي،
مرضًا سكن القلب،
وابتسامة أُداوي بها انكساراتي.

لقد كنتُ أحبكِ بطريقةٍ لا يتحمّلها بشر،
بطريقةٍ لا يعرفها سوى من تمرّضوا بأرواحهم…
وأنا تمرّضت بكِ.
كنتُ أتعالج بعطركِ، بصوتكِ،
بقبلةٍ واحدة، بلمسةٍ من يدكِ،
بشهقة تُشبه أنفاسكِ،
برمشة من عينيكِ،
بذكرى لا تموت.

لن أنساكِ،
ولو عبرتُ مليار سنة،
ولو عشت ألف عمر لا يشبهكِ فيه أحد.
أنا لا أعرف كيف أنجو من حبكِ…
ولا كيف أعيش دونكِ.

حتى الشوق لم يعُد كافيًا،
لأن اللقاء الذي يشفي غيري،
يزيدني ألمًا…
فأنا أشتاق إليكِ، حتى وأنتِ في حضني.
كما كنتِ تقولين:
حتى الساعات التي قضيناها معًا كانت قصيرة،
لا تكفي لأتأمل رمشًا من رموشكِ.

فكيف تريدينني أن أنساكِ بعد هذا كله؟
وكيف يُشفى من اعتاد أن يراكِ وطنًا؟
الطبيب النفسي يقول لي:
“أقلع عن التفكير بها، لا تراسلها،
لا تذكر اسمها، لا تنظر إلى صورتها.”
فعلتُ كل ما بوسعي…
قلت: سأحذف البرامج،
لعلّني أقدر على كبح قلبي،
لكنني وجدت نفسي أفكّر بإرسال رسالة
عبر شريحة الاتصال!

فأغلقت هاتفي، خشية من ضعفي،
لكن الشوق ساقني إلى التلفاز،
فتحت حسابي هناك،
وجلست أكتب لكِ رسالة،
رسالة طويلة كأنها جريدة،
كأن قلبي هو الحبر، وأنتِ الورق.

وفي كل جلسة، يسألني الطبيب:
“كيف حالك؟”
فأقول:
“ينقصني حضن منها… وأكون بخير.”
يسألني:
“ما الذي يؤلمك؟”
فأردّ:
“الاشتياق… فقط الاشتياق.”
حتى هو ملّ من حديثي عنكِ،
ولولا ثمن الجلسة، لما استمع إليّ.
لا أستطيع أن أقبل بحياة لا تشبهك،
رغم أنني أعلم… أنكِ نسيتِ،
وواصلتِ طريقكِ،
وأكملتِ حياتكِ.
ربما لم تحبيني أبدًا،
لأن من يحب… لا يستطيع أن يمر شهرًا دون أن يسمع صوت من يحب.ذلك الصوت… الذي كنتِ لا تنامين إلا عليه.
ومع ذلك،أنا لا أترك هذا الحب،
لا لأنني لا أؤمن بالكرامة،
بل لأن الحب الحقيقي… لا يملك كرامة.
أنا فقط… لا أستطيع أن أصدّق أنكِ رحلتِ،
لأنني أحببتكِ من أعماقي،
والظاهر أن هذه الدنيا لا تريدنا معًا.
وعلى هذه النفس…
التي لم تتقبّل يومًا سواكِ،
يبدو أنني، كفيلم Nekro،
سأتقبّل جثتكِ بكل امتنان،
وأراها أعظم ما خلق الله،
لا جسدًا هامدًا،
بل حياةً صامتة… لم تكتمل إلا بالموت.
سأفعل معكِ ما عجزتُ عنه في الحياة الأولى…
سأكمل الحب، ولو كنتِ ميتة.
لأن الموت،
ربما كان الطريقة الوحيدة
لأحبكِ دون أن أخسركِ.
3
2025/07/12 08:38:58
Back to Top
HTML Embed Code: