أَهْلُ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ
شيخ الأزهر الشريف: نستصرخ القوى الفاعلة والمؤثرة أن تبذل أقصى ما تستطيع لصدِّ هذا الكيان الوحشي، وإرغامه على وقف عمليات القتل الممنهجة، وإدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية بشكلٍ فوريٍّ، وفتح كل الطرق لعلاج المرضى والمصابين الذين تفاقمت حالتهم الصحية؛ …
هذا موقف الأزهر الشريف، حفظ الله شيخه وأعانه وجزاه عن المسلمين خيرا.
وقد حُذف هذا المنشور بعد نشره بقليل، وذلك يدل على أن الشيخ الطيب جزاه الله خيرا قد فعل ما يقدر عليه، وأنه مقيد فيما وراء ذلك.
وهذا القدر نحن نحتاجه.
ملحوظة: يمتنع أن يكون الشيخ نفسه قد تراجع أو غير رأيه، تعبيره في المنشور صريح في بيان موقفه.
وقد حُذف هذا المنشور بعد نشره بقليل، وذلك يدل على أن الشيخ الطيب جزاه الله خيرا قد فعل ما يقدر عليه، وأنه مقيد فيما وراء ذلك.
وهذا القدر نحن نحتاجه.
ملحوظة: يمتنع أن يكون الشيخ نفسه قد تراجع أو غير رأيه، تعبيره في المنشور صريح في بيان موقفه.
💔7❤4😢3
هل ساعات التبكير لصلاة الجمعة حقيقية؟
نقل ابن عبد البر عن ابن حبيب: وَالشَّمْسُ إِنَّمَا تَزُولُ فِي السَّاعَةِ السَّادِسَةِ مِنَ النَّهَارِ، وَهُوَ وَقْتُ الْأَذَانِ وَخُرُوجِ الْإِمَامِ إِلَى الْخُطْبَةِ، فَدَلَّ ذَلِكَ عَلَى أَنَّ السَّاعَاتِ الْمَذْكُورَاتِ فِي هَذَا الْحَدِيثِ هِيَ سَاعَاتُ النَّهَارِ الْمَعْرُوفَاتُ.
وقال النووي في شرح مسلم: ومذهب الشافعي وجماهير أصحابه وابن حبيب المالكي وجماهير العلماء استحباب التبكير إليها أول النهار، والساعات عندهم من أول النهار.
ويقول الشيخ عبد الكريم الخضير في شرح عمدة الأحكام:: فإذا كانت الشمس ترتفع الآن في الخامسة والثلث، والإمام يدخل في الثانية عشرة إلا عشر، قسم هذا على خمسة، وقد تكون موافقة للساعة الفلكية التي هي ستون دقيقة، وقد تكون أقل، وقد تكون أكثر، قد تكون أقل وقد تكون أكثر، لأن المراد بالساعة مقدار من الزمان، وبدؤها يكون من أول النهار من ارتفاع الشمس. انتهى
ويُستحَبُّ التبكيرُ من أوَّلِ النَّهارِ، وهو
1-مذهبُ الجمهور:
قال ابنُ عبد البَرِّ: (فإنَّ أهل العلم مختلِفون في تِلك الساعات، فقالت طائفة: أراد الساعاتِ من طلوع الشمس وصفائها، وهو أفضلُ البكور في ذلك الوقت إلى الجمعة، وهو قول الثوريِّ، وأبي حنيفةَ، والشافعيِّ، وأكثر العلماء، كلهم يستحبُّ البكورَ إليها) ((الاستذكار)) (2/6). وقال ابنُ رجب: (القول الثاني: أنَّ المراد بالساعات من أوَّل النهار، وهو قولُ الأكثرين) ((فتح الباري)) (5/354)،
2-الحَنَفيَّة:
((حاشية الطحطاوي)) (ص: 335) ((حاشية ابن عابدين)) (1/169). واختُلف في أوَّل وقت التبكير عند الحنفيَّة؛ فقيل: من طلوع الشمس؛ ليكون ما قبله من طلوعِ الفجر زمانَ غُسل وتأهُّب، قال البرهان الحلبي: وهو الأظهرُ. يُنظر: ((حاشية الطحطاوي)) (ص: 335).
3-والشافعيَّة:
(المجموع)) للنووي (4/540)، ويُنظر: ((الحاوي الكبير)) للماوردي (2/452). واختَلف الشافعيَّةُ في أوَّل وقتِ التبكير، وذكر النوويُّ: أنَّ الصحيح عند أكثر الشافعيَّة هو من طلوع الفجر. يُنظر: ((المجموع)) للنووي (4/540).
4-والحَنابِلَة:
((كشاف القناع)) للبهوتي (2/ 42)، ويُنظر: ((المغني)) لابن قدامة (2/221). وأوَّل وقت التبكير عند الحنابلةِ: الإتيان بعدَ طلوع الفجر لا بعدَ طلوع الشمس. يُنظر: ((كشاف القناع)) للبهوتي (2/42).
5-وهو قولُ ابنِ حَبيبٍ مِنَ المالِكيَّة :
قال الحطَّاب: (قال في الجلاب: التهجيرُ أفضلُ من التبكير، خلافًا لابن حبيبٍ والشافعيِّ) ((مواهب الجليل)) (2/535)، وينظر: ((الذخيرة)) للقرافي (2/350).
6-واختارَه ابنُ حزمٍ:
قال ابنُ حزم: (ففي هذين الحديثين: فضلُ التبكير في أوَّل النهار إلى المسجد؛ لانتظار الجمعة، وبُطلانُ قول مَن منَع من ذلك) ((المحلى)) (3/246).
والذي اتضح لي من أقوال الأئمة أن الساعة قد تكون فلكية أوأقل؛ وتقسيم الوقت حسب الفرصة المتاحة للسبق في الحضور؛ والله أعلم.
نقل ابن عبد البر عن ابن حبيب: وَالشَّمْسُ إِنَّمَا تَزُولُ فِي السَّاعَةِ السَّادِسَةِ مِنَ النَّهَارِ، وَهُوَ وَقْتُ الْأَذَانِ وَخُرُوجِ الْإِمَامِ إِلَى الْخُطْبَةِ، فَدَلَّ ذَلِكَ عَلَى أَنَّ السَّاعَاتِ الْمَذْكُورَاتِ فِي هَذَا الْحَدِيثِ هِيَ سَاعَاتُ النَّهَارِ الْمَعْرُوفَاتُ.
وقال النووي في شرح مسلم: ومذهب الشافعي وجماهير أصحابه وابن حبيب المالكي وجماهير العلماء استحباب التبكير إليها أول النهار، والساعات عندهم من أول النهار.
ويقول الشيخ عبد الكريم الخضير في شرح عمدة الأحكام:: فإذا كانت الشمس ترتفع الآن في الخامسة والثلث، والإمام يدخل في الثانية عشرة إلا عشر، قسم هذا على خمسة، وقد تكون موافقة للساعة الفلكية التي هي ستون دقيقة، وقد تكون أقل، وقد تكون أكثر، قد تكون أقل وقد تكون أكثر، لأن المراد بالساعة مقدار من الزمان، وبدؤها يكون من أول النهار من ارتفاع الشمس. انتهى
ويُستحَبُّ التبكيرُ من أوَّلِ النَّهارِ، وهو
1-مذهبُ الجمهور:
قال ابنُ عبد البَرِّ: (فإنَّ أهل العلم مختلِفون في تِلك الساعات، فقالت طائفة: أراد الساعاتِ من طلوع الشمس وصفائها، وهو أفضلُ البكور في ذلك الوقت إلى الجمعة، وهو قول الثوريِّ، وأبي حنيفةَ، والشافعيِّ، وأكثر العلماء، كلهم يستحبُّ البكورَ إليها) ((الاستذكار)) (2/6). وقال ابنُ رجب: (القول الثاني: أنَّ المراد بالساعات من أوَّل النهار، وهو قولُ الأكثرين) ((فتح الباري)) (5/354)،
2-الحَنَفيَّة:
((حاشية الطحطاوي)) (ص: 335) ((حاشية ابن عابدين)) (1/169). واختُلف في أوَّل وقت التبكير عند الحنفيَّة؛ فقيل: من طلوع الشمس؛ ليكون ما قبله من طلوعِ الفجر زمانَ غُسل وتأهُّب، قال البرهان الحلبي: وهو الأظهرُ. يُنظر: ((حاشية الطحطاوي)) (ص: 335).
3-والشافعيَّة:
(المجموع)) للنووي (4/540)، ويُنظر: ((الحاوي الكبير)) للماوردي (2/452). واختَلف الشافعيَّةُ في أوَّل وقتِ التبكير، وذكر النوويُّ: أنَّ الصحيح عند أكثر الشافعيَّة هو من طلوع الفجر. يُنظر: ((المجموع)) للنووي (4/540).
4-والحَنابِلَة:
((كشاف القناع)) للبهوتي (2/ 42)، ويُنظر: ((المغني)) لابن قدامة (2/221). وأوَّل وقت التبكير عند الحنابلةِ: الإتيان بعدَ طلوع الفجر لا بعدَ طلوع الشمس. يُنظر: ((كشاف القناع)) للبهوتي (2/42).
5-وهو قولُ ابنِ حَبيبٍ مِنَ المالِكيَّة :
قال الحطَّاب: (قال في الجلاب: التهجيرُ أفضلُ من التبكير، خلافًا لابن حبيبٍ والشافعيِّ) ((مواهب الجليل)) (2/535)، وينظر: ((الذخيرة)) للقرافي (2/350).
6-واختارَه ابنُ حزمٍ:
قال ابنُ حزم: (ففي هذين الحديثين: فضلُ التبكير في أوَّل النهار إلى المسجد؛ لانتظار الجمعة، وبُطلانُ قول مَن منَع من ذلك) ((المحلى)) (3/246).
والذي اتضح لي من أقوال الأئمة أن الساعة قد تكون فلكية أوأقل؛ وتقسيم الوقت حسب الفرصة المتاحة للسبق في الحضور؛ والله أعلم.
❤8
أقوال العلماء في إنكار لفظة "بذاته" :
١- قال ابن الجوزي:
ومن قال " #استوى_بذاته" فقد أجراه مجرى الحسيّات . انتهى (دفع شبه التشبيه ص١٠٢ دار الإمام النووي).
٢-قال الحافظ الذهبي بعد أن نقل قول يحيى بن عمّار "بل نقول #هو_بذاته_على_العرش وعلمه محيط بكل شيء" قال الذهبي:
قولك "بذاته" من كيسك. انتهى (العلو للعلي الغفار ٢٦٣) .
٣- وقال الذهبي في ترجمة الحافظ أبي القاسم إسماعيل بن محمّد التيمي:
قلت: الصواب الكف عن إطلاق ذلك-بذاته- إذ لم يأتِ فيه نص، فليس لنا أن نتفوّه بشيء لم يأذن به الله خوفاً من أن يدخل القلب شيئاً من البدعة، اللهم احفظ علينا إيماننا. انتهى (سير أعلام النبلاء ج٢٠ ص٨٦ دار مؤسسة الرسالة).
٤- قال الإمام ابن عبد البر:
وقد قالت فرقة منتسبة إلى أهل السنة
"#إنه_ينزل_بذاته" وهذا قول مهجور لأنه تعالى ذكره ليس بمحل للحركات ولا فيه شيء من علامات المخلوقات.(الإستذكار ج٨ ص١٥٣) .
٥- وقال أيضاً رداً على من يقول"#ينزل_بذاته" : ليس هذا بشيء عند أهل الفهم من أهل السنة لأن هذا كيفية، وهم يفزعون منها لأنها لاتصلح إلا فيما يحاط به عياناً وقد جلَّ الله وتعالى عن ذلك.(التمهيد ج٧ / ١٤٣)
٦- وقال الحافظ الذهبي أيضاً أثناء ترجمة ابن الزاغوني: قد ذكرنا أنّ لفظة "#بذاته" لا حاجة إليها وهي تَشْغَب النفوس، وتركها أولى والله أعلم.
(سير أعلام النبلاء ج١٩ /٦٠٧)
٧- وقال الحافظ الذهبي أيضاً: وقد نقموا عليه -يعني ابن أبي زيد القيرواني- في قوله "#بذاته" فليته تركها.(العلو ٢٥٦) .
٨- وقال الإمام بدر الدّين ابن جماعة رحمه الله:
فمن جعل الإستواء في حقه تعالى ما يفهم من صفات المحدثين وقال
" #استوى_بذاته أو #استوى_حقيقةً " فقد ابتدع بهذه الزيادة التي لم تثبت بالسنة ولا عن أحد من الأئمة المقتدى بهم. انتهى .(إيضاح الدليل في قطع حجج أهل التعطيل ص١٣٦)
٩- وقال الحافظ ابن الجوزي:
وقد حمل قوم من المتأخرين هذه الصفة على مقتضى الحس وقالوا: استوى على العرش "#بذاته" وهي زيادة لم تُنقل من السلف الصالح إنما #فهموها_من_إحساسهم .انتهى(دفع الشبه ١٢٧)
والغريب أن المبتدعة يقولون: "لا نصف الله إلا بما وصف به نفسه" ثمّ يقولون استوى على العرش بذاته! فمن أين جاءت لفظة "بذاته" ؟ وأين وردت في الكتاب والسنة ؟
١٠-وقال الحافظ ابن حجر العسقلاني عند شرحه لحديث" إنّ أحدكم إذا قام في صلاته فإنه يناجي ربه أو إن ربه بينه وبين القبلة" وفيه : رد على من #زعم أنّه على العرش بذاته. انتهى
(الفتح ج١ / ٦٣٩)
١١-وقال الحافظ الذهبي:
وكذا قوله "وجاء ربُّك" ونحوه فنقول:
"جاء وينزل" وننهي عن القول
"ينزل بذاته" ، كما لا نقول ينزل بعلمه بل نسكت ولا نتفاصح على الرسول صلّى الله عليه وسلّم بعباراتٍ مبتدعة والله أعلم . انتهى
( أعلام النبلاء ج٢٠ /٣٣١ دار الرسالة)
١٢- وقال ابن الجوزي: افترى أقوام يسمعون أخبار الصفات فيحملونها على ما تقتضيه الحسّ كقول قائلهم " ينزل بذاته إلى السماء وينتقل" وهذا فهم رديء، لأن المنتقل من مكان إلى مكان يوجب ذلك كون المكان أكبرُ منه ويلزم منه الحركة، وكل ذلك محال على الحق عزّ وجلّ.(صيد الخاطر ٤٧٦) .
قال سيدنا الحافظ ابن عبد البر رحمه الله في حديث النزول :
وَقَدْ قَالَتْ #فِرْقَةٌمُنْتَسِبَةٌإِلَى__السُّنَّةِ إِنَّهُ يَنْزِلُ بِذَاتِهِ! وَهَذَا قَوْلٌ مَهْجُورٌ لِأَنَّهُ تَعَالَى ذِكْرُهُ لَيْسَ بِمَحَلٍّ لِلْحَرَكَاتِ وَلَا فِيهِ شَيْءٌ مِنْ عَلَامَاتِ الْمَخْلُوقَاتِ.
قلت : ليس كمثله شيء وهو السميع البصير، ينزل بلا كيف ويفوض علم معنى النزول لربنا سبحانه وتعالى.
المصدر : الاستذكار لابن عبد البر الجزء ٣ صفحة ٥٣٠
قال الحافظ ابن حجر العسقلاني المتفق على إمامته وجلالته والعالم الإسلامي كله يفرح ويفتخر بندائه ” أمير المؤمنين في الحديث ” عند شرح حديث
( إن أحدكم إذا قام في صلاته فإنه يناجي ربه ، أو إن ربه بينه وبين القبلة فلا يبزقن أحدكم قبل قبلته)
وفيه الرد على من زعم أنه على عرشه بذاته . الفتح ( 1/508) .
وقد استنكر هذه الزيادة الحافظ الذهبي أيضا في كتابه العلو- -حيث قال بعد أن نقل قول يحى ابن عمار : قولك ” بذاته ” من كيسك ” . العلو ( ص 547 ) … وكذا قال الذهبي بعد ما نقل قول ابن ابي زيد : وقد نقموا عليه في قوله ” بذاته ” فليته تركها .
قال ابن الجوزي في صيد الخاطر : ﻭﺇﺫا ﻗﻠﻨﺎ: ﺃﻧﻪ ﻣﻮﺟﻮﺩ، ﻭﻋﻠﻤﻨﺎ ﻣﻦ ﻛﻼﻣﻪ ﺃﻧﻪ ﺳﻤﻴﻊ ﺑﺼﻴﺮ ﺣﻲ ﻗﺎﺩﺭ ... ﻛﻔﺎﻧﺎ ﻫﺬا ﻓﻲ ﺻﻔﺎﺗﻪ، ﻭﻻ ﻧﺨﻮﺽ ﻓﻲ ﺷﻲء ﺁﺧﺮ. ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻧﻘﻮﻝ: ﻣﺘﻜﻠﻢ، ﻭاﻟﻘﺮﺁﻥ ﻛﻼﻣﻪ، ﻭﻻ ﻧﺘﻜﻠﻒ ﻣﺎ ﻓﻮﻕ ﺫﻟﻚ. ﻭﻟﻢ ﻳﻘﻞ اﻟﺴﻠﻒ: ﺗﻼﻭﺓ ﻭﻣﺘﻠﻮ، ﻭﻗﺮاءﺓ ﻭﻣﻘﺮﻭء. ﻭﻻ ﻗﺎﻟﻮا: اﺳﺘﻮﻯ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺮﺵ ﺑﺬاﺗﻪ. ﻭﻻ ﻗﺎﻟﻮا: ﻳﻨﺰﻝ ﺑﺬاﺗﻪ ... ﺑﻞ ﺃﻃﻠﻘﻮا ﻣﺎ ﻭﺭﺩ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺯﻳﺎﺩﺓ.
١- قال ابن الجوزي:
ومن قال " #استوى_بذاته" فقد أجراه مجرى الحسيّات . انتهى (دفع شبه التشبيه ص١٠٢ دار الإمام النووي).
٢-قال الحافظ الذهبي بعد أن نقل قول يحيى بن عمّار "بل نقول #هو_بذاته_على_العرش وعلمه محيط بكل شيء" قال الذهبي:
قولك "بذاته" من كيسك. انتهى (العلو للعلي الغفار ٢٦٣) .
٣- وقال الذهبي في ترجمة الحافظ أبي القاسم إسماعيل بن محمّد التيمي:
قلت: الصواب الكف عن إطلاق ذلك-بذاته- إذ لم يأتِ فيه نص، فليس لنا أن نتفوّه بشيء لم يأذن به الله خوفاً من أن يدخل القلب شيئاً من البدعة، اللهم احفظ علينا إيماننا. انتهى (سير أعلام النبلاء ج٢٠ ص٨٦ دار مؤسسة الرسالة).
٤- قال الإمام ابن عبد البر:
وقد قالت فرقة منتسبة إلى أهل السنة
"#إنه_ينزل_بذاته" وهذا قول مهجور لأنه تعالى ذكره ليس بمحل للحركات ولا فيه شيء من علامات المخلوقات.(الإستذكار ج٨ ص١٥٣) .
٥- وقال أيضاً رداً على من يقول"#ينزل_بذاته" : ليس هذا بشيء عند أهل الفهم من أهل السنة لأن هذا كيفية، وهم يفزعون منها لأنها لاتصلح إلا فيما يحاط به عياناً وقد جلَّ الله وتعالى عن ذلك.(التمهيد ج٧ / ١٤٣)
٦- وقال الحافظ الذهبي أيضاً أثناء ترجمة ابن الزاغوني: قد ذكرنا أنّ لفظة "#بذاته" لا حاجة إليها وهي تَشْغَب النفوس، وتركها أولى والله أعلم.
(سير أعلام النبلاء ج١٩ /٦٠٧)
٧- وقال الحافظ الذهبي أيضاً: وقد نقموا عليه -يعني ابن أبي زيد القيرواني- في قوله "#بذاته" فليته تركها.(العلو ٢٥٦) .
٨- وقال الإمام بدر الدّين ابن جماعة رحمه الله:
فمن جعل الإستواء في حقه تعالى ما يفهم من صفات المحدثين وقال
" #استوى_بذاته أو #استوى_حقيقةً " فقد ابتدع بهذه الزيادة التي لم تثبت بالسنة ولا عن أحد من الأئمة المقتدى بهم. انتهى .(إيضاح الدليل في قطع حجج أهل التعطيل ص١٣٦)
٩- وقال الحافظ ابن الجوزي:
وقد حمل قوم من المتأخرين هذه الصفة على مقتضى الحس وقالوا: استوى على العرش "#بذاته" وهي زيادة لم تُنقل من السلف الصالح إنما #فهموها_من_إحساسهم .انتهى(دفع الشبه ١٢٧)
والغريب أن المبتدعة يقولون: "لا نصف الله إلا بما وصف به نفسه" ثمّ يقولون استوى على العرش بذاته! فمن أين جاءت لفظة "بذاته" ؟ وأين وردت في الكتاب والسنة ؟
١٠-وقال الحافظ ابن حجر العسقلاني عند شرحه لحديث" إنّ أحدكم إذا قام في صلاته فإنه يناجي ربه أو إن ربه بينه وبين القبلة" وفيه : رد على من #زعم أنّه على العرش بذاته. انتهى
(الفتح ج١ / ٦٣٩)
١١-وقال الحافظ الذهبي:
وكذا قوله "وجاء ربُّك" ونحوه فنقول:
"جاء وينزل" وننهي عن القول
"ينزل بذاته" ، كما لا نقول ينزل بعلمه بل نسكت ولا نتفاصح على الرسول صلّى الله عليه وسلّم بعباراتٍ مبتدعة والله أعلم . انتهى
( أعلام النبلاء ج٢٠ /٣٣١ دار الرسالة)
١٢- وقال ابن الجوزي: افترى أقوام يسمعون أخبار الصفات فيحملونها على ما تقتضيه الحسّ كقول قائلهم " ينزل بذاته إلى السماء وينتقل" وهذا فهم رديء، لأن المنتقل من مكان إلى مكان يوجب ذلك كون المكان أكبرُ منه ويلزم منه الحركة، وكل ذلك محال على الحق عزّ وجلّ.(صيد الخاطر ٤٧٦) .
قال سيدنا الحافظ ابن عبد البر رحمه الله في حديث النزول :
وَقَدْ قَالَتْ #فِرْقَةٌمُنْتَسِبَةٌإِلَى__السُّنَّةِ إِنَّهُ يَنْزِلُ بِذَاتِهِ! وَهَذَا قَوْلٌ مَهْجُورٌ لِأَنَّهُ تَعَالَى ذِكْرُهُ لَيْسَ بِمَحَلٍّ لِلْحَرَكَاتِ وَلَا فِيهِ شَيْءٌ مِنْ عَلَامَاتِ الْمَخْلُوقَاتِ.
قلت : ليس كمثله شيء وهو السميع البصير، ينزل بلا كيف ويفوض علم معنى النزول لربنا سبحانه وتعالى.
المصدر : الاستذكار لابن عبد البر الجزء ٣ صفحة ٥٣٠
قال الحافظ ابن حجر العسقلاني المتفق على إمامته وجلالته والعالم الإسلامي كله يفرح ويفتخر بندائه ” أمير المؤمنين في الحديث ” عند شرح حديث
( إن أحدكم إذا قام في صلاته فإنه يناجي ربه ، أو إن ربه بينه وبين القبلة فلا يبزقن أحدكم قبل قبلته)
وفيه الرد على من زعم أنه على عرشه بذاته . الفتح ( 1/508) .
وقد استنكر هذه الزيادة الحافظ الذهبي أيضا في كتابه العلو- -حيث قال بعد أن نقل قول يحى ابن عمار : قولك ” بذاته ” من كيسك ” . العلو ( ص 547 ) … وكذا قال الذهبي بعد ما نقل قول ابن ابي زيد : وقد نقموا عليه في قوله ” بذاته ” فليته تركها .
قال ابن الجوزي في صيد الخاطر : ﻭﺇﺫا ﻗﻠﻨﺎ: ﺃﻧﻪ ﻣﻮﺟﻮﺩ، ﻭﻋﻠﻤﻨﺎ ﻣﻦ ﻛﻼﻣﻪ ﺃﻧﻪ ﺳﻤﻴﻊ ﺑﺼﻴﺮ ﺣﻲ ﻗﺎﺩﺭ ... ﻛﻔﺎﻧﺎ ﻫﺬا ﻓﻲ ﺻﻔﺎﺗﻪ، ﻭﻻ ﻧﺨﻮﺽ ﻓﻲ ﺷﻲء ﺁﺧﺮ. ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻧﻘﻮﻝ: ﻣﺘﻜﻠﻢ، ﻭاﻟﻘﺮﺁﻥ ﻛﻼﻣﻪ، ﻭﻻ ﻧﺘﻜﻠﻒ ﻣﺎ ﻓﻮﻕ ﺫﻟﻚ. ﻭﻟﻢ ﻳﻘﻞ اﻟﺴﻠﻒ: ﺗﻼﻭﺓ ﻭﻣﺘﻠﻮ، ﻭﻗﺮاءﺓ ﻭﻣﻘﺮﻭء. ﻭﻻ ﻗﺎﻟﻮا: اﺳﺘﻮﻯ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺮﺵ ﺑﺬاﺗﻪ. ﻭﻻ ﻗﺎﻟﻮا: ﻳﻨﺰﻝ ﺑﺬاﺗﻪ ... ﺑﻞ ﺃﻃﻠﻘﻮا ﻣﺎ ﻭﺭﺩ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺯﻳﺎﺩﺓ.
❤11
عن مِرداس الأسلمي رضي الله عنه قال: قال النبيُّ ﷺ :
((يَذْهَبُ الصَّالِحُونَ الأَوَّلُ فَالأَوَّلُ، وَتَبْقَى حُثَالَةٌ كَحُثَالَةِ الشَّعِيرِ أوِ التَّمْرِ لا يُبَالِيهُمُ اللهُ بَالَةً)).
رواه الإمام البخاري رحمه الله تعالى.
🌟الحُثالة: الرديء من كل شيء.
((يَذْهَبُ الصَّالِحُونَ الأَوَّلُ فَالأَوَّلُ، وَتَبْقَى حُثَالَةٌ كَحُثَالَةِ الشَّعِيرِ أوِ التَّمْرِ لا يُبَالِيهُمُ اللهُ بَالَةً)).
رواه الإمام البخاري رحمه الله تعالى.
🌟الحُثالة: الرديء من كل شيء.
❤10
السيادة في الصلوات الإبراهيمية
جاء في الموسوعة الفقهية الكويتية: (وأما بخصوص زيادة (سيدنا) في الصلاة الإبراهيمية بعد التشهد، فقد ذهب إلى استحباب ذلك بعض الفقهاء المتأخرين كالعز بن عبد السلام والرملي والقليوبي والشرقاوي من الشافعية، والحصكفي وابن عابدين من الحنفية متابعة للرملي الشافعي، كما صرح باستحبابه النفراوي من المالكية.
وقالوا: إن ذلك من قبيل الأدب، ورعاية الأدب خير من الامتثال، كما قال العز بن عبد السلام).
الموسوعة الفقهية الكويتية (11/ 346)
جاء في الموسوعة الفقهية الكويتية: (وأما بخصوص زيادة (سيدنا) في الصلاة الإبراهيمية بعد التشهد، فقد ذهب إلى استحباب ذلك بعض الفقهاء المتأخرين كالعز بن عبد السلام والرملي والقليوبي والشرقاوي من الشافعية، والحصكفي وابن عابدين من الحنفية متابعة للرملي الشافعي، كما صرح باستحبابه النفراوي من المالكية.
وقالوا: إن ذلك من قبيل الأدب، ورعاية الأدب خير من الامتثال، كما قال العز بن عبد السلام).
الموسوعة الفقهية الكويتية (11/ 346)
❤16
اللعن:
قال الإمام النووي رحمه اللهتعالى في "شرح مسلم":
"ولا يجوز لعن المسلم المعين وإن وقع في كبيرة، إلا إذا ثبت النص بلعنه كأصحاب الكبائر المذكورين في النص".
ويجوز لعن العموم، كأن تقول: "لعن الله الظالمين، لعنة الله على القتلة".
كذلك من ثبت موته على الكفر أو على النفاق أو موالاة الكافرين ضد المسلمين، وثبت فساده العظيم، فلا حرج في ترك الترحم عليه أو وصفه بالهلاك.
ومع كل هذا يكره التوسع في اللعن والشماتة، لأن ذلك يؤثر على القلب ويورث القسوة.
قال النبي ﷺ: "ليس المؤمن بالطعان، ولا اللعان، ولا الفاحش، ولا البذيء".
-
قال الإمام النووي رحمه اللهتعالى في "شرح مسلم":
"ولا يجوز لعن المسلم المعين وإن وقع في كبيرة، إلا إذا ثبت النص بلعنه كأصحاب الكبائر المذكورين في النص".
ويجوز لعن العموم، كأن تقول: "لعن الله الظالمين، لعنة الله على القتلة".
كذلك من ثبت موته على الكفر أو على النفاق أو موالاة الكافرين ضد المسلمين، وثبت فساده العظيم، فلا حرج في ترك الترحم عليه أو وصفه بالهلاك.
ومع كل هذا يكره التوسع في اللعن والشماتة، لأن ذلك يؤثر على القلب ويورث القسوة.
قال النبي ﷺ: "ليس المؤمن بالطعان، ولا اللعان، ولا الفاحش، ولا البذيء".
-
❤15
حصن الابرار في أيسر عقيدة للصغار
****"****
عقيدة أهل السنة والجماعة وهي:
س1/من أين نأخذ عقيدتنا ؟
ج : من علماء أهل السنة والجماعة وكتبهم ، ودليلهم القرآن والسنة
-------
س2/ أين الله ؟
ج: الله لا يحويه مكان ولا يجري عليه زمان ، بل هو خالق المكان والزمان
--------
س3/ما الدليل من القرآن على أنه لا يحويه مكان ولا زمان ؟
ج : ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ۖ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ) الشورى 11
----+----+----
س4/ما معنى (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ)؟
ج : لا يشبهه شيء من مخلوقاته ولا يشبهها في أي صفة
------
س5/هل الله في كل مكان ، أو في مكان محدد ؟
ج : لا ، الله تعالى لا تحويه الأماكن ولا تجري عليه الأزمنة بل كان الله ولا مكان
-------
س6/كيف الله وكيف صفاته ؟
ج:ليس لله سبحانه أو صفاته كيفية ولا جسمية
لقوله تعالى
وقوله (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ)
وقوله (وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ) الإخلاص 4
------+-----
س7/ هل الله جسم أو له حد أو جهة ؟
ج: لا والعياذ بالله ، الله ليس جسماً وليس له حد أو جهة بل هو خالق الحدود والجهات
ومن اعتقد أن الله جسمٌ أو له حدٌّ أو جهةٌ كفر بالله تعالى وجهل ربه
------+
س8/ هل يوصف الله بالعلو ؟
ج : نعم لقوله تعالى (وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ) البقرة 255
---------
س9/ هل علو الله مكاني بمعنى أنه عالٍ عنا بالكيلومترات ؟
ج: لا والعياذ بالله ، هو علوُّ مَكانةٍ ورِفعةٍ ، وليس علوَ مكان وارتفاعاً بالكيلومترات
-----
س10/ هل يغفر الله الشرك ، وما هو حكم المشرك ؟ وما أنواع الشرك ؟!
ج : لا يغفر الله الشرك ، والمشرك خالد في النار
لقوله تعالى (إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ) النساء 116
وانواع الشرك خطيرة وأهمها أربعة :
#شرك الاعيان ومعناه اعتقاد الالوهية في أي شخص أو خلق من مخلوقات الله العظيم .
#شرك الاعمال ومعناه أن يريد بعمله غير وجه الله تعالى .
#شرك الأسباب ومعناه الاعتقاد بأن هناك سبب حسي أو معنوي ينفع بنفسه من دون مدد الله تعالى وقدرته المطلقة.
#شرك المشاعر ومعناه أن يعظم أو يحب أحدا لغير وجه الله تعالى بل نحب من أحب الله ونكره من كره الله .
س11/ ما معنى التوحيد ؟
ج: هو الاعتقاد بأنه تعالى
لا يشبهه في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله أحد
والإخلاص له في العبادة وحده
س 12/ إلى كم قسمٍ تنقسم صفات ذات الله تعالى
ج : إلى أربعة أقسامٍ وضَّحها علماء أهل السنّة والجماعة
س13/ ما هي هذه الأقسام ؟
ج : نفسية وسلبية ومعاني ومعنوية
س14/ ما هي النفسية ؟
ج : الوجود ، أي أنه موجود سبحانه وتعالى وأوجد كل موجود ووجوده ذاتي ووجود غيره عرضي .
س15/ ما هي الصفات السلبية ؟
ج : هي خمسة
قيامه بنفسه تعالى
وحدانية
مختلف عن الحوادث "أي المخلوقات"
القدم ،أي لا أول لوجوده لقوله تعالى (هُوَ الْأَوَّلُ)
البقاء ،أي لا آخر لوجوده لقوله تعالى (وَالْآخِرُ)
س16/ ما هي صفات المعاني؟
ج : هي ثمانية فاحفظها
القدرة
الإرادة
العلم
الحياة
الكلام
السمع
البصر
التكوين
س17/ هل الله تعالى قديمٌ باقٍ؟
ج: نعم الله تعالى قديم باقٍ ازلي وصفاته كذلك
(هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ) الحديد 3
س18/ ما هي الكتب السماوية؟
ج : القرآن والتوراة والإنجيل والزبور ، وكلها كلام الله سبحانه وتعالى
س19/ هل كلام الله مخلوق ؟
ج : القرآن وغيره من الكتب كلام الله وصفته ليس مخلوقاً ولا محدثاً ،وليس بحرف ولا صوت
س20/ هل ورق المصحف وأحرفه المرسومة وألفاظ قُرّاء القرآن مخلوقة ؟
ج : طبعا هي مخلوقة لأنها أفعال العباد وأصواتهم
س21/ من يخلق أفعال العباد وحركاتهم ؟
ج : الله سبحانه (اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ) الزمر 62
والعبد له الكسب وليس خلق الفعل
(لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ} البقرة 286
س 22/ كم عدد الرسل المذكورين في القرآن ؟
ج : خمسة وعشرون رسولاً
أولهم آدم عليه السلام وخاتمهم سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام ، لا نبي بعده
وهناك رسل وأنبياء كثيرون لم يذكروا في القرآن
س 23/ ما هي الصفات الواجبة للأنبياء ؟
ج: أربع صفات ، الصدق والأمانة والفطانة والتبليغ الكامل لرسالة ربهم
س24/ هل يعصي الأنبياء ربهم ؟
ج: الأنبياء معصومون عن المعاصي
لا يرتكبون الكبائر ولا الصغائر ولا المكروهات
س25/ ماذا يحصل للإنسان بعد الموت ؟
ج : يدخل عالم القبر ويسمى عالم البرزخ ويسأله الملكان عن ربه ودينه ونبيه
ثم يكون في روضة من رياض الجنة إن كان مؤمناً
أو حفرة من حفر النار إن كان كافراً
س26/ هل الميت فانٍ وصار مثل الجماد ؟
ج : لا بل هو حي حياة برزخية لها أحكام خاصة
****"****
عقيدة أهل السنة والجماعة وهي:
س1/من أين نأخذ عقيدتنا ؟
ج : من علماء أهل السنة والجماعة وكتبهم ، ودليلهم القرآن والسنة
-------
س2/ أين الله ؟
ج: الله لا يحويه مكان ولا يجري عليه زمان ، بل هو خالق المكان والزمان
--------
س3/ما الدليل من القرآن على أنه لا يحويه مكان ولا زمان ؟
ج : ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ۖ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ) الشورى 11
----+----+----
س4/ما معنى (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ)؟
ج : لا يشبهه شيء من مخلوقاته ولا يشبهها في أي صفة
------
س5/هل الله في كل مكان ، أو في مكان محدد ؟
ج : لا ، الله تعالى لا تحويه الأماكن ولا تجري عليه الأزمنة بل كان الله ولا مكان
-------
س6/كيف الله وكيف صفاته ؟
ج:ليس لله سبحانه أو صفاته كيفية ولا جسمية
لقوله تعالى
وقوله (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ)
وقوله (وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ) الإخلاص 4
------+-----
س7/ هل الله جسم أو له حد أو جهة ؟
ج: لا والعياذ بالله ، الله ليس جسماً وليس له حد أو جهة بل هو خالق الحدود والجهات
ومن اعتقد أن الله جسمٌ أو له حدٌّ أو جهةٌ كفر بالله تعالى وجهل ربه
------+
س8/ هل يوصف الله بالعلو ؟
ج : نعم لقوله تعالى (وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ) البقرة 255
---------
س9/ هل علو الله مكاني بمعنى أنه عالٍ عنا بالكيلومترات ؟
ج: لا والعياذ بالله ، هو علوُّ مَكانةٍ ورِفعةٍ ، وليس علوَ مكان وارتفاعاً بالكيلومترات
-----
س10/ هل يغفر الله الشرك ، وما هو حكم المشرك ؟ وما أنواع الشرك ؟!
ج : لا يغفر الله الشرك ، والمشرك خالد في النار
لقوله تعالى (إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ) النساء 116
وانواع الشرك خطيرة وأهمها أربعة :
#شرك الاعيان ومعناه اعتقاد الالوهية في أي شخص أو خلق من مخلوقات الله العظيم .
#شرك الاعمال ومعناه أن يريد بعمله غير وجه الله تعالى .
#شرك الأسباب ومعناه الاعتقاد بأن هناك سبب حسي أو معنوي ينفع بنفسه من دون مدد الله تعالى وقدرته المطلقة.
#شرك المشاعر ومعناه أن يعظم أو يحب أحدا لغير وجه الله تعالى بل نحب من أحب الله ونكره من كره الله .
س11/ ما معنى التوحيد ؟
ج: هو الاعتقاد بأنه تعالى
لا يشبهه في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله أحد
والإخلاص له في العبادة وحده
س 12/ إلى كم قسمٍ تنقسم صفات ذات الله تعالى
ج : إلى أربعة أقسامٍ وضَّحها علماء أهل السنّة والجماعة
س13/ ما هي هذه الأقسام ؟
ج : نفسية وسلبية ومعاني ومعنوية
س14/ ما هي النفسية ؟
ج : الوجود ، أي أنه موجود سبحانه وتعالى وأوجد كل موجود ووجوده ذاتي ووجود غيره عرضي .
س15/ ما هي الصفات السلبية ؟
ج : هي خمسة
قيامه بنفسه تعالى
وحدانية
مختلف عن الحوادث "أي المخلوقات"
القدم ،أي لا أول لوجوده لقوله تعالى (هُوَ الْأَوَّلُ)
البقاء ،أي لا آخر لوجوده لقوله تعالى (وَالْآخِرُ)
س16/ ما هي صفات المعاني؟
ج : هي ثمانية فاحفظها
القدرة
الإرادة
العلم
الحياة
الكلام
السمع
البصر
التكوين
س17/ هل الله تعالى قديمٌ باقٍ؟
ج: نعم الله تعالى قديم باقٍ ازلي وصفاته كذلك
(هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ) الحديد 3
س18/ ما هي الكتب السماوية؟
ج : القرآن والتوراة والإنجيل والزبور ، وكلها كلام الله سبحانه وتعالى
س19/ هل كلام الله مخلوق ؟
ج : القرآن وغيره من الكتب كلام الله وصفته ليس مخلوقاً ولا محدثاً ،وليس بحرف ولا صوت
س20/ هل ورق المصحف وأحرفه المرسومة وألفاظ قُرّاء القرآن مخلوقة ؟
ج : طبعا هي مخلوقة لأنها أفعال العباد وأصواتهم
س21/ من يخلق أفعال العباد وحركاتهم ؟
ج : الله سبحانه (اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ) الزمر 62
والعبد له الكسب وليس خلق الفعل
(لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ} البقرة 286
س 22/ كم عدد الرسل المذكورين في القرآن ؟
ج : خمسة وعشرون رسولاً
أولهم آدم عليه السلام وخاتمهم سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام ، لا نبي بعده
وهناك رسل وأنبياء كثيرون لم يذكروا في القرآن
س 23/ ما هي الصفات الواجبة للأنبياء ؟
ج: أربع صفات ، الصدق والأمانة والفطانة والتبليغ الكامل لرسالة ربهم
س24/ هل يعصي الأنبياء ربهم ؟
ج: الأنبياء معصومون عن المعاصي
لا يرتكبون الكبائر ولا الصغائر ولا المكروهات
س25/ ماذا يحصل للإنسان بعد الموت ؟
ج : يدخل عالم القبر ويسمى عالم البرزخ ويسأله الملكان عن ربه ودينه ونبيه
ثم يكون في روضة من رياض الجنة إن كان مؤمناً
أو حفرة من حفر النار إن كان كافراً
س26/ هل الميت فانٍ وصار مثل الجماد ؟
ج : لا بل هو حي حياة برزخية لها أحكام خاصة
❤16💯2
س27/ هل الأنبياء والشهداء والصديقون في البرزخ كبقية البشر ؟
ج : لا ، (بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ) آل عمران 169
س28/ ما الدليل على حياة الأنبياء والشهداء ؟
ج : قوله تعالى (وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لا تَشْعُرُونَ} البقرة 154
وقوله صلى الله عليه وسلم : (الأَنْبياءُ أَحْياءٌ فِي قُبورِهِمْ يُصَلُّونَ) حديث صحيح
س29/ ما حكم التوسل بالأنبياء وبالصالحين من عباد الله وبالأعمال الصالحة ؟
ج : جائز عند المذاهب الأربعة لأهل السنة والجماعة ،خلافاً للمبتدعة
قال الإمام أحمد في منسكه :
(يُسنُّ للمُستَسْقي أن يَتوَسَّلَ بالنبيِّ في دعائِهِ)
س30/ ما حكم التبرك بآثار النبي صلى الله عليه وسلم وغيره من الأنبياء والصالحين
ج : جائز عند المذاهب الأربعة لأهل السنة خلافاً للمبتدعة
قال الإمام أحمد بن حنبل :
"لا بأسَ بأن يَمَسَّ الرجلُ رُمَّانَةَ مِنْبَرِ رسولِ الله تبرُّكا، ولا بأسَ بأن يَمَسَّ قبرَه تبرُّكا"
س31/ من هم أفضل البشر بعد الأنبياء
ج: أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي رضي الله عنهم
ثم بقية العشرة المبشرين بالجنة ثم أهل بدر ثم أهل أحد ثم أهل بيعة الرضوان
س32/ من أين نأخذ أحكام فقه ديننا ؟
ج: من فقه الأئمة الأربعة :
أبي حنيفة ومالك والشافعي وابن حنبل رضي الله تعالى عنهم ،
وأتباعهم من العلماء المحققين
س33/ هل يجوز مخالفة هؤلاء جميعاً واتباع الأقوال الشاذة والمعاصرة ؟
ج : لا يجوز ، لأن في ذلك اتهام لكل هؤلاء العلماء بالجهل
س34: ماذا نقول عما جرى بين الصحابة من خلاف ؟
ج: نشهد للجميع بالإيمان ونعذرهم ولا نفسق أحداً منهم ولا نتكلم عنهم إلا بخير
س35/ ما حكم من ينتقص من صحابة رسول الله أو آل بيت رسول الله ؟
ج: فاسق مبتدع يخشى عليه سوء الخاتمة
س36/ ماحكم من ينتقص أولياء الله وعلماء الأمة ؟
ج: فاسق مبتدع يخشى عليه سوء الخاتمة
س37/ ما هو يوم القيامة ؟
ج: هو يوم يجمع الله الناس كلهم بعد موتهم ويحاسبهم على أعمالهم
س38/ ما أهم أحداث يوم القيامة ؟
حشر العباد والشفاعة وأخذ الصحف والحوض ووزن الأعمال والمرور على الصراط وغيرها مما ورد
س39/ بعد دخول أهل الجنة والنار ، هل الجنة والنار تفنيان في وقت من الأوقات أم باقيتان ؟
ج: باقيتان دون انقطاع لا تفنيان هما ولا أهلهما
س40/هل يخرج أحد من أهل الجنة من الجنة ؟
ج: لا يخرج منها أحد دخل إليها بل يعيش في نعيم دائم
س41/ هل يخرج أحد من أهل النار منها ؟
ج: نعم يخرج منها المؤمنون العصاة جميعاً
ثم تغلق على الكفار فلا يخرجون منها فهم في عذاب مستمر
س42/ما أعظم نعيم في الجنة ؟
ج: رؤية ربنا سبحانه وتعالى
من غير كيف ولا جهة ولا انحصار
(وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ) القيامة 22، 23
س43/هل تارك الصلاة أو فاعل الفواحش والمحرمات كافر يخلد في النار ؟
ج: ليس كافراً بل فاسقٌ يستغفر ويتوب ويقضي ما عليه من الفرائض
س44/ ماذا نقول في تفسير الآيات والأحاديث المتشابهة مثل :
(يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ)
(وَيَبْقَىٰ وَجْهُ رَبِّكَ )
(نَسُواْ ٱللَّهَ فَنَسِيَهُمْ)
(يَنْزِلُ رَبُّنا تَبارَكَ وتَعالَى كُلَّ لَيْلةٍ إلى السَّماءِ الدُّنْيا)
(إن أحدَكم إذا قام يصلي فإن اللهَ قِبَلَ وجهِه)
لأهل السنة مذهبان :
. التفويض : ومعناه التنزيه مع عدم التفسير
. التأويل : ومعناه التنزيه مع التفسير
س45/ من هم أئمة علم التوحيد الذين ألفوا الكتب ورتبوا عقائد أهل السنة والجماعة بأدلتها
ج: هم كثيرون جداً وأشهرهم :
. الإمام أبو منصور الماتريدي وأتباعه
. الإمام أبو الحسن الأشعري وأتباعه
.الإمام أبو جعفر الطحاوي
. الإمام ابن حنبل وفضلاء الحنابلة.
--------
رحم الله تعالى من علم وعلم ونشر وحذر من العقائد الفاسدة
ج : لا ، (بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ) آل عمران 169
س28/ ما الدليل على حياة الأنبياء والشهداء ؟
ج : قوله تعالى (وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لا تَشْعُرُونَ} البقرة 154
وقوله صلى الله عليه وسلم : (الأَنْبياءُ أَحْياءٌ فِي قُبورِهِمْ يُصَلُّونَ) حديث صحيح
س29/ ما حكم التوسل بالأنبياء وبالصالحين من عباد الله وبالأعمال الصالحة ؟
ج : جائز عند المذاهب الأربعة لأهل السنة والجماعة ،خلافاً للمبتدعة
قال الإمام أحمد في منسكه :
(يُسنُّ للمُستَسْقي أن يَتوَسَّلَ بالنبيِّ في دعائِهِ)
س30/ ما حكم التبرك بآثار النبي صلى الله عليه وسلم وغيره من الأنبياء والصالحين
ج : جائز عند المذاهب الأربعة لأهل السنة خلافاً للمبتدعة
قال الإمام أحمد بن حنبل :
"لا بأسَ بأن يَمَسَّ الرجلُ رُمَّانَةَ مِنْبَرِ رسولِ الله تبرُّكا، ولا بأسَ بأن يَمَسَّ قبرَه تبرُّكا"
س31/ من هم أفضل البشر بعد الأنبياء
ج: أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي رضي الله عنهم
ثم بقية العشرة المبشرين بالجنة ثم أهل بدر ثم أهل أحد ثم أهل بيعة الرضوان
س32/ من أين نأخذ أحكام فقه ديننا ؟
ج: من فقه الأئمة الأربعة :
أبي حنيفة ومالك والشافعي وابن حنبل رضي الله تعالى عنهم ،
وأتباعهم من العلماء المحققين
س33/ هل يجوز مخالفة هؤلاء جميعاً واتباع الأقوال الشاذة والمعاصرة ؟
ج : لا يجوز ، لأن في ذلك اتهام لكل هؤلاء العلماء بالجهل
س34: ماذا نقول عما جرى بين الصحابة من خلاف ؟
ج: نشهد للجميع بالإيمان ونعذرهم ولا نفسق أحداً منهم ولا نتكلم عنهم إلا بخير
س35/ ما حكم من ينتقص من صحابة رسول الله أو آل بيت رسول الله ؟
ج: فاسق مبتدع يخشى عليه سوء الخاتمة
س36/ ماحكم من ينتقص أولياء الله وعلماء الأمة ؟
ج: فاسق مبتدع يخشى عليه سوء الخاتمة
س37/ ما هو يوم القيامة ؟
ج: هو يوم يجمع الله الناس كلهم بعد موتهم ويحاسبهم على أعمالهم
س38/ ما أهم أحداث يوم القيامة ؟
حشر العباد والشفاعة وأخذ الصحف والحوض ووزن الأعمال والمرور على الصراط وغيرها مما ورد
س39/ بعد دخول أهل الجنة والنار ، هل الجنة والنار تفنيان في وقت من الأوقات أم باقيتان ؟
ج: باقيتان دون انقطاع لا تفنيان هما ولا أهلهما
س40/هل يخرج أحد من أهل الجنة من الجنة ؟
ج: لا يخرج منها أحد دخل إليها بل يعيش في نعيم دائم
س41/ هل يخرج أحد من أهل النار منها ؟
ج: نعم يخرج منها المؤمنون العصاة جميعاً
ثم تغلق على الكفار فلا يخرجون منها فهم في عذاب مستمر
س42/ما أعظم نعيم في الجنة ؟
ج: رؤية ربنا سبحانه وتعالى
من غير كيف ولا جهة ولا انحصار
(وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ) القيامة 22، 23
س43/هل تارك الصلاة أو فاعل الفواحش والمحرمات كافر يخلد في النار ؟
ج: ليس كافراً بل فاسقٌ يستغفر ويتوب ويقضي ما عليه من الفرائض
س44/ ماذا نقول في تفسير الآيات والأحاديث المتشابهة مثل :
(يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ)
(وَيَبْقَىٰ وَجْهُ رَبِّكَ )
(نَسُواْ ٱللَّهَ فَنَسِيَهُمْ)
(يَنْزِلُ رَبُّنا تَبارَكَ وتَعالَى كُلَّ لَيْلةٍ إلى السَّماءِ الدُّنْيا)
(إن أحدَكم إذا قام يصلي فإن اللهَ قِبَلَ وجهِه)
لأهل السنة مذهبان :
. التفويض : ومعناه التنزيه مع عدم التفسير
. التأويل : ومعناه التنزيه مع التفسير
س45/ من هم أئمة علم التوحيد الذين ألفوا الكتب ورتبوا عقائد أهل السنة والجماعة بأدلتها
ج: هم كثيرون جداً وأشهرهم :
. الإمام أبو منصور الماتريدي وأتباعه
. الإمام أبو الحسن الأشعري وأتباعه
.الإمام أبو جعفر الطحاوي
. الإمام ابن حنبل وفضلاء الحنابلة.
--------
رحم الله تعالى من علم وعلم ونشر وحذر من العقائد الفاسدة
❤15💯3
معنى القبض والبسط الذي فعله النبي صلى الله عليه وسلم
عن سالم بن عبد الله؛ أخبرني عبد الله بن عمر؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يطوي الله عز وجل: السماوات - يوم القيامة - ثم يأخذهن بيده اليمنى. ثم يقول: أنا الملك. أين الجبارون ؟ أين المتكبرون ؟ ثم يطوي الأرضين بشماله، ثم يقول: أنا الملك. أين الجبارون ؟ أين المتكبرون ؟ »). صحيح مسلم.
وفي رواية ؛ أن ابن مقسم: نظر إلى ابن عمر كيف يحكي رسول [ ص: 124 ] الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال: «يأخذ الله: سمواته، وأرضه: بيديه، ويقول: أنا الله» - ويقبض أصابعه ويبسطها - «أنا الملك»، حتى نظرت إلى المنبر: يتحرك من أسفل شيء منه.
قال: النووي: قال العلماء: المراد بقوله: «يقبض أصابعه ويبسطها»: النبي صلى الله عليه وآله وسلم. ولهذا قال: إن «ابن مقسم، نظر إلى ابن عمر، كيف يحكي رسول الله.. الخ».
وأما إطلاق اليدين لله تعالى: فمتأول على «القدرة».
وكنى عن ذلك باليدين: لأن أفعالنا تقع بهما. فخوطبنا بما نفهمه، ليكون أوضح وأوكد في النفوس.
وذكر اليمين والشمال، حتى يتم المثال. لأنا نتناول باليمين: ما نكرمه. وبالشمال: ما دونه. ولأن اليمين في حقنا: تقوى لما لا يقوى له الشمال.
ومعلوم: أن السموات: أعظم من الأرض، فأضافها إلى اليمين. والأرضين: إلى الشمال، ليظهر التقريب في الاستعارة. وإن كان الله [ ص: 125 ] سبحانه وتعالى، لا يوصف: بأن شيئا أخف عليه من شيء، ولا أثقل من شيء. هذا مختصر كلام المازري في هذا.
قال عياض: وفي هذا الحديث ثلاثة ألفاظ: «يقبض، ويطوي، ويأخذ» كله بمعنى الجمع ؛ لأن السموات: مبسوطة، والأرضين: مدحوة، وممدودة. ثم يرجع ذلك إلى معنى: الرفع، والإزالة، وتبديل الأرض غير الأرض، والسموات. فعاد كله إلى: ضم بعضها إلى بعض، ورفعها، وتبديلها بغيرها.
قال: وقبض النبي صلى الله عليه وآله وسلم ؛ أصابعه كلها، وبسطها: تمثيل لقبض هذه المخلوقات، وجمعها بعد بسطها. وحكاية للمبسوط والمقبوض، وهو السموات والأرضون. لا إشارة إلى القبض والبسط، الذي هو صفة القابض والباسط، سبحانه وتعالى، ولا تمثيل لصفة الله تعالى السمعية، المسماة «باليد» التي ليست بجارحة. انتهى كلام النووي، الذي حكاه عن المازري والقاضي.
السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج.
عن سالم بن عبد الله؛ أخبرني عبد الله بن عمر؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يطوي الله عز وجل: السماوات - يوم القيامة - ثم يأخذهن بيده اليمنى. ثم يقول: أنا الملك. أين الجبارون ؟ أين المتكبرون ؟ ثم يطوي الأرضين بشماله، ثم يقول: أنا الملك. أين الجبارون ؟ أين المتكبرون ؟ »). صحيح مسلم.
وفي رواية ؛ أن ابن مقسم: نظر إلى ابن عمر كيف يحكي رسول [ ص: 124 ] الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال: «يأخذ الله: سمواته، وأرضه: بيديه، ويقول: أنا الله» - ويقبض أصابعه ويبسطها - «أنا الملك»، حتى نظرت إلى المنبر: يتحرك من أسفل شيء منه.
قال: النووي: قال العلماء: المراد بقوله: «يقبض أصابعه ويبسطها»: النبي صلى الله عليه وآله وسلم. ولهذا قال: إن «ابن مقسم، نظر إلى ابن عمر، كيف يحكي رسول الله.. الخ».
وأما إطلاق اليدين لله تعالى: فمتأول على «القدرة».
وكنى عن ذلك باليدين: لأن أفعالنا تقع بهما. فخوطبنا بما نفهمه، ليكون أوضح وأوكد في النفوس.
وذكر اليمين والشمال، حتى يتم المثال. لأنا نتناول باليمين: ما نكرمه. وبالشمال: ما دونه. ولأن اليمين في حقنا: تقوى لما لا يقوى له الشمال.
ومعلوم: أن السموات: أعظم من الأرض، فأضافها إلى اليمين. والأرضين: إلى الشمال، ليظهر التقريب في الاستعارة. وإن كان الله [ ص: 125 ] سبحانه وتعالى، لا يوصف: بأن شيئا أخف عليه من شيء، ولا أثقل من شيء. هذا مختصر كلام المازري في هذا.
قال عياض: وفي هذا الحديث ثلاثة ألفاظ: «يقبض، ويطوي، ويأخذ» كله بمعنى الجمع ؛ لأن السموات: مبسوطة، والأرضين: مدحوة، وممدودة. ثم يرجع ذلك إلى معنى: الرفع، والإزالة، وتبديل الأرض غير الأرض، والسموات. فعاد كله إلى: ضم بعضها إلى بعض، ورفعها، وتبديلها بغيرها.
قال: وقبض النبي صلى الله عليه وآله وسلم ؛ أصابعه كلها، وبسطها: تمثيل لقبض هذه المخلوقات، وجمعها بعد بسطها. وحكاية للمبسوط والمقبوض، وهو السموات والأرضون. لا إشارة إلى القبض والبسط، الذي هو صفة القابض والباسط، سبحانه وتعالى، ولا تمثيل لصفة الله تعالى السمعية، المسماة «باليد» التي ليست بجارحة. انتهى كلام النووي، الذي حكاه عن المازري والقاضي.
السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج.
❤9👍1
( الإمام مرعي : التفويض مذهب السلف و الحنابلة )
- قال الإمام مرعي الكرمي الحنبلي في أقاويل الثقات ص 55 :
مذهب السلف ـ وإليه ذهب الحنابلة، وكثير من المحققين . عدم الخوض، خصوصاً في مسائل الأسماء والصفات، فإنه ظنّ، والـظن يخطىء ويصيب، فيكون من باب القول على الله بلا علم ، وهـو محظور، ويمتنعـون من التعيين خشية الإلحاد في الأسماء والصفات، ولهذا قالوا والسؤال عنه بدعة . فإن لم يعهد من الصحابة التصرف في أسمائه تعالى وصفاته بالظنون، وحيث عملوا بالظنون، فإنما عملوا بها في تفاصيل الأحكام الشرعية، لافي المعتقدات الإيمانية.
قال لي: منهج الحنابلة هو منهج ابن تيمية رحمه الله في الصفات.
قلت: قولي لن يغير الحقائق،وإليك كلام الحنابلة دون أي إضافة مني.
—
قال الشيخ صفي الدين القطعي في (قواعد الأصول ومعاقد الفصول):
قال القاضي: المحكم: المفسر،
والمتشابه: المجمل.
- وقال ابن عقيل المتشابه: ما يغمض علمه على غير العلماء المحققين؛ كالآيات المتعارضة.
- وقيل: الحروف المقطعة.
- وقيل: المحكم: الوعد والوعيد، والحرام والحلال.
والمتشابه: القصص، والأمثال.
- والصحيح: أن المتشابه ما يجب الإيمان به، ويحرم تأويله كآيات الصفات.
—
قال محمد بن أبي الفتح الحنبلي في (تلخيص روضة الناظر وجنة المناظر) :
والصحيح أن المتشابه ما ورد في صفات الله تعالى مما يجب الإيمان به ويحرم التعرض لتأويله كقوله :(الرحمن على العرش استوى) بل (يداه مبسوطتان)،إلى أن قال :
فهذا مما اتفق السلف على الإقرار به وإمراره على وجهه،وترك تأويله.
وقال أيضا :
وفي الآية قرائن دالة على أن الله تعالى متفرد بعلم المتشابه،وأن الوقف الصحيح عند قوله :(وما يعلم تأويله إلا الله)
—
قال علاء الدين الكناني الحنبلي في (سواد الناظر وشقائق الروض الناضر) :
وقد اختلف الناس في هذا الأخير،فذهب قوم إلى الأخذ بظاهره،ولا ظاهر له إلا ما وضع له في اللغة،وما وضع له في اللغة معلوم،فجسموا وشبهوا،وذهب الجمهور إلى أن القول بظاهره ممتنع،ثم اختلفوا : فذهب قوم إلى منع التأويل،لعدم فهم معناه،واستئثار الله سبحانه وتعالى بعلمه.
—
قال ابن أبي موسى الشريف الحنبلي في (الإرشاد إلى سبيل الرشاد) :
سبق الأشياء كلها فهو قديم لا كقدمها،وعلم كون وجودها ونهاية عدمها، لم تملكه الخواطر فتكيفه، ولم تدركه الأوهام فتصفه،ولم يخل من علمه مكان، فيقع به التأيين،ولم يعدمه زمان فينطلق عليه التأوين،ولم يتقدمه دهر ولا حين ولا كان قبله كون ولا تكوين ولا حل في الأشياء تعالى الله رب العالمين،لا تجري ماهيته في مقال،ولا تخطر كيفيته ببال،ولا يدخل في الأمثال والأشكال،صفاته كذاته ليس بجسم في صفاته جل أن يشبه بمبتدعاته أو يضاف إلى مصنوعاته (ليس كمثله شي وهو السميع البصير).
—
قال بدر الدين المقدسي في (التذكرة في أصول الفقه) :
قال أصحابنا: فيه الألفاظ المحكمة، وهي: المفسّرة.
والمتشابهة عكسها، وهو ما ورد منه في صفات اللّه عزّ وجل المنهي عن تأويله، ويجب ردّ علمه إلى اللّه كقوله تعالى {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} ، {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ} ، {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ}
—
قال نجم الدين المقدسي في (مختصر منهاج القاصدين) :
اعلم: أن الشيطان يخيل إلى العامي أنك بخوضك في العلم تكون من العلماء وأهل الفضل، فلا يزال يحبب إليه ذلك حتى يتكلم بما هو كفر وهو لا يدرى. قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: " يوشك الناس أن يسألوا، حتى يقولوا: هذا الله خلق الخلق، فمن خلق الله؟ " فسؤال العوام عن غوامض العلم أعظم الآفات، وبحثهم عن معاني الصفات مما يفسدهم لا مما يصلحهم، إذ الواجب عليهم التسليم، فالأولى بالعامي الإيمان بما ورد به القرآن، ثم التسليم لما جاء به الرسول من غير بحث.
قال الطوفي في (الإشارات الإلهية) لما فسر سورة الإخلاص :
تضمنت إثبات الأحدية والصمدية، وهو يقتضي نفي الانقسام والتجسيم، وتضمنت نفي الولادة والمولودية، وهو يقتضي نفي المسبوقية والمادة الجسمانية، وتضمنت أن لا كفؤ له، أي مثل مكافئ، ومن ثم عظم شأن هذه السورة لاختصاصها بتنزيه الحق عز وجل لم يتضمن غيره.
قال الطوفي في (شرح مختصر الروضة) عن الصفات :
فلذلك قال قوم بظاهره فجسموا وشبهوا، وفر قوم من التشبيه فتأولوا وحرفوا فعطلوا، وتوسط قوم فسلموا وأمروه كما جاء، مع اعتقاد التنزيه فسلموا، وهم أهل السنة.
—
قال الموفق في (روضة الناظر) :
قال ابن قدامة في روضة الناظر: والصحيح أن المتشابه ما ورد في صفات الله سبحانه مما يجب الإيمان به ويحرم التعرض لتأويله كقوله تعالى " الرحمن على العرش استوى" "بل يداه مبسوطتان" " لما خلقت بيدي" " ويبقى وجه ربك" "تجري بأعيننا" ونحوه ولأن قولهم آمنا به يدل على نوع " تفويض" وتسليم لشيء لم يقفوا على معناه.
- قال الإمام مرعي الكرمي الحنبلي في أقاويل الثقات ص 55 :
مذهب السلف ـ وإليه ذهب الحنابلة، وكثير من المحققين . عدم الخوض، خصوصاً في مسائل الأسماء والصفات، فإنه ظنّ، والـظن يخطىء ويصيب، فيكون من باب القول على الله بلا علم ، وهـو محظور، ويمتنعـون من التعيين خشية الإلحاد في الأسماء والصفات، ولهذا قالوا والسؤال عنه بدعة . فإن لم يعهد من الصحابة التصرف في أسمائه تعالى وصفاته بالظنون، وحيث عملوا بالظنون، فإنما عملوا بها في تفاصيل الأحكام الشرعية، لافي المعتقدات الإيمانية.
قال لي: منهج الحنابلة هو منهج ابن تيمية رحمه الله في الصفات.
قلت: قولي لن يغير الحقائق،وإليك كلام الحنابلة دون أي إضافة مني.
—
قال الشيخ صفي الدين القطعي في (قواعد الأصول ومعاقد الفصول):
قال القاضي: المحكم: المفسر،
والمتشابه: المجمل.
- وقال ابن عقيل المتشابه: ما يغمض علمه على غير العلماء المحققين؛ كالآيات المتعارضة.
- وقيل: الحروف المقطعة.
- وقيل: المحكم: الوعد والوعيد، والحرام والحلال.
والمتشابه: القصص، والأمثال.
- والصحيح: أن المتشابه ما يجب الإيمان به، ويحرم تأويله كآيات الصفات.
—
قال محمد بن أبي الفتح الحنبلي في (تلخيص روضة الناظر وجنة المناظر) :
والصحيح أن المتشابه ما ورد في صفات الله تعالى مما يجب الإيمان به ويحرم التعرض لتأويله كقوله :(الرحمن على العرش استوى) بل (يداه مبسوطتان)،إلى أن قال :
فهذا مما اتفق السلف على الإقرار به وإمراره على وجهه،وترك تأويله.
وقال أيضا :
وفي الآية قرائن دالة على أن الله تعالى متفرد بعلم المتشابه،وأن الوقف الصحيح عند قوله :(وما يعلم تأويله إلا الله)
—
قال علاء الدين الكناني الحنبلي في (سواد الناظر وشقائق الروض الناضر) :
وقد اختلف الناس في هذا الأخير،فذهب قوم إلى الأخذ بظاهره،ولا ظاهر له إلا ما وضع له في اللغة،وما وضع له في اللغة معلوم،فجسموا وشبهوا،وذهب الجمهور إلى أن القول بظاهره ممتنع،ثم اختلفوا : فذهب قوم إلى منع التأويل،لعدم فهم معناه،واستئثار الله سبحانه وتعالى بعلمه.
—
قال ابن أبي موسى الشريف الحنبلي في (الإرشاد إلى سبيل الرشاد) :
سبق الأشياء كلها فهو قديم لا كقدمها،وعلم كون وجودها ونهاية عدمها، لم تملكه الخواطر فتكيفه، ولم تدركه الأوهام فتصفه،ولم يخل من علمه مكان، فيقع به التأيين،ولم يعدمه زمان فينطلق عليه التأوين،ولم يتقدمه دهر ولا حين ولا كان قبله كون ولا تكوين ولا حل في الأشياء تعالى الله رب العالمين،لا تجري ماهيته في مقال،ولا تخطر كيفيته ببال،ولا يدخل في الأمثال والأشكال،صفاته كذاته ليس بجسم في صفاته جل أن يشبه بمبتدعاته أو يضاف إلى مصنوعاته (ليس كمثله شي وهو السميع البصير).
—
قال بدر الدين المقدسي في (التذكرة في أصول الفقه) :
قال أصحابنا: فيه الألفاظ المحكمة، وهي: المفسّرة.
والمتشابهة عكسها، وهو ما ورد منه في صفات اللّه عزّ وجل المنهي عن تأويله، ويجب ردّ علمه إلى اللّه كقوله تعالى {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} ، {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ} ، {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ}
—
قال نجم الدين المقدسي في (مختصر منهاج القاصدين) :
اعلم: أن الشيطان يخيل إلى العامي أنك بخوضك في العلم تكون من العلماء وأهل الفضل، فلا يزال يحبب إليه ذلك حتى يتكلم بما هو كفر وهو لا يدرى. قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: " يوشك الناس أن يسألوا، حتى يقولوا: هذا الله خلق الخلق، فمن خلق الله؟ " فسؤال العوام عن غوامض العلم أعظم الآفات، وبحثهم عن معاني الصفات مما يفسدهم لا مما يصلحهم، إذ الواجب عليهم التسليم، فالأولى بالعامي الإيمان بما ورد به القرآن، ثم التسليم لما جاء به الرسول من غير بحث.
قال الطوفي في (الإشارات الإلهية) لما فسر سورة الإخلاص :
تضمنت إثبات الأحدية والصمدية، وهو يقتضي نفي الانقسام والتجسيم، وتضمنت نفي الولادة والمولودية، وهو يقتضي نفي المسبوقية والمادة الجسمانية، وتضمنت أن لا كفؤ له، أي مثل مكافئ، ومن ثم عظم شأن هذه السورة لاختصاصها بتنزيه الحق عز وجل لم يتضمن غيره.
قال الطوفي في (شرح مختصر الروضة) عن الصفات :
فلذلك قال قوم بظاهره فجسموا وشبهوا، وفر قوم من التشبيه فتأولوا وحرفوا فعطلوا، وتوسط قوم فسلموا وأمروه كما جاء، مع اعتقاد التنزيه فسلموا، وهم أهل السنة.
—
قال الموفق في (روضة الناظر) :
قال ابن قدامة في روضة الناظر: والصحيح أن المتشابه ما ورد في صفات الله سبحانه مما يجب الإيمان به ويحرم التعرض لتأويله كقوله تعالى " الرحمن على العرش استوى" "بل يداه مبسوطتان" " لما خلقت بيدي" " ويبقى وجه ربك" "تجري بأعيننا" ونحوه ولأن قولهم آمنا به يدل على نوع " تفويض" وتسليم لشيء لم يقفوا على معناه.
❤7
وقال الموفق بن قدامة :
وكل ما جاء في القرآن أو صحّ عن المصطفى عليه السلام وجب الإيمان به وتلقيه بالقبول والتسليم وترك التعرض له بالتأويل والتشبيه والتمثيل وما أشكل من ذلك وجب إثباته لفظاً وترك التعرض لمعناه ونرد علمه إلى قائله ونجعل عهدته على ناقله اتباعاً لطريق الراسخين في العلم الذين أثنى الله عليهم في كتابه المبين بقوله سبحانه وتعالى " والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا"
—
قال ابن عقيل الحنبلي في (الإرشاد) :
(بل هذه صفات نثبتها اسمها تحتها معاني لا سبيل إلى معرفتها والناس فيها قائلان أنا أوساطهما قائل نفاها وقائل تأولها)
وكل ما جاء في القرآن أو صحّ عن المصطفى عليه السلام وجب الإيمان به وتلقيه بالقبول والتسليم وترك التعرض له بالتأويل والتشبيه والتمثيل وما أشكل من ذلك وجب إثباته لفظاً وترك التعرض لمعناه ونرد علمه إلى قائله ونجعل عهدته على ناقله اتباعاً لطريق الراسخين في العلم الذين أثنى الله عليهم في كتابه المبين بقوله سبحانه وتعالى " والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا"
—
قال ابن عقيل الحنبلي في (الإرشاد) :
(بل هذه صفات نثبتها اسمها تحتها معاني لا سبيل إلى معرفتها والناس فيها قائلان أنا أوساطهما قائل نفاها وقائل تأولها)
❤9
قال الحسن البصري رضي الله عنه:
(أكثروا الاستغفار في بيوتكم، وعلى موائدكم، وفي طرقكم، وفي أسواقكم، وفي مجالسكم، وأين ما كنتم؛ فإنكم لا تدرون في أي وقت تنزل البركة).
[«شعب الإيمان» للإمام البيهقي (647)]
(أكثروا الاستغفار في بيوتكم، وعلى موائدكم، وفي طرقكم، وفي أسواقكم، وفي مجالسكم، وأين ما كنتم؛ فإنكم لا تدرون في أي وقت تنزل البركة).
[«شعب الإيمان» للإمام البيهقي (647)]
❤15👍2🥰2
قال الإمام ابن الجوزي رحمه الله تعالى :
*أشدّ أنواع العقوبة على المعصية: سلب الإيمان، ولذّة المناجاة، ونسيان القُرآن، وإهمال الإستغفار*
📚ذمّ الهوى (٢١٠)
*أشدّ أنواع العقوبة على المعصية: سلب الإيمان، ولذّة المناجاة، ونسيان القُرآن، وإهمال الإستغفار*
📚ذمّ الهوى (٢١٠)
😢8💔4
(1)
هل مات الإمام على عقيدة غير العقيدة التي كان عليها بعد توبته من الإعتزال ؟
يرى البعض أن الإمام أبا الحسن الأشعري رحمه الله تعالى قد مرّ في حياته بثلاث مراحل:
الإمام الأشعري رحمه الله تعالى عَلَمٌ من أعلام المسلمين يشار إليه بالبنان، وتعقد على كلماته الخناصر، فهو ليس بنكرة من الناس، ولا برجل مجهول يخفى على الناس أمره لا سيما في قضية مثل هذه التي نحن بصددها، فلو كان الأمر كما جاء في الدعوى، وأنه مر بثلاث مراحل في حياته فلا بد أن يكون المؤرخون قد ذكروا هذا وبينوه، ولكان ـ حتماً ـ قد اشتهر عنه وانتشر كما ذاع وانتشر أمر رجوعه عن الاعتزال إذ لم يَبْقَ أحد ممن ترجم له إلا وذكر قصة صعوده المنبر وتبرِّيه من الاعتزال، فهل ذكر أحد من المؤرخين شيئاً عن رجوع الإمام عن منهج عبدالله بن سعيد بن كلاّب؟.
عند الرجوع إلى كتب التاريخ لا نجد أي إشارة إلى هذا لا من قريب ولا من بعيد، بل نجد المؤرخين كلهم مطبقين على أن الإمام أبا الحسن بعد هجره للاعتزال والمعتزلة رجع إلى مذهب السلف الصالح، وصنف على طريقتهم كتبه اللاحقة الإبانة وغيرها من الكتب التي صنفها في نصرة مذهب أهل الحق.
قال الإمام أبو بكر بن فورك رحمه الله تعالى (تبيين كذب المفتري ص127):
(انتقل الشيخ أبو الحسن علي بن إسماعيل الأشعري رضي الله عنه من مذاهب المعتزلة إلى نصرة مذاهب أهل السنة والجماعة بالحجج العقلية، وصنَّف في ذلك الكتب..) اهـ.
وقال عنه ابن خلكان (وفيات الأعيان 3/284):
(هو صاحب الأصول والقائم بنصرة مذهب السنة… وكان أبو الحسن أولاً معتزلياً ثم تاب من القول بالعدل وخلق القرآن في المسجد الجامع بالبصرة يوم الجمعة) اهـ.
وفي سير أعلام النبلاء (15/89) قال عنه الذهبي:
(وبلغنا أن أبا الحسن تاب وصعد منبر البصرة، وقال: إني كنت أقول بخلق القرآن… وإني تائب معتقد الردّ على المعتزلة) اهـ.
وعند العلامة ابن خلدون رحمه الله (المقدمة ص853):
(إلى أن ظهر الشيخ أبو الحسن الأشعري وناظر بعض مشيختهم ـ أي المعتزلة ـ في مسائل الصلاح والأصلح، فرفض طريقتهم وكان على رأي عبدالله بن سعيد بن كلاّب وأبي العباس القلانسي والحارث المحاسبي من أتباع السلف وعلى طريقة السنة) اهـ.
فأثبت أن الإمام بعد رجوعه عن الاعتزال كان على رأي عبدالله بن كلاّب والقلانسي والمحاسبي وهؤلاء كلهم على طريقة السلف والسنة.
وهكذا كل كتب التاريخ التي ترجمت للإمام أبي الحسن، مثل تاريخ بغداد للخطيب البغدادي، وطبقات الشافعية للسبكي وشذرات الذهب لابن العماد والكامل لابن الأثير وتبيين كذب المفتري لابن عساكر وترتيب المدارك للقاضي عياض وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة وطبقات الشافعية للأسنوي والديباج المذهب لابن فرحون ومرآة الجنان لليافعي وغيرها، كلها مطبقة على أن الإمام أبا الحسن بعد توبته من الاعتزال رجع إلى مذهب السلف والسنة.
أضف إلى ذلك، أن رجوع الإمام المزعومَ هذا لو ثبت عنه لكان أولى الناس بمعرفته ونقله هم أصحابه وتلامذته، لأن أولى الناس بمعرفة الرجل هم خاصته وأصحابه وأتباعه الملازمون له، فهؤلاء هم أقرب الناس إليه وأعرفهم بأحواله وأقواله وآرائه، لا سيما في قضية مهمة مثل هذه القضية التي تتوفر الدواعي على نقلها، وتتحفز الأسماع على تلقفها، خاصة من إمام كبير مثل الإمام أبي الحسن، وعند الرجوع إلى أقوال أصحابه وأصحاب أصحابه أيضاً لا نجد أي إشارة تفيد ذلك، بل نجدهم متفقين على أن الإمام كان بعد هجره للاعتزال على منهج السلف والسنة الذي كان عليه المحاسبي وابن كلاب والقلانسي والكرابيسي وغيرهم، فهذه مؤلفات ناصر مذهب الأشعري القاضي أبي بكر الباقلاني رحمه الله تعالى كالإنصاف والتمهيد وغيرها، ومؤلفات ابن فورك ومؤلفات أبي بكر القفال الشاشي وأبي إسحق الشيرازي وأبي بكر البيهقي وغيرهم من أصحاب الإمام وأصحاب أصحابه وتلاميذهم ليس فيها أي ذكر أو إشارة لهذا الأمر الذي هو من الأهمية بمكان، فهل يعقل أن يرجع الإمام عن مذهبه ويهجره ثم لا يكون لهذه الحادثة المهمة أي ذكر عند أحد من أصحابه وتلاميذه وهو من هو جلالة وقدراً؟! أم تُراه قد رجع عن ذلك سرّاً وهو الذي حين قرر هجر مذهب المعتزلة اعتلى منبر المعتزلة نفسَه ليعلن ذلك على الملأ؟!
كلا، ليس الأمر كما جاء في هذه الدعوى، بل الحق الذي لا مرية فيه هو أن الإمام لم يمرّ في حياته إلا بمرحلتين، الاعتزال ثم الرجوع إلى طريق السلف، وليس لمن يقول بخلاف هذا الأمر من دليل ولا شبهة دليل.
ومن يقول بهذه الدعوى يعتمد في قوله هذا على أسلوب الإمام في تأليف كتاب الإبانة وبعض الرسائل الأخرى، فقد اتبع الإمام فيها طريق التفويض الذي هو طريق جمهور السلف، فبنوا على هذا الأسلوب مخالفة الإمام الأشعري لآراء ابن كُلاّب الذي يتهمونه بأنه لم يكن على طريق السلف.
هل مات الإمام على عقيدة غير العقيدة التي كان عليها بعد توبته من الإعتزال ؟
يرى البعض أن الإمام أبا الحسن الأشعري رحمه الله تعالى قد مرّ في حياته بثلاث مراحل:
الإمام الأشعري رحمه الله تعالى عَلَمٌ من أعلام المسلمين يشار إليه بالبنان، وتعقد على كلماته الخناصر، فهو ليس بنكرة من الناس، ولا برجل مجهول يخفى على الناس أمره لا سيما في قضية مثل هذه التي نحن بصددها، فلو كان الأمر كما جاء في الدعوى، وأنه مر بثلاث مراحل في حياته فلا بد أن يكون المؤرخون قد ذكروا هذا وبينوه، ولكان ـ حتماً ـ قد اشتهر عنه وانتشر كما ذاع وانتشر أمر رجوعه عن الاعتزال إذ لم يَبْقَ أحد ممن ترجم له إلا وذكر قصة صعوده المنبر وتبرِّيه من الاعتزال، فهل ذكر أحد من المؤرخين شيئاً عن رجوع الإمام عن منهج عبدالله بن سعيد بن كلاّب؟.
عند الرجوع إلى كتب التاريخ لا نجد أي إشارة إلى هذا لا من قريب ولا من بعيد، بل نجد المؤرخين كلهم مطبقين على أن الإمام أبا الحسن بعد هجره للاعتزال والمعتزلة رجع إلى مذهب السلف الصالح، وصنف على طريقتهم كتبه اللاحقة الإبانة وغيرها من الكتب التي صنفها في نصرة مذهب أهل الحق.
قال الإمام أبو بكر بن فورك رحمه الله تعالى (تبيين كذب المفتري ص127):
(انتقل الشيخ أبو الحسن علي بن إسماعيل الأشعري رضي الله عنه من مذاهب المعتزلة إلى نصرة مذاهب أهل السنة والجماعة بالحجج العقلية، وصنَّف في ذلك الكتب..) اهـ.
وقال عنه ابن خلكان (وفيات الأعيان 3/284):
(هو صاحب الأصول والقائم بنصرة مذهب السنة… وكان أبو الحسن أولاً معتزلياً ثم تاب من القول بالعدل وخلق القرآن في المسجد الجامع بالبصرة يوم الجمعة) اهـ.
وفي سير أعلام النبلاء (15/89) قال عنه الذهبي:
(وبلغنا أن أبا الحسن تاب وصعد منبر البصرة، وقال: إني كنت أقول بخلق القرآن… وإني تائب معتقد الردّ على المعتزلة) اهـ.
وعند العلامة ابن خلدون رحمه الله (المقدمة ص853):
(إلى أن ظهر الشيخ أبو الحسن الأشعري وناظر بعض مشيختهم ـ أي المعتزلة ـ في مسائل الصلاح والأصلح، فرفض طريقتهم وكان على رأي عبدالله بن سعيد بن كلاّب وأبي العباس القلانسي والحارث المحاسبي من أتباع السلف وعلى طريقة السنة) اهـ.
فأثبت أن الإمام بعد رجوعه عن الاعتزال كان على رأي عبدالله بن كلاّب والقلانسي والمحاسبي وهؤلاء كلهم على طريقة السلف والسنة.
وهكذا كل كتب التاريخ التي ترجمت للإمام أبي الحسن، مثل تاريخ بغداد للخطيب البغدادي، وطبقات الشافعية للسبكي وشذرات الذهب لابن العماد والكامل لابن الأثير وتبيين كذب المفتري لابن عساكر وترتيب المدارك للقاضي عياض وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة وطبقات الشافعية للأسنوي والديباج المذهب لابن فرحون ومرآة الجنان لليافعي وغيرها، كلها مطبقة على أن الإمام أبا الحسن بعد توبته من الاعتزال رجع إلى مذهب السلف والسنة.
أضف إلى ذلك، أن رجوع الإمام المزعومَ هذا لو ثبت عنه لكان أولى الناس بمعرفته ونقله هم أصحابه وتلامذته، لأن أولى الناس بمعرفة الرجل هم خاصته وأصحابه وأتباعه الملازمون له، فهؤلاء هم أقرب الناس إليه وأعرفهم بأحواله وأقواله وآرائه، لا سيما في قضية مهمة مثل هذه القضية التي تتوفر الدواعي على نقلها، وتتحفز الأسماع على تلقفها، خاصة من إمام كبير مثل الإمام أبي الحسن، وعند الرجوع إلى أقوال أصحابه وأصحاب أصحابه أيضاً لا نجد أي إشارة تفيد ذلك، بل نجدهم متفقين على أن الإمام كان بعد هجره للاعتزال على منهج السلف والسنة الذي كان عليه المحاسبي وابن كلاب والقلانسي والكرابيسي وغيرهم، فهذه مؤلفات ناصر مذهب الأشعري القاضي أبي بكر الباقلاني رحمه الله تعالى كالإنصاف والتمهيد وغيرها، ومؤلفات ابن فورك ومؤلفات أبي بكر القفال الشاشي وأبي إسحق الشيرازي وأبي بكر البيهقي وغيرهم من أصحاب الإمام وأصحاب أصحابه وتلاميذهم ليس فيها أي ذكر أو إشارة لهذا الأمر الذي هو من الأهمية بمكان، فهل يعقل أن يرجع الإمام عن مذهبه ويهجره ثم لا يكون لهذه الحادثة المهمة أي ذكر عند أحد من أصحابه وتلاميذه وهو من هو جلالة وقدراً؟! أم تُراه قد رجع عن ذلك سرّاً وهو الذي حين قرر هجر مذهب المعتزلة اعتلى منبر المعتزلة نفسَه ليعلن ذلك على الملأ؟!
كلا، ليس الأمر كما جاء في هذه الدعوى، بل الحق الذي لا مرية فيه هو أن الإمام لم يمرّ في حياته إلا بمرحلتين، الاعتزال ثم الرجوع إلى طريق السلف، وليس لمن يقول بخلاف هذا الأمر من دليل ولا شبهة دليل.
ومن يقول بهذه الدعوى يعتمد في قوله هذا على أسلوب الإمام في تأليف كتاب الإبانة وبعض الرسائل الأخرى، فقد اتبع الإمام فيها طريق التفويض الذي هو طريق جمهور السلف، فبنوا على هذا الأسلوب مخالفة الإمام الأشعري لآراء ابن كُلاّب الذي يتهمونه بأنه لم يكن على طريق السلف.
❤10
تُرى هل ما في الإبانة التي هي على طريق جمهور السلف، وهي من أواخـر كتب الإمام أو هـي آخرها([2]), ما يناقض ما كان عليه عبدالله بن سعيد بن كلاّب؟ أو بتعبير آخر، هل كان ابن كلاّب على خلاف طريق السلف الذي ألَّف الإمام الأشعري الإبانة عليه؟
نجيب عليه في المنشور التالي إن شاء الله تعالى.
نجيب عليه في المنشور التالي إن شاء الله تعالى.
❤9
فائدة مهمة:
قال ابن عقيل رأيت الناس لا يعصمهم من الظلم إلا العجز ولا أقول العوام بل العلماء كانت أيدي الحنابلة مبسوطة في أيام ابن يونس فكانوا يستطيلون بالبغي على أصحاب الشافعي في الفروع ، حتى ما يمكنوهم من الجهر بالبسملة والقنوت ، وهي مسألة اجتهادية فلما جاءت أيام النظام ، ومات ابن يونس وزالت شوكة الحنابلة استطال عليهم أصحاب الشافعي استطالة السلاطين الظلمة ، فاستعدوا بالسجن ، وآذوا العوام بالسعايات ، والفقهاء بالنبذ بالتجسيم قال : فتدبرت أمر الفريقين فإذا بهم لم تعمل فيهم آداب العلم وهل هذه إلا أفعال الأجناد ، يصولون في دولتهم ، ويلزمون المساجد في بطالتهم .
قال ابن عقيل رأيت الناس لا يعصمهم من الظلم إلا العجز ولا أقول العوام بل العلماء كانت أيدي الحنابلة مبسوطة في أيام ابن يونس فكانوا يستطيلون بالبغي على أصحاب الشافعي في الفروع ، حتى ما يمكنوهم من الجهر بالبسملة والقنوت ، وهي مسألة اجتهادية فلما جاءت أيام النظام ، ومات ابن يونس وزالت شوكة الحنابلة استطال عليهم أصحاب الشافعي استطالة السلاطين الظلمة ، فاستعدوا بالسجن ، وآذوا العوام بالسعايات ، والفقهاء بالنبذ بالتجسيم قال : فتدبرت أمر الفريقين فإذا بهم لم تعمل فيهم آداب العلم وهل هذه إلا أفعال الأجناد ، يصولون في دولتهم ، ويلزمون المساجد في بطالتهم .
❤4
يسن التبرك بجميع آثاره صلى الله عليه وسلم بإجماع أمته، ومنها قبره
ومن اعتقد أن التبرك مرادف للمسح فهذا جاهل بكلام العرب وبكلام العلماء، وبواقع الأمر
بل التبرك عمل قلبي، ينشأ عن اتباعه صلى الله عليه وسلم في هديه، واتباع آثاره
ورسول الله صلى الله عليه وسلم كله بركة
وليس من التبرك: مسحُ قبرِه صلى الله عليه وسلم، بل مسح قبره مكروه
نعم، مسحه بنية إزالة نحو الغبار عليه: مسنون.
فطلب بركته صلى الله عليه وسلم هو غاية من يريد اتباعه صلى الله عليه وسلم
ومنها اتباع ما ذكره الأئمة من الأدب مع قبره صلى الله عليه وسلم، ومع غير قبره، والتزام آدابه كما ذكرها الأئمة، كل مذهب بحسب اجتهاد أئمته، ومنهم ساداتنا الشافعية رضي الله عنهم أجمعين، ولا تغتر بمن ينقل ما لا يعقله
وقد قال عتبان بن مالك لرسول الله صلى الله عليه وسلم: (فخط لي مسجدا)
قال النووي: (أي: أعلم لي على موضع لأتخذه مسجدا، أي موضعا أجعل صلاتي فيه متبركا بآثارك والله أعلم.
وفي هذا الحديث: أنواع من العلم تقدم كثير منها ففيه التبرك بآثار الصالحين).
وفي صحيح مسلم (فخرج بلال بوضوء فمن نائل وناضح فخرج النبي صلى الله عليه وسلم فتوضأ).
قال النووي: (فمن نائل بعد ذلك وناضح تبركا بآثاره صلى الله عليه وسلم وقد جاء مبينا في الحديث الآخر فرأيت الناس يأخذون من فضل وضوئه ففيه التبرك بآثار الصالحين).
والألفاظ في الأحاديث كثيرة جدا جدا، وفي عبارات العلماء ما لا أستطيع أن أحصيه كثرة
ولا يصح تقرير مذهب غير الشافعية في هذا الملتقى المخصص للشافعية
وفي الإمام أحمد: قال الإمام الذهبي الشافعي وهو الناقد البصير، تلميذ ابن تيمية رحمهما الله تعالى في سير أعلام النبلاء ط الرسالة (11/ 212): (ومن آدابه:
قال عبد الله بن أحمد: رأيت أبي يأخذ شعرة من شعر النبي -صلى الله عليه وسلم- فيضعها على فيه يقبلها.
وأحسب أني رأيته يضعها على عينه، ويغمسها في الماء ويشربه يستشفي به.
ورأيته أخذ قصعة النبي -صلى الله عليه وسلم- فغسلها في حب الماء، ثم شرب فيها.
ورأيته يشرب من ماء زمزم يستشفي به، ويمسح به يديه ووجهه.
قلت: أين المتنطع المنكر على أحمد، وقد ثبت أن عبد الله سأل أباه عمن يلمس رمانة منبر النبي -صلى الله عليه وسلم- ويمس الحجرة النبوية، فقال: لا أرى بذلك بأسا.
أعاذنا الله وإياكم من رأي الخوارج ومن البدع).
وقال أيضا (11/ 337): (الخلال: أخبرني عصمة بن عصام، حدثنا حنبل، قال:
أعطى بعض ولد الفضل بن الربيع أبا عبد الله - وهو في الحبس - ثلاث شعرات، فقال: هذه من شعر النبي -صلى الله عليه وسلم-.
فأوصى أبو عبد الله عند موته أن يجعل على كل عين شعرة، وشعرة على لسانه، ففعل ذلك به عند موته).
وقال الإمام الذهبي في ترجمة عبيدة السلماني التابعي من السير (4/ 42): (قال محمد: وقلت لعبيدة: إن عندنا من شعر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- شيئا من قبل أنس بن مالك.
فقال: لأن يكون عندي منه شعرة، أحب إلي من كل صفراء وبيضاء على ظهر الأرض.
قلت: هذا القول من عبيدة هو معيار كمال الحب، وهو أن يؤثر شعرة نبوية على كل ذهب وفضة بأيدي الناس.
ومثل هذا يقوله هذا الإمام بعد النبي -صلى الله عليه وسلم- بخمسين سنة، فما الذي نقوله نحن في وقتنا لو وجدنا بعض شعره بإسناد ثابت، أو شسع نعل كان له، أو قلامة ظفر، أو شقفة من إناء شرب فيه.
فلو بذل الغني معظم أمواله في تحصيل شيء من ذلك عنده، أكنت تعده مبذرا أو سفيها؟ كلا.
فابذل ما لك في زورة مسجده الذي بنى فيه بيده والسلام عليه عند حجرته في بلده، والتذ بالنظر إلى أُحُدِه وأَحِبَّه، فقد كان نبيك -صلى الله عليه وسلم- يحبه، وتملأ بالحلول في روضته ومقعده، فلن تكون مؤمنا حتى يكون هذا السيد أحب إليك من نفسك وولدك وأموالك والناس كلهم.
وقبل حجرا مكرما نزل من الجنة، وضع فمك لاثما مكانا قبله سيد البشر بيقين، فهنأك الله بما أعطاك، فما فوق ذلك مفخر.
ولو ظفرنا بالمحجن الذي أشار به الرسول -صلى الله عليه وسلم- إلى الحجر ثم قبل محجنه، لحق لنا أن نزدحم على ذلك المحجن بالتقبيل والتبجيل.
ونحن ندري بالضرورة أن تقبيل الحجر أرفع وأفضل من تقبيل محجنه ونعله.
وقد كان ثابت البناني إذا رأى أنس بن مالك أخذ يده، فقبلها، ويقول:
يد مست يد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
فنقول نحن إذ فاتنا ذلك: حجر معظم بمنزلة يمين الله في الأرض مسته شفتا نبينا -صلى الله عليه وسلم- لاثما له.
فإذا فاتك الحج، وتلقيت الوفد، فالتزم الحاج، وقبل فمه، وقل: فم مس بالتقبيل حجرا قبله خليلي -صلى الله عليه وسلم-).
ومن الجهل عدم فهم الفرق بين التبرك، وبين المسح، حتى ظنا شيئا واحدا
وحاولوا نشر هذا الجهل، مع أنه لا لغة ولا واقع يشهد لهذا المعنى، والله المستعان
والله أعلم
ومن اعتقد أن التبرك مرادف للمسح فهذا جاهل بكلام العرب وبكلام العلماء، وبواقع الأمر
بل التبرك عمل قلبي، ينشأ عن اتباعه صلى الله عليه وسلم في هديه، واتباع آثاره
ورسول الله صلى الله عليه وسلم كله بركة
وليس من التبرك: مسحُ قبرِه صلى الله عليه وسلم، بل مسح قبره مكروه
نعم، مسحه بنية إزالة نحو الغبار عليه: مسنون.
فطلب بركته صلى الله عليه وسلم هو غاية من يريد اتباعه صلى الله عليه وسلم
ومنها اتباع ما ذكره الأئمة من الأدب مع قبره صلى الله عليه وسلم، ومع غير قبره، والتزام آدابه كما ذكرها الأئمة، كل مذهب بحسب اجتهاد أئمته، ومنهم ساداتنا الشافعية رضي الله عنهم أجمعين، ولا تغتر بمن ينقل ما لا يعقله
وقد قال عتبان بن مالك لرسول الله صلى الله عليه وسلم: (فخط لي مسجدا)
قال النووي: (أي: أعلم لي على موضع لأتخذه مسجدا، أي موضعا أجعل صلاتي فيه متبركا بآثارك والله أعلم.
وفي هذا الحديث: أنواع من العلم تقدم كثير منها ففيه التبرك بآثار الصالحين).
وفي صحيح مسلم (فخرج بلال بوضوء فمن نائل وناضح فخرج النبي صلى الله عليه وسلم فتوضأ).
قال النووي: (فمن نائل بعد ذلك وناضح تبركا بآثاره صلى الله عليه وسلم وقد جاء مبينا في الحديث الآخر فرأيت الناس يأخذون من فضل وضوئه ففيه التبرك بآثار الصالحين).
والألفاظ في الأحاديث كثيرة جدا جدا، وفي عبارات العلماء ما لا أستطيع أن أحصيه كثرة
ولا يصح تقرير مذهب غير الشافعية في هذا الملتقى المخصص للشافعية
وفي الإمام أحمد: قال الإمام الذهبي الشافعي وهو الناقد البصير، تلميذ ابن تيمية رحمهما الله تعالى في سير أعلام النبلاء ط الرسالة (11/ 212): (ومن آدابه:
قال عبد الله بن أحمد: رأيت أبي يأخذ شعرة من شعر النبي -صلى الله عليه وسلم- فيضعها على فيه يقبلها.
وأحسب أني رأيته يضعها على عينه، ويغمسها في الماء ويشربه يستشفي به.
ورأيته أخذ قصعة النبي -صلى الله عليه وسلم- فغسلها في حب الماء، ثم شرب فيها.
ورأيته يشرب من ماء زمزم يستشفي به، ويمسح به يديه ووجهه.
قلت: أين المتنطع المنكر على أحمد، وقد ثبت أن عبد الله سأل أباه عمن يلمس رمانة منبر النبي -صلى الله عليه وسلم- ويمس الحجرة النبوية، فقال: لا أرى بذلك بأسا.
أعاذنا الله وإياكم من رأي الخوارج ومن البدع).
وقال أيضا (11/ 337): (الخلال: أخبرني عصمة بن عصام، حدثنا حنبل، قال:
أعطى بعض ولد الفضل بن الربيع أبا عبد الله - وهو في الحبس - ثلاث شعرات، فقال: هذه من شعر النبي -صلى الله عليه وسلم-.
فأوصى أبو عبد الله عند موته أن يجعل على كل عين شعرة، وشعرة على لسانه، ففعل ذلك به عند موته).
وقال الإمام الذهبي في ترجمة عبيدة السلماني التابعي من السير (4/ 42): (قال محمد: وقلت لعبيدة: إن عندنا من شعر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- شيئا من قبل أنس بن مالك.
فقال: لأن يكون عندي منه شعرة، أحب إلي من كل صفراء وبيضاء على ظهر الأرض.
قلت: هذا القول من عبيدة هو معيار كمال الحب، وهو أن يؤثر شعرة نبوية على كل ذهب وفضة بأيدي الناس.
ومثل هذا يقوله هذا الإمام بعد النبي -صلى الله عليه وسلم- بخمسين سنة، فما الذي نقوله نحن في وقتنا لو وجدنا بعض شعره بإسناد ثابت، أو شسع نعل كان له، أو قلامة ظفر، أو شقفة من إناء شرب فيه.
فلو بذل الغني معظم أمواله في تحصيل شيء من ذلك عنده، أكنت تعده مبذرا أو سفيها؟ كلا.
فابذل ما لك في زورة مسجده الذي بنى فيه بيده والسلام عليه عند حجرته في بلده، والتذ بالنظر إلى أُحُدِه وأَحِبَّه، فقد كان نبيك -صلى الله عليه وسلم- يحبه، وتملأ بالحلول في روضته ومقعده، فلن تكون مؤمنا حتى يكون هذا السيد أحب إليك من نفسك وولدك وأموالك والناس كلهم.
وقبل حجرا مكرما نزل من الجنة، وضع فمك لاثما مكانا قبله سيد البشر بيقين، فهنأك الله بما أعطاك، فما فوق ذلك مفخر.
ولو ظفرنا بالمحجن الذي أشار به الرسول -صلى الله عليه وسلم- إلى الحجر ثم قبل محجنه، لحق لنا أن نزدحم على ذلك المحجن بالتقبيل والتبجيل.
ونحن ندري بالضرورة أن تقبيل الحجر أرفع وأفضل من تقبيل محجنه ونعله.
وقد كان ثابت البناني إذا رأى أنس بن مالك أخذ يده، فقبلها، ويقول:
يد مست يد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
فنقول نحن إذ فاتنا ذلك: حجر معظم بمنزلة يمين الله في الأرض مسته شفتا نبينا -صلى الله عليه وسلم- لاثما له.
فإذا فاتك الحج، وتلقيت الوفد، فالتزم الحاج، وقبل فمه، وقل: فم مس بالتقبيل حجرا قبله خليلي -صلى الله عليه وسلم-).
ومن الجهل عدم فهم الفرق بين التبرك، وبين المسح، حتى ظنا شيئا واحدا
وحاولوا نشر هذا الجهل، مع أنه لا لغة ولا واقع يشهد لهذا المعنى، والله المستعان
والله أعلم
❤4👍1
أَهْلُ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ
(1) هل مات الإمام على عقيدة غير العقيدة التي كان عليها بعد توبته من الإعتزال ؟ يرى البعض أن الإمام أبا الحسن الأشعري رحمه الله تعالى قد مرّ في حياته بثلاث مراحل: الإمام الأشعري رحمه الله تعالى عَلَمٌ من أعلام المسلمين يشار إليه بالبنان، وتعقد على كلماته…
(2)
تُرى هل ما في الإبانة التي هي على طريق جمهور السلف، وهي من أواخـر كتب الإمام أو هـي آخرها([2]), ما يناقض ما كان عليه عبدالله بن سعيد بن كلاّب؟ أو بتعبير آخر، هل كان ابن كلاّب على خلاف طريق السلف الذي ألَّف الإمام الأشعري الإبانة عليه؟
الرد على القضية الثانية:
هل كان عبدالله بن سعيد بن كلاّب منحرفاً عن طريق السنة والسلف؟
نسلم أولاً أن الإمام الأشعري بعد تركه للاعتزال كان على طريق عبدالله بن سعيد بن كلاب، وهذا أمر يوافقنا عليه أصحاب الدعوى، ولكنهم يخالفوننا في أن طريق ابن كلاب وطريق السلف هما في حقيقة الأمر طريق واحد، لأن ابن كلاب كان من أئمة أهل السنة والجماعة السائرين على طريق السلف الصالح.
قال التاج السبكي في الطبقات (الطبقات 2 /300):
(وابن كلاّب على كل حال من أهل السنة…. ورأيت الإمام ضياء الدين الخطيب والد الإمام فخر الدين الرازي قد ذكر عبدالله بن سعيد في آخر كتابه “غاية المرام في علم الكلام ” فقال: ومن متكلمي أهل السنة في أيام المأمون عبدالله بن سعيد التميمي الذي دمّر المعتزلة في مجلس المأمون وفضحهم ببيانه) اهـ.
وقال الحافظ ابن عساكر رحمه الله تعالى (تبيين كذب المفتري ص405):
(قرأت بخطِّ علي بن بقاء الورّاق المحدث المصري رسالة كتب بها أبو محمد عبدالله بن أبي زيد القيرواني الفقيه المالكي- وكان مقدَّم أصحاب مالك رحمه الله بالمغرب في زمانه- إلى علي بن أحمد بن إسماعيل البغدادي المعتزلي جواباً عن رسالة كتب بها إلى المالكيين من أهل القيروان يظهر نصيحتهم بما يدخلهم به في أقاويل أهل الاعتزال، فذكر الرسالة بطولها في جزءٍ وهي معروفة، فمن جملة جواب ابن أبي زيد له أن قال: ونسبتَ ابن كلاّب إلى البدعة، ثم لم تحكِ عنه قولاً يعرف أنه بدعة فيوسم بهذا الاسم، وما علمنا من نسب إلى ابن كلاّب البدعة، والذي بلغنا أنه يتقلّد السنة ويتولّى الردَّ على الجهمية وغيرهم من أهل البدع يعني عبدالله بن سعيد بن كلاّب) اهـ.
وهذه شهادة عظيمة من الإمام ابن أبي زيد رحمه الله لابن كلاب أنه يتقلَّد السنة ويردُّ على المبتدعة، وأنه لم يعلم من نسب إليه البدعة.
وعلّق العلامة الكوثري رحمه الله تعالى في هامش الصفحة معرِّفاً بابن كلاب قال (المصدر السابق): (.. كان إمام متكلمة السنة في عهد أحمد، وممن يرافق الحارث بن أسد، ويشنع عليه بعض الضعفاء في أصول الدين..) ثم بيّن المسائل التي يشنع عليه بسببها وأن كلامه فيها ليس ببعيد عن الشرع والعقل.
وقال ابن قاضي شهبة (طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1 / 78):
(كان من كبار المتكلمين ومن أهل السنة، وبطريقته وطريقة الحارث المحاسبي اقتدى أبو الحسن الأشعري) اهـ.
وقال عنه جمال الدين الأسنوي (طبقات الشافعية للأسنوي 2 /178):
(كان من كبار المتكلمين ومن أهل السنة… ذكره العبادي في طبقة أبي بكر الصيرفي، قال: إنه من أصحابنا المتكلمين) اهـ.
وقال الإمام الحافظ الذهبي (سير أعلام النبلاء 11 /175):
(والرجل أقرب المتكلمين إلى السنة، بل هو في مناظريهم) اهـ.
علّق الشيخ شعيب الأرنؤوط على هذا الكلام قائلاً: (كان إمام أهل السنة في عصره، وإليه مرجعها، وقد وصفه إمام الحرمين في كتابه ” الإرشاد ” بأنه من أصحابنا) اهـ.
ولقد مر معنا قول العلامة ابن خلدون (المقدمة ص 853):
(إلى أن ظهر الشيخ أبو الحسن الأشعري…. وكان على رأي عبدالله بن سعيد بن كلاّب وأبي العباس القلانسي والحارث المحاسبي من أتباع السلف وعلى طريقة السنة) اهـ.
فوصفه بأنه من أتباع السلف، وأن الإمام الأشعري كان على رأيه ورأي القلانسي والمحاسبي وهؤلاء من أتباع السلف وعلى طريق السنة.
وقال العلامة كمال الدين البياضي رحمه الله تعالى (إشارات المرام من عبارات الإمام ص23):
(لأن الماتريدي مفصّل لمذهب الإمام ـ يعني أبا حنيفة ـ وأصحابِه المظهرين قبل الأشعري لمذهب أهل السنة، فلم يخلُ زمان من القائمين بنصرة الدين وإظهاره.. وقد سبقه ـ يعني الأشعري ـ أيضاً في ذلك ـ يعني في نصرة مذهب أهل السنة ـ الإمام أبو محمد عبدالله بن سعيد القطان..) اهـ.
أي أن الإمام ابن كلاب كان قبل الإمام أبي الحسن في نصرة الدين وإظهار السنة.
وقال الحافظ ابن حجر في (لسان الميزان 3 /291) في ترجمته، بعد أن نقل قول ابن النديم: إنـه ـ يعني ابن كلاب ـ من الحشوية.
قال الحافظ:(يريد من يكون على طريق السلف في ترك التأويل للآيات والأحاديث المتعلقة بالصفات، ويقال لهم المفوضة) اهـ.
وقال الإمام الشهرستاني رحمه الله تعالى (الملل والنحل ص81):
تُرى هل ما في الإبانة التي هي على طريق جمهور السلف، وهي من أواخـر كتب الإمام أو هـي آخرها([2]), ما يناقض ما كان عليه عبدالله بن سعيد بن كلاّب؟ أو بتعبير آخر، هل كان ابن كلاّب على خلاف طريق السلف الذي ألَّف الإمام الأشعري الإبانة عليه؟
الرد على القضية الثانية:
هل كان عبدالله بن سعيد بن كلاّب منحرفاً عن طريق السنة والسلف؟
نسلم أولاً أن الإمام الأشعري بعد تركه للاعتزال كان على طريق عبدالله بن سعيد بن كلاب، وهذا أمر يوافقنا عليه أصحاب الدعوى، ولكنهم يخالفوننا في أن طريق ابن كلاب وطريق السلف هما في حقيقة الأمر طريق واحد، لأن ابن كلاب كان من أئمة أهل السنة والجماعة السائرين على طريق السلف الصالح.
قال التاج السبكي في الطبقات (الطبقات 2 /300):
(وابن كلاّب على كل حال من أهل السنة…. ورأيت الإمام ضياء الدين الخطيب والد الإمام فخر الدين الرازي قد ذكر عبدالله بن سعيد في آخر كتابه “غاية المرام في علم الكلام ” فقال: ومن متكلمي أهل السنة في أيام المأمون عبدالله بن سعيد التميمي الذي دمّر المعتزلة في مجلس المأمون وفضحهم ببيانه) اهـ.
وقال الحافظ ابن عساكر رحمه الله تعالى (تبيين كذب المفتري ص405):
(قرأت بخطِّ علي بن بقاء الورّاق المحدث المصري رسالة كتب بها أبو محمد عبدالله بن أبي زيد القيرواني الفقيه المالكي- وكان مقدَّم أصحاب مالك رحمه الله بالمغرب في زمانه- إلى علي بن أحمد بن إسماعيل البغدادي المعتزلي جواباً عن رسالة كتب بها إلى المالكيين من أهل القيروان يظهر نصيحتهم بما يدخلهم به في أقاويل أهل الاعتزال، فذكر الرسالة بطولها في جزءٍ وهي معروفة، فمن جملة جواب ابن أبي زيد له أن قال: ونسبتَ ابن كلاّب إلى البدعة، ثم لم تحكِ عنه قولاً يعرف أنه بدعة فيوسم بهذا الاسم، وما علمنا من نسب إلى ابن كلاّب البدعة، والذي بلغنا أنه يتقلّد السنة ويتولّى الردَّ على الجهمية وغيرهم من أهل البدع يعني عبدالله بن سعيد بن كلاّب) اهـ.
وهذه شهادة عظيمة من الإمام ابن أبي زيد رحمه الله لابن كلاب أنه يتقلَّد السنة ويردُّ على المبتدعة، وأنه لم يعلم من نسب إليه البدعة.
وعلّق العلامة الكوثري رحمه الله تعالى في هامش الصفحة معرِّفاً بابن كلاب قال (المصدر السابق): (.. كان إمام متكلمة السنة في عهد أحمد، وممن يرافق الحارث بن أسد، ويشنع عليه بعض الضعفاء في أصول الدين..) ثم بيّن المسائل التي يشنع عليه بسببها وأن كلامه فيها ليس ببعيد عن الشرع والعقل.
وقال ابن قاضي شهبة (طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1 / 78):
(كان من كبار المتكلمين ومن أهل السنة، وبطريقته وطريقة الحارث المحاسبي اقتدى أبو الحسن الأشعري) اهـ.
وقال عنه جمال الدين الأسنوي (طبقات الشافعية للأسنوي 2 /178):
(كان من كبار المتكلمين ومن أهل السنة… ذكره العبادي في طبقة أبي بكر الصيرفي، قال: إنه من أصحابنا المتكلمين) اهـ.
وقال الإمام الحافظ الذهبي (سير أعلام النبلاء 11 /175):
(والرجل أقرب المتكلمين إلى السنة، بل هو في مناظريهم) اهـ.
علّق الشيخ شعيب الأرنؤوط على هذا الكلام قائلاً: (كان إمام أهل السنة في عصره، وإليه مرجعها، وقد وصفه إمام الحرمين في كتابه ” الإرشاد ” بأنه من أصحابنا) اهـ.
ولقد مر معنا قول العلامة ابن خلدون (المقدمة ص 853):
(إلى أن ظهر الشيخ أبو الحسن الأشعري…. وكان على رأي عبدالله بن سعيد بن كلاّب وأبي العباس القلانسي والحارث المحاسبي من أتباع السلف وعلى طريقة السنة) اهـ.
فوصفه بأنه من أتباع السلف، وأن الإمام الأشعري كان على رأيه ورأي القلانسي والمحاسبي وهؤلاء من أتباع السلف وعلى طريق السنة.
وقال العلامة كمال الدين البياضي رحمه الله تعالى (إشارات المرام من عبارات الإمام ص23):
(لأن الماتريدي مفصّل لمذهب الإمام ـ يعني أبا حنيفة ـ وأصحابِه المظهرين قبل الأشعري لمذهب أهل السنة، فلم يخلُ زمان من القائمين بنصرة الدين وإظهاره.. وقد سبقه ـ يعني الأشعري ـ أيضاً في ذلك ـ يعني في نصرة مذهب أهل السنة ـ الإمام أبو محمد عبدالله بن سعيد القطان..) اهـ.
أي أن الإمام ابن كلاب كان قبل الإمام أبي الحسن في نصرة الدين وإظهار السنة.
وقال الحافظ ابن حجر في (لسان الميزان 3 /291) في ترجمته، بعد أن نقل قول ابن النديم: إنـه ـ يعني ابن كلاب ـ من الحشوية.
قال الحافظ:(يريد من يكون على طريق السلف في ترك التأويل للآيات والأحاديث المتعلقة بالصفات، ويقال لهم المفوضة) اهـ.
وقال الإمام الشهرستاني رحمه الله تعالى (الملل والنحل ص81):
أَهْلُ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ
(1) هل مات الإمام على عقيدة غير العقيدة التي كان عليها بعد توبته من الإعتزال ؟ يرى البعض أن الإمام أبا الحسن الأشعري رحمه الله تعالى قد مرّ في حياته بثلاث مراحل: الإمام الأشعري رحمه الله تعالى عَلَمٌ من أعلام المسلمين يشار إليه بالبنان، وتعقد على كلماته…
(حتى انتهى الزمان إلى عبدالله بن سعيد الكلابي وأبي العباس القلانسي والحارث بن أسد المحاسبي وهؤلاء كانوا من جملة السلف، إلا أنهم باشروا علم الكلام وأيدوا عقائد السلف بحجج كلامية وبراهين أصولية، وصنَّف بعضهم ودرَّس بعضٌ، حتى جرى بين أبي الحسن الأشعري وبين أستاذه مناظرة في مسألة من مسائل الصلاح والأصلح، فتخاصما وانحاز الأشعري إلى هذه الطائفة، فأيَّد مقالتهم بمناهج كلامية، وصار ذلك مذهباً لأهل السنة والجماعة، وانتقلت سمة الصفاتية إلى الأشعرية) اهـ.
بل نزيد على ما مرَّ ونقول: ليس الإمام الأشعري وحده الذي كان على طريق الإمام ابن كلاب، كلا، بل كان على نفس المعتقد أئمة كبار مثل الإمام البخاري رحمه الله تعالى.
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى (الفتح 1/293):
(البخاري في جميع ما يورده من تفسير الغريب إنما ينقله عن أهل ذلك الفن كأبي عبيدة والنضر بن شميل والفراء وغيرهم، وأما المباحث الفقهية فغالبها مستمدة له من الشافعي وأبي عبيـد وأمثالهـما، وأما المسائـل الكلامية فأكثرها من الكرابيـسي وابن كُـلاَّب ونحـوهما) اهـ.
هذه نصوص واضحة بينة في أن الإمام عبدالله بن سعيد بن كلاب كان على طريق السلف والسنة.
القرآن كلام الله غير مخلوق، واللفظ به مخلوق:
فإذا كان الأمر كذلك كما بيّن هؤلاء الأئمة، فما السبب في اتهام عبدالله بن سعيد بن كلاب بمخالفة طريق السلف؟
يقول ابن عبدالبر في بيان شيء من ذلك أثناء ترجمة الإمام الكرابيسي (الانتقاء ص165):
(وكانت بينه ـ يعني الكرابيسي ـ وبين أحمد بن حنبل صداقة وكيدة، فلمّا خالفه في القرآن عادت تلك الصداقة عداوة، فكان كلُّ واحد منهما يطعن على صاحبه، وذلك أن أحمد كان يقول: من قال القرآن مخلوق فهو جهمي، ومن قال القرآن كلام الله ولا يقول غير مخلوق ولا مخلوق فهو واقفي، ومن قال لفظي بالقرآن مخلوق فهو مبتدع. وكان الكرابيسي وعبدالله بن كلاّب وأبو ثور وداود بن علي وطبقاتهم يقولون: إن القرآن الذي تكلم الله به صفة من صفاته لا يجوز عليه الخلق، وإن تلاوة التالي وكلامه بالقرآن كسب له وفعل له وذلك مخلوق وإنه حكاية عن كلام الله… وهجرت الحنبلية أصحاب أحمد بن حنبل حسيناً الكرابيسي وبدّعوه وطعنوا عليه وعلى كل من قال بقوله في ذلك) اهـ.
هذا هو سبب الطعن والتشنيع على عبدالله بن كلاّب ووصْـفِه بأنه لم يكن على طريق السنة والسلف، إلا أن هذا القول الذي بُـدّع بسببه لا يقتضي وصفه بالبدعة أو أنه على غير طريق السلف، لا سيما أن مسألة اللفظ بالقرآن كان يقول بها ثلة من أكابر أمة الإسلام مثل الذين ذكرهم ابن عبدالبر، وممن كان يقول بذلك أيضاً الإمام البخاري والإمام مسلم والحارث المحاسبي ومحمد بن نصر المـروزي وغيرهم، وما الفتنة التي حدثت بين البخاري وشيخه الذهلي إلا بسبب هذه المسألة، نعني مسألة اللفظ، ولقد صنّف الإمام البخاري في هذه المسألـة كتابـه ” خلق أفعال العباد ” لإثبات رأيه فيها والردّ على مخالفيه.
أما الإمام مسلم فقد كان يظهر القول باللفظ ولا يكتمه. (انظر سير أعلام النبلاء 12 /453 وما بعدها، 12/572).
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى في ترجمة الكرابيسي (طبقات الفقهاء الشافعيين 1/133):
(وأن أحمد بن حنبل كان تكلم فيه بسبب مسألة اللفظ، وكان هو أيضاً يتكلم في أحمد، فتجنَّب الناس الأخذ عنه لهذا السبب. قلت: الذي رأيت عنه أنه قال كلام الله غير مخلوق من كل الجهات إلا أن لفظي بالقرآن مخلوق، ومن لم يقلْ [ أي يعتقد ]: إن لفظي بالقرآن مخلوق فهو كافر. وهذا هو المنقول عن البخاري وداود بن على الظاهري، وكان الإمام أحمد يسدُّ في هذا البابَ لأجل حسم مادة القول بخلق القرآن) اهـ.
وممن كان يقول باللفظ أيضاً الإمام محمد بن جرير الطبري رحمه الله تعالى، وهي من المسائل التي نقم عليه بسببها بعض متعصبة الحنابلة، قال الحافظ ابن كثير رحمـه الله تعالى (المصدر السابق 1/226):
(كان قد وقع بينه – الطبري – وبين الحنابلة أظنه بسبب مسألة اللفظ، واتهم بالتشيع، وطلبوا عقد مناظرة بينهم وبينه، فجاء ابن جرير لذلك ولم يجئ منهم أحد، وقد بالغ الحنابلة في هذه المسألة وتعصبوا لها كثيراً، واعتقدوا أن القول بها يفضي إلى القول بخلق القرآن، وليس كما زعموا، فإن الحق لا يحتاط له بالباطل، والله أعلم) اهـ. (وانظر في محنة ابن جرير مع الحنابلة البداية والنهاية 11/145، الكامل لابن الأثير 7/8، السير 14/272 ـ 277، الوافي بالوفيات 2/284).
نعم، فإن القرآن كلام الله تعالى غير مخلوق وهو صفة من صفات ذاته العلية، إلا أنه لا يصحُّ أن يحتاط لهذا الحق بالباطل الذي هو إنكار حدوث وخلق ما قام بالمخلوق، ثم التشنيع على من يقول بذلك!
على أية حال الحق في هذه القضية مع الكرابيسي وابن كلاّب والبخاري ومسلم وأبي ثور وداود والمحاسبي والطبري وغيرهم ممن كان على طريقهم، أما الإمام أحمد رضي الله عنه – ومن قال بقوله – فكلامه محمول على سدّ باب الذريعة لكي لا يتوسل بالقول باللفظ إلى القول بخلق القـرآن.
بل نزيد على ما مرَّ ونقول: ليس الإمام الأشعري وحده الذي كان على طريق الإمام ابن كلاب، كلا، بل كان على نفس المعتقد أئمة كبار مثل الإمام البخاري رحمه الله تعالى.
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى (الفتح 1/293):
(البخاري في جميع ما يورده من تفسير الغريب إنما ينقله عن أهل ذلك الفن كأبي عبيدة والنضر بن شميل والفراء وغيرهم، وأما المباحث الفقهية فغالبها مستمدة له من الشافعي وأبي عبيـد وأمثالهـما، وأما المسائـل الكلامية فأكثرها من الكرابيـسي وابن كُـلاَّب ونحـوهما) اهـ.
هذه نصوص واضحة بينة في أن الإمام عبدالله بن سعيد بن كلاب كان على طريق السلف والسنة.
القرآن كلام الله غير مخلوق، واللفظ به مخلوق:
فإذا كان الأمر كذلك كما بيّن هؤلاء الأئمة، فما السبب في اتهام عبدالله بن سعيد بن كلاب بمخالفة طريق السلف؟
يقول ابن عبدالبر في بيان شيء من ذلك أثناء ترجمة الإمام الكرابيسي (الانتقاء ص165):
(وكانت بينه ـ يعني الكرابيسي ـ وبين أحمد بن حنبل صداقة وكيدة، فلمّا خالفه في القرآن عادت تلك الصداقة عداوة، فكان كلُّ واحد منهما يطعن على صاحبه، وذلك أن أحمد كان يقول: من قال القرآن مخلوق فهو جهمي، ومن قال القرآن كلام الله ولا يقول غير مخلوق ولا مخلوق فهو واقفي، ومن قال لفظي بالقرآن مخلوق فهو مبتدع. وكان الكرابيسي وعبدالله بن كلاّب وأبو ثور وداود بن علي وطبقاتهم يقولون: إن القرآن الذي تكلم الله به صفة من صفاته لا يجوز عليه الخلق، وإن تلاوة التالي وكلامه بالقرآن كسب له وفعل له وذلك مخلوق وإنه حكاية عن كلام الله… وهجرت الحنبلية أصحاب أحمد بن حنبل حسيناً الكرابيسي وبدّعوه وطعنوا عليه وعلى كل من قال بقوله في ذلك) اهـ.
هذا هو سبب الطعن والتشنيع على عبدالله بن كلاّب ووصْـفِه بأنه لم يكن على طريق السنة والسلف، إلا أن هذا القول الذي بُـدّع بسببه لا يقتضي وصفه بالبدعة أو أنه على غير طريق السلف، لا سيما أن مسألة اللفظ بالقرآن كان يقول بها ثلة من أكابر أمة الإسلام مثل الذين ذكرهم ابن عبدالبر، وممن كان يقول بذلك أيضاً الإمام البخاري والإمام مسلم والحارث المحاسبي ومحمد بن نصر المـروزي وغيرهم، وما الفتنة التي حدثت بين البخاري وشيخه الذهلي إلا بسبب هذه المسألة، نعني مسألة اللفظ، ولقد صنّف الإمام البخاري في هذه المسألـة كتابـه ” خلق أفعال العباد ” لإثبات رأيه فيها والردّ على مخالفيه.
أما الإمام مسلم فقد كان يظهر القول باللفظ ولا يكتمه. (انظر سير أعلام النبلاء 12 /453 وما بعدها، 12/572).
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى في ترجمة الكرابيسي (طبقات الفقهاء الشافعيين 1/133):
(وأن أحمد بن حنبل كان تكلم فيه بسبب مسألة اللفظ، وكان هو أيضاً يتكلم في أحمد، فتجنَّب الناس الأخذ عنه لهذا السبب. قلت: الذي رأيت عنه أنه قال كلام الله غير مخلوق من كل الجهات إلا أن لفظي بالقرآن مخلوق، ومن لم يقلْ [ أي يعتقد ]: إن لفظي بالقرآن مخلوق فهو كافر. وهذا هو المنقول عن البخاري وداود بن على الظاهري، وكان الإمام أحمد يسدُّ في هذا البابَ لأجل حسم مادة القول بخلق القرآن) اهـ.
وممن كان يقول باللفظ أيضاً الإمام محمد بن جرير الطبري رحمه الله تعالى، وهي من المسائل التي نقم عليه بسببها بعض متعصبة الحنابلة، قال الحافظ ابن كثير رحمـه الله تعالى (المصدر السابق 1/226):
(كان قد وقع بينه – الطبري – وبين الحنابلة أظنه بسبب مسألة اللفظ، واتهم بالتشيع، وطلبوا عقد مناظرة بينهم وبينه، فجاء ابن جرير لذلك ولم يجئ منهم أحد، وقد بالغ الحنابلة في هذه المسألة وتعصبوا لها كثيراً، واعتقدوا أن القول بها يفضي إلى القول بخلق القرآن، وليس كما زعموا، فإن الحق لا يحتاط له بالباطل، والله أعلم) اهـ. (وانظر في محنة ابن جرير مع الحنابلة البداية والنهاية 11/145، الكامل لابن الأثير 7/8، السير 14/272 ـ 277، الوافي بالوفيات 2/284).
نعم، فإن القرآن كلام الله تعالى غير مخلوق وهو صفة من صفات ذاته العلية، إلا أنه لا يصحُّ أن يحتاط لهذا الحق بالباطل الذي هو إنكار حدوث وخلق ما قام بالمخلوق، ثم التشنيع على من يقول بذلك!
على أية حال الحق في هذه القضية مع الكرابيسي وابن كلاّب والبخاري ومسلم وأبي ثور وداود والمحاسبي والطبري وغيرهم ممن كان على طريقهم، أما الإمام أحمد رضي الله عنه – ومن قال بقوله – فكلامه محمول على سدّ باب الذريعة لكي لا يتوسل بالقول باللفظ إلى القول بخلق القـرآن.
أَهْلُ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ
(1) هل مات الإمام على عقيدة غير العقيدة التي كان عليها بعد توبته من الإعتزال ؟ يرى البعض أن الإمام أبا الحسن الأشعري رحمه الله تعالى قد مرّ في حياته بثلاث مراحل: الإمام الأشعري رحمه الله تعالى عَلَمٌ من أعلام المسلمين يشار إليه بالبنان، وتعقد على كلماته…
قال الإمام الذهبي (السير 12/82، وانظر أيضاً السير 11/510):
(ولا ريب أن ما ابتدعه الكرابيسي وحرره في مسألة اللفظ وأنه مخلوق هو حق، لكن أباه الإمام أحمد لئلا يُتذرع به إلى القول بخلق القرآن فسدّ الباب) اهـ.
وقال أيضاً (ميزان الاعتدال 1/544): (وكان يقول ـ يعني الكرابيسي ـ القرآن كلام الله غير مخلوق، ولفظي به مخلوق، فإن عنى التلفظ فهذا جيد، فإن أفعالنا مخلوقة، وإن قصد الملفوظ بأنه مخلوق فهذا الذي أنكره أحمد والسلف وعدّوه تجهماً) اهـ.
ولا ريب أن مراد الكرابيسي وابن كلاّب والبخاري ومسلم وأبي ثور وداود ومن كان على قولهم لاريب أن مرادهم هو الأول، وعلى الجملة فإن القضية أهون من أن يُبـدَّع من أجلها.
وقال أيضا (السير 11/510) بعد أن نقل قول الحافظ أبي بكر الأعين: مشايخ خراسان ثلاثة: قتيبة، وعلي بن حجر، ومحمد بن مهران الرازي، ورجالها أربعة: عبدالله بن عبدالرحمن السمرقندي ومحمد بن إسماعيل البخاري قبل أن يظهر منه ما ظهر… الخ
قال الذهبي معلّقاً عليه: (والذي ظهر من محمد – يعني البخاري – أمرٌ خفيف من المسائل التي اختلف فيها الأئمة في القول في القرآن وتسمّى مسألة أفعال التالين، فجمهور الأئمة والسلف والخلف على أن القرآن كلام الله المنزل غير مخلوق وبهذا ندين الله) اهـ.
ولا يلزم من هجر الإمام أحمد لهؤلاء الأئمة أن يكونوا على غير طريق السلف، لا سيما أن الحق معهم فيما ذهبوا إليه كما قرَّرَه الإمام الذهبي.
وقال أيضا ( سير أعلام النبلاء 11/290 ):
( فقد كان هذا الإمام [ يعني أحمد ] لا يرى الخوض في هذا البحث خوفا من أن يُتذرّع به إلى القول بخلق القرآن، والكف عن هذا أولى. آمنا بالله تعالى وبملائكته وبكتبه ورسله وأقداره والبعث والعرض على الله يوم الدين. ولو بسط هذا السطر وحُرِّرَ وقُرِّرَ بأدلته لجاء في خمس مجلدات، بل ذلك موجود مشروح لمن رامه. والقرآن فيه شفاء ورحمة للمؤمنين. ومعلوم أن التلفظ شيء من كسب القارئ غير الملفوظ، والقراءة غير الشيء المقروء، والتلاوة وحسنها وتجويدها غير المتلو، وصوت القارئ من كسبه فهو يُحدث [ يعني يفعل، وليس الإحداث المرادف للخلق كما تقول المعتزلة ] التلفظ والصوت والحركة والنطق، وإخراج الكلمات من أدواته المخلوقة، ولم يحدث كلمات القرآن ولا ترتيبه ولا تأليفه ولا معانيه ).
ثم روى عن الحاكم بسنده إلى فوران صاحب أحمد أنه قال :
سألني الأثرم وأبو عبدالله المعيطي أن أطلب من أبي عبدالله [ يعني أحمد ] خلوة، فأسأله فيها عن أصحابنا الذين يفرقون بين اللفظ والمحكي. فسألته ، فقال : القرآن كيف تُصُرِّفَ في أقواله وأفعاله فغير مخلوق، فأما أفعالنا فمخلوقة. قلت [ القائل فوران ]: فاللفظية تعدُّهم يا أبا عبدالله في جملة الجهمية ؟ فقال : لا . الجهمية الذين قالوا: القرآن مخلوق اهـ.
وفي الأسماء والصفات للبيهقي ص266 عن عبدالله بن أحمد بن حنبل قال : سمعت أبي يقول: ( من قال لفظي بالقرآن مخلوق يريد به القرآن فهو كافر ) علق الحافظ البيهقي قائلا : ( قلت : هذا تقييد حفظه عنه ابنه عبدالله وهو قوله: يريد به القرآن. فقد غفل عنه غيره ممن حكى عنه في اللفظ خلاف ما حكينا حتى نسب إليه ما تبرأ منه فيما ذكرنا ) اهـ.
وقال الإمام البخاري رحمه الله تعالى ( خلق أفعال العباد ص 43 ) :
( فأما ما احتج به الفريقان لمذهب أحمد ويدعيه كل لنفسه فليس بثابت كثير من أخبارهم، وربما لم يفهموا دقة مذهبه، بل المعروف عن أحمد وأهل العلم أن كلام الله غير مخلوق وما سواه مخلوق، وأنهم كرهوا البحث والتنقيب عن الأشياء الغامضة، وتجنبوا أهل الكلام والخوض والتنازع إلا فيما جاء به العلم وبيّنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ) ا.هـ
وإننا متيقنون بأنهم رحمهم الله تعالى لم يقولوا هذا القول دون أن تدعو لذلك حاجة، كلا، وحاشاهم أن يتكلموا بشيء سكت عنه الصحابة والتابعون، لكنهم لمَّا رأوا الناس تقحموا هذا الباب، وخاضوا في هذا الأمر، وحملوه على غير وجهه، اضطروا إلى الكلام فيه تبياناً للحق، وكفّاً للناس عن ذلك.
قال العلامة الكوثري رحمه الله تعالى (في تعليقه على تبيين كذب المفتري هامش(2) من الصفحة / 406):
(أما كلام أحمد في ابن كلاب وصاحبه [ يعني الحارث المحاسبي ] فلكراهته الخوض في الكلام وتورُّعِه منه، ولكن الحق أن الخوض فيه عند الحاجة متعيِّنٌ على خلاف ما يرتئيه أحمد) اهـ.
الخلاصة أن الأمر خفيف كما وصفه الحافظ الذهبي، وأن هذه المسألة مما اختلفت فيها أقوال الأئمة، وهم متفقون جميعاً على أن القرآن الذي هو صفة الرحمن وكلامه تعالى غيرمخلوق.
بهذا يتبين أن الإمام ابن كلاّب لم يكن وحده في هذا الأمر الذي ذهب إليه، بل كان على رأيه كبار أئمة الدين، وبهذا يُعلم أيضاً أنه لم يبتدع أو يخالف منهج السلف والسنة، بل هو من أكابر أهل السنة والجماعة السائرين على خطى السلف الصالح كما مرّ من أقوال العلماء فيه.
فإذا كان الأمر كذلك، فمن أين جاء القول بأن الإمام الأشعري قد ترك طريقته وآراءه؟!
(ولا ريب أن ما ابتدعه الكرابيسي وحرره في مسألة اللفظ وأنه مخلوق هو حق، لكن أباه الإمام أحمد لئلا يُتذرع به إلى القول بخلق القرآن فسدّ الباب) اهـ.
وقال أيضاً (ميزان الاعتدال 1/544): (وكان يقول ـ يعني الكرابيسي ـ القرآن كلام الله غير مخلوق، ولفظي به مخلوق، فإن عنى التلفظ فهذا جيد، فإن أفعالنا مخلوقة، وإن قصد الملفوظ بأنه مخلوق فهذا الذي أنكره أحمد والسلف وعدّوه تجهماً) اهـ.
ولا ريب أن مراد الكرابيسي وابن كلاّب والبخاري ومسلم وأبي ثور وداود ومن كان على قولهم لاريب أن مرادهم هو الأول، وعلى الجملة فإن القضية أهون من أن يُبـدَّع من أجلها.
وقال أيضا (السير 11/510) بعد أن نقل قول الحافظ أبي بكر الأعين: مشايخ خراسان ثلاثة: قتيبة، وعلي بن حجر، ومحمد بن مهران الرازي، ورجالها أربعة: عبدالله بن عبدالرحمن السمرقندي ومحمد بن إسماعيل البخاري قبل أن يظهر منه ما ظهر… الخ
قال الذهبي معلّقاً عليه: (والذي ظهر من محمد – يعني البخاري – أمرٌ خفيف من المسائل التي اختلف فيها الأئمة في القول في القرآن وتسمّى مسألة أفعال التالين، فجمهور الأئمة والسلف والخلف على أن القرآن كلام الله المنزل غير مخلوق وبهذا ندين الله) اهـ.
ولا يلزم من هجر الإمام أحمد لهؤلاء الأئمة أن يكونوا على غير طريق السلف، لا سيما أن الحق معهم فيما ذهبوا إليه كما قرَّرَه الإمام الذهبي.
وقال أيضا ( سير أعلام النبلاء 11/290 ):
( فقد كان هذا الإمام [ يعني أحمد ] لا يرى الخوض في هذا البحث خوفا من أن يُتذرّع به إلى القول بخلق القرآن، والكف عن هذا أولى. آمنا بالله تعالى وبملائكته وبكتبه ورسله وأقداره والبعث والعرض على الله يوم الدين. ولو بسط هذا السطر وحُرِّرَ وقُرِّرَ بأدلته لجاء في خمس مجلدات، بل ذلك موجود مشروح لمن رامه. والقرآن فيه شفاء ورحمة للمؤمنين. ومعلوم أن التلفظ شيء من كسب القارئ غير الملفوظ، والقراءة غير الشيء المقروء، والتلاوة وحسنها وتجويدها غير المتلو، وصوت القارئ من كسبه فهو يُحدث [ يعني يفعل، وليس الإحداث المرادف للخلق كما تقول المعتزلة ] التلفظ والصوت والحركة والنطق، وإخراج الكلمات من أدواته المخلوقة، ولم يحدث كلمات القرآن ولا ترتيبه ولا تأليفه ولا معانيه ).
ثم روى عن الحاكم بسنده إلى فوران صاحب أحمد أنه قال :
سألني الأثرم وأبو عبدالله المعيطي أن أطلب من أبي عبدالله [ يعني أحمد ] خلوة، فأسأله فيها عن أصحابنا الذين يفرقون بين اللفظ والمحكي. فسألته ، فقال : القرآن كيف تُصُرِّفَ في أقواله وأفعاله فغير مخلوق، فأما أفعالنا فمخلوقة. قلت [ القائل فوران ]: فاللفظية تعدُّهم يا أبا عبدالله في جملة الجهمية ؟ فقال : لا . الجهمية الذين قالوا: القرآن مخلوق اهـ.
وفي الأسماء والصفات للبيهقي ص266 عن عبدالله بن أحمد بن حنبل قال : سمعت أبي يقول: ( من قال لفظي بالقرآن مخلوق يريد به القرآن فهو كافر ) علق الحافظ البيهقي قائلا : ( قلت : هذا تقييد حفظه عنه ابنه عبدالله وهو قوله: يريد به القرآن. فقد غفل عنه غيره ممن حكى عنه في اللفظ خلاف ما حكينا حتى نسب إليه ما تبرأ منه فيما ذكرنا ) اهـ.
وقال الإمام البخاري رحمه الله تعالى ( خلق أفعال العباد ص 43 ) :
( فأما ما احتج به الفريقان لمذهب أحمد ويدعيه كل لنفسه فليس بثابت كثير من أخبارهم، وربما لم يفهموا دقة مذهبه، بل المعروف عن أحمد وأهل العلم أن كلام الله غير مخلوق وما سواه مخلوق، وأنهم كرهوا البحث والتنقيب عن الأشياء الغامضة، وتجنبوا أهل الكلام والخوض والتنازع إلا فيما جاء به العلم وبيّنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ) ا.هـ
وإننا متيقنون بأنهم رحمهم الله تعالى لم يقولوا هذا القول دون أن تدعو لذلك حاجة، كلا، وحاشاهم أن يتكلموا بشيء سكت عنه الصحابة والتابعون، لكنهم لمَّا رأوا الناس تقحموا هذا الباب، وخاضوا في هذا الأمر، وحملوه على غير وجهه، اضطروا إلى الكلام فيه تبياناً للحق، وكفّاً للناس عن ذلك.
قال العلامة الكوثري رحمه الله تعالى (في تعليقه على تبيين كذب المفتري هامش(2) من الصفحة / 406):
(أما كلام أحمد في ابن كلاب وصاحبه [ يعني الحارث المحاسبي ] فلكراهته الخوض في الكلام وتورُّعِه منه، ولكن الحق أن الخوض فيه عند الحاجة متعيِّنٌ على خلاف ما يرتئيه أحمد) اهـ.
الخلاصة أن الأمر خفيف كما وصفه الحافظ الذهبي، وأن هذه المسألة مما اختلفت فيها أقوال الأئمة، وهم متفقون جميعاً على أن القرآن الذي هو صفة الرحمن وكلامه تعالى غيرمخلوق.
بهذا يتبين أن الإمام ابن كلاّب لم يكن وحده في هذا الأمر الذي ذهب إليه، بل كان على رأيه كبار أئمة الدين، وبهذا يُعلم أيضاً أنه لم يبتدع أو يخالف منهج السلف والسنة، بل هو من أكابر أهل السنة والجماعة السائرين على خطى السلف الصالح كما مرّ من أقوال العلماء فيه.
فإذا كان الأمر كذلك، فمن أين جاء القول بأن الإمام الأشعري قد ترك طريقته وآراءه؟!
❤2